مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-03-2006, 03:32 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Exclamation ماذا يجري في الجرايد السعودية ؟

يمنع الكتاب الإسلاميون الجيدون من الكتابة في أكثر الجرايد أو التضييق عليهم والتصرف في نصوصهم، وهو كأخي المنع، بل إن التعقيبات الجيدة التي يرسلها القراء الجادون على ما ينشر في أكثر هذه الجرايد الكثير منه لا ينشر أو يتصرف فيه حتى يفقد قوته وتأثيره.

الصحافة السعودية تميزت خلال عقود كثيرة منذ تأسيسها بعدم تعدي حدود الشريعة الإسلامية، وكان هذا خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو المس به، وتفتخر بهذه المحافظة جماهير المسلمين في هذا البلد، وكان ذلك في وقت كان الإسلام والمسلمون والشريعة الإسلامية ومكتسباتها وإنجازاتها وحضارتها كل ذلك كانت السهام الصحفية توجه إليه في أكثر البلاد العربية والإسلامية، وفي ذلك مخازٍ كثيرة يطول سردها ويحزننا استقصاؤها.



وكان من يريد أن ينال من الإسلام في الصحافة السعودية إنما يفعل ذلك بتعريض وتورية، وتردد طويل، وبإشارات قد تغمض على الكثير، وتستنتج استنتاجاً، وكان كل من يريد إنزال مواد تخالف الشريعة يفكر طويلاً قبل ذلك، وإذا أنزلها خائفاً مترقباً معرِّضاً مُوَرِّياً وُوجه على الأغلب بما لا يسره، ويسارع العلماء إلى الإنكار، والشعب إلى الرفض، وهكذا سار الأمر طويلاً، ولله الحمد.



لكن المتابع للصحافة السعودية من قبل عشر سنوات تقريباً إلى الآن يجد أن المسار السابق لهذه الصحافة قد أخذ في مفارقة ثوابته شيئاً فشيئاً حتى وصل اليوم إلى حال لا تسر، وهذه المفارقة التدرجية لا تخطئها عين البصير لكن أورد شيئاً منها على النحو التالي:



أولاً: السماح لعدد ليس بالقليل من المتحررين من الضوابط الشرعية والثوابت المرعية بالكتابة في عدد من الجرايد السعودية وعرض بضاعتهم على الجمهور، ولئن قيل إن هذا من باب حرية الرأي والتعبير فأقول إن حرية الرأي والتعبير لا يمكن أن تمس ثوابت الشريعة وضوابطها، وضوابط المجتمع، وهؤلاء الكتاب المتفلتون زاد عددهم وكثر غثاؤهم في السنوات الأخيرة على وجه ملحوظ، وفي هذا خطورة كبيرة على الأجيال التي أصبحت تتناول كثيراً من جوانب ثقافتها من الجرايد وما ينقله الإنترنت عن هذه الجرايد.



ثانياً: يمنع الكتاب الإسلاميون الجيدون من الكتابة في أكثر الجرايد أو التضييق عليهم والتصرف في نصوصهم، وهو كأخي المنع، بل إن التعقيبات الجيدة التي يرسلها القراء الجادون على ما ينشر في أكثر هذه الجرايد الكثير منه لا ينشر أو يتصرف فيه حتى يفقد قوته وتأثيره.

ولكل هذا الذي سبق انصرف كثير من الناس عن استقاء الأخبار من الجرايد المحلية، وذهبوا ليتلقفوها من كل مصدر آخر للمعلومات؛ وذلك معلوم مشاهد.



ثالثاً: ما صرنا نشاهده من التفلت الكبير في عرض صور النساء بلا حياء ولا تحرج، ولقد كانت صحافتنا تتحرج من نشر صور النساء، ثم أصبحت تعرض صوراً مطموسة، ثم صارت تعرض صور النساء مموهة، ثم أصبحت تعرضها واضحة جلية بلا حياء ولا حرج ولا خوف إنكار من أحد، وفي هذا تدرج واضح بالمجتمع ليتقبل هذه الفوضى المتفلتة من الضوابط الشرعية والثوابت المرعية.

والعجيب أننا لا نرى إنكاراً جاداً وقوياً من جهة العلماء الرسميين والشعبيين لهذا الذي يحصل.



رابعاً: الزيادة الكبيرة في الملاحق لما يسمى بالفن في الجرايد، والتفنن في إيراد أخبار من يسمونهم بأهل الفن، والتوسع في عرض إنتاجهم، والإشادة بهم وجعلهم قدوة لأجيال هذا البلد، وفي هذا خطورة شديدة على دين وثقافة وتصور أبناء هذه البلد وبناته.



