مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-05-2002, 06:39 PM
أثير أثير غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2002
المشاركات: 3
إفتراضي حروه

حــــــــــــــــــــــروة

بقلم عبدالله العطوي - تبوك (الحقوق محفوظه)

بالرغم من ان البدو يتمتعون بصفة النخوة والتكاتف فان حياتهم لا تخلو من الهفوات والمشاكل العائلية وهذه احدى محاور روايتنا حيث كانت هنالك بادية عبارة عن عشيرة تسكن الصحراء بيوتهم من الشعر يرعون الغنم والابل وفي مؤخرة البيوت بيت صغير يقطنه شخص يدعى سالم له ابنتان فقط وزوجته متوفاة ويعتبر افقر العشيرة وله شقيق يدعى سليمان ميسور الحال له اربعة أولاد اكبرهم يعمل في القرية تاجر وتعتبر زوجة سليمان العقل المدبر وتسوقهم حيث تشاء وكانت تحرض زوجها سليمان واولادها بعدم التقرب لعمهم سالم او مساعدته اما العم سالم فحرص على تربية بناته ولم يحاول الزواج مرة اخرى لعدم مقدرته الزواج ورغبته عدم ادخال زوجة اب لبناته ولم يدم الحال طويلاَ حيث تقدم شاب من العشيرة يدعى فهاد وتزوج من سعدى الابنة الكبرى لسالم وانتقلت سعدى الى بيت زوجها وبقيت حروة الابنة الصغرى الذي شاءت الاقدار ان يتقدم لها ابن عمها كريم الذي يعمل تاجرا في القرية وانتقلت حروة ايضا مع زوجها الى القرية وبقي سالم وحيدا تقوم ابنته سعدى على خدمته بين فترة واخرى وارتاح سالم بعد زواج ابنتيه ومرت السنين على سالم يعاني الوحدة والفقر معا اما سعدى فقد انجبت ثلاثة اولاد وبنت وكبرت مسئولياتها تجاه زو واطفالها ولكن رغم ذلك كانت تخدم والدها سالم اما حروة فقد انجبت بنتان لكن زوجها لم يكن راضيا بذلك ويرغب في انجاب ولد ليحمل اسمه فاصبح يعامل زوجته حروة بقسوة رغبة في تطفيشها لكنها صابرة على بناتها وحملها الجديد .
وبدء كريم حسب توجيهات واصرار والدته يفكر بالزواج من اخرى وتنجح وهي العقل المدبر في اقناعه ويتقدم لخطبة هند ابنة شريكه التاجر مسعود هند ذات الجمال والدلال مشبعة بالغرور وحب الذات فتشترط لموافقتها على الزواج بكريم ابعاد زوجته حروه و تطليقها.
اخذ كريم يفكر بالطريقة التي تخلصه من زوجته وابنة عمه حروه ولم يكن راغبا في تطليقها ورأى ابعادها الى البادية مع بناته فذكر لها رغبته في السفر لجلب بضاعة لمتجره من احدى المناطق البعيدة عن القرية ليجد حيلة يقنع بها حروة بالبقاء في البادية حتى يعود ومع اقتراب موعد ولادتها ستكون بقرب العائلة ليعتنوا بها فترة غيابه.
لم تكن حروه قد اقتنعت بتلك الاكذوبة ولم ترق لها فكرة العودة الى بيت والدها سالم ولكنها لاتبدي ممانعة .لترضي زوجها وليكون تعاملها معه رغم ما صدر منه نابعا من حسن تربية والدها لها ومعرفتها بقيم الحياة الزوجية والترابط الاسري .
ذهبت حروه وبناتها الى البادية . عادت الى الاب الحنون والبيت الصغير الذي تربت فيه وخرجت منه زوجة شابة لتعود بعد سنين ام لطفلتين وفي احشائها جنين وبين اضلعها قلب يمتلئ بالطيبة والحنان رغم جراح الرحلة.
ويعود كريم ادراجه الى القريه ليلقي بخبر خلاصه من زوجته واطفاله على هند محبة الذات والمغرورة بجمالها . تحقق لهند شرطها وبدأ بتجهيز بيته الذي كانت تسكن فيه حروة وتقام الافراح ويتم الزفاف .
وفي هذه الاثناء جاء موعد ولادة حروة وانجبت طفلا اسمته سالم على اسم والدها . تقديرا لتضحيته واخذوا ينتظرون رجوع كريم من السفر والذي كان في شهر العسل . وتصاب حروة بنزيف بعد الولادة لم تخبر به احد الا اختها سعدى والتي احضرت لها بعض الاعشاب التي لم تنفع في علاج مرضها الذي تطور بفعل النزيف الى شلل رباعي افقدها القدرة على الحركة. ويعلم كريم زوجها بالخبر فياتي الى البادية لياخذ زوجته الى المستشفى بالمدينة ولكن كان الوقت قد فات وفقد الامل في شفائها حيث اخبر الطبيب باستحالة ذلك ليعيدها كريم الى البادية مرة اخرى ويضعهاعند والدها سالم وياخذ معه ابنتيه والمولود الجديد في مشهدا مأساويا لا يتماشى مع ابسط التعاملات الانسانية بين زوجين وابناء عم .
