مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 15-01-2007, 06:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موقفه من مسألة تأميم النفط واستخدامه كسلاح .

عندما يتبجح الغرب ويقول: عندنا ديمقراطية، فهم صادقون بقولهم، لكن أي ديمقراطية؟ .. إنها ديمقراطية لصوص اتفقوا على أن يقتسموا ما يسرقون وفق نظم يضعونها، ويغلفونها بقوانين دولية، تبدو للمغفلين أنها قوانين تراعي حقوق الإنسان وتحترم إرادة البشر .. ولكن تلك القوانين لا يطبقها الغرب إلا على من لا يملك القوة.. وإن رفض فإن أذرعا جاهزة أعدت لإجبار من يتمرد على الانصياع والرضوخ، فهناك أذرع اقتصادية تتمثل بصندوق النقد الدولي، ومجموعة السبعة التي أصبحت مجموعة الثمانية بعد انضمام روسيا .. وهناك منظمة (الغات) .. كما أن هناك أذرعا عسكرية يتم فلسفة أداءها من خلال مجلس الأمن الذي كرس لخدمة أولئك اللصوص ..

فلن يتدخل أحد من اللصوص إذا ما تم الاتفاق على نهب نحاس إفريقيا بسعر عشرين دولار للطن، فلن ينبري أحد من الشركاء السارقين ليقول: إنه حرام .. اجعلوا الطن بثلاثين .. ولن ينبري أحد إذا ما جعل ثمن قلم الحبر المُصنَع في الغرب يعادل عشرة براميل نفط .. أو جعل ثمن طائرة يساوي إنتاج دولة من النفط ليومين .. كما أنهم وهم يسلكون هذا السلوك يمنون على الدول التي ينهبون خيراتها، أنه لولا جهد الغرب لبقيت تلك الدفائن في مكانها.. وكأنهم سحرة يفكون طلاسم الحارس الجني لتلك الدفائن ..

لقد ربط الغرب نهبه للموارد الطبيعية، بإفشاء التخلف والابتعاد عن المشاريع الاقتصادية العملاقة، التي تبعد المنتجين عن الالتحاق بركب التقدم العلمي، فلذلك لا عجبا أن نجد اليوم أن أكثر الدول المنتجة للنفط من دول العالم الثالث، هي أقلها للدعم العلمي وأكثرها لإقامة المشاريع العقارية والعمرانية التي تفتح باب الطلب على ما ينتجه الغرب من مكملات لتلك الأبنية .. ويفرح أصحاب تلك الدول أن لديهم حركة حضارية .. سرعان ما تختفي، وتختفي ثرواتهم من خلال تجميد موجوداتهم المالية لدى الغرب، أو سحبها مرة أخرى من خلال مضاربات الأسهم ..

في حين تثور ثائرة الغرب، فيما لو أحس أن هناك ما يهدد مصالحها .. وهذا ما رأيناه عندما صب الغرب ضرباته الجوية على سد الموصل الذي تساوي طاقته التخزينية مرتين ونصف ما يخزن في السد العالي في مصر .. وكان ذلك في حرب الكويت .. فأين الكويت وأين الموصل و سدها ؟

أدرك الشهيد ورفاقه منذ اليوم الأول أنه لا فائدة من الاستقلال ما لم تكن ثروات العراق محررة تحريرا كاملة .. فمنذ السنة الأولى تم إيفاد المهندسين والكيميائيين الى الاتحاد السوفييتي وإسبانيا، تهيئة لكوادر تكون قادرة على إنجاز عملية التأميم وصيانتها. وبعد أن تم استخراج النفط من حقول (الرميلة) بأيدي وخبرات عراقية خالصة، وبعد أن تبين أن إنتاج تلك الآبار فاق ما يأخذه العراقيون كحصة متفق عليها من كل نفط العراق بحقوله كلها (عين زالا ، كركوك، البصرة و غيرها) .. أيقنت القيادة العراقية أن معركة التأميم قادمة وشرسة ..

وفي سؤال تم طرحه على الشهيد حول قرار التأميم، هل كان مدروسا أم لا؟ أجاب: ( أنا دائما أفرق بين القائد والخبير، بين القائد وبين المساعد، بين القائد وبين الاستشاري، لذلك اعتقد أنه عندما يتحول الخبراء الى قادة، فإن أي نظام من هذا النوع لا يمكن أن يحقق تدابير وانجازات عظيمة وتاريخية. وعندما يكون السياق العام والاعتيادي للقادة هو إهمال رأي الخبراء والاستشاريين، يتحول تصرفهم الى ضرب من العمل المغامر في أحيان كثيرة، والى عمل مرتجل في أغلب الأحيان)*1 .. (في قرار التأميم جمعنا معلومات عن مواردنا السنوية غير النفطية، درسنا ماذا يمكن أن نحصله من القروض من العرب أو غير العرب، درسنا إمكانية الصعوبات التي تجابهنا في تسويق النفط، تناقشنا مع الفنيين الاختصاصيين في الشؤون المالية والاقتصادية والماليين بما في ذلك الخبراء النفطيون من التأميم بصورة أو بأخرى، ولم يكن خبير واحد متحمسا للتأميم، ولكننا اتخذنا قرار التأميم)*2

ويضيف الشهيد ( نحن تصرفنا بروح وعقلية أخرى، أساس حساباتها يكمن في تقديرنا الصائب أن الروح المعنوية التي يخلقها التأميم للشعب ستتحول الى عملة صعبة تعالج الثغرات التي أشار إليها الفنيون، وهي حسابات من النوع الذي لم يستطع الفنيون رؤيته أو معرفة طريقه... لذلك كان قرارنا صائبا)*3

ردات الفعل المحلية والعربية والدولية:

كانت ميزانية العراق في عام 1971 (241 مليون دينار عراقي) أي ما يقارب 780 مليون دولار .. في حين وصلت الى ما يقارب ال 30 مليار دولار عام 1979 .. فكيف كانت ردات الفعل :

1ـ في ليلة إعلان قرار التأميم خرج كل الشعب العراقي مهللا ومرحبا بالقرار، وعندما حوصر العراق ومنع من تصدير نفطه، بادر المواطنون بشراء سندات الصمود لدعم الدولة في قرارها الذي انتصرت في معركته في 1/3/1973

2ـ عربيا: لا زلت أذكر نشرة أخبار إذاعة (صوت العرب من القاهرة) في السابعة صباحا .. عندما جاء على لسان المذيع : ( أممت الحكومة السورية أنابيب شركة نفط العراق .. ثم صمت ليضيف على استحياء: كما أممت حكومة العراق مصالح الشركة المذكورة !) ..

كما أن الحكومة السورية رفضت السماح للنفط العراقي المرور بالأنابيب، رغم أنها كانت تتقاضى بضعة بنسات (أجزاء من الدولار) لكل برميل، في حين عرضت الحكومة العراقية دولارين لكل برميل يمر الى الموانئ السورية، دون جدوى ..

3ـ عالميا: رفضت معظم دول العالم أن تشتري النفط العراقي، وبادرت الحكومة السوفييتية بمطالبة العراق بمبلغ (16) مليون دولار ديونا كانت مترتبة على عبد الكريم قاسم .. فعرض أن يسدد قيمة هذا الدين على شكل (قمح) حيث كان موسم عام 1972 يزيد عن (7) مليون طن .. ففي حين كان السوفييت يشترون الطن ب 45 دولار .. عرضه العراق ب (32) دولار ثم ب (24) دولار، واضطر أخيرا أن يبيع للحكومة السعودية ب (8) دولارات ليسدد دين السوفييت .

عندما استطاع العراق كسر الحصار بتسويق نفطه بواسطة أسطول بسيط كان قد أعده مسبقا لذلك، بيَت الغرب الخطط للتخلص من نظامه الوطني منذ ذلك التاريخ، فقد أعدت في عهد (كارتر) الخطط لغزو العراق، ولكن الظروف الدولية حينها أجلت من ذلك .. فأخذت المخابرات المركزية الأمريكية على عاتقها، تخطط لقلب النظام من خلال تسع محاولات كان آخرها تلك التي تعاونت فيها مع مجموعة من المحيطين بالشهيد ..

استطاع العراق أن يستثمر عائداته النفطية، في عدة مشاريع ضخمة، أهمها الصناعات البتروكيمياوية (أسمدة و غيرها) .. كما استطاع أن يقيم سد الموصل وينظف العراق من الملوحة التي قال عنها الخبراء الهولنديون والصينيون أنه لو وضعنا قطارا يحيط بعرباته الكرة الأرضية لامتلأ من ملح العراق مرتين .. كما نهض بمشاريع مكافحة الأمية و النهوض بالمستوى التعليمي و التقني وغيرها من الانجازات التي شهد له كل منصف بالعالم عندما أقروا بأن العراق قد غادر موقعه من مصاف دول العالم الثالث .. كما استخدم النفط كسلاح بالتنسيق مع الراحل الملك فيصل في حرب تشرين 1973التي كانت كفسحة لرد بعض الاعتبار المعنوي للأمة ..

