مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 01-04-2001, 11:22 AM
عمروش عمروش غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 60
Post

http://hewar.khayma.com/Forum5/HTML/000752.html
السلام عليك يابو الطفال كيف تريد من حكامكم يقولو لا للقردة
ولخنازير وهم اذناب لهم
---------------------------------
لله دركم جميعا، وأخص الأخ مجاهد الذي أوجز فأبدع.
إن الواقع في أمتنا من تفصيل الكافر المستعمر، والدولة القطرية محض جريمة، كائنا من كان حاكمها، وواقع المنطقة في غاية الإتقان والتنسيق والقبح، كالخنزير فدولنا أعضاؤه والكيان اليهودي رأسه، وهل يملك العضو إلا الاستجابة للدماغ، وحمايته ودرء الشر عنه؟ هذا بنيان مرصوص الجوهر في خدمة مصالح المحتلين من أقام منهم ومن ارتحل ظاهرا بعد أن أوكلوا للنواطير مهمتهم. ومخطئ من يظن أن هذه الأنظمة القطرية قد فشلت، فالفشل والنجاح مقياسهما إنجاز الشيء أو عدمه لما وجد من أجله. وهذه الأنظمة وقطرياتها إنما وجدت لهدف واحد هو منع عودة الأمة إلى وحدتها ونهضتها تحت راية الخلافة. وقد نجحت في ذلك نجاحا منقطع النظير، بدليل الظواهر التالية وهي غيض من فيض، وليت إخواني يكملون ما لم أذكره من مظاهر نجاحها:
1- ألم تكرس واقع التجزئة القطري الذي أقامه الإستعمار، والتي زعمت أنها تحررت منه.
2- ألم تدخل جيوشها إلى فلسطين وتقم دولة إسرائيل.
3- ألم تحرس هذه الدولة نصف قرن حتى قوي عودها، ثم تلتفت إلينا قائلة ما البديل لهزيمتنا.
4- ألم تحول بلادنا إلى مزارع ومراتع للآل والمستعمر، وتعامل العربي كأجنبي.
5- ألم تضطهد كل من قال لا إله إلا الله بحق.
6- ألم تخترع دينا جديدا وتوظف له أحبارا وكهنة يحلون القواعد الأجنبية والصلح مع إسرائيل ويعطون الشرعية للنواطير والعملاء ويرون في الخلافة فتنة، ويبدعون في فقه التطبع مع الواقع.
7- ألم يصرفوا في حربي الخليج ألف ومائتي بليون دولار؟
8- ألم تقصف إسرائيل بعضهم فانتقم من أخيه.
9- ألم يمنهجوا الدعارة والخمور والانحلال الخلقي في بلادنا.
10- ألم يدعموا حركة ((حتف )) ويجعلوها دون سواها ممثلا شرعيا وحيدا لرأسه اليهودي صلاحية بيع فلسطين في أوسلوا (الألف لواو الجماعة )
11- أما أصبح الإنسان العربي من بطشهم يخاف من ظله.
12- أما غسلوا أدمغتنا فغدونا نستمتع بغَنَمِيّتنا؟
13- ألم ينقل إعلامهم أن بوكاسا له أربعة قصور ؟؟؟؟؟؟ هاهاهاهاها
14- ألم يقل أحدهم ليتني أقضي شهيدا كأخي رابين؟
15- ألم تصبح (الفعللة) القطرية دينا يبعد به العربي ويستقبل به الأمريكي؟
16- ألم نصبح ننسب إلى غير خصى آبائنا ونفتخر بخصية ناطور .
17- ألم يصبح أمراء المؤمنين وخدام الشرف كما تعلمون .
أكملوا يرحمكم الله.
ما جدوى قمة خنزير - أعضاء الخنزير بما فيها رأسه كيان واحد مؤتمره في انعقاد دائم منذ 1924 .لا بد من ذبح الخنزير
  #12  
قديم 02-04-2001, 07:33 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم
  #13  
قديم 03-04-2001, 11:46 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
Post

السلام عليكم.
بعد قراءة سريعة للموضوع احببت ان اطرح بعض الاسئلة على السيد / س/ وتتكفل اخي السنونو المهاجر بنقلها
كيف يمكن للاسلام ان يصل أو / يعود / الى سدة الحكم ؟
هل الديمقراطية كفر ؟كيف ؟ ألا يخدم هذا الطرح انظمتنا الاحادية الشمولية ؟
اذا كانت هناك صحوة اسلامية فهل هي متواصلة ام انها تتراجع ولماذا؟
ولنا عودة ان شاء الله
  #14  
قديم 03-04-2001, 04:51 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

لك وبقية الأخوة هذا الحق ... ما أن يصلني الرد حتى يأخذ مكانه في هذه الخيمة.
  #15  
قديم 03-04-2001, 11:15 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post


ما شاء الله تبارك الله ....

لم أجد بداً من الرد على هذا الجهد الطيب وتقديم الشكر الجزيل للضيف السيد (س) والمضيف الرائع هذا السنونو المهاجر إلى رحاب الحق والحقيقة ..... بوركتما وبورك جهدكما فما تركتما لنا مجالاً دون أن تشبعاه تمحيصاً وتفصيلاً ولا أجد هنا إلا أن أقول :


