مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-09-2002, 10:28 AM
rahma rahma غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rahma
Exclamation العقل العربي:التخريف في زمن المعلوماتية(مقالة)

عندما استمع الملأ حول سليمان النبي إلى قول القائل وعرضه : " سأحضر لك عرش بلقيس قبل أن تقوم من مكانك ". ربما ظنوا الرجل مخبولا أو طالب وجاهة وربما وصوليا لا يهمه من الأمر غير الظهور .. وقد يكون بينهم من سخر أو ضحك ثم أسرّ للجالس قربه قائلا : " يا له من أحمق .. يقارن نفسه بسليمان صاحب المعجزات الإلهية "..
إلى هنا يبدو الأمر منتهيا ، غير أن ذاك الذي ثبت أنه أوتي علما اقترح قائلا : " سأحضر العرش قبل أن يرتدّ إليك طرفك ".. وأتم كلمته وأحضر العرش قبل ارتداد الطرف .. في المدة الزمنية التي لا تجاوز جزءا من مائة جزء من الثانية ..
والآن .. بعد هذا الكم الهائل من السنين التي مرت عن تلك الحادثة ، ينفجر مرة أخرى عقل بشري .. بعد سبعة آلاف سنة يلهو عقل "إيديسون" الصغير ببعض الأسلاك ولم يكن يدري أنه بصدد تفجير ثورة .. هي ثورة المعلومات .. عندما داعب الموجات صدفة وهو الذي أسر الكهرباء منذ وقت يسير صدفة أيضا .. وتمضي الأيام وتصبح الأجيال أسيرة الكهرباء وراح يتندر الناس فيقولون مجتمع الكهرباء أو جيل المصباح الكهربائي .. وشيئا فشيئا إلى نهاية القرن الماضي مرورا بالجيل الأول للصمامات إلى آخر أجيال الدارة المدمجة إلى الأنترنات إلى الأنترانات .. صار بمقدور هذا الكائن البشري الهين الضعيف في عضلاته استجلاب أي معلومة عن بعد في جزء من مليون جزء من الثانية وصار بمقدور رؤية كوكب الأرض والإتصال بأي مكان منه والتواصل فيه في أي لحظة شاء بلمسة ساحر على زر من زرار الحاسوب ..
هل كان ملأ سليمان النبي يتعجبون لو بُعِثوا اليوم ورأوا وحوشا آلية تسير أكثر ثلاث مرات من سرعة أفضل حصان .. بل ورأوا مخلوقات عجيبة تطير فوقهم ويخرج من داخلها بشر مثلهم .. بل ربما كان أبلغ تعجبهم أن يحمل أحدهم قطعة معدنية صغيرة بحجم الكف فيرى فيها وجه إنسان يكلمه ويتحاور معه وربما يصيبه الخبال إذا ما علم أن الذي يكلمه تفصله عنه عشرات الآلاف من الأميال وليس ألفا ميل كتلك التي كانت تفصل عرش بلقيس عن مكان جلوسهم إلى النبي سليمان ..
إنني لا أسوق هذه الوقائع التاريخية لمجرد التفكه والتندر .. إنما أسوقها أملا في رسم معالم توجه جديد لهذه الأمة التي تسكن جنوب البحر وتسكن الصحراء .. ولنا أن نسأل هل كان للعرب دور في جلسة سليمان قبل أن نتساءل إن كان لهم اليوم دور ؟ ..
الأكيد أن سليمان كان يجلس في غير المنطقة العربية وذاك الذي أتاه بالحل كان قبل خلق العرب .. وعقل اليوم الذي فجر الثورة المعلوماتية لم يكن أيضا في المنطقة العربية ولا كان عربيا .. على الأقل إلى أن يثبت العكس .. لكن بمقدورنا أن نفتح نافذة على ما يجري حولنا ونرى العقل العربي وسط إعصار المعلومات .
تتفق الآراء على أن العقل العربي يواجه حاليا معركة مصيرية على جميع الجبهات : تنظيرا وإبداعا وتعليما وإعلاما .. وحتما لا يمكن له مواجهة إعصار المعلوماتية بعدته المعرفية التي عفى عليها الزمن ولا بما في حوزته حاليا من الأدوات العملية لمعالجة المعلومات التي لم تتطور بعد تلبية لمطالب عصر المعلومات ..
إن العقل العربي الذي لم يستفد إلى وقت قريب من الورق كوسيلة للتواصل والإرتقاء ووسيلة لإحداث ثورة معرفية وتوعية داخلية قبل الإنطلاق ، يصعب عليه الإستفادة من ورق إلكتروني لا يلمس باليد ولا يُرى ولا تُشم له رائحة .. صعب على رضيع في الشهر الخامس من عمره أن تطلب منه الجري ناهيك عن الطيران ؛ رغم أن المشكلة ليست في الإستجابة لطلب الجري بل كل المشكلة أن الرضيع فاقد لوسيلة إدراك ما تطلب .. وهذا بالضبط حال العرب اليوم ..
فماذا على العرب فعله إذا ما أرادوا الإندماج في هذا العالم .. عبر الثورة الراهنة التي هي ثورة الإنترنت ؟..
إن كل من يستعرض الوثائق التي تنشرها مواقعنا العربية على الإنترنت سواء باللغة العربية أو باللغات الأجنبية سيدرك على الفور كم تعوزها الشروط الأساسية التي يجب أن تتوافر في الوثيقة الإلكترونية وبالتالي في كيفية تأليفها وإخراجها .. ويمكن تلخيص هذه الشروط في " القابليات " الأربع التالية : قابلية القراءة ( المقروئية ) وقابلية البحث وقابلية الإختزال وقابلية الربط أو التناص .
إن العقل العربي الذي فاته ما فاته بغير هذه القابليات ومن غيرها لا يمكنه التحكم في الإرسال المعلوماتي .. إلا أن السؤال الذي يظل محوريا وملحا هو : كيف يُولّد العقل العربي معرفة جديدة ؟ وكيف يستعيد هذا العقل عافيته مستغلا موارد المعلومات التي توفرها الإنترنت من أجل أن يستكمل عدته المعرفية .. ويتخلص من عاهاته الفكرية واِنحيازاته الإيديولوجية ؟..
إن الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في الكيفية التي يستقبل بها العقل جديد المعلومات والمعارف من طرق بحث منهجية وتوظيف لها .. وأخشى ما نخشاه أن يكون توظيف المعلومات والمعارف في غير محله وهي الخطوة التي إن غابت أصبح كل ما سبقها هدرا .. فيبقى الداء المستكين وهو عدم اكتمال الدورة المعرفية للفكر العربي مما يعيدنا الواقع المتفجر إلى سبعة آلاف سنة خلت .. إلى الملأ من حول سليمان النبي وهم يتعجبون للذي أوتي من العلم فأحضر عرش الملكة بلقيس قبل أن يرتد الطرف ؛ ليس أخشى ما نخشاه أن نكون مثل الملأ يتعجبون ولا يسألون أنفسهم عن مدى حماقتهم أو تأخرهم عن الذي أوتي من العلم دون أن يكون لهم دور في ذلك .. إنما أخشى ما نخشاه أن نكون كبلقيس مجرد جسم يدور في فلك أو مدار وتبعا لا أكثر ولا أقل ..
__________________
رقراق السراب
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م