مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-10-2004, 06:08 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation شقيق مايكل جاكسون :

[color=blue]
شقيق مايكل جاكسون


شقيق مايكل جاكسون: إشهار إسلامي في السعودية فاجأ أفراد أسرتي بأميركا

اشتهرت عائلة جاكسون الاميركية بالغناء والموسيقى. فقد كون جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة من ابنائه. وكانت فرقة "جاكسون فايف" في بادئ الامر من انجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولايات المتحدة الاميركية، وذاع صيتها في السبعينات وحصلت على شهرة عالمية واسعة. وسارت هذه الفرقة الغنائية الموسيقية من نجاح الى نجاح وتربعت على قمة الغناء الموسيقي الشعبي في اميركا.
كما ان اسطواناتها واشرطتها حصلت على اعلى الايرادات. وتصدرت اغنياتها قائمة الاغنيات الاكثر مبيعا على نطاق العالم في ذلك الوقت. ومن ثم كبر هؤلاء الفنانون الموهوبون، وتفرقت بهم سبل الحياة الغنائية الموسيقية، فكون كل واحد منهم فرقته الخاصة. ولكن ظلت الاسرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغناء والموسيقى.
ففي وسط هذا الجو الغنائي الموسيقي نشأ جيرمين جاكسون شقيق المغني الاميركي المعروف مايكل جاكسون. فجيرمين ينتمي لاسرة فنية لا يجهل احد شهرتها واثرها في خارطة الاغنية الشعبية الاميركية. وكانت تنشئته وتربيته في هذه الاجواء الفنية التي تركت اثرا واضحا في مسار حياته الى يومنا هذا.
لقد بدأ جيرمين جاكسون رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام من رحلة فنية الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، حيث كان مرافقا لاخته الكبرى. فهناك عرف حقيقة الاسلام من افواه الاطفال.

قال جيرمين جاكسون: عند زيارتي الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط في عام 1989 بصحبة اختي الكبرى، حيث زرنا خلال هذه المرحلة البحرين ورحب بنا الكثيرون. وكنت مرة اتبادل الحديث مع الاطفال في المنامة خلال تلك الرحلة. فمن جملة اسئلتهم البريئة سؤال كان عن ديني، فأجبتهم بأنني مسيحي، وسألتهم بدوري عن دينهم، فأجابوني بصوت واحد ان دينهم الاسلام. وكانوا فخورين جدا بالانتماء لهذا الدين، وانطلقوا في الحديث عنه. وسألتهم اكثر عنه وصار كل واحد منهم يحدثني عن الاسلام بطريقة ادهشتني، فهؤلاء الاطفال الذين احببتهم كانوا فخورين جدا بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة.

اعتناق الإسلام
ويروي جيرمين قصة اسلامه وتفاصيلها في حوار اجرته معه مجلة "المجلة" في العدد 966 قائلا: انني بعد عودتي من البحرين والحديث مع اولئك الاطفال عن الاسلام تيقنت من انني سأصبح مسلماً. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابني منذ فترة وافصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد عن الاسلام. وسافرت معه الى المملكة العربية السعودية لأتعرف على الاسلام اكثر فأكثر، وهناك اعلنت اسلامي.
ولما كان جيرمين جاكسون محبا لاسرته وعاشقا للغناء والموسيقى منذ نعومة اظفاره، رأى انه لن يتخلى عن الغناء والموسيقى، بل اصبحت له رسالة من نوع جديد، فبدلا من ان يعتزل الفن، بدأ يشعر من خلال اسلامه بدفعة جديدة لتقديم المزيد ضمن مشواره الفني راغبا في الاستفادة من الاضواء وآلاف المشجعين المحبين له، وذلك بتقديم رسالة من نوع جديد.

إجابات على أسئلة حائرة
ويواصل جيرمين جاكسون الحديث عن بداية مشواره في رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام، حيث يقول: سافرت مع صديقي علي قنبر الى مدينة الرياض لمعرفة المزيد عن الدين الاسلامي، ومن هناك سافرت الى جدة واصطحبتني اسرة سعودية كريمة بعد اعتناقي للاسلام الى مكة المكرمة لاداء العمرة.
ويصف جاكسون انه بعد اسلامه شعر بأنه ولد من جديد بحق وحقيقة.
ويقول: كانت لدي العديد من الاسئلة الحائرة التي ابحث لها عن اجابات، خاصة الاسئلة المتعلقة بالمسيحية وعيسى عليه السلام، فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه الاسئلة لحظة اعتناقي الاسلام. وقد كنت في حيرة من امري كمسيحي نشأ في اسرة متدينة، اذ كان يحيرني دائما ان الانجيل مكتوب على ايدي اشخاص عاديين. وكان دائما يخطر ببالي ان هؤلاء بشر فكل واحد منهم سيراعي نفسه ومجموعته في ما يكتب، بينما القرآن كتاب الله حفظه الله على مر السنين والاجيال "انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون". وفي السعودية وجدت اشرطة جميلة جدا للمغني البريطاني السابق والداعية الاسلامي يوسف اسلام، وفيها مناظرة حول الاسلام والمسيحية ومنها تعلمت الشيء الكثير.

حملة إعلامية جائرة
ويتطرق جاكسون الى ان هناك حملة اعلامية سيئة ضد الاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الاميركية، ومما اعجب له ان الناس العاديين في اميركا يصدقون هذه الحملة الاعلامية الجائرة لجهلهم بحقيقة الاسلام وسماحة هذا الدين. ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبير بين الاسلام والمسيحية في كثير من الطروحات الا ان التشويه الموجه ضد الاسلام اكبر بكثير.
وقال جاكسون: ان الحملة الاعلامية الجائرة في اميركا ضد الاسلام والمسلمين لم تقتصر على اجهزة الاعلام المختلفة، بل ان هوليوود عاصمة صناعة السينما الاميركية تحاول في ما تنتجه من افلام ان تصور للناس ان المسلمين ارهابيون وقتلة واشرار. ولقد عرفت من خلال تجربتي قبل اعتناقي الاسلام وبعده ان الناس عليهم الا يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلام تسيء الى الاسلام والمسلمين. وان هذا التشويه يؤلم كل مسلم ويجعله يتمنى لو انه يستطيع تغيير هذه الصورة بصورة الاسلام الحقيقية اسلام الحضارة والنور، اسلام التسامح والاخاء.

الإسلام.. والحل
وقال جاكسون: لقد قدم لي الاسلام حلا لكل مشكلاتي، فأصبحت انسانا بلا اي مشاكل. وكنت من داخلي اتغير بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماما وغيرها من الاشياء المحرمة امتثالا لاوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق الاسلام، نظمت ضدي حملة واتهموني باني عدو للسامية، وانه بحكم اسلامي لا يمكن لي التعايش مع الاخرين، وهذا هراء، فان الدين الاسلامي دين تعايش في سلام وامان مع الاخرين.

الحكمة من تعدد الزوجات
اما عن صدى اسلامه وسط افراد اسرته، يقول جيرمين جاكسون: ان والدته علمت بخبر اسلامه من وسائل الاعلام قبل وصوله الى الولايات المتحدة الاميركية من المملكة العربية السعودية، حيث اشهرت اسلامي وقمت بأداء عمرة في مكة المكرمة. فوالدتي انسانة متدينة وملتزمة بدينها، فلذلك كان سؤالها لما جئت الى المنزل، اذا ما كنت متأكدا تماماً من هذا الخيار الذي اريده فعلا، وكان جوابي ان الاسلام هو الخيار الذي اريده فعلا.
اما عن صدى اسلامه وسط اخوته واخوانه، يقول جيرمين: كان قراري باعتناق الاسلام قرارا مفاجئا لكل افراد اسرتي، ولذلك اندهشوا لقراري، ولما يسمعونه عن الاسلام والمسلمين من وسائل الاعلام المختلفة، منها مثلا ما يسمعونه عن تعدد الزوجات، فالاميركيون لا يفهمون ابدا الحكمة من اباحة تعدد الزوجات بالرغم من ان الخيانة الزوجية منتشرة في المجتمع الاميركي، بينما يبيح لك الاسلام ما دمت قادرا على الانفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدلا من مشاكل الطلاق والخيانة الزوجية.
واضاف جيرمين: ان المسلمين في العالم العربي محبون لزوجاتهم واطفالهم، والمرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيرا من الاميركيين لا يفهمون هذا، ولقد اعجبت كثيرا باسلوب التربية في المجتمعات الاسلامية.
وقال جيرمين جاكسون انه عادة لا يقرأ الا القرآن الكريم، على الرغم من انه يمتلك الكثير من الكتب الاسلامية، لكنه يشعر بان هذه الكتب تصدر جميعها من القرآن الكريم، فلذلك يحرص دائما على قراءة كتاب الله.

إعداد: إمام محمد إمام
[/size]






__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 04-10-2004 الساعة 06:17 AM.
  #2  
قديم 07-10-2004, 02:08 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Red face قصه / إغتصاب فتاة :

قصه / إغتصاب فتاة

حدث في احدى مدارس الثانويه للبنات موقف محزن ..
بدايه الموضوع انها فتاه في العشرين من عمرها ..مجده في دراستها .. ومتفوقه ... في بدايه الامر .. كانت هناك فراشه لهذه المدرسه ... وكانت سيئه الاخلاق .. كانت عيناها تنطق بالشر والفساد ....

حيث كان عمرها 48 عاما .... وكان لها عده معارف من جنس الرجال .. حيث اتفقت مع احدى الشباب على ان تقدم له ولرفاقه احدى بنات المدرسه ... وذلك مقابل 1000 ريال ..... فرفضت ... بحجه ان المبلغ كان قليل...

الا ان الشباب استطاعوا ان يقنعوها .. وذلك لقولهم بانها لن تكون المره
الاخيره وسوف يكرمونها في المرات القادمه ..فوفقت ...وبعد عدة اسابيع من الاتفاق وقع اخيار الفراشه على تلك الفتاه التى تحدثت عنها في بدايه القصه ... بعد ان وقع الاختيار عليها .. اخذت الفراشه في تدبير الخطه ... فقد قامت باخفاء العبايه والتى كانت في غرفه خاصه مع عبايات زميلاتها


ومع انتهاء اليوم الدراسي تفاجئت الفتاه باختفاء العبايه ... فاخذت تفتش عنها ...حتى وصلت الى الخاله .. والتى هي فراشه المدرسه ....هنــــــــــــــــــا بدأت اول خيوط خطتها ...فقالت للفتاه لا تقلقي سوف اعطيك عبايتي الخاصه .. ولكن عليك ان تنتظري حتى انهي عملي واقفل المدرسه واوصلك بنفسي الى البيت .... فوافقت الفتاه ... ثقة في الخاله .... وبعد ان ذهب جميع من في المدرسه لم يبقى سوى الفتاه والخاله؟؟ ..مع هذا وفي المقابل كان الشباب مستعدين للقيام بهذه المغامرة ..

ومع اقتراب الوقت المحدد قررو ان يمروا على احد اصدقائهم ... واصطحابهم معهم ... وعند وصولهم الى المدرسه .. هيأت لهم الفراشه الدخول ...علما بان الفتاه لم تكن تعلم بنوايا الخاله ....وهنـــــــــــــــا حدثت الكارثه .... فعندما قامو ا بالدخول على الفتاه فوجئت الفتاه بدخول اثنان من الشباب ....بينما كان الشاب الثالث يقفل باب المدرسه بعد دخولهم ... فصرخت الفتاه مستغيثة بالخاله .... ولكن لاحياة لمن تنادي ... فبدأ الشابان بنزع ملابس الفتاه البريئه وهي تصرخ وتبكي ....فدخل الشاب الثالث الذي كان في الخارج الى الغرفه ؟؟؟؟؟؟؟

فنظر الى الفتاه وهي تبكي والشابان يحاولون نزع ثيابها .... فصرخت الفتاه مستغيثه بهاذا الشاب ذاكرة اسمه ؟

ففوجىء الشاب ان هذه الفتاه هي اخـــتـــــه ..فظن ان اخته لديها علم بما كان مخطط له.. فقام بحمل اداة حاده فظربها على راسها حتى فارقه الحياة.. وبعد ذلك خرج مسرعا بعد هروب الشابان والخاله ولم يعلم احد الى اين اتجه...وعندما حقق في الموضوع :


الخاله: اعترفت انها هي التي قد دبرت تلك الخطه دون علم الفتاه.

واحيلت الى القضاء.

الشابان : اعترفا باتفاقهما مع الخاله واحيلا الى القضاء ايضا.

الشاب الثالث : اخو الفتاه ؟

بعد ثلاثة ايام قتل نفسه

هذه القصه من احد الملفات الجنائيه

(من يزن يزنى به و لو بجداره .....ان كنت يا هذا لبيبا فافهم)

لا حول ولا قوة الا بالله



__________________

  #3  
قديم 10-10-2004, 05:12 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Cool (((... أخلعـــــي العبائــه والحجـــاب والنقـــاب الان ... ))) :

(((.. أخلعـــــي العبائــه والحجـــاب والنقـــاب الان ..)))

كانت تلك عبارتي لفتاه دار بيني وبينها نقاش فخرجت جملتي هذه في وسط حديثي لها بغضب شديد...

نعــــــم قلتها لها وأنا بكامــــل قواي العقليــــة المسلمــــة .. ربمــــا تتسألون أين إسلامـــــك هذا وانتي تقولين جملتك هذه ..؟؟!!

لا تتعجبــــــوا.. ولا تأخذكـــم الظنــــون بي لترحلوا بعيدا عن شاطئي.. بـــل تريثــــوا.. وتمهلــــوا.. فوالله إني لأغار على سترتي وعفافي وكرامتي.. وما جملتي تلك الا صرخات كتمتها في السابق ..لكني وصلت إلى حد لا أستطيع أن اصمت به أو اكتم

فقــــــط دعوني ألقـــــط أنفاسي قليلا.. وأجمع حروفي التي تناثرت مني.. واتمالك قلمي.. كي أسطر لكم قصة جملتي تلك ..وانتظر حكمكم.. فيما قلته هل انا على صواب ام خطئ... فوالله إني اشعر إلى الآن بثورة غضبي لم تهدأ..