نكأتَ بها بما أســلفتَ جرحــاً

************* بذلتُ الجهـــدَ لمْ أبلـغْ مـــداها

فمـــا أبقى على قومي رئيسٌ

************* وما أبقى الملوكُ على حِمــاها

تقدَّمتِ الصــفوفَ جبـــاهُ ذلٍّ

************* تســوسُ بإمرة الباغي شِــياها

وخلف الصفِّ صفٌّ من شيوخٍ

************* قصورُ الملكِ تفتيهم رِضـــاها

أقاموا الدين ســلطاناً لظلــمٍ

************* بفتوى المُحكَمات على هـواها

فما الإســلامُ إشــراكٌ بربٍّ

************* ومـــا ندري نبيـــاً بعـــد طــه

تجمَّعتِ الوفودُ على سرابٍ

************* وفي عمَّان قد باعــــوا ثـراها

أقرُّوا في البيان بنودَ جُبنٍ

************* كما أُمِرُوا وما كتبـــوا سواها

ألا يا بؤس ما كتبوا وقالوا

************* ويا بئس البنـــود ومن تــلاها

أما أنفوا الخنوع وما أصابوا

************* أما ملُّــوا بما أحنــوا الجبـاها

وما نالوا بما كتبوا وقالوا

************* من الإذلال غير الوجه شـاها

شقيتُ أخي وشعري في همومي

************* ومثلك أصـرخ الأحـزان آهــــا

فآهـــاً ثُمَّ آهـــاً ثُمَّ آهــــاً

************* وآهـــــاً ثُمَّ آهـــــاً ثُمَّ آهـــــــا

فليتَ الآه تشفي يا صديقي

************* وليتَ الدمع يطفئ مِنْ لظـاها

تناسوا بالهوان جراحَ شعبٍ

************* تعبَّقتِ المشـــاعرُ من دِمَــاها

تصــدُّوا للعــدو بكلِّ عزمٍ

************* فنالوا المجدَ صقراً في سماها

أيسعى الطفل للأمجاد ليثاً

************* ويخنــعُ مَنْ تمتَّــعَ في رُبَـاها

كفى صمتاً على الإذلال شعباً

************* لـه التاريــخُ أصــغى ثمَّ باهى

وأمَّـا اليوم فالزعماء تزري

************* بكلِّ عزيمــــةٍ والمجد تــــاها

أيصنعُ في الفلبين انتصارٌ

************* ونحن نخاف أن نسقى ضناها

فلا كانت حيــاةٌ دون عــزٍّ

************* ولا كان الجبان ومَنْ رجـــاها

أبالأقوال تحريرٌ ونصــرٌ

************* وبالتفريــط قد دارت رحـــاها

أفي التسليم أمجادٌ وفخـــرٌ

************* وما نُعطى الدنيَّـــة مِنْ عُـلاها

قضى الرحمن في الآيات أمراً

************* فليتَ المرء يعقـــلُ محتـــواها

بأنَّ الله لا يقضـــى لقـــــومٍ

************* بلا تغييرِ أنفســــهم خُـــــطاها

فيا شعب العروبة إنْ تثوروا

************* على الطغيــان لا تنســـوا إلها

هو المولى فلا السلطان يبقى

************* ولا الفتــوى وإن طالتْ لِحَاها


هو المولى المستعان فحسبنا الله نعم الوكيل ودعاؤنا أن يفكر المسلمون في الكرامة والتغيير بإصلاح النفوس وإخلاص النية ثم بتنظيف الحمى من الغثاء ثم الأعداء لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..

  #16  
قديم 04-04-2001, 12:19 AM
YY YY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 39
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.al-waie.org/arabic/issue/167/htm/167w01.htm

كلمة الوعي

الخلافةَ ... الخلافةَ،

أعيدوها أيها المسلمون

في 3 آذار سنة 1924م، هدمت الخلافة الإسلامية على يد اليهودي المتمسلم مصطفى كمال، عميل الإنكليز وصنيعتهم، وحلت الطامة الكبرى على المسلمين، وفتح باب المصائب والبلايا عليهم من كل جانب، وسيم المسلمون العذاب في مختلف البلاد التي تقاسمتهم واستضعفتهم وأعملت المجازر والتشريد بهم... وبعد هدم الخلافة جزئت دولة المسلمين وتحطمت وحدتهم وذهبت قوتهم، وأصبحوا مطمع كل لئيم، وغاض حكم الله عن الأرض، وغاب العدل والخير وانحسر المعروف وفي المقابل ساد الكفر وانتشر الظلم والشر والمنكر... ذلك أن سقوط الخلافة يعني انفلات الحزام الذي يجمع المسلمين في شتى أقطار العالم، وانهيار الكيان السياسي الذي يوحد المسلمين جميعهم ـ وهم اليوم ربع سكان الكرة الأرضية تقريباً ـ تحت راية واحدة، مع ما يلحق ذلك من انحسار للحق وانتشار للباطل.

وإننا نجد ارتباطاً واضحاً بين هدم الخلافة الإسلامية وبين ضياع فلسطين، وقيام كيان يهود عليها. فدولة المسخ هذه لم تكن لتوجد لو كانت الخلافة قائمة، وكلنا يعرف موقف الخلافة الإسلامية زمن العثمانيين، وهي في أشد حالاتها ضعفاً، وكلنا يذكر قولة السلطان عبد الحميد الثاني عن فلسطين عندما ردّ الوفد اليهودي الذي جاء يفاوضه من أجل بيع فلسطين لهم فقال: «إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين. فهي ليست ملك يميني... بل ملك الأمة الإسلامية... وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن» وهذا فعلاً ما حدث ففلسطين ضاعت بعد هدم الخلافة ولن يعيدها من جديد إلا دولة الخلافة وأن يهود لن يقاتلهم ويقتلهم إلا مسلمون، عباد لله، يحقق الله سبحانه فيهم ما تأذّن به من أنه سيرسل عليهم من يسومهم سوء العذاب، وأنه لن يحجبهم من المسلمين حجر ولا شجر.

إن الغرب الكافر هو الذي هدم الخلافة وليس يهود، فيهود أضعف من أن يتمكنوا من فعل ذلك بأنفسهم، ولكن حقد اليهود على المسلمين وكيدهم ومكرهم وقبولهم بأن يكونوا رأس حربة لهذا الغرب الكافر، ورضاهم بأن يكونوا جزءاً من خطته في ضرب المسلمين وإسقاط دولتهم هو الذي جعل اليهود والنصارى ]بعضهم أولياء بعض[... فالغرب الكافر هو الذي مكّن لليهود، وكان حبله هو الذي يمدهم بالحياة والقوة والاستمرار.

