مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2006, 05:53 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الفينيقيون الغربيون (البونيون والقرطاجيون)

1200ـ 146 ق م


بعد مرور قرنين من الزمان مليئين بالأسى والدمار للمدن الكنعانية والفينيقية شرق المتوسط، وبعد الغزوات من شعوب وقبائل خارجة عن المنطقة، وجد أهالي المدن أن لا رابط يربطهم و يجمع صفوفهم ليستعيدوا قوتهم في درء الأخطار الخارجية. بعد ذلك كله ضجر الفينيقيون وهم سادة البحار في ذلك الزمان وأصحاب أعظم أساطيله، وكونهم تجارا فوق كل ذلك دفعتهم تلك الظروف الى الهجرة صوب السواحل الإفريقية على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، كذلك كان هناك نصيب من تلك الهجرات الى السواحل الأوروبية.

1ـ المرحلة الفينيقية (الانتشار والاستيطان 1200ـ814 ق م) :

ربما تكون هجرات الفينيقيين الى خارج بلادهم قد سبقت تاريخ 1200ق م لكن المؤكد أن بحارة الفينيقيين (الكنعانيين) قد تعرفوا على مناطق كثيرة، ويمكننا تقسيم المناطق التي انتشر واستوطن فيها الفينيقيون الى أربعة :

أ ـ جزر البحر الأبيض المتوسط :

كريت : أسهم الكنعانيون بالإضافة الى المصريين بصبغ حضارة جزيرة (كريت) صبغة واضحة متأثرة بالحضارة الكنعانية والمصرية، ولا يفهم من أن الكنعانيين أو المصريين قد استعمروا (كريت)، بل أن هناك تواصل حضاري ابتدأ منذ الألف الثالث قبل الميلاد ..

قبرص : تشير الحفريات أن (صور) قد اقتسمت إدارة جزيرة قبرص منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد .. وقد بقي جزء من قبرص تحت إدارة صور و حكمها حتى عام 450ق م عندما ضم (بطليموس الأول) ذلك الجزء لحكمه في مصر. ومن المستوطنات الأخرى في جزيرة قبرص، فقد خضعت (جولجوي) و(ايدليون) و(تلماوس) و (ماريون) و (لابيتوس) للحكم الآشوري لفترة طويلة .

صقلية و مالطة : استوطن الفينيقيون في (سيلينونتي) و (موتيا) و (بالرمو) و(سولونتو) في (صقلية). كما استوطن الفينيقيون في مالطة و في (جوزو) و (بانتلليريا) و(لامبيدوس).

وكذلك استوطن الفينيقيون (سردينيا) خصوصا في (نورا، سوليس، كارلوفورت، ثاروس) كما استوطنوا جزيرة كورسيكا .. واستوطنوا جزر (البليار) وجزر (إيجة) مثل ( تكوس، كيثيرا، ميلوس، ثيرا) .

ب ـ السواحل الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط:

وصل الفينيقيون اسبانيا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حيث أنشئوا مدن (قادس) والذي يعني باللغة الفينيقية (السور) على الساحل الجنوبي لأسبانيا غرب جبل طارق عام 1110 ق م . كما أنشئوا مدينة (تارتيتوس) جنوب غرب أسبانيا التي عرفت ب (تارشيش)، وكذلك مدينة (قرشيش) والاسم يعني بالفينيقية (المنجم) أو مكان صهر .

وصل الفينيقيون الى اليونان في القرن الحادي عشر قبل الميلاد وأنشئوا مدن (كومايس المعروفة الآن بكوماي) و كورنثوس و ساموس (يعني بالفينيقية الشمس و رودس . وذلك تزامن مع انقضاء حضارة (موكناي) في اليونان على أيدي أقوام البحر و (الدوريون) .

ج ـ السواحل الآسيوية للبحر الأبيض المتوسط :

كان للفينيقيين حضور واضح في السواحل الآسيوية رغم قوة (الحيثيين) في آسيا الصغرى ، فقد ظهرت آثارهم واضحة في مدينة (ياليسوس) و جزيرة (رودس) ومدينة (أفيسوس) ومدينة (ساردس) ومدن أخرى.

د ـ السواحل الإفريقية للبحر المتوسط:

التواجد الفينيقي على السواحل الإفريقية بشكله التجاري قديم جدا، كذلك فإن الجانب الديني موجود أيضا، فقد وجد بالإسكندرية التي كان اسمها قبل الاحتلال اليوناني (فاروس) حي من أحياء (منف) يسمى (ساحة صور) .. وكانت السواحل المصرية محطات تجارية أكثر من كونها مستوطنات فينيقية.

