حافظ أسد وتجارة المخدرات العالمية

[السنونو المهاجر]

منشورات مركز أمن المخدرات الوطني في U.S.A
19 آب/أغسطس 1992

بوش و أسد يتجاهلانُ دورَ دمشق الضّخم في حربِ المخدرات

( واشنطن،D .C . ): بينما الرئيس َبوش يَتحدّثُ عن تقدم الحربِ على العقاقيرِ، فقد أصدرت لجنة أمن المخدراتِ الوطنيةِ ( NNICC ) تقييم يُشيرُ إِلى صورةِ أشدُّ كآبة ِ. طبقاً لهذا التّقريرِ الذي اصدرَ الجمعةِ بعد الظهر، من المفترض أَنْ تعاطي الهيروينِ في أمريكا قَدْ تضَاعفْ تقريباً السّنةِ الماضيةِ، من 471,000 مستعملِ في 1990 إِلى 700,000 أو أكثرِ في 1991. السّنة الماضية، تقريباً 2.9 مليون فرد إسْتِعْملَ هيروينَ على الأقل مرة، زيادة من مليون منذ 1988. علاوة على ذلك، التّقرير يَعترفُ بأن هذه الأرقام لَرُبَما ً تَكُونُ مُخْطَئة في التقدير.

ولشدة السخرية، عامل واحد يُساهمُ في هذه الزّيادةِ يُمكنُ أَنْ تُوْضَعَ في مسؤوليةِ الرئيس السيد بوش الذي يعتقد بعلاقته بالديكتاتور السوري حافظ أسد. أصر بوش ألا يفعل شيئاًَ يسيء إِلى الدّكتاتورِ السّوريِ خشية أن يبدي تعاوناً أقلَ في عملية سلام الشرق الأوسطِ , إدارة بوش قَدْ اختارتْ أَنْ تتجاهل الدّورِ المباشرِ َ المَلْعُوب مِن قِبل الموظفين السّوريين الكبار في تجارةِ العقارِ الدّوليةِ.

دمشق والمخدرات:

سّجلِ سوريا في تجارةِ المخدرات العالميةِ. ِ " تقرير إستراتيجيةِ سيطرةِ دوليِ، " اصدرَ في مطلعِ 1992, كَشفَ:


" مجموعات وعوائل لبنانية يُنتجانِ حشيش وأفيون في واديِ البقاعِ التابع للجيش السوري. موظفو حكومةِ يُخمّنونَ بأنّ 34 طنّ منَ الأفيونِ قَدْ اُنتجتْ على 3,400 هكتارِ مزروع في 1991. . . . ستة بالمائة زيادة على معدل إنتاج 1990 . . . حيث أن إنتاجَ الحشيشَ كَانَ 545 طنّ َ على 5,200 هكتارِ. . . . زيادة مثيرة لأكثر من 500 بالمائة على 1990 ..


عند دورِ سوريا المباشر، قسم الدّولة ِيذهب إلى ما يليْ :


" جيش سوري وموظفو حكومةِ مقيمون في لبنان يُسهّلونَ إنتاج وتجارة الحشيش هناك. . . . سوريا هي بلدُ عبورِ للعقاقيرِ المحظورةِ وموقعِ مَشْكُوكِ لتنقية الكمياتِ الصّغيرةِ للهيروينِ( حشيش مُنتَج لبناني)، الذي سيصدر لأوروبا والولايات المتحدة.أفيون ومورفينِ آسيويِ يُعالجان في مختبرات في واديِ البقاع في لبنان ومن ثم يعبران سوريا.


تجارةالمخدراتِ هي سياسةُ دولةِ سوريةِ:

دور سوريا في تجارة العقارِ الدّوليةِ يَذْهبُ بعيداً ما بعد بضعة موظفون فاسدون يُسهّلونَ إنتاج الحشيش ونقله في لبنان، على أية حال. إنه عمليةِ ربح عملةِ صعبة تقدر ببلايين الدولارات. المساهمة السورية في تصدير العقارِ المحظور ِإلى أمريكا يتعاظمُ... 20بالمائة من الهيروينِ في داخل الولايات المتحدة تَجيءُ من سوريا ولبنان (سورية الإدارة).

