مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-06-2002, 11:38 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb من النشرة [317] مستقبل المعركة بين بن لادن وأمريكا.

منتدى الإصلاح > المنتديات العامة > الـمـنـتـدى الـسـياسـي > النشرة 317 مستقبل المعركة بين بن لادن وأمريكا ومواضيع أخرى.
http://www.islah.info:3303/vboard/sh...threadid=34049

إعداد: الحركة الإسلامية لِلإصلاح.

مستقبل المعركة بين بن لادن وأمريكا.

تهديدات واستعدادات:

بعد الحملة الأمريكية الشاملة ضد بن لادن والقاعدة والطالبان تكررت في الفترة الأخيرة تحذيرات الحكومة الأمريكية من ضربة جديدة تنفذها القاعدة داخل أمريكا في الوقت الذي يزال الحديث مستمرا عن تنسيق الجهود العالمية ضد الإرهاب. هل تعتبر هذه التصريحات الأمريكية والحملة السياسية والإعلامية والأمنية مسألة مفتعلة لتحقيق غرض معين، أو هي حقيقة تعكس حالة المعركة بين بن لادن وأمريكا؟

كيف نفهم طبعية المعركة:

يغلب على كثير ممن يرصد طبيعة المعركة بين بن لادن وأمريكا وضعها في سياق التوازنات العسكرية القابلة للقياس، ولذلك يقعون في الاستنتاج الساذج أن أمريكا عملاق عسكري سياسي اقتصادي أمني مقابل بضعة مقاتلين في جبال أفغانستان لن يلبثوا أن ينقرضوا. الظريف أن الأمريكان أنفسهم ينظرون للمعركة بهذا المنظار، ولذلك تعاملوا معها تعامل التجييش العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني وشنوا حملة عسكرية هائلة من أجلها. ولو كان هذا القياس صحيحا لكانت أمريكا قد حسمت أمر بن لادن بعد أن ردت على حوادث تفجير سفاراتها في كينيا وتنزانيا. والكل يعلم أن أمريكا لم تأل جهدا في تسخير جهازها العسكري والسياسي والأمني في القضاء على بن لادن من جهة وفي حماية نفسها من جهة أخرى، ومع ذلك فقد كانت حصيلة هذا الجهد الأمريكي الهائل بعد حوادث كينيا وتنزانيا هو أن تُضرب أمريكا في عقر دارها ضربة هائلة لا تساوي أمامها ضربة كينيا وتنزانيا شيئا.

الحرب غير المتوازية "بالياء":

هذا النوع من أنواع المواجهة يسمى في علوم الاستراتيجية الحديثة بـالحرب غير المتوازية "بالياء" تمييزا لها عن "الحرب غير المتوازنة "بالنون". ويقصد بالحرب غير المتوازية أن يستخدم الخصم وسائل وأساليب يستحيل على المدافع عن نفسه أن يستخدمها أو يتعرف عليها أو يتفاداها. وقد أشار إلى هذا النوع من المواجهة تقرير استراتيجي شامل سلم للرئيس الأمريكي كلينتون قبل مغادرته البيت الأبيض. قال التقرير إن أمريكا قد هيمنت على العالم ولم يعد هناك من يستطيع أن يجابهها عسكريا ولا اقتصاديا ولا سياسيا ولا استخباراتيا وإن الخصم الوحيد الذي يمكن أن يؤذي أمريكا هو من يستخدم أساليب الحرب غير المتوازية. واعتبر التقرير من يستخدم هذا النوع من المواجهة خطرا هائلا على أمريكا إلى درجة أنه يمكن أن يتسبب في خلخلة داخلية في أمريكا إن لم تحسن التعامل معه. وتنبأ التقرير بأن تبدأ علامات هزيمة أمريكية إن نجح خصم أمريكا في امتصاص الرد الامريكي على هجوم من قبله وتمكن من توجيه اكثر من ضربة لأمريكا.

مثال بن لادن:

لا يمثل الشيخ بن لادن وتنظيم القاعدة دولة بجيش ولا طائرات وأساطيل ومدرعات ودبابات، كما لا يمثل حزبا أو تنظيميا مسلحا تقليديا يعمل من خلال التوازنات السياسية العالمية مستفيدا من تدافع القوى العظمى مثلما فعلت القوى الشيوعية في الهند الصينية وأمريكا الجنوبية. ولو كان تنظيم بن لادن بمثل هذا المستوى لأصبح الآن في حكم المنسي تاريخيا مع هذا النفوذ الهائل لأمريكا وتعاون دول العالم كله معها. توجد في ظاهرة تنظيم بن لادن عدة مزايا وصفات تجعله النموذج لخصم في حرب غير متوازية مع أمريكا بل نموذجا أمثلا في تحقيق نبوءة هذه الدراسة الاستراتيجية للأسباب التالية:

أولا: التنظيم ليس تكوينا نشازا متكلفا مصنوعا بدعم جهات سياسية نفعية بل هو إفراز طبيعي لحالة الاحتقان والغضب في العالم الإسلامي وطبعية الدين الإسلامي التي تدعو للاستعلاء والدفاع عن الإسلام. ولا يستطيع أحد أن يزعم أن هذا التنظيم صنيعة أحد إلا الجاهل أو العاجز عن تصور وجود عمل مستقل عن دعم سياسي خارجي.

ثانيا: التنظيم ليس جماعة معزولة مرفوضة من المجتمعات رافضة لها، بل إن مشروع بن لادن يقف على منصة قوية من المشاعر الاجتماعية المبتهجة بهذا المشروع والمفتخرة به والمسرورة بأعماله السابقة والمتطلعة لأعماله اللاحقة. هذه المنصة الاجتماعية توفر للتنظيم حاضنا طبيعيا يوفر عليه تكتيكات وأساليب مكلفة دون هذا الاحتضان.

ثالثا: التنظيم ليس مجرد كيان كلاسيكي متطور في وسائل السرية والانضباط كما هي حال التنظيمات الناجحة في العالم، بل هو أقرب إلى مفهوم مدرسة تخرج الآلاف من المؤمنين بالمشروع الجهادي وتبثهم في المجتمعات وتستفيد منهم بطريقة تتناسب مع توجهات المجتمع المسلم من جهة ومع واقع العالم الغربي من جهة أخرى، مما يعطيهم مضلة طبيعية تحميهم أمنيا واجتماعيا.

