مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-02-2004, 12:32 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي مأساة طفل

عندما وقف الطفل
وقف الطفل دون الرفاق وحيدا
وغدا يجتر دمعه في الآفاق فرداً شريدا
وأتى الصبح إلى الليل ولم يزل في بكاه سهيدا
لم ير الطبيعة الحسناء ولم يسمع التغريدا
...وجد الحياة وما فيها وما بها تعقيدا
وغدا الدرب الذي سار فيه عمراً مديدا:
يود أن يطأ بنعليه فقد صار بخساً زهيدا
* * *
وقف الطفل يسأل نفسه قد جزت الحدودا
... حطمت كل العوائق في طريقيَ واقتحمت السدودا
وضنا عمري وشقائيَ قد أفل الحديدا
ولظى النار في فؤاديَ قد أذاب الجليدا
... ماذا جنيت من الحياة ومن طول انتظاري ؟
وصبرت كصبر أيوب فلم تُطفأ ناري
وغدوت فلم يغب الليل ولم يرجع نهاري
كم نظرت إلى السماء والبريق الساري
وكم البرد جابهته وأنا الصدر عاري
وكم الأنات رنمتها ، وكم تعالت الصيحات
وكم رددتُ ّ العمر شكوي ، وكم توالت الزفرات
فلم أجن سوى أدمعاً حاصرتني بالجراح
ونهاية عمر الصبر وأيام الكفاح:
غدر الذئب إذا هو قيس بغدر الناس أرحم
شح الدهر بالأفراح هو من أيدِ الناس أكرم
وصلابة صخر هي مما أعطانيه الناس أنعم
* * *
وقف الطفل دون الرفاق وحيدا
ليواري الدمع في عينين ما تطيقان المزيدا
ليتني كما كل الأطفال في الأرض تلعبُ
ليت لي من يسمع ..أم أو أبُ
* * *
إنني طفلٌ جاء تي الدنيا التعيسه
وبُليتُ بالأب إبليس وزوجه إبليسه
علّمانيَ الحكم العظمى.. والوصايا النفيسه..
ليس لك مثوى في البيت إلا بمال ِ
فدر في فلك الأرض ، بحثاً عن الأعمال ِ
وإياك إن فرطت عقوبة الإهمال ِ
ضربٌ وتشريد ٌ ونفيٌ من البيت الهزيل ِ
وعذاب ٌ لم تر له من مثــــــــــــــــــــيل ِ
ها نحن أنفقنا عليك ، وحان تسديد الديون
وتذكر كم أنسيتنا النوم، وسهدت العيون
خير من العمر الذي معك عشنا قضبان السجون
أنت لا لك من حق ٍ إن سألتنا التعليم
فحياتك بؤسٌ وشقاءٌ وعذابٌ وجحيم
نور إلى العمر الذي تحياه ذا الليل البهيم
أنت عبد الدار الآبق لا تتمرد
ممنوعٌ من اللهو عنوة ً ومجرد
لاتسلني عن حقوقك .. مالطريق له بالممهد
وانسف الأحلام بالمجد والعلا للفرقد
نحن جئنا بك للدنيا فلا تسأل عن الأسباب
ولا تناقش العلات وذا خطأ أو صواب
أنت هنا إن أردت العيش فلا تحرك الشفتين
ولا تسأل ماذا أو متى أو أنى وأيـــــــــــــــن
فإذا ما أردت العيش فأسمعنا كلمتين
سمعاً حتى وإن كان فيه وفاتي
طاعة وإن دمرتمُ لي حياتي .
إنني بين يديكم فافعلوا بي ما تشاؤا
ولا لي أمنية ٌ ولا لي رجاءُ
إنني من أجلكمُ أنست الذل ودست الكبرياءَ
وساويت في عينيََ أرضاً وسماءَ..
وساويت فيهما ظلمة وضياء َ..
صبحاً.. ومساء َ
فرحة وشقاءَ
* * *
وقف الطفل دون الرفاق بعيدا
وغدا يلعن الأب السافل العربيدا
ما الحياة لديه إلا قصعة ً وثريدا
فإليهما الأرض يطوي كي يعبّ مزيدا
ويرى إن مات في سبيلهما .. عبداً شهيدا
آه ٍ منكما كم جمدتما الدم في عروقي
ومنعتماالعين من رؤية شمس الشروق ِ
ووضعتما الصخر حتى يمنعني طريقي
فلما تسألان اليوم عن مصيري الحقيقي؟
ميتٌ إنْ أناْ أو حيٌّ.. ماذا تريدان مني ؟
تسألاني الرجوع وبالأمس السُّلو عني؟
إنني ها هنا أمكث في أرض الذئاب ِ
أسقى من الذل والتشريد ألوان العذابِ
إنني اليوم أحيا في الدنيا فريسه
وترديت في شُُركِ الفخ به نفسي حبيسه
وحواليّ صنوفٌ من الحيل الخسيسه
أنا إن أردت العيش فليس سوى الإذعان حالي
فما أحلم بالوهم ولا أوهم بالمحــــــــــــــــــال ِ
ها هو أنا في بيت أنقل الأخشاب
أحرس بالليل البيت كأصناف الكلاب
أستيقظ كي أجد الشتم وألفاظ السباب
وإذا ما أخطأت فيوليَ من يوم الحساب
إنني اعتدت الضرب المبرح لا أبالي
جسدي مضمارٌ السوط ومسرحٌ للنعال ِ
إنني لم أعرف الأمنية ذا أقصى أمالي
أن أجد النوم دُقيقات ٍ من طول الليالي
أن أسبح في حلم ٍ أو أسهوَ في خيالي
أن يرأف َ سيدي لحظة ً لابتهالــــي
أن يعرف سيدي قسوة الاحتيال ِ
...واليوم انظر إلى جسدي الناحل كالفتيل
وظهرً محنيًََّ من الحمل الثقيــــــــــل
أترنح في مشيتي لا أكاد الثباتا
رأسي بالأرض لا أجرؤ الالتفاتا
واليوم أرى الأطفال من حولي مِراحا
يتقاسمون البسمة والفرحة والهمسة والمزاحا
أطفالٌ على بساط الخضرة الورقاء ِ
طير ٌ مرنمة ٌ تسبح للفضــــــــــــاء ِ
ها همُ أبصروا الشمس وآشعة ذا الضياء ِ
ها همُ أبصروا البدر وضحكة الأنـــــواء ِ
ها همُ يلهون بلا عيــــــــــــــــاء ِ
ها همُ إن غدوة أو روحة في حُداء ِ
.. وأنا وحدي َ ها هناأرسف في قيودي
أتكبل بظلال البؤس وأغلال الحديدِ
أتحسر في حاليَ طفلٌ من حال العبيد ِ
واليوم أراني اليوم لأجتر الدموع
أندب درب الظلمة منطفيء الشموع
أحمل لوعة ً في جنبيَّ وفي تلك الضلوع
أتأسف تي الشمس التي رُمت السطوع
آخر ذا العمر أقول وقد طال الخنوع
إنني قد خلقت من التراب .. وأنتظر الرجوع
* * *
أحمد محمد راشد
20 ذو الحجة 1424
11 فبراير 2004
الساعة12:40:35
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م