مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-07-2001, 09:07 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
Question مالك .... نبي؟؟؟

مالك ...... نبي ؟؟؟
مرحبا.....

ربما تبادر إلى ذهن القاريء عند قراءة العنوان أن حديثنا سيكون عن مالك .... خازن النار .. أجارنا الله منها .. ونبي من أنبياء الله تعالى عليهم الصلاة والسلام

ربما ولكنني عنيت بهذا العنوان أمرا آخر

في إحدى مقالات الفاضل الأستاذ الكريم المبجل محمد الشاويش .. ذكر مخاطبا إياي { وجودت سعيد يسير على نهج المفكر الإسلامي مالك بن نبي وأجد بن نبي رحمه الله مغبوناً في عصرنا فهل لك أن تقرئي علينا من سلسلته الراقية "مشكلات الحضارة"؟

هو اقتراح من أخيك أرجو أن يصادف منك قبولاً ولو أنه سيكلفك بعضاً من وقتك الثمين جعله الله في سجل حسناتك }

ومع مثل من هم في فضل الأستاذ محمد الشاويش لايملك أحدنا إلا أن يستجيب

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

مالك بن نبي ... هو فيلسوف مسلم جزائري .. اهتم بالفلسفة بمفهومها العميق وليس السطحي المتعارف عليه بين عوام الناس في عصرنا الحاضر .. فاالفلسفة كما هو معلوم كلمة إغريقية مكونة من شقين هما philo وتعني حب .. وsophy.. وتعني الحكمة .. أي أن الكلمة تعني حب الحكمة , والحكمة في شرعنا هي ( ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها ).. وهي التي أثنى الله تعالى على صاحبها بقوله ( ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).. ولقد آتى الله الرجل منها الشيء الكثير ..

ولد حكيمنا المفكر بن نبي في عام 1905م في مدينة قسنطينة في الجزائر , ثم انتقل بعد إنهاء دراسته الثانوية إلى باريس حيث تخرج عام 1935م مهندسا كهربائيا , ولقد كان لدراسته ذات الأبعاد الرياضية علاقة بمنهجه الكتابي... فقد اتجه نحو تحليل الأحداث التي تحيط به وقد أعطته ثقافته المنهجية قدرة على إبراز مشكلة العالم المتخلف باعتبارها قضية حضارة أولا .. وقبل كل شيء فوضع كتبه جميعها تحت عنوان " مشكلات الحضارة"

يحكي رحمه الله تعالى عن نفسه فيقول .. كان مولدي في الجزائر عام 1905 ..أي زمن كان يمكن فيه االاتصال بالماضي عن طريق آخر من بقي حيا من شهوده والإطلال على المستقبل عبر االأوائل من رواده...

فاستطاع أن يبين الفرق بين تغيرات المجتمع في فترات وتأثير تلك التغيرات على الأفراد والهيئة الاجتماعية بصفة عامة , خاصة أن الرجل من المؤمنين بأن التغيير صفة اجتماعية وليست فردية!

يذكر عمر مسقاوي ..في تعليقه على مقدمة كتابه الذي اسماه " مذكرات شاهد قرن" ... إن مالك بن نبي يتحدث إلينا خلف ستار وهو يحاول أن ينقل إلينا تبصرة بالأحداث وماهذه التفاصيل التي يقصها علينا إلا ليجسد رؤيته الفكرية عبرها ... فشاهدنا شاهد بصر وبصيرة معا!

ويرى أن أجيال الحضارة تتناقل دائما رسالة سرية ذات رموز , ويحق لكل جيل أن يقرأ هذه الرسالة قراءة تختلف عن الجيل السابق لأن لكل جيل مصطلحا خاصا به يفك رموز تلك الرسالة .. وكأنما يريد أن يمنحنا من جديد رموز هذه الرسالة , بعد أن افتقدنا هذا المصطلح , وباتت رسالة حضارتنا رمز لانستطيع له إدراكا يلج في أعماق جيلنا المعاصر

مالك بن نبي .. يحدثنا عن حدود التلاقي بين حضارة مندفعة تجتاح ماأمامها , وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ , وغدت أجيالها في مهب الريح!