نعم قلتها وساقولها... لا تلوثـــي عباءتي ونقابي وحجابي بتصرفاتك..أيتها المسلمة المقنعة المزيفة..


أه ليتك لم تكوني مسلمة.. لكن الأمر أهون علي ..ولقلت إنها مؤامرة لسلب مني احترامي وحشمتي.. ولقلت إنها مؤامرة لتدنيس لباسي وسترتي..

ولقلت إنها مؤامرة من الكفار واليهود لتشويه عفتي وحيائي..
ولقت وقلت الكثير الكثير ..

لكــــــــن.. وأااااااااه من كلمة لكن.. أتتني منكن أنتن يا أخواااااتي في الإسلام..


بالأمس ذهبت لجارتــــي "ام محمد" لكي أتحمد لها بالسلامة بعد ولادتها.. وهناك وجدت إحدى صديقاتها تدعي " ألاء ".. لا اعرفها جيدا.. لكني كنت ألتقيها كثيراهناك.. وكان حواري معها دائما لا يتعدى عن السلام ومعرفة الحال.. وقد عرفت من "ام محمد" أثناء جلوسنا بأنه صديقتها " ألاء " قد وصلت منذ يومين من السفر فقد كانت في زيارة لأهلها في بلدها.. وقد أحضرت شريطا مسجلا بالفيديو.. لأغلبية الأماكن التي زارتها هناك.. وكانوا على وشك ان يضعوه لولا قدومي.. فاستأذنوني وبعد موافقتي وضعت " ألاء " الشريط كان الشريط عاديا في بدايته.. من مناظر طبيعيه وجبال.. واسواق وبنايات ماشاء الله..

وبعد ذلك كان هناك تصوير لاحدى الحفلات الغنائيه لإحدى الفنانين العرب على إحدى المسارح..

فهالنــــي ما رأيت.. بل صعقـــت.. بل تجمدت أوصالي.. وأنا أرى فتيـــات ونســــاء.. منهن من كانت محجبـــة ومنهن تلبس العبــــاءه.. والأدهي تلك التي غطت وجهها بالنقــــاب.. وهن يتراقصن على أنغــــام الموسيقى.. وكأني احضر عرسا نسائيــــا.. وليس حفله مختلطا به شبـــاب وشابـــات رجـــال ونســــاء..

هـــــذه تصفق بحرارة.. وهـــــذه تصرخ... وهـــــذه تتمايل.. وهـــــذه قد سقطت عبائتها فظهر لبسها الضيق المخزي.. وهـــــذه.. وهـــــذه الــــخ..

كل ذلك وهـــا انــــا كنت على وشك ان أسألهـــا عن تلك الفتيـــات ومـــا يفعلونـــه من خـــزي وعــــار.. كــــي تقــــف حروفـــي وهـــي علـــى وشك الخروج على طرف شفتي متجمـــده.. وأنــــا أرى صاحبة الشريط .. وهي ترتـــدي الحجــــاب والعبــــاءه.. أخذهـــا الشيطان معهم لتنظم لقافلته فأخذت ترقص يمينا ويسارا.. وكأنــــه سكرت هذه الأنغام قد أفقدتهــــا صوابهــــا..

على الرغم إنه الاخت ألاء من بلد عربي عرف عنه انه متحضر ومتحرر إلى ابعد الحدود.. لكني في كل مره كنت أراها في السابق..وإلا واراها متحجبة وترتدي العباءة..

لكن من رايتها على الشاشة تختلف بتاتا عمن تجلس بقربي..!!


فأدرت وجهي إليها وأنا اشعر بضيق ما بعده ضيق.. وأنا أخاطبها بغضب لم أستطيع أن ألجمه " لما أنتي متحجبة وتلبسين العباءة..؟؟ اخلعيهم ألان.. ان كنتي متحررة..ألا تعتقدين بأنه لباسك هذا يعيقك عن الرقص "

فنظرت لي باستغراب.. فتجاهلت نظرتها لأكمل " من يرتدي ذلك الحجاب وهذه العباءه عليه أن يحترمهما.. لا أن يلوثهما بتلك الرقصات الشيطانية.. "

فوقفت وأنــــا أهم بالخروج.. وبعـــد خطــــوات.. وإذ بها تناديني بصوت عالي يغلب عليه الغضب قائله " قبل أن توجهي كلامك هذا لي وأنا فتاه عربيه.. عليكي أن توجهي حديثك لمن رايتيهن عبر الشريط وهن أغلبيتهن خليجيات..منقبات .. ومحتشمات.. على ما اضن.. الأفضل إن يرمين هن أيضا عباءتهم وحجابهن وغطاء وجوههن..ولست أنا فقط.. ألستن انتن أولى باحترام عبائتكم قبلي أنا.؟؟!!

كنت على وشك أن امسك بمقبض الباب لأخرج لكن كلماتها استوقفتني.. فأنا لم اعتاد تــــرك من يحادثني.. وايضا لم اعتاد ان اترك غضبي يتحكم بي..

نعـــــــم إلى الآن أنا غاضبه بل والله إني اشعر باختناق.. لكن علي أن اكمل حواري معها..

عـــــدت أدراجي.. وآخذت اجمــــع أفكــــاري.. ثم جلست بمكاني دون أن انطق بكلمه واحده.. دقائـــــق قضيتها في صمت.. وهي تنظر لي بــــــإستعجاب.. ثم بعد ذلك رفعت عيني ونظرت إليها.. وقلت لها " هل نفسك تقبل مني الحديث الآن.. أم ارحل" فاجابتني " تفضلــــــي" فقمت من مكاني وجلست على الأريكة التي بجانبها.. واسكنت عيني بمقلتها..

وقلت لها "إن وجدتي فتاه تضع يدها بالنار هل ستفعلين مثلها.. " فأجابتني "بالتأكيـــــــد لااااا "

فأكملت " إن وجدتي فتاه تتبع الشيطان هل ستفعلين مثلها؟".. فكررت نفس الاجابه
فاكلمت " وإن وجدتي فتاه تسلك طريق جهنم.. ليكون جسدها حطبا تلك النار هل تتبعين نفس الخطى.. " فصمتت وكأنها استوعبت المغزي من اسئلتي

فاكملـــــت حديثـــــــي...

غاليتي..اللباس الإسلامي ليس حكرا على الفتيات الخليجيات.. بل هو لكل امراه نطقت شفتاها بــ لا اله إلا الله ومحمد عليه الف الصلاة والسلام رسول الله.. فأصبحت مسلمة..

فوجب عليها هذا اللباس.. سواء خليجيــــه.. عربيـــــه أو أجنبيــــة...


انــــه عيني تدمـــع وانا أراكن في الحفلات الغنائية إن كنتي متحجبة أو منقبة ومحتشمة .. ترقصيـــن وتهلليـــن ..وتتمايليـــن أمـــــام شاشات التلفـــــاز .. وحولك الكثير الكثير من الرجال ..ينظرون لكي بعيـــن مريضـــه تفتــــرس كل مـــا يظهـــر منــــك ..

فأنت إن لم تحترمـــي حجابك .. وغيـــرك لم تحتـــرم عباءتهـــا او نقابهــــا .. إذن مـــن سيحترمــــــه ... ؟؟؟؟!!!!

قلبي يعتصـــر ألمــــا وأنــــا أرى حجابـــي وعباءتـــي تتمايل مع أنغـــام الموسيقـــى .. بــــدلا من أن أراها تستقيـــــــم وتنحنـــــــي من اثر القيام والسجود


هل شاهدتــــي راهبـــة متعبدة لدى الغـــرب تدخل المراقص وترقص بلباسها الديني هل رايتــــي ...؟؟

لما تلك الراهبة حافظة على ديانتها وهي مسيحية وأنتي يا فرد من أمة محمد عليه الف الصلاة والسلام .. لم تفعلي مثل ما فعلت .. لما ؟؟

لما أنتي أصبحتي انـــــزل منها وأنتـــي من رفعـــك الاســـلام وقدرك .. أي صورة سيعرفهــــا العالم عندما يراكي هكذا عبر شاشات التلفاز وقد أخذتك السكرة بهذه الألحــــان المحرمـــة ..

أهكذا يكون حفاظك لدينــــك بعد ان اكرمك وحافظ عليك .. وحررك من العبوديــــة

فبالأمـــــس كنت توأديــــــن ... وبالأمس كنتي جاريــــــــه .. وبالأمس كنت في انـــــــزل مكانه ينظر عليك باحتقــــــار

والان بفضل دينك وإسلامك أصبحتي جوهـــــــر بل أغلى والله ..أصبحتي كنــــز لا يقدر بأي ثمن .. أصبحتي دره يسعى الجميع لاقتنائهــــا .. أصبحتي أختـــا مسلمـــة تشار لها بالبنان لشرفهـــا وعفتهــــا .. وعندما تنجبيـــن الأبناء فتصبحين أمــــا تنزل الجنــــة تحت أقدامك ..

ابعـــــد كل هذا وذلك تنصاعــــي وراء هـــوى الشيطان .. فأجدك في الأسواق متبرجــــة بتلك العباه الضيقة المشوهة ..أو ذلك الحجاب المصطنــــع


الا تعلمين بأنه عباءتـــــي كالمــــــاء الصافي لا رائحة فيه .. وأنتي لوثتيهـــــا بعطــــورك الفرنسية والأمريكيـــة

الا تعلمين بأنه نقابـــــي كالحريــــــــر يتأثر بكل حبة غبار ..وأنتي لوثتيه بمكياجك وتبرج عينيك

الا تعلمين انه حجابــــــي سد منيع لا يجتاحه أحد ..وأنتي قد تعبثتي بهذا السد وفتحتي نوافذ كي تطل من خلاله خصلات شعرك الملونة



فأصبحت يــــــدا عونـــــا للشيطان تشوه بـــه منظره أخواتــــي المسلمات .. وأصبحت خنجــــــرا يمزق هيبــــة عباءتــــي وحجابـــي وغطائــــي ... فيمـــرغ به التــــراب بعد أن كان عاليا شامخــــا طاهــــرا نقيــــــا

اهتــــــــدي يــــا أختي اهتدي ...والله انه غيرتـــي على عباءتــــي قد أشعلـــت النار فيني ولم تجعلنـــي اصمـــت .. وغيرتـــي عليك وآنا أرى تلك العيــــون المفترسة تأكلك ..لم تريحني وأرقتنـــــــــي

فلماذا أنتي غافلــــة لاهيــــة مدبـــــره ...أفيقــــي أرجوكــــي أفيقـــي ..فأعداء الإسلام يتربصون بنـــــا .. فلا تفتحي لهم المجال ليهزمونــــــا

أرجوكـــــــــــــــي فلا تخيبي رجائــــي بكــــي .. فأنـــا اعلمـــــ بأنـــــه هناك فـــــي داخلك مسلمــــة صغيــــره فأخرجيها واجعليها تتنفــــــس الهــــواء النقــــي ..وسيــــري معها الي طريق الجنــــة ..

فأنا والله لا ارغب أن يكون جسدك وقــــــود للنـــــار .. أرجوكـــــــــي قلتها مــــرارا وساقولها لكــي مــــرارا ..عــــودي إلينا عــــودي كسابق عهـــدنا بــــك .. عودي وارفعـــي من شاننــــــا

ارمي تلك العبــــاءه المصنعــــة .. وقولي نحـــــن لنـــا عباءه واحده وغيرها لاااااااا نريــــــــــد

نحـــــــــن لنا نقــــــاب واحــــــد وغيره لاااااااا نريـــــــــد

ونحـــــــن لنا حجــــــاب واحــــد وغيره لاااااااا نريـــــــــد

وكـــــل دخيل لنا من بـــــــــاب الموضــــــى والتحضــــر سنحاربـــــه ..سنمزقــــــه .. سندوس عليه بأقدامنـــــا ..فهو لا يستحق إلا أن يـــــــداس بالأقـــــدام لا أن يلبس على أجسادنــــــا الطاهـــــــرة

أختــــــي إني أمد لكــــي يــــدي .. انتظــــر أن أرى يديكـــي ترافق يـــــدي ..تشد من آزري .. لكي نصل معا إلى بر الأمان فتكوني رفيقتـــــي في الدنيا وفـــي الآخر إن شاء الله .



انتهيت من حديثي .. وأنا أراها صامتــــه .. لم تجيبني بأي كلمه .. فأحسست باني قد فعلت ما وجب علي أن افعلـــــه .. قد وجهت نصيحتـــــي ..وعليهــــا أن تقبلهــــا أو أن تتركهـــــا فذلك شانها وحدها ..

فوقفت واعتذرت منها على غضبي في بداية حديثي واستودعتهم الله .. فأدرت بظهري لأهم بالخروج .. وبعد خطوات قليلـــة وإذ أجـــدها تعانقني بشده ... ودموعها تتساقط كحبات المطر الطاهره .. أخــــذت تقبلني وهي تقول "والله انكي أخت لي في الله منذ الآن .. فاعذريني إن خاطبتك بقسوة في بداية حديثي معك ..لكن غفلتي وشيطاني أعماني عن الحق ..فسامحيني .. "


فابتسمت لها وأنا أقول "أما أنا فلا تشغلي بالك بي .. فأنا لا احمل في قلبي لكي سوى كل الحب والخوف ..لكن عليك أن تطلبي المغفرة من ربك فهو غفور رحيم" .



والحمد لله الذي ارجع لنا أختا مسلمة إلى طريقها .. لكن متى ستأتي البقية..

أختي في الله.. إسلامك وجب عليكي ان تحاولي في إصلاح كل أخت لكي تسير في هذا الطريق ..لعل الله يكتب هدايتها بين يديك ..

أما أنتي أيتها الغافلة .. فقافلتنا تنتظر قدومك .. نعم كوني معنا وليس ضدنا ..دعيكي من زيف الدنيا ..فوالله لا يساوي شيئا .. تذكري قبرك .. لن تأخذي معك سوى عملك .. فاحرصي أن يكون عملا صالحا ينير لك وحشة قبرك ..







