شاعر وشعر، هكذا وإلا فلا.
إسمح لي بالتشرف بتشطيرها مع بعض التصرف
زعمتَ أني خلِيّ الشوق أوناسِ
...............وما عليك إذا أخطأت من باسِ
يا بُعدَ ما قلت في هديـي ونبراسي
..................بُعْدَ التبلّد عن ولهانَ حسّاسِ
تالله ما طلـعت شمس ولا غربت
...........إلا وذكرك مقرون بأنفـــاسي
كأنّ لي نفساً يعدوكِ مرتجَعاً
..............كلا أموتُ إذن قيسي بمقياسي
فما شربت لذيذ الماء من عطش
........ إلا رأيت خيالا مـنك في الكـاس
أراهُ رحباً به روضٌ به قمرٌ
..............أهمّ..كلا وأصحو.. ضيقٌ قاسِ
ولا جلستُ إلى قومٍ أحدثهــم*
.........إلا وأنت حديثي بيـــن جُلاَّسي
سكنـتِ أرجاء قلبي فاسترحت بذا
................فما مكانٌ لوسواسٍ وخنّاسِ
وكـيف أغفُلُ عن ذكرى محدِّثةٍ
.......ذكرى ؟؟ وقد شدّنا عهدٌ بأمراسِ
أهديتُ قلبي إلى سمراءَ رائعةٍ
.........*قد خصَّها الله بالإبداع في الناس؟
يا "نجمةً" من بديع الخلقِ في غسقٍ
.................تنيرُه بأسيلٍ مثلِ مقباسِ
فهل يكون لخلقٍ أن يفرقنا
.......*من"البريد"بأســـلاك وحراس
هذا فؤادي تمادى في غـوايته*
........وهل خيارٌ لمن من شهدكم حاسي
يكاد من خفةٍ فيه ومن لهفٍ
..............إليك كالطفل يعدو بين أعراس
فَرِحتُ لما تــلاقينا بلا عــدةٍ*
.............وقاب قوسينِ قد كنتُ من الياسِ
لقيا ودفءٌ وحلمٌ جائعٌ ولمى
...........فرحتُ أضـرب أخماساً بأسداسٍ
أ أعشق الوهم ...لا وجهٌ أقبله
..........ولا أحاديث آهاتٍ وأحســاسٍ؟
ما ثمّ إلا خيوطُ الشوقِ ينسجها
..............نَوْلٌ من القلبِ ممتدٌّ إلى الراسِ
فهل دموعٌ تواسي الخد ..وآ عجـبي
...............بلى وتغسله من كلّ أرجاسِ
أعد رجساً ووسواساً سواكِ أرى
......*أيعشـق المرء وسواسـابوسواسِ؟
يا رَبَّةَ القلمِ السِّحرِيِّ معذرةً
........خطي به عمر صبٍّ فوق قرطاسِ
وعنفيني بمحوٍ لا أضيق به
.....فما على الصَّبِ في التعنيف من باسِ
فما لصبري َ بعد اليوم من مددٍ
.......أعلنت في الصبر يا سمراءُ إفلاسي
ولينـزف الجرح ما نفع الحياة إذا
......ما كان للجرح بعد اليوم من آس
اللهَ ...كم عُذِّب العشاق واصطبروا
........ قبلي ..فماتوا بلا وصل وإيناس
مَوْتي بحبّك عندي نعمةٌ ورضا
...عيشي بدونك -لا أرضاهُ- إخلاسي
رضيتُ يا نجمة الدنيا بما رضيَت
...........به سجاياك ؛فاجفيني بمقياس
في العام لو مرّةً تأتين واحدةً
...........يظل يقتاتها قلبي وأضراسي
فالكأس والقات والصهباءُ *أجمعها
.......أنتِ وقلبي هو النشوان والحاسي
من وجهة نظري فإن ما عرض للأخ المجاهد لا يعد في خانة الخطأ بأي شكل من الأشكال، ويحصل معي الشيء ذاته كثيرا، إذ أقرأ شعرا يعجبني فيرسخ معناه في ذهني وأحيانا يرسخ لفظا ومعنى، ومع المدة أنسى أين اطلعت عليه، وأحيانا يختلط الأمر علي بين ما مصدره نفسي وما مصدره سواها مما يوافق ما يدور بخلدي من معان ، ويكفي الأخ مجاهد فخرا أن أبياته أتت في سياق واحد مع أبيات الحلاج وفي غاية الانسجام مما يثبت أنها جاءت في سياق فكري متصل استدعى ما في الوجدان من وسائل التعبير. وهي بذات المستوى ولا يمكن التمييز بين الأبيات أيها لأيهما وهذه شهادة أخرى للمجاهد أنه ليس دون الحلاج.
وكعادتي لجأت إلى صديقي الشحوي في طلب أبيات الحلاج فأرسل لي ما يلي أثبته إتماما للفائدة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة الحلاج كما وجدتها في الموسوعة الشعرية :
والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي
ولا جلست إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا إلا وأنت بقلبي بين وسواسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
ولو قدرت على الإتيان جئتكم سعيا على الوجه أو مشيا على الرأس
ويا فتى الحي إن غنيت لي طربا فغنني واسفا من قلبك القاسي
مالي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للناس