والشهادة هذه ليست شهادة لمعاناة مجتمع مغلوب على أمره وهي ليست شهادة على مجتمع لايدرك لدفاعه فعالية الوسائل فحسب, بل إنها أيضا شهادة على ماأرست حضارة الغرب الحديثة من مصطلحات ومفاهيم ومنجزات تزري بمسيرة الإنسانية وهي تنشر ثقافتها وجيوشها

مالك بن نبي .. يروي أدق التفاصيل عن إبراز القيم الأساسية التي مايزال يحتفظ بها رجل الفطرة وقد ورثها عن أجيال سابقة, وفي نفس الوقت يطرح أمامنا تهافت مثقفينا الذين انغمسوا في الثقافة الغربية ومصطلحاتها وواقعها , فانقلبوا في حركتهم التقدمية إلى الوراء واتخذوا من " السياسة سبيلا إلى قيادة تسير نحو العدم " لأنهم افتقدوا في ذالك الصخب الذي عانته مجتمعاتنا الإسلامية منذ باية هذا القرن , سبل الفعالية في المبادرة والاتجاه , وهكذا فاتهم قطار التاريخ .. انتهى

يرى مالك بن نبي رحمه الله تعالى أن دراسة التاريخ هي الطريقة المثلى لحل مشكلاتنا ... ( قل سيروا في الأرض فانظروا"

وفي نظري .. أن أم مشكلاتنا مع مثقفي عصرناوأنصافهم وأرباعهم وعديميها ... أولئك المنبهرين المقلدين .. الذين يرونها أعني الثقافة منحصرة في القشور المرتبطة بالإفرازات المادية للحضارة بعيدا عن لبها وجوهرها.. هو غياب الفهم الحضاري

ومعلوم أن هذه الدين هو دين حضارة والشاهد قوله تعالى { هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها }

والاستعمار من العمار وهو البناء والبناء يعني الاستقرار ضد الترحال ... يعني المدنية .. والمدنية حضارة .. هذه ماأراده الله تعالى من أرسال الرسل , ووضع القوانين والأسس التي ينبغي أن يسير عليها باغي الحضارة وهي في ديننا ثلاثية الأبعاد , عقيدة , أخلاق , وتشريع

إن مالك بن نبي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى لم يكن يحمل في جميع كتاباته إلا هاجسا واحدا .. وهو هاجس الحضارة ومشكلاتها التي اشتغل به طوال حياته

أحبتي ..

عذرا .. لكنني أحببت أن ألقي الضوء على بعض جوانب الرجل قبل أن أبدأ في طرح بعض المقالات عن اهتماماته الحضارية في تغيير المجتمع

لكم احترامي
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 17-07-2002, 02:02 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

للرفع..لأهمية الموضوع مع الامتنان للأستاذة ندى على إفراط في الوصف لا يتطابق مع الواقع..
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-07-2002, 12:15 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الاخت ندى القلب 00

موضوع يستحق التوقف عنده ومتابعته 00 ومشكوره لانه بالفعل موضوع قيم 00

لي تعليق لاحق على الموضوع عن دور مالك بن نبي بدراسة واقع المجتمعات الاسلامية من واقع بحث الدكتوراة للدكتورة نوره السعد والذي كان بعنوان (التغيير الاجتماعي في فكر مالك بن نبي )


ولكن لي ملاحظة

كتبت انت الموضوع في 17-07-2001

وبعدة بعام كامل رفعه الاخ محمد بتاريخ 17-07-2002 00

ملاحظة من اليمامه <--- زرقاء اليمامة
__________________
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 17-07-2002, 03:05 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
Thumbs up محمد ب

مرحبا


أسعد الله المساء


شكرا سيدي وعظيم امتنان لما فعلت فقد كدت أنسى أنني كنت من المسجلات في خيمة الخير هذه ...


لك امتناني فأنت المعلم والهادي للخير وستبقى منار يهتدى به لكل ماهو نافع


احترامي
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))

آخر تعديل بواسطة ندى القلب ، 17-07-2002 الساعة 03:18 PM.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 17-07-2002, 03:08 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أختي اليمامة
فعلاً مصادفة غريبة جداً
والأستاذة ندى علمت البارحة فحسب أنها من أعضاء الخيمة
وهي من عالمات الطبيعة التي لها في الأدب هواية
فمرحباً بها ومرحباً بك في هذه الخيمة
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 17-07-2002, 03:12 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
Thumbs up يمامة

مرحبا يمامة

وأسعد الله المساء


سررت جدا لمرورك وتشريفك صفحتي بالاطلاع على ماورد فيها

وملاحظة لطيفة منك ولاتستغرب ..فأنت زرقاء اليمامة

الحق ماكنت لأتنبه لها لولاك... والجميل أنني ماكنت أعتقد أن تبعث مقالاتي هذه التي ماتت ودفنت في ثرى الخيمة لولا أن اهتدى إليها معلمي البر ..محمد ب من جراء قدومي بعد انقطاع طويل إثر محادثة دارت بيني وبين إحدى الشاعرات حدثتني عن خبر مفاده خطبة الأخت الشاعرة منال درويش فقدمت مهنئة

ولعله لاحظ من ذلك إن لي بضع مشاركات فرفعها لي.. فجزاه الله خيرا

وجزيت مثل ذلك على كرم التواجد والاطلاع


سيدتي...