__________________

  #4  
قديم 11-10-2004, 06:58 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Lightbulb شعلة نور في جامعة أمريكية :

شعلة نور في جامعة أمريكية


‏قرأت اليوم قصة إسلام أستاذ جامعي أميركي ؛ هل تعرفون ما السبب المباشر لإسلامه ؟ لقد كان السبب الأول لإسلامه حجاب طالبة أميركية مسلمة معتزة بدينها ومعتزة بحجابها ، بل لقد أسلم معه ثلاثة دكاترة من أساتذة الجامعة وأربعة من الطلبة . لقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة والذين صاروا دعاة إلى الإسلام ، هو هذا الحجاب . لن أطيل عليكم في التقديم وفي التشويق لهذه القصة الرائعة التي سأنقلها لكم على لسان الدكتور الأميركي الذي تسمى بإسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصار اسمه (محمد أكويا) .. يحكي الدكتور محمد قصته فيقول :
قبل أربع سنوات ، ثارت عندنا بالجامعة زوبعة كبيرة ، حيث التحقت للدراسة طالبة أميركية مسلمة ، وكانت محجبة وقد كان من بين مدرسيها رجل متعصب يبغض الإسلام ويتصدى لكل من لا يهاجمه . فكيف بمن يعتنقه ويظهر شعائره للعيان ؟ كان يحاول استثارتها كلما وجد فرصة سانحة للنيل من الإسلام .
وشن حربا شعواء عليها ، و لما قابلت هي الموضوع بهدوء ازداد غيظه منها ، فبدأ يحاربها عبر طريق آخر حيث الترصد لها بالدرجات وإلقاء المهام الصعبة في الأبحاث والتشديد عليها بالنتائج ولما عجزت المسكينة أن تجد لها مخرجا تقدمت بشكوى لمدير الجامعة مطالبة فيها النظر إلى موضوعها . و كان قرار الإدارة أن يتم عقد بين الطرفين المذكورين الدكتور والطالبة لسماع وجهتي نظرهما والبت في الشكوى .
و لما جاء الموعد المحدد . حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس و كنا متحمسين جداً لحضور هذه الجولة التي تعتبر الأولى من نوعها عندنا بالجامعة . بدأت الجلسة التي ذكرت فيها الطالبة أن المدرس يبغض ديانتها . ولأجل هذا يهضم حقوقها العلمية وذكرت أمثلة عديدة لهذا وطلبت الاستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها وكان من بينهم من تعاطف معها وشهد لها ولم يمنعهم اختلاف الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بحقها . حاول الدكتور على أثر هذا أن يدافع عن نفسه واستمر بالحديث فخاض بسب دينها . فقامت تدافع عن الإسلام . أدلت بمعلومات كثيرة عنه وكان لحديثها قدرة على جذبنا حتى أننا كنا نقاطعها فنسألها عما يعترضنا من استفسارات فتجيب ، فلما رآنا الدكتور المعني مشغولين بالاستماع والنقاش خرج من القاعة ، فقد تضايق من اهتمامنا وتفاعلنا ، فذهب هو ومن لا يرون أهمية للموضوع . بقينا نحن مجموعة من المهتمين نتجاذب أطراف الحديث ، في نهايته قامت الطالبة بتوزيع ورقتين علينا كتب فيها تحت عنوان (ماذا يعني لي الإسلام ؟) الدوافع التي دعتها لاعتناق هذا الدين العظيم ، ثم بينت ما للحجاب من أهمية وأثر، و شرحت مشاعرها الفياضة صوب هذا الجلباب وغطاء الرأس الذي ترتديه، الذي تسبب بكل هذه الزوبعة .
لقد كان موقفها عظيما ، ولأن الجلسة لم تنته بقرار لأي طرف ، فقد قالت أنها تدافع عن حقها ، وتناضل من أجله ، ووعدت أن لم تظفر بنتيجة لصالحها أن تبذل المزيد حتى لو اضطرت لمتابعة القضية وتأخير الدراسة نوعا ما ، لقد كان موقفا قويا و لم نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع أن تكون الطالبة بهذا المستوى من الثبات و من أجل المحافظة على مبدئها . وكم أذهلنا صمودها أمام هذا العدد من المدرسين والطلبة وبقيت هذه القضية يدور حولها النقاش داخل أروقة الجامعة .
أما أنا فقد بدأ الصراع يدور في نفسي من أجل تغيير الديانة ، فما عرفته عن الإسلام حببني فيه كثيرا ، ورغبني في اعتناقه ، وبعد عدة أشهر أعلنت إسلامي وتبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام ، كما أن هناك أربعة طلاب أسلموا . وهكذا في غضون فترة بسيطة أصبحنا مجموعة لنا جهود دعوية في التعريف بالإسلام والدعوة إليه ، وهناك الآن عدد من الأشخاص في طور التفكير الجاد ، وعما قريب إن شاء الله ينشر خبر إسلامهم داخل أروقة الجامعة ، والحمد لله وحده .
عن مذكرات ذات خمار لمحمد رشيد العويد في جريدة الإتحاد الإماراتية
الإثنين 6 رمضان 1420هجرية







__________________

  #5  
قديم 11-10-2004, 11:57 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Arrow لقد جاء الجزاء في الموعد المحدد :


لقد جاء الجزاء في الموعد المحدد :



"ذهب إلى السوق ليشتري خروف العيد وعاد به غير أن الخروف يشرد منه ويدخل أحد البيوت ليقابله الأطفال بالفرح والتهليل ويقولوا ( لقد جاءنا خروف العيد يا أمي). وتتنهد ألام وتقول بمرارة الأرملة (أن الذي سيشتري لكم خروف العيد تحت التراب) ويلج الرجل الباب وينظر إلى الأطفال اليتامى فرحين وإلى أمهم بعد ما سمع مقالها وهي حائرة لتبادره وتأمر الأطفال بأن يساعدوا الرجل على إخراج خروفه من البيت. فيقف الرجل ثم يعود أدراجه ويقول للمرأة أن الخروف قد وصل أهله وهو عيد للأطفال اليتامى.



وينصرف ويعود إلى بيته ليأخذ مبلغاً زهيداً متبقياً معه ليشتري به خروف عيد بدل الأول ويذهب إلى السوق فيصل الباب مع وصول عربة شاحنة بها خرفان فيسأل صاحب الخرفان ويقول له بكم هذا الخروف. فيرد عليه البائع بأن ينتظر دقائق حتى يتم إنزال الخرفان من الشاحنة وتتم عملية إنزال الخرفان إلى الأرض. ثم يتقدم الرجل إلى أحد الخرفان فيسأل عن ثمنه فيؤكد البائع على الرجل هل هذا الخروف هو الذي يعجبك وتريد شراءه فيقول له الرجل قلي أولا بكم وبعدها نفكر فيكرر البائع الأمر فيقول الرجل نعم هذا أريد شراءه بكم وهو غير واثق إنما يريد أن يعرف الثمن. فيرد البائع على الرجل بأن يأخذ الخروف بدون ثمن فيقف الرجل حائراً ويظنه يسخر منه غير أن البائع يؤكد للرجل على الأمر حيث أن أبوه أوصاه بأن يهب أول خروف يتم اختياره من القطيع بدون ثمن صدقة لوجه الله تعالى. وهكذا رزق الله العائلتين بعيدين والأجر للجميع ونسأله تعالى أن يهب لنا مثلهم ويجعل لنا من كل ضيق مخرجاً

حدثت القصة في ليبيا خلال الأعوام القليلة الماضية









__________________

  #6  
قديم 13-10-2004, 03:32 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation قصة الطالبة موضي--قصة عجيبة (1) :

قصة من مجتمعنا الغريب:-
الساعة تقترب من الثامنة حينما استيقظت..- لقد تأخرت... قلتها.. وأنا أصر أسناني غيظا، من المنبه.. الذي يخذلني في كل مرة... نفضت الشرشف عن جسمي، وقفزت من فراشي. الربع ساعة التي أمضيها عادة في الاستعداد، أختصرتها إلى خمس دقائق. ركبت السيارة وأنطلقت.. كل شئ إختصرته.. إلا السرعة، فإنها قد تضاعفت. يجب أن أصل، ولو أدرك نصف الاجتماع. كان ذهني مشغولا بحساب عدد التقاطعات المتبقية، حتى أصل إلى الطريق السريع، عندما دوى إرتطام، عنيف في الجانب الأيمن من مؤخرة سيارتي، وعكس اتجاهها تماما . حينما استعدت توازني، بعد مفآجأة الصدمة، كانت (أشلاء) سيارتي متناثرة أمامي، ولمحت من بعد، السيارة التي صدمتني تلوذ بالفرار.. قلت في نفسي: سيارة فخمة.. لماذا يهرب صاحبها، ورفرف من رفارفها يعادل قيمة سيارتي..؟

