مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-10-2004, 06:11 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Cool قصة مبكية :




قصة مبكية


النور الذي أضاء حياتي الإشارة حمراء..والطريق مليء بالسيارات.. لم يتبق على الموعد سوى بضع دقائق.. تباً لهذه الإشارة إنها طويلة..ياليتني كنت في الصف الأول..كنت قطعتها.. الثواني تمر بطيئة كأنها دقائق بل ساعات.. أنظر إلى الساعة حيناً وإلى الإشارة حيناً آخر.. أضاءت الإشارة اللون الأخضر..ضغطت على منبه السيارة .. ازعجت الجميع.. تحركت السيارات .. تجاوزت الأول ..كدت أصطدم بالآخر.. قيادتي للسيارة أفزعت من حولي.. حاولت أن أسرع..لكنني لم أستطع.. مضى الوقت..وضاع الموعد..ولم أجد الأصدقاء..لقد ذهبوا.. ***** إلى أين أذهب؟.. احترت في الإجابة .. أطلقت زفرة من صدري .. ياليتني كنت أعرف المكان.. السيارة تمضي بهدوء..انطلقت أفكر..أيقظني منبه سيارة أخرى..نظرت إلى صاحب السيارة بغضب..وأشرت إليه بيدي..على مهلك الدنيا لن تطير..ونسيت حالي قبل دقائق.. قررت أن أقضي السهرة في البيت..إنها فكرة جيده..فابنتي الوحيدة مريضة..ومن الصواب أن أكون قريباً منها.. أوقفت السيارة أمام محل الفيديو..نزلت إلى المحل..اخترت عدة أفلام.. وانطلقت إلى المنزل.. فتحت الباب..ناديت على زوجتي .. أحضري الشاهي والمكسرات.. دخلت إلى الغرفة.."يالها من زوجة معقدة"..الآن ستقول لي:"اتق الله ياأحمد".. لقد تعودت على هذه الكلمات حتى تبلدت أحاسيسي نحوها.. لكنها زوجة مطيعة..طيبة..تشقى من أجل سعادتي.. دخلت ومعها الشاهي والمكسرات..ابتسمت في وجهي.. قالت:لابد أنك سئمت السهر مع أصدقائك وتريد أن تجلس في البيت.. قلت:نعم..تعالي واجلسي..فرحت وهمت أن تجلس.. وقمت أنا إلى جهاز الفيديو والتلفاز.. أرخت المسكينة رأسها وقالت:اتق الله ياأحمد.. وخرجت تجر أذيال الحسرة والهزيمة..
ارتفعت الأصوات في الغرفة..موسيقى..صراخ..ضحكات.. وانطلقت أشرب الشاهي..وأتناول المكسرات..وعيناي قد تسمرتا في شاشة التلفاز.. انتهى الشريط الأول..والشريط الثاني (أشرطة جنسية خالعة).. الساعة تشير إلى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.. فجأة..مقبض الباب يتحرك ببطء.. صرخت : ماذا تريدين؟..لم أسمع جواباً.. انفتح الباب..دخلت ابنتي المريضة.. فاجأني الموقف..سكت برهة ولم أتكلم.. اقتربت مني..قالت لي:اتق الله ياأبي..اتق الله ياأبي.. ثم انصرفت وأغلقت الباب.. ناديتها ولم تجب..انطلقت خلفها..لاأكاد أصدق..هل هذه ابنتي؟.. فتحت باب الغرفة..وجدتها نائمة في حضن أُمها..إنها هي.. عدت إلى غرفتي..أغلقت جهاز الفيديو.. صوت ابنتي يملأ الغرفة..اتق الله ياأبي..اتق الله ياأبي.. قشعريرة سرت في جسدي..تصبب العرق من رأسي.."رغم برودة الغرفة".. لاأدري ماذا اصابني .. ماعدت أسمع إلا صوتها..ولاأرى إلا صورتها.. كلماتها اخترقت كل الحواجز الجاثمة على صدري منذ زمن بعيد.. ترك الصلاة..معاصي..دخان..أفلام خليعة..بلوت.. أيقظتني من الغفلة..تسارعت نبضات قلبي..وألقيت بجسدي على الأرض.. ***** حاولت أن أنام..لكنني لم أستطع.. مضى الوقت سريعاً..صور من الماضي استعرضتها أمامي..ومع كل صورة اسمع صوت ابنتي"اتق الله ياأبي".. وهنا..ارتفع صوت الأذان ..اهتزت جوانحي..ارتعدت فرائصي..رعشة سرت في أطرافي.. "الصلاة خيرٌ من النوم".. ياه..لقد كنت نائماً كل هذه السنين. . توضأت وخرجت إلى المسجد..مشيت في الطريق وكأنني لاأعرفه.. وكأن نسائم الفجر تعاتبني أين أنت؟.. وطيور السماء تقول:مرحباً بالنائم الذي استيقظ أخيراً.. دخلت المسجد..صليت ركعتين.. وجلست أقرأ القرآن..تلعثمت في القراءة..منذ زمن لم أقرأه .. شعرت أن القرآن يخاطبني..يرغبني..يرهبني..يفتح لي أبواب التوبة والنجاة من النار.. {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}.. تمنيت أن استمر في القراءة..لكن المؤذن..أقام الصلاة.. تجمدت في مكاني لحظة ثم تقدمت مع الناس..وقفت في الصف..وكأنني غريب.. انتهت الصلاة..جلست في المسجد حتى أشرقت الشمس.. عدت إلى البيت..فتحت باب الغرفة..ألقيت نظرة على زوجتي وابنتي..كانتا نائمتين.. تركتهما وخرجت إلى العمل.. ***** ليس من عادتي الذهاب مبكراً إلى العمل.. تفاجأ الزملاء بوجودي...وانطلقت عبارات التهنئة ممزوجة بالسخرية.. لم أبالي بما يقولون..تسمرت عيناي على الباب..أنتظر قدوم إبراهيم..زميلي في المكتب .. والذي طالما نصحني.. تحملني كثيراً..وكان يقول لي : إلى متى ياأحمد؟.. وأقول له : غدا ً.. غداً .. فيقول:ولكن الموت يأتي بغتة.. إنه شخص طيب الأخلاق..حسن المعاملة ...... حضر إبراهيم..فقمت من مكاني استقبله..لم يصدق عينيه.. سألني : ءأنت أحمد ؟.. قلت له : نعم .. أمسكت بيده .. أريد أن أحدثك .. قال:لابأس نتحدث في المكتب.. قلت:لا..نذهب إلى الاستراحة.. صمت إبراهيم وراح يصغي لكلماتي.. حدثته بحديث البارحة..امتلأت عيناه بالدموع وابتسم ابتسامة عريضه.. قال لي : ذاك نور أضاء قلبك فلاتطفئه بظلمة المعاصي.. كان يوماً حافلاً بالنشاط والجدية رغم أني لم أنم منذ البارحة.. ابتسامة تعلو وجهي..تفانٍ في العمل.. المراجعون يتجهون نحوي يطلبون مني مساعدتهم.. بعضهم قال لي : ماهذا النشاط ؟.. أجبته إنها صلاة الفجر في المسجد.. مسكين إبراهيم كان يتحمل العبء الأكبر من العمل أما أنا فقد كنت أنام..لم يشتك ولم يتذمر ياله من إنسان..نعم إنه الإيمان عندما تخالط حلاوته شغاف القلوب.. مضى الوقت ولم أشعر بالتعب والإرهاق.. قال لي إبراهيم:ياأحمد يجب أن تذهب إلى البيت فإنك لم تنم منذ البارحة وسأقوم بعملك.. قلت له:حسناً..سأذهب. . نظرت إلى الساعة..لم يتبق على الأذان سوى دقائق..قررت البقاء.. أذن المؤذن فسارعت إلى المسجد..جلست في الصف الأول..شعرت بالندم على الأيام التي كنت أهرب فيها من العمل أثناء الصلاة.. وبعد الصلاة انطلقت إلى البيت..
في الطريق انتابني شعور بالقلق .. ياترى كيف حال ابنتي؟.. شعرت بانقباض لاأدري لماذا ؟ .. أحسست أن المشوار طويل..ازداد الخوف..رفعت رأسي إلى السماء..دعوت الله أن يعجل بشفاء ابنتي.. وصلت إلى البيت..فتحت الباب..ناديت زوجتي..لم أسمع جواباً..دخلت الغرفة مسرعاً.. تنبهت زوجتي لوجودي.. صرخت وهي تبكي : لقد ماتت ابنتي.. لم أتبين ماتقول..اندفعت نحو ابنتي..ضممتها إلى صدري..سقطت يدها نحو الأرض.. جسمها بارد..كذلك يداها وقدماها ..نبضها..أنفاسها..لم أسمع شيئاً.. نظرت إلى وجهها..نورٌ يتلألأ..كأنه كوكب دري.. أيقظتها..حركتها..هززتها.. صرخت أمها : لقدماتت .. وانخرطت في البكاء .. انهمرت الدموع من عيني كأنها أنهار.. تردد في سمعي صوت ابنتي اتق الله ياأبي.. استرجعت .. لاحول ولاقوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وقالت زوجتي : اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها.. اتصلت على إبراهيم..قلت له:تعال فوراً لقد ماتت ابنتي. . ***** النساء في الداخل مع زوجتي يغسلن ابنتي.. نادتني زوجتي..دخلت كي أودع ابنتي الوداع الأخير.. قبلتها على جبينها..عاهدتها على الثبات حتى الممات.. نظرت إلى أمها..همست لي : لاتحزن فقد ذهبت إلى الجنة..هناك سنلتقي..فشمر كي نلحق بابنتنا..ثم قرأت قوله تعالى:{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيءٍ كل امرئٍ بما كسب رهين}.. بكت الأم وبكيت أنا..
صلينا عليها صلاة الجنازة..ثم سرنا بها إلى المقبرة..أنظر إلى الجنازة وكأنني أنظر إلى النور الذي أضاء لي حياتي.. وصلنا المقبرة..المكان موحش..مخيف..توجهنا إلى القبر.. وقفت على شفير القبر..هنا سأضع ابنتي.. أمسك إبراهيم بكتفي"اصبر ياأحمد.. نزلت إلى القبر..إنها دارك ياأحمد..ربما اليوم وربماغداً..ماذا أعددت لهذه الدار.. ناداني إبراهيم : أحمد خذ البنت..وضعتها على صدري..حضنتها..قبلتها..ثم وضعتها على شقها الأيمن وقلت بسم الله وعلى ملة رسول الله..صففت اللبن..سددت كل المنافذ..خرجت من القبر..بدأ الناس يهيلون التراب..لم أملك دموعي.. إنني أدفن اليوم النور الذي أضاء طريقي..