أما في ليبيا فقد أنشأ الفينيقيون مدينة (أوبا) أو ( أوبا ملكرت) أو (ماكاريا) وكلها أسماء لمدينة (طرابلس الحالية) ومدينة (صبرات) وتعني سوق القمح، وهي مدينة (صبرا) الحالية، ومدينة (لبكي) وهي مدينة (لبدة) الحالية. ومدن أخرى ثانوية (كفالي) و (غرافارا) و (زوفيس) .

في السواحل التونسية أسسوا مدينة (أوتيكا) عام 1100 ق م ، ومدينة (هاردميتم) و (هيو، عنابة) و (تابسوس) و(أخولا) و (قرطاجة) التي تأسست عام 814 ق م . والتي سيكون لها الشأن الأعظم في تاريخ الفينيقيين الغربيين، وكذلك (هرماكون) و (رأس بون) و (حضرموت) التي أصبح اسمها(سوسة).

وفي السواحل الجزائرية أسسوا مدن (فيليب فيل) و (قسطنطينية) التي كان اسمها (كرت) أي القرية ومدينة (تشوللو) و (جيجلي) و(تيباسا) و(جواريا) .

وفي السواحل الغربية أسسوا مدن (ميليللا) و (ايمسا) و (سدي عبد السلام) و (تامودا) و (ليكسوس) على الساحل الأطلسي، وكان اسمها (تشميش) أي مدينة (الشمس) ومنها انطلقوا لاكتشاف مجاهل الأطلسي، ومدينة طنجة و مليلة والصويرة و مولي بوسلوام ..

يشير هذا الانتشار والاستيطان الواسعين الى أن الفينيقيين قد أسسوا فيما بين القرون الثانية عشر والسادس قبل الميلاد، إمبراطورية يحق لنا أن نسميها(إمبراطورية حوض البحر المتوسط).. ولكن ظهور الإغريق ثم الرومان أنهى تلك الإمبراطورية .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 16-11-2006, 04:33 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الفينيقيون الغربيون (البونيون والقرطاجيون)

2ـ المرحلة البونية 814ـ 550 ق م :

يشير مصطلح (البوني) أو (الفوني) الى (الفينيقي)، ولكن ذكره هنا بهذا الشكل، للتمييز بين تلك المرحلة وسابقتها، حيث ساد استخدام مصطلح (بوني) عند الرومان، في حين شاع استخدام مصطلح (فينيقي) عند (الإغريق) ..

وتبدأ تلك المرحلة منذ تأسيس مدينة (قرطاج) عام 814 ق م . وتنتهي بظهور الأسرة (الماجونية) في قرطاج حيث بدأت قرطاج بعدها تلعب الدور السياسي والحضاري المعروف لها وتمتد كدولة كبيرة تشمل سواحل شمال إفريقيا من خليج (سرت) شرقا حتى سواحل المحيط الأطلسي غربا.

هناك معلومات تفيد بأن مدينة (صور) الفينيقية على السواحل اللبنانية، لعبت دورا بارزا منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد في هجرة وتنظيم هجرة الفينيقيين الى شمال إفريقيا، وبشكل خاص الى تونس، وأن (صور) تعتبر الأم المباشرة لمدينة (قرطاج)، وهناك حكاية تعتبر من الميثولوجيا حول تأسيس الأميرة الصورية (إليسا) أخت الملك الصوري (بيجمالون) لمدينة (قرطاج)، وهي حكاية تتأرجح بين الأسطورة والواقع ويمكن أن نمر عليها فيما بعد.

ومن المعروف أن شمال إفريقيا كانت مسكونة من قبائل ليبية وبربرية، ويعتقد أنه لم يحدث تصادم بين تلك القبائل والفينيقيين، ولم يحدث أن تم إبادة أو قضاء على طرف، لأن طابع الهجرات الفينيقية كانت تجارية واقتصادية وليست ذات طابع عدواني، ومن المحتمل أن تكون عمليات توافق وانصهار بين الطرفين.

وقد كان لموقع قرطاج السهلي وابتعادها عن السواحل ذات الطابع الصخري، يسمح لها بالتوغل في الداخل، أكثر من المراكز التجارية الأخرى.

كان اسم قرطاج الفينيقي (قرت حشدت) أي القرية الجديدة، وكان لها اتصال منذ تأسيسها بالحصن الجنوبي (بيرسا) قرب (لوكرام) ثم بقاعدة (أوتيكا) المجاورة ومدينة (حضرموت) في تونس. وقد نهضت قرطاج بسرعة لأن مؤسسيها من كبار أغنياء (صور) وأمرائها، فأخذت منذ نشأتها طابعا ملكيا فخما، آخذة من صور خبرتها وثروتها وصفوتها.

