مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-03-2004, 03:19 AM
صقر الامارات صقر الامارات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: الامارات العربية المتحدة .
المشاركات: 155
Arrow على بـــــــوابــــــــة الوحـــــــــــي ( 3 ) .

# { إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً
والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } .





كل ما سبق توطئة وتمهيد للقصة ، وتهيئة لها ولفت انتباه قبل إيرادها وسردها .

وتبدأ القصة الشائقة الماتعة الرائعة بـلا حـواش ثقيلة وبـلا تفاصيل مملة .

تبدأ ويوسف في عهد الصبا وسن الطفولة ، يستفيق ذات يوم من نومه وقد رأى رؤيا عجيبة ليقصها على أبيه النبي يعقوب عليه السلام .

رأى يوسف أن أحد عشر نجماً مع الشمس والقمر يسجدون له ، وعرف يعقوب التأويل ؛ لأن نور النبوة في قلبه ، ولم يشرح ليوسف الرؤيا لمصلحةٍ رآها ، بل وجد أن الأهم من ذلك وصيته له بكتمها وعدم إفشاءها وترك نشرها على إخوته ؛ لأنها سوف تثير عليه حسداً دفيناً وعداوة متربصة وانتقاماً مؤذياً .

وفي الآية لطف الأب مع ابنه وحنانه عليه ، وتوجيهه إلى ما ينفعه ، وتحذيره عما يسوءه ، ونجابة يوسف وذكائه مع صغره ، وعرض الرؤيا على العالم إذا كانت من المبشرات ، وترك تفسير الرؤيا إذا كان في ذلك مصلحة ، وكتم السر إذا حصل بإفشائه ضـرر ، وعليه الأثر: ( استعينوا على قضاء حوائجكم باالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسـود ) ، والحذر من الأقران ، وستر النعم إذا خشي من إظهارها عدوان عليها ، وان الشمس والقمر والنجوم في المنان عظماء أو علماء أو زعماء ، وفيه أن تفسير الرؤيا قد تتأخر سنوات عديدة وأزماناً مديدة ثم تقع بإذن الله .

وإنما قال رأيتهم لي ساجدين ، باالجمع للعقلاء ، ولم يقل ساجدات ؛ لأنه لما نسب إليها السجود وهو وصف لمن يعقل ألحقها باالعقلاء ، وهذه رؤيا ليست عادية ، بل تُنَبِئ عن مستقبل زاهر ليوسف ، وسوف يكون له مع التاريخ صولة ومع الدهر دولة ، ومع الأيام جولة ، سوف يصل إلى تحقيق هذه الرؤيا لكن عبر طريق ملؤه الشوك والضنى والمشقة والبلوى والدموع والشكوى والفراق والفجيعة والمكر والكيد والحبس والقيد والأذى والتشويه والإمتحان والصبر ، ولكن كما قال أبو الطيب المتنبي:

جزى الله المسير إليك خيراً ××× وإن ترك المطايا كـاالمزادِ

سوف تقع هذه الرؤيا كفلق الصبح ، ولكنها لن تقدم بين عشية وضحاها على طبق من ذهب ، لأن المنازل العالية والمراتب الجليلة لا يوصل إليها إلا بجهود شاقة وتكاليف باهظة وتضحيات هائلة ؛ لأن السنة اقتضت ذلك والحكمة نصت على ذلك ليكون العطاء لذيذاً ، والهبة غالية ، والثمن ضخماً راقياً .

لا يدرك المجد إلا سيد فطنٌ ××× بما يشق على السادات فعالُ
لولا المشقة ساد الناس كلهم ××× الجود يفقر والإقدام قتـالُ


وفي الوحي المقدس: { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } ، { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا عن نصر الله قريب } . لا والله لا يصل واصل إلى الولاية الكبرى والسعادة العظمى والعبودية الحقة إلا بجهد مبذول ، وعرق مسفوح ، ودم مسفوك ، وعرض يمزقه الحسد ، وسمعة يشوهها الجناة ، وقلب يبلغ الحنجرة من التهديد والوعيد ، وكبد حرى تشوى على جمر الإنتظار ، وقلب مفجوع بويلات المواقف ، وأهوال تشيب لها رؤوس الولدان ، حتى يختطف النصر بجدارة ، ويؤخذ الكتاب بقوة ، وينال المجد بتضحية ، وتقطف الثمرة باستحقاق ، وتعطى الجائزة بتأهل ، فآدم يأكل الشجرة ويهبط ويندم ويتوب وينكسر ثم يجتبى ويعلو ويكرم ، ونـوح ينوح من عقوق الإبن ، وشقاق المرأة ، ومحاربة قومه ، وموسى يتجرع الغصص ، ويقف تلك المواقف التي يهتز لها الكيان ويرتجف من هولها الجنان مع تهم وإيذاء ، وصـد ومنازلة ، وحـروب وإعراض وإرجـاف .

وإبراهيم يعيش حياته جهاداً في سبيل الله مع تكـذيب والده ، والأمر بذبح ابنه ، وإعراض قومه ، ووضعه في النار وملابسة الشدائد ، والمرور باالنكبات والمصائب .

وعيسى يذوق طعم الإفتراء المـر ، والأذى المتعمد ، والفقر المضني .

ثم تختتم قائمة الأنبياء وصحيفة الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فتجمع له هذه النكايات جميعاً ، ليكون أعلى الكل كعباً ، وأثبتهم قدماً ، وأسعدهم حظاً ، فيموت أبوه وهو حمل ، ثم يتبعه جده وهو طفل ، ثم يلحقه عمه في زمن الضعف ، ثم تتلوه خديجة زمن النصر ، ثم يطرد من مكة طرداً ، ويشرد تشريداً مع الضرب باالحجارة ، ووضع السلى على الرأس ، مع قاموس من الشتائم بوصفه باالجنون والسحر والشعر والكذب والكهانة والإفتراء والعقوق ، والإخراج من الوطن ، وقتل الأصحاب ، وموت الأبناء ، وقذف الزوجة ، ومصاولة اليهود ، وتكذيب النصارى ، ومحاربة المشركين ، وتربص المنافقين ، وصلف الأعراب ، وتيـه الملوك ، وبطـر الأغنياء ، مع مرارة الفقر ، وجـدب المعيشة ، وعـوز الحاجة ، وحرارة الجوع ، ومعاناة قلة ذات اليد ، فاالمرض عليه يضاعف ، فهو يوعـك كما يوعـك رجلان منا ، شـج وجهه ، وكسرت ثنيته وجرح في جسمه ، ثم كان الله معه في كل ذلك ففاز باالزلفى ونال حسنى العقبى ، بل وصل أشرف المقامات وأجل الرتب .

ويوسف هنا تبدأ معاناته من هذه الرؤيا ، ويستقبل رحلة طويلة ، وسفراً قاصداً بهذه الرؤيا ، لتتحول الأحلام إلى حقائق في حياته ، وتصبح الرؤيا قضايا مصيرية في مستقبله .

ونواصل مع يوسف سجل حياته ، ودفتر عمره وذكرياته ، لنرى ماذا سوف يقع ، وما هي النهاية .
__________________
جزيتم خيرا على تفضلكم الكريم بقراءة الموضوع .

( alshamsi-uae.com ) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م