مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-10-2006, 06:12 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

السلام عليكم

أسوق لكم مناظرة للنعمان ابن المنذر مع كسرى حول العرب و فضلهم يليها مناظرة لأكثم ابن صيفي, و هي من أجمل وجوه البلاغة العربية







وفد النعمان الى كسرى و عنده وفود من الروم والصين والهند فذكروا وتفاخروا بملوكهم وبلادهم فافتخر النعمان بالعرب .فقال كسرى وفي جبروت : يا نعمان لقد فكرت في أمر العرب ، وغيرهم من الأمم ، فوجدت الروم لها حظا في اجتماع إلفتها وعظم سلطانها، وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها، وإن لها دينا يبين لها حلالها وحرامها، ويرد سفيهها ويقيم جاهلها، ورأيت الهند نحوا من ذلك في حكمتها وطبعها مع كثرة انهار بلادها وثمارها ، وعجيب صناعاتها وطيب أشجارها ، وكثرة صناعات أيديها، وفروسيتها وهمتها في آلة الحرب وصناعة الحديد ، وإن لها ملكا يجمعها ، والترك والخزر على ما بهم من سوء الحال في المعاش ، وقلة الريف والثمار والحصون ، وما هو رأس عمارة الدنيا من المساكن والملابس ، لهم ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم ، ولم أر للعرب شيئا من خصال الخير في أمر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوة، ومع أن مما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها، محلتهم التي هم بها مع الوحوش النافرة، والطير الحائرة، يقتلون أولادهم من الفاقة، ويأكلون بعضهم بعضا من الحاجة، قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشاربها ولهوها ولذاتها، فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لحول الإبل ، التي يعافها كثير من السباع ، لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها، وإن قرى أحدهم ضيفا عدها مكرمة، وإن أطعم أكله عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم، وتفتخر بذلك رجالهم، ما خلا هذه التنوخية، التي أسس جدي اجتماعها، وشد مملكتها، ومنعها من عدوها ، فجرى لها ذلك آثارا ولبوسا وقرى وحصونا، وأمورا تشبه بعض أمور الناس !!

وبعد ان انتهى كسرى من كلامه ذلك ، طلب النعمان الأمان، فلما استؤمن قال النعمان فيما قاله :