3ـ المرحلة القرطاجية (550ـ 146 ق م) :

أ ـ تأسيس دولة قرطاج :

مع مطلع القرن السابع قبل الميلاد، تأسست دولة قرطاج، واعتلى عرشها (ماجو) أبو الأسرة الماجونية واستطاع تشكيل جيش قوي من البربر والقبائل واليونانيين وكل من أراد الانخراط (كمرتزقة) في الجيش .. وعقد (ماجو) اتفاقات مع الطليان على عدم اعتداء وحصن المدن الساحلية، ومن الممكن القول أن سيطرته شملت شمال إفريقيا عدا مصر .

ب ـ فترة الصراع القرطاجي الإغريقي :

كانت أول معركة بين الإغريق و القرطاجيين عام 600ق م ، حيث انهزم القرطاجيون في تلك المعركة التي نشبت بعد تأسيس الإغريق مستعمرة لهم في (مرسيليا) وتحدوا القرطاجيين ..

في عام 550 ق م نجح القائد القرطاجي (مالخوس) في إلحاق هزيمة بالإغريق في صقلية واحتل جزءا منها، ثم توجه الى سردينيا لكنه هزم فيها، وفي عام 535ق م اشتبك الأسطولان اليوناني والقرطاجي واندحر الإغريق وتم احتلال سردينيا من القرطاجيين الذين أعطوا حكمها لحلفائهم أهل (أتروريا) ..

لقد تعاقب على حكم (قرطاج) كل من مالغوس و ماجون (مؤسس الأسرة الماجونية) و(هامليكار) .. ولكن بعد أن تقاسم القرطاجيون حكم إيطاليا مع الأتروسكيين .. حيث كان نصيبهم جنوب إيطاليا بسهولها الواسعة، حدث تطور بعد انتصار الإغريق على الفرس في معركة (سلاميس) البحرية، استعادوا سيطرتهم على إيطاليا و قتلوا القائد القرطاجي (هامليكار) وعينوا حكاما على قرطاج أسموهم القضاة، إذ تكون مجلس من مائة شخص يرأسه (قاضي) يرتبط بالإغريق.

هانيبال بن جزجو :

في عام 409 ق م، وانتقاما لمقتل القائد القرطاجي (هامليكار)، هاجم القائد (هانيبال) صقلية ودمر مدن (سيلبنونتة و هميرا وأغريقنتوم) وقتل من فيها.. وزحف ليواصل انتصاراته، لكنه مات بمرض الطاعون عام 406 ق م .

هيميلكو :

خلف القائد (هيميلكو) سلفه هانيبال، واستمر بمهاجمة الإغريق، حتى أنهى مرض الطاعون ثورته فعقد صلحا مع الإغريق تنازلوا فيه له عن ثلث صقلية.

واستمر النزاع اليوناني القرطاجي حتى اتصل بظهور الاسكندر المكدوني للسيطرة على جزر البحر المتوسط لما لها من أهمية استراتيجية ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 04-12-2006, 08:37 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الصراع القرطاجي ـ الروماني (الحروب البونية) :

قبل تلك الحروب كانت روما منشغلة بوضعها الداخلي وهو المحيط الأوروبي لها، في حين كانت قرطاج منشغلة في وضعها الداخلي الذي يعتبر الوسط الإفريقي محيطا لها.. وبعد أن استولت روما على كل إيطاليا ومن بعدها اليونان، كان لا بد أن تنظر الى الجزر في البحر المتوسط والتي كانت تخضع معظمها لسيطرة القرطاجيين .. فدارت حروب بين القوتين استمرت 118سنة.

1ـ الحرب البونية الأولى (264ـ 231) ق م

كان السبب لهذه الجولة من الحروب، هو محاولة روما السيطرة على صقلية، في حين السبب الثانوي كان طموح روما في السيطرة على سردينيا وهو السبب المباشر لتلك الجولة من الحروب، إذ غزا مرتزقة طليان مدينة (مسينا) في صقلية واستولوا عليها، فهب حاكم (سيركوز) والقرطاجيون لإنهاء هذا الوضع الشاذ، فاستنجد المرتزقة بروما .. فبدأت الحرب.