ثم لتقلب الصفحات في محاولة إعاقته بوسائل إقليمية ودولية أخرى ..

المراجع :
1ـ المختارات/ صدام حسين الجزء العاشر/ ص 56
2ـ المصدر نفسه ص 57
3ـ المصدر نفسه 58
__________________
ابن حوران
  #22  
قديم 16-01-2007, 03:39 PM
medo elmasri medo elmasri غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 9
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محى الدين
هل هذا كل ما قدم للفلسطينين ؟؟؟
بضع كلمات فى خطاب و مساعدة عشرين الف طالب و ضرب اسرائيل باربعة او خمسة صواريخ سكود صادتها بطاريات اليهود فى الجو قبل ان تسقط على الارض !!!!
يا اخى كثير من زعماء العرب فعل اكثر منه عشرات المرات و ليس كلاما فقط و انما حروبا ارهقتها كمصر التى خاضتت اربع حروب متتالية و اثر ذلك على اقتصادها و عندما ارادت ان تقيم سلاما عادلا استردت فيه كامل اراضيها كان صدام حسين يؤلب العرب ضدها فى حقد دفين على مصر و حكومتها000
ايضا موضوع صواريخ اسكود التى ضرب بها اسرائيل لم تكن اكثر من استعراض ليس الا
كما انه لم يضرب اسرائيل من اجل عيون فلسطين و لكن من أجل تخفيف الضغط عليه جراء ضرب الامريكان و التحالف له
و جدير بالذكر ان الحرب التى ضرب فيها اسرائيل بالصواريخ كانت الحرب التى غزا فيها الكويت 000 سبحان الله
يضرب الكويت باليمين و اسرائيل بالشمال 0000 و نعم البطولة !!!!
ارجو من اخونا الكريم ناقل المقالات التريث بضع دقائق قبل ان يرد على كلامى
و الله من وراء القصد
و شكرا اخى لمجهودك
هذا هو الحق
ولكن لى تعليق بسيط
برغم من تعاطفي الشخصي لصدام رحمه الله وتجاوز عن سيئاته
متى ضرب صدام إسرائيل ؟؟؟
هل بعد ضرب مفاعله الذري ؟؟ لا
ماذا فعل صدام بالسنه هل أكرمهم ؟؟
ماذا فعل صدام لفلسطين هل حرر القدس ؟؟؟
ماذا فعل أولاد صدام في العراق وبالمناسبة رحمهم الله أيضا ؟؟؟
ينبغى أن نكون منصفين
ونحن المصريين شعب العواطف هذا صحيح ونحن أولى الناس بصدام بعد العراق لأنه تربى في مصر وآوى إليها وتعلم وتخرج من كلية بها وساعد المصريين حقا نعترف بكل هذا ولكن لا ننسى ما فعله بالمصريين أيضا عند رده عن الإعتداء على الكويت ؟
ببساطه شديدة لقد دخل صدام الكويت بأمر من أمريكا (وهذا من أهم أسباب التعجيل في إعدامه حتى لا تتكشف الحقائق وينفضح أمر عائلة بوش لذا تم الإسراع فى قفل هذا الملف نهائياً)
حتى يستغيث العرب بالأم الحنون أمريكا حامية الحمى والديار وبهذا تتمكن من التواجد في المنطقة بشكل مقول من الشعوب العربية المهمشة فهم أتوا برغبة من (وللأسف) رؤسائهم
ولكن يبقى السؤال
هل تعاون صدام مع الأمريكان ؟؟؟ بالقطع نعم
هل خدمهم ؟؟؟ مؤكد
ولكن الرجل رفض إحتلال بلده وإكتشف ما أصابه من حماقة ورفض الإستمرار عكس الكثير ولم يهرب ويترك بلاده ومات ميتة الرجال
وأرجوا من الله أن يكون هذا قصاص على الدنيا
ويتقبله من الشهداء
وأرفض رفضاً باتاً أن يقتل حتي ولو عميل خائن (وهذا على سبيل الفرض فقط ولا أقصد الرجل بعينه) من جنسي (مسلم وعربي كمان) على يد أي جنس آخر ناهيك عن أعدائي
وأرجوا أن ننهي هذا الحوار حتي لا نطر إلى ذكر عدم محاسن موتانا
رحمه الله الشهيد وتجاوز عن كل سيئاته ورزق حكامنا العظة ومعرفة أن هؤلاء لا أصدقاء لهم إنما صديقهم المصلحة ولن يترددوا في قتل أصدقاء الأمس إذا إنتهت المصلحة منهم
  #23  
قديم 17-01-2007, 07:01 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موقفه من القضية الكردية .. واستلام ملفها عندما كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ..

لا يوجد دولة على سطح الكرة الأرضية تخلو من أقليات قومية، وهناك دول تكاد القوميات فيها تتعادل من حيث الأعداد ففي الهند مثلا حصر العلماء سكان الهند الذي يزيد عددهم عن مليار بسبعة فروع رئيسية هي : التركي ـ الإيراني، والهندي ـ الآري، والسكايثو ـ درافيديان و الآري ـ الدرافيدي المعروف بالهندستاني، و المنغولي ـ الرافيدي و نمط هملايا الممنغل، والسابع : الدرافيدي*1 .. وتختلف لغاتهم و دياناتهم وغيرها إلا أنهم انصهروا بقومية نسبت الى (الهندية) وكذلك يمكن القول عن الصين والولايات المتحدة وغيرها، ولسنا بصدد التوسع في هذا الشأن.

هل حقا أن الأقليات في الوطن العربي مضطهدة؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال بسؤال آخر مفاده هو أن الأكثرية من أبناء الوطن العربي مضطهدة، فيمكن أن تصل نسبة المضطهدين من سكان الوطن العربي، الى 90% من السكان، لصالح قلة ترتبط بالحكم الذي يسود في غالبية الأقطار العربية ويرهن بقاءه بعلاقات دولية ليضمن بقاءه. وما تفتأ تلك الدول الخارجية أن تستخدم ورقة الأقليات في الوطن العربي لتضغط بها على الحكومات التي لا تطيعها..*2

لقد ظهرت مسألة الأكراد في العراق كما ظهرت مثيلاتها في إيران وسوريا، منذ عام 1920 وذلك عندما تغاضت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في معاهدة سيفر عن مصطفى كمال أتاتورك، إذ تجاهلت وضع الأكراد في معاهدة (لوزان 1923) .. مما جعل قضيتهم مصدر قلق للدول التي يتواجدون بها، وظهر اتجاهان بين الأكراد: أحدهما يدعو للحوار والتفاوض والآخر يدعو الى حمل السلاح وانتزاع الحقوق بالقوة. وقد أتيحت الفرصة أثناء الحرب العالمية الثانية أن يتجمع المسلحون الأكراد في الجانب الإيراني، ليستغلوا وضع اقتسام الروس والإنجليز لإيران أثناء خلع (رضا بهلوي) الذي كان مناصرا لهتلر وتنصيب ابنه (محمد رضا) على عرش إيران. واستطاع الأكراد أن يقيموا دولتهم (مهاباد) التي استمرت عدة شهور قبل أن يهرب (الملا مصطفى البرزاني) الى الاتحاد السوفييتي، لتحكم عليه الدولتان (إيران والعراق) بالإعدام غيابيا .. ولم يعد الى العراق الى بعد عام 1958 ولم يسقط عبد الكريم قاسم حكم الإعدام عنه، ولكن الحكم لم يرفع عنه إلا بعد ثورة 17تموز عام 1968. *3

استشعر البعثيون الذين حكموا منذ عام 1968 العراق، بأن القضية الكردية هي قضية عراقية، وأحسوا بأن أعداء العراق يستغلونها أسوأ استغلال لمشاغلة العراق عن المضي قدما في تطوير إمكانياته، فكانت إيران تدعم جناحا و الكيان الصهيوني يدعم جناحا، وأصبحت المتاجرة بالقضية الكردية مصدرا مربحا لفئات نصبت نفسها للتكلم باسم الأكراد .. وعندما صدر بيان 11/3/1970 والذي يمنح الأكراد حكما ذاتيا، يعتبر متطورا على كل المشاريع التي تواجد الأكراد فيها تاريخيا وجغرافيا، امتعضت إيران وبعض القوى التي تدور بفلكها، وحاولت تصعيد دعمها للفصائل الكردية التي تنصل قسم منها من الاتفاق، لتخوض القوات العراقية حربا ضد الانفصاليين المدعومين دوليا وبالذات من إيران، وبعد توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 الذي يقضي باقتسام الملاحة في (شط العرب) توقف الدعم الإيراني للأكراد ..*4

لقد أطلق الحكم الذاتي طاقات الشعب الكردي، ودخل الأكراد في الحكم بما يتناسب مع حجمهم فكان نائب الرئيس (طه محيي الدين معروف) ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة (طه ياسين رمضان) وكان مجموعة من الوزراء الأكراد، وانطلقت الثقافة الكردية لتمارس دورها بجريدة (هاوكاري باللغة الكردية) و(التآخي ـ العراق) بالعربية .. كما لم تنس الحكومة المركزية نصيب منطقة الحكم الذاتي من مشاريع ضخمة عربية مشتركة خططت لها الجامعة العربية، واختارت الحكومة المركزية منطقة الحكم الذاتي لها ..

