كيف تواجه النقد الآثم
الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه, شتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ, أنك سوف تواجه في حياتك حرب ضروسا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتستطع وتلمع، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما و أنت بين أظهرهم فأنتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ويغض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط, والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحاً، أو علما ، أو أدبا ، أو مالا ، فأنت عندهم مذنب حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليداً غبياً ، صفراً محطماً، مكدوداً هذا ما يريدون بالضبط.
إذا فاصمد لكلام هؤلاء و نقدهم و تشويههم وتحقيرهم "أثبت أحد", و كن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك،ألا فصفح الصفح الجميل , ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء و لن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم (قل موتوا بغيظكم) .
بل تستطيع أن تصب في أفواههم هؤلاء الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك . إن كنت تكون مقبولا عند الجميع، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلا وأملت أملا بعيدا .
|