بالإضافة لذلك، موظفين سوريين كبار متورطون أيضا في الإشْراف علىِ مُعَالَجَةِ الأفيونِ إلى الهيروينِ في لبنان وفي سوريا نفسها. هم أيضا َ قَدْ أَسّسوا تجارة مربحة بإحتكاراتِ العقارِ الكولومبيةِ وتحويلَ هيروين أمريكي جنوبي ِ للكوكائينِ. إنّ الكوكائينَ، تباعاً، يُوزّعُ مِن قِبل سوريا في الشرق الأوسط حيث هناك زبائنُ متلهّفون بين مواطني المنطقةِ الأكثرِ إمكانيات مادية..

أهمية دورِ سوريا في تأسيسِ بنية تحتيةِ لتجارةِ المخدراتِ الدّوليةِ لا يداخلها أدنى شك. والمعلومات بشكل رسمي بنيتَ على أنّ هناك على 30 أفيونِ مَعْرُوفِ يُعالجُ في مختبرات في لبنان. هذه المختبراتِ تَنقّي أفيونَ من كلتا آسيا الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية إلى هيروينِ للتّوزيعِ في أوروبا والولايات المتحدة.

أقل شهرة لكن أكثرَ خطرا ًهو الحجمُ الأساسيُ للأفيونِ الذي يُعالجُ ضمن سوريا. ولو أن الحكومة الأميركية لم تعترف بها بشكل علنيّ المخابرات الأمريكية بأنه يوجد من ستة إِلى إثنا عشرَ مختبرِ معروفِ في سوريا بشكل مؤكد..

المتورطون بالأسماء:

واشنطن قَدْ فَشلتْ أيضا بالكامل أَنْ تَكْشفَ منُ وراء ذلك في الحكومةِ السّوريةِ بشكل مباشر َ. مصادر الحكومة عِنْدَها، ومع هذا، تاَكيد من المركزِ لسياسةِ الأمنِ في وكالة المخابراتِ المركزيةِ، وكالة مخابراتِ دفاعِ وإدارةِ المخدرات قَدْ مَيّزا موظفون أعلى في دمشق الذين هم مسؤولين عن مساهمةِ سوريا في حربِ المخدرات ِ. واحد من أكبر الأفراد المهمون ما هو إلا رفعت أسد أخ الرئيس حافظ أسد...

بينما الحكومة هنا أيضاً رَفضتْ أن تَعترفَ بدورَ رفعت أسد في تجارةِ العقارِ السّوريةِ، مخابرات أمريكية وضبّاط تنفيذِ قانونِ يَحْكمانِ بأن تدخله أساسيَ. هناك حتى تخمينُ بين العديد فيDEA والوكالات الأخرى بوظائف رفعت ك" Godfather "(عراب) المافياِ السّوريةِ. على أقل تقدير هو مسؤول عن التوجه الإجمالي للعديد من شركات العقارِ وأيضا يَتوسّطُ نزاعات بينهم.مَعْروفُ أيضا أَنهْ يَمتلكَ على الأقل ُ مختبر لتصنيع الهيرويين ، وأيضاً أراضيِ لزراعة الحشيش في واديِ البقاع.

موظفون سوريون أعلى آخرون تَضمّنوا في تجارةِ العقارِ كوزير الدفاع مصطفى طلاس، رئيس المخابرات علي دوبا ورئيس مخابرات سوريا في لبنان غازي كنعان. هؤلاء الأفرادِ المهمون يُسيطرونَ إمّا بشكل مباشر أو من خلال أعضاءِ شبكاتهم المنظمة في كلتا لبنان وسوريا بأَنْ يَحْموا ويُسهّلوا الإنتاج، معالجةُ ونقلَ العقاقيرِ الغير شرعيةِ.

