مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-10-2005, 06:13 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي الحساب هو الأصل فى الرؤية !!!

كنت قد نشرت هذا الموضوع من قبل وتلقيت عليه سيلا من الردود ما بين مؤيد ومعارض ، وللأسف لم يقترب أحدا من الأدلة التى سقتها فى عرضى ، وقد حاولت البحث عنه لأعيده بمناسبة رؤية الهلال ، ولكنى لم أجده ... ولذلك سأنشر الأصل ... وأطلب ممن سيعلق أن يجيبنى عن ثلاثة نقاط بالتحديد :::

1 - حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى وضع فيه علة الرؤية البصرية " ... نحن أمة أمية ...." .

2 - الآيات القرآنية التى تنص على أن الشمس والقمر جعلت حسبانا .

3 - أن الرؤية كما ورد بالقرآن الكريم أشمل من الرؤية البصرية ، وتشمل الرؤية الإستدلالية .





الحساب الفلكى هو الأصل فى رؤية الهلال





1 - لقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف الذى رواه البخارى العلة للمسلمين فى رؤية الهلال بالعين المجردة ، فإذا انتفت العلة عادوا إلى الأصل وتركوا الرخصة التى أوجبتها حالتهم حينئذ ... هذه العلة هى أن الأمة كانت أمية لاتعرف الكتابة والحساب ، فإذا تعلمت الكتابة والحساب كان ذلك هو الأصل فى الرؤية ... وسنأتى لمعنى الرؤية فى الكتاب والسنة ... حديث الرخصة فى الرؤية البصرية هو المذكور فيما بعد :


صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول >> 36 - كتاب الصوم >> 13 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكتب ولا نحسب).

1814
- حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا الأسود بن قيس: حدثنا سعيد بن عمرو: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا). يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين.



2 - كما سنرى بوضوح أن الرؤية فى الكتاب ... وهى لغة الوحى ، والرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ... تشمل الرؤية البصربة والرؤية الإستدلالية ... وكمثال تقاس عليه بقية الآيات التى سأوردها فيما بعد ... هل رأى رسول الله عليه السلام ما فعل الله بأصحاب الفيل - علما بأن مولده كان عام الفيل - بحيث يسأله الله سبحانه وتعالى عن رؤيته لذلك ؟ أم أن رؤية الرسول كانت رؤية استدلالية سمع بها من قومه الذين عاصروا الأحداث ؟ ... وهكذا لو تدبرتم باقى الآيات لوجدتم أن الرؤية تكون بالبصر وتكون كذلك بالإستدلال .

كذلك الشهادة ... فهل شهد سيدنا إبراهيم عليه السلام فطرة السموات والأرض بحيث يقول لأبيه وقومه :



فى سورة الأنبياء (21) ص 326 قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{56}


أم هى مشاهدة استدلالية يقينية إيمانية ؟؟؟



كذلك حينما جاء أعرابى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقضيه دينا ، كان الرسول قد سدده ، فقال له رسول الله لقد سددته ، فقال هل من شاهد يشهد لك ؟ فقال زيد بن خزيمة الأنصارى الذى أقر الرسول شهادته بشهادتين ، قال أنا أشهد يارسول الله ، وهو لم ير الرسول عليه السلام يسدد الدين ! فقال له الرسول عليه السلام وكيف تشهد وأنت لم ترنى أسدد ؟ فقال يارسول الله إنا نصدقك فيما هو أبعد من ذلك ، ألا نصدقك فى ذلك ؟



بعضا من آيات القرآن الكريم لتتأكدوا من أن الرؤية فى كلام الوحى تشمل ما هو أكثر من الرؤية البصرية :



سورة البقرة (2) ص 39 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ {243}



سورة البقرة (2) ص 40 أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {246}



سورة البقرة (2) ص 43 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258}



سورة إبراهيم (14) ص 258 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ {19}



سورة مريم (19) ص 311 أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً {83}



سورة الحج (22) ص 334 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّن الناس وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
{18}