إن الغرب الرأسمالي المستعمر الكافر إنما لعب لعبته وضرب ضربته لأنه يعلم أنه لن تقوم له قائمة إذا لم يقضِ على الخلافة. وبما أن الغرب صاحب مصلحة مستمرة في بلادنا، ولأن بلاد المسلمين تنعم بخيرات وفيرة وكنوز دفينة وثروات هائلة كانت مصلحته تقضي بأن لا تقوم للإسلام خلافته. ولأن المبدأ الإسلامي مبدأ عالمي بعقيدته وأنظمته فإنه يشكل في نظر الغرب خطراً حضارياً عليه وتهديداً حقيقياً له، لذلك وحفاظاً على مبدئه وحضارته كان حريصاً على هدم الخلافة... لذلك عمل الغرب، وما زال يعمل بالوسائل والأساليب نفسها، وإن اختلفت بعض التفاصيل.

إن الأدوات التي استخدمها الغرب لضرب الإسلام وهدم خلافته ما زالت تعمل، والأساليب التي اتبعها ما زالت تتَّبع، ولكن تغيّرت الوجوه وتقدم الخطاب وتطور الكيد. وبما أن المسلمين بدأوا يثوبون إلى دينهم ويصحون على واقعهم... فقد أصبحت هذه الأدوات والأساليب غير فاعلة، وغير مؤثرة، وأصبحت معزولة، وأصبح وضعها شبيهاً بوضع الأنظمة المهترئة وصارت بانتظار السقوط، وسقوطها مرهون بإقامة الخلافة الإسلامية لأن تلك الأنظمة قائمة بقوة غير ذاتية، ولا تتمتع بتأييد شعبي بل مفروضة فرضاً من الغرب الذي يمسك بزمام الأمور. نعم، لقد بدأت الأمور تتبدل، فلم تعد القومية ولا الوطنية، ولا الديمقراطية ولا طريقة العيش الغربية تستهوي المسلمين بالرغم من كل وسائل الإعلام والفضائيات التي يسخرونها لمصلحتهم، ولم تعد الأحزاب والجمعيات، ولا من يسمون أنفسهم بالمثقفين يحظون بأية شعبية بل صارت معزولة عن الأمة منكفئة، تنعق كالبوم للخراب، ولم تعد فتاوى علماء السلاطين، تنطلي على المسلمين كما كانت من قبل. وصارت وحدة المسلمين مطلبهم، وعودة الحياة الإسلامية مسعاهم، وصار الحكام لعنة كل لسان لأنهم سبب استمرار الفساد والظلم وكل بلاء عليهم، حتى مشاكل المسلمين في الشيشان وكشمير، والفلبين، والصين، والبوسنة، وكوسوفا... وما أكثرها. وهي مرشحة للمزيد، فإنها بانتظار حلها عن طريق إقامة الخلافة الإسلامية.

إن وعي الأمة على هذا، وعودتها إلى دينها، وتحققها من أن الغرب هو المريض، وهو الذي يحتاج لمن يداويه، هو من مبشرات هذا الدين لهذه الأيام. وإنه كما استقبل العالم الإسلامي نبأ إلغاء الخلافة الإسلامية، وسقوط التاج عن رؤوسهم، وهدم البنيان الذي كان يؤويهم، بألم وحزن؛ فإنه الآن ينتظر، والحمد والمنة والفضل لله وحده، استقبال أسعد خبر له في حياته، وهو إقامة دولة الخلافة من جديد، واستئناف الحياة الإسلامية من جديد، والاستظلال بظلها والتنعم بخيرها، والعيش بعزها، وأخذ الدور من جديد في قيادة العالم قيادة تنجيه من الشقاء الذي هو فيه.

لقد أسعد الله سبحانه وتعالى المسلمين من قبل بأسعد خبر عندما أذن بإقامة دولة الإسلام على يد أحب الخلق إليه سيدنا محمد r، نبي الرحمة والملحمة، مع أصحابه من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم... وإن المسلمين المخلصين الواعين اليوم يأملون من الله سبحانه أن يكرمهم بأكرم خبر وأسعده بإقامة الخلافة الإسلامية من جديد.

إن تاريخ 3 آذار سنة 1924م يجب أن يمحى وتمحى كل آثاره من حياة المسلمين. فالأمم الحية هي التي تعمل على تسجيل أيام العز، لا تسجيل أيام الذل والقهر، وهي إن احتفظت بهذا التاريخ في ذاكرتها فلكي تمحوه لا لتخلّده... ولكي تنطلق منه لإيجاد تاريخ جديد لعودة الخلافة من جديد بإذن الله.

لقد شاء الله سبحانه أن نعيش في مرحلة أحب عمل فيها إلى الله هو العمل لإقامة الخلافة، لإقامة الدين، فلتشحذ الهمم لهذا الهم، وهنيئاً لمن أسهم في هذا الفرض. قال تعالى: ]هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون[
___________________________________________
]إنَّ اللّهَ لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[

http://www.al-waie.org/arabic/issue/167/htm/167w03.htm

قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يوشكُ أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزَعَنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفَنَّ الله في قلوبكم الوَهْن، فقال قائل: يا رسول اللهِ وما الوَهْنُ؟ قال حبُّ الدنيا وكراهية الموت» رواه أبو داود.