كمثال، سيطرة عائلةِ علي دوبا على أغلبية مناصب الشرطةِ ومواقعِ الأمنِ في سوريا ولبنان , كمثال على ذلك رئيس الشرطةِ في دمشق ( إبن عمه )؛ رئيس مخابرات دمشق ( إبن أخوه )؛ ورّئيس المخابراتِ في مطارِ بيروت ( إبن أخوه )... متهم في قضية تهريب مخدرات مؤخراً في الولايات المتحدة اخبر ضابط سريّ أن " المخابرات السّورية في مطاربيروت كانت تطلب 10,000$ لقاء تهريب كيلوغرامِ َ هيروين خلال نقاط التفتيشِ. "

أموال سهلة

بينما الأمن السّوريَ يَجْمعُ الأتاوات في المطارِ، تنظيم مصطفى طلاس كان أكثرُ عدوانيةً في التعامل مع تُجّارِ العقارِ. أولاً، مزارعي الماريجوانا ِ وزهور الخشخاشِ يُلزمانِ أَنْ يَدْفعا للجيش " فلوس حمايةِ. " ثانياً،( الفيزا)ِ الضروريةْ للسماحَ لتجّار المخدراتَ أَنْ يُتحرّكوا حول وضمن لبنان بشكلِ غير مقيّد وغير مَمْنُوعِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُشتَرى من الجيشِ..بضْع هذه التّأشيراتِ الموقعة مِن قِبل وزير الدفاع طلاس نفسهِ موجودة في أياديِ الهيئات المختصة . جهاز مخابراتِ غازي كنعان في لبنان يُؤدّي وظيفة مشابهة.

الإرتباط شبه الحكومي:

شكل رئيسي آخر لدى المخابرات معلومات عن واحد من مدراءِ العملياتِ المركزيين لمافياِ المخدرات السّورية ِمنذر الكسار, عميل دولي غامض كانَ نشيطاًَ في الشرق الأوسطِ، أوروبا، أمريكا الجنوبية، كندا والولايات المتحدة...منذر، الذي هو متزوج بأختِ علي دوبا وقريب إِلى رفعت أسد يَعْرفُ أيضا أَنْ يَخْدمَ كمفتاح للموظفين السّوريين إِلى جم غفيرِ من المجموعاتِ الإرهابيةِ السّوريةِ الدعمِ، بضمن ذلك. عقود أسلحة منذر لواشنطن خلال قضية إيران كونترا، سويّة مع علاقته القريبة مع أسد وأخوته، لَرُبَما تُوضّحُ لماذا الموظفون في الوكالة قَدْ بذلوا جهد قليل في أَنْ يحاكموه.

ماذا عن حافظ أسد؟؟؟؟

الرئيس بوش ووزير الدولة بيكرِ قَدْ اَكّدوا مراراً وتكراراً، في تَبرير ِعلاقتهم مع الطّاغيةِ السّوريِ، أنه ليس هناك معلوماتُ دقيقة تَرْبطُ بشكل مباشر حافظ أسد مع عملياتِ المخدرات .مثل هذه المزاعم مراوغةُ في النّهايةِ.

بوضوح، الرئيس أسد ُ مدرك جيداً لمايفعله أخِيه وموظفي حكومته الأعلى الآخرين ووكالاتهم. هو مألوفُ بالتأكيد أن الفوائدِ الماليةِ تعود إِلى نظامه من تجارةِ المخدرات والأكثر من ذلك، حتىقسم المخدرات الدوليِ اعترفَ بأن ّحافظ أسد لم يأخذ خطواتُ من شأنها أَنْ تُعرقلَ أو تَتدخّلَ بهذه العملياتِ حتى عندما جوبه بالدّليلِ القاطع لتّدخلِ من واحد أو أكثر من موظفيه وعلى الرغم من وعوده أَنْ يمارس أفعال تأديبية لهم...

واحد لَرُبَما يَسْألُ، هَلْ يَجِبُ أَنْ يكون هو؟ ومع ذلك، هو ليس تحت ضغطُ حقيقيُ من الولايات المتحدة ؛ واشنطن تحت إدارةِ بوش اختارت أَنْ تَتعاونَ مع أسد (مثلاً، في النّزاعِ مع صدام حسين، " عملية السّلامِ " وفي أمورِ أخرىِ ). والأكثر من ذلك، دخل المخدرات يوفر مصدرَ ممتازَ من العملة الصعبةِ مقابلَ متطلبات تمويلَ النّشاطاتِ الخاصّةِ التي تدَعم مِن قِبل سوريا، بشكل بارز مصاريف الخلاياِ الإرهابيةِ التي تُشغّلُ تحت حمايةِ أسد.

