مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-08-2003, 04:31 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: السباق إلى العقول.. (54) مسؤولية أهل المال..

السباق إلى العقول.. بين أهل الحق وأهل الباطل.. الحلقة (54)

الوسيلة الخامسة عشرة: المال.

وهذه الوسيلة هي الوسيلة المادية الأساسية التي تحرك معظم الوسائل، وبدونها تنحصر الوسائل الأخرى في زوايا ضيقة وقد يفقد كثير منها لفقد هذه الوسيلة..

ولهذا كان شأن المال عظيماً في الجهاد في سبيل الله، الجهاد الشرعي الشامل لكل نشاط يقوم به الإنسان في مرضاة الله، ومنه قتال أعداء الإسلام المشروع..

فالجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس ومقدم عليه في الذكر في القرآن الكريم، إلا في موضع واحد..

قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) [الصف:10-11].

وقال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) [التوبة:20]. وغيرها كثير.

وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) [التوبة:111].

والسباق إلى العقول بالحق، نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله بمعناه الشامل وتدخل فيه جميع الوسائل السابقة، والمال من أهم وسائل القيام بها.. [راجع كتاب الجهاد في سبيل الله.. حقيقته وغايته.. للمؤلف (1/48) وما بعدها].

فالتعليم يحتاج إلى معلم مكفِّيٍّ في رزقه، وكفايته في المال..
والتعليم يحتاج إلى مشرف ومدير مؤمَّن الرزق، وتأمينه في المال.
والتعليم يحتاج إلى مناهج وكتب، وهذه تقوم بها لجان واللجان تحتاج إلى المال، والكتب تحتاج إلى طباعة والطباعة لا تتيسر إلا بالمال، وهكذا جميع وسائل التعليم لا تحصل بدون مال.

والمساجد تحتاج إلى أرض وبناء وأئمة ومؤذنين ومدرسين ولوازم أخرى كثيرة، وبخاصة إذا كان المسجد مجمّعاً شاملاً لنشاطات كثيرة، تعليمية ودعوية واجتماعية وثقافية وصحية وغيرها، وكلها لا تقوم إلا بالمال..

والإعلام، وقد عظم خطره في هذا العصر وتشعبت أنواعه، وهيمن على الكرة الأرضية.. وأصبح يكوِّن عقول الناس بالقراءة والسماع والمشاهدة، بمواد يصعب إحصاؤها..

ودعامته المادية الأساسية هي المال، وبه يستطيع المسلمون أن يوجدوا الرجال الإعلاميين والفنيين والعلماء الشرعيين والمؤلفين، والأدوات من راديو وتلفاز وجرائد ومجلات وأقمار صناعية ومسجلات وشرائط كاسيت وفيديو، ويغطون كل العالم بإبلاغ الحق إلى عقول الناس، وكيف يمكن ذلك بدون مال؟!.

والمؤتمرات والندوات تحتاج إلى رجال متخصصين وكتاب وعلماء ومفكرين يدعون لحضورها، وهم يحتاجون إلى نفقات تنقل وسكن وإعاشة.. وتحتاج إلى لجان إدارية وفنية وإعلامية، وكلها لا بد لها من المال..

والنوادي بأنواعها قوامها - بعد الرجال - المال، وهكذا الرحلات والمخيمات والاتصالات كلها لا بد لها من المال.

وهكذا قوافل الدعاة التي يجب أن تنتشر في الأرض لإبلاغ الحق إلى عقول الناس، لا قدرة لها إلا بالمال.

ومن هنا نعلم عظم وسيلة المال في السباق إلى العقول.

مسؤولية الموسرين في السباق إلى العقول..

ومن هنا يجب أن يعلم الأغنياء والموسرون عظم مسؤوليتهم أمام الله في السباق إلى العقول بالحق..

فأكثر الأغنياء لا قدرة عندهم على أن يباشروا بأنفسهم العمل في هذا الميدان، إما لعدم العلم الذي به يسابقون إلى العقول، وإما لضيق أوقاتهم ومشاغلهم الكثيرة في جمع المال وحفظه وتصريفه..

ولكنهم قادرون على تحريك كل قادر على الإسهام في هذا الميدان بكل الوسائل السابقة.

وإذا كان الواجب على العالم أن يبين بعلمه الحق للناس ويسبق به أهل الباطل إلى العقول..

