مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-06-2004, 03:14 PM
سيد الصبر سيد الصبر غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
المشاركات: 400
إفتراضي عالمية الاسلام



عــــــــــــــالمية الاسلام وشموله
ذهب كثير من المعادين للاسلام وجهلة ابنائه وتعصبهم وفرقهم الى
هتـــــــــك جمال وروح الاسلام باعمالهم وافعالمهم المشينة , فاتخذوا من العادات وادخلوها في اعراف اسلامية ,
وهذا ماأراه من مسائل التكفير للمسلمين بعضهم لبعض ونفورهم والكل يدعي الوصال بالاسلام ولكنهم كان عليهم التوحد بدل التشرذم
كما ان المسائل العقائدية والفكرية في الإسلام بنيت على اساس التوحيد ، كذلك ، يشكل التوحيد البنية التحية
للمجتمع الإسلامي ، فالإنسانية في نظر الإسلام وحدة كبرى وكل البشر اعضاء مجتمع واحد ، وعلى أساس تطوير فكري واسع يمكن نفي جميع عوامل التشتت والاختلاف والتفرقة بين البشر في هذا المجتمع الكبير ، فان هناك اواصر اُخوة إنسانية وروابط اُلفة وعاطفة تربط بين جميع افراد البشر على كثرتهم . وحيث ان الإسلام تقدم باُطروحة المجتمع الإنساني الواحد على مقياس عالمي ، لذلك لم يفتح أي حساب ولم يعر أيه أهمية لاُمور تشكل قومية خاصة وتسبب في انفصال البشر وتمايز بعضهم عن بعض ، من مثل : اللغة والعنصر والواحدة الثقافية والاشتراك في الآداب والعادات والمراسم والتقاليد والطقوس ، بل وصف هذه الامور بأنها عوامل تخل بوحدة المجتمع وتسبب انفصال بعضه عن بعض ، وان اول اساس للتعاون بين الافراد والاحترام المتبادل فيما بينهم ، والذي ينبغي ان يسود المجتمع الإسلامي العالمي بل وبين كل افراد الإنسان ومختلف فرقه ، ينبع من هذا النبع الصافي ، والإسلام يبني مجتمعه العالمي على مثل هذا الاساس بنظرة واقعية ، ولكي ينكر ويشجب جميع أنواع التمايز ، ويؤكد على ان لا فضل لاي فرد على آخر بلونه او نسبه او عنصره او لغته ، ركز على ان جميع افراد البشرد خلقوا من عرق واحد ، وان الرجل والمراة ، والابيض والاسود ، والفقير والغني ، والمتحضر والوحشي يشتر كون في المميزات الإنسانية الاصياة ، وان الوحدة تسودهم بالنظر الى خلقتهم ، وانهم يرجعون الى اصل واحد (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ). وهكذا جعل القومية : (الناسيوناليزم ) القومي والوطني شيئاً موهوماً وانهى كل تفوق عنصري ، وأبطل كل فخر باللون او اللغة ، وكذلك سائر المميزات التي لا اساس لها في اصل الخليقة . ان الإسلام عد اختلاف الالوان والالسن من سمات قدرة الخالق جل وعلا ، ودعى الناس الى دراسة هذا الموضوع والدقة في ان البشر الذين وجدوا من عنصر واحد وعرق واحد كيف تنوعت ألوانهم وصورهم واصبحوا يتكلمون بألسنة مختلفة ، نتيجة سلسلة من العوامل الطبيعية والتكوينية ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم ، ان في ذلك لآيات لقوم يعلمون ). و ( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ). وقد صرحت هذه الآية بنقطة ان الفواصل والتفرقة الموجودة لم تكن موجودة في المجتمع البشري ، بل كانوا يتمتعون بوحدة وتعاون تام . وقد ذكر الإمام علي (ع) بهذه الحقيقة في عهده التاريخي خطاباً الى مالك بن الاشتر النخعي ) : ( وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم فانهم