مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-09-2003, 12:15 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي البر حسن الخلق .. ومالك!



(البر حسن الخلق ) .. هذه قاعدة من قواعد البنيان الحضاري للأمة المتحضرة في العالم الإنساني .. وضعها نبي الإنسانية بوحي تلقاه عن أدب أدبه به خالق الكون اللطيف الخبير في رحاب مدرسة المعلم الأول رب العالمين (سبحانك اللهم خير معلم) للتلميذ الأكثر نجابة والمعلم الأكثر من فذ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. يضع قاعدة تنص على أن البر حسن الخلق والبر لفظ جامع لكل قول أو فعل يحبه الله تعالى ويرضاه .. والله طيب لايرضى إلا الطيب جميلا لايقر إلا الجمال , وفي مجتمعات تفشت فيها أوباء القبح والدمامة كمعظم المجتمعات الإنسانية المعاصرة بصفة عامة (إن الله اطلع على أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) ومجتمعنا المسلم بصفة خاصة لخصوصيته الأخلاقية عند رب العالمين وتحمله أمانة نشر الجمال التي أو كله بها ربا الجمال ومن خلال نظرة شاملة سريعة أو متأملة متفحصة يتضح لنا أن يبب التدهور الذي نعانيه والتخلف الذي نقبع فيه هو ترك اقتفاء سبل الجمال متمثلة في البر وعلى رأسه حسن الخلق , نعاني من انفصام يعانيه مثقفينا وحمال القلم من أبناء أمتنا بين متسيب متحرر راكض خلف كل ماهو مخالف لمجرد البريق المؤدي في نهايته إلى التلظي في الحريق , أو متشدد حجر على ملكة التدبر والتقصي والتجديد ومضى بعقل قد تحجر كأعتى الصخور وأعتم اعتاما شديدا فلا ينفذ نور لتأمل ولا بصيرة لتفكير , أو مدع جمع بين أخلاص من الرؤى والتصورات يدعي التدين ويحمل فيقرارة نفسه الفجور .
إن غياب الأخلاق في التعامل مع الله تعالى وشتى جوانب الحياة هو السبب الرئيسي في انحدار الأمة فكان نقض الوعود وتفشي الجحود وانتهاك الحدود ممن يحملون القلم ويبذرون التفكير , فإنى ليراع هذا حارثه أن يطيب حرثه أو أن تثمر غراسه , لاياسادتي ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب .. من يعمل سوء يجز به وأن ليس للإنسان إلا ماسعى!
يذكر المفكر الإسلامي الجزائري القدير مالك بن نبي في كتابه الرائع بين الرشاد والتيه : ( إن المجتمع الإسلامي يعاني منذ القرون الأخيرة , فتورا قد نسميه أزمة حياة فقدت أسباب التوتر والطموح . والعلاج لحالة كهذه , يقتضي ايدلوجية تعطي التوتر الضروري لمجتمع يقوم بانجاز مهمات كبرى , لأنها تخلق الفرد التواق , وهو عكس الفرد المائع الذي يركب مجتمعا ارتخت أوتاره . وهنا نقول أيضا , أن هذا العلاج سيبقى دون ماتقتضيه الحالة , إذ الأيدلوجية ليست سوى سهم يشير إلى هدف , ويحدد بعض الأتجاه ,, وهي بذلك تستطيع توجيه عمل الفرد وعمل الدولة وربما تتيح لهما الوصول إلى الهدف .. ومهما كان الهدف تحطيميا , أو كان التوجيه توجيهيا نحو انتحار أمة , فإن باستطاعة الايدلوجية أن تمنح المجتمع شروط انطلاقه وطموحه ؟
فالايدلوجية الهتلرية استطاعت أن تعطي الشعب الألماني توترا إلى حد درجة فاقت طاقة البشر , ولكننا نعلم من ناحية أخرى أية هاوية سحيقة ألقت به , فلو انتصرت الأيدلوجية الهتلرية في العالم ماذا كانت تصنع ؟
فقد كنا نعلم من خلال التصريحات أن هتلر يريد أن يفرض على العالم ألف عام من السلم الجرماني , أي ألف عام يرجع فيها الضمير العالمي إلى الوراء .
فالسياسة إذا تقتضي أكثر من ذلك . إذ لايكفي أن تحدد عمل الدولة في اتجاه معين , وأن يكون ثمة جهاز رقابة ضروري لمتابعة عمليات التنفيذ , وجهاز حماية للمواطن من اعتداء عمل الدولة نفسه عليه . كما لايكفي أن تمنح هذه السياسة التوتر الضروري للطاقات الاجتماعية لتبلغ الهدف المعين .
فبالإضافة إلى كل ماسبق , لابد أن يكون الهدف نفسه متطابقا مع التطور الطبيعي للأمة , ومع الظروف العامة التي تحيط بهذا التطور . وأن يكون فوق ذلك متطابقا مع مصير الإنسانية كلها .
فإذا كانت السياسة تفقد فعاليتها إذا انفصلت عن ضمير الأمة , فإنها لإذا انفصلت عن الضمير العالمي تضيف إلى العالم خطرا فوق الأخطار التي تهدده , فإذا نظرنا إلى القضية من الوجهة الأولى , أعني أعني وجهة انسجام السياسة مع تطور الأمة ومع الظروف المحيطة بتطورها , فإن القضية تطرح علينا منذ الخطوة الأولى مشكلة الثقافة .
أما إذا وسعنا هذا الإنسجام إلى مايقتضيه وضع عالمي , فإن التوسيع هذا لايزيدنا إلا تركيزا على النتيجة المستخلصة من نظرتنا الأولى .
فنابليون , لم يكن أثناء إقامته في موسكو , أي في أحلك أيامه , منكبا على خرائط تحركاته العسكرية فحسب , بل إنه انكب أيضا على إتمام القانون المدني الذي وضعه في بداية عهده وشغلته قضية أخرى كتنوير شوارع باريس . فهل كنا نتصور اهتماما كهذا لو فصلنا السياسة عن الثقافة ؟
إن صناعة السياسة تعني إلى حد كبير , تغيير الإطار في اتجاه ينمي تنمية متناغمة , عبقرية أمة , ومن هنا فصناعة السياسة تعني في آخر المطاف صناعة الثقافة ... إنتهى النقل عن المفكر مالك بن نبي )


