ظــلـّة طــود

[العنود النبطيه]

اخوتي الاحبة
وصلتني هذه القصيدة من استاذنا الكبير الصمصــــــام
فاحببت ان اشارككم بها
ونرجو ان تكون مساحة لنا لدعوته للعودة
ومساحة له ليعود من خلالها لنا

أراكَ بـقــلبي وضِـيء المـحــيـّا
كـما الفــجـــر تبدو بهــيـّا ً نقـيـّا

وحـــولك ســـود البراقـــع ذلـّوا
ووجهـك كـشْـفٌ يعـرّي الدعـيـّا

أراك شـمـوخـاً كما كـنت تحـــيا
وها أنت تمضي كماعـشـت حيـّا

فـعـيدك عـيدين عــيد الأضاحي
وعـــيد الخـتام كما شـــئت ز ِيـّا

لمــجـدك ترقى صروح المعـالي
فـكانوا الأسافــل كنت العَــــــليـّا

وظـنّ الطغــام بعـــــــــودك لين ٌ
فما وجــدوك سـوى سـمـْـهــريـّا

أرادوا لعـــــــزّك بعـض خـنوع ٍ
ولكن ظـللت عـــليهم عَــــصـيـّا

وحــــدّك يمـضي ليثخــن طعـْـنا ً
كذا كنت دوماً رَســوباً مَــضـيـّا

وطأت الرؤوس بنعـــلك كـــبْراً
جـــباه الأراذل صـارت حُــــذيـّا

نـتـقــــت عـليهــم كـظـلـّة طـودٍ
وتحــتك ضجّــــوا إليك جـِــثـيـّا

وهاجوا وماجـوا وكنت فـخــاراً
هــتكت الرغال فضحت الخـفيـّا

نظـرت إليهـم بكــلّ احــــــتـقـار
وقـــصـفـــــــــك دوّى إليّ إلـيـّا

أهــذي المراجـــل يانســل ســـوء ٍ
ســتـبـقـــون دوماً جـعــالاً دنـيـّا

فهاتوا الجـيوش وحـثوا الجـموعَ
لأنـتـم بعــــيـنيَ أهـــون شــــيـّا

هـَــزيمـــك باق ٍ يزلزل فــيهـــــمْ
قــلوبٌ ســتخـلع صبْحـاً عـشــيـّا

فـيطرد عـــنهـــم لذيذ مــــــــنامٍ
كوابيس رعــبٍ تـشــيب الصبيـّا

لعــمـري أنت مــــثال الرجـــالِ
ورمـــز البطولة روح الحــمــيـّا

وماكـنت يومـاً تبالي بحــــــتـفٍ
فــتـســـعـى إليه بعـــزمٍ حـــفـيـّا

وما المـــوت إلا بـسـاحــك لهــو ٌ
فــمُـــرّ المـــنايا لديك شــــهـــيـّا

أراك فـأســـمـــــو وأعــــلم أنـّي
عـرفــتـك حـــرّاً عــزيزاً ســنيـّا

طـغـــــيـت زمــانا ً وأفـْـقـه ذاكَ
ومـــوتـك أضـحى لذاك أســــيـّا

نضـالك وارى جـــراحـاً تـوالتْ
بطوق المـشـانق حــزت الثـريـّا

كرهـتك حــيناً عــشـقـــتـك حـينا ً
وفي الحـــــالتـيـن أراك مــــليـّا

صمــودك فـخــر ٌ وقـلبك صخـر ٌ
ذهــبت وحـــيدا ً تركــت الدويـّا

فما مــتّ لكن رســخــت خـــلودا ً
كـنـخـــل العـــراق عـــذيـّا أبـيـّا

فأنت العـــراق ولحــن العـــراق
وصـوتـك فــيـنـا ســيـبـقـى نـديـّا