__________________

  #2  
قديم 31-10-2004, 02:55 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Cool الرجل الذي قتل 99 نفسا :


الرجل الذي قتل 99 نفسا


عنْ أبي سعِيدٍ سَعْد بْنِ مالك بْنِ سِنانٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَن نَبِيَّ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ

نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملائكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » متفقٌ عليه. وفي روايةٍ في الصحيح : « فكَان إِلَى الْقرْيَةِ الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها » وفي رِواية في الصحيح : « فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِى، وإِلى هَذِهِ أَن تَقرَّبِي وقَال : قِيسُوا مَا بيْنهمَا ، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أَقَرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ » . وفي روايةٍ : « فنأَى بِصَدْرِهِ نَحْوهَا » .

__________________

  #3  
قديم 31-10-2004, 05:13 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Question تدفعنى نفسى للمعصية :


تدفعنى نفسى للمعصية

أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال : يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي ... فعظني موعظة ..

فقال له إبراهيم : إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ...

ولكن لي إليك خمسة شروط ..

قال الرجل : هاتها ..

قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه ..

فقال الرجل : سبحان الله ..كيف أختفي عنه ...وهو لا تخفى عليه خافية..

فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت الرجل .. ثم قال : زدني ..

فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه ..

فقال الرجل : سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له ..

فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟

قال الرجل : زدني ..

فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه ..

فقال الرجل : سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده ..

فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟

قال الرجل : زدني ..

فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار
... فلا تذهب معهم ..

فقال الرجل : سبحان الله .. وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً ...

فقال إبراهيم : فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها ...

فقال الرجل : سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ..

ثم بكى الرجل ... ومضى .. وهو يقول : أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود ...

(لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

__________________

  #4  
قديم 31-10-2004, 06:50 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


إلى طلاب الشهرة : إليكم نجومية لا تأفل!

قال الراوي :

أعرفه منذ أيام الدراسة ، كان طالبا في المرحلة الإعدادية،

لا يشغل عقله شيء سوى البحث عن الشهرة في أي مجال من مجالات الحياة،

ولذا لم يستطع أن يكمل دراسته فتركها في أول المرحلة الثانوية،

ومضى يهيم في دروب الدنيا ، يجالد نفسه بشكل يدعو للعجب أو للإعجاب بحثا عن نجومية تلفت إليه الأنظار ، وشهرة ترفع من شأنه بين الناس .

غير أنه بعد هذا الجهد المضني كله ، خاب مرة أخرى ، ولم يصل إلى البريق والأضواء الباهرة ، إلا لفترة عارضة قصيرة ، ثم تلاشى حلمه في ذلك المجال ..

قال الراوي :

وباعدت بيننا الأقدار لسنوات ، نسيته خلالها تماما ،

كنت قد سافرت لإكمال الدراسة العليا ، فلما عدت انشغلت بالظروف الجديدة والعمل والأولاد ، غير أن اسم صاحبي عاد يطرق سمعي من جديد بين الحين والحين ، فإذا به لازال كما هو ، يخبط في هذه الحياة ،

بحثا عن شهرة هنا وهناك ، لقد جرب مجالات عديدة ، ولازال يجرب غيرها ..

ولا يزال يدور في حلقة مفرغة!!

وقررت أن اجتمع به ، وأجلس إليه ، وأحدثه ، وأقرع سمعه بما لم يعهد من كلام ، وأقرر في ذهنه معان لم تدر في ذهنه يوما من أيام عمره ..

قررت أن أتسلل إلى عقله من نفس الزاوية التي شغلته كل تلك السنين الطويلة حتى خسر بسببها دراسته ومستقبله ..

وهيأت له لقاء طيبا ، وعشاء فاخراً ، وأعددت في عقلي معان كثيرة ،

وأقبلت بقلبي كله على الله ، ليعينني على هذه المهمة ، ويجعل لهذه المعاني موقعا في قلبه ، فلعل وعسى ،.

وكان لقاء رائعا وصداه أقوى مما توقعت ، ومما قلت له ليلتها :

ألا تزال تحب النجومية حقا أم أنت مجرد مازح تتلهى ..؟!

فانفعل في وضوح وهو يؤكد على جديته في طلب ما يطلب .

فقلت : تعال اضرب لك مثالا أرجو أن يستوعبه عقلك :

افترض معي الآن ، وجود ألف طفل من أطفال الروضة يجتمعون في ساحة كبيرة ، وعلى الرصيف الآخر يجلس عشرة رجال من كبار الشخصيات يتابعون الأحداث التي تمر بهم ..

لو أنك أحببت أن تلفت النظر إليك طلبا لمكانة خاصة لك ،

وأملا في عطاء قريب يصلك ، فإلى أي الجهتين ستتوجه باستعراضاتك أو أعمالك أو مهاراتك :

أإلى أولئك الأطفال وهم الكثرة الكاثرة ، أم إلى أولئك الرجال ذوي المكانة .. !

حين تكون منصفا مع نفسك ، متمشيا مع منطق الواقع ، ستختار أن يلتفت إليك أولئك الرجال رغم قلة عددهم ..!

ولن تخدعك تلك الكثرة الكاثرة ، فماذا ستفعل بإعجاب أولئك الأطفال ، إن إعجابهم لن يقدم ولن يؤخر ، ولا يدفع ضررا ، ولا يجلب نفعاً ..

أليس كذلك ؟؟

تبسم صاحبي وقال : صدقت والله .. هو كذلك ..

قلت له : الحمد لله ..إذن الكثرة لا تعني شيئا في الحقيقة ،

إذا كانت تلك الكثرة غير مميزة ، ولا ينتظر منها عطاء .!

ولا يخشى منها ضرر ، وليست عاقلة أصلا ..

فما يغني عندك أن يصفق لك آلاف الأطفال غير المميزين في الوقت الذي انصرف الكبار إلى غيرك يحيطونهم بالإعجاب والتقدير والتبجيل والإكرام والخطوة والمكانة …

إن واحدا ذا منزلة في الناس أولى عندك بالإجتهاد من أجل كسب قلبه والمكانة لديه من عشرات الآلاف من الأطفال..

لما قد يعود عليك منه من فوائد ..

تلك حقيقة لا يجادل فيها حتى المكابر ..!

حقيقة يطيب لها الصدر ، وينشرح لها القلب ، وتعمل لها الهمم التي تبحث عن الشهرة في دنيا الناس …!

اكتفى بهز رأسه ، موافقا .. وارتسمت على شفتيه ابتسامة كبيرة ..

قلت : والآن أدعوك كي تقف معي وقفة إنسان يحترم عقله ، ويحترم دينه كذلك .. أدعوك إلى أن تفكر فيما سأعرضه عليك تفكيرا جادا ، ولا تتسرع ، ولاتحكم ، حتى تدير الفكرة بإحكام في عقلك ، وقد سلطت عليها أشعة من أنوار دينك العظيم الذي تنتسب إليه ..

ترى كم يساوي واحدا من الملائكة إذا وزن بمجاميع من الخلائق …؟!

وأي الفريقين هو الأكمل والأفضل والأرقى والأنقى والأزكى :

الملائكة أم البشر …؟! وكم عدد الملائكة بالنسبة للبشر ؟!

سأختصر لك ما أود أن أقوله لك ، وأقرر في قلبك :

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

" إن الله إذا أحب عبدا نادى : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء ، يا أهل السماء ! إن الله قد أحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض …"

وإذا أبغض الله عبدا كان بعكس ذلك تماما ..