تجرد كريم من كل عواطفه واغلق نداء القلب وهو العالم باحوال زوجته وظروف عمه سالم وحالتهم المادية مرض الزوجة وفقر الاب وسلب الابناء من حضن والدتهم امور قد لا يحتملها الا من الهمه الله قوة العزيمة والصبر على المكاره. وفوض سالم امره الى الله وحمل مأساته على كاهلة بنفس تملاها الحسرة وقلب يتفطر على ما آل اليه حال ابنته الصابرة على قدر الله .
لم يكن سالم وابنته حروة يتوقعون كل هذه القسوة والجحود والنكران من كريم .
وبدا سالم يبحث بكل صبر وعزيمه وعلى قدر امكاناته القليلة عن علاج لحروة وتتكرر المحاولات ليتكرر الفشل ولم يتمكن الياس من سالم فلا زال الامل يراود نفسه في شفاء ابنته.
وتجف الارض يشح الماء ويقل المرعي لتجتمع العشيرة وتقرر الرحيل من هذا المكان الى مكان اخر تتوفر فيه المياه والمراعي وبدأ الكل يحضر امتعته للرحيل الا سالم الذي لم يحرك ساكنا ولم يكن راغبا في الرحيل مع عشيرته فحالته المادية وحالة ابنته الصحية ونفسه الكريمة تحول دون ذلك .
ترحل العشيرة ويحاول البعض اقناع سالم بالرحيل معهم دون جدوى بقي سالم يتجرع الام الفقر والوحدة وحالة ابنته حروة .
وتتمسك سعدى ابنته الكبرى بضرورة البقاء الى جانب والدها وشقيقتها حروة وهما في امس الحاجة اليها يرفض زوجها البقاء وترفض هي الرحيل . وموقف ماساوي اخر يعصف بهذه الاسرة الفقيرة . يرحل فهاد ويصطحب معه ابناءه تاركا امهم التي قررت البقاء في قرار يجسد الوفاء والاصالة وتغب العقل والمنطق على العاطفة. تصرخ في اسجداء ترجو فهاد ان يترك لها أبنائها ويصرخ الاطفال رجاء بقائهم معمها ويصم قلب فهاد اذنية في قسوة غريبة واصرار عنيد متجبر . وطرف ثالث يقطر قبله الما وحسرة على ما ال اليه مصير ابنتيه .
فهذه اقعدها المرض وهذه اقعدها الوفاء وما ترى فيه واجبا كبيرا نحو اسرتها ودين يحمله عنقها لذلك الاب المسكين الذي ضحى بكل شيء من اجل ابنتيه.
امور تحمل الانسان على التفكير وامعان النظر في كيفية الصبر في صحراء خاليه في فقر وقلة مورد واحوال اب مع ابنتين احداهما مريضة بالشلل والاخري يعتصرها العذاب ويشفيها الفراق ويحدوها الامل وتتفاعل في نفسها مسئولية رعاية والدها الذي تعانده الظروف وتعصف به المشاكل ويخذله القريب واخت لاتقوى على النهوض وتعيش ماساة جحود الزوج وفراق الابناء .
جمال الصحراء وسحرها وروعة ليلها وصفاء نهارها يعكره ما سببته لهذا الرجل عاشق الصحراء بصفائها ونقائها تربى على ترابها فارضعته الوفاء واطعمته الشيم ومكارم الاخلاق وغرست فيه النخوة والصبر والجلد.
لم يستسلم ابن الصحراء سالم لما هو فيه ولم ييئس ولم يقف موقف العاجز . اخذ يفكر ويجيل الفكر مرات ومرات ليقرر في اصرار وعزيمة ان يبحث لابنته حروة عن علاج فامله في الله كبير.
لدية ابنتان تخلى عنهما ازواجهما وفقدتا اطفالهما وتحملت الاولى فراق الابناء والزوج والثانية فراق الابناء والزوج والصحة. أي قلب لايتفطر لهذه القلوب الطاهرة والانفس الصابرة والظروف القاسية القاهرة.
لم يكن لسالم معارف او اصدقاء سوى رجل في قرية مجاورة التقاه مصادفة فدعاه الى منزلة وسأله عن حاله كعادة الناس واستوضحه حقيقة امره فعلامات الحزن تكسـو وجهه والالم العميق يفضح سكونه . قد تكون ضائقة مادية اوخلافات اسرية يســــــــهل حلها . لكن مأساة سالم اكبر وجرحه اعمق . فعلت سنين العذاب فعلتها واثقلت علــــــى
سالم وطأتها فاجتثت من قوة صبره وشدة تحمله ليتجرأ فيشكو حاله الى صديق وقد سدت الابواب في وجهه وخذلته الحيلة في امره .أي مأساة هي مأساته واي الم هو المه .