وها هو الكفر يتكالب على الأمة من كل جانب، وهي ترى ذلك، وتشعر بالظلم والقهر أكثر من أيِّ وقتٍ مضى. وكلُّ دول العالم تمعن في إذلال المسلمين وقهرهم والقبض على مقدراتهم، والسياساتُ المتبعة على كافة الصعد، وبرامجُ الإعلام ومناهج التعليم تحارب الإسلام وتكيد له ]يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره الكافرون[.

المسلمون يكرهون ما هم فيه، ويسألون الله تعالى تغيير الحال، وأن يبعث لهم قائداً يخلِّصهم مما هم فيه، ويقيم حُكم الله، ويعز الإسلام والمسلمين. ولكن، هل ينزل هذا القائد من السماء؟ هل يأتي بغير سعي وعمل ليقول: أنا الذي كنتم تنتظرونه، ولقد استجاب الله دعاءكم وأرسلني إليكم؟ كلا، فإن النتائجَ المرجوَّةَ مشروطةٌ بالعمل لها، وبالإيمان. قال تعالى: ]إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[، وقال: ]إن تنصروا الله ينصركم[، وقال: ]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[.

إن الحكام هم البلاء، وهم سبب هذا الذل والشقاء. ولكنَّ هذا لا يعفي الناس من المسؤولية، ومن الإثم والحساب. فلا يجوز لهم السكوتُ على هذا البلاء، ولا أن يخافوا الحكام بدل أن يخافوا الله، وليس من الإيمان خشيةُ الحكام وجلاوزتهم أكثر من خشية الله. قال تعالى: ]فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين[، وقال: ]أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين[.

والأمر مربوط بالإيمان، ]إن كنتم مؤمنين[، الإيمان الذي يضعف ويضعف لتصبح الكثرة غثاءً كغثاء السيل، وليحل محله الوَهْن. فحب الدنيا وزينتها ولو أغضب الله، والخوف من الموت والبلاء ولو في سبيل الله يؤديان إلى الجبن والعجز والذل والشقاء.

يقول الله تعالى: ]إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[. ولقد وقع الخطأ في فهم هذا النص عند كثيرين، فقصروا معنى ]يغيِّروا ما بأنفسهم[ على بعض أحكام العبادات كالصلاة وحضور الجماعات وقراءة القرآن...، وعلى التفقه أو العمل ببعض الأحكام.

إن معنى ]يغيِّروا ما بأنفسهم[ هو أن يلتزموا بكل ما أمر الله به وأن ينتهوا عن كل ما نهى الله عنه، وكلها يجب الالتزام بها، فكيف يُربط التغيير ببعض الأعمال ويُفصلُ عن غيرها؟ وكيف يُجعل الالتزامُ ببعض الأحكام طريقاً إلى تطبيق غيرها، وليس الالتزام بغيرها ـ مثلاً ـ طريقاً إلى تطبيقها؟ إنَّ هذا كله خطأ ترجع أسبابه إلى عدم فهم الإسلام، وإلى التضليل الذي رَوَّج لفصل الدين عن الحياة وعن السياسة وعن الدولة، وإلى تضليل علماء السلاطين وأضرابهم الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وإلى الجبن واليأس من ضعيفي الإيمان والذين في قلوبهم مرض.

إن الذي أمر بالصلاة أمر بإقامة الخلافة، والذي أمر بالصيام وبالزكاة أمر بالحكم بما أنزل الله وبوحدة الأمة، والذي أمر بالصدق والأمانة أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذي نهى عن الزنا والربا والسرقة نهى عن التحاكم إلى قوانين وأنظمة الكفر وعن طاعة أي مخلوق في معصية الخالق، والذي حرم الخمر والميسر حرم الحكم بغير ما أنزل الله وحرم السكوت عليه.

والتغيير الذي أمر به الله، يتناول كل عمل حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ولا يُغني أو يجزِئُ أيُّ حكم عن حكم آخر. وكما لا تجزئ الصلاة عن الزكاة، ولا الزكاة عن الصيام، ولا قراءة القرآن عن غيرها من العمل الصالح، فكذلك لا يجزئ الالتزام بأي من هذه الأحكام عن حمل الدعوة لإزالة المنكرات وعلى رأسها منكرات الحكام، ولا عن إقامة الخلافة والحكم بما أنزل الله.

فالنص يقول: ]يغيروا ما بأنفسهم[ و(ما) من ألفاظ العموم، فلا يصح قصر تطبيق النص على بعض أفراده بغير دليل شرعي. ولا يصح التخصيص بغير مخصص. وإذا كان لا طاقة لهم بتغيير المنكرات أو بعضها، فوراً وحالاً، فعليهم أن يعملوا بجِدٍّ من أجل تحصيل القدرة على ذلك والقيام بالتغيير، فالنص يقول: ]حتى يغيِّروا[، والتغيير قد يتم مباشرةً وفي الحال، وقد يقتضي تخطيطاً وعملاً دؤوباً وصبراً وجمع الجهود وتحمل المشاق. ولا يجوز السكوت على المنكر وترك العمل لتغييره، فضلاً عن الرضى به، فالرضى به خروج من الإيمان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم وغيره. والفهم الخطأ للتغيير يؤدي إلى ترك العمل لأجله، وعلى وجه الخصوص إلى ترك الأعمال التي من شأنها التغيير، ولن ينفع بعد ذلك دُعاء القاعدين. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» رواه الترمذي. وقال تعالى: ]لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون @ كانوا لا يتناهَوْن عن منكرٍ فعلوه لَبِئسَ ما كانوا يفعلون[.