وهنا اتفق تماما مع ماجاء به بن نبي إذ أن السياسة تنشأ عن الثقافة .. والثقافة هي حصيلة مايكتسبه الفرد من موروثات أخلاقيات المجتمع متمثله في قيمه وافرازاته الحضارية المعنوية والمادية وماانطبع منها جراء ذلك في جيناته الأخلاقية وممارساته السلوكية وهو ماحرص على غرسه المصطفى صلى الله عليه وسلم والرعيل الأول ممن آمن بمبدأ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق!..
ولذا فما مقت الله خلقا كالنفاق .. الذي يتصف صاحبه كما ورد في الحديث الشريف : " آيةُ المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعَدَ أخلف ، وإذا ائتُمِن خان " متفق عليه . (وفي رواية وإذا عاهد غدر , إذا خاصم فجر ) إن مانعانيه اليوم من انحدار بين الأمم وتلاعب منهم بنا وبكرامتنا ليس نتاج تداعي أمم البغي على أمة كريمة , ولكن تداعي أهل بغي على أفراد أمة وليس مجتمعات تحلوا بالنفاق وخلت نفوسهم من معاني الكرامة . أرى ذلك واضحا من خلال صفات بعض حمال أمانة القلم الذين يصفق لهم العامة دون وعي أو لمجرد الانبهار , فلا تثمر خطاباتهم الارتجالية ولا رؤاهم الانفعالية إلا الإبهار المفعل للتصفيق ! .. ثم خمود لجذوة كل هذا وكل مايتحصل عليه من أمثالهم هو بريق زائف يخصهم وترديد غبي لأسمائهم بين العامة دون حصاد يذكر ..لم؟ لانعدام بذور أخلاق البر ولاقحات الإحسان من مخصبات البر لحامل القضية وشاهر القلم , ولنتأمل بالمقابل غاندي ذلك الذي آمن بقضية وتمثل قيمها وأخلاقياتها وناضل لأجلها كيف حقق بقلمه وفكره مالم يحققه بعض أهل ملة التوحيد من حمال القلم في مجتمعاتنا المائعة !
إن تمييع الحق .. وصهر المباديء لإعادة صبها بغرض تشكيلها مع مايتوافق مع رغباتنا ومصالحنا هو أصل مشكلاتنا ... والأصل في حمل فكر والترويج لقضية هو اتباع قاعدة وضعها رب العالمين في كتابه المعجز المبين حين قال عز من قائل ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) .. في إشارة لتطابق المخبر والمظهر الفكري .. القول والعمل .. المعتقد والسلوك .. المصلحة الإنسانية المتمثلة في الرؤية الإلهية على المصلحة الذاتية لشهوة دنيوية زائلة ومجد آفل وجسد لجسد أمام رب العالمين لاشك ماثل.