ذكر لصديقة القصة التي تعصف بكل كيانه قصة ابنتيه وما حدث لهن ومرض حروة وهو الجرح الغائر في قلبة حروة الباكية في صمت الشاكية في خضوع الام بلا ابناء والزوجة بلا زوح والمريضة بلا علاج هذا امرها وهو عليه شديد ثقيل تحمل فوقه ههموم والدها وشقاء وشتات شقيقتها فلولا ماحصل لها لكان الاب مع عشيرته والشقيقة مع زوجها وابنائها تحمل حروة كل هذة الالام والهموم وتحمل سعدى همومها وهموم ابيها وشقيقتها .
وياتي دور الاب الشهم ليحمل كل هذه الهموم ويضيفها قادرا صابرا الى همومه الاخرى في اروع مثل على قوة التحمل والصبر .
ولا يملك صديقة الا يعينه تفكيرا وتبصيرا بعد ان دعا له ولأبنتاه بالخير وشحذ فيه التحمل والصبر والتوجه الى الله بالدعاء . اعطاه عنوان طبيب ماهر يعرفه الصديق ليعرض له حال حروة .وفكر بالمصاعب الكبيرة في احضارها مالم يكن هنالك بارقة امل في شفائها فصعوبة حالتها الصحية وحالة الاب المالية والحالة النفسية التي قد تصاب بها حروة عند تصدم بان حالتها اصبحت ميؤوس منها. دارت الدنيا بسالم وقذفت به في اتجاهات متعددة . كيف يحضر أبنته وكيف وكيف فالمسافة بعيدة والطريق وعرة ولكنه يملك اصرارا عنيفا في داخله على طرق كافة السبل.
وصل الى المدينة التي بها الطبيب ليشرح له امر ابنته دون احضارها . ولكثرة الافكار التي تعصف به وفي شارع مزدحم هم بعبور الشارع لتقف السيارات مفسحة له الطريق ولكنه بعفوية ابن البادية يتجه الى احدى السيارات وليسال قائدها وناوله الورقة التي بها عنوان الطبيب فطلب من الرجل ان يركب الى جانبه فلا وقت للحديث امام ازدحام الطريق بالسيارات وسرعة الحركة. كان الوقت ظهرا .الوقت لا يسعف سالم فلا يمكن ان يقابل الطبيب في الفترة الصباحية ولابد له من الانتظار حتى يفتح الطبيب عيادته عصرا ورغب صاحب السيارة ايصاله الى أي مكان اخر ولكن سالم لايعرف في هذه المدينة احد وكل همه ان يقابل الطبيب ليعود بعد ذلك الى البادية فحال ابنتيه يؤرق تفكيره ويعكر صفو حياته ان كان قد بقي لحياته صفو . خالد شاب طيب شهم تحرك في داخله شعور غريب لمساعدة سالم وكان القدر شاء له ان يكون عنصرا فعالا في احداث قصتنا وخالد هو صاحب السيارة التي شاء الله ان يتجه سالم اليها ولانه ابن المدينه فهو يعرف عنوان الطبيب ومواعيد عمله وافق سالم وهولا يملك الا ان يوافق على استضافة خالد له في بيته لحين الذهاب الى الطبيب واكرم خالد ضيفه واحسن استقباله والاستماع الى مشكلته تنهد سالم تنهيدة طويلة . خرجت من صدر يحمل هموم لا تحتمل اعقبتها دمعة شيخ كبير لو نزلت على صخرة لتفتت من حرارتها واعقبها بزفرة كادت ان تشق صدره الواهن وتمنى لوا ان الله جلت قدرته رزقه بولد ذكر يحمل معه مسئولية الابنتين فقد شاخ وشاخت قواه ولم تشخ عزيمته فاين السند والايام حبلى بكل جديد .
تتحرك النخوة الاصيلة في نفس خالد لتظهر الاصالة والنبل فيه عندما قال لسالم وقد اقترب منه وقبل جبهته اكبارا واحتراما " انا ولدك وسوف افعل كل ما في وسعي لخدمتك وتقديم كل ما تريد . انزع اليأس من نفسك ولبدأ خطواتنا الاولى لانقاذ ما يمكن" كانت كلماته هذه مبعث امل لسالم فقد اطمأنت نفسه وهدت من هول مأساته وقد ايقن ان الله سبحانه يستجيب لدعائه ويرعاه برحمته فقد سخر له من يعينه ويبصره .




( نعتدر عن اكمال كامل القصه وسوف تجدونها في عنوان حروه 2 )
__________________
الصوت الحزين
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م