شكرا لك

واحترامي
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))

آخر تعديل بواسطة ندى القلب ، 17-07-2002 الساعة 03:18 PM.
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 18-07-2002, 04:34 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

لا أدري كيف فاتتني هذه المشاركة من سنة، ولكني لن أدعها تفوتني ثانية.

الأستاذة ندى،

أحسنت تلخيص فكر الأستاذ مالك بن نبي، ولعلي أثبت هنا شدة التشابه في التفكير المنهجي، والتحليل العلمي بين مالك بن نبي وبين أستاذنا محمد الشاويش، فلعل الدراسة العلمية في الجامعة هي التي أسفرت عن هذه الميزات في فكريهما.

شكرا لكما ولليمامة على دقة ملاحظتها.
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 18-07-2002, 11:47 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي

أسعد الله الصباح


مرحبا أخي مطر


سررت سيدي لمرورك...


نفعنا الله وإياك بما نقول ونفعل



احترامي
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 20-07-2002, 04:41 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الاخ محمد ب

شرف لنا ان يكون معنا في الخيمة كاتبات كالاخت ندى القلب 00 وتخصصها وهوايتها انما يدل على شخصيتها المثقفة


===================

الاخت ندى القلب

اهلا بك مرة اخرى في الخيمة 00 وكتاباتك تدل على شخصيتك 00 خاصة انك كتبت عن مالك بن نبي 00 ونحن بالفعل بحاجة لدراسة تفسيرات هؤلاء العلماء المسلمين ونظرياتهم الاجتماعية لتكون لنا بديلا عن النظريات الاجتماعية الغربية 00 وكما وعدت سأضيف مقتطفات عن فكره باقتباس من كتاب الدكتورة نوره خالد السعد بعنوان ( التغيير الاجتماعي في فكر مالك بن نبي )

================

الاخ عمر مطر

شكرا لك

بس ياجماعه نسيتوا تقولوا ماشاء الله <-------- حريصه
__________________
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 20-07-2002, 04:55 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

اما عن مالك بن نبي فقد جاء في مقدمة الدراسة التي اعدتها الدكتورة نوره السعد مايلي
=========================


لقد كان التغيير الاجتماعي ولا يزال من أهم الموضوعات التي جذبت أنظار واهتمام علماء العلوم الإجتماعية ، ومنهم على وجه الخصوص علماء الاجتماع الذين تنوعت مناهجهم في الدراسة ، وتعددت آراؤهم في التصور ، وقد كان لابن خلدون قصب السبق في العناية بهذا الموضوع ، فهو من أوائل المفكرين الاجتماعيين الذين أدركوا أهمية النظرة الحركية للمجتمع من خلال تحليلة للحياة في المجتمع البدوي ، ومقارنتها بالمجتمع الحضري للوقوف على أسباب التغيير التي تلحق بالمجتمع البدوي فتصبغه بالصبغة الحضرية ... بواسطة نظريته المشهورة في دورة الدولة مع ريادته في إظهار خصوصية المجتمع الإسلامي .

أما النظريات الغربية فقد تباينت في تناولها لمفهوم التغير الاجتماعي ، وازداد هذا التباين بين مختلف المفكرين مع تطور الزمن ، وامتداد تأثيره إلى الواقع المنهجي لبعض الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي التي تُنفّذ في عزلة عن السياق الاجتماعي والظروف التاريخية التي تظهر وتتطور فيها الظواهر الاجتماعية موضع الدراسة في مجتمعنا ، من خلال ممارسات بعض علماء الاجتماع العرب ينقلون هذه النظريات ويحللون من خلال منظورها الظواهر الاجتماعية في المجتمعات العربية الإسلامية ..

إن هذه النظريات الاجتماعية الغربية التي تزخر بها أدبيات علم الاجتماع قد لا تصلح في الغالب للتطبيق على مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، لأنها قامت على أسس منهجية لها ظروفها التاريخية وتصوراتها العقدية الخاصة بها ، وتطرح مشكلات اجتماعية من نوع خاص ، وتصدر في تحليلاتها وتفسيراتها من منظومة فكرية خاصة ، لا تناسب الثقافات كلها ، ولا تستجيب إلى الأوساط والبيئات كلها ، لهذا لابد لنا من إيجاد البدائل النظرية التي تستمد مقوماتها من الإسلام، وتراعي خصوصية المجتمع الإسلامي .. وفي هذا العصر جاءت محاولات عدة تتبنى هذا الاتجاه وكان من أبرزها المحاولة التي قام بها مالك بن نبي المفكر الجزائري الذي يأتي في طليعة المفكرين الذين قاموا بدراسة الواقع المتخلف الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية منذ أن خرجت من دائرة الضوء العلمي الحضاري دراسة تحليلية تسعى لفهم أسباب تخلفه من خلال سياقه التاريخي وتسعى لإيجاد الحلول للمشكلات التي تعاني منها معظم المجتمعات الإسلامية برؤية تأخذ في اعتبارها عمومية الظاهرة ، وخصوصية المجتمع المسلم .

