(عصفور في قفص)..شيء ما
ما أخشاه ..أن أكون كذلك العصفور الذي اقتنيته أو أقتناني ،فأنا تعلقت به منذ اشتريته ،كنت أحادثه واتكلم معه وهو في قفصه ، يفر لي لا يخاف ، أصبحت ألفة حبيبة بيني وبينه،هو رضي بالماء والحبوب وطلتي عليه كل حين .نسي الأشجار و الثمار والفضاء وباقي العصافير .وضعته يوما على نافذتي حين كنت كعادتي أحدثه عن الدنيا حولي..عن باقي العصافير التي تطير بكل الأنحاء مغردة فاردة أجنحتها في الفضاء الرحب مطمئنة ،أحسست أنني أثرت فيه شجونا كان قد نسيها منذ اشتريته ، تركته حيث كان و نسمات الليل تداعب ريشه الملون الجميل ،صدح بالغناء..كان صوته أجمل مما كان.. لحنا جديدا أشجاني ..وحلق بي الى دنيا الأحلام البعيدة فغفوت على أنغامه. صحوت من النوم..وأشعة الصباح تستنهض الدنيا في لحظات الشروق ، لم يكن في القفص..لم أره..قمت مسرعة إليه..كان ممددا في قاع القفص بلا حراك..نظرت للأفق البعيد عبر نافذتي ..وبدا البحر قريبا جدا مني ..تأخذني أمواجه المتلاطمة لأبحث عن شطآآآنه…أأكون مثلك يا عصفوري..قابعة في قفص الوحدة لا ابحث عن شيء سوى روحي وأتطلع من خلف قضبان هذه الوحدة لفجر بعيد..ثم..
انتهى.
|