رابعا: يؤمن التنظيم بأن التخطيط يجب أن يكون على أساس استراتيجي فيه فهم للذات والبيئة والخصم والهدف. ولم يعد سرا أن التنظيم قد حدد هدفا هو تدمير أو إضعاف أو تفكيك أمريكا. ولا يعتبر التنظيم هذا المطلب مسألة خيالية رغم قوة الخصم الهائلة والقصور الكبير في قدرات الذات. وينفذ التنظيم من أجل حل هذه الإشكالية حيلة معقدة هي تحويل قوة وقدرات الخصم ضده ويبني معظم الاستراتيجية على ذلك.

خامسا:استفاد ويستفيد التنظيم من إشكال أساسي في المجتمع الأمريكي هو كثرة الثغرات البنيوية بسبب طبيعته المنفتحة التي جعلته خصما مكشوفا لمن أراد أن يحسن استغلالها ضده. هذه الثغرات لا يمكن إقفالها إلا أذا تحول الكيان الأمريكي لكيان عسكري مغلق بدين واحد وجنس واحد وهو امر مستحيل. وقد أشار رئيس السي آي إي في استجوابه من قبل الكونجرس إنه لا يمكن ضمان أمن المجتمع بزيادة الحصار على الحريات المدنية إلا بالوصول إلى حالة مجتمع لا يستحق الدفاع عنه.

سادسا: استفاد ويستفيد التنظيم من طبيعة النفسية الامريكية حين تُستفز في هويتها وتتصرف على شكل رد الفعل الانتقامي (الكاوبوي) بدلا من أن تتمهل وتدرس القضية قبل أن تستجيب. ونجح التنظيم في استدراج الماكنة الأمريكية الهائلة لتخدمه كشركة علاقات عامة بعد ضربات كينيا وتنزانيا، كما نجح في استدراجها بعد ضربات سبتمبر لأجل أن تبدو كما لو كانت تحارب الإسلام ومن ثم يُجيّش العالم الإسلامي كله ضد أمريكا.

سابعا: يعتمد التنظيم على التربية الإسلامية الجهادية التي تجمع بين الانضباط والطاعة للقيادة والثقة المطلقة بتوفيق الله والاستعداد الكامل للموت في سبيل الله والصبر وطول النفس. ولعل هذه الصفات في أفراد التنظيم والتي يصعب على الأمريكان إدراكها كان ركنا رئيسيا في تحول تنظيم بن لادن لخصم حقيقي لأمريكا في هذه الحرب غير المتوازية.

ثامنا: يعتمد التنظيم مبدأ المبادرة والفعل بدلا من رد الفعل، ويعد الخطوة التالية قبل أن ينهي الخطوة الحالية، ولا يقبل التنظيم بأن يستجر إلى رد فعل على هجوم يتعرض له يربك خطته. ولذلك لم يكترث التنظيم بالضربات التي وجهت لأفغانستان بعد حوادث كينيا وتنزانيا ولم يتحمس كثيرا للرد على الضربات الأخيرة لأن الخطوة التالية معدة سلفا ويجب أن تنفذ في وقتها.

تاسعا: يؤمن التنظيم بالاستفادة من أي فرصة سياسية أو أمنية توفرها الصراعات أو المشاكل العالمية، ويرى سرعة التصرف لاغتنامها دون التفريط بما يعتبره التزامات دينية. ومن خلال ذلك يقال إن التنظيم حصل على أجهزة وأسلحة متطورة مستغلا الفوضى التي تبعت سقوط الاتحاد السوفيتي.
عاشرا: يؤمن التنظيم بترك ما يعتبره جائزا أو مشروعا إن كانت جماهير المسلمين لا تستوعبه مثل مواجهة الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين خوفا من أن يتهم التنظيم بأنه يدفع لحروب أهلية ويؤدي ذلك لانفضاض الناس عن التنظيم. في المقابل يؤمن التنظيم أن كل هذه الأنظمة تابعة لأمريكا وستتهاوى مباشرة إذا انهزمت أمريكا وبذلك يمكن مواجهتها في ظرف أفضل.

المشهد السابق
سردنا سابقا باستفاضة تسلسل الأحداث المرتبطة بالمواجهة بين بن لادن وأمريكا مقرونة باستراتيجية بن لادن. ومع أن ذكرها هنا مهم ومفيد ألا أننا نستغني عن التكرار ويكفي من أراد الإطلاع عليها الذهاب لهذا الرابط.
http://www.islah.info:3303/monitors/m294-c.htm


المشهد الحالي .. الشكل الظاهري:

حين نتجاهل حقيقة الحرب غير المتوازية ومزايا تنظيم بن لادن نجد أنفسنا أمام أمريكا وقد انتصرت انتصارا باهرا وقضت على دولة الطالبان وقتلت من قتلت من القاعدة ورمت البقية في أقفاص جوانتانامو. بل إن أمريكا أثبتت أنها قائدة متحكمة بالعالم حين أجبرت كل الدول للتسابق في إرضائها وخدمتها بدءا بالقوى الكبرى مثل الصين وروسيا وانتهاء بالدول ذات العلاقة التي جعلت إمكاناتها تحت تصرف أميركا مثل باكستان والسعودية. أما بن لادن نفسه فقد اختفى واختفت القيادات معه ولا يعرف إن كان حيا أو ميتا. على المستوى السياسي والامني تمكنت أمريكا من تشكيل تحالف عالمي من كل دول العالم يستحيل معه لأي شخص من تنظيم القاعدة أن يكون في مأمن من الاعتقال الأمريكي. على مستوى أمريكا اتخذت الخطوات الأمنية والقانونية اللازمة لاعتقال كل مشتبه به وإغلاق الفرص أمام من يفكر بتنفيذ عمليات أخرى. وأما التهديدات المتكررة التي تشير لها الحكومة الأمريكية فليست إلا غطاءا سياسيا لتبرير هذه الحملة الأمنية وكذلك استباقا وحماية سياسية فيما لو حصلت حوادث فعلا. واندفعت أمريكا في حربها للإرهاب لدرجة أن باركت ما يقوم به شارون بحجة أن حملته حرب ضد الإرهاب. هذا المشهد تنظر من خلاله الحكومات والنخب المتسلطة ولذلك ازداد تعظيمها وتقديسها لأمريكا وتسابقها لإرضائها وخاصة حكام المملكة.

