مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-07-2003, 07:08 AM
القطع القطع غير متصل
لي عـــودة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: MY COMPUTER
المشاركات: 393
إرسال رسالة عبر ICQ إلى القطع إرسال رسالة عبر  AIM إلى القطع إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى القطع
Lightbulb الكلاسيكيات الاسبانية ( موضوع جميل جدا)

تأليف: لاثارو كاريتير


الناشر: اليانثا ـ مدريد 2003


الصفحات: 432 صفحة من القطع المتوسط


تقف كتب عديدة مثل كتابنا الذي نعرضه هنا لمسألة العودة لتناول آداب العصور الكلاسيكية المعروفة في اوروبا، والتي ابتدأت نهايات القرن الرابع عشر حتى نهايات القرن السادس عشر، على الرغم من ان هناك اختلافات ما بين الباحثين في تحديد الفترة الزمنية الحقيقية لما يسمى عادة (عصر الثقافة الذهبي) الا انهم يتوصلون دائما الى ان قمة انجازات الكلاسيكية الادبية تقع في فترة القرن السادس عشر تحديدا وهو وان كان اتفاقا ضمنيا الا ان هناك توافقا كليا ما بين جميع الباحثين، وان كان هذا يقع على اداب اوروبا الغربية عموما فهي تكاد تصيب الهدف في الحديث والاشارة الى ثقافة واداب اسبانيا وايطاليا تحديدا، من هنا يأتي كتاب المختص الكبير لاثارو كارتير حول (الكلاسيكيات والكلاسيكيين الاسبان) بمثابة عودة وافية لنموذج ريادي في المنطقة ومراجعة قصدية لأهم نماذج العصر الذهبي الاسباني بدءا من نموذج الشاعر غارثيلاسو دي لافيغا وصولا لنماذج الرواية الصعلوكية او ما تسمى بـ البيكاريسك.


عبر فصول الكتاب المتعددة نتواجه بما يمكن ان نسميه محطات التذكير بهذه النصوص الكلاسيكية من وجهة نظر معاصرة، او تفيد عصرنة النصوص الكلاسيكية ووضعها بمصاف نصوص حداثوية، اي تلك النصوص الحية الديناميكية التي لا تقطع صلتها ولم تنقطع بالوقت المعاصر ولعل اختيار المؤلف على وجه الخصوص القرنين السادس والسابع عشر او تلك الفترة التي تضم نصوص عصر النهضة والباروكية، ما يشير لفعاليتها ومعاصرتها للتجديد آنذاك او اليوم من خلال الاطلاع على نصوصها بلغتها الاصلية او مترجمة (كما هو الحال مع اغلب كتبها المترجمة الى العربية عبر ازمنة مختلفة من القرن العشرين وهو قرن اطلاعنا على هذه الاداب عموما)، في الكتاب وهو عبارة عن مقالات متفرقة تجمعها وحدة الموضوع يطرح علينا مؤلفها عبر الفصول المكتملة للكتاب ومنذ المقدمة الوافية التي تتصدره هو لماذا نعيد للاذهان والقراء هذه النصوص عشرات المرات عبر الدراسات والطبعات المتعددة وما اهمية ان نطلق على نص من النصوص صفة الكلاسيكي وما اهميته كفن ضمن الوقائع التاريخية وماذا يفيد في الوقت الحاضر؟


بالطبع فان المؤلف لا يجيب عن هذه الاسئلة دفعة واحدة، بل تتخلل مقالات الكتاب شذرات هنا وهناك طالما دخل مباشرة بالتعريف بأثر كلاسيكي والقاريء يجد بالمقابل اكثر من اختلاف او تصويب لعمليات متابعة مجافية للانصاف مع نصوص عن غيرها لذلك يحاول المؤلف اضافة للمرور عبر نصوص معروفة واصبحت اليوم من ضمن التراث العالمي وليس الاسباني فقط العمل على اظهار جماليات نصوص اخرى لا يجري التأكيد عليها سوى في الاوساط الدراسية والاكاديمية وهي على اية حال عملية متضامنة ضمن سياق الكتاب ولكنها ايضا محاولة لردم تلك الهوة ما بين نصوص كتبت بنفس الفترة وان كانت لم تصل لقطاع واسع من القراء مثل اخريات


لذلك نرى بدء المؤلف بأشعار غارثيلاسو دي لافيغا المتهمة بالغموض والخروج عن نسق عصرها ما يجعلنا نتمعن عبر تحليلات كارتير ما يجعلها قادرة على متابعة التعريف بنفسها ضمن اصالتها وتحملها لأكثر من قراءة وتعريف وبالتالي كسب ممكن لاثرها وبعد حين يدخل الكاتب الى فترة عصبة في تاريخ الكلاسيكيات الاسبانية، وهي الفترة الباروكية المتهمة بالزخرفة والغموض والفبركة بامتناع التشابه مع نصوص عصرها لانها ارتأت الترفع والاختلاف والبحث عن عبارة (الفن للفن) ولم تجد لها وسط قراء كبير لانها لم تمنح مفاتيح قراءتها وضوحا وتقربا مثل اعمال اخرى كما كانت عليه بعض نصوص ثربانتس او لوبه دي فيغا او حتى نماذج سابقة مثل كتب الفروسية او الروايات الصعلوكية المعروفة المؤلف او المجهولة منها.