وإذا كان الواجب على المعلم أن يجتهد في تعليم النشء العلوم الإسلامية وما يخدمها..

وإذا كان الواجب على الإعلامي أن يوصل الحق إلى عقول الناس في تخصصه..

وإذا كان الواجب على القادر على التأليف أن يعكف على الكتابة ويخرج للناس الحق في كتب ونشرات..

وإذا كان الواجب على المهندس أن يصنع الميكرفون واللاقط والراديو والمسجل والكاسيت، لنقل الحق إلى عقول الناس..

فإن الواجب على الغني أن يمول كل أولئك وتخصصاتهم مما رزقه الله.

وكل وسيلة للسباق بالحق إلى العقول، يتوقف استغلالها على المال، فإن إثم العجز عن استغلالها يقع على أغنياء الأمة الإسلامية، وبخاصة ولاة الأمر فيها.

فكم من داعية يحترق قلبه يرغب في التنقل وإبلاغ الحق والسبق به إلى العقول أقعده عدم المال عن بغيته؟

وكم معلم كفء قادر على تعليم أبناء الأمة الإسلامية ما ينفعهم ويوصل الحق إلى عقولهم، عجز عن وظيفته بسبب حاجته وكده لجمع رزقه ورزق أهله، ولم يجد من ينفق عليه ليتفرغ للتعليم؟.

وكم كاتب عنده من الأفكار ما يحمي به عقول أبناء المسلمين من الباطل ويوصل به الحق إلى تلك العقول، لم يجد صحيفة تنشر له أفكاره؟

وكم مؤلف تكدست عنده الكراريس النافعة المفيدة لم يجد من ينشر له كتبه؟

وكم قرية أو مدينة أو حارة احتاج أهلها إلى إقامة مسجد أو وجود إمام كفء متفرغ، لم يتح لهم ذلك بسبب عدم وجود المال؟

وكم بلد يمكن أن تتخذ فيها وسائل إعلام لنشر الحق والرد على الباطل، لم يحظ أهله بذلك للعجز المالي؟

وكم من الناس يتيه في ضلال الكفر وسيئ الأخلاق، لم يجد من يهديه إلى الإسلام ومكارم الأخلاق..

ولو وجد المال لوجد الهادي؟

إن غنياً واحداً من أغنياء المسلمين، قادر على إنشاء جامعات وتمويلها..

وإن غنياً آخر، قادر على إنشاء إذاعة أو إذاعات وتمويلها..

وإن غنياً واحداً قادر على إنشاء محطة فضائية أو محطات للبث التلفزيوني.

وإن غنياً واحداً قادر على إنشاء عدد من الجوامع والمساجد والإنفاق عليها.

وإن غنياً واحداً قادر على إيجاد مطبعة أو مطابع لنشر الكتب والعلم والفكر.

وإن غنياً واحداً قادر على إنشاء دار أو دور للترجمة وتولي الإنفاق عليها.

وإن غنياً واحداً قادر على كفالة عدد من الدعاة في أقطار العالم، وعلى الإنفاق على قوافل منهم تجوب الأرض لإبلاغ الحق إلى عقول الناس.

وإن غنياً واحداً قادر على كفالة عدد من الطلبة المسلمين لإكمال دراساتهم في مجالات متنوعة من التخصصات..

وإن غنياً واحداً قادر على إيجاد وسائل مواصلات، في البر أو البحر أو الجو للدعوة إلى الله ومنافسة أعداء الله من المنصرين..

وإن غنياً واحداً قادر على إيجاد ملاجئ لأيتام المسلمين، الذين نزلت بهم نوازل العدوان والحروب والمجاعات والكوارث..

فتسابق إلى إيوائهم وملء عقولهم بالباطل أهل الباطل من اليهود والنصارى والملحدين..

ولو بذل الغني المسلم من ماله ما يوفر لهم الملجأ والطعام والشراب، والدواء والمدرس، لصان بذلك عقولهم من الباطل وملأها بالحق..

فكيف لو اجتمع أغنياء المسلمين ونسقوا فيما بينهم، وأسندوا وضع أهداف السباق إلى العقول وخططها ووسائلها إلى أهل العلم والدعوة والفكر والخبرة..

ثم شرعوا في بذل الأموال واستثمارها وتحبيسها على مصالح المسلمين التي تحقق تلك الأهداف والخطط والوسائل..؟؟؟
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م