مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-07-2005, 01:26 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي القطة والظل .... [حسين بن محمود] 16 جمادى الآخرة 1426هـ

القطة والظل .... [حسين بن محمود] 16 جمادى الآخرة 1426هـ

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

القطة والظل


رأيت قطة صغيرة تدور حول نفسها في الشمس ، وبشكل ملفت للنظر ، فلما دققت وجدت أنها تحاول الإمساك بظلها ، وقد لاحظت فيها همة ونشاطاً وحزماً وإخلاصاً وتفانياً في محاولاتها التي – للأسف – باءت كلها بالفشل !!

تركت القطة لشغلها .. وبعد فترة وجيزة : أتت فكرة هذه المقالة ..

كثير من الناس يشبهون هذه القطة في دورانهم حول أنفسهم وحول ظلهم فلا يُدركون إلا جهد ضائع وتعب غير مبرر ، لأنهم يمشون خلف سراب اغتروا به وظنوه حقيقة !! وهذا واقع في كثير من الميادين والأعمال والأفكار ، وهي حقيقة يدركها العقلاء ومن نظر في حال الناس .. إلّا أن ما يهمنا نحن في وقتنا هذا هو : حال بعض الناس مع واقع الأمة ..

ولنضرب بعض الأمثلة ، ونطلق عليها أسم "حلقات" ، وهي مشتقة من فعل القطة التي كانت تدور في حلقة مفرغة ، ثم نبيّن حقيقة السراب أو الظل الذي يرومون صيده :

الحلقة الأولى :

بعض الناس يظن أن الحكام لهم مخرج لموالاتهم الكفار في قول الله عز وجل {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ } (آل عمران : 28)
والشاهد هنا قوله تعالى {إلا أن تتقوا منهم تقاة} ، فيقولون : إن الحكام لم يأتوا بالأمريكان ، ولكن الأمريكان أتوا بغير إرادة الحكام ، وهم لا يقدرون على منع الأمريكان ولا حربهم ، فيتقونهم بأقوالهم وأفعالهم !!

جوابه :

في الآية التي بعدها بيان حال الحكام : قال تعالى {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران : 29) ، فهو يعلم حقيقة ما يُخفي هؤلاء في صدورهم ..

ولنبين حقيقة لفظ {التقاة} في الآية ، ثم نعرج على بيان الظل الذي يدور هؤلاء حوله ، فنقول :

الفرق بين التقية الشرعية وتقية الرافضة : أن التقية الشرعية هي مجاراة من تخاف من الكفار باللسان ، لا بالقلب أو العمل .. أما تقية الرافضة : فهي بالقول والعمل ، ونتفق معهم على نفي عمل القلب ..

إن من نواقض التقية الشرعية : الإعانة على إيذاء مسلم ، والأكبر منه والأعظم عند الله : قتل المسلم إرضاء للكفار ، فما بالكم بمن يقتل المجاهدين الذين تحتاجهم الأمة في أحلك ظروفها !!

جاء في الدر المنثور : أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {إلا أن تتقوا منهم تقاة} "فالتقية باللسان ، من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإن ذلك لا يضره ، إنما التقية باللسان" ..

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس {إلا أن تتقوا منهم تقاة} قال "{التقاة} التكلم باللسان والقلب مطمئن بالإيمان، ولا يبسط يده فيقتل ولا إلى إثم فإنه لا عذر له".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال "{التقية} باللسان وليس بالعمل". (انتهى) ..

وفي تفسير ابن أبي حاتم: عن عكرمة في قوله تعالى {إلا أن تتقوا منهم تقاة} : "ما لم يهرق دم مسلم وما لم يستحل ماله".
وقال الثوري : قال ابن عباس "ليست التقيا بالعمل ، إنما التقيا بالقول" (انتهى) ..

هذا وقد جاء في تفسير القرطبي "قال معاذ بن جبل ومجاهد ‏:‏ "كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين ؛ فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم"‏ .. (انتهى)

أما حقيقة الظل الذي يدورون حوله ، فنقول :

لنفرض جدلاً أن كلامكم هذا صحيح ، وأن الأمريكان أتوا رغماً عن الحكام ، فكيف يستقيم قولكم : بأن هؤلاء الأمريكان أهل عهد وأمان !!