وفي حديث للشهيد مع إعلاميين أكراد ركز بفطنة بالغة على نقاط نلخصها بتصرف (دون الالتزام بالنص لطولها) :
1ـ استاء الشهيد من ظاهرة أنه عندما يتم سؤال مواطن من أين أنت فيجيب المواطن بأنه كردي بدلا من أن يقول أنه من السليمانية أو من أربيل مثلا، مقارنة بسؤال لمواطن آخر من أين أنت ليجيب : من البصرة وليس عربي !

2ـ انتقد الشهيد عبارة الأخوة الأكراد، التي تجعل ضمنا حاجزا بين شرائح الشعب، فلو قيل الأخوة السوريين لكانت مقبولة. ويذكر بأن ابن (ميسان) مثلا لا يستنكف من الاعتزاز بذكر ارتباطه تاريخيا بصلاح الدين العراقي الكردي، وعليه لابد للأكراد أن ينظروا الى انتمائهم من هذه النقطة التي تدلل على انصهارهم بعراقيتهم لا بقوميتهم .

3ـ أشر الشهيد على ظاهرة الإحساس بعدم انتماء الأكراد، لما يطرح بصيغ معينة في الإعلام عندما يقال أن (صدام بطل التحرير القومي) .. فيحس الأكراد كما يحسوا بأن شعار الحزب (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) بأن هذا الكلام لا يعنيهم .. وعندما تفهم المقاصد العميقة لهذا الكلام بأن دستور الحزب عندما يذكر الأمة العربية، فهو لا يعني العرب منهم فقط بل يعني كل من تعايش في البقعة التي تسمى بالوطن العربي، وتكلم بلسان العرب وفكر وقرأ وحلم وكون تراثه الديني والأدبي بمحاذاة أبناء العرب فهو ابن الأمة العربية، ويطوله من مجدها و هزائمها كما يطول العربي ..

4ـ لقد أشر الشهيد على مسألة في غاية الأهمية، عندما شجع الإعلاميين الأكراد لتغطية خصائص الشخصية الكردية، من فنون وآداب وشعر ولغة، حتى لا تبقى تلك القضية دون إشباع. وينطلق بعدها الأكراد لتحمل مسئولياتهم كشركاء حقيقيين في بناء نهضة العراق والأمة العربية في آن واحد.

5ـ لقد نوه الشهيد الى قضية الالتزام بالدفاع عن العراق كشركاء، فالتهرب من خدمة العلم، رغم التساهل في التعامل مع الأكراد بشكل الخدمة ومدتها، ففي حين كانت سنتين للعربي مع إبقاء فترات يستدعى فيها الاحتياط حتى عمر فوق الأربعين عاما.. كانت بضعة شهور للكردي و في أماكن غير الجبهات.. تيسيرا لهم ..
وقد حلف يمينا أنه لولا قدرة العراق بجيشه لكانت الأنبار كما هي المحافظات الكردية لقما سائغة أمام الفرس المجوس *5


المراجع:
*1ـ الوحدة العربية ـ المشكلات والعوائق/ناجي علوش/ الرباط/ 1991/ المجلس القومي للثقافة العربية.
*2ـ حديث لقيادة البعث في اجتماع لطلبة المغرب العربي في دمشق عام 1955
*3ـ الجزيرة: د عبد الحسين شعبان .
*4ـ المصدر السابق .
*5ـ حديث لصدام حسين خلال مشاركته في مناقشة ورقة عمل دار الثقافة والنشر الكردية بتاريخ 9/3/1983
__________________
ابن حوران
  #24  
قديم 17-01-2007, 07:12 AM
عاشق السطور عاشق السطور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
الإقامة: اليـــــــــــمن
المشاركات: 14
إرسال رسالة عبر MSN إلى عاشق السطور إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عاشق السطور
إفتراضي

رحــــــــــــــــم الله أســــــــــــــــد الأمة المجاهد الشهيد / صدام حسين المجيد ماحد يقدر يتفوه بكلمة بعد النهضة النوعية والعلمية التي حققها للعراق والأمن والأمان ، فما
  #25  
قديم 22-01-2007, 12:59 PM
ahmed8520 ahmed8520 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 7
إفتراضي

رحم الله البطل المجاهد المناضل صدام حسين
  #26  
قديم 23-01-2007, 10:37 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

7ـ موقفه من الأقطار العربية وكيفية التعامل معها (خصوصا بعد انعقاد المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي في تشرين الثاني/نوفمبر 1977) ..

مرت الأمة العربية في القرن العشرين، بأشكال من الخطاب ذا الطبيعة الوجدانية، المشحونة بالقهر نتيجة عشرة قرون من فقدانها لقيادة نفسها، حيث بقيت تحت سيطرة أشكال فضفاضة من الحكم غير العربي المستتر تحت القبة الإسلامية.. وقد حرصت القوى الإمبريالية التي قسمت الوطن العربي وفق اتفاقية سايكس ـ بيكو .. وزرعت الكيان الصهيوني في المنطقة، أن تبقى سياستها تراقب ثابتين مهمين لإبقاء حالة الشرذمة للأمة:

الثابت الأول: أن لا يحدث لقاء وتفاهم بين (الثالوث الذي انتبه إليه محمد علي باشا في حركته) والثالوث الهام من العواصم، القاهرة و دمشق وبغداد ..

الثابت الثاني: والذي ظهر بعد اكتشاف النفط بكميات هامة، أن لا يلتقي أي زاويتين من المثلث (بغداد ـ الرياض ـ طهران) ..

بالمقابل ظهرت بؤر وأصوات عروبية من أقصى المغرب العربي الى أقصى المشرق العربي تتغنى بأمجاد العروبة شعرا ونثرا حتى تطورت الى تيارات سياسية، وضعت أعداءها ضمن قائمة سهلة الحفظ (الصهيونية والإمبريالية، وعملائهما من أبناء الأمة العربية) .. لم تكن تلك التيارات في بداياتها أكثر من جهود لإثارة الهمم الطيبة، فكانت الكتابات ذات طابع أدبي هائم، لا تتورع أن ترفع شعارات ضخمة بإمكانيات بسيطة، ولو كانت مدربة بما فيه الكفاية لاستثمرت حالة التفكك العالمي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث انشغلت معظم دول العالم (القوية) بتضميد جراح الحرب ..

وكان الخط الفاصل بين الوطنية وأعدائها واضحا وضوح الشمس، فكانت كلمة تصدر من جمال عبد الناصر (ارفع رأسك يا أخي العربي) تترك مفعولا مهيجا لدى من كان ينتظر سماع خطاباته. ولم يكن التداخل في خندق المعارضة للخط المعادي للأمة كما هو عليه الآن، حيث نجد عشرات الأصناف من اليساريين الذين لا يقبلون ببعض وعشرات الأصناف من القوميين الذين لا يقبلون ببعض، وكذلك مثلها أو أكثر من التيارات الإسلامية السياسية التي يعتقد كل فصيل منها بأنه هو محتكر الحقيقة وحده..

كان حزب البعث من بين تلك الفصائل التي استطاعت أن تصل الى الحكم في قطرين عربيين في عام واحد 1963، في سوريا والعراق، ولكن إجهاض التجربتين، بشكل مبكر، دفع البعثيين لتغيير تكتيكهم في الوصول للسلطة، فكان ثقل الشعور بهزيمة حزيران 1967 سببا في أن تحشد العناصر البعثية جهدها وتنقض على السلطة في العراق.. وظهر تياران هناك تيار لا يؤمن إلا بالتغيير الحاد المسلح وكان يفلسف لهذا الاتجاه بعض أعضاء القيادة القومية مثل عبد الخالق السامرائي، وقد حاول الانقضاض على السلطة من خلال (ناظم كزار) مدير الأمن العام الذي كانت درجته الحزبية تفوق درجة وزير الدفاع (حماد شهاب) ووزير الداخلية (سعدون غيدان) واللذين وظفهما في محاولته من خلال اختطافهما و تسخير جهاز الأمن العام..

وكانت رؤية هذا التيار أن يستلم زمام الحكم ويتوجه الى الأقطار المجاورة، الكويت والأردن ويضع قوته أمام قوة الكيان الصهيوني، مرة واحدة، ويصعد من حربه لإنهاء حالة التقسيم العربي، ولكن خشي هذا التيار معارضة التيار العقلاني الذي كان يمثله رئيس ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة (البكر وصدام حسين) فكان المخطط أن يتم قتلهما في المطار أثناء عودة البكر من بلغاريا(تموز1973)، لكن الأقدار تدخلت وفشلت الخطة ..

لقد سقنا تلك النتفة لنبين أن الحاضنة في العمل السياسي بشكله العنيف، كانت موجودة في كل البيئة العربية، منذ قديم الزمان والى زمننا الحاضر، وهي ليست مقتصرة علينا كعرب، فالتاريخ مليء بالأمثلة ..