سورة الحج (22) ص 340 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {65}




أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {41}



سورة المجادلة (58) ص 543 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {7}



سورة الفجر (89) ص 593 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6}



سورة الفيل (105) ص 601 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ {1}



3 - كذلك فإن القرآن الكريم يدعونا إلى تعلم الحساب والفلك وإليكم الآيات البينات التى تدل على ذلك :



سورة يونس (10) ص 208 هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {5}



سورة الإسراء (17) ص 283 وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {12}



سورة الرحمن (55) ص 531 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ {5}



سورة الأنعام (6) ص 140 إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95} فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {96}



4 - على ما أعتقد فإن أحدا من المصرين حتى اليوم على الرؤية البصرية لايمانع فى استخدام التلسكوب لتدعيم الرؤية وتأكيد صدقها !!! أقول لهم ... ما هو الفرق بين ذلك وبين لو استخدمنا ما هو أدق من التلسكوب ؟؟؟ هل يرفض ذلك عاقل ؟؟؟



5 - مثال آخر من حياتنا العملية ... رؤية الطائرة على شاشة الرادار ... حينما أشير لك إلى نقطة تتحرك على شاشة الرادار وأقول لك هذه طائرة ، أليست هذه النقطة المتحركة هى نتيجة أجهزة دقيقة ، وحينما تراها فإنك لا ترى الطائرة ولكنك تستدل عليها فقط ، ألا تعتبر هذه رؤية استدلالية ؟؟؟




أعتقد أنه آن الآوان لنلحق بالعالم المتحرك ويكفى الزمن الذى وقفنا فيه متجمدين ، نناقش البديهيات وننسبها إلى الدين العظيم الذى يحثنا على التفكر والتعقل والبحث والتنقيب فى ملكوت الله لنزداد يقينا بعظمة الخالق سبحانه وتعالى ونسجد له ونعبده ونسبح بحمده .
  #2  
قديم 01-10-2005, 06:55 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم

موضوع جميل وأنا أتفق معك فيما ذهبت إليه لكني أسألك أن تبين لنا كيف نجمع بين النتيجة اتي توصلت إليها وبين الحديث الشريف ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين ) وفي رواية ( « صوموا لرؤيته وأفطروا لؤيته ، فإن غُم عليكم فأقدروا له ثلاثين »

وقوله عليه الصلاة والسلام : « لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ».

وجزاك الله خيراً .

__________________
معين بن محمد
  #3  
قديم 01-10-2005, 07:30 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

الأخ / يتيم الشعر

وأنا بدورى أسألك :::

1 - هل قرأت موضوعى كاملا ؟؟؟

2 - وما رأيك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى وضع فيه علة الرؤية البصرية ... " .... نحن أمة أمية .... " ... ولماذا ذكر هذه العلة ؟؟؟ ألا تدل هذه العلة بأن الأصل هو الحساب ، ووجود الأمية يرخص لنا الرؤية البصرية ؟؟؟ وما موقع هذه العلة قديما وحديثا ؟؟؟ وهل ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون هدف من وراء ذكرها ؟؟؟

3 - الرؤية كلمة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل مثلا أبصرتم ، فهى من كلمات الوحى ... وأظن أن ما جاء بالقرآن الكريم يوضح أنه هناك رؤى استدلالية .

4 - وحتى لا نتخذ اختلاف الفلكيين عذرا فى الموضوع ، فالإقتراح هو ، أن يتبنى المؤتمر الإسلامى إنشاء مرصد بمكة يزود بأحدث الأجهزة ، ويديره علماء على مستو عال من الخبرة ، ويكون قراره بالنسبة للشهور العربية ، هو الأصل الذى تأخذ به كل الدول الإسلامية .

