مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-07-2003, 09:03 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: السباق إلى العقول (52) الرحلات والمخيمات..

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل.. الحلقة (52) الجزء الثاني..

[الوسائل.. والغايات].

الوسيلة الثالثة عشرة: الرحلات والمخيمات.

أولاً: الرحلات.

كثير من الناس يرغبون في ترك منازلهم أو بلدانهم والرحيل عنها لأهداف متنوعة، منها تغيير نمط حياتهم الذي ألفوه في غالب أوقاتهم وحصل لهم منه ملل وسآمة..

فيحبون أن يمتعوا أنفسهم بالانطلاق من ذلك النمط، كالتدريس والدراسة للمدرس والدارس، والأعمال الإدارية للموظفين في مكاتبهم على تنوعها واختصاصاتها، والأعمال الهندسية كذلك، كالمهندس المعماري والمهندس الزراعي، والمهندس الكهربائي، وغيرها من الأعمال الكبيرة والصغيرة.

وهذه الرحلات قد تكون قصيرة كالإجازة الأسبوعية، وقد تكون متوسطة كإجازة نصف السنة، وقد تكون طويلة كالإجازة الصيفية، وقد لا يكون بعض الناس مقيداً بعمل معين في مكان معين ولكنه يحب أن يضرب في أرض الله الواسعة...

وأكثر الناس لا هدف لهم إلا التمتع العادي والاستجمام.

ومنها - أي أهداف الرحيل - الاطلاع على بعض المناطق أو البلدان والتعرف عليها جغرافياً، أو اجتماعياً ومعرفة عادات أهلها، وسلوكهم وحضارتهم، ونظمهم الإدارية، وحالتهم الاقتصادية وسلعهم المتوافرة، وغير ذلك من المعارف المتعلقة بأهل البلد، والناس يختلفون في الاهتمام بشيء مما ذكر أو أشياء.

ومنها التجارة ومعاملاتها، بيعا أو شراء أو ما يتعلق بهما.

ومنها طلب العلم - أي علم كان مما يرغب فيه الدارس - ..

ومنها أداء وظيفة كُلِّفَها من قبل دولته، كالوظائف الدبلوماسية وما يتعلق بها، أو التدرب على أعمال خاصة في دورات محددة.

ومنها قضاء أوطار هابطة ومزاولة أعمال فاسدة، لا يستطيع المرء الحصول عليها بحرية كاملة في بلاده، كتناول المسكرات والمخدرات والولوغ في مستنقع الشهوات والفواحش، وغير ذلك من الأهداف المباحة أو المحرمة.

ولكن هناك أهدافاً أخرى عليا يحرص عليها المؤمن التقي وبخاصة الراغب في هداية الناس بمنهج الله..

ومن تلك الأهداف:

الأول: تقوية المسافر إيمانه:
بسياحته في الأرض ونظره في الكون وتأمله فيه وأخذ العبرة منه، سواء مشى على قدميه أم استقل دابة، أم صعد إلى السماء في طائرة، أم ركب سيارة أو قطاراً، أم مخر عباب البحر في سفينة.

فهو عندما يسيح في الأرض يرى كل شئ في الكون كأنه جديد: البحار والأنهار، والغابات، والحيوانات، والسحاب والمطر والجبال، والكواكب، والبشر الذين تختلف ألوانهم ولغاتهم وعاداتهم وغير ذلك..

كما أن في الاطلاع على آثار الماضين - صالحين أو طالحين - عبرة لمن اعتبر، فيزداد المعتبر باعتباره صلاحاً، ويهرب من الاتصاف بفساد الفاسدين..

قال تعالى: (( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ.. )) [الأعراف:185].

وقال تعالى: (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )) [يونس:101].

وقال تعالى: (( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [الروم:50].

وقال تعالى: (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )) [البقرة:164].

وقال تعالى: (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) [الحج:46].

وقال تعالى: (( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )) [آل عمران:137].

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في هذه المعاني.

الثاني: الدعوة إلى الله:
وبيان الحق للناس والحث على قبوله، وبيان الباطل والحض على تركه والبعد عنه..

فقد سن الله تعالى لملائكته الانتقال من مواطنهم في السماء، والهبوط منها إلى الأرض لتبليغ وحيه إلى رسله..

وكذلك شرع لرسله عليهم السلام أن يرحلوا من أجل إبلاغ الحق إلى الناس في بلدان نائية وتوطين الحق وأهله فيها..