المشهد الحالي .. الشكل الحقيقي:

بمقاييس الحرب غير المتوازية نحن أمام حقائق يتم التغاضي عنها وأمام استنتاجات منطقية يتم التحايل عليها، منها:

أولا: الشيخ بن لادن والشيخ أيمن الظواهري والملا عمر كلهم على قيد الحياة، والجزء الأكبر والمهم من تنظيم القاعدة لا يزال سليما، والأمريكان على علم بذلك ولا يريدون أن يعلنوه حتى لا تعتبر حملتهم عديمة الجدوى. والجدير بالذكر إن معظم المعتقلين في جوانتانامو هم إما من موظفي الإغاثة أو من العرب في باكستان وأفغانستان ممن ليس لهم علاقة بالقاعدة أو من الذين انضموا للجهاد بعد سبتمبر.
ثانيا: هناك قناعة تامة ومعلومات أكيدة عند الامريكان عن ضربة هائلة قادمة لأمريكا (أو أكثر من ضربة) لكنهم لا يعرفون متى وكيف وأين. ويعلم الأمريكان كذلك أن جهودهم العكسرية والأمنية والسياسية لم تصل لحد الآن لإيقاف هذه الضربة ولم يصلوا إلى مجرد طرف خيط يؤدي إلى منعها. ولذلك أصبح الإعلان عن هذه الضربة دون معرفة متى وأين وكيف هو أفضل تحقيق لقَسَم بن لادن في أن لا تتمتع أمريكا بالأمن حتى يعيشه الفلسطينيون.

ثالثا: انبهر الأمريكان بكمية الغموض الذي يكتنف حقيقة القاعدة والطالبان بعد حملتهم في أفغانستان. ورغم الكمية الهائلة للمعلومات التي حصلوا عليها من أوراق ووثائق وأجهزة كمبيوتر وتعاون باكستاني وأفغاني وسعودي فلم يصل الأمريكان لحد الآن لحل لغز طريقة عمل القاعدة والتعرف على طريقة تفكيرها وتركيبتها التنظيمية. ويعترف الأمريكان حاليا بأن كمية المعلومات التي لديهم يربك أكثر مما ينفع في إعطاء تصور واضح عن القاعدة.

رابعا: لم تسفر الحملة الأمنية والقانونية في أمريكا نفسها والاعتقالات التي طالت آلاف الإسلاميين عن التعرف على أي معلومة ذي بال أو أن تجرّم أحدا من المعتقلين جريمة لها علاقة بالقاعدة سوى شخص واحد علقت عليه التهمة بشكل متكلف.

خامسا: بلغ الغضب الإسلامي على أمريكا بعد الحملة على أفغانستان ثم تأييد أمريكا لشارون في جرائمه في فلسطين مبلغا هائلا تجاوز بكثير ما يطمح إليه بن لادن من مجرد تجييش المسلمين عاطفيا ضد أمريكا. ولوحظ الآن بين بعض الأوساط التي كانت تتحفظ على حادث سبتمبر أنها تتمنى حصول حادث مثله وتستبطئ الضربة المتوقعة.

###############

التتكة في الرد التالي، وجزاكم اللهُ خيراً على متابعتكم واهتمامكم، ...آمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #2  
قديم 05-06-2002, 11:40 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up التتمة:

المشهد ا لمستقبلي ... معطيات:

بعد تأمل الحقائق أعلاه لا يجد المرء صعوبة في اعتبار الضربة القادمة لأمريكا أمرا حتميا، لكن السؤال المهم قد يكون أعقد من مجرد متى هذه الضربة وكيف وأين؟ السؤال هو، ما دام تنظيم القاعدة قد دخل في المواجهة الساخنة بحرب مستمرة مع الأمريكان فهل سيستمر على طريقة المواجهة بالضربات لأمريكا فقط أو إنه أعد العدة لعمل متعدد الأطراف في أكثر من مكان من العالم مستفيدا من سقوط هيبة أمريكا؟ يقول بعض من تابعوا وضع القاعدة قبل سبتمبر أن القاعدة والطالبان قد استعدوا لسقوط الطالبان قبل مدة ورتبوا الإجراءات التي تبقي الجزء المهم من القاعدة والطالبان سليما إلى أن تحصل الضربة القادمة. ويزعم هؤلاء إن القاعدة قد استعدت للضربة التالية في أمريكا منذ زمن، لكن التوقيت مقصود أن يتأخر قليلا بعد أن يقتنع الأمريكان تماما أنهم قد حققوا النصر وأنهوا مهمتهم حتى يكون مفعول الضربة أقوى ما يمكن نفسيا وسياسيا. ويزعم هؤلاء أن تنظيم القاعدة قد رتب أعمالا أخرى في أماكن أخرى وأن العمليات التي جرت في الهند حديثا ربما تكون من بينها وأنها مقصودة لإجبار الجيش الباكستاني على تحويل الجيش للهند ومن ثم كشف جبهة أفغانستان وترك الأمريكان في مواجهة الطالبان والقاعدة من جديد.

المشهد المستقبلي ... سيناريوهات:

مع وضع هذه المعطيات في الحسبان يستطيع المرء أن يخرج بالاستنتاجات التالية عن السناريوهات المتوقعة للمستقبل بخصوص المعركة بين بن لادن وأميركا:

السيناريو الأول هو ضربة كبيرة في أمريكا لكن ليس فيها سلاح دمار شامل ولا آثار بعيدة المدى. وإذا تمت هذه الضربة فعلا فلربما تصدق نبوءة التقرير الاستراتيجي الذي أشرنا إليه آنفا من أنها ستؤدي لخلخلة كبيرة في أمريكا. السبب هو أن الضربة ستكون إعلانا مدويا ومؤلما بهزيمة منكرة للحملة الأمريكية ضد "الإرهاب". هذا الإعلان بالهزيمة لن يكون هزيمة لحكومة دكتاتورية متسلطة مثلما حصل في الاتحاد السوفياتي حين تورط في أفغانستان بل ستكون هزيمة للشعب الأمريكي كله الذي انتخب حكومته وبارك حملتها في أفغانستان بأغلبية مطلقة. سيصنع هذا الشعور بالهزيمة عدة تداعيات أولها الشعور بالإحباط عند الشعب الأمريكي وقناعته بالعجز عن حماية نفسه. حينها سيكون الأمريكان مشتتين، فريق يستمر يفكر بعقلية الكاوبوي ويريد أن يزيد من رد الفعل مستخدما أسلحة دمار شامل، وفريق يطالب بإلغاء هذه السياسة بالكامل والموافقة على مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية بخصوص المسلمين، وفريق يرى التشدد الأمني حتى لو أدى ذلك لإلغاء كل الحقوق المدنية. وعلى الأرجح سيهزم الفريق الذي يطالب بالانتقام لأن الأهداف استنفذت ولم يبق قاعدة ولا طالبان لأن تضرب. ولعل هذا الخلاف وما يصاحبه من إحباط كبير سيكون بذرة لتفكك أمريكا أو لانهيار انتاجها.