لم أحتج لتفكير طويل، لكي أقرر أن أطارده وأنسى الاجتماع . الصدمة قوية، والتلفيات في سيارتـي كبيرة، وأنا لا أستطيع أن أتحمل خسائر بهذا الحجم.. الاجتماع يمكن أن يعوض. هكذا حدثت نفسي، وأنا أنطلق وراءه بنصف سيارة تقريبا. كان مرتبكا، لذلك لحقته بسرعة، وبدأت مطاردة غير متكافئة بين سيارته الفارهة، والـ (نصف) المتبقي من سيارتي . شعر أني مدركة.. لا محاله.. فأنا صاحب حق، والوضع الذي آلت إليه سيارتي، لم يبق لي شيئا أخسره. عند أحد المنعطفات خفض من سرعته كثيرا . لاحظت ذلك، من نور الكوابح الذي ظل مضاء أطول من كل مرة . لقد استسلم .. قلت لنفسي، وبدأت آخذ وضع الاستعداد للوقوف.. فجأة.. رأيت باب الراكب الذي بجانبه يفتح، ولاحظت أنه يميل، ويدفع (شيئا) إلى الخارج.. ثم أعقب ذلك صريخ عال لعجلات سيارته يصم الآذان، وهو ينطلق بسرعة عاليه، تاركا المكان ممتلئا برائحة إحتراق الاطارات، إثر إحتكاكها الهائل بالارض. حينما فتح الباب.. وقذف بذلك (الشئ)، كان أول ما سقط حقيبه.. ثم شيئا ملتفا بقماش أسود.. كأنه..- يا إلهى.. إمرأة .. بل فتاة.. هكذا صرخت، وأنا أتقدم ببطء تجاه ذلك (الشئ)، الذي قذف من السيارة. نهضت.. وأخذت تنفض الغبار الذي علق بعباءتها، وتتراجع ملتصقة بالجدار. حينما اقتربت منها، أخذت تبكي، وهي تلملم أطراف (مريولها) الذي تمزق، إثر سقوطها من السيارة.- طالبه.. قلتها، وأنا أنظر إلى (مريولها)، وأغراضها المدرسية التي تناثرت من حقيبتها.. وقفت قريبا منها، وصرت أسمع بكاءها، وحشرجة صوتها وهي تقول:- أرجوك.. أرجوك.. أستر علي، الله يخليك.. لا تفضحني.. لم أدر ماذا أصنع. شعرت بإرتباك وحيرة شديدة.. وتعطلت قدرتي على التفكير. الموقف يبعث على الريبة: أنا.. وفتاة.. على ناصية الشارع. ثوبها ممزق، وأغراضها مبعثرة على الأرض.. قلت لها.. بعد تردد، دون أن أحدد ما هي خطوتي التالية:- اركبي.. سأوصلك إلى بيت أهلك .. صاحت، بهلع:- لا.. لا أريد بيت أهلي.. ستذبحني أمي.. أرجوك.. كان يجب أن أتصرف بسرعة، خاصة وأن المشهد أصبح ملفتا للنظر. السيارات المارة، صار أصحابها يحدقون بنا، وكاد فضول بعضهم يدفعه للتوقف.- اركبي الآن.. ونتفاهم فيما بعد.. في المقعد الخلفي لو سمحت .. شرعت أجمع أغراضها، التي تناثرت من حقيبتها المدرسية.. ثم عدت أدراجي إلى السيارة.. لم تكن قد ركبت..،- لماذا لا تركبين..؟- الباب لا ينفتح..- تعالي إلى هذا الباب.. ألقيت نظرة إلى داخل السيارة، كان حطام الزجاج يملأ المقاعد الخلفية..- أووف.. لا باس.. إركبي في المقعد الأمامي.. ركبت، وحينما أستوت على المقعد، أخذت تجمع عباءتها، لتغطي بها (مريولها) الممزق، الذي أنشق عن ساقها إلى أعلى ركبتها بقليل. لمحت كفها.. بيضاء صغيرة، خمنت أنها لا تزيد عن الخامسة عشرة.- تدرسين..؟- نعم..- في أي صف؟- الثالث متوسط.. كان ظني في محله.. لون (مريولها) يشبه لون مريول شقيقتي، التي تدرس في نفس المرحلة.- (وش) إسمك ..؟ - موضي... كنت أسير بالسيارة على غير هدى، وطاف في رأسي كثير من الأفكار : أسلمها للهيئة.. ارجعها إلى بيت أهلها.. أعيدها للمدرسة.. أنا قطعا لا أستطيع أن ابقيها معي.. سألتها:- موضي .. من هذا الذي كنت معه..؟ لم ترد على سؤالي.. ولا أدري تحديدا لم سألتها. كنت أريد أن اختلق حوارا، لأصنع جوا من الثقة، يساعدني في فهم ملابسات أمرها.. ويمهد الطريق إلى قلبها.. القلـوب المغلقة مثل دهاليز الاستخبارات.. مرتع خصب للخوف.. والتوجس.. والشك.. والريبه.. الساعة الآن تجاوزت التاسعة والنصف.. الوقت يمضي، وأمامي أعمال كثيرة يجب أن أؤديها..، حين فشلت محاولتي لإستدراجها للكلام، رأيت أن احسم الموضوع مباشرة.. قلت لها:- موضي يجب أن تختاري بين أمرين.. أسلمك للهيئة، أو أوصلك لبيتكم.. بقاؤك معي غير ممكن.. كما أن أهلك لابد أن يعرفوا عن سلوكك.. أنفجرت باكية، وبطريقة تنم عن سلوك طفولي حقيقي، رفعت غطاء وجها، وهي تتوسل إلي بعينين دامعتين، أن لا أفعل..- أرجوك... إذبحني.. لكن لا تسلمني للهيئة.. لا (توديني) لبيتنا.. والله هذي أول مرة أطلع فيها مع رجال.. ضحكت علي البندري.. اشفقت على ذلك الوجه الطفولي البرئ . قلت لها، وأنا أسحب يدي من يديها، وهي تحاول أن تجرها لتقبلها، رجاء أن لا أسلمها للهيئة، أو لأهلها:- طيب .. طيب.. خلاص.. لن أسلمك لأحد.. لكن ما العمل..؟- إذا جاء وقت طلوع الطالبات.. أنزلني عند المدرسة..- متى..؟- الساعة الواحدة .. بعد صلاة الظهر..- بقي أكثر من ثلاث ساعات.. وأنا مشغول.. أطرقت لحظات، تعاقب خلالها على وجهها إنفعالات من كل نوع.. الرهبة.. القلق.. الخوف من المجهول. ثم نظرت إلي بعينين فارغتين تماما من أي بريق.. وقالت:- نزلني عند المدرسة..- وبعدين..؟- أنتظر.. وإذا طلعوا الطالبات.. أروح لبيت أهلي.. شعرت في أعماقي بحزن شديد لهذه البراءة الساذجة. هي بالتأكيد ليست من ذوات السلوك المنحرف المتمرسات.. ولا تعي خطورة الذي تقوم به.. ولا عاقبة تصرفاتها..- أنت صاحية .. تقعدين في الشارع ثلاث ساعات..؟ لم ترد بشئ، لكن الفضول دفعني لأن أسألها عن مكان مدرستها، لأستدل من ذلك على اسم الحي الذي يسكنه أهلها...- أين مدرستك يا موضي..؟- في حي الأمل..، حي الأمل..؟ شعرت بمثل المسمار يخترق قلبي.. هذا من المضحكات المبكيات. ما أكثر ما نسمي الأشياء بغير حقيقتها .. ما أكثر ما نزيف المعاني.. والواقع.. والاحلام .. هذا أفقر أحياء الرياض .. لو سموه (حي اليأس).. أو البؤس.. أو التعاسه. الأمل..؟ إن كان فيه للأمل بصيص .. فوجود هذه (الزهرة) فيه .. هذا الكائن الطفولي الذي تتعرض البراءة فيه للإغتيال.. تداعت إلى ذهني الصور والمعلومات التي لدي عن حي (الأمل)، وحاولت أن أفهم العلاقة بين تلك السيارة الفخمة وحي (الأمل) ، حيث تقيم موضي . لا يمكن أن يكون صاحب تلك السيارة يقيم في ذلك الحي .. لسبب بسيط هو أن ثمنها يعادل قيمة خمسة من (جحور) ذلك الحي ، التي يطلق عليها مجازا .. (منازل) .. كما أن سيارته ستجد صعوبة في إختراق زواريب ذلك الحي ، الذي لا يتسع أحدها ، إلا لمرور سيارة واحدة صغيرة .. ولأن سكان ذلك الحي كذلك .. غالبا ما يتسببون بإغلاق الشوارع ، بايقاف سياراتهم بطريقة خاطئة ، لا تتحملها هذه الطرق ، الضيقة أصلا . ماذا يكون ...؟ إنه .. (أحدهم) .. إنه فجور المترفين ، إذ يتربص بعوز المحرومين .. وحرمـان البؤساء ، ليطلق غرائزه .. تفتك بإنسانية البسطاء .. وتفترس الشرف ، والكرامة .. أعرف هذا الحي . جئته في أحد المساءات ، قبل عام تقريبا ، بصحبة صديق ملتزم ، من الناشطين في الأعمال الخيرية التطوعية .. لتوزيع صدقات عينيه ومالية . لا أدري كيف أقنعنـي عبدالكريم أن آتي معه . فأنا رغم تعاطفي مع حالات البؤس الانساني ، إلا أنني سلبي جدا في التعاطي معها . أحتاج إلى وقت طويل ، لأتفاعـل مع الحدث ، أو الحالة ، وأحتاج لوقت مثله ، لأترجم التفاعل إلى فعل .. لم تكن المرة الأولى التي يعرض علي عبدالكريم فيها مرافقته ، للقيام بمهمات من هذا النوع ، وكنت في كل مرة ، أتذرع بحجة مختلفة . لكني أتذكر ، أنه في تلك المره استفزني .. وسخر من (الانسان) البليد ، الجامد في داخلي ، كما قال : - هل تريد أن ترى البؤس يمشي على قدميه .. هل تريد أن تستعيد شيئا .. شيئا فقط ، من إنسانيتك المهدره ، بين كلام مجرد عن المثل والأخلاقيات ، التي لم تجد لها رحما تتخلق فيه .. لتولد .. وتشب .. وتكبر .. وتمنح الحياة ، لكائنات لم تعرف معنى للحياة منذ خلقت .. وبين سلوك استهلاكي بشع ، حولتك الرأسمالية المتوحشة من خلاله ، إلى (آلية) من آليات السوق .. أنت في قوائم التحليل الاقتصادي ، عند (آدم سميث) ، وتلامذته .. رقما .. آليه .. قدرة شرائية .. أنت بإختصار .. (لا إنسان) .. دع عنك الهمهمة المعتادة : "الله لا يؤاخذنا صرفنا واجد اليوم" .. اليوم .. وكل يوم .. أنت تفعل الشئ نفسه .. تتقمص نفس الدور المسخ .. (آليه) .. كأني بك مسرورا، وهم ينادونك : MR. MARKET MECHANISM اليوم .. وكل يوم .. أنت تمارس بسادية، وأد الانسان في داخلك. تعـال معي لتستعيد إنسانيتك ، حينما يفجرها الألم .. لمشهد الحرمان.. الـذي يصنعـه الفقر .. تعال لترى الانسان عند نقطة الصفر .. كيف هو.. أتعلم ماذا يكون الانسان عند نقطة الصفر..؟ تستلب الحياة من كل شئ فيه.. إلا عينيه .. أتعلم ماذا يكون الانسان عند نقطة الصفر ..؟ الكلمات في قاموسه ليس لها أضداد.. أنت تعرف السعادة .. وربما سمعت عن الشقاء، هو لا يعرف الا الشقاء. أنت تعرف شيئا اسمه الحزن .. والفرح، هو لا يعرف إلا الحزن .. أنت تعرف الشئ ونقيضه ، بدرجات متفاوته .. هو يعرف الكلمة وحدها .. بمعناها السلبي فقط .. بدون أضدادها، وبأقصى درجاتها قسوة .. البؤس .. والعجز.. والحرمان .. والألم .. والعري .. والجوع..، استفزني عبدالكريم بكلامه ، واستثار التحدي عندي ، فقررت أن أذهب معه .. لأرى هذه (البيئة) التي سوف تعيد خلق الانسان في داخلي، كما يقول، ولأتاكد إذا ما كان ذلك (الانسان) الجامد البليد موجودا .. كنت اتنقل مع عبدالكريم، من بيت إلى بيت .. كنت معه في سباق مع الألم .. في كل مرة يغرس نصلا ..: - أترى هذا الطفل .. لا يملك إلا ثوبا واحدا .. إذا عاد من المدرسة خلعه .. وخرج إلى الشارع ، يلعب بسروال فقط .. أتدري لماذا ؟ .. ليس لغزا .. ولا رياضة ذهنية .. إنه لا يملك غيره .. ويجب أن يبقى نظيفا .. حتى يستطيع أن يذهب به من الغد إلى المدرسة . لم ينتظر مني تعليقا .. في بيت آخر .. - أرأيت هذه الطفلة .. تم سحبها من المدرسة بعد أن وصلت الصف الرابع .. لا .. أهلها ليسوا ضد تعليم البنات .. لكنهم اضطروا لذلك ، لأن شقيقها وصل سن الدراسة .. وليس لديهم القدرة على الصرف إلا على (دارس) واحد .. فكان الولد .. من منزل لآخر .. حتى استغرقنا النصف الأول من الليل .. كنت لا أسمع .. إلا : أرأيت .. أرأيت .. كان عبدالكريم ، وهو يتجول بي من بيت لبيت .. يفتح أمامي أبواب الحزن والبؤس .. على مصاريعها .. ويوقفني على مشاهد للحرمان.. ويسكب في عيني ألما .. - توصلني قريب من مدرستي .. لو كلفت عليك..؟ أتى رجاؤها مخنوقا .. ممزوجا بالخوف ، ليقطع علي سلسلة الصور التي تداعت إلى ذهني عن حي الأمل ، وما بقى من آثار تجربه إعادة اكتشاف الانسان البليد الجامد، المغموس بالتفاهات ، الموجود في داخلي.. ، - لا ... تبقين معي إلى وقت الخروج من المدرسة .. ثم أوصلك.. غمرها شعور بالسكينة.. لاحظت ذلك وأنا أرى صدرها يهبط .. ثم تطلق نفسا عميقا، دفع غطـاء وجهها إلى الأمام .. أخذت أقلب الأفكار فيما أفعله ، لأخرج من هذا المأزق الذي وقعت فيه . الواقع المزري لحي الأمل كان حاضرا ، وأنا أبحث عن حل يتجاوز .. أن (أتخلص) أنا ، من (ورطة) موضي..


يتبعـــــــــ.........>>>








__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 13-10-2004 الساعة 03:42 AM.
  #7  
قديم 13-10-2004, 03:58 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation قصة الطالبة موضي--قصة عجيبة (2) :

