من يحارب دين الله الحق ـ الإسلام؟ كيف؟ ولماذا؟ فضلاً شارك بالرأي.

[عساس العساس]

بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وإمامنا وحبينا محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين، وبعد،

بادئ ذي بدء، أود أن أطرح هذا التساؤل: " من يحارب الدعوة إلى دين الله الحق، الإسلام؟ في الشرق والغرب، ولماذا؟ " وأستأذنكم في التقدم عليكم بعرض إجابتي عليه كذلك، ويسعدني ويشرفني بل ويثريني فكرياً، الإطلاع على أراءكم وإضافاتكم، خدمةً لِلدعوة والدعاة إلى دين الله تبارك وتعالى.

فإن المفكر المنصف والدارس للإسلام من غير المؤمنين بتعاليمه عقدياً، لا يختلفُ على حقيقة صفاء ووضوح منهجه، ونقاء وطهر شرعه، وانعدام تعارضه عقلياً ومنطقياً وعلمياً مع أي حقيقة كونية. وأمثال هؤلاء، والحمد لله، هم من ينتهي بهم المطاف إلى اعتناق الإسلام. ومن لم يفعل ذلك منهم فالأسباب شخصية بحتة لا صلة لها بالحق والباطل، لا أجد المقام يسمح بالبحث فيها، وأوضح مثال على فئة منهم، فهم من خشوا أن يفقدوا دنياهم بإشهارهم لإِسلامهم وإعلان إيمانهم بالدين الحق.

وعلى أساس من هذه الحقيقة - انشراح النفوس للإسلام فطرياً بيسر وسهولة - فإن قادة شعوب الغرب والشرق يضعون العوائق والعقبات الجسام في طريق الدعاة إلى الإسلام، حتى من ادعى من هؤلاء القادة والزعماء، قناعته بحرية الفكر وحرية الدين والتسامح الديني زوراً وبهتاً، فإنه يقف متصلباً متعنتاً في مواجهة الدعوة للإسلام.
فتعظمُ الحيرةُ حول سبب هذه الخصومة المتأصلة. فأقول معللاً أن الأسبابَ كثيرةٌ ومتعددةٌ، ولكن أهمها على الإطلاق:ـ

إنه باعتناق شعوبهم للإسلام وانتشارهِ في بلادهم، فإن شعوبهم سوف تطالب بإنفاذ شرع الله القويم، الذي آمنت بهِ مما يعني كنتيجة حتمية منطقية لِحدوث هذا التغير؛ أن يطالبوا:ـ

(1) بتحريم الخمر صناعةً وتجارةً وتعاطياً،........... فهل يُصدقُ عاقلٌ أن أصحابَ الاستثمارات في هذا الصناعة الشيطانية، والتي تقدر بآلاف البلاين من الدولارات، أنهم سوف يتساهلون في أمر انتشار الإسلام، ويتسامحون مع الدعاة إليه؟ الجواب بكل تأكيد كلا. بل إنهم سوف يخصصون المبالغ الطائلة من ثرواتهم لوقف هذه الدعوة الكريمة لهذا الدين العظيم، لِيحفظوا مصالحهم فيها ومكاسبهم منها، أليس كذلك؟

(2) بتحريم الربا, وإغلاق كافة منشئاتهِ،........... فهل يُصدقُ عاقلٌ أن أصحابَ الاستثمارات في هذا الصناعة الشيطانية، والتي تقدر بآلاف البلاين، أنهم سوف يتساهلون في أمر انتشار الإسلام، ويتسامحون مع الدعاة إليه؟ الجواب بكل تأكيد كلا. بل إنهم سوف يخصصون المبالغ الطائلة من ثرواتهم لوقف هذه الدعوة الصادقة لهذا الدين الحق، لِيحافظوا على منافعهم منه ومكاسبهم من وراءهِ أليس كذلك؟

(3) بتحريم التجارة في الأعراض، وكل ما يتصل بها، أو يفضي إليها، مثل علب الليل -أو النوادي الليلة أو الملاهي الليلية- والإنتاج السينمائي بكل فجُورهِ وفسقِهِ ومجُونهِ، والمجلات الداعرة، وتجارة السياحة الرخيصة التي تعتمد توفير الخمور والصبايا، فهي ولاشك صورة صارخة، لتجارة الأعراض، ........... فهل يُصدقُ عاقلُ أن أصحابَ الاستثمارات في هذا الصناعات الشيطانية، والتي تقدر بآلاف البلاين من الدولارات، أنهم سوف يتساهلون في أمر انتشار الإسلام بينهم، ويتسامحون مع الدعاة إليه؟ الجواب بكل تأكيد كلا. بل إنهم سوف يخصصون المبالغ الطائلة من ثرواتهم لوقف هذه الدعوة. أليس كذلك؟