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 01-10-2005 الساعة 08:22 AM.
  #4  
قديم 01-10-2005, 04:29 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

والدنا الكريم / أبو إيهاب

قبل أن أبدأ في ردي هذا بودي أن أهنئك بحلول شهر رمضان المبارك ، سائلا الله أن يتقبل منا ومنكم صيامه وقيامه وأن يجعلنا جميعا فيه من المقبولين
ثم إني أعتذر منك أن أكون مخالفا لك في ما كتبته
ولست أبتغي من وراء ذلك إلا الحق ولا أريد سواه

ما كتبته أنت هنا ، ليس أمرا جديدا على المسلمين .
فهو مدار للجدل منذ مدة ليست بالقصيرة ، وقد قال بها الكثيرون وتصدى لها علماء أجلاء سآتي على ذكرهم في ما سأكتبه .
ولهذا فإن الإختلاف في قضايا الإسلام ، لا يجب أن تكون محسومة إلا بالإجماع عليها ، حتى وإن بدت للناس أن الحق فيما نراه ، ولنا في قول الإمام علي رضي الله عنه ( فيما معناه ) لو كان الأمر بالرأي لكان أسفل الحذاء أولى من ظهره بالمسح في التيمم .
وأنت - سيدي الفاضل - اعتمدت إعتمادا شبه كامل في تبرير ما تقول به على حديث
إقتباس:
سعيد بن عمرو: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا). يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين.
ولم أجد في نص الحديث ما يشير إلى الترخيص بالحساب ، بل على العكس فيه دعوة على عدم الحساب ، لأن قوله عليه الصلاة والسلام ( إنا أمة أمية ) لا تعني بحال من الأحوال وصف أمة الإسلام حال قوله بالجهل ، وإلا لما قال ( إنا ) ، وهو واحد من أمة الإسلام ، ومن جانب آخر فقد برع العرب قبل الإسلام في كل الفنون ومنها علم الفلك ، وبرعوا أكثر وأكثر من ذلك بعده .
ولو تأملنا في الحديث قليلا فقد نجد أنه يؤخذ على أنه نص جزم وليس نص تخيير ، لأن في المسلمين آنذاك من كان يكتب ويحسب ، ولكنه عليه الصلاة والسلام بقوله ذلك يجزم بأن الشهر القمري هو إما ( 29 ) أو ( 30 ) ، وقوله عليه الصلاة والسلام ( لا نكتب ولا نحسب ) أي لا نستخدم هذا الأمر ، فالشهر مدته كذا وكذا كتأكيد على هذا تحديدا.

ومن نافلة القول أن الإسلام دين الفطرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم بعثه الله جل وعلى للثقلين الإنس والجان وللحاضر منهم والباد، ولهذا صح عنه الحديث الذي أوردته واستشهدت به في موضوعك الأساس ، لأن الإسلام دين عام وليس دينا خاصا، وهذا يؤكد ما ذهبت إليه وذهب إليه كثير من العلماء في تفسيره .

ثم إنه من المعلوم أن الأصل في العبادات أنها توقيفية، وما سواها الأصل فيه الإباحة ، وقد كان المسلمون على مر العصور يعتبرون ترائي الأهلة من العبادات التي يتقربون بها إلى الله ، وهم أصحاب القرون الأولى ، وهذا ما كان يفعله أنس بن مالك رضي الله عنه ، حتى أنه كان يترآى الهلال وعمره يناهز المائة عام حيث كان يخرج ليتعبد الله بترائي الهلال .

لأن الإسلام قد جعل كل العبادات معلقة بالهلال ( ما عدا الصلاة ) وأما الزكاة والصيام والحج وعِدَة النساء والكفارات وغيرها فهي متعلقة بالهلال .
وقد قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة
ولفظ ( شهد ) تعني المشاهدة بالعين المجردة .
وقال جل من قائل عليم : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (189) سورة البقرة .

وقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين". وفي رواية أخرى "فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن غبي ( أو غم ) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، يدل على أنه حتى في حال الغمام وتعسر الرؤية لا يُعمل ولا يُلتفت إلى الحساب، ولو كان ذلك جائزاً لأرشد إليه أمته صلى الله عليه وسلم.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "رسالة الهلال" المضمنة في فتاويه: ( فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم، أوالحج، أوالعدة، أوالإيلاء، أوغير ذلك من الأحكام المتعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أولا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا، وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ، مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو، أوتعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم).