ومما ينبني على هذا الفهم الخطأ الاكتفاء بالقيام ببعض الأعمال، كبعض أعمال العبادات والأعمال الخيرية كإقامة مؤسسات أو جمعيات تقوم بتعليم الفقه والتفسير أو تحفيظ القرآن الكريم، أو تجمع المساعدات للمحتاجين، أو تقيم الخطب والدروس في بعض المناسبات أو غير ذلك من أعمال الخير والبر، حيث يَتوهَّمُ القائمون بهذه الأعمال أن هذا هو طريق التغيير، ويحاولون إقناع أنفسهم بذلك وأنهم بهذه الأعمال يقومون بواجبهم تجاه التغيير. وهذا خطأ. بل إن مِن هؤلاء من قد يأمر بمنكر أو يقوم به، وينهى عن واجب أو يمنع غيره من القيام به، بحجة المحافظة على ما يقوم به هو من أعمال، فيصبح التعرض لظلم الحكام ولأنظمة الكفر وقوانينه وسياساته خطاً أحمر عندهم. فترى من هؤلاء من يثني على الحاكم وعدله وإخلاصه مع علمه بكفره أو فجوره وظلمه، وتراه يدعو إلى انتخاب وتأييد من يحكم بغير ما أنزل الله، أو من يقوم بأعمال التشريع ولا يقيم للإسلام وزناً، مع علمه بحرمة ذلك ويجادل بالباطل لِيُدْحِضَ به الحق، أو تراه يهنئ الكفار والفجار بمناصب يحاربون فيها الإسلام، أو يَؤُمُّ الناس ويدعوهم لصلاة الجنازة على كافرٍ من الحكام... أو تراه يمنع إلقاء درس أو دعوة حق في مؤسسته أو في المسجد أو حتى على باب مسجد له فيه صلاحية، توجُّساً وخيفةً من جواسيس الحكام. متذرعاً بما يتوهمه من عواقب وخيمة بنظره، أو بضرورة استمرار أعماله الخيرية أو الدعوية أو...

وإن الحكام ومَن خَلفَهم أو معهم من شياطين الإنس والجن لَيَهُمُّهُم أن يحصُر المسلمون أعمالهم بما لا يؤثر فيهم. ويريدون أن يكون المسلمون ومُوَجِّهوهم أدواتٍ بأيديهم، يُثَبِّتون بهم حكمهم.

لذلك، فإن هذا الفهم الخطأ للنص يشكل خطراً على الأمَّة، إذ هو يثبِّطها ويشدُّها إلى الوراء بدل أن يدفعَها لإحداث عملية التغيير، ويحوِّلها إلى أداةٍ في يد عدوِّها تعينه على نفسها، فتصارع نفسها بدل أن تصارعه وتصرعه.

إن التغيير لا يحصل بأعمال لا تؤدي إليه، فلا يحصل النصر بالدعاء، ولا يُهزمُ العدو بطلب العلم أو بالصلاة، ولا يؤدي عمل تحفيظ القرآن أو جمع المساعدات للفقراء أو إنشاء صفحة إسلامية على الإنترنيت أو إنشاء مدرسة أو معهد لدراسة الإسلام إلى وحدة الأمة ولا إلى إقامة الحكم بما أنزل الله ولا إلى إحياء فريضة الجهاد، ولا يدفع أيٌّ من هذا الفتنَ المتلاحقة على المسلمين في كل مكان. فمثل هذه الأعمال لها مواقيتها وقيمتها الشرعية حسب أدلتها، ولكنها لا تجزئ عن غيرها مما هو مطلوب ولا تؤدي إلى التغيير الذي أمر الله به.

وإنه لمن العجز المذموم والتعلق بالدنيا والهروب من الحق أن يزعم المتذرعون أن هذه الأعمالَ خطوةٌ على طريق التغيير. فإن الاكتفاء بهذه الأعمال فضلاً عن جعلها بديلاً عن العمل الصحيح والهادف للتغيير، هو ضلالٌ وتضليلٌ وعاملُ تخدير للأمة، إذ يُحْكِمُ قبضة عدوِّها عليها، ويضيِّع الجهود في أعمال لا يلبث أصحابها أن يدركوا أنها صارت هي أيضاً خطاً أحمر، وأنهم ينبغي أن يحافظوا على ما تبقى مما هو دونها، حسب ذرائعهم.

والله سبحانه وتعالى حين أمر بتغيير المنكر وإيجاد المعروف والحكم بما أنزل جعل شريعته كاملةً شاملةً لكل نواحي الحياة، وجعل لعملية التغيير طريقةً يجب اتباعها. وقد بيَّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قام بعملية التغيير، وناله وأصحابه فيها ما نالهم من أذىً. وجاءت آيات القرآن وأعمالُ الرسول تبيِّن الأعمالَ والمواقفَ الشرعية لأجل عملية التغيير، والأعمالَ والمواقف التي يحرم اتخاذها في هذا السبيل. والحيدُ عن هذه الأحكام، وتركُ التقيُّدِ بها والقيامُ بما يخالفها فسقٌ ومناقض لمعنى قوله تعالى: ]يغيِّروا ما بأنفسهم[.

إن أنظمةَ الكفر هي رأس المنكر، وإقامة سلطان الإسلام هو رأس المعروف، وهو واجب قطعي. وإقامة الخلافة هي تاج الفروض، بها تسقط أنظمة الكفر في بلاد المسلمين ويقوم سلطان الإسلام وتُحيى فريضة الجهاد ويقام بجميع الفروض ويُعَزُّ الإسلام وأهلُه. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما الإمامُ جُنَّةٌ يقاتَل من ورائه ويُتقى به» رواه مسلم. وعدم القدرة على القيام بهذا الفرض في زمن ما أو حالٍ ما يوجبُ العمل الجادَّ لتحصيل الاستطاعة وإقامته، ولو كان في ذلك مشاق وأذىً.

وعلى ذلك، فإن قصر التغيير على بعض الأعمال، وخاصةً تلك التي لا تغير الواقع هو خطأ أكيد وواضح، بل هو انحراف خطير في الفهم ويؤدي خدماتٍ كبيرةً لأعداء الإسلام.

