السعودية وقمع الصحافة ..

[سفر القحطانى]

الكثير من رجال الأعمال السعوديين بل وحتى بعض الأمراء السعوديين أقدموا على إنشاء محطات فضائية تبث من خارج السعودية في شتى المجالات ، وبعضهم أنشأ صحفاً تصدر من خارج المملكة أيضاً ، وهذا أمر عادي ، فقد تحولت وسائل الإعلام منذ زمن بعيد إلى وسائل تجارية ومجال مربح للاستثمار . لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو، لماذا لا تتواجد هذه الأدوات الإعلامية السعودية داخل المملكة ؟!
لأن أصحاب هذه الوسائل الإعلامية ومنهم أمراء من عائلة آل سعود يدركون جيداً أنه لا تتوفر حرية الرأي في المملكة وخاصة في مجال الإعلام ، والدليل على ذلك أن وسائل الإعلام السعودي في الداخل هي وسائل بائسة لا طعم لها ولا رائحة، لأنها ليست وسائل إعلام جادة بل هي أدوات مكملة لشكل السيادة، وليست لها قضايا ، ولا يمكن أن يكون لها رأي في بلد يعتبر فيه التعبير عن الرأي جريمة قد تلقي بصاحبها في مجاهل لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى .
خلال الأيام الماضية أكدت لجنة حماية الصحفيين هذه الحقيقة عندما ذكرت في تقرير جديد لها أن الرقابة على الصحافة في السعودية مستمرة بشكل محكم ، خاصة أن هناك الكثير من المحرمات والخطوط الحمراء والمحظورات في الشؤون السعودية التي لا تستطيع وسائل الإعلام حتى مجرد الاقتراب منها .
أشار تقرير اللجنة المشار إليها أن كبار رؤساء التحرير ومعظم الصحفيين يرون في أنفسهم مجرد مدافعين عن العائلة السعودية الحاكمة ، كما تحدث التقرير عن قمع وإيقاف واعتقال يتم تنفيذه ضد الصحفيين الذين يحاولون الخروج عن الطوق المضروب على حرية الصحافة خاصة في تناول القضايا الدينية وفق وجهة نظر قد تخالف رؤى النظام وتوجهاته .
بقى أن نعرف أن لجنة حماية الصحفيين هي مؤسسة مستقلة لا تهدف إلى الربح مقرها نيويورك ، وأنها أعدت تقريرها بعد زيارة للمملكة ولقاء العديد من المسؤولين والصحفيين ، والإطلاع على أوضاع الصحافة المتردية في المملكة ، وما خفي كان أعظم .

سفر القطحانى