إما أن يكونوا أهل عهد وأمان أتوا بإرادتنا فأعطيناهم هذا العهد وهذا الأمان منّة منّا وكرماً ، أو أنهم أتوا رغماً عنا فلا يكون لهم عهد ولا أمان لأنه ليس لمُكره عهد ..

وعليه : فإما أن يكون حكامكم كفار لأنهم والوا أعداء الله وأتوا بهم ليقتلوا المسلمين في العراق وأفغانستان والجزيرة وغيرها من بلاد الإسلام ، وكفرهم – والحال هذه - مجمع عليه عند كل من يُعتد به من العلماء ، وإما أن يكون الأمريكان كفار حربيين صائلين يجب عيناً قتالهم وقتلهم أينما حلّوا ، وهذا أيظا مجمع عليه عند العلماء ..

الحلقة الثانية :

قولهم بأن نقل المعركة إلى بلاد الكفار الحربيين الصائلين يضر الجاليات المسلمة في تلك البلاد !!

أقول : أولاً : نبين حقيقة هذه الجاليات ثم نبين حقيقة الظل الذي يدورون حوله :

أكثر هذه الجاليات الإسلامية من بلاد الهند وباكستان والشام والمغرب العربي والعراق .. وأكثر هذه الجاليات لم يخرجوا من بلادهم فراراً بدينهم - كما يظن البعض – بل إن الغالبية العظمى خرجوا من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار الحربيين لتحسين أحوالهم المعيشية ، وكثير منهم يريدون التحرر من الأعراق والتقاليد ونمط عيشهم في البلاد الإسلامية ، وقليل منهم مطاردون من قبل سلطاتهم المحلية ..

أما حقيقة بقائهم في تلك البلاد ، فهذا حكمه ظاهر ومنصوص عليه ، فعن ‏جرير بن عبد الله ‏ ‏قال ‏: ‏بعث رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏سرية ‏ ‏إلى ‏‏خثعم ،‏ ‏فاعتصم ناس منهم بالسجود ، فأسرع فيهم القتل ، قال فبلغ ذلك النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فأمر لهم بنصف ‏‏العقل ‏ ‏، وقال ‏"‏أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا يا رسول الله لم ؟ قال : لا ‏ ‏تراءى ‏ناراهما ‏" (رواه أبو داود (كتاب الجهاد) والترمذي ، قال الألباني : صحيح دون جملة العقل)

قال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله : ‏‏قال بعض أهل العلم : إنما أمر لهم بنصف العقل بعد علمه بإسلامهم ، لأنهم قد أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين ظهراني الكفار ، فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره . وهذا حسن جدا . ‏
‏والذي يظهر من معنى الحديث : أن النار هي شعار القوم عند النزول وعلامتهم ، وهي تدعو إليهم ، والطارق يأنس بها ، فإذا ألم بها جاور أهلها وسالمهم . فنار المشركين تدعو إلى الشيطان وإلى نار الآخرة ، فإنها إنما توقد في معصية الله ، ونار المؤمنين تدعو إلى الله وإلى طاعته وإعزاز دينه ، فكيف تتفق الناران وهذا شأنهما ؟ وهذا من أفصح الكلام وأجزله ، المشتمل على المعنى الكثير الجليل بأوجز عبارة ... [إلا أن قال] ..... وفي المراسيل لأبي داود عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تتركوا الذرية إزاء العدو " (انتهى) .

وهؤلاء جاوروا الكفار وساكنوهم في بلادهم وتركوا ذريتهم ، لا إزاء العدو ، بل في عقر دار العدو وبين ظهرانيهم !!

وعند ابي داود – أيظا - في كتاب الجهاد : عن ‏ ‏سمرة بن جندب ‏أنه قال : ‏أما بعد ، قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏"من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله" (صححه الألباني) ..‏

‏‏جاء في عون المعبود (مختصراً) :
(من جامع) ‏:‏ قال أصحاب اللغة : جامعه على كذا اجتمع معه ووافقه . ‏
‏(المشرك) : بالله ، والمراد الكفار ، ونص على المشرك لأنه الأغلب حينئذ والمعنى من اجتمع مع المشرك ووافقه ورافقه ومشى معه . ‏
‏‏(وسكن معه) ‏: ‏: أي في ديار الكفر ‏
‏(فإنه مثله) ‏‏: أي من بعض الوجوه ، لأن الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله ، ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر .

قال الزمخشري رحمه الله : وهذا أمر معقول ، فإن موالاة الولي وموالاة العدو متنافيان ، وفيه إبرام وإلزام بالقلب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والتحرز عن مخالطتهم ومعاشرتهم {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} : والمؤمن أولى بموالاة المؤمن وإذا والى الكافر جره ذلك إلى تداعي ضعف إيمانه ، فزجر الشارع عن مخالطته بهذا التغليظ العظيم حسما لمادة الفساد {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين} ولم يمنع من صلة أرحام من لهم من الكافرين ولا من مخالطتهم في أمر الدنيا بغير سكنى فيما يجري مجرى المعاملة من نحو بيع وشراء وأخذ وعطاء ليوالوا في الدين أهل الدين ولا يضرهم أن يبارزوا من يحاربهم من الكافرين . (انتهى) .

وفي الزهد لأحمد عن ابن دينار "أوحى الله إلى نبي من الأنبياء قل لقومك لا تدخلوا مداخل أعدائي ولا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تركبوا مراكب أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي" كذا في فتح القدير للمناوي .

وقال العلقمي في الكوكب المنير شرح الجامع الصغير : حديث سمرة إسناده حسن ، وفيه : وجوب الهجرة على من قدر عليها ولم يقدر على إظهار الدين أسيرا كان أو حربيا ، فإن المسلم مقهور مهان بينهم ، وإن انكفوا عنه فإنه لا يأمن بعد ذلك أن يؤذوه أو يفتنوه عن دينه . وحق على المسلم أن يكون مستظهرا بأهل دينه ، وفي حديث عند الطبراني " أنا بريء من كل مسلم مع مشرك " وفي معناه أحاديث .. ‏

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة ، والمشابهة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافا وإن بعد الزمان والمكان ، وهذا أمر محسوس ، فمرافقتهم ومساكنتهم ولو قليلا سبب لنوع ما من انتساب أخلاقهم التي هي ملعونة ، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به وأدير التحريم عليه ، فمساكنتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل في نفس الاعتقادات ، فيصير مساكن الكافر مثله ، وأيضا المشاركة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا مما يشهد به الحسن ، فإن الرجلين إذا كانا من بلد واجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والائتلاف أمر عظيم بموجب الطبع . وإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في الأمور الدينية ، فالموالاة للمشركين تنافي الإيمان {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} (انتهى كلامه حمه الله) .. ‏

وقال ابن القيم في كتاب الهدي النبوي : ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إقامة المسلم بين المشركين إذا قدر على الهجرة من بينهم وقال " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قيل يا رسول الله ولم ؟ قال لا تراءى ناراهما " ، وقال " من جامع مع المشرك وسكن معه فهو مثله " ، وقال : " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " ، وقال : "ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، يلفظهم أرضوهم ، تقذرهم نفس الله ويحشرهم الله مع القردة والخنازير " انتهى . ‏ (هذه النقول مختصرة من عون المعبود) ..
  #2  
قديم 25-07-2005, 01:31 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الجاليات الإسلامية ، وهذا فهم علماء الأمة لقوله صل الله عليه وسلم ..

هذا مع ما لهذه الجاليات من طوام وما هم فيه من خيانة للأمانة ، فإن أحدهم يأخذ ابناءه وبناته إلى ديار الكفر والفساد والإنحلال فينشأ نشئ من أبناء المسلمين لا يعرفون من دينهم إلا اسمه ، ويتشبهون بالكفار ويأخذون عاداتهم ويعيشون كعيشتهم البهيمية ويعتقدون كثير من معتقداتهم ، فتجد الشباب في دور الخنا والبنات يتعاطين الزنا (إلا من رحم الله) ، وهذا مشاهد واضح لا يحتاج إلى دليل ، ومن زار هذه البلاد رأى العجب العجاب من أبناء المسلمين الذين اضاعهم ولاة أمرهم : رجال الجالية الإسلامية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

فأٌُناس هذا شأنهم : تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وابتعدوا عن دينهم ، واختاروا مجاورة الكفار على مجاورة من هم على دينهم ، كيف نتوقف عن قتال الكفار الصائلين من أجلهم !!