صنفان : اما اخ لك في الدين ، او نظير لك في الخلق ) . وبهذه الرؤية الواسعة يعتبر مختلف العناصر من اعضاء المجتمع عند الإسلام بمختلف ألسنتهم وثقافاتهم . ثم ان اتحاد الافراد في ظل الوحدة الفكرية والروحية والعقيدية وفي الاهداف سيبقى ـ هذا الاتحاد ثابتاً ، بل لا تبقى أيه وحدة ثابتة ومتنظمة الا في ظلال العقيدة . فلو كان مجتمع ما فاقداً للمحور الفكري والعقائدي كانت روابط اُلفتهم هينة متزلزلة ، فعند التناقص مع المنافع المادية ستتبدل تلك الوحدة ـ لو كانت ـ الى اختلاف او نفاق . وعليه فان أقوى وأثبت الروابط بين الامم والشعوب هي الرابطة الدينية والمذهبية ، التي تربط مختلف الطبقات والعناصر والقوميات بعضهم ببعض على احسن الوجوه . وان الاسلام قد ضمن ترابط جميع افراد البشر بهذه الوسيلة المكرية ، وبذلك قد كسر أغلال الاختلالات والاختلافات واي تشتت وتفرق ، وفي دعوته الى توطيد اُسس الوحدة دعا افراد المجتمع المؤمن إخوة لدين واحد ، وان كانت اقوى من رابطة الاخوة لكن لا مساواة بينهما بالنظر الى مراتب الاكرام والشخصية . اذن فرابطة الاخوة مظهر كامل للعلاقة القلبية الشديدة بين فردين من البشر ، يعيشون في مستوى وافق واحد تقريباً . ولهذا فالقرآن في دعوته هذه يريد ان يثبت اسمى مراتب المحبة المتبادلة بين المسلمين ولذلك فهو يدعوهم اخوة بعضهم لبعض ، وبهذا التعبير يكون قد هدى افراد المجتمع الإسلامي الى ألطف صداقة واجمل صورة للمساواة بينهم . وليست هذه الاخوة الدينية والمذهبية عنواناً تشريفياً ، بل ان الهدف من تشريع هذا العنوان هو ان يفبل كل مسلم على القيام بتكاليف الاخرة بالنسبة الى إخوته في الدين . لا ريب في ان العقيدة هي اغلى واحب شئ عند المعتقد بها فهذا الترابط بين افراد المسلمين الذي ينبع من الوحدة الروحية والعقيدية عندهم هو اعلى واعمق حتى من الاخوة الطبيعية لديهم . حينما يشترك شخصان في هدف واحد وتسودهما الوحدة الفكرية فانهما سوف يكونان اقرب من الاخوة في النسب بعضهم لبعض ، فان اقرب القرب هو قرب القلوب . ( وانما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ، واتقوا الله لعلكم تُرحمون ). وروي عن النبي (ص) قال : ( إنما المؤمنون في تراحمهموتعاطفهم بمنزلة الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ). ان الإسلام دين الحرية والعدالة ، الحرية عن سلطة الظالمين الجبارين الذين يستخدمون القوى الفعالة البشرية في سبيل غرورهم وأغراضهم الشخصية ، ويذهبون بشرفهم وماء وجوههم وأموالهم وانفسهم ويجعلونهم عبيداً يخضعون لميولهم اجباراً وصغاراً وفي الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية والرأسمالية والعمالية ( البروليتارية) يحملون الناس هكذا عبودية ، ويحملون المجتمع قهراً على التبعة من القوانين والمقررات المخالفة للحق والعدالة . والإسلام اذ يحصر شؤون القدرة في ذات الله المقدسة ، يحرر الناس من قيد أسر الطغاة الجبارين ، وعن رق العبودية كي يتمكنوا من ان يصلوا الى الحرية الواقعية ، تلك الحرية المطلقة التي لا يجدونها في ظل أي نظام سواه . ان الإسلام يريد ان يشعر البشر في نفسه بشرف الإنسانية ، ولا يتحقق هذا الاحساس الا في ظل تساوي جميع افراد المجتمع في مقام العبودية لله تعالى ، اذ لا يتمكن احد من يجعل