وما يقدمه الضالون من الجبناء وعلماء السلاطين وذوي المنافع الخاصة من أعذار لأجل السكوت على الحكام ومنكراتهم أو الرضا بالواقع، أو لموالاة الكفار، ومن إضفاء مبررات على مداهنتهم للحكام وعلى منكراتهم كل ذلك كذب ونفاق، وليس له قيمة شرعية، وليس هو الدافع الحقيقي لمواقفهم، وما الدافع الحقيقي لذلك إلا كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الوَهْن، حب الدنيا وكراهية الموت». وهو مَرَضٌ في القلب ينمو كلما ضعف الإيمان، وهو هوىً مُضِلٌّ يختم على قلب صاحبه فلا يتدبَّرُ القرآن ولا يعرف طعم الإيمان.

إنهم يبررون انحرافهم بعجزهم وبواقع الأمة وضعف إمكاناتها وقلة خياراتها، وبقوة الكفر وحجم جموعه وعظم إمكاناته وكثرة خياراته. وكأن هذا الزعم مبرر شرعي لتغيير أحكام الشريعة وتحريفها ولموالاة الكفار ولليأس والاستسلام. وهذا المبرر كذب، وإنما الحقيقة تكمن في قوله تعالى: ]إن كنتم مؤمنين[ فهذا الفرق في ميزان القوى والإمكانات يدفع المؤمنين إلى قوة في الإيمان والثبات واللجوء إلى الله وطاعته، هكذا أخبرنا الله عن المؤمنين الذين أثنى عليهم، أما أصحاب المعاذير الذين يسارعون إلى إرضاء الكفار فهؤلاء لا حظ لهم في الآخرة، وهم معولُ هدم في الأمة، وعقبة في طريق تمسكها بدينها وفي طريق التغيير الذي أمر الله تعالى به. قال تعالى: ]الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل @ فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتَّبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم @ إنما ذلكم الشيطان يُخَوِّفُ أولياءَه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين @ ولا يحزُنْك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألاَّ يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم[.

نعم، إنه ضعف في الإيمان، مرضٌ في القلب، يورث حب الدنيا وكراهية الموت، ويؤدي إلى حسابات دنيوية لا أثر فيها للإيمان بالغيب والصلة بالله، يَنْسَوْن فيها الله ويَضلُّون فيزيدهم ضلالاً ومرضاً. إنه الإيمان ومن زاغ عنه ضل. قال تعالى: ]نسُوا الله فنسيهم[، ]نسُوا الله فأنساهم أنفسهم[، ]في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً[، وضعوا في الميزان قوى الكفر الكبيرة بنظرهم مقابل إيمان ضعيف، فيئسوا وقنطوا، وجعلوا يُقْنِعون أنفسهم بضلالهم ويوالون الكفار أو يضللون المسلمين والله تعالى يقول: ]ولا تيأسوا من رَوْحِ الله إنه لا ييأس من رَوْحِ الله إلا القوم الكافرون[، ويقول: ]قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون[، ويقول: ]فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين[.

إنه لا يقوم بهذا التغيير ولا يسعى إليه أو يتَّبع طريقته من لم تكن منطقة إيمانه سالمة. وإيجادُ هذا الإيمان هو أولى خطوات هذا التغيير، وتوسيعُ دائرته في الأمة هو القوة الدافعة لإحداث التغيير.

إن من عقيدة المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، وأن الأجل بيد الله وحده، والرزق من عند الله وحده، وأن الإيمان شرط للنصر، وقد دلت مئات الآيات على هذا المعنى للإيمان وآثاره من نصر وتمكين وعِزٍّ وسكينة وطمأنينة وأمن بتوفيق من الله سبحانه وهدىً للمؤمنين. ]أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالها[.

قال تعالى: ]ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها[. وقال: ]قل لن يصيبنا إلا ما كتبَ الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون[، وقال: ]وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجَّلاً[، وقال: ]وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقُها[، وقال: ]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[، وقال: ]وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم[، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «نَفَثَ روح القدس في رُوعي أن لن تموت نفس حتى تستوفيَ رزقها وأجلها وما قُدِّر لها» هذه النصوص ـ وغيرها كثير ـ يؤمن بها كل مسلم، وعليه أن يتذكر معانيها ويستحضرها بشكل دائم ويلتزم بها في أعماله، ولو فعل ذلك فلن يكون في قلبه الوَهْن، وأول من يجب أن يتصف بهذا الإيمان حَمَلَة الدعوة، العاملون للتغيير ولإقامة حكم الله في الأرض، والدعوة إلى الإسلام. ولذلك تجب الدعوة إلى هذا الإيمان وجعله أساساً للدعوة والتذكير به. ]وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين[.

إن المبررين لانحرافاتهم في موالاة أنظمة الكفر، أو لتغيير أحكام الإسلام بدل العمل لتغيير أنظمة الكفر، هؤلاء ساقطون في امتحان الله لما في قلوبهم، إذا قُرئ عليهم القرآن لا يتدبَّرون، وإذا ذكِّروا بآياته لا يتذكرون، ويخوِّفهم الشيطان فيخافون، لأنهم تولَّوا الشيطان ولم يتولَّوا الله سبحانه، فيخشَوْن ما يتوهمونه من عواقب ونتائج، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: ]والعاقبة للمتقين[، ويقول: ]ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون[.

فلا يجوز اليأس ولا الانحراف، ولا تيئيس المسلمين أو توهينهم بحجة الضعف أو بطش الحكام. فهذا ليس له قيمة شرعية، ولا يغير وجوب العمل للتغيير، ولا يغير وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. أما قوى الكفار وكيدهم وما هو ليس بيد المسلمين أو طاقتهم فذلك موكول إلى الله عز وجل. قال تعالى: ]ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه[، وقال: ]أليس الله بكافٍ عبدَه ويخوفونك بالذين من دونه[، وقال: ]إن الله يدافع عن الذين ءامنوا[، وقال: ]وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لِتزولَ منه الجبال[، وقال: ]ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة أمرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين @ فتلك بيوتهم خاويةٌ بما ظلموا إن في ذلك لآية لقومٍ يعلمون @ وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون[، ويقول: ]إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلَبون[، ويقول: ]الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم[.