خامساً: التقليل من إيراد الإخبار الإسلامية وأخبار النشاطات في تلك الدائرة، وليس لها ملحق خاص بها في أكثر الجرايد، والصفحات الخاصة بها أكثرها باهت مكرور وليس جذاباً.



وهنا أناشد وزير الإعلام في دولتنا التي قامت على الجمع بين السيف والقرآن، والتي ينادي المسؤولون فيها ليل نهار بأن العقيدة الإسلامية والشريعة هي مستندهم ودستورهم، أناشده الحد من هذه التصرفات التي تحدث في جرايدنا المحلية، فهو مسؤول بين يدي الله تعالى عن ذلك وإن لم يصنع فبماذا سيجيب في ذلك اليوم الرهيب؟!



وأقول لرؤساء تحرير جرايدنا المحلية ما يلي:



إن مسؤولية تثقيف الأجيال مسؤولية عظيمة أنتم مضطلعون بأعباء كثير منها، وهي مسؤولية جسيمة لا بد من التوقف طويلاً إزاءها، ووضع الأسس الصحيحة لبناء هذه الثقافة بما لا يتعارض مع القواعد الشرعية والثوابت المرعية.



إن ما ينشر في جرايدكم أنتم مسؤولون عنه مسؤولية تامة لا شك فيها، فانظروا في حال جرايدكم، ونقوها من كل ما يمكن أن يلحقكم بسببه إثم، وأخرجوا الخبث منها.



تذكروا الموقف العظيم بين يدي الله تعالى يوم لا ينفعكم مال ولا بنون، ويوم تقفون لا مساند لكم ولا شفيع، فبالله عليكم ماذا ستقولون لربكم؟ وبماذا ستعتذرون؟ وهل ستنفعكم مناصبكم وشهرتكم؟ وهل تقبلون أن يُنادى عليكم يوم القيامة بإضلال الأجيال، وتمييعها، وتشويشها؟ وهل تساوي الحياة كلها لحظة من تلك اللحظات الرهيبة بين يدي الله؟ أترك الجواب لكم وأنتم المرجو منكم إن شاء الله تعالى أن تراجعوا أنفسكم وتستدركوا أمركم قبل فوات الأوان.



والآن ما العمل:

تحدثت مع عدد من المشايخ والفضلاء عن كيفية مواجهة ما ينشر من السوء في جرايدنا فأوصى بعضهم بالرد عليه فقلت إن المقالات الهادمة أو التي فيها عوج وميل كثيرة كثرةً فاحشة، وأصبحنا كل يوم نواجه بمقالات كثيرة تفتقر إلى تقويم ومناقشة ، من الصفحة الأولى في الجريدة إلى صفحة الرأي إلى الصفحة الأخيرة ، وأمر كهذا يصعب جدا معه الرد والمناقشة بل تصعب المتابعة ، وأمر آخر مهم هو أن الصحافة المصرية التي أُسست في أواخر القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي على أيدي أشخاص أكثرهم نصارى أو مشبوهون كانت تعج بمقالات شبيهة بما في مقالات صحافة بلادنا اليوم وكانت هناك ردود من قبل علماء وعقلاء وفضلاء فهل أغنت عنهم هنالك ؟ المتابع على مدى قرن وثلث إلى الآن يجد كل محاولات الرد لم تغن الغناء المطلوب بل ولا عشر المطلوب، وازدادت الصحافة المصرية تفسخاً وفسقاً واستقبالاً لأقلام المشبوهين ثم الملاحدة وقت سيطرة الشيوعية الماركسية على مصر في زمان العبد الخاسر، ولله در القائل



ولو كان سهماً واحداً لاتقيته

ولكن سهم وثاني وثالث



وهناك ملاحظة مهمة وهي أن عدداً من الجرائد لا تسمح بالرد أو تورده على غير وجهه أو في غير مكانه أو في غير أوانه فيفتقد إلى حرارة وحماسة المقال المردود عليه ، ثم ما هي القيمة الحقيقة للرد بعد إن تلقى القارئ الجرعات المسمومة وانطبعت في ذهنه أفكار الكاتب المشوشة ؟! ولعل قائلاً يقول : كلموا رؤساء التحرير ، ولا أظن هذا كافياً - وان كنت أرى إن المحاولة جيدة – فقد أرسلت لبعضهم رسالة فلم يحرك ساكنا ولم يسكن متحركا، وبعضهم متعاطف مع ما يكتب.