وقال النووي في ( المجموع ) : ( قال المصنف – الشيرازي الشافعي في مختصره المهذب-: إذا غم الهلال وعرف رجل الحساب، ومنازل القمر، وعرف بالحساب أنه من رمضان، فوجهان، قال ابن سريج: يلزمه الصوم لأنه عرف الشهر بدليل فأشبه من عرفه بالبينة، وقال غيره: لا يصوم لأنا لم نتعبد إلا بالرؤية، هذا كلام المصنف، ووافقه على هذه العبارة جماعة، وقال الدارمي: لا يصوم بقول منجم؛ وقال قوم: يلزم؛ قال: فإن صام بقوله فهل يجزئه عن فرضه؟ فيه وجهان، وقال صاحب البيان: إذا عرف بحساب المنازل أن غداً من رمضان، أوأخبره عارف بذلك فصدقه فنوى وصام بقوله فوجهان، أحدهما يجزيه، قاله ابن سريج، واختاره القاضي أبو الطيب لأنه سبب حصل به غلب ظن، فأشبه ما لو أخبره ثقة عن مشاهدة؛ والثاني: لا يجزيه لأن النجوم والحساب لا مدخل لهما في العبادات، قال: وهل يلزمه الصوم بذلك؟ قال ابن الصباغ: أما بالحساب فلا يلزمه بلا خلاف بين أصحابنا، وذكر صاحب المهذب أن الوجهين في الوجوب، هذا كلام صاحب البيان، وقطع صاحب العدة بأن الحاسب والمنجم لا يعمل غيرهما بقولهما، وقال المتولي: لا يعمل غير الحاسب بقوله، وهل يلزمه هو الصوم بمعرفة نفسه الحساب؟ فيه وجهان، أصحهما لا يلزمه، وقال الرافعي: لا يجب بما يقتضيه حساب المنجم عليه ولا على غيره الصوم، قال الروياني: وكذا من عرف منازل القمر لا يلزمه الصوم به على أصح الوجهين، وأما الجواز فقال البغوي: لا يجوز تقليد المنجم في حسابه، لا في الصوم ولا في الفطر، وهل يجوز له أن يعمل بحساب نفسه فيه وجهان؛ وجعل الروياني الوجهين فيما إذا عرف منازل القمر وعلم بوجود الهلال، وذكر أن الجواز اختيار ابن سريج، والقفال، والقاضي أبي الطيب؛ قال: فلو عرفه بالنجوم لم يجز الصوم قطعاً؛ قال الرافعي: ورأيت في بعض المسودات تعدية الخلاف في جواز العمل به إلى غير المنجم، هذا آخر كلام الرافعي، فحصل في المسألة خمسة أوجه:أصحها: لا يلزم الحاسب ولا المنجم ولا غيرهما بذلك، ولكن يجوز لهما دون غيرهما، ولا يجزئهما عن فرضهما ).

وقالت هيئة كبار العلماء في ردها على سؤال ورد عليها في هل يجوز العمل بالحساب في العبادات أم لا؟: (أولاً: القول الصحيح الذي يجب العمل به هو ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة"، من أن العبرة في بدء شهر رمضان وانتهائه برؤية الهلال، فإن شريعة الإسلام التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خالدة مستمرة إلى يوم القيامة ).

وأخيرا
سبق في علم الله سبحانه وتعالى ما كان وما سيكون من تقدم علم الفلك وغيره من العلوم، ومع ذلك قال: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" الحديث، فعلق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال، ولم يعلقه بعلم الشهر بحساب النجوم، مع علمه تعالى بأن علماء الفلك سيتقدمون في علمهم بحساب النجوم وتقدير سيرها.