خلاصة القول أن مانعانيه ماهو إلا نتيجة لمقدمات لخور لازمنا وفكر تردى في غياهب الجب , ومعتقدات في ظلمات لجة جسدت الذات وجعلت منها إلها وصار كل يجاهد مخلصا لذاته وصفاته بعيدا عن ذات الله وقضية الإنسانية التي كان من أجلها بعث الرسل ( وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل من بنى بيتاً، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية ـ ركن ـ فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللينة، وأنا خاتم النبيين )المتمثلة في التوحيد ودعوته العالمية إلى مكارم الأخلاق المؤدية لسيادة العدل , وإحقاق الرقي ونشر الجمال في ظل السلام



{ أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم]. ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) رواه أبو داود، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) رواه الترمذي وقال: (حديث حسن صحيح ). ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه)).. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ألا أخبركم بمن يَحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيِّن ليِّن سهل)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) رواه مسلم.


دمتم في بر !


[/poet]









[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="groove,7,blue" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=gray,direction=135) glow(color=royalblue,strength=5)"]


انظر لحال الدين في أوطاننا= أمسى طريدا بعد عيش أمان
وانظر لحمَّـال اليراع تباعدوا= عن نصرة الإسلام في إذعان
متخاذلين أمام عباد الدنا= بئس الحياة مخالف الديان
جعلوا اليراع وسيلة لتكسبٍ = وهو الكريم به ابتدا قرآني
إن اليراع فضيلة وهبت لنا= وهو الحبيب لربنا الرحمن
إقرأ بربك يامحمد داعيا= فالعلم فيض من رضا المنان
تبكي الحضارة ذلة حلت بنا = لتدني الأخلاق في الإنسانِ
سَلِـم البرايا من لسانٍ شاتمٍ = أو لاعنٍ فكلامه إيماني
سبحان ربي قد تدنى قدرنا = حين اعترضنا منهج الفرقان
قد كان في خلقٍ عظيمٍ يُـحتذى = صلى عليه الله في الأزمان
في سمته ووقاره هديٌ لنا = في علمه وحواره الرباني
نقل المعارف والهداية دونما = يوما يُـسيءُ لجاهلٍ متداني
مترفعا نحو السماء تقربا= لله في خلقٍ عظيم الشانِ
فسرت رسالته لتشمل عالما = لمس الكرامة رغم جهل بيانِ
لالم يكن عرب أولئك إنما = بشر سوي فطرة الرحمنِ
بالبر يرفع مجدنا ياإخوتي=تاريخ ذلك في ثرى البلدان
هذي بخاري والملايو مثلها= هدمت بيوت الشرك والأوثان
وبنت مساجد للصلاة تعبدا=لله توحيدا لطيب لسانِ


[/poet]
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))

آخر تعديل بواسطة ندى القلب ، 26-09-2003 الساعة 01:07 PM.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 27-09-2003, 10:13 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