السيناريو الثاني أن تكون للضربة آثار أكثر من مجرد تدمير وقتل لعدد من الأمريكان، مثل لو صح احتمال السلاح النووي أو ما يسمى بالقنبلة القذرة التي تنشر كمية هائلة من المواد المشعة على مساحات شاسعة. هذا النوع من الحدث يؤدي لتعطيل العمل في مدينة كاملة، فلو حصل هذا الحادث في مدينة حساسة اقتصاديا مثل نيويورك أو لوس أنجليس فلربما ينهار الاقتصاد الأمريكي ويتشرد الملايين من سكان مدينة كبرى. وإذا صاحب هذا التشريد الإحباط الذي ذكرناه سابقا والخلاف حول ما يجب عمله تجاه الضربة فسيكون تراكما لانهيار اقتصادي واجتماعي ولا يستبعد أن يتبعه تفكك سياسي.

السيناريو الثالث أن تكون الضربة مصحوبة أو متبوعة بعمليات أخرى في العالم ضد أنظمة أخرى ويكون التوقيت مقصودا سواء من جهة كون الأمريكان منشغلين بأزمتهم الداخلية أو من جهة انهيار هيبة الأنظمة بسبب انهيار هيبة سيدها. ويصعب تصور أمريكا تستطيع أن تدير أزمات هائلة وهي تعيش تحت وطأة ضربة من جنس من ضربة سبتمبر أو أقوى. أما الانظمة الأخرى فرغم أنها لا تعتمد على أمريكا في أمنها السياسي الداخلي ألا أن سقوط هيبة أمريكا واستعداد الشعوب للتحرك وتغير الولاءات داخل الأجهزة الأمنية ستساهم بشكل كبير في إضعافها إو إسقاطها.

السيناريو الرابع أن تحصل حوادث كبيرة في أجزاء حساسة من العالم -سواء بتخطيط القاعدة أو دون تخطيطها- قبل ضربة أمريكا مثل اندلاع الحرب بين باكستان والهند ومثل وفاة الملك فهد ونشوب خلاف بين آل سعود أو مثل انهيار سلطة عرفات في فلسطين. هذه الحوادث لوحدها ستربك أمريكا وستجعلها مشلولة في التعامل معها فكيف لو انشغلت أمريكا بعدها بضربة داخلية؟
السيناريو الخامس أن ينجح الأمريكان في منع الضربة القادمة وربما يعثروا على بن لادن والظواهري والملا عمر. هذا الاحتمال سيحمي أمريكا من الضربة لكنه لن يحميها من تداعيات هائلة تأتيها بسبب التجييش الذي تكون في العالم الإسلامي ضدها. ويصر الذين يزعمون أنهم على معرفة بخفايا القاعدة أن تنظيم القاعدة قد وضع بدائل للعملية لو تم كشفها.

المشهد المستقبلي .. تداعيات أخرى:

أوربا: أذا حصلت ضربة أخرى فلا شك أن التوازنات العالمية ستتغير بشكل كبير. سوف تقتنع أوربا أنها لا يمكن أن تجاري أمريكا إلى الأبد وعليها أن تغازل العالم الإسلامي حتى لا يأتيها نصيبها من الدمار. يجب أن نعلم أن هذه الدول ترسم مستقبلها بناء على المصالح وليس بناء على قيم ومباديء تضحي من أجلها.
المجتمعات الإسلامية: إذا حصلت ضربة أخرى فلن يكون هناك شك هذه المرة أنها من تنظيم بن لادن مقارنة بالشك بعد 11 سبتمبر. وبعد حالة الاحتقان والغضب الهائل ضد أمريكا عند المسلمين فستشكل هذه الحادثة شعورا بأن المواجهة التاريخية مع أمريكا قد حسمت لصالح الإسلام وأن الدمار حل بأمريكا رغم أن الذي يحاربها أشخاص مطاردون محاصرون. وبغض النظر عن الموقف الشرعي والقيمي من الحادث فإن آثاره ستكون شحنا لحقنة هائلة مفاجئة من الثقة في نفوس المسلمين وحشدا جديدا لهم في عمل استقطابي ضد أعداء المسلمين في كل مكان.

بؤر الصراع الأخرى: سيؤثر حصول الضربة في بؤر الصراع الأخرى في العالم الإسلامي مثل الشيشان وكشمير والفلبين بطريقة تساهم في تحسن الكفة لصالح الطرف الإسلامي.

الأرجح:

المرجح أن يكون المشهد معقدا جدا ومتشابكا لأن المعطيات متوفرة لحصول قلاقل في باكستان وفلسطين وبلاد الحرمين قبل أو بعد ضربة حتمية في أمريكا. ويبدو بعد هذا التعقيد أن الأمور ستكون بعيدة جدا عن سيطرة أمريكا على الموقف لأنها ستعيش أزمة داخلية هائلة لا نظن أنها تستطيع أن تتعافى منها فضلا عن أن تستطيع أن تدير أزمة خارجية.

===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #3  
قديم 05-06-2002, 11:45 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up تعليق الحركة على أحداث الأسبوع، 20 ديسمبر 2001.