وأرى والله اعلم أن يتحرك العلماء والمشايخ وطلبة العلم والدعاة والفضلاء للذب عن الإسلام وأهله في هذا البلد ، قبل أن يتسع الخرق على الراقع ويصعب العلاج ، وسماحة المفتى مطالب بعمل شيء ، وكذلك الرئيس العام كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكذلك هيئة كبار العلماء مطالبة بإنزال بيان توضيحي لما يجري في الساحة الثقافية اليوم ، وقد يقول قائل أن هذا حداً من حريات الناس في الحديث والنقاش ، وأقول : هل يسمح لمن هو غير طبيب أن يتحدث عن الطب وينتقد الأطباء ، وكذلك الحال مع المهندسين وسائر التقنيين والفنيين ؟ فكيف يسمح لكل من هب ودب أن يتحدث عن الإسلام ومناهج تدريسه وطرق الدعوة إليه وهو بعيد كل البعد عن الالتزام بأحكامه ، ومعرفة مراميه ومقاصده وفهم شريعته ؟ وكيف تكون هناك لجنة لإجازة المحاضرات في المساجد ، وكثير منها يحضرها العشرات أو المئات على الأكثر وتظل هذه اللجنة تدقق أسابيع طويلة في المحاضر ومادة المحاضرات قبل إجازتها ، ثم يسمح لكل ناعق ان ينعق بما شاء كيفما شاء في جرايد يقرأها عشرات الآلاف ، وبعضها يقرأها مئات الآلالف فهل هذا يعقل يا عباد الله ؟



إن الحد من هذيان المفسدين ومنعهم من الإفساد عبادةً نتعبد الله بها ، فينبغي أن يكون هناك نظام يمنع من النقد الهادم المر للإسلام وأهله بدعوى حرية الرأي وحرية النقاش ، نعم إن حرية النقاش والرأي إنما هي لمن كان أهلاً للحديث عن هذه الأمور ، فاهماً بما يريد الحديث عنه ، ينطلق من نقد واع بناء هادف ، يريد المصلحة العامة أما غيره فلا، ولا بد أن يتحدث العلماء مع أولى الأمر في هذه المسألة المهمة، بل هي في غاية الأهمية لأن إفساد الدين والعقل بمثل هذه المقالات أخطر من إفساد الجسد بتعاطي الفواحش والمنكرات ، لأن المرجو من متعاطي المنكرات أن يتوب ويؤوب لكن قليل من تاب من مرض الشبهة وفساد الفكر وتلويثه ، وإن لم يأخذ ولي الأمر على أيدي هؤلاء المفسدين والمغرضين فإني أخشى أن تصبح جرايد بلاد الحرمين مثل جرائد مصر والشام التي حاربت كثيراً منها الإسلام وأهله جهاراً نهاراً.



وهناك مسألة مهمة لا بد من ذكرها قبل أن أختم تحذيري وبياني وهي أننا اليوم نحارب الغلو والتشدد الذي ظهر في بلادنا أخيرا ، ونفعل كل ما في وسعنا من اجل إيقافه ومحاصرته ، لكن الذي يجري في جرايدنا من التوسع المريع في عرض صور الممثلات وأخبار الوسط الفني الذي يرشح بل يفيض بالسوءات والحرام والتوسع في ذم كل ما له صلة بالمناهج الإسلامية والدعوية ، والتوسع في القدح في علماء الإسلام ورموزه ، والتوسع في عرض آراء المشبوهين والمغرضين الساعين في الأرض فساداً ، والتوسع في عرض آراء الجهال وأرباع المثقفين الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً، والتوسع في إبراز كل السلبيات والسيئات التي تنتج عن التطبيقات اليومية لمختلف الأنشطة الإسلامية التربوية الدعوية والخيرية والإغاثية وغض النظر عن الإيجابيات ، التوسع في كل ذلك يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً وهماً وكمداً ، ونخشى والله أن تبوء جهودنا لتطويق العنف والغلو بالإخفاق وتذهب أدراج الرياح.