ماذا يعرف بوش وبيكر ؟ ومنذ متى؟

إذا وفوق أي شئ، السادة بوش و بيكر من المحتمل أنهم شَجّعوا حافظ أسد أَنْ يَعتقدَ بأنّه يُمكنُ أَنْ يَأخُذَ كعكته ويَأْكلها كلها بأنّ، يحُسّنَ عِلاقاته مع واشنطن في نفس الوقت الذي يساهم في تَسْميمِ ودمارِ المجتمعِ الأمريكيِ بالعقاقيرِ المحظورةِ. مثل هذه خاتمةِ لَيستْ غير معقولةَ عندما يخفي بوش معلومات المخابرات المتوفرة لديه التي تُفصّلُ هائل سوريا ودورها كمُقرّ رسمي في تجارةِ العقارِ الدّوليةِ.
كمثال، المركز لسياسةِ الأمنِ قَدْ أعطى في السّنتان الماضي إدارة تنفيذِ العقارِ تقرير مخابرات عن دورَ الموظفين السّوريين الأعلى في تجارةِ العقارِ. التّقرير سَمّى أسماءَ، مَيّزَ موقعَ المختبراتِ ومَيّزَ المنهج المستعملَ مِن قِبل سوريا أَنْ تساعدَ وتُحرّضَ التّجارة في المخدراتِ الغير شرعيةِ. التّقرير قَدْ وُضِعَ على الرف.


بينما هذا التّقريرِ كَانَ يَجْلسُ تحت الغبار َفي خزانةDEA ,وكالة مخابراتِ الدّفاعِ نشرت تقريرها عن الموضوع. مع أن تّقرير ّDIA كَانَ عِنْدَهُ أقل تفصيلاً بكثير من تّقريرDEA، هو مَيّزَ أدوار علي دوبا وغازي كنعان . المصادر قَدْ أخبرتْ المركز أن وكالة المخابراتِ المركزيةِ أيضا عنْدَها " التقاريرِ " التي تَهتمُّ بنشاطاتَ مخدرات َرفعت أسد. لا شيء قَدْ جاءَ بعد هذه المعلوماتِ.

باختصار، بيانات موثوقة غزيرة، متوفرةُ تُوثّقُ تدخل منظّمَ لموظفين سوريين عالي المستوى في تجارةِ المخدرات . ومع هذا تُراوغَ الحكومة على دورِ دمشق المحوري, بالتركيز على أن المتورطين (أفراد) في الحكومةِ السّوريةِ وموظفي الجيشِ المنسّبين في لبنان وتَقليل حجمِ تجارة المخدرات المنطلقة من سوريا.

حتى التقاريرُ التي يُمكنُ أَنْ تُؤكّدَ في الوقت الحاضر أنهْ كَانتْ على الأقل حالتا مخدرات جرميةِ تبينان أن موظفون سوريون كَانَ يمكنُ أَنْ يُجَرّموا كشركاءِ سويّة مع المتّهمون من المستوى الأدنى طبقاً لهذه التّقاريرِ، موظفون إتحاديون كَانوا " ممنوعون" مِن قِبل واشنطن من توجيه هذه الاتهاماتِ.

الحدّ الادنى

المركز لإعتقاداتِ سياسةِ الأمنِ يرى أنه غير معقول ببساطة من الحكومة في الولايات المتحدة أنْ تَصْرفُ بلايين من الدّولاراتِ ْ لتُقاتلَ في حرب المخدراتَ مع مُلاحَظَةَ ما يبدو سلامِ منفصلِ مع واحد من أعدائه الرّئيسيين في تلك الحرب:النظام السوري.. .إنّ سياسةَ إدارةِ بوش بتَدليلِ النّظامِ الإستبدادي ِلحافظ أسد تذكّر بإسترضائه المتهوّرِ السّابق، صدام حسين قبل غزوه الكويت. إنه لا مبرّر أقلُ في هذه الحالةِ ولا أقلُ إحتمالاً أَنْ تُنتجَ نتائج غير مرغوبة. المركز يوجه إذن نداءات إلى المؤتمرِ أَنْ تعقد جلسات مستعجلة لحث الحكومة على اتباع سياسة نحو سوريا قبل أن تنتج ضرراًِ أكثر إِلى مواطني أمريكا..
--------------------
يتبع.........
___________
حرره الأموي في أحد المنتديات العربية