((( أمّا أمتك أيها الملك فليست تنازع فى الفضل لموضعها الذى هى به من عقولها وأحلامها وبسطة محلّها وبحبوحة عزّها وما أكرمها الله به من ولاية آبائك وولا يتك وأمّا الأمم التى ذكرت فأيّ أمة تقرنها بالعرب إلا فضّلها .
قال كسرى :- بماذا .
النعمان :-
بعزّها ومنعتها وحسن وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدّة عقولها وأنفتها و وفائها .
فأما عزّها ومنعتها ، فأنها لم تزل مجاورة لآبائك الذين دوّخوا البلاد ووطدوا الملك وقادوا الجند لم يطمع فيهم طامع ولم ينلهم نائل حصونهم ظهور خيلهم ومهادهم الأرض وسقوفهم السماء وجنّتهم السّيوف وعدّتهم الصبر ـــ إذ غيرها من الأمم أنّما عزّها الحجارة والطّين وجزائر البحور .
وأما حسن وجوهها وألوانها ، فقد يعرف فضلهم فى ذلك على غيرهم من الهند المنحرفة والصيّن المنحفة والترك المشوهة والرّوم المقشّرة .
وأما أنسابها وأحسابها ، فليست أمة من الأمم وقد جهلت آباءها وأصولها وكثيرا من اوّلها حتى أنّ أحدهم ليسئل عمن وراء أبيه دنيا فلا ينسبه ولا يعرفه ـــ وليس أحد من العرب إلا يسمّى آباءه أبّا فأبا حاطوا بذلك أحسابهم وحفظوا به أنسابهم فلا يدخل رجل فى غير قومه ولا ينتسب إلى غير نسبه ولا يدعى إلى غير أبيه .
وأما سخاؤها ، فانّ أد ناهم رجلا الذى تكون عنده البكرة والناب عليها بلاغه فى حموله وشبعه وريّه فيطرقه الطارق الذى يكتفى بالفلذه ويجترى بالشّربه فيعقرها له ويرضى أن يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الاحدوثه وطيّب الذكر ز
وأما حكمة ألسنتهم ، فان الله تعالى أعطاهم فى أشعارهم ورونق كلامهم حسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم بالاشياء وضربهم للامثال وابلاغهم فى الصّفات ماليس لشىء من ألسنة الأجناس ـــ ثم خيلهم أفضل الخيل ونساؤهم أعفّ النساء ولباسهم أفضل اللّباس ومعادنهم الذهب والفضّة وحجارة جبالهم الجزع ومطاياهم التى لا يبلغ على مثلها سفر ولا يقطع بمثلها بلد قفر .
وأما وفاؤها فان أحدهم يلحظ اللحظة ويومى الأبماءة فهى ولت ( أى عهد ) وعقدة لا يحلها إلا خروج نفسه وأن حدهم يرفع عودا من الأرض فيكون رهنا بدينه فلا يغلق رهنه ولا يخفر ذمته وأن حدهم ليبلغه أن رجلا استجار به عسى أن يكون نائبا عن داره فيصاب فلا يرضى حتى يفنى تلك القبيلة التي أصابته أو تفنى قبيلته لما أخفر من جواره وانه ليلجأ إليهم المجرم للحدث من غير معرفة ولا قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله .
وأما قولك أيها الملك يئدون أولا دهم فأنما يفعله من يفعله منهم بالإناث أنفة من العار وغيرة من الأزواج .
وأما قولك إنّ أفضل طعامهم لحوم الإبل على ما وصفت منها فما تركوا مادونها إلاّ احتقارا له فعمدوا إلى أجلّها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنّها أكثر البهائم شحوما وأطيبها لحوما وأرقّها ألبانا وأقلّها غائلة وأحلاها مضغة وأنه لا شيء من اللحمان يعالج ما يعالج به لحمها إلاّ استبان فضلها عليه .
وأما تحاربهم وأكل بعضهم بعضا وتركهم الانقياد لرجل يسوسهم ويجمعهم فأنما يفعل من يفعله من الأمم إذا أنست من نفسها ضعفا وتخوّفت نهوض عدوّها إليها بالزحف وأنّه أنما يكون فى المملكة العظيمة أهل بيت واحد يعرف فضلهم على سائر غيرهم فيلقون إليهم أمورهم وينقادون لهم بأزّمتهم .
وأما العرب فأن ذلك كثير فيهم حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكا أجمعين مع أنفهم من أداء الخراج والوطث ( أي الضرب الشديد بالرّجل على الأرض ) بالعسف .
وأما اليمن التى وصفها الملك فأنما أتى جدّ الملك الذى أتاه عند غلبة الجيش له على ملك متسق وأمر مجتمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا ولولا ما وتر به من يليه من العرب لمال إلى مجال ولو جد من يجيد الطّعان ويغضب للاحرار من غلبة العبيد الأشرار .

فعجب كسرى لما أجابه النعمان به وقال انك لأهل لموضعك من الرّياسة فى أهل اقليمك ثم كساه من كسوته وسرّحه إلى موضعه من الحيرة


فلما قدم النعمان الحيرة وفى نفسه ما فيها مما سمع من كسرى من تنقص العرب وتهجين أمرهم بعث إلى أكثم بن صيفى وحاجب بن زرارة التميميين وإلى الحارث بن ظالم وقيس بن مسعود البكريين وإلى خالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين وإلى عمرو بن الشريد والسلمي وعمرو ابن معد يكرب الزبيدي والحارث بن ظالم المرّى .

فلما قدموا عليه فى الخورنق قال لهم قد عرفتم هذه الأعاجم وقرب جوار العرب منها وقد سمعت من كسرى مقالات تخوّفت أن يكون لها غور أو يكون انما أظهرها لأمر اراد أن يتخد به العرب خولا كبعض طماطمته فى تأديتهم الخراج إليه كما يفعل بملوك الأمم الذين حوله فاقتص عليهم مقالات كسرى وما رد عليه : فقالوا أيها الملك وفقك الله ما احسن ما رددت وأبلغ ما حججته به فمرنا بأمرك وأدعنا إلى ما شئت .