ولكن حاكم سيركوز قد خذل القرطاجيين فانسحبوا الى البحر ليخوضوا حربا مع اسطول روما الفتي، فدحرهم وأنزل قواته في (عنابة) .. فهب (همليكار برقة) لمحاربتهم ونجح في طردهم بعد أن أسر قائدهم.. لكن الرومان عاودوا الكرة وأعيد انهزامهم. حيث دارت معركة فاصلة في صقلية عام 241 ق م انتصر فيها الرومان مع اتفاقية بإقرار القرطاجيين بهزيمتهم والتعهد بدفع جزية لمدة عشرين عاما.

وبعد ذلك خرج ملوك (ليبيا) على القرطاجيين، فانشغلوا بالحروب الداخلية، فاستغل الرومان الفرصة فاحتلوا سردينيا وكورسيكا .

2ـ الحروب البونية الثانية (218ـ 202) ق م :

حاولت قرطاج أن تعوض خسارتها الكبيرة في الحروب البونية الأولى، فشددت على بناء قوتها الداخلية وإعادة بناء أساطيلها، والتوجه نحو شبه جزيرة إيبيريا (اسبانيا ) حيث قام همليكار (حاكم) برقة بقيادة هذا المشروع، ثم أكمله زوج ابنته ( هروبال) الذي بنى مدينة (قرطاجنة) أي قرطاج الجديدة، على سواحل اسبانيا المتوسطية .

وبدأت الحرب البونية الثانية مع تولي (هانيبال) ابن حاكم (برقة) الحكم في دولة قرطاج، حيث وضع خطة للإلتفاف على روما من الأعلى، فبعد أن هزم حلفائها في اسبانيا، اخترق جبال الألب الوعرة (12000قدم) ، ثم عبر مضيق الرون ثم عاد فعبر السلاسل المتبقية من جبال الألب، على رأس جيش جرار تتقدمه الأفيال، وكان ذلك عام 218 ق م فخاض معركة (بلاسنتيا) مع القبائل الخالية والكلتية، وبعدها نزل الى حوض نهر البو حيث كان الرومان بانتظاره.

وفي إيطاليا خاض (هانيبال) ثلاث معارك ضارية انتصر فيها انتصارا ساحقا، وكان مهيئا لحصار روما، لكن الرومان انتبهوا لمسألة إذ ضربوا بقواتهم مدن سيراكوز وقرطاجنة و ميناروس، ولطول الزمن في الحرب حيث انقضت 15سنة وهانيبال في إيطاليا، طلب أهل قرطاج من هانيبال العودة لنصرتهم، فعاد ومني بهزيمة بمعركة فاصلة في (زاما) .. اضطرته للتحالف مع السلوقيين في الشرق، لكن دون جدوى، فلما أحس بانهيار قواته انتحر.

3ـ الحرب البونية الثالثة 149ـ 146 ق م:

رغم الخسارة التي لحقت بقرطاج في الحرب الثانية، فقد أزمع قادتها على إعادة العافية لاقتصادها وجيشها، واستطاعت خلال عشرين عاما أن تقترب من الوصول الى ترميم أوضاعها بشكل كامل .. إلا أن حادثة وقعت أربكت اكتمال بناء قوتها، إذ لجأ إليها أحد الثوار ضد قائد (نوميديا) ، فلاحقه القائد (كانو) الذي لم يستأذن من قادة قرطاج ولا روما بتلك الملاحقة، فراعه ما رأى من استعدادات القرطاجيين لاستعادة قوتهم، وعلمت روما بالأمر وكانت على خلاف مع (كانو) وعلمت باستعداد قرطاج لترميم وضعها، فاعتبرت ذلك العمل ذريعة، وحلف قادتها أن يمحو قرطاج من الوجود.

طلب الرومان من القرطاجيين إخلاء مدينتهم والابتعاد عنها ليتسنى لهم تدميرها، فرفض القرطاجيون وأحسوا بالخطر فدافعوا عن مدينتهم ثلاث سنوات متواصلة حتى دخلها القائد الروماني (اميليانوس) ودمرها شر تدمير وشتت أهلها إذ باع الرجال والنساء كعبيد في أصقاع الأرض، وسمى البلاد (إفريقيا) وجعل (أوتيكا) عاصمة لها وأصبحت تابعة للحكم الروماني .. ليغيب نجم الفينيقيين الى غير رجعة.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 23-10-2006, 08:05 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أخي الفاضل عمرو ..

السلام عليكم ورحمة الله ..