والله تعالى المسؤول أن يقشع عنا هذه الغمة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-03-2006, 04:00 AM
مستبشر الساحات مستبشر الساحات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 293
إفتراضي

كلام جيد ...وحقائق كالشمس
__________________
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 13-03-2006, 04:29 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

وزير الإعلام وحاشيته يتحملون وزر هذا التوجه

فكما رأينا هذا الشرخ في الإعلام المقروء لا يمكن أن نغفل الإعلام المشاهد

وكوني دائمآ متفائل أقول : عسى أن تكرهوا شيئآ وهو خير لكم

فربما من حسنات ذلك أن تعرف وتكشف المستور من العلمانيين الذين

يكون أذاهم وتأثيرهم أكبر في الخفاء ...

اللهم عليك بكل من أراد الإفساد في البلاد والعباد
__________________
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 13-03-2006, 07:37 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

لا اظنها فقط في الجرائد بل الاعلام ككل ( بنات الرياض ) والاخرى اظن اسمها ( لرجاء الصانع )

وآخر ندوة وما نشر عنها من حروف مسنونة ومسمومة كفيلة بقتل من يغار في منزله .... على الصامت ...



حسبنا الله ونعم الوكيل ..............................
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 15-03-2006, 02:10 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة *سهيل*اليماني*
لا اظنها فقط في الجرائد بل الاعلام ككل ( بنات الرياض لرجاء الصانع )

وآخر ندوة وما نشر عنها من حروف مسنونة ومسمومة كفيلة بقتل من يغار في منزله .... على الصامت ...



حسبنا الله ونعم الوكيل ..............................

لعل العجلة جمعت بين القصة والمؤلف لبنات الرياض .................. فمعذرة

بينما اليكم القصة الاخرى( ملامح لزينب حفني ) فحسبنا الله ونعم الوكيل .. كما وصلتني مختصرة المعنى متلخصة بما يلي ...



كلمة المؤلف: " ليلت ذاك تكوّن لدي اقتناع بأن الحياة مكتظة برجال من طراز أبي، قادرين على جعل حيوات نسائهم سعيدة، حتى لو كان المال قد جافى حياتهم. منذ ذلك اليوم، غدت فكرة التلصص عادة مستديمة عندي، فكنتُ بين حين وآخر أستمتع برؤية صور الانصهار، أعود بعدئذٍ إلى غرفتي، وأستسلم لمداعبة نفسي، وأغمض عينيّ، متخيلة أني في حضن فؤاد. ثم أصبحت أغضُّ الطرف، أفسح المجال لفؤاد، كي يعبث بحرية أكبر في تضاريس جسدي، وإن ظلّت كلمات الحذر التي تلقيتها من أمي ماثلة في تفكيري، فسرعان ما تطفو على السطح، متى شعرت بأجراس الخطر تقرع بقوة في زوايا عقلي، لتوقظني من كبوتي.


--------------------------------------------------------------------------------

ستزول دهشة من أدهشتهم رواية رجاء الصانع بنات الرياض عندما يقرأون رواية ملامح لزينب حفني. ليس ثمة هدف للمقارنة بين العملين هنا، لكن مقدار الجرأة والقدرة علي الذهاب إلي أبعد مدي، كما في ملامح"، تصدم أي قاريء، خاصة وان جو الرواية هو المجتمع السعودي وشخوصها أفراد منه. وإذا كان عبده خال وتركي الحمد وأحمد أبو دهمان وغيرهم من الأقلام الروائية (الرجالية) قد قدموا جرعات صادمة تدريجية ومتنوعة من داخل صيرورة تطور المجتمع السعودي في القرن العشرين (البادية والمدينة، المرأة والرجل، المرأة القوية مقابل المرأة الخانعة، مجتمع ما قبل النفط مقابل مجتمع النفط، الأصولي مقابل العلماني، المطوع مقابل المواطن العادي، الخ)، فإن الأقلام النسائية وفي السنوات الأخيرة تقدم صدمات غير متدرجة، ولا تحاول الاحتيال علي الموضوع أو النص، بل تواجهه بكل فجاجته وتفاصيله بلا مواربة. ملامح رواية وقائعية لها بداية ولها نهاية، ليس فيها تعقيد ولا فذلكة من نوع خاص أو استثنائي.