قال انما أنا رجل منكم وانما ملكت وعززت بمكانكم وما يتخوّف من نا حيتكم وليس شيء أحب إلى مما سدّد الله به أمركم وأصلح به شأنكم وأدام به عزّكم - والرأى أن تسيروا بجماعتكم أيها الرهط وتنطلقوا إلى كسرى - فإذا دخلتم نطق كل رجل منكم بما حضره ليعلم أن العرب على غير ما ظن أو حدّثته نفسه ولا ينطق رجل منكم بما يغضبه فإنه ملك عظيم السلطان كثير الأعوان مترف معجب بنفسه ولا تنخزلوا له انخزال الخاضع الذّليل وليكن أول من يبدأ منكم بالكلام أكثم بن صيفى ثم تتابعوا على الامر من منازلكم التى وضعتكم بها فإنما دعانى إلى التقدمه اليكم علمى بميل كلّ رجل منكم إلى التقدم قبل صاحبه فلا يكوننّ ذلك منكم فيجد في آدابكم مطعنا فانه ملك مترف وقادر مسلّط ثم دعا لهم بما فى خزائنه من طرائف حلل الملوك كل رجل منهم حلّة وعمّمه عمامة وختمه بياقوتة وأمر لكل رجل منهم نجيبة مهرية وفرس تجيبه وكتب معهم كتابا .

قال فيه ((( أما بعد فأن الملك القى إلىّ من أمر العرب ما قد علم وأجبته بما قد فهم مما احببت أن يكون منه على علم ولا يتلجلج فى نفسه أن أمّة من الأمم التى اجتجزت دونه بمملكتها وحمت ما يليها بفضل قوّتها تبلغها من الامور التى يتعزز بها ذوو الحزم والقوة والتدبير والمكيدة - وقد أفدت أيها الملك رهطا من العرب لهم فضل فى أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم فليسمع الملك وليغمض عن جفاء ان ظهر من منطقهم وليكرمنى با كرامهم وتعجيل سراحهم وقد نسبتهم فى أسفل كتابى هذا إلى عشائرهم )))))

فخرج القوم فى أهبتهم حتى وقفوا بباب كسرى بالمدائن فدفعوا إليه كتاب النعمان فقرأه وأمر بانزالهم إلى أن يجلس لهم مجلس يسمع منهم - فلما أن كان بعد ذلك بأيام أمر مرازبته ووجوه أهل مملكته فحضروا وجلسوا على كراسى عن يمينه وشماله ثم دعا بهم على الولاء والمراتب التى وصفهم النعمان بها فى كتابه وأقام الترجمان ليؤدي إليه كلامهم ثم أذن لهم فى الكلام ...

فقام أكثم بن صيفى فقال :-

((( أن افضل الأشياء اعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل الملوك أعمها نفعا وخير الازمنة أخصبها وأفضل الخطباء أصدقها . الصدّق منجاة والكذب مهواة والشر لجاجة مركب صعب والعجز مركب وطى آفة الرّأى الهوى والعجز مفتاح الفقر وخير الامور الصبر ، حسن الظن ورطة وسؤ الطن عصمة ، إصلاح فساد الرّعية خير من إصلاح فساد الرّاعي ، من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء . شر البلاد بلاد لا أمير بها ، شر الملوك من خافه البريء ، المرء يعجز لا محالة ، أفضل الأولاد البرره ، خير الأعوان من لم يراء بالنصيحة ، أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك المحل ، حسبك من شر سماعه الصمت ، حكم وقليل فاعله ، البلاغة الأيجاز ، من شدّد نفّر ومن تراخى تألف ))))

فتعجب كسرى من أكثم ثم قال ويحك يا أكثم ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك فى غير موضعه قال أكثم : الصدق ينبىء عنك لا الوعيد ، قال كسرى : لو لم يكن للعرب غيرك لكفى قال أكثم : رب قول أنفذ من وصول .
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م