أعد قراءة هذا الحديث مرة ومرة بشيء من التركيز ،

وأظن أنك ستفهم جيدا ما أرمي إليه ، وما أرغب في أن أصل بك إليه ..

ومع هذا أقول لك بوضوح :

كيف رفضت هناك في المثال المتقدم إعجاب عشرات الآلاف من الأطفال في مقابل إعجاب رجل عاقل واحد ..

فما بالك هنا تعكس المسألة رأسا على عقب .؟؟

مع أن هناك فوارق هائلة بين المثالين ..!؟

لو أنك أمعنت النظر في نصوص الوحي لأيقنت أن الإنسان المقبل على الله عزوجل هو في الحقيقة الأكثر شهرة في الكون بل وفي السماوات أيضا فهو بالتأكيد أكثر شهرة من ألمع نجوم الدنيا قاطبة ..!!

مهما صفقت لهم أكف ( الأطفال الكبار ) ..!!

في الحديث : ليس من موضع شبر في السماء إلا وفيه ملك كريم يعبد الله …!!

مع ملاحظة مهمة جدا :

أن إقبال هذا الإنسان على الله لم يكن في الأصل طلبا لشهرة ، بل هو لم يفكر في المسألة على هذا النحو في حال إقباله ، إنما كان طلبه خالصا لله ، ولو جهله كل من على الأرض ..

بل قد يعرضه ذلك الإقبال في كثير من الأحيان إلى أن يصيح غريبا حتى بين أهله ، لذلك فإن الله سبحانه يكرمه ، ويعوضه خير العوض ، ويعطيه من حيث لا يحتسب كأنما يقول له :

لا عليك . فإذا جهلك أهل الدنيا ، فقد عرفك أهل السماوات العلى يفرحون بك ، ويشتاقون إليك وأنت لا تزال تدب على الأرض ..!

ومن ثم يملأ قلبه غنى من غير مال ، ويرفع ذكره في السماء ، بل ويباهي به الملائكة ، وعند موته تتلقاه الملائكة لقاء الحبيب للحبيب الغائب ، شوقا إليه ، وطربا لمقدمه ، وتزفه زفا إلى الجنة والنعيم المقيم .. !!

وفوق هذا كله يكرمه الله سبحانه في الدنيا وهو حي يدب بين أهلها :

فيوضع له القبول في الأرض فتحبه القلوب المشرقة بنور السماء ، وتدعو له ، وتتأثر بمجرد رؤيته ، ويجعل لكلماته سحرها فإذا هي تهز القلوب السامعة ، وتعيد العقول الشاردة ، وإذا هو مبارك حيثما كان …

قوم كرام السجايا حيثما نزلوا *** يبقى المكان إلى آثارهم عبقا

قال الراوي :

وسكت قليلا أتملى وجهه لأرى مدى تأثير كلامي في قلبه ، فرأيت بشائر تدفعني إلى مزيد من الحديث السماوي الشجي ، لعلي أحرك مزيدا من المعاني في قلبه، فقلت :

أخي الحبيب .. لا أشك أنك عاقل مؤمن محب لله ، ترغب في الجنة وفي رضوان من الله أكبر ..

أرجوك فكر كثيرا في هذه المسألة ..

ولا تخبط بعيدا عن الميدان الذي خلقك الله له ، ولاتشرد بعيدا عن الدائرة النورانية التي توصلك إلى كل الكمالات ، ولاترضى لنفسك أن تبقى مشدودا إلى عوالم الصغار ( ملايين من الأطفال غير المميزين !! يحسبون أنهم يسحنون صنعا !! ) واعلم أن الهوى الجامح ، إذا استحكم بإنسان :

فإنه يغدو إلها متسلطا على صاحبه إذا هو لم يضبطه ويكبح جماحه من أجل الله . تأمل قوله تعالى : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله )) ..

فبالله عليك – لوكنت منصفا – أي الفريقين هو الأهدى سبيلا ، والأقوام طريقا ، والأرقى عقلا ، والأروع مكانة :

الفريق الذي طلب الأدنى ، وقاتل عليه وجاهد في سبيله بحثا عن إعجاب ( أطفال رضع ، وبهائم رتع ..) ..

أم أولئك الذين يطلبون الأعلى دائما ، فيشمرون إلى طلب مرضاة الله سبحانه في كل شؤونهم ، فإذا صدقوا ..

أكرمهم الله بحلاوة إيمان تنسيهم مشقة الطريق ..

فيعيشون سعداء ، ويموتون كرماء ..تحفهم الملائكة حيثما كانوا ..

وتصاحبهم أينما ارتحلوا ، وتتشغل بهم طالما ظلوا مشدودين إلى الله سبحانه ..

ومضيت على هذا المنوال أحدثه ، وأنا أشعر أن الكلمات تتدافع في فمي بحرارة ..

وما راعني إلا أن رأيته قد غطى وجهه بكفيه وأخذ يبكي .. !

وكانت بداية رحلة الهداية له في طريق الله ينافس المتنافسين طلبا إلى العلا..

إنها العلياء تبغي مسلما ..

__________________

  #5  
قديم 02-11-2004, 03:22 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation قصة ملك الملوك والخـــادم ..... (فيها حكمة قوية لا تفوتكم) :


قصة ملك الملوك والخـــادم ..... (فيها حكمة قوية لا تفوتكم)



في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته ...

وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة...

ولكنه كان غير راضي عن نفسه وعما هو فيه...

وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة...

فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت...ونظر إلى مصدر الصوت فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة ...

وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة...

فاستدعاه الملك إليه وسأله:

لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه ...

فرد عليه هذا الخادم:

بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقف ينامون تحته...

وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته...

فلا يهمه أي شئ آخر...مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا...

فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه!!!

فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل...

فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما...

فسأله المكل عن ذلك فقال له "نادي 99 "

فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك؟

فقال له الوزير:

عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير

وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟
فقام الملك من توه وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث...
بعدها وجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس...

بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون...ثم جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية...فوجدها 99 قطعة...

فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما...فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب...

فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية...

وذهب لينام...ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ ...

فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه

بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته...

وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما ...

فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة...ولم ينم جيدا ...وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال...

وعندما وصل إلى عمله ...لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه...

ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ ...بل كان يعمل بهستيريا شديدة...

ويريد أكبر قدر من العمل ...لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة...

فأخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه...وكان في غاية التعجب...

فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء

ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدث أبدا!!!

فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي:

إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله....وعائلته أيضا ...

وكان سعيدا لا شئ ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه

وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به...

ولكن اصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية ...وأراد المزيد...!!!

هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد....!!!

فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه...

العبرة هنا:
أنه لا بأس من طلب المزيد ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد والجري بهستريا

تجعلنا نفقد الأشياء الجميلة التي من الله بها علينا

أو حتى نعمى عنها...فكم من نعم أنعم الله بها على الناس...

وهم لا يرونها ويتطلعون إلى ما عند الآخرين ...

ظانين بأنه ليس من العدل أن يحصلوا على هذه الأشياء وهم لا....!!!

فالله قسم الأرزاق كما أراد وكل مخلوق له رزقه الذي قدر له...وأمرنا بالسعي ...

ولكن السعي الذي يرضى به الله علينا فيبارك لنا في أرزاقنا ويكرمنا بها ...فنرضى فتكون هذه هي القناعة
"الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى.........".

__________________

  #6  
قديم 04-11-2004, 08:58 AM
الوردة الندية الوردة الندية غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: خير بقاع الدنيا .. مكة
المشاركات: 3,058
إفتراضي

لا اله الا الله..
حقا كلمة رائعة.. تنشر السعادة في سائر الجسد...
الحمد الله على نعمة الاسلام ..
اخي النسري بارك الله فينا وفيك وهدانا لدينه وثبتنا عليه .. وجعلناهداة مهتدين ينشرون الخير والنفع اينما ذهبوا... وجعل السنتا سيف حق دائما......
__________________




  #7  
قديم 07-11-2004, 01:24 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و صحبه و بعد :

الأخت ورد المستقبل بارك الله تعالى فيكي وأشكرك على الدعاء وتقبل الله منا ومنك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________

  #8  
قديم 07-11-2004, 04:43 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation الرحيـــــل ..

الرحيـــــل ..


بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم.. لكنها كعادتها تقـــــرأ القرآن الكريم .. تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجـــد رافعة يديها إلى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفـي جوف الليل لا تفتر ولا تمل ..
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عُرفت به.. ومـن أكثر من شيء عُرف به.. لا أؤدي واجباتي كاملة , ولســـــت منضبطة في صلواتي ..
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً منوعـــــــة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو ذا الأذان يرتفع مـــــــن المسجد المجاور .. عدت إلى فراشي .
تناديني من مصلاها .. قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ..
أوه.. بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذن الأول بنبرتها الحنونة هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المـــــــــرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش نادتني : تعالي يا هناء إلــى جانبي .. لا أستطيع إطلاقاً ردّ طلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركــــم يوم القيامة }.
سكتت برهة .. ثم سألتني: ألم تؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغتته ؟
انظري هنداً أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانـــــة وفلانة .. الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له ..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ..
إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟
كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها وأهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..ربما يا هناء الأعمار بيد الله .. وانفجرتُ بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي ســــراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متى ستعيشين ؟ ربـــما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
تصبحين على خير هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذنــــــــي هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنة , مكتوب عليّ البقاء هذه السنة في بيتنا ..
بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهراً هاتفنا أبي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعة..
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..
ركبنا في السيارة .. أمي بجواري تدعو لها ..إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيّع وقتاً أبداً ..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلـــــم بسرعة . قالت الممرضة : إنها في غرفة العناية المركــــــــزة وسآخذكم إليها , إنها بنت طيّبة وطمأنت أمي إنها في تحســن بعد الغيبوبة التي حصلت لها .. ممنــــــوع الدخول لأكثر من شخص واحد . هذه غرفة العناية المركزة .
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظر إليّ وأمي واقفة بجوارها , بعـــد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معها كثيراً .
كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأن الآن والحمد لله بخير كنتُ جالسة على حافة السرير ولامست ساقها فأبعدته عنـــي قلت آسفة إذا ضايقتكِ .. قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم أنتبه أين أنا .. استمرت عيناي في البكاء .. أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا .. دخلت عليّه ابنة خالتي .. ابنة عمتي
أحداث سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته .........
نــــــــــــورة مـــــــــاتت .
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..
يا الله .. أين أنا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان .. تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفّـست عني كربتي .. مـــن
دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدّثني عن الموت والحساب ..
الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمهـا ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي .. دعوت الله أن يثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .
__________________

  #9  
قديم 07-11-2004, 05:41 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking زوجة لا كالزوجات !!


زوجة لا كالزوجات !!
( قصة واقعية )



الإخوة الكرام .. أخواتي الكريمات ..

حدثتني داعية من احدى الداعيات إلى الله تعالى .. عن قصة واقعية مؤثرة .. حدثت في مدينتها في أعز وأطهر مكان ..
وأكتب لكن هذه القصة – بتصرف - والتي يجب أن نأخذها لتكون أمام ناظرينا .. وننقلها لتكون أمام أنظار زوجاتنا .. وبناتنا .. وأخواتنا .. بل وأمهاتنا .. ليكون في ذلك نشر للخير والفضيلة ,, ولتعرف الفتيات .. أن الجمال والسعادة ليست والله بالنقوش والزينة .. ولا بحسن الملبس والمظهر، أو بكثرة المال والبنيان، أو بآخر موضة من الأزياء، أو بمتابعة آخر صرخة في عالم العطور وآخر قصة في عالم الشعر ..
كما أن القصة تؤكد ذلك المعنى العظيم للرجال الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : " الدنيا متاع وخيرها المرأة الصالحة " رواه الإمام مسلم ، أترككم الآن مع القصة – مستعينة بالله تعالى :