تعليق الحركة على أحداث الأسبوع، 20 ديسمبر 2001.
http://www.islah.info:3303/monitors/m294-c.htm

شريط بن لادن:

عرضت قنوات التلفزيون العالمية شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع الأمريكية وقالت أنه عثر عليه في أحد الأماكن التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة. ويعتبر قرار الأمريكان عرض الشريط وطريقتهم في الاحتجاج به كدليل ومن ثم ردود أفعال الناس وتعليقاتهم عليه مسائل كثيرة تستحق اهتماما تفصيليا نطرحه في النقاط التالية:

أولا بغض النظرعن مسؤولية بن لادن عن أحداث 11 سبتمبر يعتبر احتجاج الأمريكان بالشريط بعد أن دمروا أفغانستان وقلبوها رأسا على عقب دليلا على لا مبالاة أمريكا واستعدادها لأن تتصرف منطلقة من دواعي القوة وليس من دواعي المنطق والمسؤولية.

ثانيا بغض النظر عن مسؤولية بن لادن عن أحداث 11 سبتمبر يثير هذا الاحتفال الهائل بالشريط من قبل الأمريكان تساؤلا كبيرا حول قوة الأدلة المزعومة التي بحوزتهم قبل هذا الشريط وعلى أساسها شنوا الحرب. ولو كان لدى الأمريكان أدلة تدين بن لادن لا نظنهم أبدا كانوا يترددون في استخدامها بعد أن تبين استعجالهم في نشر هذا الشريط ابتهاجا به وفرحا بوجوده. وهذا دليل آخر على أن القوة هي التي تحكم تصرفات أمريكا وليس المنطق والدليل.

ثالثا لن يضيف هذا الشريط لمشاعر الشعب الأمريكي شيئا لأن الشعب الأمريكي مقتنع بالحرب قناعة تامة حسب إحصائيات الرأي العام بل ربما أحدث نتيجة عكسية بسبب التساؤل عن التزوير.

رابعا على مستوى العالم العربي والإسلامي لن يؤثر هذا الشريط في إقناع من لا يؤمن أن بن لادن يقف خلف الحادث لأن غالبية هؤلاء متشربون لنظرية المؤامرة إلى درجة أنهم سيتعبرون الشريط تأليفا وتزويرا أمريكيا رخيصا للتأثير عليهم. ومشكلة هذه الفئة ليست اعتبار بن لادن يقتل المدنيين بل مشكلتهم عقدة الهزيمة التاريخية أن المسلمين والعرب عاجزون عن أن يقوموا بمثل هذا العمل المعقد والمتطور في التخطيط والتنفيذ. وهذه لا شك مشكلة حضارية كبيرة سنفرد لها تعليقا خاصا .

خامسا على مستوى العالم العربي والإسلامي لن يؤثر هذا الشريط على من كان يعتقد أن بن لادن خلف الحادث بل سيكون مجرد تأكيد أو إضافة طبيعية.

سادسا على عكس توقعات الأمريكان سيكون لهذا الشريط على مستوى العالم العربي والإسلامي مفعولا إيجابيا لصالح بن لادن الذي ظهر في الشريط بطريقة أريحية بسيطة تختلف عن صورته في المقابلات. وأما قول الأمريكان أنه ظهر مسرورا ومستمتعا بقتل المدنيين فواضح أنه بسبب الفارق الثقافي الهائل الذي عجز الأمريكان أن يفهموا فيه سبب انبساط بن لادن وهو يتحدث عن الرؤى التي كادت تفضح المشروع أو غيرها من المسائل التي تثير السرور.

سابعا على مستوى المملكة سيكون لهذا الشريط مفعولا كبيرا لصالح بن لادن حيث ظهر بن لادن كم لو كان يعيش في المملكة ويحيا ظروفها بل بدا كما لو كان المشروع كله في المملكة وأن أفغانستان مجرد موقع عمليات. وحين يسأل الشيخ ضيفه بالتفصيل عن رأي فلان وفلان بالأسماء وحين يصدح الحاضرون بالهجيني والسامري في رحلتهم البرية فهذا إن لم يحدث مفعولا مباشرا فإنه يؤثر في اللاشعور بطريقة بعيدة المدى تجعل المشاهد يرتبط بمشروع بن لادن بطريقة عضوية وشاعرية.

ثامنا على مستوى الحكومة السعودية سيشكل هذا الشريط حرجا بالغا لأنه سيظهر الحكومة السعودية كما لو كانت مشلولة أمام الرأي العام الشعبي والنخبوي المؤيد لابن لادن والمتابع لنشاطاته والمسرور بإنجازاته والمدافع عن أفكاره وتوجهاته. وتمثل تسمية بعض الشخصيات المعروفة في الشريط حرجا خاصا كونهم يتصرفون بشكل مكشوف عكس توجهات الحكومة السعودية التي تسير بحماس في الفلك الأمريكي.

حقيقة الشريط واستراتيجية بن لادن:

لم يكد شريط الفيديو الذي وزعته وزارة الدفاع الأمريكية يعرض حتى سارع الناس بنقاش قضية واحدة فقط هي هل هذا الشريط حقيقي أو مزور. ونحن في الحركة نعتقد ان النقاش حول كون الشريط مزوراً او حقيقيا وحصر القضية كلها في ذلك اختزال وتسطيح غير مبرر للقضية. وقد لاحظنا من خلال رصد تعليقات الجمهور على هذا الشريط وجود ما نعتبره نحن مظاهر خلل منهجي وفكري عند الكثير بمن فيهم من يصنفون إسلاميين. ونعتقد أن حل هذه المشكلة ليس في الحكم على الشريط بكونه مزورا أو حقيقيا بل بمرحلة أعلى من ذلك تؤدي إلى أن هذا التساؤل لا يرد على الخاطر أصلا. وليس أبلغ في توضيح المسألة من استعراض استراتيجية بن لادن التي رصدتها الحركة وتمكنت من التعرف عليها.

ابتداء ينبغي التأكيد على أن بن لادن كان واضحا في عداءه للأمريكان منذ أيام الحرب الأفغانية الأولى حتى حينما كان هناك تقاطع في المصالح. بعد أزمة الخليج ودخول القوات الأمريكية لجزيرة العرب تحول عداء بن لادن لأمريكا لمشروع مواجهة كونه رأى أنه لن يكون صادقا مع نفسه إن حارب الروس من أجل احتلالهم لبلد مسلم وسكت عن احتلال الأمريكان لبلده المقدس الذي له حرمة خاصة. ربما لم تكن لدى بن لادن في تلك المرحلة خطة واضحة بعيدة المدى كما حصل بعد ذلك في مواجهة شاملة مع أمريكا لكن كان واضحا لدى بن لادن اعتبار أمريكا مشكلة مركزية في حصار الإسلام والحرب على الإسلام والتضييق على الدعاة بالتعاون مع الحكومات التي تمثلها في المنطقة فضلا عن إسرائيل.