في المؤتمر القومي الحادي عشر، ظهرت الأصوات التي كان وراءها الشهيد صدام حسين، والقائلة: بأنه طالما أننا نقيم علاقات مع دول كثيرة في العالم من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، من فرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها، فلماذا لا تكون علاقاتنا على نفس القدر إن لم يكن أحسن مع الدول العربية الشقيقة؟

ويمكننا تلخيص رؤية الشهيد في المجال العلاقات العربية ونشاطه بما يلي:

لقد أدرك الشهيد ورفاقه بأن الوحدة التي ينشدها البعث والجماهير العربية تمر من بوابة (فلسطين)، ولما كانت الفورة الشعبية والجماهيرية قد بدأت بعض الأنظمة العربية تتآمر عليها في الاحتيال بما يسمى (الحلول السلمية) وبالذات بعد زيارة (جوزيف سيسكو) مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وما تلاه من صيغ عرفت ب (مشروع روجرز) الذي قاد في النهاية الى قبول الأنظمة المحيطة بفلسطين به .. وما تلاها من حرب (تحريك) في تشرين/أكتوبر 1973واستبعاد العراق من التنسيق فيها. رغم دخوله الحرب والاشتراك فيها دون إذن من أحد ليدافع عن دمشق، وقد كان للجيش العراقي وقيادته رؤية واضحة وخطة تم إعدادها وإطلاع القيادة السورية عليها لاحتلال (الحولة) وما حولها لإحداث جيب داخل الأرض المحتلة من فلسطين (1948) .. وقد أوقف السوريون تنفيذ تلك الخطة قبل ساعة الصفر بعدة ساعات*1

من هنا أدركت القيادة العراقية أن هناك تراجع من لدن الدول التي كانت تسمى تقدمية (مصر وسوريا والجزائر) وحدث قبول هائل لفكرة تسوية مهينة مع الكيان الصهيوني، ابتدأت بمؤتمر الرباط الذي حصر قضية فلسطين بالفلسطينيين تمهيدا لخطوات أشد وطأة كمعاهدة كامب ديفيد وغيرها من اتفاقيات .. ومع ذلك التزمت القيادة في العراق وعلى رأسها الشهيد بما يلي*1 :

1ـ دعم الدول المحيطة بفلسطين بالمال وعدم تركها تتهاوى تحت الشروط الغربية، وحتى لما كان العراق في حرب مع ايران لم يتوانى عن دعم تلك الدول والمقاومة الفلسطينية ..

2ـ التوقف عن مقاطعة المؤتمرات العربية، والعمل على التنسيق الاقتصادي البيني مع الدول العربية وبالذات الدول المجاورة لفلسطين لتعزيز صمودها.

3ـ دعم الدول العربية الفقيرة من أجل وحدة الصف العربي، (موريتانيا، جيبوتي، اليمن، الأردن) ..

4ـ الوقوف مع حركات التحرر العربي، والقضايا العربية بشكل مبدأي، القضية الفلسطينية، والأريتيرية وعرب الأحواز .. والوقوف في وجه الأطماع الإيرانية في الخليج العربي..

5ـ الالتزام بفكرة الوحدة العربية، فلم التدخل لدعم أي حركة انفصالية عربية، فوقف مع وحدة لبنان ووقف مع عودة الصحراء المغربية للمغرب، مما أثار حفيظة الأخوة في الجزائر وغيرهم ..

6ـ لم يحاول دعم أي تمرد في أي قطر عربي مهما كان لونه، ابتداء من أحداث أيلول/سبتمبر 1970 وحتى قضية الصحراء المغربية ..

7ـ أصدر الشهيد الإعلان القومي في 8/2/1980 الذي كان يتنبأ فيه لما ستؤول إليه الأحوال في الوطن العربي وقد تضمن الإعلان ما يلي:

أ ـ رفض تواجد الجيوش والقوات الأجنبية العسكرية في أي بقعة من بقاع الوطن العربي، وتحريم تقديم المساعدات لمثل تلك الأفكار.. ومقاطعة وحصار الدولة العربية التي تشذ عن ذلك (مفهوم هنا أثر اتفاقية كامب ديفيد).

ب ـ تحريم اللجوء الى استخدام القوات المسلحة من قبل أي دولة عربية ضد أخرى، وفض أي نزاع بين دولتين عربيتين بالطرق السلمية والحوار ( نعلم كم سيعترض الآن بعض القراء الذين يتربصون بإيجاد أي ثغرة (قضية الكويت) .. لكننا سنأتي على ذكر ذلك في حينه..

ج ـ يطبق المبدأ أعلاه مع الدول الجارة غير العربية، ( وهنا لا يحسب الكيان الصهيوني الدخيل والهجين مع دول الجوار) .. لكن يستثنى من ذلك حالات الدفاع عن النفس ضد التهديدات الخارجية التي تمس أمن الأقطار العربية.

د ـ تضامن الأقطار العربية جميعا ضد أي عدوان أو انتهاك يقوم به أي طرف أجنبي للسيادة الإقليمية

هـ ـ تأكيد التزام الأقطار العربية بالقوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق باستخدام المياه والأجواء والأقاليم من قبل أية دولة ليست في حالة حرب مع أي دولة عربية ..

و ـ ابتعاد الأقطار العربية عن دائرة الصراعات أو الحروب الدولية والتزامها الحياد التام وعدم الانحياز إزاء أي طرف .. وامتناع الدول العربية عن إرسال قوات لها للاشتراك في الحروب الدولية ..

ز ـ التزام الأقطار العربية بإقامة علاقات اقتصادية متطورة وبناءة فيما بينها بما يوفر ويعزز الأرضية المشتركة للبناء الاقتصادي العربي المتطور ويدفع باتجاه تطوير فكرة الوحدة العربية ..

ح ـ إن العراق إذ يضع مبادئ هذا الإعلان يؤكد استعداده للالتزام به تجاه كل قطر عربي يلتزم به .. وهو مستعد لمناقشته مع الأشقاء العرب وسماع ملاحظاتهم .. وهو لا يعتبر بديلا عن ميثاق الجامعة العربية وعن معاهدة الدفاع المشترك والاتفاقيات الأخرى .. *2

المراجع :

1 ـ التقرير السياسي : للمؤتمر القومي الحادي عشر/دار الحرية
2ـ الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل في حديث تلفزيوني ..
3ـ من نص الإعلان القومي الذي أعلنه رئيس الجمهورية في8/2/1980
__________________
ابن حوران
  #27  
قديم 27-01-2007, 06:19 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

8ـ موقفه من العلاقات الدولية ..

العلاقات الدولية.. يعني هذا المصطلح والذي هو جزء من علم السياسة، بمجمل المبادئ وأحكام وضوابط العلاقات والاتصالات بين الدول أعضاء المجتمع الدولي في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية. وتنظم أصول التعاون وحدود الخلاف والصراع في شتى الميادين. وإن كان هذا النوع من العلم حديثا نسبيا، إلا أن هناك الكثير من المؤرخين والفلاسفة القدماء قد تحدث عنه وذكره، من المؤرخ الإغريقي (توكليدس) الى ابن خلدون الى ميكافيلي وفلاسفة صينيون وهنود قدماء أمثال (مينسيوس الصيني) في القرن الرابع قبل الميلاد والفيلسوف الهندي (كوتيليا) الذي كان رئيسا للوزراء في عهد الإمبراطور (شندرا غوبتا) 326ـ298ق م .

لقد انتبه الشهيد الى هذا الجانب، وشجع تكوين المهارات في هذا العلم الحديث حتى غدا العراق يضم خيرة الخبراء في العلاقات والقانون الدولي وكلنا يذكر الدكتور (رياض القيسي) (الوكيل الأقدم لوزير الخارجية) الذي يعتبر واحدا من أفضل أربعة خبراء بالقانون الدولي بالعصر الحديث والذي تحدث ثلاث ساعات أمام مجلس الأمن دون أن يغادر المكان أي من المستمعين أو يقاطعه أحد.

الواقع السياسي في الربع الأخير من القرن العشرين

تشابه العقدان السابع والثامن من القرن العشرين في منطقتنا العربية، ففي حين كانت بداية العقد السابع قد أوجدت عددا من الأقطار العربية التي نالت استقلالها، إضافة لصعود مجموعة من القيادات الوطنية في عدد آخر، انتهى العقد بهزيمة حزيران/يونيو 1967 وفتنة أيلول/سبتمبر بالأردن بين الجيش الأردني وفصائل المقاومة. كذلك كان العقد الثامن الذي تجلى بحرب استنزاف ضد الكيان الصهيوني كانت في مجملها انتصارات لم تأخذ حقها من الشعور بالاعتراف بها، وقادت الى انتصار حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 واستخدام النفط كسلاح فيه، إلا أن هذا النصر قد صودر والتف عليه ليتحول في نهاية العقد الى عزل مصر وبداية الانهيار في صلابة الموقف العربي تجاه الاعتراف بالكيان الصهيوني وكان هذا في نهاية العقد الثامن.

