فعلاً أثبت لاعبي منتخبنا.. أنهم ..أنجز من علمائنا!!

[فارس ترجل]

إن الإهتمام بكرة القدم و الإنفاق عليها من سعة الغرض منه هو تلهية الشعوب ممثلة في أهم قطاعاتها و أشدها تأثيراً ، الشباب ، عن قضاياها الاساسية ، و هي سياسية غير جديدة و معلنة تقريباً.



يقول د. أحمد المجدوب مستشار المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر خلال موضوع ذو علاقة :

أن ما نشهده من اهتمام العالم الإسلامي والعربي بكرة القدم هو ما يعبر عنه المثل الشعبي القائل: "الدوي على الآذان أمرُّ من السحر". فالدعاية المكثفة لمباريات كأس العالم - باعتبار مسابقة كأس العالم من أبرز النماذج الإعلامية على ممارسة الاحتراف الرياضي - سيطرت على الناس ووجهتهم إلى ما يخدم النظم الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي، بحيث ينشغل الناس بالتفكير في مباريات كأس العالم وينسون مشاكلهم الحقيقية، خاصة أن المواطن في دول العالم الثالث لا يستطيع التحدث في أية قضية.

فالرياضة إذن هي أحد أساليب ترسيخ النظام الحاكم، و هذا ليس تحليلي بل هو شيء معروف منذ بدايات المدرسة الماركسية و متوارث الى اليوم :

الألعاب الرياضية بصفة عامة ذات طبيعة تنافسية، ويجب أن يكون فيها منتصر ومهزوم، ومنذ بدء دورة الألعاب الأولمبية في القرن العشرين ارتبطت الفرق الرياضية باسم دولتها، وأصبح الانتصار أو الهزيمة منسوبا للدولة، وتستغل الدول النامية هذا الأمر لإثبات قدرتها على الإنجاز، فإذا ربح الفريق تنسب النصر لها وبذلك تكتسب شرعية، بينما تحرص على التأكيد على مسؤلية الفريق الرياضي عن الهزيمة في حالة خسارته

إذا صدف اخي و حضرت مبارة هامة ما ، ثم خرجت من الملعب متأخراً بعض الشيء و نظرت الى الجموع الغفيرة من شباب الامة و هم ينتشرون كالموج الهادر..دون ان يمسهم سوء من أحد ، فإنك لن تستطيع ان تمنع نفسك من التساؤل :

ترى لو كان تجمعنا الحافل هذا فيما هو أهم و أنفع للأمة؟ ، هل كنا سنُترك نجتمع و نتظاهر على هذه السلاسة دون اي ممانعة او قمع من أحد؟




من كل هذا يتضح اخي الكريم عمرو ان المسألة إذن ليست مجرد سوء إدارة او إختلاط في الاهداف و الاولويات ، بل هي سياسة متبعة ذات مرامي مغرضة ، و مع الاسف إنطلت على كثير منا ، و الله المستعان.

نظراً للمعنى السامي الذي حمله مقالك الجميل ، و لإيضاح الصورة من جميع جوانبها ، بالاضافة الى عتابك على الاخوان حيث بدت ردودهم بعيدة عن الموضوع ، تجدني إسترسلت في التعليق و أستفضت كثيراً ، تهنئة لك على هذا الموضوع الجميل ، و الذي يساهم في توعيتنا ، راجياً منك ان تتكرم علينا بالمزيد دوماً.


تقبل تحياتي