الأخت الأستاذة ندى حفظها الله:
كان ما كتبته باعثاً للعبد على التفكير في موضوع هو في غاية الأهمية لمن يدقق النظر ألا وهو المكانة الثانوية التي نلقيها نحن المسلمين على الأخلاق والمعاملة في ترتيبنا للأولويات.
فقد ذهب القول المأثور: "الدين المعاملة" هباء منثوراً مع أنه لا تشهد له قواعد الشريعة العامة فقط بل تشهد له حتى اللغة التي تضع للفظة "دين" معنى الأخلاق العملية الممارسة أو طريقة السلوك وانظري مثلاً قول المثقب العبدي على لسان ناقته :
تقول وقد درأت لها وضيني..أهذا دينه أبداً وديني!
أكل الدهر حل وارتحال؟ أما يبقي علي ولا يقيني!
وعدّنا المعاملة أمراً ثانوياً ساهم في تحلل مجتمعنا، فالدين صار كأنه ليس دعوة لأن نحب بعضنا ونعامل بعضنا بما يتناسب مع التشخيص النبوي"المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص" بل صار كأنه دعوة للتباغض والتشاحن بل التحاسد ولعلنا من أكثر الأمم تحاسداً وأقلها مقدرة على أن يعمل بعضنا على شد أزر الآخر ليرتقي به وكأن الواحد منا يرى في تحسن أحوال أخيه تهديداً له ولا نرى أن الخير الذي يحصل عليه جاري لا بد يعود إلي في النهاية وأن خير أخي هو خير لي أيضاً !
والاستشهاد من مالك بن نبي عليه رحمة الله في غاية الأهمية (أتمنى أن تذكري معطيات عن الصفحة ودار النشر ومكانه مشكورة)
مالك بن نبي يرى أننا بحاجة إلى أيديولوجيا تخلق التوتر أي الطموح داخل الفرد لبناء مجتمع ناهض.
أعتقد أن فكرة النهضة إن لم تتغلغل في نفس كل فرد منا ولم يرها فكرة تخصه هو شخصياً وأنه هو بالذات مسؤول عنها وأنه لا يستطيع التواكل فيها وتركها إلى غيره،أقول: إذا لم يتغلغل هذا الشهور بالمسؤولية عميقاً في نفس وعقل كل فرد منا فاقرئي على مجتمعنا السلام.فالنهضة تتعلق بهذا الشعور.
ومن معوقات هذا الشعور التي يجب التصدي لها تعيير الشخص الجاد الواعي بأنه "بائع وطنيات" وأنه "يزاود" وأنه "يقول كلاماً شبعنا منه".
طيب إذا شبعتم من الكلام فابدؤوا بالفعل!
ومن علامات الانحطاط أن نسمي من يلتزم في عمله ويطالب غيره بالالتزام "حنبلياً" أي أنه مبالغ في طلب الالتزام.
وإنما أتينا من أننا نستهتر ونسخر من الصواب!
بالمناسبة: في مجلة الجسور السعودية العددين الأول والثاني مقالان لهما علاقة بالموضوع.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 28-09-2003, 05:25 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي





مرحبا معلمي

أسعد الله الصباح

قلت يارعاك الله ..



أعتقد أن فكرة النهضة إن لم تتغلغل في نفس كل فرد منا ولم يرها فكرة تخصه هو شخصياً وأنه هو بالذات مسؤول عنها وأنه لا يستطيع التواكل فيها وتركها إلى غيره،أقول: إذا لم يتغلغل هذا الشهور بالمسؤولية عميقاً في نفس وعقل كل فرد منا فاقرئي على مجتمعنا السلام.فالنهضة تتعلق بهذا الشعور

سيدي معنى النهضة معنى غائب عن إدراكنا ووسائل الفهم لدينا .. نحن مجتمع في جملته لايعي ولايتبع سبيل الرشاد ولكننا نسير وفق قاعدة بائدة حية في ضمائرنا أثبت الله فشلها في القيام بعمليات الإصلاح والارتقاء إلا وهي ( وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون) .. فقط اقتفاء لما كان من الآباء في الغي خاصة لا الرشاد .. فحين أبصر ردود الفعل الغاضبة في الشارع المسلم وخاصته من الشعراء والأدباء والخطباء .. أضرب يدا بيد وأردد بعد تنهيد .. قول ربنا تعالى ( ياحسرة على العباد ).. ياسيدي نشيد بمقاومتهم تارة ونبكي على دمائهم أخرى دون أن نتعنى بالنظر الثاقب المتأمل في أوضاعهم التي هي لاشك تمثل أوضاع مجتمعاتنا .. انظر لاترى إلا الثأر والتلويح بالقصاص الجسدي .. الفوري الناتج عن فورة وثورة الغضب .. لا الانتقام الفكري المنظم الخاضع للدراسة للتنكيل بهم على نور كما يريد ربنا انتصارا للدين والإنسانية .. يلوح أحدهم بالسلاح في وجه العدو .. وتبصره بالمقابل متنصلا عن صلاته فاحشا بذيء اللسان سبابا لعانا مؤذي لجيرانه خائنا للأمانة .. وماهذه الثورة التي يعيشها طلاب الثأر في كل بلاد المسلمين من الدول المعتدية أو الحكومات أحيانا إلا بدافع الثأر المتوارث عن الآباء لاغير .. وقد تحدثت في الحرم المكي مع عدد من هؤلاء من خلا ل نسائهم في أيام العشر الأخيرة فكن يجبنني باستنكار .. والله لايتركون الثأر.. !!