لم تكتف الدوائر المعادية في إخراج مصر، بل عرضت عليها مشروعا من خلال مستشار الأمن القومي الأمريكي، لفك عزلتها بعدما تم نقل مقر الجامعة من القاهرة الى تونس، وكان العرض يتضمن فكرة التخلص من سلاح مصر السوفييتي بثمن تدفعه (الولايات المتحدة والسعودية)*1 مناصفة عندما يذهب الى مقاتلين أفغان ومسلمين لطرد الاتحاد السوفييتي الشيوعي من أفغانستان. فكان شكل الحملة وعنوانها (إيماني) حتى أصبح الرئيس السادات يسمى ب (الرئيس المؤمن) .. أما خفاياها فكان يقصد بها تجميع الشباب المسلم المحتقن نتيجة الانكسارات المتلاحقة للأمة وزجه في تلك الحرب للتخلص من السوفييت الذين تشفوا بخروج أمريكا مهزومة من فيتنام أولا، ولتخليص الأنظمة صديقة الولايات المتحدة العربية من عناصر تشكل خطرا عليها ثانيا (حسب خطة كيسنجر ـ اللعب بالورقة الدينية والطائفية) .. وجعلهم تحت المراقبة فيما لو كتبت لهم النجاة من الحرب..

كان خروج الاتحاد السوفييتي من المنطقة بعد طرد الخبراء السوفييت من قبل السادات، قد دفعهم في تنشيط أدوارهم ومصالحهم كبديل لخسارة مصالحهم في المنطقة الى إفريقيا .. فنشطوا في موزنبيق وأنغولا و إثيوبيا (هيلا مريام) .. وتركوا المنطقة ليصبح التوازن في الإرادة السياسية لقوى كانت متنحية قبل تلك المرحلة، وأصبحت السعودية هي اللاعب الأنشط والأكثر أوراقا والأكثر تأثيرا في المجموعة العربية .. وقد ازداد دور السعودية، في التغيير الذي حصل في إيران والذي لم تتمكن الدوائر الإمبريالية من تسييره بالشكل الذي تمنته، بعد إبعاد أبو الحسن بني صدر وصادق قطب زادة وغيرهم ممن كان يعول عليهم في تورث الشاه المبغوض ..

رؤية الرئيس صدام حسين في العلاقات الدولية

1 ـ إن منطقتنا العربية من المناطق الحساسة وتكاد تكون أكثر منطقة في العالم أهمية، لا من حيث الثروات الموجودة فيها فحسب، بل لموقعها الجيوسياسي. وعليه من الأفضل أن يهتم بمنطقتنا عدة مراكز قوى عالمية وليس مركزان فحسب. حيث إذا كان هناك مصالح لأوروبا و اليابان والهند والصين وغيرهم، عدا القطبين (الأمريكان والسوفييت) .. فإن الرؤية السياسية تستوجب التفنن في مخاطبة تلك المراكز وترتيب الاتفاقيات بما يلاءم مصالح تلك المراكز، والابتعاد عن مخاطبتها عن طريق ثالث يمر بالقطبين ..

2ـ ليس المطلوب أن تكون قرارات الدولة العراقية صائبة بالحسابات الموضوعية والعلمية فحسب، وإنما المطلوب إضافة لذلك أن تحافظ وتطور جسور العلاقة النفسية بين العراق والشعب العربي، وأن تعمق و تبقي جسور من الثقة بينها وبين أوساط عالمية من المهم معرفة رأيها في القرارات التي يتخذها العراق، ويجب أن تكون تلك القرارات مقنعة من حيث توقيت اتخاذ القرار وطريقة إخراجه.

3ـ إن العالم في هذا الوقت يتغير بسرعة غير مألوفة، وحتى نتغير معه محافظين على مصالحنا وأمننا، يجب أن تكون حركتنا متناغمة مع سرعة التغير فيه، وإن لم نستطع استغلال الظرف السياسي في عينة من الوقت للتأثير في مساحة معينة من العالم، فقد يتطلب التأثير عليها وقتا قد يطول حتى تعود الدورة مرة أخرى. وحتى يتحقق لنا ذلك، يجب علينا الانطلاقة من كوننا أمة واحدة بمساحتها وإمكانياتها وسكانها، وهنا ترتبط العلاقة بين تأثيرنا الدولي طرديا مع تقوية نسيج اللحمة العربية لنتمكن جميعا من الحديث ككتلة واحدة.. وعلينا أن نتنبه أن أعداءنا لن يتركوا فرصة واحدة لإحباط هذه الحالة لدى العرب.*2

4ـ لقد أقر الرئيس صدام حسين لكل دول العالم بالعمل لمصلحة بلادها ومواطنيها، وسيتم التعامل مع تلك الدول وفق احترامها لمصالحنا كعرب و خصوصيتنا، دون استغفال، و بالقدر الذي تتقارب رؤية دول العالم مع قضايانا المصيرية بقدر ما تتقوى العلاقة معها.*3

5ـ سياسة العراق مع دول عدم الانحياز .. فلا للأحلاف العسكرية .. ولا للقواعد العسكرية في المنطقة .. ولا للنشاط العسكري في المياه العربية.

6ـ لقد ربط الرئيس صدام حسين استقلال الرأي والسيادة العامة على الوطن باستقلال التسلح وتنوعه والتفنن في تنويع مصادره، وتطويره وطنيا، حتى لا ترهن إرادة الوطن بتوارد كميات السلاح المعتمد كليا على دولة بعينها، فكانت فكرة التصنيع العسكري بطريقته التي حيَرت العالم، هي العمود الفقري للشخصية الوطنية لعراق صدام حسين.

فرية تتكرر:

يرمي أحباب الولايات المتحدة الأمريكية، العراق، بأن أمريكا هي من دعمت العراق في حربه ضد إيران وهي من أمدته بالسلاح .. في حين يستطيع أي مبتدئ في البحث أن يعرف أن حجم استيراد العراق من الأسلحة من الدول الغربية مجتمعة لا يصل الى 4% من مجموع استيراده طيلة 35 عاما، ويكاد نصيب الولايات المتحدة، أن يكون قريبا من الصفر .. والقضية التي سربتها المخابرات الأمريكية بالتعاون الاستخباراتي المحدود الذي رافق الحرب العراقية الإيرانية. في حين أوكل للكيان الصهيوني بإمداد إيران بالمعلومات والسلاح والذخيرة والتعاون، والذي ترافق بضرب مفاعل تموز النووي العراقي. والغاية من وراء هذا التسريب والفوضى الإعلامية هي اعتبار أن العلاقة مع أمريكا شيء معيب، لو يستحي من يثيرها لتوقف عن ذكرها، خصوصا إن كانت علاقته بأمريكا واضحة للعيان!

المراجع:
*1 ـ مجلة وجهات نظر المصرية/ عدد آب/أغسطس 2003
*2ـ حديث الشهيد الى سفراء الجمهورية العراقية في دول أوروبا الغربية واليابان بتاريخ 12/6/1975
*3ـ صدام حسين/المختارات/الجزء الخامس/ الموضوعات السياسية.
__________________
ابن حوران
  #28  
قديم 03-02-2007, 06:31 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

9ـ الحرب العراقية الإيرانية ودحض المزاعم في أن العراق هو من أشعلها.


تمهيد:

يسود اعتقاد لدى قادة الفرس على مر التاريخ أنهم أمة أكثر عراقة ورقيا وحضارة من العرب، وأن الإسلام قد قوي بالفرس أكثر ما قوي بالعرب، وأن العرب هم أقوام همجية لا حضارة لهم ولا يطيعون سلطانا ولا يؤمن جانبهم (كما نقل ذلك الجاحظ في كتابه البيان والتبيين إذ كان يتعرض لصورة العرب بأعين الفرس).. وتكاد تلك الصورة أن تجد لها مكانا في نفوس بعض الطيبين العرب.

والحقائق التاريخية تنفي ذلك نفيا كاملا، فإذا عرفنا أن عدد سكان الكرة الأرضية عند مولد السيد المسيح عليه السلام كان 200 مليون نسمة*1 فقد كان سكان الأردن وحدها في ذلك التاريخ 12 مليون نسمة. وأن عدد سكان العراق في عهد هرون الرشيد كان 35 مليون نسمة. في حين أن عدد سكان إيران عام 1850 كان 10 ملايين نسمة*2 . كما أن إيران ذات المساحة التي تساوي أربعة أضعاف مساحة العراق، بها خمس قوميات هي الفارسية والعربية والأذرية والبلوشستانية والكردية ..

ويعود تاريخ إيران في أقصى قدمه الى القرن السادس عشر قبل الميلاد عندما زحفت قبائل آرية من ضفاف نهر (الفولغا) لتحتل المنطقة الشرقية وتؤسس دولة (بيريث) أي فارس، جهة خراسان وما حولها والدولة الميدية في الغرب بمحاذاة تخوم العراق ، وكانتا بلغة آرية وقد أطلق المؤرخون عليهما (اريان )، وقد أعيد هذا الاسم عام 1925 أيام (رضا بهلوي) ..