أما حقيقة الظل هنا ، فنقول :

إذا كنتم تدعون بأن الجاليات المسلمة في بلاد الكفار تتضرر بهذا الجهاد المفروض على الأمة ، فلماذا لا تكلمون ولاة أمركم ليفتحوا بلاد الإسلام لهم ويوفروا لهم عيشة طيبة وأمن وأمان !!

إن المشكلة لا تكمن في العمليات الجهادية في الدول الغربية التي يتضرر منها بعض المسلمين ، ولكن المشكلة تكمن في بقاء هؤلاء المسلمين في تلك الدول ، وسبب بقائهم هم هؤلاء الحكام الذين سرقوا أموال المسلمين واضطروهم للهجرة إلى دول الكفر ، وبعض هؤلاء المسلمين مطلوبين في بلادهم الإسلامية لكونهم مسلمين ، فمن هو سبب تضرر المسلمين في الغرب !!

فأنتم بين أمرين :

إما أن تعترفوا بحرمة بقاء هؤلاء المسلمين في ديار الكفار الحربيين الصائلين ، كما جاء في النصوص النبوية ، وبالتالي : عدم صحة مقولة ضررهم لأنه لا يُعطّل واجب شرعي لأجل محرّم منصوص عليه.
أو تلقوا اللوم على حكامكم الذين اضطروا هؤلاء المسلمين للسفر إلى بلاد الكفر لكسب العيش ، أو لأسباب أمنية ، وعدم فتح بلاد المسلمين لهم .. فالمجاهدون لم يضروا هذه الجاليات ، وإنما أضرها من اضطرها للهجرة إلى ديار الكفر .. إن اراضي المسلمين واسعة وخيراتها كثيرة ، فلماذا لا تسألون هذه الجاليات عن سبب عدم هجرتهم إلى دول إسلامية ..

ينبغي أن يكون حنق هذه الجاليات الإسلامية (من بقي على إسلامه) على من اضطرهم للتشرد وسكنى ديار الكفار ، لا على من يقاتل الكفار الذين اوعزوا لحكامهم تشريدهم وتعذيبهم وسرقة أموالهم ليبقوا على عروشهم ..

لقد نسي كثير من أبناء الجاليات الإسلامية دينهم ، وكثير منهم ذابوا في تلك المجتمعات ، وأكثرهم مُسخت في قلوبهم عقيدة الولاء والبراء والحب في الله والبغض فيه ، وما أكثر ما نسمع من هؤلاء قولهم بأن الإسلام دين سماحة وسلام ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بالحنيفية السمحة ، وغيرها من الاقوال الحقة التي يراد بها الباطل ، والتي لا يقولونها إلّا تملقاً للكفار ، لا بياناً لحقيقة الإسلام ، فالإسلام بريء من فهمهم ودعاواهم السقيمة .

انظر حقيقة الحنيفية السمحة المفترى عليها ، وبم جاء ربطها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عليه الصلاة والسلام "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة ، والذي نفسي بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة" (السلسلة الصحيحة : 2924)

فهذه هي الحنيفية التي كذبوا عليها وزيّفوها .. إنها حنيفية الروحة والغدوة في سبيل الله ، إنها حنيفية المقام في صف الجهاد لإعلاء كلمة اللة ، حنيفية { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ....} (النفال : 39) .. حنيفية " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ...." (متفق عليه) ، هذه هي الحنيفية الحقة التي أعلنها وبيّن كنهها من بُعث بها ..

إن ما نُقل غيض من فيض ، ولو أتينا على جميع تناقضات وحلقات هؤلاء لأتى في مجلدات ، ولكن الإشارة تكفي اللبيب ..

هذا حال كل من أتى بكلام من عنده ثم قال : هذا من عند الله ليشتري به ثمناً قليلاً ، ولو كان من عند الله لما وقع في هذه الإختلافات ، إنما دين الله واحد ليس فيه تناقضات {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء : 82) ..

