دولة سكانها 400 مواطن *****تحكم 700 مليون

[أحمد ياسين]

بقلم: عبدالله بوفولة



الفاتيكان من الداخل تحقيق نشره ولهم بيتورف مراسل المجلة الألمانية "جيو" يلقي الضوء على جوانب غير معروفة عن الحياة الداخلية لقلب الكنيسة الكاثوليكية. يقول هذا المراسل:"اخترقت ساحة القديس بطرس المحاطة برواق أعمدة بيرنيني في وقت لم تكن الساحة قد امتلأت بالسواح بعد. مررت باحدى النافورتين اللتين انتصبت بينهما مسلة وسط الساحة تماما. تضرب وجهي قطرات الماء التي تحملها الريح الصباحية.



كان مرافقي ينتظرني أمام الواجهة الرمادية لل"بالاتسو" التي شيدت في بداية القرن السادس عشر بأمر من الكاردينال رافائيل رياغريو . ومند عام 1566 أصبحت" البالاتسو" مقرا للادارة الكنسية التي كانت تسمى سابقا " الادارة المقدسة لشؤون التفتيش الروماني العام". وفي الوقت الحاضر اصبحت تسمى" الادارة المقدسة لشؤون التعلينم الديني" أو " الادارة المقدسة" فقط. الا انها ما زالت تخدم الهدف ذاته الدي أنشأت من أجله ذات يوم محاكم التفتيش( كلمة" التفتيش" كانت تعني" الاستجواب" لمعرفة طريقة تفكير الانسان). تحافظ الادارة على نقاء التعاليم الدينية وتستأصل أي شكل من أشكال الهرطقة. ومن واجبات الادارة أيضا تشخيص ومعالجة" الظلال" الدي يظهر أحيانا في الكنيسة واللاهوت الكاثوليكي. وكما أخبرني مسؤول الادارة فيما بعد فانها يجب أن تقمع الأفكار الخطرة التي تهدف الى اثارة البلبلة في عقول المؤمنين".

تحت قبة" الادارة المقدسة"

انتابتني مشاعر غريبة حين مررت مع مرافقي تحت قوس بوابة سان اوفيتسيا. لقد نشات في بيئة بروتستانية في توريغا وهي منطقة تقع بين قارتبورغ وكوبورغ حيث كانت الحركة الاصلاحية قوية بصورة خاصة. وعلى العكس من مارتن لوثر فانني لا أؤمن بأن البابا الروماني هو تجسيد لصورة عدو المسيح. ومع دلك فان من ينشأ في هيلدبورغ هاوزن بمنطقة قيرا منذ الطفولة يكون متشبعا بعدم الثقة بكل ما هو كاثوليكي. ولكن الكاثوليكية نفسها بزعامة بابا روما البولوني الاصل تشعر اليوم بثقة بالنفس لم تعهد مثلها من قبل، بالرغم من ابتعادي الكامل عن الكنيسة فقد كنت اهتم دائما بالقضايا الجديدة المتعلقة بمعتقدات الناس واستعدادهم لتصديق كل ما توحي به الكنيسة اليهم. ولذلك فقد سررت كثيرا للفرصة التي سنحت لي بفضل صديق متنفذ لرؤ ية الفاتيكان من " بطانتها "، كما يقال، والالتقاء شخصيا بعدد من الشخصيات الرئيسية في السلطة الكاثوليكية العليا. فأي اغراء أكبر من يتغلغل شخص غير مؤمن داخل الجدران التي ما زالت تضم الكثير من الألغاز؟

آخر الملكيات المطلقة

لا تزيد مساحة هده الدولة عن نصف كيلو متر مربع. تشمل هذه المساحة الفضاء الممتد بين ساحة القديس بطرس والجدار العالي المشيد حول هضبة مونت فاتيكانو وحدائق الفاتيكان. وتكفي عشر دقائق لاختراق ساحة القديس بطرس والصعود الى قمة الهضبة. ولكن الامبراطورية التي تحكمها هذه الهضبة لا تغيب عن أراضيها الشمس أبدا. ان المدينة الدولة- الفاتيكان- هي آخر الملكيات المطلقة على الأرض. والبابا الروماني هو حاكمها المطلق. وبصفته رئيسا للسلطة الدنيوية فان البابا يحكم 400 مواطن من الفاتيكان اختارهم رعية له وهم كبار موظفي المجمع، بالاضافة الى أفراد حرس البوابة. اما بصفته رئيسا للادارة الكنسية فانه يحكم 700 مليون كاثوليكي في القارات الخمس. ينفذ الفاتيكان بصورة مصغرة جميع وظائف الدولة ذات السيادة. فهذه الدولة تمتلك قوات مسلحة يبلغ عددها 80 شخصا وجندرمة خاصة بها يقوم أفرادها بأعمال حراسة المباني وتنظيم المرور حول كنيسة القديس بطرس والقصر الرسولي. وتعني الجندرمة كذلك بأن لا يقف الغرباء سيارتهم في باحة بيلفيدير الشهيرة والتي كانت تنمو فيها ذات يوم اشجار النخيل وتحولت اليوم الى موقف لسيارات موظفي الفاتيكان رمزا" للمعاصرة" التي لم ترحم حتى المقر البابوي. يفضل الكثير من اهالي روما الاستفادة من خدمات بريد الفاتيكان الذي يؤدي وظيفته بأعلى درجة من الدقة.