الكتاب للدكتور خزعل الماجدي .. عراقي .. دار النشر : الشروق/عمان/الأردن / سنة النشر
2001 رقم الإيداع: 955/5/20001

المدن التي ذكرها 135 مدينة و 1200 قرية .. لم يخصص الكاتب بابا منفصلا للمدن ولكنه
يذكرها في الأحداث .. إن كنت تريد عن مدن فلسطين وقراها وانتسابها أو نشأتها للعصر الكنعاني .. فلي زاوية بهذا الخصوص في هذا الموقع .. اسمها تعرف على بعض المدن والقرى في فلسطين الحبيبة .. وان كنت تريد تفصيلا أكثر فحاول الرجوع الى كتاب (معجم بلدان فلسطين ) للكاتب محمد محمد شرَاب / دار المأمون للتراث/ دمشق وبيروت / والمصنف يقع في 768 صفحة .. والطبعة التي أعود اليها هي الأولى لعام 1987

احترامي أخي
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 25-12-2006, 05:54 AM
بورنان ابراهيم بورنان ابراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2
إفتراضي

شكرا على مجهودك
__________________
وقل ربي زدني علما

الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 01-02-2007, 07:10 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أقسام الآلهة عند الكنعانيين والمؤثرات الأخرى:

كما هي الحضارات والشعوب القديمة، كان الكنعانيون يتشابهون مع السومريين في تقسيم الآلهة حسب دورها وآثارها .. لكن الكنعانيون كانوا يخشوا أكثر ما يخشون هو انحباس الأمطار، وما يتعلق بها من قلة واردات الحبوب، فكان المطر والماء والندى لها دلالات كبيرة غير التي هي اليوم، واكتسبت تلك العلاقة أهمية كبيرة في اعتقاداتهم. كما كان للعناصر الأربعة المكونة للحياة في اعتقاداتهم ( والتي أخذها الإغريق عن الكنعانيين) دور في تصور أرباب وآلهة لتلك العناصر (النار، التراب، الهواء، الماء). والدليل الذي يؤكد أخذ الإغريق عن الكنعانيين اعتقاداتهم وآلهتهم، هي المقابلة في ذلك العدد الهائل من أسماء الآلهة في الحضارتين الكنعانية والإغريقية، وكون الحضارة الكنعانية قد سبقت الحضارة الإغريقية بزمن طويل، فبات من المؤكد استعارة وتبني تلك الاعتقادات الكنعانية من قبل الإغريق، الذين تعرضوا لاجتياح كنعاني حربي، وتجاري.

أولا: آلهة الهواء والنار :

وهؤلاء الآلهة هم من نسل الإله (عوص) أو (أوسوس) وأصله (أش) أي النار باللغة الكنعانية، وهو أخ إله السماء (شميم) حيث ظهر من نسله الإله (دامور) [ليلاحظ القارئ منذ اللحظة كم اسم إله له دلالة في أسماء المدن في شرق المتوسط] والدامور الآن مدينة في لبنان و(تدمر) مدينة في سوريا. و(الدامور) هو إله الهواء عند (الأموريين) .. أما الإله الآخر هو (ملقارت) وهو نظير أو نفسه (هرقل) إله النار عند الإغريق وإله مدينة (صور) و(قرطاج).

ثانيا: آلهة الماء والتراب: وينقسمون الى قسمين:

أ ـ نسل الآلهة الذكور المولودين من تزاوج السماء والأرض.. وكل هؤلاء يمثلون المياه بمختلف أشكالها:

• إيل : إله المطر
• بيتيل: إله منبع الأنهار.
• عتل (أطلس): إله البحر والملاحة.
• عاي (أيا): إله المياه البابلي الذي تنسب إليه مدينة عاي الكنعانية.
• داجون: إله الجنوب والمطر والأسماك، وأحيانا يوصف كإله الطقس.
• سيتون (صيد): إله الصيد البحري (صيدا) ..

ب ـ نسل الآلهة الإناث المولودات من تزاوج السماء والأرض، وكلهن يعبرن عن الأرض (التراب) وهن أخوات الآلهة (عشيرة أو عشتارة أو عشتار) و (ريا) و (بعلتيس) و (أنوبرت) .

ثالثا: أنصاف الآلهة:

وهم من الحكماء أو العماليق الذين ظهروا بعد خلق السماء والأرض مباشرة، وهم من علم الإنسان نواميس الحضارة، وتختلف الروايات في عددهم فهم بين سبعة واثني عشر.. ومنهم عند الكنعانيين (فوس: الضوء) و (فير: النار) و(فلوكس: الشعلة) و (هيفسورانيوس: ألواح القصب) و(صيد: الصيد) و (خوسور: الصناعة ) و (تؤوتوتس: الكتابة) ..

رابعا: التنين (تيفون) :

ويطلق عليه أيضا (يطفن) في الأساطير الكنعانية، ويكون على شكل ثعبان كبير يصارع الآلهة ( ملقارت .. وهرقل)..