إنها امرأة صالحة تقية نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا .. حبيبها الليل .. قلبها تعلق بمنازل الآخرة .. تقوم إذا جنّ الظلام .. لا تدع ذلك لا شتاء ولا صيفا .. طال الليل أم قصر .. لطالما سُمع خرير الماء في هدأة السحر على أثر وضوءها .. لم تفقد ذلك ليلة واحدة .... أنسها .. سعادتها .. في قيام الليل وقراءة كتاب الله .. في مناجاتها لربها .. تهجدها .. دعائها ..
لم تدع صيام التطوع سواء كان حضرا أم سفرا .. أشرق وجهها بنور الطاعة .. ولذة الهداية ..
( تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود )

جاء ذلك اليوم .. نزل قضاء الله تعالى من فوق سبع سماوات .. تقدم إليها من يطلب يدها .. قالوا محافظ .. مصلي .. وافقت على ذلك بعد الاستخارة والالتجاء إلى ربها ..
وكان مما اعتاد عليه أهل مدينتها أن ليلة الفرح تبدأ في الساعة الثانية عشر ليلا وتنتهي مع أذان الفجر ! .. لكن تلك الفتاة اشترطت في إقامة حفل زواجها : " بأن لا تدق الساعة الثانية عشر إلا وهي في منزل زوجها " .. ولا يعرف سر ذلك إلا والدتها .. الكل يتساءل .. تدور حولهم علامات الاستفهام والتعجب من تلك الفتاة !! .. حاول أهلها تغيير رأيها فهذه ليلة فرحها التي لا تتكرر وقبل هذا يجب مجاراة عادات وتقاليد أهل بلدتها .. لكنها أصرت على ذلك كثيرا هاتفة : إذا لم تلبوا الطلب ، فلن أقيم حفل زفاف ! .. فوافق الأهل على مضض ..
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ..

مرت الشهور والأيام .. تم تحديد موعد الزواج .. وتلك الفتاة ما زادت إلا إيمانا وتقوى ، تناجي ربها في ظلمات الليل البهيم .. أنسها وسعادتها كله في الوقوف بين يدي الله .. لذة الأوقات وبهجتها في ذلك الوقت ، الذي تهبّ فيه نسمات الثلث الأخير ، لتصافح كفيها المخضبتين بالدموع .. لتنطلق دعوات صادقة بالغة عنان السماء .. طالبة التوفيق من الله تعالى ..

توالت الأيام .. وذات مساء جميل .. كان القمر بدراً .. دقت ساعة المنبه معلنة عن تمام الساعة التاسعة مساء .. انتشر العبير ليعطّر الأجواء .. بدأت أصوات الزغاريد وضاربات الدفوف ترتفع .. زفت العروس إلى عريسها مع أهازيج الأنس وزغاريد الفرح .. الكل يردد : بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير .. فنعم العروس ونعم ذلك الوجه المشرق الذي يفيض بنور الطاعة وحلاوة المحبة .. دخل الزوج .. فإذا به يُبهر .. نور يشع .. وضوء يتلألأ .. فتاة أجمل من القمر كساها الله جمال الطاعة ونضارة المحبة وبهاء الصدق والإخلاص ..

هنيئاً لك أيها الزوج امرأة عفيفة مؤمنة صالحة .. هنيئاً لكِ أيتها الزوجة ذلك القلب الذي أسلم لله عز وجل وتعبد له طاعة وقربة ..

قاربت الساعة من الثانية عشر .. مسك الزوج بيد زوجه .. ركبا جميعاً في السيارة .. وتقوده كل المشاعر والأحاسيس المختلطة .. إحساس بالبهجة والفرح ، مع ما تغمره من موجة قوية تنقض على أسوار قلبه بشدة .. يشعر بإحساس قوي يخبره بأن هناك أمراً عظيماً سيقع ! .. كأن نورا شاركهم في الركوب .. فلم يرَ بهاء ولا نضارة كمثل هذه الزوجة .. هناك شي ما أسر قلبه وحبه .. يُشعره بأنه حاز الدنيا وما فيها ..
اتجها العروسين إلى منزلهما .. أي منزل يضم قلباً كقلب تلك الفتاة ! .. أي بيت يضم جسدا كجسد تلك الفتاة ! .. جسم يمشي على الأرض وروح تطوف حول العرش .. فهنيئا لذلك البيت .. وهنيئا لذلك الزوج ..

دخلا المنزل .. الخجل يلفّها والحياء يذيبها .. لم يطل الوقت .. دخلت غرفتها التي لطالما رسمت لها كل أحلامها .. كل سعادتها .. كل أمنياتها .. فمنها وبها ستكون الانطلاقة فهي مأوى لها ولحبيبها يصليان ويتهجدان معا .. هنا سيكون مصلاها .. مصحفها .. فكم ستيلل سجادتها ساكبة دموع الخشية والتقى .. كم ستهتز أرجاءها من دعواتها وقراءتها .. كم سيجملها عطر مسواكها الذي لا يفتر من ثغرها .. هكذا أمنيتها وأي أمنية كهذه ! ..

التفتت .. انتقلت نظراتها السريعة بين أرجاء غرفتها التي تجملّها ابتسامتها العذبة متحاشية نظرات زوجها المصوبة إليها .. رفعت بصرها .. فجأة شد انتباهها شي ما .. تسمّرت في مكانها .. كأن سهماً اخترق حناياها حين رأت ما في أحد زوايا غرفتها .. هل حقاً ما أرى .. ما هذا ؟ .. أين أنا ؟ .. كيف ؟ .. لم ؟ ..أين قولهم عنه ؟ زاغت نظراتها .. تاهت أفكارها .. قلبت نظرتها المكذبة والمصدقة لما يحدث .. يا إلهي .. قدماها لم تعودا قادرتين على حملها .. أهو حقا أم سرابا ! .. ها هو ( العود ) يتربّع في غرفتها .. يا إلهي .. إنه الغناء .. بل إنها آلة موسيقية .. قطع ذلك كل حبل أمنياتها التي رسمت لها في مخيلتها .. اغتمَّت لذلك غما .. لا .. استغفر الله العظيم .. اختلست نظراتها إلى زوجها .. هيئته هي الإجابة الشافية ! .. كان السكون مخيماً على المكان .. يا إلهي لم أعد أحتمل .. أمسكت دمعة كادت أن تفلت من عقالها ثم هتفت بحسرة : الحمد لله على كل حال لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى .. أحنت رأسها وقد أضطرم وجهها خجلاً وحزناً .. استدارت إلى زوجها متحاشية النظر إلى ذلك .. مشت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبّلتها الشكوك .. فلازمت الصمت وكتمت غيظها ..
كان الصبر حليفها .. والحكمة مسلكها .. وحسن التبعل منهجها ..
" وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "

وبعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً .. ورويدكِ أيتها العروس.. عليك بالصبر والحكمة وحسن التبعل لهذا الزوج مهما فعل ومهما كان .. فما يدريكِ لعل هدايته تكون بين يديك !! إذا صبرتي وكنتِ له أحسن زوجة ؟! ..

تبادلا أطراف الحديث وهي تبادله بنظرات كسيرة منخفضة .. بادية عليها علامات الارتباك بين قسمات وجهها ما بين خجلها وحيائها وهول صدمتها وتأثرها .. مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك الليل على الانتهاء .. سلب عقل زوجها بهاء منظرها ونور و ضياء وجهها الذي هتف قائلا : ما إن استبدلت ملابسها حتى ازداد جمالها جمالا .. والنور نورا .. ولم أتصوّر أن أجد ذلك من نساء الدنيا ..
دقت ساعة الثلث الأخير من الليل ، حن الحبيب لحبيبه ، فأرسل الله نعاساً على الزوج ، لم يستطع أمامه المقاومة ، فغط في سبات عميق ... لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل مؤكد على نومه .. قامت بتغطيته بلحافها وهي تدعو له بعد أن ودعته بقبلات على جبينه .. انزوت الزوجة عنه جانباً واشتد بها الشوق إلى حبيبها .. هرعت لمصلاها .. و كأن روحها ترفرف إلى السماء ..

يتبــــ زوجه لا كالزوجات ـــــعـــــ....>>>
__________________

  #10  
قديم 07-11-2004, 05:44 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


<<<...ــــتابـــــــــ زوجه لا كالزوجات ـــــع


يقول الزوج واصفاً لحالته : في تلك الليلة أحسست برغبة شديدة للنوم على الرغم من الرغبة في إكمال السهرة ، إلا أن الله تعالى شاء وغلبني النوم رغما عني .. وسبحان الله تعالى ما سبق أن استغرقت في النوم وشعرت براحة إلا في تلك الليلة .. استغرقت في نومي .. تنبهت فجأة .. فتحت عيني .. لم أجد زوجتي بجانبي .. تلفت في أرجاء الغرفة .. لم أجدها .. نهضت أجر خطواتي .. وتشاركني العديد من الاستفهامات : ربما غلبها الحياء وفضلت النوم في مكان آخر .. هكذا خُيّل لي .. فتحت الباب .. سكون مطلق .. ظلام دامس يكسو المكان .. مشيت على أطراف أصابعي خشية استيقاظها .. فجأة .. ها هو وجهها يتلألأ في الظلام .. أوقفني روعة جمالها الذي ليس بجمال الجسد والمظهر .. إنها في مصلاها .. عجباً منها .. لا تترك القيام حتى في ليلة زواجها ! .. بقيت أرمق كل شيء من بعيد .. اقتربت منها .. ها هي راكعة ساجدة .. تطيل القراءة وتتبعها بركوع ثم سجود طويل .. واقفة أمام ربها .. رافعة يديها .. .. يا إلهي .. إنه أجمل منظر رأته عيناي .. إنها أجمل من صورتها بثياب زفافها .. إنها أجمل من صورتها بثياب منامها .. جمال أسر عيناي وقلبي .. أحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني .. لحظات .. رفعت من سجودها ثم أتبعته سلام يمنة ويسرة .. عرفت زوجتي ما يدور في خلدي .. احتضنت يدي بقوة شعرت بدفء يجتاحني بعد أن بادلتني بنظرات محبة وهي متلفعة بجلبابها .. أتبعتها بمسحات على رأسي بيدها الناعمتين وهي مبتسمة ومجتهدة ألا تظهر شيئا ما يختلج في صدرها .. وهتفت في أذني وهي تعبث بالسجادة بأطراف أصابعها بيدها الأخرى : أحببت أن لا يشغلني حبيبي " زوجها " عن حبيبي الأول " تقصد ربها ونعم الحبيب والله " ..
فاجأني وعجبت والله من هذا الكلام الذي لامس قلبي .. فلما سمعت ذلك منها لم أستطع والله أن أرفع بصري خجلا وذلة مما أنا فيه ..

يواصل زوجها قائلا : على الرغم أنها ما زالت عروساً .. إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد .. ولكن كعادتها ، أنسها بين ثنايا الليل وفي غسق الدجى .. كنت في حينها في غاية البعد عن الله أقضي الليالي السهرات والطرب والغناء .. وكانت لي كأحسن زوجة ، تعامل لطيف ونفس رقيقة ومشاعر دافئة .. تتفانى في خدمتي ورسم البسمة على شفتي وكأنها تقول لي بلسان حالها : ها أنا أقدم لك ما أستطيعه .. فما قدمت أنت لي ؟! ..
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك .. تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق .. وكأن الحبيب عائد من سفر سنوات وليس فراق ساعات .. أسرتني بحلاوة وطيب كلماتها وهدوء وحسن أخلاقها وتعاملها الطيب وحسن عشرتها .. أحببتها حباً ملك عليَّ كل كياني و قلبي ..