فالذين يعرضون عن أمر الله متذرعين بالحرص على الإسلام أو بالوسطية أو الاعتدال وإن ظهروا بزي العلماء، إنما هم جبناء وعملاء ومرجعهم الوَهْن وضعف الإيمان، وهؤلاء يحكمون على أنفسهم بالشقاء في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ]ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى @ قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً @ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى[.

والذين يؤمنون بالله وكتابه ويتدبرون آياته، يرون بإيمانهم ما لا تراه العيون. ويلتزمون بما يأمرهم به إيمانهم، ويثبتون على الحق وقول الحق، يجتثون به الباطل ولا يحسبون للنتائج أي حساب، وهي بيد الله وحده، هؤلاء يزيدهم الله إيماناً ويؤمِّنهم ويهديهم ويُثَبِّتُهم في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ]الذين ءامنوا ولم يلبِسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[، وقال أيضاً: ]ألم تَرَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء @ تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون @ ومَثَلُ كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار @ يُثَبِّتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويُضِلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء[.

إن الأذى في سبيل الله وانغلاق السبل وشدتها أمام حَمَلَة الدعوة، إنما هو ابتلاء من الله وامتحان للإيمان. قال تعالى: ]ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين[ وقال: ]لَتُبْلَوُنَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمَعُنَّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور[، وقال: ]ألم @ أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون @ ولقد فتنّا الذين من قبلهم فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صدقوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين[.

وشتان بين الصادقين والكاذبين في الإيمان. فالصدقَ الصدقَ في الإيمان ]يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين[.

وحذارِ حذارِ من محرفي الدين وعلماء السلاطين اليائسين الذين يصورون أن استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة أمر خيالي أو بعيد، فإنما هؤلاء فتنة، ولقد نهاهم الله عن تحريف الدين حيث قال: ]ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون[، ونهاهم عن تزييف الحق وكتم العلم فقال: ]ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون[، وتوعدهم على ضلالهم فقال: ]أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وخَتَمَ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غِشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تَذَكَّرون[ q


  #17  
قديم 04-04-2001, 12:58 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

يقول السنونو المهاجر:
الأخ "س" هلا وضحت ما ذهب إليه الشيخ أبو الأطفال في منتدى حوار الخيمة؟
يقول “س”:
مضى حين كانوا يقولون الاشتراكية هي الاسلام، والآن يقولون الديموقراطية. نعلم أن توحيد الله في ثلاث: العقيدة والشعائر والشرائع
والتشريع حق من حقوق الله لا سواه
الديموقراطية التشريع فيها للشعب - وهذا كفر. أما الانتخابات فيستوي فيها (كآلية ) أي نظام. وهذا ما عنيته بأن الإسلام فيه أربع سلطات / التنفيذية والقضائية والتشريعية والرقابية. يوجد تشابه في الرقابية بين الإسلام والديموقراطية. ولهذا يجوزز للمسيحي أن يشارك في الرقابية ، ولا يجوز له أن يشارك في التشريعية لأنها تستند إلى القرآن الذي لا يؤمن به
هل من سؤال بخصوص هذا ؟
أما استبداد الحكام فهذا أمر آخر. وعلاجه الإسلام. أما إن كانت الديموقراطية هي الحل فلا داعي للإسلام أصلا
كيف يمكن للاسلام ان يصل أو / يعود / الى سدة الحكم … الإسلام كل متكامل ولا وجود حقيقيا له إن لم يكن في الحكم. شأنه شأن أي فكر آخر
أنظر للشيوعية ما وجوده الآن. وكذلك لا وجود لإسلام بلا حكم إلا في الكتب.
يقول السنونو المهاجر:
ألا ترى أن الإسلام تم تحجيمه فقط في إطار الكتاب ولم يخرج عتبة المساجد والكتاتيب؟
يقول “س”:
ليس تحجيمه فحسب بل تزويره وتسخيفه وتحقيره
هذا دين جاء ليقود البشرية ، ولا تستطيع أن تتقدم للبشرية به إلا بنموذج أرقى مما لديها وهنا خطورةالفكر. حولو الناس إلى مساطيل ودراويش. اذا كانت هناك صحوة اسلامية فهل هي متواصلة ام انها تتراجع ولماذا؟
- الصحوة الإسلامية الحالية صحوة مشاعر وعواطف
يقول السنونو المهاجر:
كيف يمكننا أن نبرهن للآخرين أن ديننا صحيح ليتبعوه... كيف يمكننني أن أشرح للأوربي أن هذا الدين له فيه حصة ويحل مشاكله وبذات الوقت يراني بعيدا عن ديني ومشاكلي تكاد لا تحصى؟
يقول “س”:
صدقت
ولكن ذلك يتم على مستويين
- الأول فردي قدر المستطاع وهو ذو تأثير ضئيل
- والثاني بقيام مجتع يطبق الإسلام ويبرزه واقعا راقيا معاشا للبشرية.
أنظر إلى طالبان تدعمها السعوديو وباكستان يعني أمريكا ومعظم أعضائها مخلصون. ولكنهم يقدمون للبشرية نموذجا منفرا.
نرجع للصحوة - المطلوب من الجماهير هذا التجاوب العاطفي ولا تطيق الجماهير أكثر من هذا. وهو قابل للإستغلال من الإسلاميين ومن أعداء الإسلام. وبدون قيادة مستنيرة التفكير ، لا جدوى من الصحوة.
يقول السنونو المهاجر:
لكن أمريكا ساندت المجاهدين الأفغان في العهد السوفياتي ليخدموا مصالحها أما بعد تفكك المعسكر الشرقي تحول الأفغان إلى عصابات وكفرة، لمجرد أنهم لا يخدمون الدور المناط بهم.
يقول “س”:
أخي واقع الصراع في منطقتنا. أنه في الدائرة الغربية
يقول السنونو المهاجر:
هل عرب أمريكا المتشبثين بالبيرق الإسلامي هم من سيرفع راية الإسلام؟
يقول “س”:
والأمريكان يحضرون الوعاء فيستغلهالإنجليز. عرب أمريكا يرفعون راية إسلام أمريكا. وهو إسلام تسطيلي، يخدم أمريكا، يحل حلالها ويحرم حرامها
يقول السنونو المهاجر:
وهكذا اختلط الحابل بالنابل ولم يعد المرء يميز الصالح من الطالح
يقول “س”:
ويوظف الله تعالى ورسوله مع السي آي أي
بقيت نقطة إقامة الدولة
دين من عند الله أهم إنجازه إقامة دوله وتأسي أمة وتغيير تاريخ البشرية. ويقول في كتابه ( وما فرطنا في الكتاب من شيء ). إن كان يعني أنه لم يفرط في نواقض الوضوء (ولكنه لم يبين لنا كيف نقيم دولته ) فهذا مزاح ثقيل لا يليق بمخلوق بله خالق
أهم ما عمله الرسول كان إقامة الدولة، ولكن الناس يصلون خمس فرائض في اليوم ويحجون مرة كل عام، فبقيت هذه الأحكام غضة في أذهانهم والإسلام أقام دولته مرة واحدة، واستمرت هذه الدولة - خادمة دوليا - لمصلح المسلمين على ما شاب مؤسسة الخلافة من انحراف حتى 1924. ولهذا غابت أحكام الشرع في كيفية إقا متها عن أذهان المسلمين، وهي أوضح الأحكام في كتاب الله وسنة رسوله، أضف إلى هذا التيار الذي يرى في الإسلام دينا كهنوتيا لا علاقة له بالحكم أو السياسة.
يقول السنونو المهاجر:
شكرا لك وسدد الله خطاك….!
انتظر مني أسئلة أخرى على بريدك….
يقول “س”:
على الرحب والسعة… تحياتي للجميع.