لقد كانت الحضارة لدية هي الواقع الذي لابد من منهج يتناولها لا على أنها سلسلة من الأحداث يعطينا التاريخ قصتها ، بل بصفتها ظاهرة يرشدنا التحليل إلى جوهرها ، إلى " قانونها " أي إلى سُنّة الله فيها ، ومن ثم يتضح لدينا العديد من القضايا التي يتشكل منها هذا الواقع المتخلف .

وقد اجتهد مالك في جميع مؤلفاته وكتاباته لتقديم الحلول الاجتماعية والعملية القابلة للتطبيق في مجتمعنا الإسلامية للخروج من هذا الواقع المتخلف ، وإحداث التغيير الاجتماعي الذي يبدأ بالفرد ثم بالمجتمع بما يتفق مع خصوصيتنا الثقافية الإسلامية ، وبيئتنا الإجتماعية ، وكان يؤكد على ضرورة الخروج بالحركات التغيرية الاجتماعية من مرحلة الشعارات إلى الواقع العملي ، أي إلى مجال الفعل الاجتماعي .. لذا فإن المؤلفة قامت في هذه الدراسة بقراءة كتابات وتحليلات مالك بن نبي في التغيير الاجتماعي وقضاياه التي صاغها من استقراء أحداث ووقائع المجتمعات في الحضارتين الإسلامية والمسيحية ، لاستخلاص وتشكيل Formulation نظريته في التغيير
الاجتماعي وفق أدوات التحليل في علم الاجتماع .

وهي ترجو أن يكون هذا العمل موضع اهتمام وتقييم علماء الاجتماع لمزيد من الإثراء للجانب النظري والتطبيقي لهذا العلم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية .

=======================



اما (( الاتجاه الفكري لمالك بن نبي ) فتقول عنه :

إن دراسة مالك بن نبي في طفولته للقرآن الكريم ونشأته في أسرة مسلمة غرست فيه قيم الخير والإحسان ، كما أن المؤثرات الثقافية والفكرية التي واكبت مراحل دراسته في الجزائر وفي فرنسا كل ذلك شكل الأولويات في تحديد مساره الفكري المبني على عقيدة إسلامية قوية مع انفتاح فكري لكل العلوم وخبرة بكل التيارات الفكرية والمذهبية التي كانت سائدة في عصر انفتاحه الفكري الإصلاحي .

لقد غرست هذه الأولويات الفكرية في عقلية مالك نزعة التغيير ، وضرورة الخروج من ربقة التخلف والانحطاط اللذين يعيشهما العالم الإسلامي .

وعلى درب الإصلاح كان مالك متأثراً بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المملكة العربية السعودية ويعتبرها " الفكرة الإسلامية الوحيدة التي تصلح بما فيها من طاقة متحركة لتحديث العالم الإسلامي المنهار منذ عهد ما عبد خلافة بغداد 00 إذ إن هذه الدعوة بما جاءت به من تركيز على فكرة التوحيد ، وتنزيه العبادة عن البدع أمّنت دفعاً إيجابياً ترك بصماته على كل دعاة الإصلاح بعدها ، ومنها حركة جمعية العلماء المسلمين التي تبنت هذه الفكرة لتواجه تحديات الاستعمار

ولهذا كان مالك يتابع الدور التربوي الإصلاحي الذي كانت تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وقد زار الشيخ عبد الحميد بن باديس وناقش معه بعض القضايا حول وضع الريف الجزائري ، وكان يرى أن ابن باديس له دور إيجابي في تثبيت فكرة الإسلام الصحيح ، وتنقية العقلية الجزائرية من الوثنيات التي وفدت إليها في عهد الاحتلال ، ولهذا أخذ على الجمعية وعلمائها الذهاب إلى باريس في عام 1936م ضمن الوفد الجزائري للمطالبة بحقوق الجزائر ، ورأى في ذلك خروجاً على المنهج الذي رسمته الجمعية لنفسها ، وهو توعية الشعب الجزائري وتعليمه ، وتهيئة الطريق أمامه للتغيير ، وكان يرى أن مفتاح القضية في روح الأمة وليس في أي مكان آخر .