في المرحلة الأولى من مواجتهه والتي كانت ما بين سنة 1991 وسنة 1996 تمكن بن لادن من التأثير بشكل أو بآخر على مجموعات استطاعت إيذاء أمريكا حتى لو لم تكن تصرفت بتخطيط مباشر منه. ويندرج على ذلك ما حصل في الصومال وعدن والرياض والخبر وربما في أماكن أخرى. ولم يصاحب هذه الأحداث بيانات ولا ظهور إعلامي متميز يجيش الناس ضد الأمريكان.

في المرحلة الثانية قرر بن لادن أن تكون مواجهته مكشوفة ومعلنة ببيانات وتصريحات ونشاط إعلامي موجه لهذا المشروع. وفعلا أصدر بن لادن في نهاية سنة 1996 بيانا تبني فيه مشروع إخراج الكفار من جزيرة العرب وساق في البيان الدوافع الشرعية والمنطقية لهذا القرار وعرضها بصيغة إعلان جهاد من أجل ذلك. لكن بيانه هذا لم يحظ بتغطية جيدة وتجاهلته السلطات الأمريكية عمدا لأنه يدعو لأمر يعتبره الكثير منطقيا حتى بالقيم الوطنية العالمية. وغرض الأمريكان من تجاهل خطاب بن لادن هو اعتقاد الإدارة الأمريكية أن الشعب الأمريكي قد يتعاطف مع مطلب كهذا ومن الأولى عدم الرد عليه. وبسبب هذا التجاهل لم تشكل تلك المرحلة نشاطا كبيرا أو حضورا هائلا لشخصية بن لادن ولا لبرنامجه ضد أمريكا. وقد سبب هذا الحضور المحدود شعورا بضرورة تغيير الاستراتيجية تغييرا جوهريا للانتقال للمرحة الثالثة التي تعتبر من أخطر المراحل.

المرحلة الثالثة بنيت على فلسفة خطيرة وفهم عميق للشخصية الأمريكية وميكانيكية القرار الأمريكي. ويقال بإن الشيخ بن لادن توصل إليها بعد تشاور مع من التحق به في نهايات سنة 1997 ممن لديهم خبرة ومعرفة أكثر بالشخصية والعقلية الامريكية. كانت مراجعة التجربة السابقة قد بينت أن بن لادن مهما أوتي من قدرات إعلامية وسياسية فلن يستطيع أن يواجه الآلة الإعلامية والسياسية الأمريكية الجبارة ومن يخدمها من حكام العرب وأجهزتهم الإعلامية والسياسية. وإذا اعتمد بن لادن على بيان مطبوع أو جهاز فاكس أو أمل بأن تهتم به وسائل الإعلام لتغطي مشروع إخراج القوات الأمريكية من جزيرة العرب فلن يحصل إلا شيء محدود من ذلك. ولهذا كانت الحيلة العبقرية التي غيرت كفتي الميزان تماما هي توظيف قدرات الخصم ضده تماما وذلك من خلال فهم عقليته وشخصيته وطريقته في القرار ومن ثم التلاعب به وتشغيله لخدمة المشروع.

كانت الفكرة الأساسية في هذه الفلسفة أن الأمريكان رغم التطور الكبير تكنولوجيا يعانون من "متلازمة الكاوبوي" وهي التصرف برد الفعل المباشر باستخدام القوة وتهويل رد الفعل هذا بكافة الوسائل. ولكن الأمريكان لا يمكن أن يتعاملوا بطريقة الكاوبوي إلا عندما يكون الكيان الأمريكي أو الشعب الأمريكي مستهدفا وهذا لا ينطبق عليه مجرد طلب إخراجهم من بلاد الحرمين. ولهذا السبب يقال أن بن لادن توصل إلى قناعة مفادها أنه ما لم يكن خطابه متضمنا مواجهة شاملة مع الأمريكان مع عمليات تتجاوز قضية إخراجهم من جزيرة العرب فإن هذه الحيلة لن تنجح. ولهذا السبب أعلن بن لادن تشكيل الجبهة العالمية ضد الأمريكان والتي تأسست في فبراير 1998 ثم تلا ذلك عمليات نيروبي ودار السلام.

صدقت تخطيطات بن لادن ومستشاريه فقد تصرف الأمريكان في رد فعلهم على الحادثين كما لو كانوا شركة علاقات عامة لابن لادن. كانت ردة الفعل الأولى على الحادثين هي الإعتراف من قبل أكبر شخص في أمريكا وهو الرئيس بأن بن لادن خصم حقيقي لأمريكا وأنه آذى أمريكا إلى درجة أنه وجه أوامره بتشغيل الآلة العسكرية الأمريكية للرد عليه. ثم تلا ذلك كمية هائلة من التعليقات الإعلامية والكتابات والتصريحات الرسمية التي تتحدث عن خطورة بن لادن على أمريكا وكيف أن أمريكا سخرت أجهزتها الأمنية والسياسية والإعلامية للتعامل مع مشكلة بن لادن والقاعدة. ولم يكد يمر شهر أو شهران منذ ذلك التاريخ حتى تفاجئنا الجهات الأمريكية بوجود تهديد على المصالح الأمريكية في العالم. الذي حصل بعد ذلك أن هذه الحملة الأمريكية التي يظن الأمريكان أنها تخدم أمنهم ضد بن لادن تحولت بقصد وتخطيط من بن لادن إلى حملة توظيف لمجندين لمشروع بن لادن. لماذا؟ لما ذكرناه سابقا من أن الناس ممتلئين حنقا وبغضا لأمريكا وآيسين من القيادات العربية والإسلامية وينتظرون الرمز صاحب السجل النظيف الذي يستطيع أن يقف ندا حقيقيا مؤلما ومؤذيا للأمريكان وقد تحقق كل ذلك في بن لادن. ولم يكن الأمر مجرد شهرة وكاريزمية لشخصية بن لادن بل كان تجنيدا حقيقيا لعدد كبير من المجاهدين سافروا بأنفسهم للالتحاق بابن لادن في أفغانستان. وفي حين كان لا يزيد عدد من يذهب لابن لادن قبل نهايات سنة 1998 عن بضعة أشخاص في الشهر أصبح يصل له ما يزيد عن مئات كل شهر يقطعون كل هذه المفاوز والمخاطر لأجل أن يشاركوا في مشروع بن لادن بعد أن اقتنعوا قناعة كاملة أنه المشروع الأمل في مواجهة أكبر مؤسسة طغيان في العالم.

