مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-11-2001, 03:29 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post الإسلام يقيد حرية التعبير....

غالبا ما يصادر الحاكم حريات المواطن بحجة أن ذلك من متن الإسلام وتعاليمه السمحة.. وهذه الممارسة تكاد أن تكون شائعة في كافة المجتمعات الإسلامية الراهنة..
فهل الإسلام فعلا يقيد الحريات..؟

كمقدمة لهذا الموضوع انقل مقطع من كتاب "الإســلام والديمقراطية" للدكتور عبد الستار قاسم، الذي حاول أن يقطع الطريق على كل الحاكم الذي له مصلحة في رهبنة الإسلام وتفريغه من تعاليمه الحقة ليسخر الدين لغاياته:


لا يوجد في القرآن الكريم ما يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى ما يمكن أن يقيد حرية التعبير، سواء شفاهة أو كتابة أو إيماء. بل على العكس، هناك آيات وإشارات كثيرة تطلب من الإنسان أن يعبر عن رأيه ويجادل ويناقش حول أي موضوع يريد. لا توجد في القرآن مقيدات أو شروط أو عوائق حول الإفصاح عن الرأي وطرحه للتداول وأمام المداولين. لا ينطبق هذا على الإنسان فقط، بل إن المسألة تمتد لتشمل إبليس.

فمثلاً أنظر الآيات التالية: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين" (سورة ص، 75-83). وانظر الحوار في الآيات: "قال أنظرني إلى يوم يبعثون* قال إنك من المنظرين* قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" (الأعراف، 14-17).

إذا كان الله قد أنظر إبليس وأعطاه الوقت ما دامت الحياة الدنيا قائمة ليفعل ما يرى مناسبًا بما في ذلك إغواء الناس الذين يُفترض أن يطيعوا الله ويتبعوا وصاياه، فهل من الممكن أن تكون هناك تقييدات على حرية الإنسان في التعبير؟.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #2  
قديم 03-11-2001, 03:36 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

كما يرى الدكتور قاسم حرية تكوين الرأي في الإسلام على أنها لي حكرا على فئة دون أخرى. أي
لا يتمتع الإنسان في الإسلام بحرية التعبير عن الرأي فقط وإنما بحقه في تكوين الرأي من خلال إمكانية الوصول إلى مختلف المعلومات من مختلف المصادر. فللإنسان الحق في الاطلاع والتعرف على مختلف الآراء ووجهات النظر ومختلف الحقائق التي يمكن أن تتوفر حول مختلف القضايا. فحول ما ورد في القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنًا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" (البقرة، 174)، ويقول: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم". (البقرة، 174) ويقول: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" (البقرة، 159).

بناء على هذا، فإنه يمكن الاستنتاج بأنه لا يجوز حجب الحقيقة عن الناس وأن الحقائق يجب أن تكون في متناول الجميع. فالمسلم مثلاً لا يستطيع أن يُكوّن رأيًا صائبًا إذا لم تتوفر لديه مختلف المعلومات، ويبقى الرأي المستند على حقائق معينة دون أخرى أو على معلومات غير وافية رأيًا ضعيفًا من السهل أن ينهار أو أن يقود صاحبه إلى الفشل. بمعنى أن على المجتمع المسلم أن يعمل أولاً على إظهار القرآن تمامًا دون تحايل ودون التركيز على آيات دون أخرى، وثانيًا على توفير الفرص للاطلاع على الحقائق من مختلف الجهات والآراء. لا يملك أحد من المسلمين حق إخفاء آية لصالح آية أخرى، ولا يملك أحد حقًا في إخفاء حقيقة لصالح أخرى.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #3  
قديم 03-11-2001, 03:55 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

وعليه:
هناك العديد من المثقفين والمفكرين في أوربا وغيرها يقرون بما جاء به الإسلام (لو لا مصادرته) لحرية الرأي والتعبير التي اعتادوا عليها في مجتمعاتهم التي لا تدين في الإسلام..

نحاول جاهدين إقناع المثقف الأوربي أن النظام الذي يطبق في معظم أرجاء وأشلاء الدول الإسلامية ليس إسلاميا صرف.. بل تلك هي إرادة الحاكم المتستر خلف التسمية الإسلامية..
إن تمكنا من إماطة اللثام عن مثل هذه الحقائق سينظر لنا العالم الآخر كما نحن وليس كما أُريد لنا أن نكون..

