قضية دار فور .. دروس وعبر .. حقائق وفكر !!!

[*سهيل*اليماني*]

مخططات ومؤامرات صهيونية متفرقة على مدى التاريخ ..

ومن أبرز صورها في وقتنا الحاضر قضية دار فور والتي تتلخص محاورها منذ ان بدأت منظمات إغاثة أوروبية تبشيرية ذات أجندة استخبارية عدائية تتحرك بقوة في هذه المنطقة وتنشر ثقافة الفرقة بين المسلمين من أصل أفريقي والمسلمين من أصل عربي ..

وتروج بيع اسلحتها التقليدية الكاسدة بعد الحروب العالمية الاولى والثانية ..

وحيث لايخفى على احد اهمية موقع السودان وثرواته النفطية والمعدنية فهو سلة غذاء العالم

الاسلامي مما حدى تلك الدول الحاقدة والمعادية للاسلام واهله للسعي على شتاته وتقسيمة منذ ان

استشعرت اهميته .. وموقعه الاستراتيجي ..

فبدأت المحاولات الغربية للتقسيم بدعاوى التطهير العرقي والإيحاء أن العرب يقتلون الأفارقة ،

وجرى تسخير الأمم المتحدة لترويج هذه الدعاوى ، وهددت أمريكا بقرارات من مجلس الأمن للتدخل في السودان ،

بينما كانت الاسباب الحقيقة ( الصهيونية ) هي تدمير هذه المنطقة وحشد التأييد اللازم للتدخل بدعاوى إنسانية ومن ثم البقاء هناك ... كقوة وقاعدة لتحقيق مصالحهم ..

حيث تعتبر دارفور «افريقيا مصغرة» بمشاكلها وتنوعها الثقافي والعرقي، وكانت قبل ضمها سياسيا للسودان في عام 1916، سلطنة قائمة بذاتها، وكانت عضوا في عصبة الأمم حتى عام 1922، ولها تمثيلها الخارجي.

وتعتبر دار فور أكبر مصدر للصمغ العربي في العالم .. علما بأن الولايات المتحدة الامريكية هي
اكبر مستورد له ..

مساحة دارفور نحو نصف مليون كلم مربع، أي بحجم دولة العراق ، او ولاية كاليفورنيا الاميركية، وتعادل مساحة 3 دول اوروبية هي فرنسا وهولندا والبرتغال.

جميع سكان دارفور مسلمون والمقدرين بنحو 6 ملايين نسمة ، يتحدثون اللغة العربية، بجانب لغات محلية عديدة. وهم معروفون في السودان بـ"اهل القرآن" واشتهر عن أهل دارفور أنهم «كساة الكعبة» و«حراس الحجاج»، في عهد سلطنة الفور.

عن طريق دار فور دخل الاسلام معظم بلدان غرب افريقيا وتعرف دار فور بكثرة حفظة القرأن الكريم وقرائه ونشر لغته وشرح معانيه واللغه العربيه هي اللغه الاصليه لابنائها كافة0

جميع مساجد العاصمه السودانيه الخرطوم لاتخلو من مؤذن اومقيم او خادم من اهل دار فور 0

كان في الازهر رواق خاص لابناء دارفوروتخرج منه العديد من ابناء دارفور ومنهم من وصل الى مراكز قياديه في السودان 0

اشتهر سلاطينها بالقوة والثراء، وكان يحسب لهم ألف حساب في المنطقة كلها. وآخرهم السلطان علي دينار، الذي كان مهيبا في عهده ..

تفرد السلطان علي دينار .. احد اشهر سلاطين الفور .. بأوقافه لخدمةً الحجيج .. ومن الشواهد على ذلك .. تجديد بناء وحفر .. ميقات ذي الحليفة (آبار علي ) نسبة اليه .. في المدينة المنورة .. وباب شريف بمدينة جدة.. وتكفل بكسوة الكعبة الشريفة كذلك عدة سنين ..


لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا،
وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان، وكون
لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج، وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت؛

حيث كوّن مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء، وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى اشخاص مؤهلين ومدربين اكفاء , كما وضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية ..

مما اجبر الإنجليز على استخدام الطائرات الحربية لأول مرة في إفريقيا مما يدل على هيبته وقوته العسكرية وحضارة فكره المتمكن من فهم مقاصد ومكائد اعدائه .. حيث تسلح الاعداء بكامل قوتهم في سبيل القضاء عليه وتفريق جيشه .. وبقية شعبه ..