كنت أريد حلا لها هي ، حتى لا تعود لنفس الطريق . من السهل أن (أرميها) ، كما تقول ، قرب مدرستهـا ، لتذهب لبيت أهلها ، وسوف تجد إجابة تقنع بها أمها ، عن سبب تمزق (مريولها) . أشعر أني غير قادر على الخروج بشيء ذي بال .. في موضوعها . هل يملك (رجال الهيئة) حلا يعطي التجاوز فرصة ، ويوفر علاجا جذريا .. لو أني لجأت إليهم ..؟ ماذا لو اتصلت عليهم لطلب الاستشارة فقط ..؟ مرت دقيقة أو أكثر ، والافكار تطوح بي يمينا وشمالا ، قبل أن يقطع تفكيري صوت بكائها. توهمت في البداية أنها سمعتني ، وأنا أحدث نفسي حول الاتصال بالهيئة . التفت إليها ، كانت قد وضعت وجهها بين كفيها وتنتحب ... - ما بك يا موضي ..؟ قالت بصوت يقطعه البكاء .. - كيف أشكرك .. (وشلون) أشكرك ..؟ لم يكن بكاؤها عن سبب ، كانت تفرغ شحنة عاطفية مكبوتة .. منذ الصباح ، وهي تراكم هما .. وخوفا .. وإحباطا .. وعجزا .. وقلقا .. وتنتظر أملا .. حين أقتربت من مقر عملي ، قلت لها : - موضي .. سأنزل هنا .. لدى أمور سأنجزها .. قد يحتاج ذلك ساعة أو أقل . سأقف هنا .. المكان آمن .. سأترك مكيف السيارة مفتوحا . أبق الأبواب والزجاج مغلقة .. لا تفتحي لأي إنسان ، مهما كانت الاسباب .. ولا تغادري السيارة أبدا . سأترك جوالي معك .. إتصلي على هذا الرقم عند أي طارئ .. ولا تردي على أي إتصال . ، كنت أهم بالنزول ، عندما قالت : - خذ الجوال .. أنا لا أعرف كيف استخدم الجوال .. هذه أول مرة في حياتي .. أرى فيها جوالا ... توقفت للحظة ، قبل أن آخذ منها الجوال ، الذي بقى في يدها الممدودة .. وشعرت بمثل حد السكين يحز في أعماقي .. وتداعت إلى ذهني قصة (ولد البسام) .. والصدى يجلجل في تلك المساحات الفارغة ، في قطعة اللحم التي تدعي مجازا (قلبا) : "هذه .. أول مرة .. في حياتي .. أرى فيها .. جوالا ..." .. يا لبلادة المترفين ... ألتقطت منها الجوال ، والمرارة .. والشعور بالاحباط .. وغياب (الانسان) ، ترغم شفتي على الانفراج ، لتصنعا شيئا يسمونه (إبتسامة) ... - ليه تضحك .. ما أنت مصدقني..؟- مصدقك.. والله يا عمري .. - أجل ليه تضحك..؟ - أضحـك على الإنســان البليد في داخلي.. الرقم .. العينة المسحية في أبحاث السوق .. - ما فهمت ... - تفهمين بعدين ... أغلقت الباب ومضيت . حينما سرت بضع خطوات سمعت نقرا على الزجاج .. التفت ، كانت تلوح بيدها .. تناديني .. رجعت ، ولما فتحت الباب ، قالت : - أبغى أطلب منك طلب .. لكني خجلانه .. - تفضلي..- أنا جايعة .. من أمس الظهر .. والله ما ذقت شئ .. أصل أمس ... خلص الزيت ، وما قدرت أمي تطبخ .. وحنا .. بعد .. يعنى ... لم تستطع أن تكمل عبارتها ، ولم تقدران تفصح عما كانت تريد قوله .. كانت تفرك كفيها ببعضهما، مطأطئة رأسها..، حرت في مكاني لبضع ثواني .. ها هو الانسان البليد في داخلي ، يتلقى صفعة ثانية .. - جائعة .. وأنا رائحة الشواء ، الذي أتخمت منه البارحة ، حتى لم يبق مكانا لنسمـة هواء .. ما زالت خياشيمى.. هناك شئ نفعله حينما يبلغ بنا الشعور بالمرارة والمهانة أقصاه ... نبصق على شئ .. صورة المسئول في الجريدة .. مثلا .. أو على الارض بجانبنا .. وهو أقصى إحتجاج نقدر عليه .. كنت أريد أن أبصق على خيالي ، الذي يعكسه الزجاج .. على (شكل) الانسان الذي أدعي أنه موجود لدي .. كنت أهم بأن أفعل ذلك ، لكني خشيت أن تفهم أنها هي المقصودة .. رفعت راسها ، وأنا مازلت واقفا . كانت عيناها تلمعان من خلف غطاء وجهها . قالت ، وهي ما تزال تفرك كفيها ، لكن بوتيرة أقل : - الظاهر أن طلبي ما كان في محله ... أو (شكلي) أحرجتك .. - لا .. ابدا .. نمشي الآن ... كنت على وشك أن أغلق الباب حين لمحت بقعة دم على ثوبها ، قريبا من موضع الركبة . انقبض قلبي بشدة ، وداهمني خاطر سئ .. وشعور بالغضب ، لم أستطع أن أواريه ، فقلت لها بلهجة جافة .. لا تخلو من إتهام : - موضي .. من وين الدم هذا ..؟ - انجرحت ركبتي .. يوم طحت من السيارة .. عيناها مازالتا تلمعان من خلف الغطاء .. معلقتان بوجهي ، الذي ارتسمت عليه علامة استفهام كبيرة .. أحست أن إجابتها لم تقنعني ، وأني لم أصدق كلامها ، فأزاحت عباءتها ، ورفعت ثوبها عن موضع الاصابة ، دون أن تتكلم ، أو ترفع رأسها . كان جرحا سطحيا ، تيبس الدم حوله . ليس عميقا ، لكنه بدا ، بلونه الداكن ، وتشققاته ، التي أبرزها إهابها الأبيض الرقيق ، مثيرا للألم والشفقة . أغلقت الباب ، وركبت من الناحية الأخرى . كانت ما تزال مطأطئة راسها .. أعرف أني جرحت كرامتها .. كثيرا ما نوقع أذى بهذا الحجم وأكثر ، بالآخرين .. وكثيرا ما يكون ذلك بدافع من الشعور بـ (طهرانية) مبالغ فيها لذواتنا .. والشعور بـ (دنس) الآخر ، وقابليته للخطيئة ، التي تحتاج إلى (مخلص) مثلنا .. لم يقف يوما في صف ، ويسمع ... "من كان منكم بلا خطيئة .. فليرمها بحجر ..." .. وأحيانـا نمارس الأذى ، ونوقعه بقسوة .. لا تعطي فرصة للتجاوز .. على من نحب .. بدعوى الحب .. كيف يؤذي من يحب ...؟ حاولـت أن أغير الموضوع ، وألطف الموقف ، بسؤالها عن ماذا تريد أن تأكل ، لكنها لم ترد. فكرت أن أشتري لها سندويتشات وعصير ، لكني لا أعرف محلا قريبا ، يقدم هذا النوع من الفطائر ، وعملية البحث ستأخذ مني وقتا . اتجهت إلى مطعم قريب ، يقدم وجبات سريعة . في الطريق إليه لمحت صيدلية .. نزلت وأشتريت شاشا ومعقما ولاصقا . وصلنا المطعم .. قلت لها : - انزلي ... - إلى أين ..؟ - إلى المطعم .. لتفطري ... نزلنا وفي قسم العائلات ، أخذنا إحدى المقصورات . كانت تتلفت .. واضح أنها تدخل مطعما لأول مرة .. قالت ببراءة : - آكل قدام الناس ... ما يشوفوني الرجال ..؟ - لا .. أنت لوحدك هنا .. تيقنت أنها بريئة .. ولم تتمرس على الانحراف .. تستحي أن يراها الرجال كاشفة وجهها وهي تأكل .. الحياء لا يتكلف ، ولا يصطنع .. التظاهر في مثل هذه المواقف ، بغير الحقيقة ، يتطلب درجة عالية من الخبث ، والتمرس على المكر .. لا يمكن أن تتقنه طفلة في هذا السن .. وأوجعني قلبي مرة أخرى .. أن ظننت بها ظن السوء .. ، ، طلبت لها أكلا ، وسألتها إن كانت تريد عصيرا بعينه ، قالت : - أبغي (كوتيل) .. - تقصدين كوكتيل ...؟ - ما أدري .. أسمع البنات يقولون ، عصير (الكوتيل) حلو ... مرة أخرى يبرح بي الألم .. تبدو لغة المحرومين .. ساذجة .. بريئة ، لكنها تدمي القلب . يحق لك أن تزهو .. إبن الطبقة الوسطى ، أو فوقها بقليل .. تعرف الكوكتيل .. والسكالوب .. والستيك .. ها أنت أمام كائن يشاركك نفس الكوكب ..ونفس الوطن .. بل على الطرف الثاني من المدينة .. ربما لم يعرف سائلا غير الماء في حياته .. أو معلبات الكولا ، التي تعمل عمل الأسيد في قنوات جهازه الهضمي . إنه (البرجوازي) البشع .. يتربع في داخلك .. كتمثـال من البرونز .. منصوب في ميدان ، في عاصمة (رأسمالية) .. يأتيه العمال ، والمهاجـرون المغتربون .. المسحوقون .. يتمسحون فيه .. ويطوفون حوله .. يلتقطون الصور التذكارية .. ويصطنعون عنده (لقطات فرح) .. انتزعوها من بقايا آدمية مطحونة .. في قيعان المناجم .. أو بين هدير ألات المصانع .. يتفصدون دما .. وعرقا ، يصنع منه طلاء .. يحفظك من الصدأ .. ويبقيك لامعا .. متوهجا .. ليؤموك مرة ، تلو أخرى .. صرت (ربا) صنما .. حولك .. (يولد) فرح المسحوقين .. ومن عصارة أجسادهم تبقي لامعا .. لتسعدهم .. أي فخر أعظم من هذا ...؟ جاء الأكل ، واستلمته من العامل ، ووضعته على الطاولة .. وقلت لها : - أفطري .. بعد عشر دقائق أرجع لك .. - وين تروح ..؟ - أتركك .. تأخذين راحتك .. ، ، ، - لا .. لا تتركني .. أنا راحتي معك .. انتفض قلبي لعبارتها .. تملكني براءة الأنقياء .. وصدق المشاعر .. تذكرت الشاش والمعقم الذي اشتريته ، فأخبرتها أني سأذهب لإحضار بعض الاغراض من السيارة . كنت أريد أن أدعها لوحدها ، حتى تنتهي من إفطارها ، ولأحضر تلك الاغراض لتطهير جرحها .. رغم أني تعمدت التأخير ، إلا أنني حينما عدت ، كانت ما تزال في بداية وجبتها . شعرت بحرج ، لكنها نظرت إلى بعينين ساكنتين ، وقالت : - خفت .. لما تأخرت علي .. جلست أرقبها تتناول الطعام . تتصرف بهدوء وعفوية ، دون إحساس بالمكان حولها .. كانت جائعة فعلا ... طريقة إلتهامها للطعام .. تلقائيتها في التصرف .. حينما نزعت غطاء وجهها ، الذي كان يتدلى على كتفيها ، ووضعته على الكرسي بجانبها .. تنقلها بين صنف وآخر من الطعام بدون أي (إتيكيت) .. كأنما تتذوق (العالم) لأول مرة .. بل هي كذلك .. إنها الدهشة التي تصيبنا ، حينما نصادف الاشياء للمرة الأولى ، فنتصرف مثل الاطفال ... "أوووه أيها المترف" .. يلج نداء في داخلي .. "أصبحت تعلم المحرومين الاتيكيت" .. أصبحت انت (الاستاذ) .. وغيرك حولتهم الدهشة إلى أطفال .. لم لا تفهم ..؟ إنه الجوع ، والحرمان .. والبراءة التي ما تلوثت .. شعرت بفيض من الحب يغمر قلبي تجاهها .. براءتها .. عفويتها .. تلقائيتها .. والشعور بالامان الذي هبط عليها ، وهي معي .. فنسيت العالم من حولها . حينما يسكن إنسان إليك ، تعتريك حالة من الاستسلام .. والحب اللانهائي .. تأمل حينما يدفن طفل رأسه في حجرك .. ويغفو .. تنتابك حال من الاستسلام غريبة .. وتحس أن قلبك تحول إلى مهد له .. لوحده .. وتتمنى لو توقف العالم كله من حولك .. بساعاته .. وسياراته .. وضجيجة كله .. لكي لا يصحو .. ، ، هكذا كان شعوري نحوها .. وأنا أنظر إليها .. تحيلني سكينتها .. وإطمئنانها إلي .. إلى (إنسان) .. قال عنه عبدالكريم يوما ، إنه غير موجود .. وددت لو أخذتها إلي .. وضممت رأسها إلى صدري .. ليذوب الجليد .. لأبكي .. لأستعيد إنسانيتي المهدرة .. أليس شيئا هائلا أن تجد إنسانا يسكن إليك .. و .. تسكن إليه .. ؟ تذكرت صاحب السيارة الذي قذفها، فتداعى إلى ذهني مخزون هائل من اللعنات ... أي نفس سويه يسوغ لها أن تفتك ببراءة مثل هذه..؟ أي توحش قادر على أن يغرس خنجر الغدر في هذا الطهر الفطري..؟ كنت ساهما .. أهلوس بمثل هذه الأفكار .. وأتذكر كثيرات .. فتك بطهرن .. بسبب مثل هذه البراءة، والعفوية .. جالسا قبالتها .. شاخصا .. صامتا، حين قالت، وهي ترفع خصلة شعر سقطت على وجهها: - كثر الله خيرك .. دبت الحياة في محياها، بعد الجوع والعطش ، كما نبت الحياء في أرض مجدبة .. غمرها الغيث .. وجهها عاد أكثر بشاشة .. جبينها العريض صار أكثر ضياء .. عيناها، كأنما أوقدت فيهما قناديل فـرح .. امتد وهجها إلى ثناياها، فازدادت ألقا .. لتصنع لها إبتسامة آسرة .. كلما افتر ثغرها .. عندما أنهت ترتيب عباءتها، وشرعت تضع غطاء رأسها، ووجهها في مكانه ، قلت لها:- لابد أن أعقم الجرح، حتى لا يلتهب... هزت رأسها موافقة . رفعت ثوبها إلى حدود الجزء الممزق، ليظهر الجرح، ولأتمكن من تنظيفه . أخبرتها أن المادة المعقمة تحتوي على مادة قلوية، وستشعر نتيجة لذلك بألم، وعليها أن تتحمل .، كنت قد أنهيت تنظيف الجرح، ووضعت الشاش واللاصق عليه، وأتهيأ للنهوض، حين شعـرت بكفيها تطبقان على جانبي رأسي، وتأخذه إليها، ثم تنحني وتطبع قبلة على جبيني ، وتقول: -...

يتبعـــــــ........>>>
__________________

  #8  
قديم 13-10-2004, 04:12 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Cool قصة الطالبة موضي--قصة عجيبة (3) :