وزينب حفني لا تخلق أية أجواء غرائبية في نصها، أو تدفعه للتوهان بشكل يمازج الواقع بالخيال. هنا سردية خطية سمتها الأساسية الغضب والمرارة والرغبة الجامحة في عدم المرور علي غطاء ما من دون كشفه. تحت تلك الأغطية عوالم من التعاسة، والغدر، والوصولية، والقمع الذكوري، والكذب الباهر المنمق. يتبادر إلي القاريء فكرة ان حفني أوقنت بأن المباشرة التي تقدم فيها روايتها تنطوي علي خيال واقعي ربما ما كان ليمر بخاطر كثير من القراء. الرجل في هذا النص هو المنحط الأول من أول سطر وحتي آخر سطر. لكن رغم انحطاطه، هو الكراهية والحب معاً، إذ لا غني عنه. بطلة الرواية تكرهه وتعشقه. تنافسه وتحاول أن تصير مثله، يتساويان في الجشع والوصولية، لكن المجتمع يسامحه، ولا يسامحها. يستمر هو، وتموت هي. لكن وقبل كل شيء، ودفعاً لأي سوء فهم أو سوء تصيد، لا يجب أن يُقرأ هذا النص قراءة متعسفة وكأنه يُطلق حكماً علي المجتمع السعودي بأسره. فكأي عمل فني همه هو موضوعه وأبطاله هم الشخوص الذين يحييهم ويميتهم الروائي أو الروائية متي شاء، ويشكل ملامحهم كما يشتهي. وهو في الآن ذاته يبرع في تصوير شريحة من ذلك المجتمع وجدت نفسها في قلب صيروات اجتماعية وثقافية سريعة الإيقاع، يشكل المال ووفرته والصراع عليه والسباق لامتلاكه عنصراً جوهرياً منها. وهي في المآل الأخير شريحة لا تمثل إلا نفسها ولا يمكن سحبها علي البقية. النص يتربص بما يحدث عندما تضرب صيرورات التحول الاجتماعي الحاد خبطات عشواء وسريعة في طول وعرض الشرائح الفقيرة والغنية. عندها يأخذ الصراع والتسابق علي المال أشكالاً حادة أيضاً. وعندما يعصف السؤال الكبير لماذا أنا فقير، وفلان غني كما عصف بحسين وثريا، بطلي الرواية، كل علي حدة، وكل في منشئه، فإنه يقود المعصوف عليهم إلي النهايات القصوي. واحدة من تلك النهايات هي التصميم علي تغيير حالة الفقر مهما كلف الثمن. بيد أن الثمن في مجتمع محافظ يكون في العادة أضعاف أضعاف ما يكونه في مجتمع غيره. ففي سياق كالسعودي، كيف لفتاة مثل ثريا، ذات النشأة المتواضعة في حي متواضع في جدة وفي عائلة متوسطة، ناقمة علي وضعها الاجتماعي الفقير أن تغير هكذا وضع؟ هل ثمة غير الاحتمال الأكبر وهو الزواج من رجل ثري؟ كيف لها أن تصعد السلم الاجتماعي وفرصها في العمل والدراسة والتنافس الحر محدودة، إن لم تتشبت بفرصتها شبه الوحيدة وهي الزواج. لكن عندما يأتي الزوج علي قياس حسين، الناشئ في واحد من الأحياء الفقيرة في مكة، والموظف الصغير في مؤسسة حكومية، فإن الارتطام القاسي بأرض الواقع يطحن أي أمل بمستقبل مختلف. ليست ثريا وحدها من يتوق لحياة تناظر حياة صديقتها نورا، الغنية والمترفة والتي تعرفت عليها مصادفة خلال مرحلة الدراسة الثانوية، وأدخلتها عالم الرجال والعلاقات الجنسية المفتوحة لكن المحسوبة والتي تتوقف عند الإبقاء علي عذرية الفتاة للحفاظ علي سمعتها مع زوج المستقبل!". فحسين لا تقل تطلعاته وأحلامه بالغني عن أحلام ثريا. وكما هي كانت مستعدة للذهاب لأشواط بعيدة في ذلك السبيل، فإن حسين يفاجئها بأنه مستعد للذهاب أبعد بكثير مما توقعته. يدفعها لأحضان رئيسه في العمل، المعروف بأنه زير نساء وصاحب كأس، بأمل الترقية وتحسين الظرف المهني. وينجح! يقدم حسين زوجته ثريا مع كأس شراب إلي سيده، فيبدأ صعود السلم الذي اشتهاه دوماً. ثريا التي تكره نفسها بعد أن وجدت نفسها في طريق الابتذال التي يرسمها لها زوجها، برجاله وخمره وحفلاته، تعودت