خامسا: الإنسان

وهو الكائن الذي ظهر بعد خلق السماء والأرض مطابقا لهما في صورة ذكر وأنثى هما (شمم وأدمه) (آدم وأدمه) وربما (آدم وحواء) .. واكتمل نسلهما بسلالات بشرية متتابعة.

كما ظهرت أجيال من الآلهة بعد هذا التقديم تتبع :

أجيال إيل :

من خلال تزاوج الإلهين (إيل وعشيرة) ـ حسب اعتقاد الكنعانيين ـ فقد استوليا على كل شيء حتى الماضي، فحذف كهنة معابد (إيل و عشيرة) كل ما يتعلق بماضي أجدادهما .. وعشيرة بعد زواجها من إيل يصبح اسمها (إيلات).

أجيال بعل :

وهو ملك الآلهة عند الكنعانيين الذي ينتصر عليها كلها، ويصبح الإله صاحب العرش .. وله من الأبناء الذكور والبنات من الآلهة التي تدخل في قوى غيبية لا زال الكثير من سكان الأرض يعتمدونها في تسيير شؤون البشر:

أ ـ آلهة الكواكب: وهم آلهة الشمس والقمر والزهرة ويمثل القمر الإله (يرح) وهو إله (أريحا) والإله (شغش) و قد تزوج الإله (إيل) من الإلهتين (عشيرة وعشتارة) عن طريق التقبيل فقط وهما (شاليم) نجمة المساء و(شهار) نجمة الصباح .. فأصبح إله (أورشاليم) ..

ب ـ آلهة الحرب والنار والشفاء.. وهما الآلهة (حرون) إله الحرارة، و(اشمون) إله الطب في صيدا .. و(شررافا) إله الشفاء..

ج ـ آلهة الخصب وهما الإله (أدونيس) إله (جبيل) .. والإله (شان) إله مدينة (بيسان) أو (بيت شان) ..

د ـ آلهة الحب والولادة والجبال: منها (عجالين) إلهة مدينة (عجلون) جبال في الأردن .. والإلهة (بارات) إلهة مدينة (بيروت) وغيرها ..

*بعد سيطرة بعل على مقدرات الحياة وهزيمته لإيل .. أصبحت كل مظاهر الحياة في بلاد الكنعانيين بعلية .. حتى لا يزال المزارعون في بلاد الشام الذين يعتمدون في زراعتهم على الأمطار يطلقون عليها (بعلية) .. في حين يطلق عليها المزارعون في العراق (ديمية) فالشاميون يربطونها بالإله (بعل) والعراقيون يربطونها بالإلهة (أديم) .. كما تكونت في بلاد الشام حضارة بعلية بنيت حولها الأساطير :

أ ـ بعول المدن والأماكن: منها بعل البقاع (بعلبك) وبعل كرم اللوز (كرمل) وغيرها الكثير ..

ب ـ بعول الصفات : بعل (أدير) (قدير) [ حيث كانت تقلب القاف الى ألف عند الكنعانيين ولا زال سكان بعض مدن بلاد الشام يلتزمون بذلك] وبعل مرقد (الرقص) وبعل بور (فاغر الفم) المؤابي ..

ج ـ بعول الحضارة (الصناعة) : مثل كوثر و حاسيس ( إلها الفنون والحرف) و(أوجار) إله الأرض والزراعة وإله (أوجاريت)

د ـ بعول النار : منهم الإله (حموت) إله المباخر وإله مدينة (حماة) الذي كان يقدس في شمال إفريقيا وأطلقوا عليه (حمون) ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 22-04-2007, 06:26 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

بعض من أساطير الكنعانيين

أسطورة بعل :

من يتتبع تماثيل بعل في متحف (دمشق) ومتحف (بيروت) ويتفحص الهيئة التي تجسدت بها هيئة التماثيل، ومن يكن له بعض الثقافة عن آلهة السومريين والأكديين، سيقف على حقيقة مفادها، أن الاعتقادات القديمة، حول تصور الحياة في المنطقة متداخلة وربما انتقلت من خلال بلاد الشام الى إفريقيا وأوروبا .. فمن الأسماء التي أطلقها الكنعانيون على (بعل) ـ وهي كثيرة ـ ومنها (هدد) وهو الطقس عند الكنعانيين في حين الإله (أدد) عند السومريين والأكديين والذي ورد في ملحمة (كلكامش) هو إله الرعد ..

