و رغم بقاء الاديان السماوية التي سبقت الاسلام / اليهودية والمسيحية / والوضعية كالهندوسية والبوذيوية ومن تلاهم ... الا ان هذه (الاديان بصورتها الحديثة لاتعالج شؤون الحياة معالجة كريمة ولا تقدم الاجابات الشافية للانسان في مختلف نواح الحياة و اقتصرت في تعاملها مع البشر من اتباعها على ناحية ما يسمونه هم بشؤنه / الروحية / وتحولت بالتالي هذه الاديان حقيقة الى ( شركات نهب وابتزاز كبرى للانسان المقهور ) وخاصة [بابوية بطرس ] في روما : التي ( تعتبر اليوم اغنى مؤسسة في الدنيا قاطبة وتملك عدد كاف من / الترليونات / من الدولارات ..!!!! وهي اغنى شركة استغلال بشرية مالية حقيقية صرفة لمص دم الانسان المعذب في العالم لاغير ) مستغلة بشكل لئيم لايقبله من يملك ذرة من تقوى ... صراخ هذه الارواح وخواءها جوعها وظمئها وحاجاتها للعدل والكرامة وفق القوانين الالهية التي تناسب الفطرة التي فطرها الخالق عليها .
وعليه وبناء على ما تقدم فاننا نرى ان العقائد التي تناولت معالجة شؤون الانسان في القرن العشرين وقدمت له الاجوبة عليها كانت ثلاثة فقط هي : الشيوعية والراسمالية والاسلام ...ونحمد الله على ان الاولى.... قد اندثرت الى غير رجعة وبقيت المعركة الفاصلة الان بين المظهر الاخير الخادع للراسمالية : اي الديمقراطية مع .. الاسلام ...وهنا في الرسم المرفق نشرح باختصار كيف نظرت هذه العقائد الثلاثة الكبرى ... للانسان والكون والحياة ..... هذه الجملة :[
(العقيدة) :هي الفكرة الكليّة عن الكون والانسان والحياة وما قبل الحياة وما بعدها وعلاقتها بما بعدها.] من وضع المجتهد الفقيه مجدد فكر الامة وعلمها في القرن العشرين الشيخ تقى الدين النبهاني رحمة الله . في معرض حديثه ونظرته عن وجهة نظر الاسلام في الصراع الدائر بين العقائد التي سادت القرن العشرين ....
والرسم المرفق هنا هو للتبسيط و ملاحظة الفوارق في نظرة هذه العقائد الثلاث واتفاقها واختلافها ....
..............................: ماقبل === (الكون ومنه الانسان والحياة والعلاقة بينهما ) === ما بعد
..............................: الله ======== الكون والانسان والحياة ========== يوم القيامة
الاسلام يقول ............ : نعم ============== نعم ================ نعم
الديمقراطية تقول.........: نعم ============== لا ================= نعم
الاشتراكية قالت ........ : لا =============== لا ================= لا
وهكذا نفهم بسهولة هنا كيف نظرت هذه العقائد الثلاث لمفهوم الخالق وهو الله سبحانه الذي .. تتفق في وجوده الديمقراطية والاسلام ...وانكرته الشيوعية... و كما تتفق الديمقراطية والاسلام ايضا باليوم الاخر ووجوده ... ايضا بينما انكرته الشيوعية ...ولكنهما كما هو واضح ايضا مختلفتين في التشريع / حين يعتبر الاسلام مثلا ان التشريع لله في الحياة وهو الذي انزل رسول بالهدى ودين الحق بينما قال العلمانيون الراسماليون : (الديمقراطيون ) : ان الله موجود.... ولكنه يبقى : ( خارج البرلمان) ! (وغير مسموح له بالتشريع ) ! قبحهم الله انئ يؤفكون... وكذلك رفضت الشيوعية بطبيعة الحال اي علاقة لله ...بالحياة والكون وتنظيم شؤون الانسان بها .
ونضيف لكم هنا مثلا بسيطا اخر عن نظرة الاسلام : للمفاهيم السائدة والسلوكيات الناجمة عنها والافكار المؤصّلة لها سواء كانت قديمة او استجدت لسبب من الاسباب ....
شرب : سلوك
الخمر : مفهوم
حرام : فكر
و تعليل ذلك ان الله تعالى قد اخبرنا عن طريق الرسل والكتب ان الخمرة حرام في الحياة الدنيا وسيعاقب شاربها يوم القيامة . وهذا مثال حي بسيط لنظرة العقيدة / الدين / اي الاسلام .
بينما الخمرة / حلال / لايعاقب عليها الله في الدنيا / هكذا تقول الراسمالية اي الديمقراطية/ ولا جواب عندهم عن /اليوم الاخر . لان مفهومهم عنه ناتج عن تصورات بشرية وضعها أناس/ بشر /... عاديون لتناسب جشع الانسان وظلمه لاخيه الانسان , و نمو الراسمالية البرجوازية البسيطة وتطورها اليوم الى الراسمالية متعددة الجنسيات حاليا !
خذ مثلا جديدا مثلا عن شركات البيرة / الجعة / في المانية مثلا تساوي حوالي 16 مليار $ اي اكثر بكثير من الناتج القومي الحالي لما يزيد عن عشرة دول مسلمة تقريبا ! كلمة واحدة هي الجعة !!!! .ومما يجدر ذكره هنا ان هذه الشركات ( Lowenbrau ) اصبحت لها فروع للانتاج في القاهرة نفسها ...!! وتعلن عن الجعة...( التي لايسمح لهم حتى بانتاجها في المانية نفسها بسبب نسبة الكحول في الجعة البالغة 8 % !!! )... في وسائل الاعلام المصرية او التونسية ليل نهار ..... !!! لاحظ الغلاف الاخير لاي مجلة مصرية اليوم (روزاليوسف مثلا ) ؟
وهذا مجرد مثل بسيط ...لمسالة تمس طريقة اشباع حاجة عضوية واحدة من حاجات الانسان وغرائزه(الشرب ) يمكن ملاحظة الفارق بين هاتين العقيدتين المتصارعتين حاليا على قيادة البشرية... و ذلك في ملاحظة تاثير العقيدة في واقع الحياة و جملة المفاهيم الناتجة عنها وتاثيرها في الانسان ومحيطه ويبرز بكل وضح وجلاء الفرق بين العقائد البشرية التي تستهلك الانسان وتحوله لمجرد رقم مستهلك خاضع لرغبات اصحاب المال ونزواتهم ... وبين الاسلام الضامن للحاجات العضوية والغريزية المستودعة فيه واشباعها وتنميتها ورعايتها بما يناسب الفطرة التي اوجدها المولى فيه وصيانة كرامته ونفسه الانسانية من التحول عبدا و أداة لنزوات الشياطين المستكبرين ....
و ختاما....فاننا ندعوا المولى عز وجل ان يكرمنا ويوفقنا للعمل على اعادة السلطان للامة و استئناف الخلافة و اعلان خليفة للمسلمين جميعا على نهج رسوله الامين وان نعيش هذا اليوم ان شاء الله قريبا ونستعيد به ومعه عزة الاسلام واهله وما ذلك على الله بعزيز
[
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ] ...اية (21) يوسف
________
ابو نعيم
حركة المستضعفين في الارض
المانية الموحدة
20/ 3 /2005