واسمح لي سيدي الكريم أن أختم بجملة أتت في موضوعك الأساس ، وهي قول الأعرابي لرسول الله عليه الصلاة والسلام
إقتباس:
يارسول الله إنا نصدقك فيما هو أبعد من ذلك ، ألا نصدقك فى ذلك ؟

تحياتي
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 01-10-2005 الساعة 04:38 PM.
  #5  
قديم 01-10-2005, 04:55 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

لأخ الكريم / الوافى

لقد قرأت من قبل معظم هذه الأطروحات .

وليس هناك لدى أحد دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر حديث انا أمة أمية ... لغرض كذا أو كذا ... استدلالا بأن الحساب ممنوع ولا يؤخذ به ... وقد أوردت الآيات الأربع التى تدل على أن الشمس والقمر جعلا حسبانا .

وقد بينت أن الرؤية والشهادة أيضا ، كما ورد بالقرآن الكريم أشمل من الرؤية البصرية والشهادة البصرية ، وذلك ثابت من الكتاب والسنة ، فلماذا لا تدور العلة مع الزمن ؟؟؟ وقد أصبح تحرى الدقة فى رؤية الهلال متيسرا ، وتوحيد بلاد المسلمين كما اقترحت ممكنا وهذا فيه من الخير الكثير بإذن الله .
  #6  
قديم 01-10-2005, 05:11 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو إيهاب
وليس هناك لدى أحد دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر حديث انا أمة أمية ... لغرض كذا أو كذا ...

ما دام الأمر كذلك والدنا الحبيب ، فلا يجب أن تأخذ به أنت أيضا كدليل على أمر إختلف فيه منهم أكثر علما مني ومنك .
وليكن ما كتبته في أصل الموضوع ، مجرد رؤية خاصة تراها إجتهادا
وأسأل الله أن يثيبك على هذا الإجتهاد ( أصبت فيه أم أخطأت )

تحياتي
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 01-10-2005, 05:17 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

معنى كلامى أن فى الأمر متسع للتحرك

وقد ندبنا القرآن الكريم على أن نتخذ الشمس والقمر حسبانا ولنعلم عدد السنين والحساب ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على أن تتعلم أمته لا أن تظل أمية ، كما كان يفعل مع أسارى بدر ... فكيف نقول أنه نهانا عن الحساب ؟؟؟

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 01-10-2005 الساعة 11:55 PM.
  #8  
قديم 02-10-2005, 01:17 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الحبيب أبا إيهاب .. أخي الحبيب الوافي

يبدو أن كثيراً من الناس ينسى أن المسلمين منذ أن فرض الصيام وهم يستخدمون الرؤية ابصرية لإثبات دخول الشهر في بعض الحالات ولكنهم كانوا ومازالوا يستخدمون الحساب ! ولا يعتمدون فقط على الرؤية البصرية . ودليل ذلك أنهم إذا لم يروا الهلال فإنهم يتمون الشهر ثلاثين يوماً ومن ثم يعتمدون بداية شهر جديد بغض النظر عن رؤية الهلال من عدمها ، إذن هم قاموا بحساب أيام الشهر المنصرم حتى بلغ الثلاثين .

وأنقل لكم جزءاً من فتوى للشيخ القرضاوي :

" هي التقدير للهلال عند الغيم، أو كما قال الحديث : " إذا غمَّ عليكم " أو " غمي عليكم " أو "غبي عليكم" أي حال دونه حائل، ففي بعض الروايات الصحيحة، ومنها مالك عن نافع عن ابن عمر، وهي السلسلة الذهبية، وأصَحّ الأسانيد عند البخاري : " إذا غم عليكم فاقدروا له "، فما معنى " اقدروا له"؟
قال النووي في المجموع : (قالَ أحمد بن حنبل وطائفةٌ قليلة : معناه : ضيِّقوا له، وقدروه تحت السحاب، من " قدر " بمعنى ضيق كقوله : (قُدِرَ عليه رِزْقهُ) وأوجب هؤلاء صيام ليلة الغيم .
وقال مطرِّف بن عبد الله ـ من كبار التابعين ـ وأبو العباس بن سريج ـ من كبار الشافعية ـ وابن قتيبة وآخرون : معناه : قدروه بحسب المنازل .
وقال أبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف : معناه : قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا .
واحتج الجمهور بالروايات التي ذكرناها، وكلها صحيحة صريحة : " فأكملوا العدة ثلاثين "، " فاقدروا له ثلاثين "، وهي مفسرة لرواية : " فاقدروا له " المطلقة). (المجموع 6/270).