كما سافر إبراهيم عليه السلام بزوجه هاجر إلى مكان البيت الحرام، وتركها هنالك وولدت ابنه إسماعيل عليه، ثم بني بعد ذلك معه البيت، فكان ذلك نواة لانبثاق الرسالة الخاتمة بعد ذلك التي انطلقت من هناك..

وهكذا كان للرسول صلى الله عليه وسلم نصيب وافر في ذلك، حيث كان يؤم أسواق الناس ومخيماتهم بل وقراهم، مبلغا دعوة الله كما حصل له ذلك مع أهل الطائف..

وهكذا هاجر هو وأصحابه إلى المدينة، حيث قامت دولة الإسلام، وقبل ذلك هاجر أصحابه إلى الحبشة، فراراً بدينهم ودعوة إليه، وقد بذروا الإسلام في الحبشة التي استوطنها قبل غيرها من مدن الجزيرة العربية بما فيها المدينة المنورة، ولا زال راسخا فيها إلى اليوم برغم كيد أعدائه له ولأهله..

وهكذا انطلق الصحابة والتابعون فيما بعد بالحق إلى كل أنحاء الأرض المعروفة آنذاك، فارتفعت راية الإسلام ودولته في مشارق الأرض ومغاربها.

الثالث: رفع راية الجهاد في سبيل الله:
لتحطيم الحواجز التي توضع للصد عن سبيل الله والدعوة إليه، ولدفع عدوان أعداء الإسلام وتحصين الثغور منهم.

وقد بسطت القول في هذا في مجلدين كبيرين بعنوان: الجهاد في سبيل الله، حقيقته وغايته، وسيأتي توضيح كون الجهاد وسيلة من وسائل السباق إلى العقول، ليس لإكراه الناس على الدخول في الإسلام وإنما لفتح المجال لإبلاغ الحق وسماعه.

الرابع: تفقد أحوال المسلمين:
ومد يد العون لهم من ذوي اليسار والغنى، بإنشاء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية وغير ذلك مما المسلمون في أمس الحاجة إليه في كل مكان، ولا سيما الأقليات منهم في البلدان غير الإسلامية.

الخامس: التأثير في السباق إلى العقول بالحق:
مثل الرحلات العبادية، كرحلات الحج والعمرة من بلدان المسلمين القريبة والبعيدة، فإن أجواء هذه الرحلات مهيأة للأخذ والعطاء، صاحب الحق القادر على إبلاغه يعطي، ومرافقه المحتاج إلى سماع ذلك الحق يسمع ويأخذ.

السادس: الرحلات التي ينبغي أن ينظمها أهل الحق للشباب:
لتحقيق إبلاغ الحق إلى عقولهم وإقناعهم به بالطرق والأساليب الممكنة المناسبة، سواء كانت رحلات استجمام أو رحلات صيد أو رحلات رياضية، أو غيرها.

إن هذه الأهداف وغيرها من الأهداف الحميدة النافعة، ينبغي أن تبين للمسلمين وأن يضعوها نصب أعينهم وهم يرحلون من بلادهم، وإذا تمكن القادرون على السباق بالحق إلى العقول من مرافقة الراحلين من إخوانهم وأبنائهم في أسفارهم، فعليهم أن يغتنموا الفرصة بتطبيق هذه الأهداف فيهم عملاً.

ولما كان الراحل معرضاً للمغريات والشهوات والتعامل مع غير أهل بلده ممن لا يعرفونه، و قد يدفعه ذلك إلى عدم الاحتراز عن مقارفة بعض الخلال السيئة في غربته، بخلاف بلده الذي يعرفه فيه أهله وجيرانه ومجتمعه، ولهم أخلاق وعادات يلتزمون بها ويعدون الخروج عنها شاذاً عن ضوابط حياتهم..

ولما كان الشارع يريد منه الالتزام بضوابط الشريعة في سفره كحضره، ويزيد على ذلك الإكثار من فعل الخير بما في ذلك الدعوة إلى الله وهداية الضال بإبلاغ الحق إلى العقول، فقد شرع الله له دعاء يلجأ به إليه عند سفره، ليحقق له به كل تلك الأهداف وغيرها من أعمال الخير..

وهو يبدأ بهذه العبارة العظيمة التي تعتبر - مع كونها دعاء - توجيها للمسافر ليبني تصرفاته عليها:
[اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى...].

وتأتي في أثنائه هذه العبارة الدالة على حرص المسافر على حفظ الله إياه حفظاً يجعله هو وأهله ممن يلازمون البر والتقوى والعمل بما يرضي الله: [اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل...].
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م