إحدى الأيام .. عدت في ساعة متأخرة من الليل من إحدى سهراتي العابثة .. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا عزوجل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ " .. وصلت إلى غرفتي .. لم أجد زوجتي .. خرجت .. أغلقت الباب بهدوء .. تحسست طريقي المظلم متحاشيا التعثر .. آه .. كأني أسمع همسا .. صوت يطرق مسامعي ويتردد صداه في عقلي .. أضأت المصباح الخافت .. تابعت بخطواتٍ خافتة .. فجأة .. صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم لم أسمع مثله في حياتي ! .. هزته تلاوتها للقرآن وترنمها بآياته .. يبدو أن هذا الصوت جاء من الغرفة المجاورة .. استدرتُ بوجل .. توجه نظري إلى مكانا خالياً مظلماً وكأن نوراً ينبعث منه ليرتفع إلى السماء .. تسمّرت نظراتي .. إنها يديها المرفوعتين للسماء .. تسلّلتُ ببطء .. اقتربت كثيرا .. ها هو نسيم الليل المنعش يصافح وجهها .. حدّقتُ بها .. تلمّست دعاءها .. يا إلهي .. خصتني فيه قبل نفسها .. رفعت حاجتي قبل حاجتها .. تبسمت .. بكيت .. اختلطت مشاعري .. لمحت في عينيها بريقاً .. دققت النظر إليها .. فإذا هي الدموع تتدحرج على وجنتيها كحبات لؤلؤٍ انفلتت من عقدها .. بشهقات متقطعة تطلب من الله تعالى وتدعو لي بصوت عالٍ وقد أخذها الحزن كل مأخذ .. كانت تكرر نداءها لربها .. ثم تعود لبكائها من جديد .. نشيجها وبكاؤها قطّع نياط قلبي .. خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة .. رحماك يا الله .. رحماك .. رحماك ..
أين أنا طوال هذه الأيام .. بل الشهور عن هذه الزوجة " الحنون " .. المعطاء .. الصابرة .. تعطيني كل ما أريد في النهار وإذا جن الليل غادرتُ البيت وتركتها وحيدة يعتصر الألم قلبها .. ثم إذا عدت من سهري وفسقي فإذا بها واقفة تدعو الله لي ؟! ..
فشتان والله بين نفس تغالب النوم وتجاهدها لإرضاء الواحد القهار .. وبين نفس تغالب النوم وتجاهدها لمعصية الخالق العلام
شتان بين قلوب تخفق بحب الرحمن وتتلذذ بلقائه والوقوف بين يديه .. وبين قلوب تخفق بحب المنكرات وتتلذذ بسماع الملهيات ..
شتان بين وجوه مشرقة تجللهم الهيبة والوقار .. وبين وجوه كالحة ونفوس يائسة وصدور ضيقة ..
شتان بين قلوب حية تمتليء بحب الله وتنبض بالإيمان بالله .. وبين قلوب ميتة تمتليء بعدم الخوف من الرحمن وعدم استشعار عظمته جل جلاله ..

يقول الزوج : في تلك اللحظة العصيبة .. لم أملك إلا دمعة سقطت من عيني .. أحنيت رأسي بين ركبتيّ .. أجمع دمعاتي الملتهبة وكأنها غسلت جميع خطاياي .. كأنها أخرجت كل ما في قلبي من الفساد والنفاق .. ترقرقت عيناي بالدموع بعد أن كانت تشكو الجفاف والإعراض .. لا أدري هل هي حزنا وتأثرا على حالي المشين وحالها أن ابتلاها الله بأمثالي .. أو فرحاً بحالي في هذا الموقف الذي إذا دلّ على شيء فإنما يدل على صلاحها والخير المؤصل في أعماقها .. ربّاه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت ! .. عجبا لتلك المرأة .. ما دخلت المنزل إلا واستبشرَتْ وفرِحَت تقوم بخدمتي وتعمل على سعادتي ما زلت تحت تأثير سحر كلماتها وعلو أخلاقها .. ولا خرجت من المنزل إلا بكت وحزنت تدعو لي ضارعة إلى ربها .. ووالله وفي تلك اللحظة وكأنها أهدتني كنوز الدنيا أحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني وقلبي .. كل ضميري .. كل أحاسيسي ومشاعري ..
وصدق من قال : جعل الإسلام الزوجة الصالحة للرجل أفضل ثروة يكتنزها من دنياه - بعد الإيمان بالله وتقواه - وعدها أحد أسباب السعادة ..

لحظات يسيرة .. ودقائق معدودة .. نادى المنادي من جنبات بيوت الله .. حي على الصلاة حي على الفلاح ..
انسللتُ – بعد ترددٍ - وصورتها الجميلة لا تزال تضيء لي الطريق ..

صليت خلالها الفجر كما لم أصلِ مثل تلك الصلاة في حياتي ..

أخذت ظلمات الليل في الانحسار .. ظهرت تباشير الصباح .. أشرقت الشمس شيئا فشيئا .. وأشرقت معها روحاً ونفساً جديدة

فكان هذا الموقف .. بداية الانطلاقة .. وعاد الزوج إلى رشده وصوابه .. واستغفر الله ورجع إليه تائباً منيباً بفضل الله ثم بفضل هذه " الزوجة الصالحة " التي دعته إلى التوبة والصلاح بفعلها لا بقولها .. وحسن تبعلها له .. حتى امتلكت قلبه وأخذت بلبّه بجميل خلقها ولطف تعاملها .. عندها ندم وشعر بالتقصير تجاه خالقه أولاً ثم تجاه زوجته التي لم تحرمه من عطفها وحنانها لحظة واحدة .. بينما هو حرمها الكثير !! ..
رجع الزوج رجوعاً صادقاً إلى الله تعالى وأقبل على طلب العلم وحضر الدروس والمحاضرات .. وقراءة القرآن ..

وبعد سنوات بسيطة .. وبتشجيع من تلك الزوجة المباركة .. حيث رؤي النور قد بدأ ينشر أجنحته في صفحة الأفق .. من محاضراته ودعواته ودروسه .. فأصبح من أكبر دعاة المدينة المنورة ..

وكان يقول ويردد في محاضراته عندما سُئل عن سبب هدايته : لي كل الفخر أني اهتديت على يد زوجتي ولي كل العز في ذلك ..
فصدق رب العزة والجلالة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م