(4) بتحريم الطبقية والعنصرية ( العصبية ) التي يُحارِبُها الإسلامُ بكل صورها وممارساتها. بينما يستفيدون هم من ناحيتهم بممارسة هذه الطبقية الشيء الكثير، من ذلك حكم الشعوب والاستبداد بهم. فهل يُصدقُ عاقلٌ أن مَنْ يتمتعون بِثِمارِها سيسكتون ويتساهلون في أمرِ انتشارِ الإسلامِ، ويتسامحون مع الدعاةِ إليه؟ الجواب بكل تأكيد كلا. بل أنهم سوف يخصصون كل ما يتيسر لهم من مَالٍ وجُهدٍ لوقف مجرد التعريف به.

(5) بتحريم الكهنوت وكل ما يتصل به، فهل سيلتزمُ القادةُ الدينيين الصمتَ، لِيَخسروا ببساطة مراكزهم القيادية وسلطاتهم المتميزة في مجتمعاتهم، ويتساهلون في أمرِ انتشارِ الإسلامِ، ويتسامحون مع الدعاة إليه؟ الجواب بكل تأكيد كلا. بل أنهم سوف يحرضون الجميع على محاربة الإسلام والتأليب عليه، وحض أهل اليسار في أوطانهم على البذل بسخاء لوقف هذا المد الفكري الفطري المشوق. وبعد ما تقدم ذكره فلا يختلف معي أحد أن أصحاب التجارات الشيطانية مما ذكر آنفاً وغيرهم كثير، ممن سوف تسخى أنفسهم على البذل.

كما أننا بفضل الله العزيز الحليم نعلم أن في المسلمين في هذا الزمان الكثير من الدعاة الذين لا يضنون بوقت ولا جهد في كل مافية مرضاة الله الجواد الكريم، الذي لا يضيع عمل عاملٍ من ذكر أو أُنثى، ثم أن لهم المكانة المرموقة بين المسلمين، فلمَ لا يمدهم إخوانهم من أهل اليسار بكل ما يمكن لهم تيسر نشاطاتهم الدعوية؟؟؟ فيشاركوهم في الأجر والثواب، في الدارين الدنيا والآخرة. اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.

بناءً على ما تقدم فإنه يتوجب علينا شحذ الهمم، والعمل بعزم لا يعرف الكلل والملل، مهما كانت الصعوبات والعوائق. فلن نجد من الفئات التي تم البحث في عدائها تهاوناً ولا ترحيباً. فالأمر بنسبة لهم إما أن تبقى لهم دنياهم وإما أن يسود هذا الدين الحق وينتشر، وبنسبة لنا إما حياة في مرضاة الله تعالى وإما معاناة وعنت حتى الموت في طاعته، ومن ثم النعيم المقيم بإذن الله الجواد الكريم، فيجب أن يكون شعارنا:ـ " وَلَلأخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ اْلْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُكَ فَتَرْضَى " (الضحى:4ـ5).

أسأل الله اللطيف الكريم، أن يكون قد يسرَ لي توضيح ما في نفسي، وإيصال ما يجول في خطري لكم، داعياً الله القدير أن يمكن الجميع بالقيام بالعمل المؤثر، الذي ينشط الدعوة إلى الإسلام. والله تبارك وتعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم المحب لكم في الله / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[البكري]

جزاكم الله خيراً.
ما تقدم صحيح، ويصدق على أهل الأهواء والفسوق، في الشرق والغرب على حد سواء، فليس للباطل وأهله مصلحة في انتشار الإسلام، وقديما خاف الملأ من قريش على تجارتهم ومصالحهم مع العرب فقالوا:
{وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص/57].

[عساس العساس]

تفاعلكَ يا أخي، يؤكد أصالة مشاعرك الإسلامية، والحمد لله رب العالمين.


بسم الله الرحمن الرحيم،

الأخ الكريم / البكري، حفظه الله ورعاه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

جزاك الله خيراً جزيلاً، على مؤازرتكَ وتأييدكً،....آمين. والذين هما محل تقديري واحترامي.
ولا بد من نشر الوعي وتعريف إخواننا وأبناءنا، سر عداوتهم/ ومنطلق تصديهم لهذا الدين الحق، لأن كثير من الناس، الذين يقيسون الأمور بمقاييس مادية بحته، مع محدودية في العلم بشرع الله تبارك وتعالى، يستخفون بدعوى عداءهم لنا، على أساس أنهم ليسوا في حاجتنا، وعندهم ـ طبعاً من الماديات والنعم الدنيوية ــ خيرٌ من ما عندنا، وهكذا، ولله المُشتكى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم المحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

[ 23-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عساس العساس ]