لقد أعرضنا عن كثير من كلامهم لسخافته ، ولو جمعت بعض آرائهم ووضعت في قالب واحد فإنها تكون أقرب إلى الطرائف منها إلى الكذب ، وتأمل معي قولهم في بريطانيا الحربية الصائلة عدوة الإسلام والمسلمين ، فيقولون :

- لا يجوز قتل البريطانيين في بريطانيا لأنهم مدنيون !!
- ولا يجوز قتل البريطانيين في بلاد الإسلام - مع استخدامهم إيهاها كقاعدة لانطلاق طياراتهم التي تقتل المسلمين في العراق وأفغانستان ، وللتجسس على المسلمين - لأنهم أهل أمان !!
- ولا يجوز قتل البريطانيين في العراق لأن قتالهم هناك فتنة !!

كيف نقاتل عدوا يسفك دمائنا ويهتك أعراضنا ويهدم بيوتنا ويحتل بلادنا ويحارب ديننا إن كنا لا نستطيع قتاله على سطح الأرض !! هل ندعوا البريطانيين للقائنا على القمر !!

ومثل هذا قولهم بأن المجاهدين هم سبب بلاء المسلمين !!
أمريكا تقتلهم وهم يلومون المجاهدين !!
أتدرون لمَ يعترض كثير من هؤلاء على تفجيرات الدول الأوروبية ؟ لأن الوقت صيف وكثير منهم يذهب إلى تلك البلاد للإجازة (وانا سمعته من بعضهم) ، ولو أن المجاهدين فجروا في الشتاء أو في الأماكن الغير سياحية لكان الإحتجاج اقل من هذا بكثير !! فالمجاهدون أفسدوا عليهم إجازاتهم !!

بعضهم يدرس أبنائه في تلك الدول ، وبعضهم له تجارات ومعاملات ومصالح مع تلك الدول ، وبعضهم يملك شقق وفلل ومساكن في تلك الدول ، هؤلاء اشد الناس كراهة لمثل هذه الهجمات الجهادية {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة : 24) ..

ليس غريب أن يكذب علماء السلطان فيُثنون على الحكام ويقولون فيهم ما علموا نقيضه : فهؤلاء يأخذون على كذبهم الأموال والمناصب ويُصبحون من الحاشية ومن المقربين .. إنما الغريب أن يردد قولهم أناس لا يصلهم شيء ، ولا يعرفهم هؤلاء الحكام ، وهم يكذبون بالمجان !!

حاكمهم يسرق أموالهم ، ويهتك أعراضهم ، ويسفك دمائهم ، ويحرّف دينهم ، ويقتل خيارهم ، ويُكرم شرارهم ، ويعادي أهل الصلاح فيهم ، ويوالي أعداء دينهم ، ويحكم بغير شرع ربهم ، ولا يسمح لهم بدعوة إلى خير ، ولا بأمر بمعروف ، ولا بنهي عن منكر !!
يعرفون كل هذا عنهم ثم يثنون عليهم : فهذا أمير المؤمنين ، وهذا قائد الثورة ، وهذا المصلح الحكيم ، وهذا خادم الحرمين ، وهذا سليل الأشراف ، وهذا أبو الكفاح ، وهذا القائد المظفّر ، وهذا الملك المبجّل ، وهذا سلطان الزمان ، وهذا الرئيس المؤمن المهيْمن العزيز الغفّار ، وهذا خادم القرآن ، وهذا بديع الزمان ، وألقاب يشيب لها شعر الولدان تفوح كذباً وتملقاً لا يليق صدوره عن كافر يحترم نفسه ، فكيف بمسلم موحّد يتبع نبي العزّة والإباء الذي رفعه بالإسلام فوق الجوزاء !!

يذكرني حال هؤلاء بقول الشاعر :

قد بُلينا برئيسٍ ...ذكرَ الله وسبَّحْ
فهو كالجزّار فينا ... يَذكُر الله ويَذْبح !!

السكين ينزل على أعناقهم فيُهملونه ويُثنون على الجزار لأنه كبّر !! ما شاء الله : ألا ترونه يطبع المصاحف !! ألا ترونه يدعم الجمعيات الخيرية !! ألا ترونه يبني المساجد !! ألا ترونه يستقبل العلماء في قصره !! ألا ترونه يبدأ بالبسملة وبآية من كتاب الله في خطابه !! ألا ترونه يصلي صلاة العيد في جماعة !!