ولكن الإمام أبا العباس بن سريج لم يحمل إحدى الروايتين على الأخروي، بل نقل عنه ابن العربي أن قوله : " فاقدروا له " : خطاب لمن خصه الله بهذا العلم، وأن قوله : "أكملوا العدة " خطاب للعامة. (انظر : فتح الباري 6/23، ط .الحلبي).
واختلاف الخطاب باختلاف الأحوال أمر وارد، وهو أساس لتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والحال

قال الإمام النووي في المجموع : (ومن قال بحساب المنازل، فقوله مردود، بقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : " إنَّا أمةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نكتب ولا نحسب " ... الحديث .
قالوا : ولأن الناس لو كلفوا بذلك ضاق عليهم ؛ لأنه لا يعرف الحساب إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار). (المجموع 6/270، ط .المنيرة).

والحديث الذي احتج به الإمام النووي ـ رحمه الله ـ لا حجة فيه ؛ لأنه يتحدث عن حال الأمة، ووصفها عند بعثته لها عليه الصلاة والسلام، ولكن أميتها ليست أمرًا لازمًا ولا مطلوبًا، وقد اجتهد عليه الصلاة والسلام أن يخرجها من أميتها بتعليم الكتابة، وبدأ بذلك منذ غزوة بدر، فلا مانع أن يأتي طور على الأمة تكون فيه كاتبة حاسبة . والحساب الفلكي العلمي الذي عرفه المسلمون في عصور ازدهار حضارتهم، وبلغ في عصرنا درجة من الرقي تمكن بها البشر من الصعود إلى القمر، هو شيء غير التنجيم أو علم النجوم المذموم في الشرع .

وأمَّا الاعتبار الآخر الذي ذكره النووي، وهو أن الحساب لا يعرفه إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار، فقد يكون صحيحًا بالنسبة إلى زمنه ــ رحمه الله ــ ولكنه ليس صحيحًا بالنسبة إلى زمننا، الذي أصبح الفلك يدرس فيه في جامعات شتى، وغدت تخدمه أجهزة ومراصد على مستوى رفيع وهائل من الدقة . وقد أصبح من المقرر المعروف عالميًا اليوم : أن احتمال الخــطأ في التقـديرات العلمـية الفلكـية اليوم هو نســبة 1 ـ 00000 1 في الثانية!!.
"

ثم يقول : " وقد ذهب أبو العباس بن سريج من أئمة الشافعية، إلى أن الرجل الذي يعرف الحساب، ومنازل القمر، إذا عرف بالحساب أن غدا من رمضان فإن الصوم يلزمه ؛ لأنه عرف الشهر بدليل، فأشْبَهَ ما إذا عرف بالبينة . واختاره القاضي أبو الطيب ؛ لأنه سبب حصل له به غلبة ظن، فأشبه ما لَوْ أخـبره ثقة عن مشاهدة . وقال غيره : يجـزئهُ الصـوم ولا يلزمه . وبعضهم أجاز تقليده لمن يثق به. (انظر : المجموع 6/279، 280).

وقد ذهب بعض كبار العلماء في عصرنا إلى إثبات الهلال بالحساب الفلكي العلمي القطعي، وكتب في ذلك المحدث الكبير العلامة أحمد محمد شاكر ـ رحمه الله ـ رسالته، في " أوائل الشهور العربية : هل يجوز إثباتها شرعًا بالحساب الفلكي ؟ " وسنعود لنقل رأيه مفصلا .
ومـن المنـادين بهـذا الرأي في عصــرنا الفقــيه الكـبير الشــيخ مصطـفى الزرقـــا ـ حفظه الله ـ.