ونحن في هذا الصدد لا يمكن تجاهل دور الإعلام الإسلامي -ان صحت التسمية- فهو يسلط الأضواء بالدرجة الأولى لغسل دماغ المواطن المحلي ليقدم الطاعة والولاء للحاكم بلا قيد أو شرط، بينما تراجع خارجيا وأفسح المجال للماسونية والصهيونية لتصوغ الرأي الدولي العام وفقا لمراميها.. ولئلا نخرج عن موضوعنا الأساسي - كون معضلة الإعلام تعالج في موضوع اليمامة المنتخب لهذا الأسبوع.. نتابع تقصي الحقيقة حول الحريات التي (يقيدها) الإسلام..
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #4  
قديم 09-11-2001, 12:30 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

ورد في مقدمة الموضوع ما نصه :

( غالبا ما يصادر الحاكم حريات المواطن بحجة أن ذلك من متن الإسلام وتعاليمه السمحة.. وهذه الممارسة تكاد أن تكون شائعة في كافة المجتمعات الإسلامية الراهنة.. فهل الإسلام فعلا يقيد الحريات..؟ ).

وأعقب على المقدمة والسؤال بما يلي :

لا يوجد على وجه الأرض دولة اسلامية منذ أن أسقطت الخلافة الاسلامية سنة 1924م . وإلى جانب أن الدول القائمة في العالم الاسلامي ليست دولا إسلامية فهي من صنع الغرب. بمعنى أنها لم تنبثق من إرادة شعوب العالم الاسلامي، وإنما هي منبثقة عن الوضع الاستعماري الذي رافق سقوط الخلافة الاسلامية وما تلاه. فالغرب الذي يؤمن بالديموقراطية والحريات هو السند الحقيقي الذي تستند إليه هذه الأنظمة سواء من حيث نشأتها أو من حيث استمرار وجودها. فكل ما يمكن أن يقال عن هذه الأنظمة وكل ما يمكن أن توصف به ليس المسؤول عنه الاسلام ولا المسلمين بل هو هذا الغرب عدو الاسلام والمسلمين. وكون الغرب الديموقراطي هو الأب الشرعي للديكتاتوريات الحاكمة في عالمنا الاسلامي ليس هو بالأمر المستغرب، فالغرب هو صانع الديكتاتوريات العسكرية في مناطق أخرى كثيرة في هذا العالم كأمريكا اللاتينية على سبيل المثال لا الحصر.
من هنا كان من الخطأ ربط بحث موقف الاسلام من الحريات أو من حرية التعبير بالوضع السياسي القائم في بلادنا، لأن وضع المسألة في هذا الاطار من شأنه أن يضع نتيجة البحث في غير موضعها الصحيح، فإذا قلنا لا يوجد حريات في الاسلام فستبدو الصورة كأننا نقول أن الوضع الحالي لأنظمة الحكم القائمة في منطقتنا يقره الاسلام أو أننا نعطي الشرعية لتصرفات الحاكم، وهذه الصورة قطعا صورة مغلوطة، لأن الاسلام يرفض الوضع القائم برمته. وأيضا لوقلنا أن ممارسات الحاكم القمعية لا يقرها الاسلام، فسيبدو الأمر وكأننا نقول أن الاسلام يقول بالحريات أو بالديموقراطية، وهذه أيضا صورة مغلوطة، لأن الاسلام يتناقض تناقضا تاما مع الديموقراطية ومع الحريات. فليست المسألة إما الوضع الراهن وإما الانتقال إلى الديموقراطية والحريات، ووضع المسألة بهذا الشكل هو من قبيل المغالطات لأنه يوجد وضع ثالث هو الاسلام، وهو غير مطبق في معترك الحياة ، وهو خيارنا الوحيد، لأنه وحده من عند الله تعالى، وما سواه من عند البشر، فهو وحده الحق وما سواه باطل.

وعليه فالصورة الصحيحة هي أن الاسلام لا يقر الديكتاتورية في الحكم كما لا يقر الديموقراطية ، إذ هو نظام فريد لا يشبه أي نظام، ولا يشبهه أي نظام. فليس المطلوب الابقاء على الوضع القائم، ولا المطلوب الانتقال إلى الديموقراطية والحريات العامة، وإنما المطلوب هو تغيير الوضع الحالي تغييرا جذريا على أساس الاسلام. وهذه الصورة لا يمكن أن نصل إليها من خلال بحث المسألة على الصعيد الذي تم وضعه من خلال مقدمة الموضوع. فالسؤال مبني على مقدمة مغلوطة، ما يعني أن الجواب أيا كان سيوضع في إطار صورة مغلوطة ليست هي الصورة الصحيحة عن حقيقة موقف الاسلام.