هي الأخري علي هذا النمط من الحياة وأحبته. حسين صار نجمه الاجتماعي يتصاعد مع تصاعد ثروته. صار صاحب رأي ومكانة في المجتمع، و رجل أعمال عصاميا يظهر علي شاشات التلفزيونات وينظر للشباب الصاعد حول كيفية النجاح في إدارة الأعمال والاستثمارات. من جدة إلي الرياض إلي باريس ولندن ولاس فيجاس تتوسع استثمارات حسين وثريا ... ويتوسع معها مجونهما المهدف. ثريا وحسين يكدسان أيضا مقتا واحتقاراً لبعضهما البعض يتوازي مع الثروة التي يجمعانها. كل منهما يتهم الآخر بأنه سبب انحطاطه. تتعاظم الكراهية بينهما وتنتهي إلي الطلاق. وقبل ذلك يكون ولدهما الوحيد الضحية الاولي إذ يعيش منطويا منعزلاً، ثم يقرر الوالد تسفيره إلي بيروت لينهي الدراسة الثانوية هناك. يريد حسين أن يهرب من فكرة كونه أباً فاشلا ولئيما، فلا يري سوي إزاحة ابنه عن ناظريه. ثريا المطلقة تسكن فيلا خاصة بها، وتتعرف علي عالم النساء. وبها تقودنا زينب حفني إلي عالم النساء المقموعات، المحاصرات بالذكور الشرسين من كل جانب حرصا علي شرفهن. وهناك في معازل النساء، تجرب ثريا مشاركتهن شهواتهن المحرومة التي تزداد مع توسع رقعة فصلهن عن الذكور. نساء يتجاوزن الثلاثينات والأربعينات ممنوعات من مخالطة الرجال، ومن الزواج أحياناً حتي لا تتفتت ثروة العائلة، يعانين بصمت، ثم لا يجدن سوي مثيلاتهن لتفريغ تراكم الشهوات والحرمان والألم. بعضهن يكره الرجال كالطاعون، خاصة من تعرضن للاغتصاب من الأب أو الأخ أو القريب وهن في سن الطفولة. نندهش من نساء جدة هؤلاء أكثر بكثير من اندهاشنا من بنات الرياض ! لكن ثريا الخبيرة والمتيمة بعالم الرجال لا تستهويها النساء إلا كتجربة عابرة. تتابع حياة بلا بوصلة وبلا ملامح. تحاول معاودة الاتصال بفؤاد، صديقها أيام نزوات المراهقة الأولي مع نورا، وكانت قد عادت صلتها به بعد انقطاع طويل، وقضت معه ليلة من ليالي العمر في لندن. فؤاد المتزوج من إمرأة تقليدية أبقي مسافة بينه وبين ثريا، وعندما صار جداً ودعها وقبلها علي جبينها فقط! بقيت ثريا مع وحدتها وحسب. تقرر ثريا الانتقال نهائيا إلي لندن التي احبتها كما أحبت باريس. كانت دوماً تتطلع إلي هذه المدن وتحلم بها. لكنها اليوم شبه عجوز كبيرة تنام وتقوم وهي تحلم بأن يتصل بها ابنها زاهر الذي تغير من يوم ان عاد من لبنان. أمومتها معه مصابة أيضا، وهو مجروح من أبويه كليهما. زاهر تدين وسافر للجهاد في أفغانستان، وظل يقرع أمه علي نمط حياتها اللاهي. ثريا التي انفض من حولها الرجال والمعجبون والعاشقون صارت وحيدة إلا من خادمتها. حسين ظل نجمه يصعد ويصعد. هو الآخر نقل أعماله واستثماراته في مجملها إلي لندن. هي ماتت بالسكتة القلبية وحيدة في شقتها، هو تزوج سكرتيرته التي في الخامسة والعشرين من عمرها.


--------------------------------------------------------------------------------

لا حول ولا قوة إلا بالله 000 لم نستيقظ بعد من صدمة بنات الرياض حتى تأتينا هذه الصفعة الجديدة والتي سنراها بين أيدي المراهقين وبعدها نتساءل ونتعجب لماذا مآسي مثل نفق النهضة واختطاف الأطفال واغتصابهم أصبحت ظاهرة نقرأ عنها في كل صحيفة تصدر لدينا ؟؟؟؟ لابد من وقفة ولابد من ضابط لمثل هذه الكتب التي ستقع بين أيدي المراهقين وضعاف النفوس وتتلاعب بغرائزهم ومشاعرهم وأفكارهم الندية 00اين ولاة الأمر لابد من رقابة صارمة 00 فنحن أمانة في أعناقهم 0
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م