والذي يظهر من الأخبار أن الذي رفضه الفقهاء من علم الهيئة أو الفلك، هو ما كان يسمى " التنجيم " أو " علم النجوم " وهو ما يُدَّعَى فيه معرفة بعض الغيوب المستقبلية عن طريق النجوم، وهذا باطل، وهو الذي جاء فيه الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس مرفوعًا : " مَنْ اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر ". (رواه أبو داود في الطب (3905) وابن ماجة في الأدب (3726)، وأحمد في المسند (2000) وقال شاكر : إسناده صحيح، وصححه النووي في الرياض، والذهبي في الكبائر كما في فيض القدير 6/80).

وقال الإمام ابن دقيق العيد: الذي أقول : إن الحساب لا يجوز أن يُعتمد عليه في الصوم لمقارنة القمر للشمس على ما يراه المنجمون، فإنهم قد يقدمون الشهر بالحساب على الرؤية بيوم أو يومين، وفي اعتبار ذلك إحداث شرع لم يأذنْ به الله . وأما إذا دلَّ الحساب على أن الهلال قد طلع على وجهٍ يُرَي، لكن وُجِدَ مانع من رؤيته كالغيم، فهذا يقتضي الوجوب لوجود السبب الشرعي . ا هـ .

وعقب على ذلك الحافظ ابن حجر بقوله : (لكن يتوقف قبول ذلك على صدق المخبر به، ولا نجزم بصدقه إلا لو شاهد، والحال أنه لم يشاهد، فلا اعتبار بقوله إذن، والله أعلم). (تلخيص الحبير مع المجموع 6/ 266، 267).

ولكن علم الفلك الحديث يقوم على المشاهدة بوساطة الأجهزة وعلى الحساب الرياضي القطعي . ومن الخطأ الشائع لدى كثير من علماء الدين في هذا العصر، اعتقاد أن الحساب الفلكي هو حساب أصحاب التقاويم، أو النتائج، التي تطبعُ وتوزع على الناس، وفيها مواقيت الصلاة، وبدايات الشهور القمرية ونهايتها، وينسب هذا التقويم إلى زيد، وذاك إلى عمرو من الناس، الذين يعتمد معظمهم على كتب قديمة ينقلون منها تلك المواقيت، ويصفونها في تقويماتهم .

ومن المعروف أن هذه التقاويم تختلف بين بعضها وبعض، فمنها ما يجعـل شـعبان (29) يومًا، ومنها ما يجعله (30)، وكذلك رمضان، وذو القعدة وغيرها .
ومن أجل هذا الاختلاف رفضوها كلها ؛ لأنها لا تقوم على علم يقيني ؛ لأن اليقين لا يعارض بعضه بعضًا . وهذا صحيح بلا ريب، ولكن ليس هذا هو الحساب العلمي الفلكي الذي نعنيه .

إن الذي نعنيه هو ما يقرره علم الفلك الحديث، القائم على المشــاهدة والتجربة، والذي غدا يملك من الإمكانات العلمية والعملية " التكنولوجية " ما جعله يصل بالإنسان إلى سطح القمر، ويبعث بمراكز فضائية إلى الكواكب الأكثر بعدًا، وغدت نسبة احتمال الخطأ في تقديراته (1 ـ 100000 )" واحدًا إلى مائة ألف " في الثانية . وأصبح من أسهل الأمور عليه أن يخبرنا عن ميلاد الهلال فلكيًا، وعن إمكان ظهوره في كل أفق بالدقيقة والثانية، لو أردنا .
رؤية الهلال لإثبات الشهر وسيلة متغيرة لهدف ثابت:
وفي كتابي : " كيف نتعامل مع السنة " عدت إلى الموضوع عند الحديث عن أحد المعالم الأساسية في فهم السنة، وهو : التمييز بين الهدف الثابت والوسيلة المتغيرة . وضربت لذلك أمثلة :
ثم قلت : ومما يمكن أن يدخل في هذا الباب : ما جاء في الحديث الصحيح المشهور : " صوموا لرؤيته ـ أي الهلال ـ وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له " وفي لفظ آخر " فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " .
فهنا يمكن للفقيه أن يقول : إن الحديث الشريف أشار إلى هدف، وعيّن وسيلة .