وتقول : - يا ليتك (أخوي) ... يا ليتك ... وسكتت .. رفعت رأسي ، ونظرت إلى وجهها .. كان ينطق بكل اللغات .. إلا لغة الجسد .. لقد تلاشي الجسد ، كوسيلة تعبير بيننا .. ولم يكن ثمت إلا أنا .. ودوائر من النور .. تلتمع في مساحات وجههـا .. الـذي غدا أمامي كمحراب هائل .. طفقت أردد فيه الصلوات.. - اعتبريني أخا لك ... قلتها وأنا أنهض ، وهي تتبعني بنظراتها .. وتغالب دمعتين .. عقربا الساعة في سباق، الصغير يؤشر على الرقم 11، والكبير إلتحم بالرقم 2 .. لا أدري أيهما سبق . لم يعد لتقسيم الفراغات في تلك الدائرة التي يسمونها (ساعة) ، أي معنى لدي ... في لغة الوقت، التي أخترعوها ، الساعة الآن هي الحادية عشرة وعشر دقائق .. أما الوقت لدي ، فقد اختزل إلى بداية ونهاية .. كلاهما إسمه .. موضي .. الزمن فيه لا يحسب بالعقارب .. ولا بفراغات الدائرة، وتقسيماتها ... إبتدأ بفتاة تقذف من سيارة، كنتيجة مبكرة لعملية سوف تتم ، بالضرورة لاحقا ، وتحدث في كل لحظة، يدفع الطرف الأضعف فيها .. دائما ، الثمن الباهض من شرفه .. وكرامته، وإنسانيته .. وحقه المفترض في حياة كريمه .. لا تخضع لإبتزاز المال .. ونفوذ السلطة .. تأتي المرأة ممثلا (مواظبا) للطرف الاضعف .. الممتهن .. المبتز .. المستهدف .. المقذوف .. ليس من سيارة يمتلكها مترف، (قادر) .. بل من حقها .. أن يكون لها كينونة .. في بعدها الانساني .. لها اعتبارها.. وكرامتها .. ضمن القانون السرمدي : "وكرمنا بني آدم"..، ينتهي الوقت.. متى ينتهي..؟ عند الساعة الواحدة .. حينما تدلف موضي، بخطوات متوجسة إلى بيت أهلها..؟ وقت طويل .. لو كان الزمن يقاس بعذابات المحرومين وأوجاعهم .. وبأحلامهم التي تنتهي تحت أقدام نزوات (القادرين) .. وصلت إلى مقر عملي .. ونزلت .. لم يتبق وقت للعمل اليوم . تركتها في السيارة ، وذهبت لإنجاز بعض الأعمال المعلقة ، ولأعتذر عن التأخير .. وعن بقية اليوم . بدوت أمام الزملاء متوترا .. شارد البال .. غير قادر على التركيز .. وقعت اسمى في المكان غير الصحيح أكثر من مرة .. وأختلف توقيعي عن الآخر أكثر من مرة .. ناديت أحد الموظفين بغير اسمه .. ظروف عائلية ... كان هذا هو التبرير .. وانسحبت .. جزء من الشرود والتوتر الذي انتابني في العمل ، كان بسبب الضغط النفسي الذي فرضه التفكير المتواصل في أمرها .. لقد قررت أن لا أنزلها عند المدرسة .. سيطر علي هم واحد : هـل أتركهــا تذهب بهذه البساطة .. دون أن تتعلم درسا ، يمنعها من العودة لنفس السلوك ..؟ هل أدعها تعود لبيت أهلها .. لتعود بعد ذلك لنفس الطريق .. عدت إلى السيارة بغير الوجه الذي ذهبت به .. مهمومـا .. متجهما .. ومتوترا .. ضاقت على الأرض بمارحبت .. ركبت ، وسحبت الباب خلفي بقوة .. ولم أكلمها .. كنت ، حينما خرجنا من المطعم ، قد ألنت لها القول ، ولاطفتها ، وحدثتها حديث القلب للقلب عن خوفي عليها .. وقلقي على مستقبلها ، ورجوتها أن تنتبه لنفسها .. وختمت ذلك بمزحة ، فقلت : - إن عاهدتني أن تلتزمي بما قلت لك اشتريت لك أسكريم (كون زون) أو (باسكن روبنز) ، لكن باسكن روبنز أمريكي ، وأنا مقاطع البضائع الأمريكية .. ضحكت ببراءة الآمن في سرية ، وقالت بعفوية أخذت قلبي : - أبغى اكتب اسم الاسكريم .. حتى إذا رحت للمدرسة أقول للبنات إني أكلته .. ثم أضافت : - أبلا نوره .. دائما تنهي الحصة بتذكيرنا بمقاطعة البضائع الأمريكيــة .. لكن .. ثم سكتت قليلا .. لتقول : .. البنات في الفسحة يعلقون على (أبلا) نورة ، ويقولون : "الأبلا ساكنة في شمال الرياض .. وتحسب الناس كلهم مثلها ، يستطيعون أن يشتروا بضائع أمريكية" . أندفع الدم إلى وجهي ، وشعرت كأنما لفحتني موجة حارة .. إنها فوقية المترفين .. إنها (ماري أنطوانيت) ، التي تطالب الجائعين ، الذين يتظاهرون من أجل الخبز .. أن يأكلوا (بسكويت) .. أوهي (أبلا نورة) .. التي تطالب الجوعى والعراة .. أن لا يشتروا من (مكس) ، أو (نكست) ، أو (فرساتشي) .. كيف لا تقرأ (أبلا نورة) هذا الوجع والبؤس .. الساكن في كل قسمة من قسمات تلك الوجوه ، وهي تصافح عينيها كل صباح .. كيـف تستطيـع أن تعيش في عالمين منفصلين ..؟ كيف يصنع الترف كل هذه الحجب الغليظة من البلادة .. واللامبالاة بمعاناة الآخر .. ووجعه .. وبؤسه ..؟ كيف يهوي الانسان (في داخلنا) إلى تلك الاعماق السحيقة ، فلا يسمع منه زفرة ألم .. ولا يتسلل من تلك اللجة الجليدية .. شئ من مشاعر .. صرخة واهية .. تجاه الحرمان الذي : يخنق أحلام الصبايا .. يغتال الفرحة في عيون الأطفال .. ويقتل الكبرياء في جباه الرجال ...؟ ، ، لست وحدك .. هناك ألافا مثلك .. وألافا مثل نورة .. حينما استقريت على المعقد ، بتلك الحالة المتوترة ، تطلب الأمر مني وقتا ، لأخرج المفتاح من جيبي .. ولاحظت ذلك .. عندما بدأت أدير المفتاح ، لتشغيل السيارة ، صدحت اغنية من (الراديو) ، الذي يبدو أنها قد عبثت به أثناء غيابي .. كان المغني يردد : "زمانك لو صفا لك يوم ... زمانك ما صفا لك دوم وعينك لو أهتنت بالنوم ... ترى الأيام دواره ترى الايام دواره .." للحظـة .. استسلمت لكلمات الأغنية ، التي فتقت جرحا جديدا .. ثم أقفلت الراديو .. بانفعال . قالت ، وكأنها تريد أن تخفف من حدة التوتر ، الذي لاحظته على ، حينما عدت : - الاغنية كلماتها حلوة .. صح ..؟ لم أرد عليها .... - ما تسمع أغاني ..؟ - لا .. - حرام ..؟ - نعم .. - أنت كنت تسمع قبل (شوي) .. - أنت تحققين معي ..؟ - أنت زعلان .. أنا سألتك .. لأن فيه معلمة عندنا تقول ، الذي يسمع أغاني كافر .. - لا .. ليس كفر .. لكن حرام .. - ما فهمت .. - سماع الأغاني معصية .. ويفسد الأخلاق .. وأنت ما أفسدك إلا سماع الأغاني . - يعني أنا فاسدة ..؟ ، ، ، - هذا الذي قمت به .. ماذا تسمينه ..؟ - ...... ران الصمت بيننا .. بدأ الندم يأكل نفسي .. لقد هدمت كل ما بنيت هذا الصباح .. بلحظة غضب . أشعر أني انتقم لنفسي منها .. أن تورطت بها .. أضاعت وقتي .. وأوقعتني في حيرة .. وحملتني مسئولية الحفاظ عليها .. أنا الذي لم أعش إلا لنفسي فقط .. وتحاشيت كثيرا أن أصيخ سمعي لوجع الناس .. أو أجرح ناظري بمشاهد البؤس والحرمان .. مازالت الذاكرة تكويني ، باسترجاع تلك المناظر التي رأيتها .. وبتذكر ذلك الأنين .. الذي اجتاح هدوئي ، في (مغامرتي) اليتيمه في حي (الأمل) مع عبدالكريم .. كيف أريد علاجها ، وأنا قد شرعت بإدانتها .. وتجريمها ..؟ قلت ، بعد أن أستعدت هدوئي ، وبلهجة بالغت بأن أشعرها من خلالها بالمحبة والحنان : - موضي حبيبتي .. أليس هذا الذي فعلتيه خطأ ..؟ - صح .. لكن خلني أسألك سؤال .. أعطني فرصة .. أقول لك شيء .. - أنا الذي أريد أن أسألك سؤالا .. .. من هو الشخص الذي كنت معه الصباح ..؟ - لا أعرفه .. - تركبين مع شخص لا تعرفينه ..؟ - والله العظيم لا أعرفه .. أصل الموضوع .. البندري .. وأخذت تبكي .. وتوقفت عن الكلام .. - تكلمي يا موضي .. أرجوك .. - "أنا شفت إكسسوارات حلوة على زميلتي البندري .. أعجبتني .. قالت لي : أعجبتك ..؟ قلت لها نعم .. قالت قولي لأبوك يشتري لك مثلها .." هي تعرف أن الوالد غير موجود .. لكنها .. وانخرطت بنوبة بكاء أشد مما سبق .. تركتها حتى سكنت ، وأنا أكثر فضولا لمعرفة التفاصيل . ، ، شعرت أن المسألة أكبر من طيش مراهقة ، إلا أنـي لم أجرؤ أن أطلب منها مواصلة الحديـث . لكنها ، حينما ألتفتت تطلب مني منديلا تمسح به دموعها ، رأت اللهفة في وجهي ، لمعرفة تفاصيل الموضوع ، ورأيت أنا في عينيها انكسارا يذيب الحجر الأصم .. استأنفت الحديث : - البندري تعرف أن الوالد غير موجود .. لذلك ، قالت لي : "وإذا ما عندك أب .. لازم يكون لك (صاحب) .. تطلعين معه .. يشتري لك اللي تبين .. ويؤكلك في المطاعم" .. قلت للبندري : أنا ما أعرف أحد ، قالت : "ما يهمك .. أنا أعطيك رقم واحد .. عنده سيارة (كشخه) .. تكلمينه .. "فعلا .. كلمته أكثر من مره .. وسمعني كلام حلو .." أمس قال لي .. الصباح لا تمشين للمدرسة .. روحي للشارع العام .. وأجـيء أخذك من هناك الساعة 7 " .. فعلا .. رحت للشارع العام .. وجاء الشخص الذي رأيتني معه ، وركبت .. كان أول شيء قال لي : "أنا أحبك يا موضي .. البندري كلمتني كثيرا عنك .. أنت تستأهلين كل خير .. أنت بس تدللي .." . بعد ما مشينا بفترة بسيطة ، قال إن فيه (جمس) ، مثل سيارة الهيئة يمشي خلفنا .. ثم أسرع .. وصدمنا فيك .. كنت أستمع إليها مذهولا .. أحاول أن أكذب سمعي .. - ومصدقة انه يحبك ..؟ - لا .. طبعا .. كلام فاضي .. - وأنت صدقتي البندري .. يمكن الذي اشترى لها الاكسسوارات أبوها .. ؟ - لا .. أبوها غير موجود .. أمها مطلقة .. وهي ساكنة مع أمها .. وأبوها ساكن في مدينة ثانية .. ولا يعترف فيهم ... شعرت برغبة حقيقية بالبكاء .. البندري أيضا ضحية .. بيت ممزق .. وفقر .. ألعن من .. غير إبليس ..؟ ، ، - وأنت .. الوالد أين هو ..؟ ترددت برهة من الوقت .. ثم قالت : - مسجون ... ثم أضافت ، وقد استحال وجهها إلى الأصفر الشاحب : .. ولا عندنا أحد يصرف علينا .. في هذه اللحظة لم أملك أن أمنع نفسي عن البكاء .. أوقفت السيارة على جانب الطريق ، وبدأت أبكي بكاء صامتا .. بنفسي هذه الطفلة .. وألاف غيرها .. ألعن من .. غير إبليس ..؟ جوفي كان يشتعل غيظا .. وعجزا .. وإحتقارا ، لذات .. ظلت طويلا .. في منفاها الجليدي ، لا تحس بلهيب المعاناة لبشر .. يتحالف الفقر ، والحرمان ، والأهمال .. مع (القوانين) المتخلفة ، والبيروقراطية القبيحة .. المسخ ، في إذلالهم .. كنت منغمسا في لحظة وجع حقيقي .. أغلق الدمع عيني ، فلم أعد أرى شيئا ، عندما سحبت يدي وقبلتها ، وهي تقول بعينين دامعتين، ووجه صار مرتعا للألم فقط : - تبكي من أجلي .. يا ليتك .. يا ليتك .. ثم خنقتها العبرة .. كنت قد عزمت على أمر بخصوصها .. وأنا أعود إلى السيارة، بعد أن تركتها لأصلـي الظهر، في مسجد على الطريق .. وقع في نفسي أن أمرها، يحتاج حلا جذريا .. بعد خروجي من المسجد، فوجئت بعدم وجودها في السيارة .. شعرت كأنما يد قد اخترقت صدري .. وانتزعت قلبي منه .. تساءلت ..: أين تكون ذهبت ..؟ .. هل هربت..؟ انتابني شعور مزيج من القلق والسخط .. أشد شيء آلمني .. إحساسي أنني بعد كل الذي صنعته من أجلها .. لم تثق بي . ليس أقسى من أن تفقد الثقة .. أو لا تكون محل ثقة .. لإنسان تحبه. ، كنت على هذه الحال، إذ رأيتها تخرج من مصلى النساء .. فأشرق وجهي .. وأحسست قلبي يعود إلى مكانه .. صرت أخاف عليها .. وفرحت أنها حريصة على الصلاة .. تبقى الصلاة ذلك الرباط الوثيق، الذي يشد الانسان إلى الخير والفضيلة، مهما إجتالته الشياطين .. يؤلمني كثيرا مشهد الانسان الذي لا يصلي .. أشفق عليه من النهاية البائسة .. أحس أن الصلاة هي العتبة الأخيرة .. التي يقف الإنسان عليها، قبل أن يهوي .. إذا ما تركها، إلى درك .. يكون فيه، هو والحيوان سواء .. قالت وهي تفتح الباب لتركب :- خفت تطلع من المسجد .. ولا تلقاني .. ثم تروح وتتركني .. فاستعجلت بصلاتي .. تنهدت، وقلت في سري:- "أنا الذي خفت .. أنك رحتي وتركتيني .." صارت بالنسبة لي، حبلي الوحيد إلى الحياة (الحقيقية) ... التحدي الحقيقي لاستعادة إنسانيتي المهدرة.. الشمعة التي تتقد لتنثر الضوء، والدفء في صقيع أعماقي المظلمة..

يتبـــــــعــــــــ.....>>>


__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 13-10-2004 الساعة 04:20 AM.
  #9  
قديم 13-10-2004, 04:34 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي قصة الطالبة موضي--قصة عجيبة (4) :