هذا من ناحية مقدمة السؤال، أما من ناحية السؤال نفسه والذي هو : فهل الإسلام فعلا يقيد الحريات..؟
فإن السؤال خطأ ، بل أنه يشتمل على مغالطة أيضا، أما المغالطة فذلك لأن صيغة السؤال تحتمل أن يجاب على السؤال بجوابين لا ثالث لهما، أحدهما أن الاسلام لا يقيد الحريات، وثانيهما أن الاسلام يقيد الحريات، ومفهوم الجواب الثاني هو أن الاسلام يوجد فيه حريات لكنه يقيدها، فكلا الجوابين بحسب صيغة السؤال يتضمنان القول بأن الاسلام فيه حريات. وأما أن هذا خطأ فذلك لأن الاسلام إما انه يقر الحريات أو أنه يرفضها، لأن الحرية إذا قيدت انتهى وجودها، فالحرية تعني رفض القيود، فإذا وضعت قيود على تصرفات الانسان لم يكن له حرية شخصية، كما لا يكون هناك حرية عقيدة أو حرية رأي أو حرية تملك إذا وضعت قيود على العقيدة والرأي والتملك. فالصواب أن يطرح السؤال كالآتي : ما هو موقف الاسلام من الحريات ؟ هل يقرها أم يرفضها ؟

يتبع بإذن الله تعالى
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #5  
قديم 09-11-2001, 09:04 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post

أخي السنونو وأخي صالح
لإزالة اللبس فلنبدأ بتعريف الحرية
فكل منكما قد قصد معنى واسترسل في الحديث عنه
لنتفق أولا على تعريف الحرية
وهل الحرية نسبية بمعنى أنها قابلة لأن تكون حرية مقيدة أو حرية بالنسبة لمجال محدد أو بنسبة مئوية أم هي حد سيف (يا ابيض يا اسود على حد تعبير المصريين)
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
  #6  
قديم 09-11-2001, 09:49 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

تسجيل حضور فقط..
سيكون لي معك وقفة مركزة يا أخ عبد الرحمن.. لنا كلمة نعدها الآن إن شاء الله
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #7  
قديم 12-11-2001, 08:38 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
إفتراضي

السلام عليكم
فمن يتفضل ويعرف لنا الحرية ؟؟؟
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله

Apprend a graver sur une pierre tout le bien qu’on te fait, et a écrire sur le sable tout le mal, car le vent du pardon l’efface
  #8  
قديم 14-11-2001, 10:37 AM
talal22 talal22 غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 261
إفتراضي

الاخوه الكرام
يختلف موضوع الحريه في الاسلام عن موضوع الحريه في الغرب فالحريه في الاسلام ليست لحساب الفرد على حساب الجمتعه وليست لحساب الجماعه على حرية الفرد
واعتقد انني اقتني كتابا عن هذا الموضوع احاول ايجاده وتفسير ماشرح به
  #9  
قديم 15-11-2001, 12:38 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
إفتراضي