  #18  
قديم 04-04-2001, 10:32 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
Post

السلام عليكم.
بارك الله فيك اخي السنونو المهاجر وفي الأخ / س / و جزاه خيرا .
لكن اردت ان يوضح أكثر بالنسبة للسؤال عن كيفية عودة الاسلام للحكم ما هي الاليات التي تمكن الاسلام من العودة للدولة خاصة في ضوء كلامه عن الدولة والجهاد؟
ولنا عودة ان شاء الله
  #19  
قديم 04-04-2001, 10:54 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
Post

السلام عليكم
الأخ سمير العمري بارك الله فيك قلت فابدعت ما شاء الله .
.
.
.
فعلا...

فلا كانت حيــاةٌ دون عــزٍّ

************* ولا كان الجبان ومَنْ رجـــاها

أبالأقوال تحريرٌ ونصــرٌ

************* وبالتفريــط قد دارت رحـــاها

أفي التسليم أمجادٌ وفخـــرٌ

************* وما نُعطى الدنيَّـــة مِنْ عُـلاها
  #20  
قديم 04-04-2001, 08:03 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

- الأخ "س" أحييك على تصميمك على الاستمرار في الحوار من خلف الستار رغم المصير المحتم فيما لو علم (الوالي) – عفوا الناطور بأن خلف أسوار القبيلة فقط الذكور والنعاج… هناك أيضا رجال..
- الشربيني – موقع جميل وفيه جيش من الأقلام- السيوف المشرعة، ولكن هذا لا يعفيك من الإدلاء بدلوك في هذه الجلسة الحوارية…
- الأخ عمروش لسني بصدد تقييم ما خطت يمناك، ولكن فهمي المتواضع يجعلني أقول لله درك… وهل من مزيد..؟
- الأخ سلاف – ما بخلت وما اسهبت.
- الأخ المشرف الشيخ أبو الأطفال - شكرا على هذه الجهود لتفعيل الموضوع قيد الدرس الذي نحسبه على غاية من الأهمية… لا تبخل بالأسئلة التي ستجد الجواب حتما.
- سمير العمري – خيرا قلت كلمات رائعة…
- الأخ YY ما كتبته أعلاه بمثابة أجوبة على أسئلة لم تطرح بعد… وبذلك سددت ثغرات عديدة… لم تقصر..
- الأخوة جميعا… بالرغم من غنى الموضوع لازال الحوار يفتقر للرأي الآخر… ولئلا نتشبه بالوالي الذي لايسمح ولا يقبل ولا يحتمل أي رأي يعارض رأيه… اعتاد على قول (نعم) ويشجب كل أنواع اللاءات ويقمعها. أتمنى أن يشارك أحدهم ويسوق الحجج والأدلة بمنطق وعقلانية كما فعل الأخوة أعلاه… لكن للأسف النواطير لا يدخلون معركة يعرفون نتيجتها مسبقا…
كما لا يمكن تجاهل دور الذين يصفقون بسبب وبلا سبب للوالي وحاشيته دون وعي… نهيب بالمعسكر المقابل ليدلي بدلوه ويدافع عن مواقفه مفندا مزاعمنا… ولهذه الغاية وضعت روابط في العديد من المواقع وأرسلت رسائل كثيرة أدعو فيها أعضاء الطرف الآخر للمشاركة في هذا الحوار…
تعالوا نضيف أسئلة، تعالوا نحاول الإجابة على الأسئلة….!

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م