في الطريق إلى المدرسة قلت لها : - قبل أن أنزلك عند المدرسة أريد أن نمر من عند بيتكم ، حتى أعرف مكانه .. ردت بتوجس ، وكأنها شكت أني سأذهب بها إلى أهلها : - لماذا ...؟ - يمكن أزوركم الليلة .. - والله ..؟ - إحتمال .. تعرفت على موقع البيت ، ثم توجهت بها إلى المدرسة .. لم تكـن الطالبـات قد خرجن بعد .. فانتظرنا في السيارة في شارع مجاور .. كانت أسراب الطالبات قد بدأت بالخروج من بوابة المدرسة عندما بادرتني قائلة : - ما قلت لي إسمك .. - محمد .. نزلت .. وأغلقت الباب .. وبعد بضع خطوات ألتفتت نحوي ولوحت بأطراف أنا ملها .. خرجت من حي (الأمل) .. أحمل قلبا .. و(أملا) .. وإنسانية مستعادة .. عند إحدى الاشارات ، نبهني سائق السيارة الذي بجواري ، إلى أن الباب لم يغلق جيدا .. التفت لأغلقة ، فوجدت قصاصة ورقة .. كانت قد كتبتها .. وتعمدت أن تتركها لأجدها.. قرأتها .. ثم دسستها في جيبي .. وتأكدت مرة أخرى أن البراءة لو تمثلت إنسانا ، وسارت على الأرض ، ومشت بين الناس .. لكانت هي .. صليت العشاء في نفس المسجد .. ثم أنطلقت باتجاه بيتهم .. كنت قد عرفت منها عدد إخوانها وأخواتها ، واتفقت معها أن تذكر لأمها أن إحدى المعلمات تجمع معلومات عن الأسر المحتاجة ، وأنها قد استدعتها وطلبت منها معلومات عن بيتهم وأسرتهم .. وصلت .. وقرعت الباب .. كنت مرتبكا قليلا . أخذت ، وأنا انتظر الرد ، أقلب طرفي فيما حولي .. لفت نظري أن كل بيت لا يكاد يخلو من طبق من أطباق الاستقبال الفضائية التلفزيونية (الدش) .. بل إن بعضها يتربع على سطحه أكثر من واحد .. تساءلت في نفسي .. : أي واقع إجتماعي سيتشكل ، عندما يجتمع في هذه البيوت .. الفقر .. والظلم الاجتماعي والمشاكل الأسرية .. وإنخفاض مستوى التعليم .. وفضائيات تصب العنف ، والجنس ، والرذيلة .. في عقول ساكنيها ..؟ هل يمكن أن يستغرب المرء سلوكا مثل الذي وقع من البندري .. وموضي ..؟ من أين جاء مفهوم (الصاحب) .. الذي يوفر ما عجز عن القيام به (الأب الغائب) .. مسجونا كان .. أو مطلقا .. أو ميتا .. أو حتى عاجزا .. متخليا عن دوره ..؟ من المسئول عن نشوء مثل هذا (العجز) .. في ظل الغياب القسري للأب ..؟ من (الطرف) الآخر الذي (تخلى) عن دوره .. فسقط مثل هؤلاء (الضحايا) ..؟ فتح الباب ، وأطل طفل لا يتجاوز التاسعة . حسب توصيف موضي ، هذا شقيقها محمد . هناك بنت تكبره .. نوف، أصغر من موضي ، في الصف السادس الابتدائي .. وأصغر منه بنت في الصف الأول .. أظن أن إسمها إبتسام، ثم عبد الاله في حدود الخامسة . سألته : - اين الوالدة ..؟ - من أنت ؟ - مشرف إجتماعي .. من الجمعية الخيرية .. غاب قليلا ثم عاد .. وسحب الباب خلفه، وأبقاه نصف مفتوح، ثم قال : - الوالدة خلف الباب .. ألقيت عليها السلام ، وذكرت لها أنني عضو في مجموعة خيرية، تقوم بحصر الأسر المحتاجة، من خلال التعاون مع بعض المعلمات، ليتم ترتيب شيئا لها ، يساعدها في مواجهة تكاليف الحياة .. كان يوم سبت، أخبرتها أن هذه الزيارة استقصائية، لمعرفة أوضاع الأسرة بالتفصيل، وأنه سيعقبها زيارات أخرى .. طلبت مني الدخول إلى غرفة تفتح على الممر المؤدي إلى داخل المنزل، يبدو أنها (المجلس) المعد لإستقبال الضيوف. جلست على فرش (موكيت) متآكل .. قد ذهب لونه . كان هناك مسندتان للظهر .. أو ثلاث .. ولا شئ غير ذلك .. في السقف يوجد مروحة عتيقة، ولمبة (فلورسنت) 2. شمعة، أطرافها معتمة لطول الاستخدام. على الجدران المدهونة، بلون أبيض مطفي، يوجد خربشات أطفال .. لفت نظري أحدها، يقول : "الدهر يومان .. يوم لك، ويوم عليك" .. ثم رسمة لقلب، قد إخترقه سهم، وينزف، وقد كتب تحته : " أحبك لو تكون ظالم" .. لاحظت أن مثل هذه (الشعارات) مشترك (ثقافي)، بين الاغنياء والفقراء .. لكن .. كيف يفهم كل فريق (اليومين) .. اليوم الذي له .. واليوم الذي عليه..؟ ،،، ما هو مفهوم كل طرف للحب .. وكيف هو مفهوم الظلم في الحب .. وفي غيره، عند كل منهما ..؟ كيف فهمت موضي (الحب) .. لما سألتني إن كنت افعل الذي أفعله من أجلها .. لأني أحبها .. وتبرعت بالتفسير، على ضوء ما تعتقد أنه القانون السائد، الذي يحكم العلاقات بين الناس .. فقالت: "الشخص لا يخدم شخصا آخر إلا إذا كان يحبه .. أو ينتظر منه شيئا .. مقابل ما يقدمه له" .. موضي علمت يقينا أنني لا أنتظر منها (شيئا) .. مثل ذلك الذي كان يريده منها صاحب السيارة .. وهي غير متأكدة أنني أحبها .. لروحها .. وذاتها .. إذ هي .. رغم صغر سنها ، تدرك ، أن حبا من هذا النوع ، لا يمكن أن يتخلق في إتصال هاتفي .. أو لقاء عابر .. لذلك .. هي عاجزة أن تفسر موقفي منها .. لأنها غير قادرة على أن تبني علاقة بين متغيرين ... "الخدمة .. مقابل .. ماذا..؟ " وهو ما دأب المعطى الثقافي السائد، على تقديمهما ضمن (تراتيبية) معينة .. عندما أخذت مكاني في المجلس، جلست هي خارجة، في الممر، عند الباب، تسمعني، ولا أراها. سألتها بالتفصيل عن أحوالهم المادية ومصاريفهم اليومية والشهرية .. عرفت منها أن زوجها مسجون في قضية مخدرات، وأن محكوميته طويلة، وأنهم منذ سنتين تقريبا لم يروه .. لأسباب لم تذكرها . لا أقارب لصيقين لهم في الرياض .. أهلها .. وأهل زوجها يعيشون في مناطق بعيدة .. وليسوا بأحسن حال منهم .. أنتهى اللقاء .. ووعدتها بزيارة قريبة .. ،،، كنت قبل أن آتيهم، مررت على محل لبيع الوجبات السريعة، وأشتريت لهم فطائر (هامبورقر) ومشروبات غازية .. وتعمدت أن يكون عدد الفطائر غير مطابق لعددهم .. حتى لا تشك بأن لدي معلومات سابقة عنهم . كانت فرحة الأطفال لا توصف .. بكيت في داخلي، وأنا أراهم يتقافزون فرحا .. ويردد عبدالإلة الصغير : "زي اللي في التلفزيون" .. عالم لا يرونه إلا في التلفزيون .. وحياة أخرى .. بعضها تافة وسخيف .. ونمارسها نحن بعشوائية ، وتلقائية .. لا يسمعون عنها إلا في التلفزيون .. إنها (قصة) التلفزيون .. قصة (الاكسسوارات)، و(الصاحب) .. و(الحياة) التي لا تنال .. إلا بأثمان باهضة أدناها الكرامة .. وأحدها الشرف .. وأحيانا كثيرة .. لا تنال .. مررت مساء الاثنين في زيارة سريعة، وأنزلت اغراضا، استشفيت من لقائي الأول أن هناك حاجة ماسة لها .. اشتريت كذلك وجبات (هامبرقر) .. في هذه المرة لفت نظري شيئا .. عندمـا كانت تساعد في إدخال الاغراض لاحظت أنها شابة .. كانت أصغر مما توقعت بكثير. كنت أظن أنها على مشارف الاربعين .. ظننت ذلك بناء على عملية حسابية، أضفت فيها عمر موضي، إلى سن الزواج المعتاد للنساء .. وتأخر في الحمل، سنة أو سنتين، إضافة إلى أشهر الحمل .. هي في أول ثلاثينياتها قطعا .. وربما لا تزيد على الثلاث والثلاثين. تألمت أن تواجه إمرأة شابة، في قمة نضجها البدني والعقلي .. هذا الواقع البائس .. وحدة .. ووحشة .. وبؤس .. وحرمان .. في مثل هذه المواقف، يخطر على بالي هاجس ساذج، اشبه بتصورات الاطفال .. تتملكني حالة من الأسى، فتشف روحي .. وأبلغ درجة من التسامي والشفافية، حتى أنني أود لو أكون أبا لكل يتيم .. وزوجا، أو أخا لكل أرملة، أو مطلقة .. أو أنثى .. تواجه بؤس الواقع لوحدها .. وتتحسى سم الظلم .. والقهر، صباح .. مساء.. ، ، .. ولأنهـا (خواطر طفلية) .. فإن عجز الاطفال يعتريني، فأعمد إلى البكـاء .. الصامت . أبكي .. حتى يذوب قلبي من كمد .. وتذوي نفسي، حتى يرى ذلك في عيني .. اللتان تتحولان إلى بئر هائلة العمق .. لا ترى إلا لجتها السوداء .. ابتلعت الدمع .. والضوء .. وغاض منها بريق الحياة .. هكذا هي الحالة التي تلبستني حينما رأيت أم موضي .. أو أم محمد، كما هي كنيتها .. ما أقسى الألم .. حينما يكون إمرأة .. وما أتعس قلبا .. لا يرى العالم .. إلا من خلال إمرأة .. كأن العناء الذي أثارته موضي لا يكفي .. ذكرت لها أني سآتي عصر الخميس، لآخذ الاطفال إلى مركز ترفيهي، ليتسلوا ببعض الالعاب . حينما جئت يوم الخميس، كانـوا بانتظاري .. محمد وإبتسام وعبدالالة . سألتهم عن نوف، فقالوا إن والدتهم لم تسمح لها، وقالت لها، أنت كبيرة .. لا يجوز أن تخالطي الرجال . بقدر ما أسفت أنها لن تفرح مثل بقية الاطفال، في سنها، إلا أنني ثمنت الموقف التربوي لوالدتها، وحرصها على أخلاقها . أخذتهم إلى مركز ألعاب، وأطلقتهم يلعبون كما يشاؤون .. كنت أطرب حينما يأتي أحدهم، ويقول : "عمي لو سمحت .. خلني ألعب في هذي اللعبة .." .. كان قلبي يرقص معهم .. وفرحت كما لم أفرح من قبل في حياتي .. وحينما ركبت معهم في إحدى الالعاب، ومالت بنا .. وظنوا أنهم سيسقطون، ألتصقوا بي كالافراخ، إذ تلوذ بأمها .. في تلك اللحظة شعرت أني كلي صرت قلبا، يهتز فقط .. ليمنحهم الحياة .. ولما طوقتني سواعدهم في إحدى المرات .. شعرت أني أعلو، وأن روحي تتحلل من ربقة الجسد .. فأنا محض روح .. خرجنا من مركز الالعاب، وكان قد بقى على صلاة المغرب ما يقرب من ساعة .. أقترحت عليهم أن نأكل شيئا .. فضجوا، فرحا وابتهاجا . دخلنا مطعم وجبات سريعة، وأكلنا، وطلبت أكلا للذين بقوا في البيت .، كان وقت صلاة المغرب قد حـان، عندما غادرنا المطعم . صليت أنا ومحمد في مسجد قريب، ثم أنطلقنا إلى البيت . عند الباب كانت في استقبالنا .. كان للأطفال صراخ، وضحكات متقطعة، وضجيج .. فتح الباب بعد طرق لم يتعد ثواني .. من خلف الباب سمعتها تلهج لي بالدعاء .. طلبت مني أن أدخل لأتناول كأسة شاهي .. فاعتذرت لإنشغالي بارتباط .. جاء صوتها ترجوني : - لن نؤخرك .. إشرب شاهينا .. حتى لو إنه .. (ماهو قد المقام) .. - أشرب شاهيكم يا أم محمد .. ولا تقولي هذا الكلام مرة أخرى .. فإنه يؤذيني .. جلست في نفس المكان، وبعد لحظات جاء الشاهي في صينية معدن متثلمة، وعليها ثلاث كأسات شاهي، كل واحدة من صنف مختلف . جلست أمامي القرفصاء ملتفة بعباءتها .. وبجانبها عبدالاله . وصبت كأسة شاي وناولتني إياها، بأطراف أصابعها، وكفها مازالت ممسكة بعباءتها .. محاولة أن تكسر جمود الصمت بيننا .. قالت:- كلفنا عليك .. في ميزانك .. إن شاء الله . - ليس أجمل من ضحكة طفل.. إلا شعوره بالامتنان تجاهك .. لقد ضمتني إبتسام .. دون أن تتكلم .. لو تدرين يا أم محمد .. تطحننا الحياة أحيانا .. بلا رفق، بإيقاعها السريع .. ونحتاج إلى ضمة كهذه .. لتبتل قلوبنا التي قتلها العطش .. خرجت من عندهم، ووعدت بزيارة في مطلع الاسبوع القادم دون أن أحدد وقتا معينا .. انشغلت يوم السبت، لكنني جئت في الموعد نفسه مساء الأحد . طرقت الباب وأنا أحمل طعاما، وبعض الحلويات .. تأخر الرد هذه المرة .. ثم حينما فتح الباب، ظهر محمد مترددا .. ناولته الأغراض، بعد أن سلمت عليه، وداعبته .. لكنه لم يستجب لدعابتي .. قلت .. ربما أغضبه أحد .. لكنه أيضا، لم يستلم الأغراض مني .. وتراجع، وقال، وهو يشرع في إغلاق الباب : - أمي تقول .. لا نريد منك شيئا .. ولا نريد أن نراك ثانية .. وقفت مشدوها أمام الباب .. ما الذي حدث .. خاطبت نفسي..؟ تركت الأغراض في مكانها، وعدت إلى سيارتي أجر خطواتي جرا .. شعرت أني مكلوم الفؤاد .. مثل عاص طرد من الرحمة .. ركبت سيارتي، لكني عجزت عن تشغيلها .. عدت إلى الباب ثانية وطرقته .. وألححت في الطرق .. فجاءني صوتها من وراء الباب: - أرجوك أن تدعنا وشأننا..- لن تريني ثانية .. خذي الأغراض التي عند الباب .. إنها للأطفال .. أرجوك .. لم أنم تلك الليلة .. قلبني الهم والوجع ..وتعذبت .. شعرت كأنما دخلت التيه من جديد .. كطفل فقد أمه في زحام .. فارغ القلب .. فارغ العينين .. يصرخ .. وصوته ضائع في الضجيج .. سيطر علي إحساس أن الأمر له علاقة بموضي .. في الصباح الباكر إنطلقت، قبل أن يبدأ الطلاب والطالبات الخروج إلى المدارس .. جلست أرقب البيت من بعيد .. كلهم خرجوا إلا هي .. من الغد.. صباح الثلاثاء، فعلت الشئ نفسه .. لم تخرج موضي .. بعد المغرب كنت عند الباب.