مفهوم الحرية يبقى مسألة نسبية لا يجوز الإطلاق فيها على الأقل وفقا للمفاهيم المنطقية... ومن ثم النصوص التشريعية والقوانين الوضعية المتباينة.. لذلك اعتقد ليس بإمكاني أو سواي التشدق بالمطلاقية على أنها صنو الحرية.. وشتان ما بين الفوضى وقوننة الحرية.. أي نفهم من ذلك إصطلاحا، بأن مفردة حرية، مشتقة معجمية تتهذب وتتلون مضغوطة أو منفوخة وفقا للمستخدم ومن يقع عليه فعل الاستخدام.
وفي القسم الثالث من مؤلف قاسم المذكور أعلاه تعرض لحرية تكوين الرأي، وباعتقادي احسن اختيار العبارات دون أن يلجأ للإسهاب والإطناب والتقرير الممل. وبما أنا نناقش الموضوع قيد الدرس وفقا لمنظار زواياه محددة.. فيعني هناك ثوابت مرجعية ننطلق منها لئلا يتحدث أحدنا في الشرق والآخر في الغرب. وبعيدا عن الضوضاء والجلبة المفتعلة أو الغيرة السطحية أو الانحياز الجاهل نتابع القراءة بتأن وروية.
لا يتمتع الإنسان في الإسلام بحرية التعبير عن الرأي فقط وإنما بحقه في تكوين الرأي من خلال إمكانية الوصول إلى مختلف المعلومات من مختلف المصادر. فللإنسان الحق في الاطلاع والتعرف على مختلف الآراء ووجهات النظر ومختلف الحقائق التي يمكن أن تتوفر حول مختلف القضايا. فحول ما ورد في القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنًا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" (البقرة، 174)، ويقول: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم". (البقرة، 174) ويقول: "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" (البقرة، 159).
بناء على هذا، فإنه يمكن الاستنتاج بأنه لا يجوز حجب الحقيقة عن الناس وأن الحقائق يجب أن تكون في متناول الجميع. فالمسلم مثلاً لا يستطيع أن يُكوّن رأيًا صائبًا إذا لم تتوفر لديه مختلف المعلومات، ويبقى الرأي المستند على حقائق معينة دون أخرى أو على معلومات غير وافية رأيًا ضعيفًا من السهل أن ينهار أو أن يقود صاحبه إلى الفشل. بمعنى أن على المجتمع المسلم أن يعمل أولاً على إظهار القرآن تمامًا دون تحايل ودون التركيز على آيات دون أخرى، وثانيًا على توفير الفرص للاطلاع على الحقائق من مختلف الجهات والآراء. لا يملك أحد من المسلمين حق إخفاء آية لصالح آية أخرى، ولا يملك أحد حقًا في إخفاء حقيقة لصالح أخرى.
ماذا يعني هذا على مستوى النشر والصحافة؟ إنه يعني أنه لا يجوز أن تعكس دار النشر أو الصحيفة أو المجلة وجهة نظر واحدة فقط، بل يجب أن تفتح صفحاتها ونشاطاتها أمام الجميع. من الممكن أن تكون هناك صحافة حزبية أو دار نشر حزبية لكنه ليس من الإسلام أن تمنع نشر الآراء المخالفة أو المغايرة. إنها لحزب معين من ناحية الملكية لكنها لا تملك الحق بحجب المعلومات عن الناس.
وهذا المبدأ ينطبق على بائع الجرائد والمجلات وعلى مروج الكتب؛ إذ يجب عليه أن يحمل أو يعرض كل مصادر المعرفة الصادرة أمام الجمهور الذي له الحق في الاختيار. وبما أن الأمر كذلك فإنه من المحتمل أن تختفي الصحافة الحزبية في ظل نظام إسلامي لأنها لا معنى لها من الناحية العملية.
وبما أنه من المحظور على الصحيفة مهما كان لونها أن تحجب الحقيقة أو أن تمنع الآراء الأخرى من الظهور على صفحاتها، فإن القيمة العملية للصحافة الحزبية المتحيزة والمروجة لفكرة دون أخرى تتقلص إلى درجة دنيا. وهذا ينطبق على كل وسائل الإعلام.
وفي هذا فرق شاسع وكبير جدًا بين الإسلام والديمقراطية. تقر الديمقراطية الصحافة الحزبية المتميزة، وتقر التحيز في وسائل الإعلام المختلفة. وفوق هذا لا يمكن أن يقر الإسلام سيطرة فئة معينة مثل فئة الأثرياء على وسائل الإعلام، بينما يسيطر الأثرياء في الدول الديمقراطية عليها ويمارسون الاستبداد الثقافي والتربوي والتسويقي من خلالها. أما إن وجدت وسائل إعلامية تقول بأنها إسلامية تمارس إعلام الزاوية الإعلامية الأحادية فإن على القائمين عليها مراجعة قيمهم الإسلامية.
من هنا يمكن الاستنتاج أيضًا بأن الإرهاب الفكري حرام في الإسلام. لا يجوز أن يُمنع إنسان من التعبير عن رأيه أو من أن يُكوّن رأيًا خاصًا به أو أن يُحرم من الوصول إلى مصادر المعلومات والاطلاع على ما يتوفر وما يمكن أن يتم توفيره من مصادر. ولهذا لا يجوز أن يتعرض صاحب الرأي المخالف للقمع، سواء من ناحية التشويه الاجتماعي أو الإيذاء الجسدي أو الطرد من الوظيفة أو أي أسلوب آخر. جاء الإسلام لتحرير الناس وليس لاستعبادهم، ولتبيان الحق في مواجهة الباطل وليس لإهدار فرص المواجهة بين الحق والباطل. كما أنه لا وصاية في الإسلام ولا يوجد تفويض إلهي يمنح أحدًا الحق بإرهاب الناس واستعمال أدوات القمع ضدهم.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م