وكان حديثي معهم عن التنظيم الفكري والعمل الذهني بأسلوب حضاري يذهب في مهب الريح فقضية التربية على الأخلاق والعقيدة السليمة التي تقتضي سلامتها سلامة الخلق وحسن التدبر وجمال الإتباع تعد عندهم من الوهن والضعف .. رغم أن هذا هو هدي الأنبياء جميعا .. كانوا يناقشون الفكرة التي يؤمنون بها بأفضل الأساليب والقاعدة ( لاإكراه في الدين ) .. ( ولكم دينكم ولي دين )...يقول جودت سعيد في كتابه القيم مبدأ ابن آدم الأول أومشكلة العنف في العمل الإسلامي في قوله تعالى

(* وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد *
وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل
مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات
من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله
لا يهدي من هو مسرف كذاب * يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا
من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد *

وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب) : ان مؤمن آل فرعون قد أو ضح أهداف موسى عليه السلام ودافع عنها واستطاع أن يؤكد للملأ المجتمعين أمام فرعون أن التهمة الموجهة لموسى لايجوز أن تكون تهمة! لأنها دعوة واضحة وأهداف سامية يدعو الناس إليها , ثم وضح هذه الأهداف بأنها انتقال من عبادة فرعون إلى عبادة الله .. فلو أن لموسى ذنبا غير قوله ربي الله لما دخل الرجل المؤمن ليدافع عنه .. ولو نظرنا في آية
( ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) ..

.




لوجدنا فيها معاني كثيرة منها أن فرعون لو استطاع أن يوجه تهمة القتل لموسى أو أستطاع أن يثبت عليه ذنبا آخر لما احتاج إلى رضا بطانته وموافقتها على تنفيذ حكم الاعدام بموسى ..وطالما أن موسى يبغي تغيير الأوضاع ففرعون لاينظر إليه بأنه يريد تغيير هذه الأوضاع , لأن فرعون لايجد في نظامه قوة تستطيع أن تواجه الأفكار التي تواجهها , وكذلك لا تستطيع مواجهة ضمائر الناس وعقولهم التي كادت أن تقنع بأفكار موسى الربانية تاركة نظام فرعون الفاسد وراء ظهرها .. إن الاحساس بقوة الحجة في نفوس الناس , هو الذي حمل فرعون ويحمل كل الذين يخافون على نظمهم في كل مكان وزمان من قوة الحجة أكثر من خوفهم من قوة السلاح , بل أنهم يتمنون أن يحاربهم الدعاة ليبطشوا بهم دون تردد.. إن على المؤمن الداعي تكوين الجو الصافي الذي يبعد عنه تهم اعدائه بأشياء لايؤمن بها ولايدعو بها , بحيث إذا أصروا على إدانته لايستطيعون أن يدينوه إلا بالفكرة التي ينادي بها ويعتز بأن يقتل من أجلها .. فحين يثبت المؤمن الداعي على مبدئه ويعرضه على الآخرين دون لبس أو غموض , يهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة , هذا ولأن العذاب الذي يلقاه من يعمل بطرية تبليغ الحق , يلقاه ليرجع عن عقيدته . لا لأنه يريد أن يفرضها على الآخرين بالقوة , بل كل من يتبنى هذه الطريقة لايلقى تبعتها على غيره , ولايحاول أن يتنصل منها أو أن يتبرأ من العمل الذي قام به . ولهذا لا يعذب لأنه يعترف بالأسلحة التي أخفاها ولا الخلايا التي يجتمع بها , ولا بالقادة الذين يصدرون الأوامر إليه .. فهو أمامهم أنه وحده , صحيح أنه وحده ولكنه أمة بالنسبة للمبدأ الذي يدافع عنه .. انتهى النقل عن جودت سعيد بتصرف )
‏‏{‏إن إبراهيم كان أمة قانتالله حنيفا ولم يك من المشركين‏}.