وبالتالي لجأ السلطان .. علي دينار آل فور .. للهرب بأهله وخاصته وتوجه الى جبل مُرّة .. وهناك تم اغتياله أثناء صلاته الصبح على يد أحد أتباعه في
(11 من المحرم 1335هـ ... الموافق 6 من نوفمبر 1916م ) ..


( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) ..

[*سهيل*اليماني*]

حسين دياب - صحفي

السودان - الخرطوم

استعمار جديد
* لعل من المضحك ، والمبكي ان تصف ( جبهة الخلاص ) المسلحة في دارفور ، القرار
( 1706) بأنه استعمار جديد بينما ترحب حركة ( تحرير السودان – مناوي ) الحاكمة
بالقرار وتعتبره – طبقاً لتصريحات المتحدث باسم الرئاسة – نصراً لأهل دارفور ..
!!
* فقد اوردت صحيفتي الوان والرأى العام يوم 3/9/2006 تصريحاً للدكتور خليل
ابراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة وأحد قادة جبهة الخلاص حيث اكد فيه رفضه
الشديد للقرار الدولي 1706 القاضي بنشر قوات دولية في اقليم دارفور ، وقال خليل
في حديثه لراديو فرنسا الدولي ان القرار يقوٌض حق اهل دارفور في الحل السياسي
السلمي ، ويمنع التوصل الى سلام مستدام في دارفور مشيراً الى أن زيادة عدد
الجنود الاجنبية في دارفور لن تحل المشكلة
* ولعل ما يلفت الانتباه أن الدكتور خلبل رغم معارضته الشرسة للحكومة ، إلا انه
اصبح معها في خندق واحد ، هو خندق الوطن .. وقال إن القرار ( خطير ) بحق الشعب
السوداني لان فيه بوادر استعمار جديد .. وطالب خليل الحكومة بالمبادرة لدخول
مفاوضات سلام مع جبهة الخلاص الوطني استناداً على اعلان المباديء في ابوجا ..
* ونعتبر ما جاء على لسان د. خليل ابراهيم وما نشرته صحف الخرطوم يوم 3/9 يعتبر
مؤشراً ايجابياً في اتجاه الخط الوطني الرافض للتدخلات رغم مواقفه المعلنه
والمحددة في معارضة الحكومة .
* أن اكثر ما يزعج الساحة الوطنية والسياسية هو التحركات والاتصالات التي
يجريها مجلس الامن بقيادة محور الشر ( امريكا وبريطانيا واسرائيل ) مع الدول
التي من المفترض أن تسهم بقواتها في التدخل الأممي البالغ تعداده (22500 جندى)
.
* حيث جاءت الأنباء أن القرار الامريكي البريطاني المعدل الذي ينادي بخروج قوات
الاتحاد الافريقي وإحلال قوات دولية مكانها ، مع موافقة حكومة السودان لم تمضي
ساعات على إجازته حتى اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تصريحات اعلنت فيه أن
موافقة حكومة السودان ليست ذات أهمية , هكذا امريكا ، ونحن كما يقول مغنينا (
الحارة بنخوضا ) ، ان السودان تحرك بانفعال شديد ضد هذا القرار ، من جميع
ولاياته في مسيرات تندد بالقرار وترفضه وتبدي استعدادها لمواجهته ، وأن المجلس
الوطني ومجلس الوزراء ومجالس الولايات التشريعية ومنظمات المجتمع المدني كلها
على استعداد لمواجهة هذا التدخل ، اللهم إلا من بعض الاحزاب التي لاوزن لها
والتي تساعد في الامر نكاية في الحكومة وارتكازاً على مواقف شخصية .
*ويظن محورالشر ( امريكا وبريطانيا واسرائيل ) انهم بهذا الموقف يهدفون الى
اسقاط الحكومة ، وغاب عنهم في تحقيق هذا الهدف أنهم يسقطون الوطن بكامله الذي
اشعل الحماس في قلوب الناس والمواقف البطولية لرئيس الجمهورية المشير عمر حسن
احمد البشير الذي قال أنه سيقود بنفسه المقاتلين ضد هذا التدخل ، وإن السودان
لن يسمح به ابداً ولن يقبله .. إنه الاستعمار القديم في ثوب جديد وان السودان
هو اول دولة افريقية نالت استقلالها ، ولن يكون الدولة الأولى التي يعاد
استعمارها أن قرار مجلس الامن المرفوض من قبلنا ومن حلفائنا لايستند الى قانون
ولا الى أخلاق ، ولكنها امريكا الهائجة كالثور تدمر وتخرب كل مكان .. وإنه سوف
يأتي اليوم الذي تدفع فيه أمريبكا ثمن غطرستها غالياً لما فعلته .