أما الهدف من الحديث فهو واضح بين، وهو أن يصوموا رمضان كله، ولا يضيعوا يومًا منه، أو يصوموا يومًا من شهر غيره، كشعبان أو شوال، وذلك بإثبات دخول الشهر أو الخروج منه، بوسيلة ممكنة مقدورة لجمهور الناس، لا تكلفهم عنتًا ولا حرجًا في دينهم.

وكانت الرؤية بالأبصار هي الوسيلة السهلة والمقدورة لعامة الناس في ذلك العصر، فلهذا جاء الحديث بتعيينها ؛ لأنه لو كلفهم بوسيلة أخرى كالحساب الفلكي ــ والأمة في ذلك الحين أمية ولا تحسب ــ لأرهقهم من أمرهم عسرا، واللَّه يريد بأمته اليسر ولا يريد بهم العسر، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن نفسه : " إن اللّه بعثني معلمًا ميسرًا، ولم يبعثني معنتًا ". (رواه مسلم وغيره).

فإذا وجدت وسيلة أخرى أقدر على تحقيق هدف الحديث، وأبعد عن احتمال الخطأ والوهم والكذب في دخول الشهر، وأصبحت هذه الوسيلة ميسورة غير معسورة، ولم تعد وسيلة صعبة المنال، ولا فوق طاقة الأمة، بعد أن أصبح فيها علماء وخبراء فلكيون وجيولوجيون وفيزيائيون متخصصون على المستوى العالمي، وبعد أن بلغ العلم البشري مبلغًا مكن الإنسان أن يصعد إلى القمر نفسه، وينزل على سطحه، ويجوس خلال أرضه، ويجلب نماذج من صخوره وأتربته ! فلماذا نجمد على الوسيلة ــ وهي ليست مقصودة لذاتها ــ ونغفل الهدف الذي نشده الحديث ؟ ! "
__________________
معين بن محمد
  #9  
قديم 02-10-2005, 08:40 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

الأخ الفاضل / يتيم الشعر
بارك الله فيك وأثابك الجنة على حرصك لإثراء الموضوع ... وبارك الله سبحانه وتعالى فى علمائنا جميعا ، فالكل يبغى وجه الله فيما يقول ، وهو مخلص فى الإستدلال ، والفرق كله هو فى فهم النصوص ، وهذا أمر مستمر إلى يوم القيامة .
العيب يكون فينا إذا تعصبنا لرأى عالم دون آخر ... وقد حدث قديما أن التعصب للمذاهب الأربعة بلغ حدة تتنافى مع حقيقة الإسلام الجامع ، فأصبح هذا حنفى وهذا مالكى وهذا حنبلى وهذا شافعى ، حتى أن هذا لا يصلى وراء هذا والعياذ بالله ... وأربأ بالمسلمين فى عصرنا هذا أن يكونوا أمثالهم ، فالكل يأخذ من الكتاب والسنة ، والكل مخلص فى تقديره ... والمسئولية يوم القيامة مسئولية فردية ، فلك أن تأخذ بما تقتنع أنت به ، وتحمد الله على هذا الإختلاف الذى يحرك الأذهان .

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 02-10-2005 الساعة 08:52 AM.
  #10  
قديم 02-10-2005, 04:58 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

لأن الشيء بالشيء يذكر
طائفة الإسماعيلية المنشرون في اليمن والهند ونجران
يعتمدون الحساب في العبادات
وسيكون غدا الإثنين 3/10/2005 م أول أيام شهر رمضان عندهم
هم لا يضعون للهلال إعتبارا أبدا
فالأشهر الفردية ( 30 يوما ) والأشهر الزوجية ( 29 يوما )
وقد كتب لهم والدنا / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بذلك
في رسالة ( مسائل مهمة في العقيدة )
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م