يتبـــعــــــ.......>>>




__________________

  #10  
قديم 13-10-2004, 04:50 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Thumbs up قصة الطالبة موضي--قصة عجيبة (5) :

طرقت .. جاء الرد بأسرع مما توقعت .. كانت إبتسام هي التي فتحت ، يضيء وجهها بابتسامة، شعرت بوهجها يلمع في عيني .. - ماما .. محمد عند الباب ... سمعت الصوت يأتي من الداخل ... - أغلقي الباب ... يا بنت .. كان معي في جيبي حلاوة، فأخرجتها، ولوحت بها لإبتسام .. فجاءت تركض نحوي .. طبعـت على جبينها قبلة، وأعطيتها الحلاوة .. وأخذت أمازحها .. استبطأت أمها عودتها ، فجاءت إلى حيث الباب، فرأتها معي .. صرخت : - تعالي يا بنت .. ثم وجهت الكلام لي : - لم لا تكفينا شرك ..؟ - أم محمد .. أنا سأذهب .. لكن ، ليس قبل أن أعرف السبب .. - أما تخاف الله .. تستغل حاجتنا .. وضعفنا .. وقلة حيلتنا لتخدع فتاة بريئة .. أحسست كأنما دق في صدري وتد هائل .. انقبض قلبي وزادت دقاته .. وعجزت أن اتنفس .. وشعرت بحاجة للجلوس .. فارتميت على عتبة الباب .. وخانني الدمع .. فتفجرت عيناي .. رفعت وجهي إليها، الذي غدا، والدمع يملؤه، كغدير ماء ضحل خاضت فيه السنابك .. - إتق الله .. فأنا لا أتحمل مثل هذا الكلام .. ولن أغادر عتبة بابك حتى أعرف القصة كاملة .. كأنما شكت فيما لديها، مما تعتقد أنه (حقائق)، وهي ترى الألم .. والذهول .. والصدمة .. تتصبب من قسمات وجهي صبا .. أو هكذا ظننت .. - تفضل .. دخلت وأخذت مكاني المعتاد في المجلس .غابت عني دقائق ثم عادت ومعها موضي .. ووقفت أمامي .. ثم قالت ، وهي تشير إلى موضي بصوت مملوء بالغضب .. - ما قصة هذه الملعونة ..؟ ثم لطمتها لطمة أطارت غطاء وجهها .. كان مشهدا صدع قلبي .. ذلك الوجه اللؤلؤي البديع غدا كقطعة كهرمان .. من الكدمات السود التي انتشرت فيه، نتيجة لتعرضه لضرب قاس وعنيف .. إلتقطت موضي غطاء وجهها، ولحظتني بطرف كسير .. أتى على البقية الباقية من نفسي .. ثم قبعت عند الباب .. كما أمرتها أمها .. حكيت لها قصتي مع موضي كلها .. ثم قلت: - أريد أن أحدثك حديثا خاصا .. قبل أن أمشي .. أشارت إلى موضي بالانصراف .. - البنت طفلة بريئة .. ضحية ظروف كثيرة، لا تستحق هذه القسوة .. والقسوة لا تحل مشكلة .. إن كانت موجودة .. هي قد ارتكبت خطأ .. نعم .. لكن تم تداركه والحمد لله .. - محمد .. هكذا نادتني .. باسمي مجردا .. والبكاء يغلبها .. إنها لحظة الضعف البشري .. التي تنسى كل (البروتوكلات) .. لحظة .. يتحول الانسان كله إلى ما يشبه (يد) غريق .. تمتد من خلال الموج .. لتتمسك بأي قشه .. - أنت لا تعرف أي شئ مثلت لي خلال هذا الأسبوع ، قبل أن أكتشف قصة موضي.. زوجي مات في السجن .. وهو قبل أن يموت فعلا .. كان بالنسبة لنا ، فـي عداد الاموات .. تورط في تعاطي المخدرات ، ثم ترويجها .. وانتهى النهاية المتوقعة لسلوك مثل هذا .. وأنا إمرأة ضعيفة .. أم بنات .. مشلولة الارادة .. مستهدفة .. أعيش حالة من الذل مستمرة .. إن ذهبت للبقالة .. لا يخلو خطاب العامل الهندي لي من تلميحات .. إن سرت في الشارع .. كل الرجال يعتقدون أني مستعدة لتقديم شيء .. قبل أن أتوقف عن الذهاب إلى (الذل الجماعي) الذي يسمونه (الضمان الاجتماعي) .. كنت أعاني العذابين .. لو لم يكن فيه من بلاء إلا مكانه .. لكان يكفي .. في ذلك البناء المتهالك في (الغرابي) .. حيث طوابير العمال .. نظراتهم الجائعة .. تنهش جسدي .. أتعثر مرة .. وأقوم أخرى .. لأعود بفتات تافه حقير .. لا يكفي دفاتر ، ومراسم لهؤلاء الاطفال .. ثم وصلـت إلى لحظة من الضعف .. فبدأت تبكي كالاطفال .. وحاولت أن تتكلم ، فلم تقدر.. شعرت أن جوارحها كلها تصرخ .. وتتدافع إلى حنجرتها ،لتأخذ دورها في الشكوى .. ثم قالت ، وهى تنتزع آهة من أعماقها .. وبصوت يشبه العويل : - لا يمر أسبوع إلا وتمر علي (أم سعد) .. تغريني كثيرا .. وتهددني بخطـف بناتي أحيانا .. - من هي أم سعد ..؟ - قواده .. وحاولت أن تستمر ، لكن غلبها البكاء .. فتوقفت .. وأخذت تنشج ، حتى ابتل غطاء وجهها .. استأنفت الحديث ، بعد أن تمالكت نفسها : - قواده .. تقول لي .. مـرة في الاسبـوع .. أربعـة ألاف ريال في الشهر .. ومصروف جيب للأولاد .. و "تحبين يدك مقلوبة" .. بسرعة ترى شبابك ينقص كل شهر .. وليس كل سنة .. حقيقة .. لم استطع أن أتكلم .. أو أعقب ، واستمرت هي في الكلام .. - في كل مرة تجيء بسيارة أحسن من التي قبلها .. آخر مره قالت لي : "إسمعي نصيحتي يا ساره ، إذا أنت مبسوطة من عيشة النكد والفقر التي أنت فيها .. (حرام) تحرمين موضي من فرصتها .. موضي بنية حلوة .. وكثيرون سوف يدفعون .. لقد كاد أن يصيبني الجنون ، عندما اكتشفت قصة موضي بالصدفة .. قلت .. أكيد صادتها (أم سعد) .. أنا أعيش كابوس اسمه (أم سعد) .. الله يلعن القوادات .. أنا من يفكني منها ..؟ من يفكني ..؟ تلومني يا محمد إذا طردتك ..؟ تلومني إذا (كفرت) بالبنت .. وضربتها بهذا الشكل ..؟ في البداية .. قلت ، أنت نازل علي من السماء .. ثم لما غلطت موضي ، وقالت لإخوانها أنها أكلت في مطعم .. حسبت أنك .. حاشاك .. من (كلاب) أم سعد .. استمرت تتكلم وأنا مطرق رأسي .. عقدت لساني الصدمة .. وأخرسني الألم .. وأخذت أشعر أني أتضاءل أمام معاناتها .. تتشبث بي .. وأنا أفكر بالفرار .. لا أستطيع أن أتحمل معاناتها .. وأشعر بالعجز حيال ما تواجهه .. كيف (أفكها) من أم سعد ..؟ كيف أساعدها ..؟ كيف استطيع أن أقف معها ..؟ وإلى متى ..؟ بين كل عبارة وأخرى تكرر .. "حنا محتاجينك" .. وأنا قد سيطر علي تفكير واحد .. أن أنسحب .. أن أهرب .. إلى عالمي (الأناني) .. البليد .. أفكر بربطها بإحدى المبرات الخيرية .. وأخرج من عالمها .. وأرتاح .. قلت .. وأنا أنهض : - أستأذن يا أم محمد .. - ستتركنا ..؟ - سأسعى لوضع ترتيب لكم مع إحدى الجمعيات الخيرية .. - نحن لا نحتاج خبزا وزيتا .. ثم أضافت والعبرة تخنقها .. نحتاج إنسانا يقف بجانبنا ، ويحمينا ... نحتاجك .. وأجهشت بالبكاء .. - أنا شخص مشغول .. وأنتم بحاجة إلى جهة تلتزم تجاهكم بكل شئ .. - ستتركنا ..؟ انتزعت الكلمة هذه المرة ، من أعماقها ، والدمع يكاد يشرقها .. - من الأفضل لك أن أبتعد .. ترددي عليكم قد يثير حولك أقوال .. أنت بغنى عنها .. قلتها ، وأنا قد امتلأت بالدمع حتى فاض ، أو كاد أن يفيض .. من عيني .. - لكننا نريدك .. ثم أضافت .. : - كل الناس حولي هنا لا يسلمون من كلام مثل هذا .. قدر المحرومين ، والبؤساء أن يحرموا حتى من السمعة الطيبة .. لكن ، أنت شيء مختلف .. - ..... لم أرد .. وكنت ما أزال واقفا .. حينما ألقت علي عرضا مثل القنبلة : - أزوجك موضي .. فاجأني كلامها .. فلم أدر ما أقول .. ولم تعطني فرصة للتفكير .. فأضافت : - أنا أعرف ماذا يدور في ذهنك .. صحيح نحن لسنا (قبائل) .. كما يقولون .. لكن الحمد لله .. محافظون على أخلاقنا .. وديننا .. ثم .. إذا لم نكن (قبائل) .. وهذا قدرنا .. ماذا نفعل ..؟ ونحن .. كذلك .. لم ننزل من القمر .. أحسست بالدوار ، والغثيان .. والمقت ، وتذكرت صديقا لي ، دائما ما يفخر بقبيلته ، ويتحدث عن (أمجادها) العريقة .. وكثيرا ما يستهجن موقفي المتميع ، كما يقول ، من قضية الخضيري والقبيلي . قال مره ، وقد جمعنا مجلس : "فلان تزوج خضيرية .. الله يخلف على الأصول" .. صاحبي هذا .. (الاصيل) .. شقيقه متزوج من أمريكية .. قلت له : - نايـف .. أنا مللت هذه الاسطوانة القبيحة .. التي لا تفتأ ترددها علينا باستمرار .. أنت تعلم ، من واقع معرفتك بالمجتمع الامريكي ، أن كل فتاة أمريكية .. إلا في القليل النادر ، لابـد أن تكـون لها علاقات جنسية قبل الزواج .. وربما عاشرت أكثر من شخص .. وتعلم كذلك أن هناك نسبة من الامريكيين يولدون سفاحا ، إما نتيجة علاقات جنسية قبل الزواج ، حيث لا يتم الزواج بين والديهم إلا بعد ولادة الطفل الأول .. أو الثاني .. أو يولدون من علاقات عابرة .. وما أكثر حمل المراهقات في المجتمع الامريكي .. أين (الأصالة) .. التي تتحدث عنها .. أو يتحدث عنها أولئك الذين يجوبون مدن العالم يلتقطون النساء من حاراتها الخلفية .. يتزوجونهن .. لا يعرفون لهن أصلا .. ولا فصلا ، ولا نسبا (عريقا) .. .. وإذا ما تربعوا في المجالس تحدثوا عن الشريفات .. العفيفات : "هذه خضيرية .. ليست أصيلة .." . أذكر أنه غضب مني .. وخرج من المجلس ، ولم يعد يحدثني بعدها .. لكنني كنت مرتاح الضمـير .. لأنني شفيت صـدري .. من واحدة من أكثر تناقضات مجتمعنا ، قبحا .. وغباء .. لم يكن لدي شيء اقوله لها .. وأستدرت خارجا .. قبل أن أصل الباب الخارجي سمعت صوت عبدالإله خلفي .. يناديني : - محمد .. محمد .. وهو دائما يناديني هكذا ، باسمـي مجردا من أي لقب .. ألتفت إليه .. فالتقـت عينانا ، أنا بما بقى لي من نظرة واهية كسيرة .. خضبها الدمع .. وأضناها الألم .. وهو بنظرة اختزلت ذل اليتم .. والعجز .. والحاجة .. ونقاء الطفولة .. إذ يشرع القلب لها أبوابة .. بلا مقاومة .. قال : - صحيح .. أنت قلت أنك سوف تخرج بنا إلى البر .. نلعب كوره ..؟ - صحيح يا حبيبي .. - متى ..؟ عند هذه اللحظة كان العناء .. والألم ، والصراع النفسي ، قد بلغ لدي درجة ، صرت أشعر فيها أنني قد تحولت إلى كتلة من الدمع والأنفس الحرى .. وأنني أحتاج إلى صدر لأدفن فيه رأسي .. وأبكي .. ثم أبكي .. ثم أبكي .. قلت له : - الآن يا حبيبي .. أقتربت منه .. وجلست أمامه وأخذته إلى صدري .. وضممته .. ثم وضعت رأسي على كتفه .. وبكيت .. لا أدري كم بكيت .. لكنه استسلم لي .. ومنحني كفا .. مسح بها رأسي .. وعبث بها شعري .. وسلمني كتفه لأبكي عليه .. حينما أفقت من سكرة الألم هذه .. ورفعت رأسي .. كانت إبتسام واقفة قريبا منا ، في عينيها دمعتان .. وألقيت نظرة على وجه عبدالاله.. كان الوجه الصغـير مخضلا بالدموع.. من داخل البيت كان صوت جهاز التسجيل يأتي، محملا بكلمات أغنية.. تقول: أحبك.. لو تكون ظالم... أحبك .. لو تكون هاجر... أحبك.. لو تكون غادر.. وأمشي معاك.. للأخر... أنا أمشي معاك.. للآخر.. لم يكن قلبي بحاجة لمثل هذا الكلام.. كان ينزف.. قلت لإبتسام:- من الذي يشغل المسجل..؟ - موضي.. عرفت أنها توجه لي رسالة.. - قولي لها تغلقه.. أنا لا أحب سماع الأغاني.. قبل أن أنهي عبارتي كانت قد انطلقت إلى داخل البيت.. تصرخ في موضي، تطلب منها إغلاق المسجل.. لأنني "ما أحب سماع الأغاني".. ثم أضافت من عندها..: " وإلا ترى ما نأخذك معنا للبر..". ركبنا السيارة جميعنا.. ومررت على أحد المطاعم، وطلبت لنا عشاء .. ثم توجهت إلى الدائري الشرقي .. في منطقة بين مخرج (9) و(8).. وأخذنا مكانا منعزلا.. أخرجت بساطا، أحمله معي في السيارة، وفرشته لهم.. وأعطيتهم الأكل، بعد أن أخذت نصيبي.. مشيت مبتعدا.. وأنا أسمع ضحكاتهم تدوي في أذني.. وتهديدات إبتسام، بأن الذي لا يسمع الكلام "لن يخرج معنا مرة ثانية". كنت قد ابتعدت، غابت الأصوات .. ولم يبق إلا كلمات الأغنية.. تتردد في ذهني.. ودقات قلبي.. الذي ما زال ينزف..

د محمد الحضيف
قصة وصلتني بالبريد








__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م