مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-12-2003, 10:08 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: سبب الجريمة (15) أثر خشية الله..

سبب الجريمة.. الحلقة (15)

أثر خشية الله في الوقاية من الجريمة..

وكلما كان العبد أكثر خشية لله وخوفاً منه، كان أكثر طاعةً له وبعداً عن معصيته، وكلما كان أقل خشية وخوفاً منه كان أكثر جرأة على معصيته واعتداء على حقوق عباده.

والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً، نذكر بعضها على سبيل التمثيل.

إن الملائكة الكرام لما كَمُلَ خوفهم من ربهم لم يعصوه طرفة عين، بل استقاموا على طاعته وفعل أمره في كل لحظه من لحظات عمرهم..

كما قال تعالى عنهم: (( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) [النحل:49-50].

وهكذا كان الرسل عليهم السلام أشد خشية لله من سائر الناس، فكانوا أشدهم طاعة وأبعدهم عن معصية الله، وأعلى طاعة الله تعالى تبليغ رسالته للبشر وعدم المبالاة بما يحصل منهم من الأذى والصد عن سبيل الله..

لهذا قال تعالى عنهم: (( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلا اللَّهَ وَكَفي بِاللَّهِ حَسِيباً )) [الأحزاب:39].

ولما تقالَّ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة نبيهم، لأنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأرادوا أن يبالغوا في التقرب إلى الله تعالى والتبتل إليه، رد عليهم بأنه أكثر خشية لربه وأشد طاعة وتقوى..

كما في حديث أنس بن مالك، رضى الله عنه يقول:
"جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها..
فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً..
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر..
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا..

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ). [البخاري (6/116)].

وقد خص الله تعالى من يخاف وعيده بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتذكيره؛ لأن خوفه ربه يدفعه إلى الاستجابة للتذكير بخلاف من لا يخاف فإنه لا يستجيب لما يذكر به..

كما قال تعالى: (( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ )) [قّ:45].

والذين يخافون الله لا يتبعون أهواءهم، بل يخالفونها ويصبرون على طاعة ربهم رغبة في رضوانه ودخول جنانه..

كما قال تعالى: (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )) [النازعـات:40-41].

والذين لا يخشون الله يتكبرون عن طاعته، ويتعالون على خلقه، فينالون سوء المصير في الدنيا والآخرة..

كما قال تعالى عن فرعون: (( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى )) [النازعات: 17-26].

فالخشية سبب في الانتفاع بالذكرى والطاعة لله، وعدمها سبب في إتيان المعصية والشقاء..

(( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى )) [الأعلى:9-10].

وتأمل قصة ابني آدم كيف كان خوف الله مانعاً لأحدهما من مد يده إلى الآخر، وعدم خوف الله سبباً في إقدام الآخر على أول جريمة قتل ارتكبت في بني البشر..

قال تعالى: (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) [المائدة: 27-30].

وخشية الله لا تمنع أهلها من الإقدام على المعصية والشر فحسب.. بل تجعلهم يتسابقون إلى الطاعة والخير، مع خشيتهم من عدم قبول ما يقدمونه من الخير..

كما قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )). [المؤمنون: 57-61].

وقد دلَّت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على ما دلَّ عليه القرآن..

أن خشية الله سبحانه وتعالى تمنع صاحبها من ارتكاب معصيته والاعتداء على حقوق عباده، حتى في حالة طلبه للمعصية وتمكنه منها، إذا ما تذكر علم الله المحيط بكل شيء، فإنه يقلع عن المعصية وهى بين يديه..

ومن أعظم ما وقع في التاريخ، ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصة الثلاثة الذين أووا إلى غار فانحطت الصخرة فسدت منفذ خروجهم، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فأفرج الله عنهم..

وكان توسل أحدهم قوله: "اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمى، كأشد ما يحب الرجل النساء..
فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار..
فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها..
قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه..
فقمت وتركتها.. فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة....
قال: ( ففرج عنهم ). [البخاري (3/37،38) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً..].

إن الذي يسعى جاهداً في تعاطي ما حرم الله من الشهوات، ثم إذا تمكن مما سعى إليه ذُكِّر بالله فذكر.. وأُمِر بتقواه فاتقى.. وترك ما حرم الله عليه ابتغاء وجهه وخشية لقائه بالمعصية.. إن هذا الذي هذا حاله لجديرٌ أن يأمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم.

ولهذا كان القرآن الكريم يربي المؤمنين على الخوف من الله تعالى، وهكذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

لأن الخوف من الله في السر والعلن هو الوازع القوي الذي يلازم صاحبه في كل حال ويدفعه إلى الطاعة ويحجزه عن المعصية، ولهذا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..

( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها – ف - قال: إني أخاف الله ). [البخاري (8/20) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً..].

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بتقوى الله أينما كانوا ليشمل ذلك سرهم وعلانيتهم..

كما في حديث أبى ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما:
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( اتق الله حيثما كنت.. ). [الترمذي (4/355،356) وقال: هذا حديث حسن صحيح].

قال ابن رجب، رحمه الله:
"مراده في السر والعلانية، حيث يراه الناس وحيث لا يرونه، وقد ذكرنا من حديث أبى ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته ). [الحديث في مسند الإمام أحمد، برقم (21613)].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ). وخشية الله في الغيب هي من المنجيات...

إلى أن قال:
"فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر..

وإلى هذا المعنى الإشارة في القرآن بقوله: ((..وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))
[النساء: من الآية1، جامع العلوم والحكم ص: 140 وما بعدها..].

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م