بعد نجاح هذه المرحلةحصل ما يصفه منظروا تلك الخطة بأنه تجنيد العدد الكافي من المجاهدين والاستشهاديين وبناء رأي عام إسلامي وعربي عارم لصالح بن لادن وضد أمريكا كان لا بد –طبقا لتنظيرهم- من الانتقال للمرحلة التالية. أريد للمرحلة التالية أن يحصل فيها تجييش كل العالم الإسلامي ضد أمريكا ودفع المسلمين بالقوة للشعور بهويتهم الدينية من خلال وضعهم في مواجهة مع قوى الكفر والاستكبار العالمي بطريقة تظهر فيها المواجهة كأنها مواجهة إسلام وكفر. ومن خلال تلك التجربة سيتم ما يعتبرونه اختصار مراحل تاريخية كثيرة في رص المسلمين بشكل إجباري لصفوفهم والتفافهم حول راية دينية لا وطنية ولا قومية. ومن أجل تنفيذ هذا المشروع يقال بأن المنظرين حددوا هدفين أساسيين، أولا تحطيم هيبة أمريكا وإثبات أن أمريكا مهما بلغت من القوة فيمكن إهانة كبريائها دون استخدام سلاح ولا صواريخ عابرة للقارات ولا أشعة ليزر بل فقط بإرادة وإيمان وعزيمة وإصرار. الهدف الثاني استدراج الأمريكان لرد فعل كوني عارم وشامل يظهرون فيه رغما عنهم كما لو كانوا يحاربون الإسلام فيصبحو مرة أخرى أداة تخدم المشروع في تنفيذ ما ذكر أعلاه. وما دامت متلازمة الكاوبوي لا تزال الصفة السائدة عند الأمريكان فلن يصعب تسخيرهم لخدمة هذا المشروع.

##########

التتمة في الرد التالي، وجزاكم الله خيرا على متابعتكم واهتمامكم، ...آمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #4  
قديم 05-06-2002, 11:48 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up التتمة:

وإن صح ما ينقل عن هؤلاء المنظرين فالفكرة كانت أن تكون الضربة التالية في قلب أمريكا بل في أهم رموزها التي تمثل قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى تحقق فعلا ضرب الهيبة وتحطيم الكبرياء. ووقع الاختيار على الرمز العسكري وهو البنتاجون والرمز الاقتصادي وهو مركز التجارة العالمية والرمز السياسي وهو الكونجرس ويقال البيت الأبيض. وتقرر أن تكون الوسيلة طريقة تعتمد على الذكاء والاتقان في الأداء لا على الإمكانيات المادية. بمعنى أن تعتمد على قدرات بشرية في الشجاعة ورباطة الجأش والانضباط والإقدام والاتقان لا على سلاح ولا أجهزة متطورة أو ماشابهها لأن أي وسيلة تدخل فيها أجهزة أو معدات يسهل كشفها. وكانت الفكرة أن الإدارة الأمريكية ستصاب بحالة من الصدمة والرعب بعد الحادث كونها لم تستعد له ولم تكتشف أي شيء منه وكونه في قلب أمريكا وضرب لصروحها العظيمة. بعد هذه الصدمة والرعب ستعود متلازمة الكاوبوي وسيتغلب رد الفعل بالانتقام والرد العسكري على التفكير والتخطيط ويتغلب القرار المعتمد على الغضب على فهم الحدث ووضعه في إطاره ومن ثم يضطر الأمريكان لرد هائل يحقق تطلعات من نظّر لهذه العملية. وفعلا ضربت هذه الرموز واهتزت أمريكا وهيبة أمريكا واختبأ الرئيس وعاشت الحكومة الأمريكية رعبا وتشتتا برهة من الزمن قبل أن تستعيد أنفاسها وتقرر الانتقام. كانت حملة الانتقام الأمريكي لاستعادة الهيبة أكثر مما خطط له من قبل منظروا المشروع، فقد تبرع الرئيس بوش بخطابات وتصرفات وقرارات أكدت لكل مسلم أن بن لادن خصم خطير جدا كون أمريكا لم تتمكن أن تقف أمامه وحدها فاستغاثت بالعالم كله لنجدتها. كماأكدت تلك التصريحات والتصرفات والقرارات بما لا يدع مجالا للشك للعقل والإدراك المسلم أن هذه الحملة ليست ضد الإرهاب بل هي ضد الإسلام والمسلمين.

لكن الأمريكان يؤكدون مرة أخرى أنهم فعلا يعانون من متلازمة الكاوبوي حيث لم يسعفهم تفكيرهم أن المنطق البسيط يدل على أن الذي نظّر لهذا المشروع لاستدراجهم وتشغيلهم لصالح برنامجه ونفذ هذه العملية باتقان يكون قطعا قد أعد لمرحلة تالية تناسب ردود الفعل الأمريكية. وينقل عن منظري مشروع بن لادن أن الأمريكان لا زالوا لحد الآن يتصرفون تحت ضغط المطالبة بالانتقام لإرضاء الرأي العام على طريقة الكاوبوي ويريدون أن ينهو المهمة بأسرع ما يمكن بينما يواجههم بن لادن بنفسية باردة واسترخاء ينتظرهم أن يغوصوا لأعماقهم في الحملة التي شنوها وينكشف العالم كله معهم بما فيه حكام العرب ثم يفاجئهم بالخطوات التالية.

