إلهي أشعل قناديل أُنسي بك

[رشيدة القيلي]

إلهي أشعل قناديل أُنسي بك
رشيدة القيلي

نحلة الروح ترعى في مروج الأسى 00
تسترحق زهرات الوهم 00
وتستعذب زخات الأماني 00
وفراشة الوجدان تحوم حول الحمى 00
توشك أن تقع في هاوية الاضطراب 0
* * *
لا ( عتيد ) تعتد به الحواس وتعمل حسابه 00
ولا (رقيب) تخشى رقابته عصابات الشتات المسافرة في وهاد الضلوع0
ظلمات الحيرة ناهزت على إعادتي إلى قماطها00
وثورة السخط راودتني عن نفسي لتنصب من نفسها قائدة لجحافلها المتمردة
مفازات الحنايا تشهد احتشادا لوحوش العبث 00
وأنا ؟ من أنا ؟؟ مخلوقة مسلوبة الإرادة 00
مجبرة على أن أطعمها خبز نقائي ، وإدام صفائي
واسقيها رحيق روحانيتي0
* * *
حينما اشتدت حمى الوجد 00
طرقتُ بابك - يا إلهي - أرجوك لطفا و رفقا فلم تخليت عني ؟؟
ــ هل لأن طرقاتي على بابك كانت كاذبة كاذبة كاذبة ؟
ــ أم لأني طرقت بابك بعضلات ذراعي وليس بنبضات قلبي ؟؟
أم أنك تخليت عني :
ــ لأن هداك مد إليّ حبل النجاة
لينتشلني من طوفان اعتقادي بأنني صرت أكبر من الخطأ ؟
واصبحت فوق النقيصة ؟؟
فتكبرت على عروتك الوثقى وقلت :
( سآوي إلى جبل يعصمني)؟؟
أم هل تخليت عني يا رباه :
ــ لأنني عشيت عن ذكرك ، ونسيت وصلك ووصالك ؟؟
فقيضت لي شياطينا من الشر ..
يجالدونني لأسبّح بحمدهم وألهج بذكرهم ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
* * *
إن أكن قد أشركت بك شيئا
فما فعلته عن إدراك أو عمد أو إصرار
وأنت تعلم من نفسي أكثر مما أعلم .
فإن كنت يا ربي قد استغنيتُ في لحظة وهن
عن الاعتصام بحبلك
فما فعلتُ ذلك تكبرا ولا عصيانا
ولكن غفلة ونسيانا،
وها أنا ذي أدني قلبي منك خاضعة ضارعة متلهفة.
فأشعل فيه قناديل الأُنس بك
ويا رباه 00
قصوري كمّله بتجاوزك
وغروري جندله بعفوك
وغفلتي أيقظها بأناتك
وعاطفتي رشّدها بحلمك
فلا يكن لي منصرف عن النحيب المتوسل لرحمتك
ولا ملاذ لي سوى تلمس السبيل الموصل إلى غفرانك
ولا ملجأ لي من فراري منك سوى كري إليك
أحمل بيدي فؤادي باقات التذلل والخضوع والاستغفار 0
فهلا رحمتني ؟ وهلا هديتني إلى ما هو اقرب رشدا ؟؟
آميــــــــــــــــــــن