في نماذج لتماثيل (بعل) في متحفي (دمشق وبيروت) وجدت هيئة بعل في حوالي 1900 ق م، يمد اليد اليمنى للأمام واليد اليسرى الى الأسفل، ويعتمر غطاء للرأس، مع أنف على شكل منقار وجسد نحيل، ويظهر معه ثور أو أسد في بعض النماذج. ولكن في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، تخلى (بعل) عن مساعدة الثور أو الأسد، وبدا بشكل قاسي ويحمل وجه شيطاني و يرفع يده اليمنى للأعلى ويمد اليد اليسرى للأمام وعيون غائرة أو جاحظة وفم مفغور .. وهذا النموذج موجود في متحف (حلب) من الحضارة الأوغاريتية .. وهذا النموذج يبقى مستمرا لنهاية ..

تكثر الأساطير عن صراع (بعل) مع (يم) .. وأسطورة دعوة (بعل) ل (عناة) لزيارته للكشف عن سر الطبيعة، وأساطير صراع بعل مع القوى السفلية، وصراعه مع (شليط) و( عتك) و (إيل) و (إشت) والكثير من الأساطير التي تغلغلت في التراث الشعبي في المنطقة، وانتقلت الى إفريقيا، ولا يتحمل المقام التفصيل الكبير في كل تلك الصراعات وقد نعود إليها في مجال آخر لكننا بدأنا بأساطير بعل لكثرتها للتأسيس في تكوين صورة عن أساطير أخرى.

أسطورة (أدونيس) :

في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، توارت أساطير (بعل) وقوته في السواحل السورية واللبنانية والفلسطينية المتاخمة أصلا لحضارتي وادي النيل والعراق. وظهرت أسطورة أدونيس في المدن اللبنانية أولا، فمدينة (جبيل) وكان اسمها (آدون) ومعناها السيد أو الرب، وهو اسم مماثل في العراق حيث (أدون) هو إله رافديني يمثله (دموزي) السومري و (تموز) البابلي وهما يمثلان المراعي والخصاب والجمال، وبقيت العلاقة الثنائية بين (تموز وعشتار) أساسا لأساطير الحب في العالم القديم .. وانتقلت عبادة (أدونيس) من شرق المتوسط الى مصر، حيث كان له معبد في مدينة ( فاروس) وهي (الإسكندرية)..

ولادة أدونيس

كانت (مورا) فتاة جميلة جدا تفاخرت ذات يوم مع الإلهة (فينوس) بنعومة شعرها، فحقدت عليها (فينوس) وحكمت عليها بأن تقع في حب آثم مع (أبيها) واستعانت بالملاك (كيوبيد) بأن يرشقها بسهام الحب وهي نائمة، فرشقها فوقعت بحب والدها.. وكان الخاطبون يتقاطرون على (مورا) في حين ترفضهم كلهم، وطلبت من مربيتها أن تعينها في وضع خطة لتلتقي مع أبيها وتمارس معه الحب دون أن يعلم .. فأخبرت المربية والدها بأن أحد جواريه تريد معاشرته، فاستجاب للطلب فوضعت وشاحا أو قناعا على وجه (مورا) وتم لها ذلك .. وكررت اللقاء، حتى اكتشفها والدها فأشهر سيفه ليقتلها، فهربت بالليل واختفت، وتضرعت للآلهة بعد أن اقترب موعد ولادتها من الحمل الخاطئ، وطلبت من الآلهة أن تتحول الى شجرة .. فاستجابت الآلهة وتحولت (مورا) الى شجرة، فتمددت أصابع رجليها لتتحول الى جذور اخترقت الأرض، وتحولت يديها الى أغصان وفروع وعظامها الى خشب، وجلدها الى لحاء وهكذا تحولت شجرة (المر أو العفص) التي هي (مورا) الى شجرة مقدسة .. لا يزال الكثير من الناس حتى اليوم يقدسون أو يعتقدون بدور تلك الشجرة أو نماذج منها يختارونها في جبال سوريا و لبنان والأردن، ويربطون بها قطعة من قماش لمن تريد أن تتزوج أو يخطبها أحد الشبان ..

دنت ساعة الولادة، فانشق اللحاء وخرج الوليد لتلتقطه (الحوريات) ويغسلنه بدموع أمه ووضعه فوق العشب، وكان طفلا جميلا جدا يشبه الآلهة!

خلاف (فينوس) و (برسفونة) على (أدونيس)

كانت فينوس تراقب ولادة أدونيس، فتعلق فؤادها بجماله وشغفها حبا، فأوكلت تربيته بعد أن خطفته ووضعته بصندوق وأعطته لأختها (برسفونة) ملكة الجحيم، وعندما كبر وقعت (برسفونة) في حبه فتقاتلت الأختان عليه فاحتكمتا عند كبير الآلهة (جوبيتر) أو (زوس) فقسم السنة الى ثلاثة أقسام، كل قسم من أربعة أشهر، قسم لفينوس وقسم لأختها وقسم يكون أدونيس حرا يقضيه مع أي منهما، فاختار فينوس ليقضي معها ثلثي العام والثلث الآخر مع شقيقتها.