وقد سطع نجم إيران في عهد (كورش) الذي قضى على الدولة البابلية، واحتل العراق وزحف نحو فلسطين، بأحلام توسعية لم ولن تنتهي لغاية اليوم .. وتكاد فترة الحكم الساساني أن تكون مصدر المجد الوحيد لمفكري إيران، وساستهم وأدبائهم الذين ما فتئوا يتغنون بتلك الأمجاد، حيث ألغوا التقويم الهجري الإسلامي أيام الشاه (محمد رضا بهلوي) وجعلوا يوم (صفر) تاريخهم تبدأ باليوم الذي أعاد به (كورش) اليهود الذين سباهم البابليون الى فلسطين!

كما أن عقدة العرب والإسلام لا زالت تسيطر عليهم، فبالرغم أن عمر بن الخطاب وخالد ابن الوليد رضوان الله عليهما من أكثر صحابة الرسول صلوات الله عليه وتسليمه، وأحدهما من المبشرين بالجنة، فإيران تخلو من هذين الاسمين، بل وقد وضع مقام لقاتل الفاروق (أبي لؤلؤة المجوسي) في وسط طهران ليتبرك به الفرس!

كما لم يذكر التاريخ للفرس أنهم اشتركوا في حرب لصالح المسلمين، في حين تجدهم حاضرين في كل فتنة وفي كل فرصة للهجوم على العرب والمسلمين:

1ـ كانوا حضورا في فتنة عثمان بقوة، وهم من قتلوه، وألصقوا جريمة قتله بغيرهم ..
2ـ كانوا حاضرين وجاهزين بفتنة (الأمين والمأمون) فقتلوا الأمين..
3ـ كانوا في الفترة التي تستعد قوات العثمانيين لدخول فيينا في طريقها لنشر الإسلام في كل أوروبا، جاهزين للانقضاض على العراق لتقفل قوات المسلمين راجعة لمعالجة عدوانهم ..
4ـ لم يمر قرن من الزمان إلا ولهم عدوان كبير على العرب( راجع جيران العرب/إيران على هذا الموقع كموضوع منفصل) ..
5ـ كانوا باستمرار وقوفا مع أعداء الأمة، مع الصليبيين وهولاكو، ووزعوا الحلوى في هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني، ووقفوا مع الأمريكان واستغلوا حالة عدوانهم على العراق ليمضوا تقتيلا وذبحا لعلماء وقادة العراق.

الخميني وعدوانه على العراق :

كان العراق في عهد الشاه مبتليا بدعم الشاه المقترن بالدعم الصهيوني والإمبريالي لزمرة ضالة في شمال العراق، حصلت على أفضل وضع سياسي لها على مر التاريخ، كما لم تحصل على جزء من ذلك الحق المشروع في أي دولة من الدول التي يتواجد بها الأكراد (بما فيها إيران نفسها) وقد ازداد التدخل الإيراني في دعم العصاة في الشمال بعد تأميم النفط .. وعندما كان لا بد من طي هذا الملف، الذي رأت إيران أن خططها لم تعد تقض مضجع العراق، فقد وقعت اتفاقية الجزائر التي تسمح لإيران باستخدام شط العرب للملاحة، مقابل كف إيران عن التدخل بالشأن العراقي، والمعروف أنه بعد تلك الاتفاقية، انهارت قدرة المتمردين في شمال العراق على الصمود، وهذا يدلل على أن الحرب في الشمال كانت مع إيران ، كما نصت الاتفاقية على إعادة مناطق عراقية تحت الاحتلال الإيراني (سيف سعد وزين القوس وغيرهما) .. تلكأ الإيرانيون في الإيفاء بالجزء الذي يتعلق بهم ..

الخميني وسر وصوله للحكم :

كان الخميني مبعدا من قبل نظام الشاه الى العراق (حيث بقي 14سنة)، على إثر انتفاضة في بداية الستينات على الشاه، أُتهم الخميني بالمشاركة في الإعداد لها.. وعندما أمم العراق نفطه في 1/6/1972، وزادت المهام الموكلة لنظام الشاه في إحباط خطط العراق في النجاح بذلك، وكان العراق قد أعد لذلك بالتوقيع على مشروع الحكم الذاتي في الشمال.. وهنا ضاعف الشاه جهوده من أجل تخريب مشروع الحكم الذاتي، لكي لا يفتح عيون أكراد إيران من جهة، ولكي يجعل العراق في وضع غير قادر على صيانة قرار التأميم. طلبت القيادة العراقية من (الخميني) أن يصدر بيانا للمجاملة يستنكر فيه التدخل من قبل الشاه في العراق .. فكان جواب الخميني بأنه لا يتدخل في السياسة وإنما هو رجل دين ورفض.. عندما وقعت اتفاقية الجزائر، أصبح الخميني يصدر البيان تلو البيان مهاجما الشاه في إيران، واحتراما لنص الاتفاقية (دوليا) طلبت القيادة من الخميني الكف عن نشاطه السياسي ويبقى ملتزما في أداءه الديني ..لكنه رفض فطلب منه مغادرة العراق، فطلب نقله الى الكويت التي رفضت استقباله فنقل الى ضاحية قرب باريس في فرنسا ..

وعندما عاد الى إيران عاد الى المطار وخرج الى الشوارع حيث لم تتدخل قوات الجيش الذي كان يُعد من الجيوش القلائل في العالم المعد إعدادا جيدا في تعاون دقيق منذ مجيء الشاه (أثناء الحرب العالمية الثانية) ولما أعيد الى الحكم بعد إفشال ثورة (مصدق)، مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجهاز (سافاك) مدرب على قمع الإيرانيين !

اجتهاد في تفسير وصول الخميني للحكم :

هناك في السياسة ما يسمى ب (إدارة الأزمات) ..وهي أشبه باجتهاد بعض السلطات المعنية بإيصال التيار الكهربائي للمواطنين، أن تجعل الكهرباء تقطع عن الحي 4 ساعات ثم تقطع عن حي آخر في نفس المدينة أربعة ساعات أخرى.. كإدارة للأزمة، في حين يفترض أن تبحث عن حل جذري لتلك المسألة. كما يحدث هذا في توزيع المياه والوقود وغيره ..

وأحيانا تلجأ بعض النظم الحاكمة في إدارة أزمة البلاد، عندما تتفاقم ويصبح هناك حديث وململة بين الناس. فيتم تسريب إشاعة بأن هناك تغيير وزاري وحكومة جديدة في الأفق، وتماطل في ظهور تلك الحكومة عدة شهور فيلتهي الناس بمراهنات التوقع (المجانية) من سيكون رئيس وزراء ومن سيكون وزير كذا ..حتى تأتي الوزارة الجديدة وتشبع المواطنين وعودا وتطلب منهم الصبر قليلا ليحصدوا في معيتها الخير .. حتى ينكشف أمرها وتعاود الكرة بأن هناك تغيير وزاري ..

في السياسة الدولية، هناك خطوط حمراء إن تعداها نظام ما في بلد ما فإن الضغوط الدولية واللغط بشأنه سيزيد .. لكن إن كان هناك نظام حليف للغرب واستنزف قدرته على البقاء أو حل مشاكل الناس، فإن الغرب لن يبقى متمسكا بهذا النظام .. فيهيئ الفرص للتخلص منه وسيكون هذا أشبه بإدارة الأزمة..

كان نظام الشاه الذي كان يسمى (شرطي الخليج) قد أوكلت به بعض المهام:
1ـ منع تكوين حكومات عربية قوية في دول الخليج العربي، وجعل تلك الدول بشكل فسيفسائي لا حول لها ولا قوة .. وهي رؤية صهيونية إيرانية مشتركة. فتلتقي مصالح (الإمبريالية والصهيونية والفرس ) بها .. ثم أضيف لهذا الثالوث فيما بعد من استمرأ ذلك المخطط ليحيا حياة عبثية شبيهة بحياة الدول، لكنها ليست هي..

2ـ مشاغلة العراق وتأخير تقدمه، ومحاولة تقسيمه أسوة بالحالة الخليجية، حتى لا يكون هناك جسم قوي موحد يشكل هواجس خطرة على الثالوث المذكور.

شعر شاه إيران أن البلاد أصبحت من القوة بمكان وأنه لا بد أن يعيد أمجاد (ساسان) .. فألغى التقويم الهجري واحتفل احتفالا أسطوريا بذكرى (كورش) .. ثم أخذ يفكر في تنمية البلاد فأطلق ما سمي ب (الثورة البيضاء!) .. وكون إيران التي يعيش فيها حوالي 70 مليون نسمة، لا تستطيع إطعامهم فقد نصحوه الأمريكان أن يدعو لتأسيس (سوق آسيوية مشتركة) .. فذهب الى باكستان فرفضوا فكرته وطاف في بلاد آسيا فأعد له رماة البيض الفاسد وغيرهم، ليبلغوه رسالة أمريكا بانتهاء مهمته .. خصوصا أن الهدفين الذين أوكلا بهما لم يعد مؤثرا بهما.. فدول الخليج على علاقة طيبة مع الغرب.. والعراق، هو من خرج رابحا من الصراع الطويل الذي كانت ساحته في الشمال ..

