مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-12-2004, 11:49 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي تلبيس إبليس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمدالله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليماً كثيراً .

قد لبس إبليس على أقوام من أهل العلم والعمل من جهة أخرى ، فحسن لهم الكبر بالعلم ، والحسد للنظير ، والرياء لطلب الرياسة ، فتارة يريهم أن هذا كالحق الواجب لهم ، وتارة يقوي حب ذلك عندهم فلا يتركونه مع علمهم بأنه خطأ .

وعلاج هذا لمن وفق إدمان النظر في إثم الكبر والحسد والرياء ، وإعلام النفس أن العلم لا يدفع شر هذه المكتسبات ، بل يضاعف عذابها لتضاعف الحجة بها ، ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين استحقر نفسه فلم يتكبر ، ومن عرف الله لم يراء ، ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته لم يحسد .

وقد يدخل إبليس على هؤلاء بشبهة ظريفة ، فيقول : طلبكم للرفعة ليس بتكبر لأنكم نواب الشرع ، فإنكم تطلبون إعزاز الدين ، ودحض أهل البدع ، وإطلاقكم اللسان في الحسّاد غضب للشرع ، وما تظنونه رياء فليس برياء ، لأن من تخاشع منكم وتباكى ، اقتدى به الناس ، كما يقتدون بالطبيب إذا احتمى ، أكثر من اقتدائهم بقوله إذا وصف .

وقد لبس إبليس على الكاملين في العلوم ، فيسهرون ليلهم ويدأبون نهارهم في تصانيف العلوم ، ويريهم إبليس أن المقصود نشر الدين ، ويكون مقصودهم الباطن انتشار الذكر ، وعلو الصيت والرياسة ، وطلب الرحلة من الأفاق إلى المصنف .

وينكشف هذا التلبيس بأنه لو انتفع بمصنفاته الناس من غير تردد إليه ، أو قرئت على نظيره في العلم فرح بذلك إن كان مراده نشر العلم .

وقد قال بعض السلف : ما من علم علمته إلاّ أحببت أن يستفيده الناس من غير أن ينسب إليَّ .

ومنهم من يفرح بكثرة الأتباع - ( وبكثرة الردود والقراءات ) - ويلبس عليه إبليس بأن هذا الفرح لكثرة طلاب العلم ، وإنما مراده كثرة الأصحاب واستطارة الذكر ، ومن ذلك العجب بكلماتهم وعلمهم .

وينكشف هذا التلبيس بانه لو انقطع بعضهم إلى غيره ممن هو أعلم منه ثقل ذلك عليه . وما هذه صفة المخلص في التعليم ، لأن مثل المخلص مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله سبحانه وتعالى ، فإذا شفي بعض المرضى على يد طبيب منهم فرح الآخر .

وقد ذكرنا آنفاً حديث ابن ابي ليلى :- أدركت عشرين ومئة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار ، ما منهم رجل يسأل عن شيء إلاّ ودّ أن اخاه كفاه ، ولا يحدث بحديث إلاّ ودّ أن أخاه كفاه .

قال المصنف : وقد يتخلص العلماء الكاملون من تلبيسات إبليس الظاهرة فيأتيهم بخفي من تلبيسه بأن يقول :- ما لقيت مثلك ، ما أعرفك بمداخلي ومخارجي ، فإن سكن إلى هذا هلك بالعجب ، وإن سلم من المسالمة له سلم .

وقد قال السري السقطي :- لو أن رجلاً دخل بستاناً فيه من جميع ما خلق الله عزوجل من الاشجار ، عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الأطيار ، فخاطبه كل طائر بلغته ، وقال :- السلام عليك ياولي الله ، فسكت نفسه إلى ذلك كان في أيديها أسيراً ، والله الهادي لا إله إلاّ هو .

" مختصر كتاب تلبيس إبليس "


وقفه :-


يكفيك من الحاسد أنه يغتمُّ وقت سرورك " عثمان بن عفان رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م