هؤلاء الذين صدّقوا الأمريكان في دعواهم بأنهم أتوا ليحرروا العراقيين من صدّام !! لا تعجبوا : فهناك من المسلمين من لا زال يعتقد ذلك !!

أمركيا أتت إلى العراق بجيش صليبي ، وراية صليبية (كما أعلن بوش) ، وقتلت اكثر من مائة الف عراقي وعراقية ، وشرّدت مئات الآلاف ، وهتكت أعراض الرجال والنساء ، ودمّرت المساجد ، وأهانت المصاحف ، وسرقت الأموال ، وخرّبت البلاد ، ونشرت الفساد .. أمريكا وعدت بإعادة إعمار العراق : دمّرت المدارس والدور والمساجد بالصواريخ والمدافع واخذت تبني سجونا جديدة ، فسجون صدام لم تكفيها ، وهذا ما عنته بإعادة الإعمار ، وهذا ما فعلته في أفغانستان ، فلم تبني في أفغانستان ولا العراق سوى السجون !!

نشرت الديمقراطية في العراق بقتل العراقيين ، ونشرت الحرية بملئ السجون من المسلمين ، ونشرت التقدم بتدمير المنشآت ، ونشرت القيم الحضارية في سجن أبو غريب والرمادي ، ونشرت الأمان بدك البيوت على رؤوس النساء والولدان ، ولا زالت أمريكا تعمل من أجل مصلحة الشعب العراقي الذي تكن له محبة من أعماق الوجدان وكل هذا المجّان !!

لو قرأت على أحدهم القرآن من الفاتحة إلى الناس ، ثم قرأت عليه أبواب الجهاد من جميع السنن والمسانيد والصحاح ، ثم قرأت عليه كتب المذاهب الأربعة في الجهاد فإنه لن يصدق قولك ولن يؤمن بما سمع ، وسيتهم عقله وفهمه للنصوص حتى يسمعها من مفتيه !!

لا آيات الله تعجبهم ، ولا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تملى عينوهم ، ولا أقوال ائمة السلف والخلف لها قدر عندهم إذا لم يوافق على هذا كله رأي أحبارهم ورهبانهم الذين جعلوا أقوالهم حكَما على كتاب الله وسنة نبيه ، لا العكس !!

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (الجاثية : 23) ..

لا تعجبوا ، فقد فلق الله لنبيه صلى الله عليه وسلم القمر نصفين فرأته قريش ولم تؤمن !! سمعوا الحق من أعظم وأحكم داعية ، وسمعوا منه أبلغ وأعجز كلام عرفته البشرية فلم يؤمنوا !!

أتدرون لمِ لمْ يؤمنوا !! لأنهم كانوا يريدون أن يسمعوا هذا الكلام من كبرائهم !! من هيئة كبار العظماء !! اسمعوا كلامهم {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزّخرف: 31) ، نحن نتبع هذا الكلام إذا أتانا من الوليد بن المغيرة المخزومي أو مسعود بن عروة الثقفي ، أما محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فمن هو حتى يفتي في حضرة هؤلاء الكبار !!

ليس المهم عندهم الحق ، ولكن المهم : من يقوله ، ومن يُعلنه !! فإذا قاله صغير – في نظرهم – تركوه ولو كان الصادق الأمين ، وإذا قاله كبير – في نظرهم – أخذوا به {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ ....} (الزخرف : 32) !! ، وهذا هو حقيقة منطق الأغرار والجهّال والضلال الذي يرمون المجاهدين به : فمن هم هؤلاء المجاهدين حتى يقرأوا القرآن والأحاديث وينقلوا كلام أهل العلم ، وهاهنا الكبار !!

لن يُفتي الكبار لأنهم ألزموا أنفسهم أمر ولاة أمرهم ، ولن يأذن ولاة الأمر لأنهم سلموا ولايتهم لأمريكا ، ولن تسمح أمريكا بمثل هذا الأمر لأنه ليس من مصلحتها أن تأذن للمسلمين بجهادها .. وهؤلاء المساكين لا زالوا ينتظرون فتوى الكبار !!

ولا زالت القطة تدور ، تبغي ظلها !!


كتبه
حسين بن محمود
16 جمادى الآخرة 1426هـ
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م