ومع أن الماضي والمنطق أثبت صحة هذا الكلام لكن لا ندري إن كان بن لادن قد حسب الخطوات التالية بدقة هذه المرة وهل كان قسمه الذي أقسم به بعد بداية الحرب دليلا على شيء من ذلك؟ غير أن المحيطين بابن لادن يقولون إنه حتى لو لم يحصل شيء الآن وحتى لو قضي على بن لادن والقاعدة والطالبان فإن المشروع قد حقق نجاحا كبيرا بمقاييسهم كون الذي حصل هو نقلة تاريخية للأمة من اللامبالاة إلى الجدية ومن عدم الانتماء إلى الهوية الإسلامية القوية ومن تعظيم أمريكا إلى القناعة بأنها بلد مكشوف نجح بضعة عشر شابا يافعا بتحطيم رموزه الكبرى مستخدمين مقصات الأظافر. ويضيف هؤلاء أنه مع هذه البيئة الجديدة فلن تكون الأمة بحاجة لابن لادن لأن أي شخص لديه القدرات القيادية المناسبة سيجد أن تجنيد الناس أسهل بكثير من السابق بعد هذه التغييرات النفسية الهائلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
وعودا على بدء نرجو أن في هذا الكلام فائدة لمن يعانون من متلازمة الهزيمة الحضارية ويشعرون بأن المسلم والعربي بالذات عاجز بالضرورة عن تنفيذ عمل معقد متقن مثل هذا. ويفترض أن هذا العرض اثبت أن ما استعظمه هؤلاء من عملية معقدة ومتقنة ليس إلا حلقة من استراتيجية طويلة وعميقة في نظرنا هي أصعب على العقل من مجرد التخطيط لعملية من جنس عملية 11 سبتمبر.



نايف وعقدة بن لادن:

في تصريحات للأمير نايف قبل أيام قال عن بن لادن أنه ليس زعيم تنظيم القاعدة وأنه حتى لو لم يكن موجودا لحصلت حوادث 11 سبتمبر. ثم بعد ذلك كان الأمير نايف أكثر تحديدا في قوله أن بن لادن ليس ذكيا بدرجة تسمح له بالتخطيط لعمليات الحادي عشر من سبتمبر. وقد تبدو تعليقات الأمير نايف للشخص العادي مجرد تعليقات خبير أمني بسبب ما لديه من معلومات كونه رجل أمن قديم لكن الحقيقة غير ذلك تماما. الإشكالية التي يعاني منها الأمير نايف ويعجز أن يتخلص منها هي عدم قدرته أن يرى شخصا محسوبا على المملكة من غير آل سعود يكون له مثل هذا الشأن ولذلك يسعى للتقليل من شأنه بقدر ما يستطيع. ومن سوء حظ الأمير نايف أن تحدث مباشرة قبل ظهور الشريط الذي يثبت علاقة بن لادن بالأحداث وكونه في قلب الحدث بل وكونه مرتبط ارتباطا عضويا عميقا بالمملكة. لكن الأمير نايف ناقض نفسه حين زعم في الماضي أنه لا يجيب عن أسئلة حول بن لادن لأنه غير سعودي فكيف يجيب الآن؟

صم بكم لما يجري في فلسطين:

بعد التصريحات الخطابية الرنانة التي صدرت من المملكة أول أيام الانتفاضة تمر فلسطين هذه الأيام بأوقات عصيبة لا يجادل أحد بأنها من أشد ما يمر على فلسطين منذ زمن طويل ومع ذلك لم يصدر عن المملكة شيء حول هذا الموضوع. بالطبع لا يكلف التصريح الخطابي الرنان حكام بلدنا شيئا فلماذا لم يلجأوا إليه كما فعلوا في الماضي؟ السبب واضح وبسيط وهو الرعب من أمريكا التي تريد من كل الحكومات العربية أن تثبت أنها معها وإلا ستلاقي مصيرا أسودا. ولا تزال الحكومة الأمريكية تعتبر الحكومة السعودية مقصرة في كثير من طلباتها رغم أن الحكومة السعودية نفذت كثيرا من هذه المطالب. ويحاول آل سعود تعويض أمريكا في تقصيرهم داخل المملكة من خلال التعاون في السكوت عما يجري في فلسطين.

بوش يسب فهد:

قال الرئيس بوش طبقا لأحد الجرائد اليهودية إنه لا يعترف بالملك فهد كونه حاكم غير منتخب وذلك حين قارنه بالحكومة الاسرائيلية التي تعتبر الحكومة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة. وصدر عن الرئيس بوش هذا التصريح وغيره من كلام سيء بحق آل سعود في اجتماع مع اليهود الداعمين للحزب الجمهوري. ومع أن الإدارة الأمريكية نفت هذا الكلام الذي لم يسجل ولم يصور ألا أنه صدر عن الرئيس بوش فعلا فيما يبدو. والرئيس بوش لا يستغرب عليه صدور مثل هذا الكلام كما لا يستغرب على حكامنا أن يتلقوا مثل هذا الكلام ومع ذلك يعظموا أمريكا ويقدسونها. والحقيقة أن علاقة أمريكا مع المملكة ومع إسرائيل تثير العجب فالمملكة تقدم لأمريكا كل ما تريد من نفط رخيص وتشتري منها السلاح القليل الفاسد بالمال الكثير وتسمح لها بإبقاء قواتها في المنطقة وتنفذ برامجها في احتواء الإسلام في العالم ومع ذلك تنظر لها أمريكا نظرة المقصر في خدمة أمريكا. في المقابل تقوم أمريكا بخدمة إسرائيل وتقدم لها سنويا مليارات الدولارات وتعطيها السلاح بالمجان وتتعهد بدعم معنوي وأمني وسياسي صارم ولا تفتأ تكرر اعتذارها من التقصير في حقها. ترى ألم يكن هذا بحد ذاته-دع عنك الشعور بعزة الإسلام والوطنية- دافعا لحكامنا لإعادة النظر في العبودية لأمريكا.

لم تنفعها الحصانة:

انتشر خبر الأميرة بنية بنت سعود بن عبد العزيز التي اعتقلت في أمريكا بتهمة تعذيب خادمتها. وفي تعليق للسفارة السعودية في أمريكا على الحادث قالت أن الأميرة تتمتع بالحصانة. وقد رد الأمريكان ردا خطيرا حين قالوا إن الحصانة لا يتمتع بها إلا من له صفة عمل دبلوماسي حقيقي مبرر في السفارة. ولعل فعل الأمريكان ينبهنا لسياسة آل سعود المعروفة وهي اعتبار آل سعود أن الدولة كلها ملك لهم ولذلك أصبح كل من ينتمي لآل سعود بالضرورة هو الدولة وتصبح الصفة الدبلوماسية مسألة تحصيل حاصل.

===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م