هنا كان دور الخميني (التزاما بنظرية كيسنجر لاستغلال الدين )

يتبع


المراجع:

*1ـ مقدمة في دراسة المجتمع العربي/دار الطليعة بيروت ط2/1980/ د الياس فرح ..
*2ـ إيران وتركيا/ جامعة الموصل/ 1992/د ابراهيم خليل احمد ود خليل علي مراد

*3ـ التآمر على العراق / زهير صادق الخالدي/ ط1/1988/ص439
__________________
ابن حوران
  #29  
قديم 07-02-2007, 07:19 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استطاع صدام حسين أن يقرأ كتاب الخميني بقدرة فائقة:

أكثر ما حرص عليه صدام حسين منذ تسلم المسؤولية الأولى في الحزب والدولة، وقبل ذلك أيضا، أن يتجنب الحرب مع نظام خميني، ليس ضعفا أو خوفا بل حقنا للدماء ورغبة في التعايش السلمي مع الجيران ..

وكان الرئيس عندما يتحدث مع رفاقه، يتنبأ، بل يقرأ كتاب خميني المفتوح أمامه، حتى قبل أن ينطق خميني بكلمة .. ومع ذلك أرسل الرئيس إشارات تحمل التهنئة و المباركة بالثورة الإيرانية، ودعا في رسائله ومن خلال مبعوثيه الى تحسين العلاقات و تطويرها بين البلدين الجارين المسلمين ..

وكانت النتيجة أن سخر خميني من تلك الإشارات واعتبرها دلالة خوف وضعف من طرف العراق، فبادر لإزالة ما يظهر الحبر السري عن الكلمات التي قرأها صدام حسين قبل كتابتها.. فأخذ يهدد ويتوعد ويطالب بعودة مُلكية البصرة والبحرين وغيرها من مناطق الخليج العربي .. واعتبر أن البدء في التهام العراق الذي يعتبر الصخرة الصلبة في طريقه لالتهام ما يحيط به من بلاد العرب الخطوة الأولى والأساسية لتصدير ثورته والسيطرة على المنطقة، وفق أحلام غيره ممن سبقوه من الفُرس .. فتصاعدت كما أسلفنا الخطابات النارية والاعتداءات الفعلية .. وتم اتخاذ قرار بقتل صدام حسين من قبل عملاء خميني في العراق .. وكان القائد يقرأ لرفاقه منذ اليوم الأول لاتخاذ القرار الصعب كل ما يدور في رأس خميني, وظل يذكر رفاقه بمراهنات الخميني ونظامه حتى انتهت الحرب، فما كانت مراهنات خميني التي قرأها القائد؟ :
1ـ الرهان على دور عملائهم في الداخل ..
2ـ الرهان على الطائفية، وعلى الوحدة الوطنية، والجبهة الداخلية في العراق وعلى تماسك الجيش العراقي..
3ـ الرهان على ضعف وانهيار معنويات العراقيين والقوات المسلحة بإطالة أمد الحرب..
4ـ الرهان على انهيار الوضع الاقتصادي في العراق!
5ـ الرهان على أن نفوس إيران هي ثلاثة أضعاف نفوس العراق، مما يمكنهم من الغلبة!
6ـ الرهان على دور خطب خميني ونداءاته الموجهة للعراقيين، وعلى دور وسائل الإعلام بصورة عامة في إحداث خلخلة في المجتمع العراقي، تساعدهم على تحقيق الانتصار، واحتلال العراق والهيمنة عليه..

ماذا كانت النتيجة؟ .. نعلم أن كل نقطة من النقاط السابقة تحتاج لحديث مطول، إذا ما أردنا استعراضها والوقوف على تفاصيلها .. لكن أي مراقب متوسط الدراية يعرف جيدا أن كل محاولات خميني ونظامه قد باءت بالفشل.

من كان مسئولا عن إطالة أمد الحرب؟

وبعد أن تصاعدت وتيرة التصريحات، والتي تحولت الى عدوان فعلي، حيث كان هناك 249 خرقا جويا، و 244 اعتداء مسلح ،سجل العراق في الأمم المتحدة 293 شكوى ومذكرة احتجاج * 1 لاعتداءات الفرس في (بدرة، ومندلي، وزرباطية، والنفط خانة) واعتداءات أخرى وتفجيرات في جامعة المستنصرية أدت الى استشهاد العديد من الطالبات والطلبة ..

وكون العراق الذي يفهم من اسمه أنه (الأرض المنخفضة) تقع الكثير من مدنه وقصباته على مرمى المدفعية الإيرانية، وحيث كانت الجيوش الإيرانية قد تموضعت في وضعية قتال على الحدود، كان لا بد من نقل المعركة الى أرض المعتدين، حماية لمدنه وشعبه، فتوغل ما يقارب الثمانين كيلومترا في الأراضي الإيرانية .. ليفهم العدو بعبثية تحرشه بالعراق. وتأكيدا على هذا المفهوم فقد قبل العراق بقرار مجلس الأمن (598) الصادر في 28/9/1980، أي بعد اندلاع المعارك الفعلية بستة أيام .. في حين رفضه خميني واعتبر أن مراهناته سائرة في طريقها الصحيح ( وهي إطالة أمد الحرب وعدم قدرة العراق على الصمود).

وقد استطاع العراق بقبوله ذلك القرار أن يزيل الغشاوة عن عيون الكثير من الأشقاء والأصدقاء الذين رموه بتهمة الابتداء بالحرب جزافا. ولكن خميني الذي كان يضلل العرب والمسلمين بأن ثورته الإسلامية هي لنصرة المظلومين والمستضعفين من المسلمين، قد حاول أن يتذاكى فاشترط سحب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية. فكان القرار التاريخي من الرئيس صدام حسين بسحب قواته من الأراضي الإيرانية في صيف عام 1982، تأكيدا لرغبته في السلم والتعايش الكريم مع الجيران الفرس، لكن خميني استغل ذلك بنذالة غير مسبوقة عندما حاول تحسين موقفه العسكري (كمكر وخديعة عسكرية) في التقدم في بعض الجيوب العراقية، كما تسلل بعض عملائه لمنطقة (الدجيل) لاغتيال الرئيس في العملية التي حوكم من أجلها القادة الشرعيون في العراق، وسخر من زيفها كل شريف في العالم.

القائد يزهو بانتصار العراق ..

لم تكن حرب الثمانية سنوات اعتيادية، فهي من حيث طولها تعتبر ثاني أطول حرب في التاريخ .. وهي من حيث نتائجها التي تركت غصة ولوعة في نفوس الفرس، نشاهد اليوم مدى انحطاطهم في ترجمة غلهم وحقدهم في التنكيل من كل عراقي شريف تصل أيديهم إليه بخسة ودناءة، حيث مهدوا و عاونوا وساندوا عدوا خارجيا ليستقووا به هم ومن امتلأ صدره حقدا وغيظا ولم يرق له أن يرى أنموذجا عربيا وطنيا يسجل في سفره انتصارا تاريخيا، خلت صفحات التاريخ العربي الحديث من مثيله ..

وقد كان الرئيس الذي لم يقطع زياراته لجبهات القتال ولم يقطع زياراته للمواطنين في مدنهم وقراهم و قصباتهم و جبالهم .. يزهو في تحول العراق لدولة قوية بعلمائها وأطبائها و مهندسيها ونسائها و ضباطها وجنودها، ومخترعيها وجامعاتها .. ونظافة شوارعها، رغم طول عمر الحرب، وحسن هندام وانضباطية الجنود .. وقارن بسؤاله للصحافيين: هل رأيتم بحياتكم عن دولة خاضت حربا بمدة طويلة كهذه، شوارعها بتلك النظافة، وجامعاتها تزداد اتساعا وعمرانها يزداد شموخا ..

لقد سقطت رهانات خميني .. وازداد العراق قدرة وقوة، وطور صناعاته بكل ثقة بما فيها العسكرية .. وقد أقلق هذا الوضع الغرب كثيرا، فأصبح هذا النموذج خطرا لا يمكن السكوت عليه ..

المراجع:

*1ـ التآمر على العراق / زهير صادق الخالدي/ ط1/1988
__________________
ابن حوران
  #30  
قديم 16-02-2007, 10:18 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

10ـ اجتياح الكويت وما رافقها ..


لو اكتشف العلماء أنه قبل مئات السنين كان هناك محطات تلفزيونية وإذاعية، وأحضروا بعض الأشرطة وعرضوها على المشاهدين في هذه الأيام .. وكان من بين تلك الأشرطة ما يسجل نشاط يوسف بن تاشفين عندما ذهب الى الأندلس وأجبر بالسيف بعد الإقناع أمراء الطوائف السبع وثلاثين على التوحد في دولة قوية. أو عرض العلماء ما تناقلته إذاعات و محطات تلفزة (الأتابكة)*1 التي اجتاحها صلاح الدين الأيوبي، قبل توجهه لتحرير القدس من الصليبيين..

