مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-09-2002, 12:36 PM
عبد السلام البراج عبد السلام البراج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 115
Exclamation السيد ساعة!!!

السيد ساعة


الكل يعرف هوسه، ودليل ذلك الاسم الذي أطلقوه عليه، حتى هو كان معجباً بهذا الاسم لدرجة العشق، وكان لا يرد على من يناديه باسمه الحقيقي!
"السيد ساعة" صاحب الدكان الصغير في زاوية الحيّ تحت المسجد، كثيراً ما هاجم المؤذن وتجادل معه إذا ما تأخر في رفع الأذان لثانية أو لدقيقة، فكان يقيم الدنيا ويقعدها على رأسه، وأيضاً كان يقذفه بكل المحارم والفسوق!
كان صاحبنا يرى كل شيء في عقارب ساعته بل ساعاته؛ فأنت قد تظن دكانه الصغير دكان ساعاتي لكثرة ما ترى فيه من أشكال وصور الساعات والمنبهات! وكم كان طبعه غريباً، كان لا يجيب سائلاً عن الوقت أبداً، فقد كان يثير حفيظته كونك لا تملك ساعة! وكان فطرياً ـ وكأنه مبرمَج ـ يتوقف عن الكلام والبيع والشراء إذا ما صادف ذلك تمام ساعة من الوقت! وإنك لتسأل عن وضعه الاجتماعي، بالطبع لم يكن متأهلاً، وكذلك هو مقطوع من شجرة فقد كان الوارث والابن الوحيد لوالده المنحدر من أصل تركي.
وقد تحسبه لفرط اهتمامه بالوقت من الدهريين، لكنك إذا ما تقربت منه تجد فيه إنساناً دقيق الترتيب قريباً من الكمال في التنسيق، لكنك بالمقابل ترى أنه وحيد، تسليته الوحيدة تكّات الساعات، وفسحة نظره مشهد عقاربها وهي تدور، وهنا ترى كم هو تعيس بمقياس العقلاء أن يكون عاقل يراقب وقته بمثل هذه الجدية! إنه صعبٌ على الإنسان أن يرى في ضوء الشمس حركة كونية فحسب، وأن لا يرى في ذلك فيض نعمة وحياة! وإنه لقاسٍ أن ترى رجلاً تداهمه ساعته وهو يراقب تكّات الساعات كلأنه ينتظر ملك الموت، وإنه لمشجعٌ أن ترى إنساناً يهتم بأموره بتلك الدقة وأن لا يؤذي أو يذكر أحداً بسوء! صعب على الإنسان أن يعيش كالنحلة؛ نوم في وقت محدد، واستيقاظ في وقت دقيق، وطعام في ساعة ثابتة، وعمل لأجل معلوم!
في فجر يوم مشرق لم يرَ المؤذن "السيد ساعة" وقت الصلاة، علم أن في الأمر داهيةً، وفور انتهاء الصلاة ذهب جمعٌ إلى داره، فوجوده بلا حراك ضامّاً ساعته إلى صدره مغمض العينين، وقرب سريره وصيته وأمنيته الأخيرة، وقد جاء فيها: "أترك كل ما أملك لصندوق المسجد بعد أن تبنى ساعة في ساحة الضيعة بجزء منه…"
لقد مشى كل من يقدر على المشي في جنازته، وأحسوا وهم يدفنونه أنهم يدفنون قطعاً من ذواتهم؛ لقد كان "السيد ساعة" رمزاً حياً في نفوس الأطفال كما الشيوخ، ولكن من تأتِ ساعته لا تُرد!!

عبد السلام البراج/ برجا/ 2000
__________________
بالدم أوقّع
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م