ويصدر الفاتيكان طوابع بريدية خاصة. وعلى مسافة ليست بعيدة من بوابة القديسة آن يقوم سوق مركزي( سوبر ماركت) يستطيع موظفو الفاتيكان أن يشتروا فيه بأسعار مخفضة احتياجاتهم من معجون الأسنان الى التلفزيونات الملونة. ويباع البنزين في محطة وقود الفاتيكان أرخص بمقدار الثلث عن سعره" خارج الجدار". والسيارات التابعة للفاتيكان لها أرقامها الخاصة التي تحمل حروف scv( وهي مختصر التسمية الرسمية للفاتيكان).

ولكن محبو النكتة من أهالي روما يقرأون هده الحروف على هواهم وبالشكل التالي: se christo vedesse أي :" لو ان المسيح رأى ذلك". في الساعة السابعة صباحا يبدأ يوم العمل بالنسبة ل 1600 موظف ديني( قساوسة ورهبان) من موظفي المجمع و 1500 موظف مدني في مؤسسات الفاتيكان، وجميع هؤلاء بلا استثناء هم مواطنو الجمهورية الايطالية. والى جانب "الادارة المقدسة" التي تتخذ من قصر سانت أوفيتسيو الضخم مقرا لها، هناك أيضا تسع ادارات أخرى تؤدي وظيفة تشبه مهمات الوزارات وتخضع للسلطة الكنسية العليا. ومن بينها ادارات شؤون التعاليم المقدسة والعبادة وشؤون رجال الدين وتنصير الشعوب و التعليم الكاثوليكي وشؤون الكنائس الشرقية وشؤون التشريعات الدينية. وجميع هذه الادارات تقريبا تتخد مقرات لها في مبنيين يقعان خارج حدود الفاتيكان مقابل ساحة القديس بطرس، وكانا قد شيدا في الثلاثينات من قبل حكومة موسوليني. يترأس كل ادارة كاردينال من أعضاء المجمع ويسمى بالرئيس prefectus وهي تسمية كانت تطلق على رؤساء المؤسسات الادارية في الامبراطورية الرومانية القديمة.

وكما كان الأمر في تلك الامبراطورية، فان الوظائف في الفاتيكان اليوم تنقسم الى درجات: الوظائف العليا، الوظائف الدنيا من الدرجات الاولى والثانية والثالثة، والمرافقون من الدرجتين الاولى والثانية، والمساعدون من الدرجتين الاولى والثانية والكتبة من الدرجتين الاولى والثانية. ان جميع الموظفين باستثناء صغارهم وجميع السكرتيرين والمرافقين والمساعدين يحملون مرتبة رجل دين. ويمكن للموظف المدني أن يصل الى سلم التدرج الوظيفي الى درجة كاتب فقط وهي وظيفة صغيرة من الدرجة الثالثة تتصل بأعمال المحاسبة أو الملاحظية الفنية. أما عدد الراهبات في الادارات فقليل جدا وهن يقمن عادة بأداء وظائف كاتبات الطابعة وعاملات البدالة.

درجات السلطة

يرتفع المصعد الدي يشغله عامل يرتدي زيا خاصا الى أعلى شرفة تقع فوقة شرفات رافائيل. ينتصب هنا نصفان للكرة الأرضية ارتفاع كل منهما ستة أمتار، بينما رسمت على جزء من الجدار خرائط ضخمة تمثل فرنسا واسبانيا وايطاليا وفلسطين. واد يمر الزائر عبر أرضية من المرمر ليقترب من مقر وزارة الخارجية يشاهد على مدخله صورتان للقديسين بطرس وبولس يتطلع أحدهما نحو الآخر متأملا. وعلى الجانب الآخر من الشرفة تقع مضاجع البابا. ومن الجانب الرابع لقصر تبدو المدينة الخالدة بقبابها المتعددة، وعندما يكون الجو رائقا تظهر في البعد الجبال الالبانية الشبيهة بوسادة ناعمة تسند روما اليها رأسها كل ليلة. المدينة والكرة الأرضية. المدينة التي كانت ذات يوم مركز العالم والتي ما زالت تعتبر كذلك بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية. المدينة وامبراطوريتها: في قاعة وزارة الخارجية يشاهدة الزائر نصفين آخرين للكرة الأرضية وبأحجام أكبر: قارات ذات لون بنفسجي تظهر عليها الانهار والبحيرات الكبيرة، ولكن الحدود بين الدول لا يكاد المرء يميزها، فالدول ما هي الا وحدات ادارية ومقاطعات.أجل، فالفاتيكان لا يرى في الكرة الأرضية الا 57 مطرانية و 1830 اسقفية و 97 مؤتمرا قوميا للاساقفة.