افراد المجتمع يخضعون لإرادته ويطيعونها مكرهين ، وان يتظاهر امام الآخرين وكأنه ارفع منهم ويتولى شؤونهم بغير رضي منهم . ان الإسلام اعتبر القيم الإنسانية ، وان هدفه الاوسع هو الحفاظ على الحقوق الطبيعية للبشر وتثبيت العدل في كل شؤون الحياة الفردية والاجتماعية ، ان القانون في المجتمع الإسلامي قد ضمن اسمى تساو لعامة الناس فالكل سواسية امام قانونه . لو كان الإسلام يركز على العنصر او القومية او الوطنية او على عنصر خاص لم يكن ينال كل هذا التقدم المشرق والمدهش ، وان هذه الميزة هي رمز هذا التقدم السريع لهذا الدين حيث نفذ في فترة اقل من قرن من الزمان في اكثر نقاط العالم يومئذ ، وفي جميع النقاط واجهه الناس كحركة معنوية باستقبال حار واتجهت اليه القوميات والامم والشعوب المختلفة اتجاهاً خاصاَ . والتاريخ يبدي لنا بوضوح ان هناك في كل عصر عقائد وافكار موهومة ولا اساس لها ، يمكن ان نعد من اعمقها وأهمها التفوق العنصري ، والقومية ، وسوء الفهم للعقائد الدينية والاحاسيس المذهبية ، كانت تمنع عن تحقق الوحدة بين المجتمعات الإنسانية وكانت دائماً تشعل نيران الحروب بين مختلف الفرق البشرية ، وكان لها دور مهم في تأجيج المنازعات والمماطلات الواسعة المتطاولة دائماً . ورلإسلام قبل ان يعير أهمية لعوامل الخلاف بين المجتمع اعتبر عوامل الوحدة في الإنسانية والإيمان أصلاً ، فهو يقول لليهودي والمجوسي والنصراني : (قل : يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم : ان لا تعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ) . واليوم على الامم والشعوب التي تريد الوحدة والعدالة والتحرر من يد المستعمر ، والانطلاق من ضغط التمييز العنصري وغيره ، ان تبحث عن امنياتها في ظل انظمة الاسلام . البيضاء والسوداء والصفراء والحمراء ان تعيش في مساواة الانسانية وبحرية تامة . ان التفاضل بين الناس في نظر الاسلام انما يبتني على عمادين اساسيين هما : العلم والعمل ، وانما يدور الامتياز بينهم فيه حول محور الفضائل الاخلاقية وطهارة الروح . ان الاسلام اقر قاعدة الشرف والشخصية على اساس التقوى والخوف من الله تعالى ، ولم يعترف لاحد بايه فضيلة او مزية عداه : ( ان أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

واعلن الرسول الاكرم (ص) بصراحة تامة يقول : ( ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لا بيض على أسود إلا بالتقوى ) . وحينما فتح رسول الإسلام مكة خاطب جماعة المتكبرين الذين كانوا يفخرون ويتمايزون باللغة والعنصر ، فقال لهم : ( الحمد لله الذي أذهب عنكم نخوة الجاهلية وكبرها ) .

وقال رجل للرضا (ع) : ( والله ما على وجه الارض رجل اشرف منك آباءً . فقال عليه السلام : التقوى شرفهم وطاعة الله أحاطتهم ). كان هذا الرجل يريد القول بالتفضيل بالنسب للإمام ، ولكن الإمام انكر ذلك وذكره بفضيلة التقوى في الإسلام . وقال له آخر أنت خير الناس) فقال عليه السلام : ( لا تحلف يا هذا ، خيرٌ مني من كان اتثى لله تعالى وأطوع له ، والله ما نسخت هذه الآية : ( وجعلنا كم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).


سنتابع البحث
__________________
السلفيالمحتار سابقا السندباد

آخر تعديل بواسطة سيد الصبر ، 10-06-2004 الساعة 03:22 PM.