إن مسألة الانضباط الأخلاقي من كظم غيظ وحفظ لسان واستقامة معاملة وأمانة وصبر وحلم تقتضي الصبر والمصابرة على الأذى وحبس الانتقام

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ..


ونحن لانريد ذلك فالأنا بدواخلنا عظيمة والرغبة في الانتقام لذواتنا عارمة ومامن سبيل إلا بالتذرع بالدين لإطلاق كوامن الشر في النفس تحت شعارات مختلفة كمن يردد من كان في ثورتي لديني رجعية ليشهد التاريخ أني رجعي .. وماهذا هو هدي محمد بن عبدالله والأنبياء الأكرمين

إن الله تعالى في طول الكتاب وعرضه يثني على أولي الألباب ويشيد بهم ويشيد بمن تمثل من عباده بالنبي الأمة وكان أمة, حيث وصفه ربه بقوله


( إن إبراهيم لحليم أواه منيب) ..
الحلم كان أول صفاته والرجوع إلى الله للاستعانة بهديه والاسترشاد بتعاليمه للتبليغ عنه قانتا بين يديه .. سائرا وفق نهجه في تأمل مستمر وتدبر لاينقطع .. الاعتقاد ..هو ماينطبع في جينات فكر المسلم الحق وتتضح صفاته في صفات حواسه الأخلاقية .. فلا يصح اعتقاد بذيء, أو فاحش أو سباب أو لعان .. بدليل .. ( هي تؤذي جيرانها) ( ومن المفلس ؟) ..


معلمي وأستاذي الكريم صاحب الفضل الأول علي في تعليمي العروض والصبر على تدريسي .. سعدت بمداخلتك الثرية وأتساءل عن هذه المجلة فلم تمر علي من قبل أهي حديثة؟! وهل توزع في جميع المكتبات

دمت راقيا مؤمنا معلما طاهرا نقيا تقيا..وجزاك الله عني خيرا

تلميذتكم وأختكم
..

.










__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))

آخر تعديل بواسطة ندى القلب ، 28-09-2003 الساعة 05:48 PM.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 29-09-2003, 01:52 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

تحيةً مشرقة للأخت ندى القلب التي أمتعتنا بهذا الموضوع و تحيةً عابقة بالسعادة لإطلالة الأخ محمد من جديد ونرجو دوام التواصل ..
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 29-09-2003, 04:36 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

شكراً أخي يتيم الشعر
للأخت ندى أقول
المجلة المفروض أنها موجودة في المكتبات
وعنوانها
مؤسسة مدائن الإبداع - جدة
فاكس 2240367
ويمكن الاشتراك بها
السعودية 130 ريالاً سعودياً
بالمفرق العدد ثمنه عشر ريالات (معلومات مفصلة أقدمها كدعاية مجانية)
صدر العدد الأول في جمادى الأولى 1424
العدد الثاني في رجب 1424

آخر تعديل بواسطة محمد ب ، 29-09-2003 الساعة 04:43 AM.
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 29-09-2003, 05:05 AM
العنود النبطيه العنود النبطيه غير متصل
سجينة في معتقل الذكريات
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,996
إفتراضي



كنت سأكتفي بالاستمتاع بحديث الاستاذة الكبار واتعلم منهم ولكن لابد ان اسجل تحية لعودة الاستاذ الفاضل محمد ب ... فمرحبا بعودتك ومرحبابكل المفيد والقيّم الذي تهديه الينا من علمك ووقتك

وتحية اخرى للفاضلة ندى على جميل ما تتحفنا به
__________________



ودي امــــــــوت اليوم واعيش باكـر
واشوف منهو بعــد موتــــي فقدنــي
ومنهـــو حملني لين ذيـــك المقابـــر
واشكــر كــل من كرمنـــي ودفــنــــي
شخـــص تعنالـي مــع انـــه مسـافـــر
شخصـن قريب للأٍســـــــــف ماذكرني
ومنهـــو يرتــب غرفتــــي والدفاتـــر
وان شاف صورة لي صاح وحضني

http://nabateah.blogspot.com/
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 01-10-2003, 11:05 AM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي



مرحبا

أسعد الله المساء

يتيم الشعر العنود النبطية..

سعدت بمروركما البهي وأدام الله بين الإخاء والإلتقاء على الخير

دمتما ودام الإسلام وأهله في عز ورفعة


مودتي


واحترامي
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م