وقد أسهم مالك بأفكاره وكتاباته في نشر مبادئ البرنامج الإصلاحي وتابع تطوراته وانعكاساته على الجماهير الإسلامية ليس فقط في الجزائر المحتلة بل في كل موقع تعليمي أو توجيهي كان يجد نفسه فيه ، فأثناء دراسته في باريس كان له حضور بين أوساط الجزائريين والتونسيين والمغاربة في الحي اللاتيني ، وأسهم في مناهضة الاستعمار من خلال توزيع المنشورات أو إلقاء المحاضرات في التوعية الدينية والفكرية رغم أنه لم ينتسب إلى حزب أو جمعية ، هذا المنحنى الإصلاحي في فكر مالك كان سبباً في محارة الاستعمار له التي بدأت منذ أن ألقى مالك محاضرة أمام الطلبة المسلمين في فرنسا بعنوان ( لماذا نحن مسلمون ؟ ) وكانت تحض على قيام المسلم بواجبه من أجل حياة كريمة حرة وتبرز انحراف المسلم المعاصر عن جادة الحق والصواب وكان ذلك في عام 1931م ، منذ ذلك الحين بدأت مضايقات المخابرات الفرنسية له ، وابتدأ الاستعمار الفرنسي ممثلاً ف أجهزته الإدارية والفكرية ، يحارب مالك ، ويضايقه بكل والوسائل إذ طُرد والده من عمله وأقام في وجهه العوائق وحاصر ما يصدر عنه من كتب أو مقالات 0

كما أن تعميق مالك في الثقافة الأوروبية كان سبباً في تحريره من نفوذها ومعرفته لمصادرها ومواردها ، ولدوافعها الخفية ، وبواعثها العميقة 00بالإضافة إلى أنه يختلف عن كثير من المفكرين الذين عادوا من أوروبا في تلك الفترة التي كانت فيها الهجمة الغربية على الإسلام تشحن الجو الفكري الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، بالإضافة إلى أن الأقطار العربية قد عرفت معظم التيارات التي نشأت في الغرب ، عرفت الليبرالية ، والعلمانية ، والقومية بكل أشكالها وعرفت النزعات الاشتراكية والجماعية بشتى صورها في الفترة نفسها ، واختلاف مالك عن بعض هؤلاء المفكرين يكمن في أنه لم ينحرف مع هذا التيار الجارف ، ولم ينبهر بحضارة أوروبا المتقدمة صناعياً وتقنياً ، ولم يحدث عنده تحول نوعي في أفكاره وآرائه كما حصل للبعض بل أن خط مالك الفكري أن تسبب له الاضطراب والتشتت ولكنه تجاوز هذه الإشكالية بقوة عقيدته ورؤيته الشاملة لمشكلات العالم الإسلامي . فقد كان يرفض المنطق الذري 00أي تجزيء مشكلة التخلف والانحطاط التي يعاني منها المجتمع العربي والإسلامي ومن هنا كان تميزه عن بقية المفكرين الإسلاميين الذين غالباً ما جزءوا مأساة الأمة الإسلامية إلى عدة مستويات وجوانب فظهرت الحلول عند بعضهم من خلال البعد السياسي ، وعند الآخرين من خلال البعد التربوي ، أو الثورة على الماضي ، أو العكس أي بالعودة إليه ، بينما أن المشكلة كما يراها مالك أي ( مشكلة المسلم ) واحدة تتمثل في انحطاطه ، وكيف يعود إلى حلبة التاريخ من جديد ، وبالتالي كان يدعو إلى حل مشكلات المسلمين في أي جزء من العالم الإسلامي عبر اعتماد ما أسماه المعادلة الجبرية التي تجمع عناصر الإشكالية على اختلافها عوضاً عن استعمال المعادلة الحسابية التي تجزئ الإشكالية إلى عناصر متعددة يتم تناولها كل على حده دون النظر في الرباط الذي يجمعها.

من هذه المقدمات نستطيع القول أن مسار مالك الفكري اتجه إلى البحث عن أسباب التخلف في العالم الإسلامي ، وكيفية الخروج من مأزق التخلف هذا ، كما أنه حاول أن يخرج بالخطاب الإسلامي من مرحلة الدفاع عن الإسلام إلى مرحلة النظر العلمي الموضوعي الموجه بقيم الإسلام وعقيدته ، لإيجاد الحلول العلمية لهذا الكم الهائل من مخلفات عهد ما بعد الموحدين) .
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م