  #2  
قديم 11-06-2004, 02:58 AM
سيد الصبر سيد الصبر غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
المشاركات: 400
إفتراضي

( وجعلنا كم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ). والتقوى حرية وليست رقية او عبودية فان ذلك يحرم على الإنسان موهبة السعادة بينما التقوى درع الروح وصون للإنسان ويمنحه الحرية المعنوية التي تحرره من قيود رقية الهوى ، ويضع عن رقبته اغلال الشهوة والغضب والحرص والطمع . والتقوى في الحياة الاجتماعية ايضاً تمنح الفرد حرية فيه ، فالمعتقد بقيد رقية المال والجاه لا حرية له في حياته في المجتمع ايضاً . ويقول مولى المتقين علي (ع) : ( فان تقوى الله مفتاح سداد وذخيرة معاد وعتق من كل ملكة ونجاة من كل هلكة ، بها ينجح الطالب وينجو الهارب وتنال الرغائب ) . في ذلك العالم المظلم الذي كان فيه التنازع الطبقي والعنصري قائماً على اشدة بين الناس ، وكانت الامتيازات المضادة للعقل والفضيلة والحرية رائجة شائعة بمقياس واسع ، وفي ايام كان فيها الضعفاء والفقراء محرومين عن جميع حقوقهم الفردية والاجتماعية وكان عامة الناس فيها يتخبطون تحت مخاطب الاشراف والامراء الدمويين ... في تلك الايام الغى قائد الإسلام العظيم وبشهامة لا نظير لها كل الامتيازات الموهومة والسنن الخاطئة ، واعلن المساواة التامة لجميع الافراد ، واعاد الناس حريتهم المطلقة والمعقولة في ظل عبودية الله سبحانه وتعالى حتى تأيدت في ظل قوانين الإسلام العادلة تلك الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع والذين لم تكن لهم جراة على أي رد فعل امام ارادة الكبراء والاشراف المترفين ، حتى اصبحوا يتماشون مع اولئك الرؤساء الكبراء جنباً الى جنب . أما الذين يتصورون ان سائر المدارس والمبادئ الاجتماعية تستطيع ان تدافع عن المعذبين والمحرومين والمظلومين في المجتمع البشري ـ كما فعل الإسلام ـ وتجعلهم يكافحون الطغاة والظالمين والجبارين ... هؤلاء في فاضح ، وانما لم يدركوا من الإسلام شيئاً . حقاً ان الإسلام قد احدث أكمل صورة من العدالة الاجتماعية وأكثرها انسانية ، بحيث لم يقدر أي نظام او مبدأ اجتماعي على ان يقوم بمثله ، وحتى ان الشيوعيين أعداء الدين يعترفون بالدور الاساس والمؤثر لتعاليم الإسلام في تحرير الشعوب وإنقاذ الامم ، بصراحة تامة . فقد كتبت مجلة حزب تودة الايراني تقول : ( ان ظاهرة الإسلام في اوائل القرن السابع الميلادي من الوقائع التاريخية الاساسية التي غيرت صورة الحضارة البشرية ، وتركت آثاراً عمقية في مسيرة التطور لما بعدها ، ان هذه الواقعة العظمى أي ظهور الإسلام الذي اتسعت فتوحاته في أقل من قرن حتى ساحل السند وجيحون من جانب والى ساحل (لوآر) من جانب آخر ، تملأ باباً آخر غربياً من كتاب حياة البشرية . لقد كانت في جزيرة العرب مراكز اُخرى لنشر العقائد الدينية اليهودية او المسيحية ، وكان عرب مكة وقبائلها وثنيين ، ومكة مركز تجارتها واستغلال المرابين بها ، ومركز الشعور القومي العربي ( ؟! ) ومركز تضارب الاديان المختلفة وتطور النظام القلبي الى النظام الاقطاعي الفئودالي ( ؟ !) . وانتشر الإسلام في البداية بين صغار الكسبة والفلاحين والعبيد ، وكان بشكل حركة ديمقراطية ضد استغلال الربويين الكبار ، ولهذا اضطر الى ترك مكة الى المدينة . ان دين الإسلام كان يحتوي من ناحية على خصائص سائر الاديان ايضاً ، ولكنه من جانب آخر كانت فيه جوانب حيوية ومادية ، فاجتنابه عن الرهبنة ، واتجاهه الى التساوي بين العتاصر والقبائل ، والتساوي النسبي بين حقوق الرجل والمراة ، ودفاعه عن العبيد والفقراء وابناء السبيل ، وسذاجة اُصوله وبساطتها ، كل ذلك من مميزاته عن سائر الاديان ، والتي تمنحه عنوان نهضة اجتماعية متحركة وحيوية . نزل الإسلام على رأس الحكام الدمويين والمغرورين كأقوى ضربة دامغة وتلقاه الفلاحون وصغار الكسبة والتجار المدنيين كرحمة وانقاذ . واورد الاسلام ضربته القوية في فرصة مناسبة على الجسد العظيم ولكنه الواهي للامبراطوريتين فسثطتا من تلك الضربة القاضية ، ثم شكل هو امبراطورية عظمى من حدود الصين حتى حدود اسبانيا والاندلس ) . وحينما بلغ علياً عليه السلام تقرير بأن اغنياء البصرة قد رتبوا لعامله عليها ( عثمان بن حنيف ) مجلس ضيافة لتكريمه ، ثقل عليه السلام ان يتوثق بين عامله وبين طبقة الاشراف في المدينة علاقات خاصة تستتبع احرازهم لا متيازات خاصة تزيد في قدرتهم ولذلك كتب اليه كتاباً اعترض فيه عليه ولامه بشدة . ان الاسلام في كفاحه ضد التمييز العنصري من اكثر مبادئ العالم تقدمية . اليوم وان كان نداء التساوى القانوني بين البيض والسود نداءً مرتفعاً في كافة انحاء العالم ولكن بين القول والعمل فواصل كثيرة والتمييز بمختلف اشكاله وصوره قائم على قدم وساق كما كان في العصور المظلمة ، فما فائدة كل هذه الفجائع والامتيازات الجائرة ان تصف الامم المتحضرة اليوم بانها تنادي للحرية حقاً ؟ ! ان ( اعلان حقوق الإنسان ) الذي صودق عليه بعد الثورة الفرنسية واعلان حقوق الحرية والمساواة الذي صادق عليه جميع الدول المقتدرة انما ينفذ ما يوافق منها مع مصالحهم ومنافعهم الخاصة ومع ميولهم وأهوائهم وإلا فانهم سوف يتخلون عنهما بمختاف الحجج والمعاذير . لا يزال من المشكل ان يدرك كثير من الشعوب الدول المتحضرة ان اختلاف الالوان والعتاصر لا يشكل فضلاً وتفوقاً . ولم يشكل التمييز العنصري في طول التاريخ الإسلام مسألة او مشكلة وما يزال ولا يزال السود او الملونون شتركون في أي مجتمع او مجمع اجتماعي إسلامي ديني من دون أي شعور مزاحم وهم يتمتعون بكافة الحقوق في جميع الشؤون الاجتماعية . ان قائد الإسلام العظيم الرسول الاكرم (ص) قد أبدى هذه المساواة عملياً في ذلك العالم المظلم قبل اربعة عشر قرناً ومن اجل تحقيق ذلك عملياً زوج ابنه عمه من زيد بن حارثة مولاه . وروى الكليني في ( الكافي) بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال : ( ان رجلاً من اهل اليمامة يقال له جويبر اتى رسول الله صلى الله عليه وآله منتجعاً الإسلام فاسلم وحسن اسلامه . وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً ، وكان من قباح السودان ، فضمه رسول الله لحال غربته وعراه وكان يجري عليه طعاماً صاعاً من تمر وكساه شملتين وامره ان يلزم المسجد ويرقد فيه بالليل . فمكث بذلك ما شاء الله . حتى كثر الغرباء ممن يدخل في الإسلام من اهل الحاجة بالمدينة ، وضاق بهم المسجد فأوحى الله عز وجل الى نبيه : ان طهر مسجدك واخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل ومر بسد أبواب من كان له مسجدك باب إلا باب علي (ع) ومسكن فاطمة (ع) ، ولا يمرن فيه جنب ، ولا يرقد فيه غريب ... ثم ان رسول الله (ص) أمر ان يتخذ للمسلمين سقيفة . فعملت لهم ، وهي الصفة ، ثم أمر الغرباء والمساكين ان يظلوا فيها نهارهم وليلهم . فنزلهم واجتمعوا فيها . فكان رسول الله يتعاهدهم بالبر والتمر والشعير والزبيب اذا كان عنده وكان المسلمون يتعاهدونهم ويرقون عليهم لرقة رسول الله ، ويصرفون صدقاتهم إليهم .

يتبع
__________________
السلفيالمحتار سابقا السندباد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م