اذا كان دخول المؤلف في البدء لتعريف الفهم المختلف ما بين نصوص مثل (الدون كيخوته) بجزأيه ورواياته المثالية القصيرة او الاعمال المسرحية للوبه فيغا مثل (كلب اورتيلانو) او (عمدة سلامينا)، عن غيرها من نصوص اخرى، ما يدخلنا في منطق لماذا نقرأ نصا ونعتبره كلاسيكيا ونطرح نصا آخر لا نعتبره من ضمن الكلاسيكيات وهذا التعريف وغيرها وان اجاب عنه كتاب معاصرون آخرون الا ان التركيز عليه وعلى نقاطه ما يمكن ان يضيف لنا الشيء الكبير لما سمعناه وقرأناه في اعمال نقدية اخرى ل: امبرتو أيكو، أليساندر وبورشيو او هاولد يوم وان اختلفت نظرتهم وتفرعت بفترات اخرى، يمضي الكاتب ايضا عبر ما سمي بنمط المسرحيات القصيرة (او نصوص الملهاة/ الانترميس) والتي اسس لها الكاتب دي رويد على امتداد القرن السادس عشر وجعلها في اوج ازدهار كجنس ادبي معترف به سيتبعه به لاحقا في النصف الاول من القرن السابع عشر مؤلف مسرحي مثل دي بينابينته الذي سيرسي له قواعده واصوله التي وصلت لنا حتى اليوم، امتدت في نماذج يدرسها المؤلف لأسماء اخرى مثل: كالديرون لاباركا، كبيدو وثربانتس نفسه.


في الختام يتناول المؤلف واحدة من كلاسيكيات الآداب الاسبانية المعروفة وهي المسماة بالرواية الصعلوكية والتي يمثلها خير تمثيل رواية (لاثاريو دي تورميس)، البوسكون، عثمان الدراجي واخريات غيرها ان المؤلف سيركز بالدرجة الاساس على (تورميس) التي تعد الاولى من نوعها والغريبة عن محيطها آنذاك ان رواية حياة لاثاريو دي تورميس وحظوظه ومصائبه (سبق وترجمناها الى العربية) لكاتبها المجهول الهوية، وابتداء بها وليس بغيرها تنالت اعمال اخرى سواء باللغة الاسبانية او بلغات اخرى، مما جعلها تشكل نمطا روائيا جديدا سيحمل تسمية ستخلق ولاشك، شكلا منفردا ورائدا في الادب النثري العالمي وهو ما نعنيه هنا الرواية الواقعية ومن المفيد القول هنا ان رواج الرواية لم يكن في ترجمتها بل تعدى ذلك الى ان يشرع اكثر من كاتب الى محاكاتها والكتابة على منوالها كما انها لم تسلم كذلك من ان يقوم مجهول وكاتب آخر معروف مثل خوان دي لونا بكتابة جزء ثان للرواية طبعا ونشرهما ويعاد نشرهما الى اليوم، وان كان نص دي لونا ارقى اسلوبا ومحاكاة لنص الرواية الأصلي.


ان رواية «لاثاريو دي تورميس» نموذج ادب الصعلكة الاول في آداب اسبانيا لها العديد من المزايا التي تجعل منها رواية معاصرة على الرغم من مرور اكثر من اربعة قرون على كتابتها بفضل اسلوبها الحي، وانماط الحكي وتصوير تفاصيل الحياة باسلوب واقعي جديد ومتجدد في آن واحد، والرواية على الرغم من صغرها (ما يجعلنا نطلق عليها رواية قصيرة) الا انها رواية متكاملة العدة والعناصر محبوكة بشكل ماهر فريد وبادئة بطريقة سردها في الاداب الاوروبية آنذاك مما مكنها من هذا الانتشار الواسع وتداولها عبر طبعات مختلفة وبلغات عديدة.


ان كتاب (الكلاسيكيات الاسبانية) وان وقف عند محطات دون غيرها الا انه أشر لأهم ظروف المساهمة بتعريف نص على كونه كلاسيكيا ومعاصرا بالوقت نفسه، كما انها لفتة واعية لما نسميه بتعليم النصوص المستحقة عن غيرها بما يشبه عرضا مسرحيا متقنا وان كان نخبويا.


عبدالهادي سعدون
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م