لو حدث هذا، فإننا سنسمع أصواتً ترمي ابن تاشفين أو صلاح الدين بأسوأ الأوصاف، فستصفهما بالقتلة والسفاحين و ربما تعطيهما أكثر من ذلك. ولكن بعد المسافة بيننا وبين هذين البطلين، جعل تلك الأصوات تموت والى الأبد وتبقى أصوات الخلود في نبل عملهما ..

في حياتنا اليومية نذكر كأناس اعتياديين أو مثقفين أو حتى رجال حكم، ما يحدث للأمة من ويلات، وعندما نريد أن نعيد أسباب تلك الويلات لأصولها، فإننا سرعان من نتذكر (وعد بلفور) و اتفاقية (سايكس ـ بيكو) كأصلين هامين بنيت عليهما عوامل تداعي قوة الأمة.

لكن عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على قطريتنا، وما يرتبط بها من مصالح فئوية وأسرية، فإننا سرعان ما نستخدم هذين الأصلين كأساس للاحتكام عليهما في تقييم ما يجري.

كلنا يعلم أن كثيرا من الدول العربية، كان تأسيسها عبارة عن صفقات بين الدول التي كانت مستعمرة لأراضيها وبين أسر كان لها نفوذ اجتماعي قبل خروج المستعمرين من البلاد، وقد قوي شأن تلك الأسر التي اعتمدت اقتصاد الريع الآتي من مشاركة الدول الاستعمارية في استخراج ثروات البلاد، فاستخدمت جزءا من أموال البلاد لإلهاء مواطنيها ببعض منه، في حين استمرأت وضع حكمها الذي جلب لها مجدا مريحا دون عناء ودون مشقة، واستطاعت تطويع الكثير من أبناء بلادها في القبول بهذا الوضع الذي كان يبدو لهؤلاء الأبناء بأنهم في حال أفضل من غيرهم من أبناء أمتهم، وعبأت بخطابها اليومي أبناء تلك الدول بأن هناك من يحسدهم على (وضعهم!) .. بل وخوفتهم من أشقائهم بأنهم طامعون بثرواتهم ..

هذه الحاضنة أو الأرضية تصلح لتأسيس تفسير الموقف الشعبي العربي تجاه دخول القوات العراقية للكويت، فلذلك كنا نرى التفاف جماهيري واسع حول الموقف العراقي من أقصى المغرب العربي الى كل أرض العرب ( عدا الخليج العربي) .. بالمقابل فإن الموقف الرسمي احتكم لمصلحة كل دولة ومكان وقوفها، وغُلفت كل المواقف بالاحتكام الى القانون الدولي، الذي لم تُخف حكومات العراق ـ كلها ـ في القرن العشرين عدم رضاها عنه فيما يخص الكويت .. سواء من العهد الملكي ومرورا بالعهد القاسمي وانتهاء بالعهد البعثي ..

كانت حكومات الخليج تنظر للعراق نظرة مختلطة، فهي ترى فيه دولة سند قوية تصنع حالة توازن فيما بين العرب وبين الفُرس في تلك المنطقة، فترتاح لتلك النقطة، وترى فيه مصدرا لهواجس الخوف من نمطية النظام الذي يؤمم وينهي الأمية ويخطو خطوات واسعة للالتحاق بركب الدول المتقدمة، وهنا سيصبح مصدرا لمقارنة أبناء تلك الدول، والذين لم يكونوا بعيدين عن الروح الوطنية والتشارك بالهم العربي، ففي الجزيرة والخليج آلاف المفكرين والأدباء والإعلاميين الذين يتبنوا خطابا مشابها لما هو عليه في مختلف المناطق العربية، بل بالعكس كان منهم وبالذات من الكويت نفسها من كان يكتب بألم لما تخبئ الدوائر الإمبريالية للعراق، بعد حكاية (المدفع العملاق)*2، وقد ارتاحت منهم دولهم بعض الشيء بعد دخول الجيش العراقي للكويت..

كما أن استقلالية الرأي عند حكومات تلك المنطقة، لم تكن ـ ولن تكن ـ مطلقة، بل ستكون قريبة من البوصلة الغربية، التي تدخل مصالح الكيان الصهيوني في اعتباراتها، وهنا علينا أن نعترف أن دول المنطقة لم يكن يعنيها مصلحة الكيان الصهيوني، ولكن تلك المصلحة تعني أصدقاء الكيان الصهيوني وحلفاؤه، الذين هم حلفاء لحكومات تلك الدول.

ما هي قصة دخول القوات العراقية للكويت وهل الحرب كانت مع الكويت أم مع أمريكا؟

عندما أحست الإمبريالية الأمريكية، باقتراب أفول نجم الاتحاد السوفييتي، كما أحس بذلك العالم كله ومن بينه العراق (طبعا)، الذي نصح قائده صدام حسين العرب بدعم الاتحاد السوفييتي ونقل قسم من الأموال العربية المودعة في الغرب لتدعيم موقفه، حرصا على التوازن العالمي، ولأن الاتحاد السوفييتي بأقل الأوصاف هو أقل خطورة من الغرب.. وهي حقيقة تاريخية يعرفها العرب منذ العهد القيصري عندما دعم قيصر روسيا (محمد علي باشا) في قدراته لتصنيع الأسلحة و وتكوين جيشه الضخم (540ألف جندي) الذي كاد أن يقيم به إمبراطورية قوية تخلف الرجل المريض (الدولة العثمانية).. لولا أن الغرب الذي كان يتربص باقتسام تلك الدولة، أحبط مخططات محمد علي، وفكك جيشه وقلص عدده الى 12 ألف جندي..

في هذه الظروف أي باقتراب أفول نجم الاتحاد السوفييتي، صعدت الولايات المتحدة ولا زالت، من ترتيب وضعيتها كقطب وحيد في العالم، وابتدعت طريقة وضعت بعد دراسات مطولة، في تسويق مستقبلها. فكانت تعتمد سماسرة من جنسيات مختلفة كالمارق و المجدف (سلمان رشدي) في كتابه السخيف الذي يهاجم فيه رسول الله صلوات الله عليه، وياباني (متمسح ـ أصبح مسيحيا) اسمه (فوكوياما) و صيني خارج عن طوع قيادته، أو بولندي منشق أو عربي (ذائح) لخدمة مخططاتها .. وكانت تلك أرخص وأسلم طريقة للتبشير بالنظام العالمي الجديد ..

فيما يخص الكويت، كانت الولايات المتحدة بعد تأميم نفط العراق، واستخدام العرب (جزئيا) للنفط كسلاح، قد وضعت مسودات خططها في احتلال الساحل الشرقي للجزيرة العربية (منذ عهد كارتر) ووضعت خططا لاحتلال العراق، وأخذت تتحين الفرص. وقد نتبع تلك المساهمة بملف آخر عن تلك الخطط، وعن سبب تسمية تلك الحرب كما أطلق عليها الرئيس صدام حسين اسم (أم المعارك).

فكانت تراقب الوضع في الحرب العراقية الإيرانية، وتبتهج في إطالة الحرب لإنهاك الدولتين المتحاربتين، بل تسعى لإطالة أمد الحرب، ولكن بعد خروج العراق منتصرا (في حساب قيم السوق العسكري والاستراتيجي)، كيفت خططها للتخلص من نظام الحكم في العراق. وعلمت أن العراق قد خرج بمديونية بلغت حوالي (70) مليار دولار، فأوكلت لمحبيها أن يلعبوا بسعر برميل النفط ليهبط من 35 دولار عام 1985 الى 7 دولارات عام 1990. وهذا الأمر سيجعل كل مردود العراق لا يغطي فوائد الدين، فيضطر لتسديد الدائنين من جذور البلاد الاقتصادية وأهمها مؤسسات النفط نفسها، فيعود بذلك النفط لمغتصبيه السابقين الذين أغاظهم تأميمه .. وهنا ستصب تلك الخطوة في إحكام القبضة على اقتصاديات العالم وتخدم مشروع (النظام العالمي الجديد) (الأمريكي)..

سنسوق في المرة القادمة محضرين (كاملين) لاجتماع الرئيس صدام حسين مع الرئيس حسني مبارك الذي كان يتوسط في إنهاء الأزمة مع الكويتيين الذين توكلوا بتخفيض سعر النفط مع دولة خليجية أخرى، ولكن الكويتيين كانوا قد استغلوا انشغال العراق بالحرب مع إيران وتوسعوا في استخراج نفط (الرميلة)، كما سنقدم محضر اجتماع الرئيس صدام حسين مع الآنسة (غلاسبي) سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، لنترك لمن يهتم في استنباط حقائق ما جرى ويربطه بما يجري.

المراجع:
1ـ الأتابكة: دويلات بالعشرات كانت تستقل بإدارة شئونها عن الدولة العباسية في عصر ضعفها الذي نجم عنه الغزو الصليبي و المغولي.
2ـ جريدة القبس الكويتية في عدد 2/5/1990 تنشر على ثلاث صفحات، سيناريوهات العدوان على العراق.
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م