حتى يوم القيامة

كانوا قد سمحوا لي بالتنزه في حدائق الفاتيكان. توجهت نحو نافورة النسور، حيث يطل اله والهة البهجة على الحوض البيضوي. لم يكن في جسديهما الملتمعين أشعة الشمس أي دليل على العفة..

ان مبدأ الكنيسة الكاثوليكية الشمولي حول دورها كممثل عام ووحيد لجميع الناس والاعراق والشعوب ينطبق انطباقا كاملا مع الافكار التي كان يلتزم بها الاباطرة الرومان في سياستهم. الكنيسة كامبراطورية عالمية، والامبراطورية العالمية هي الامبراطورية الرومانية التي تستمر في الوجود عبر الكنيسة التي يقودها حاكم عام أعلى. لقد أثرت هذه الفكرة أكثر من غيرها من الأفكار والمبادىء على التاريخ الفريد للكاثوليكية، وبفضل هذه الفكرة بالذات استطاعت الكنيسة الرومانية ان تصمد أمام كل الانشقاقات والأزمات والمروق. سألت كازارولي عما اذا كان بالامكان مقارنة العقيدة الداخلية لخدم المجمع بما ذكره المؤرخ الانجليزي ادورد غيبون قبل 200 سنة في كتابه الشهير" تاريخ سقوط وانقراض الامبراطورية الرومانية" عن طريقة تفكير الباني الاعلى وكهنته قبل ظهور المسيحية. وكان غيبون قد كتب ما يلي:" لقد دخلت الشكوك مند زمن بعيد الى رؤوسهم وقلوبهم عن الدين الذي اعتادوا عليه. ولكن التقاليد والنظام السائد كانت تجعلهم يستمرون على الايمان به. وهكذا كان الرجال المختارون يرتدون في الأعياد أزياءهم ويتوجهون نحو الأصنام القديمة ارضاء لجوع حشود الناس الى المعجزات والسحر لمعرفتهم لأنهم لو عجزوا عن اشباعهم فانهم سيتحولون الى أنبياء آخرين". يعدل الاسقف نظارتيه ويقول بلهجة انتصار:- ولكن اولئك " الآخرين" لم يكونوا الا المسيحيين. لقد حقق المسيحيون هدفهم لانهم آمنوا بقضيتهم. وهذا الايمان لم يتزعزع حتى الآن.

[عربي سعودي]

له تأثير ديني كبير لكن تأثيره السياسي شبه منعدم

شكرا على نقل المقال

[أحمد ياسين]

المشاركة الأصلية بواسطة عربي سعودي

له تأثير ديني كبير لكن تأثيره السياسي شبه منعدم

شكرا على نقل المقال

انت مخطئ يااخي عربي سعودي في التقدير
شكرا على الاطلالة

[عربي سعودي]

المشاركة الأصلية بواسطة أحمد ياسين

انت مخطئ يااخي عربي سعودي في التقدير
شكرا على الاطلالة

لكن كيف يكون لهذا الكاهن تأثير فعال ؟ .. تأثير الكنيسة على السياسات الغربية تقلبت و الآن صارت المصالح و رؤوس الأموال هي من يوجه الدول الغربية و الدول الكبرى أيضا

[المصابر]

معظم دول الغرب تتخذ الصليب راية لها .

[أحمد ياسين]

المشاركة الأصلية بواسطة عربي سعودي

لكن كيف يكون لهذا الكاهن تأثير فعال ؟ .. تأثير الكنيسة على السياسات الغربية تقلبت و الآن صارت المصالح و رؤوس الأموال هي من يوجه الدول الغربية و الدول الكبرى أيضا

انت في اي قارة تسكن يااخي
بل في اي كوكب
الم تسمع عن صدام حسين
من كان اول الملتقين به
الم تسمع بالاغاثة
اسال عن اللاجئين
الم تستمع بالصفقات التي تحدث في اطلاق الاسرى والمعتقلين
انت في اي كوكب يارجل
اسال باكستان
واسال افغانستان
واسال الجزائر
واسال تركيا
واسال ايران
وسال العراق
وسال الشيشان
وسال دول افريقيا عن اخرها
ووووووو
عند حدوث كارثة ما
اليسوا هم اهل الاغاثة
يامغيث اغثنا من فهم عربي سعودي

الاخ المصابر شكرا على الاطلالة الخاطفة