تحذير فينوس لأدونيس

لم تكن فينوس لتترك أدونيس في الأربعة أشهر التي يقضيها مع شقيقته، بل كانت تطوف حوله بعربتها التي تجرها (بجعات مجنحة) .. لتختلي به، فاختلت به في أحد المعابد، فولد لهما خنزير، نتيجة الخطيئة .. فلحق الخنزير بأدونيس وعضه بأنيابه في فخذه، فارتمى وأخذ يصرخ ودماءه تسيل على الرمال ..وقد كانت فينوس هي من حذرته من خلال سرد قصص لقوة الإثم في ممارسة الجنس بالمعابد ..

دم أدونيس

سمعت فينوس أنين أدونيس فهرعت فلما رأت دماءه، شقت ثوبها، ولطمت وجهها، وقررت أن تلون الأزهار البيضاء بحمرة دمه، فظهرت (شقائق النعمان) بلونها الأحمر المعروف .. وقد شاهدت قبل يومين عيدا للطائفة اليزيدية في شمال العراق، يحتفلون فيه بشهر (إبريل / نيسان) كيف هو الاهتمام بزهور شقائق النعمان ، وكيف وضعوا مجاميع من تلك الأزهار على أبواب وشبابيك بيوت قريتهم ( برنامج بثته قناة الموصلية العراقية في 20/4/2007).
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 14-05-2007, 01:19 PM
نتوكريس نتوكريس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: ديار ابو الحسن
المشاركات: 23
إفتراضي

بارك الله فيك اخي معلومات قيمة
__________________
لا تكن اسهل ما في الحياة
ولا اصعب ما فيها
ولكن كن انت الحياة في اسمى معانيها
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 21-06-2007, 03:59 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أساطير كنعانية أخرى

يتابع المؤلف في صفحات كتابه من صفحة 169 وما بعدها، الحديث عن أساطير أسماء، كأدونيس، منها ما يزال يتردد بين الناس أو يحتل اسما لمدينة أو منطقة أو نهر، ومنها ما اندثر وسنحاول رص وتكثيف وإيجاز تلك الأساطير بما يكمل الصورة العامة عن الحضارة الكنعانية :

أولا: أسطورة إشمون :

إشمون هو إله النار وهو إله صيدا .. وقد عُبد هذا الإله في بيروت وقرطاج وقبرص وسردينيا وشمال إفريقيا .. وكان اسمه في مدينة صور اللبنانية (ياسومون) وهو إله الطب عند أهل صور .. وقد أعطي اسمه لزهور (الياسمين) وقيل أن (إشمون) هو (شامون) ويعني الإله الثامن من حيث ترتيبه بين أخوته.

ثانيا: أسطورة شدرافا

وهو إله الطب الواقي من لسعات الأفاعي والعقارب والحشرات، ولذلك أينما ظهر له تمثال، ظهر مع أفعى، ومنه أخذت إشارة الصيدلة الراهنة .. وقد ظهر هذا الإله في القرن الخامس قبل الميلاد، وأقيم له معابد في كل من صور وصيدا وإيليس و معد و قرطاج ..

ثالثا: أسطورة حرون :

كانت كلمة (حر) التي اشتق منها اسم الإله (حرون) تعني الشمس، وكانت العرب تشير الى كوكب المشتري باسم (حر) وكان الإله المصري (حورس) وهو ابن الإله (رع) هو إله الشمس ويرمز إليه بالصقر ..

أما الإله الكنعاني (حورون) أو (حوران) فهو مرتبط بنسبه بالإله (شاليم) وكان يعبد في شمال العراق (حران) وجنوب سوريا (حوران) وظل تمثاله أو صورته في مسلة (مؤاب) جنوب الأردن الى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي، حيث تم سرقته .. كما وجد له صورة في (شيحان) في الأردن بنفس الفترة.

رابعا: أسطورة شبش :

لم تحظ الشمس بأهمية دينية أو ميثولوجية عند الكنعانيين، وظلت هامشية، إذ طغى (بعل) و(حورون) اللذان أخذا صفتها على الإله (شبش) الذي يمثلها.. وقد اختلفت الديانة الكنعانية عن العراقية والمصرية في تقديم الأخيرتين للشمس على غيرها في الديانة ..

خامسا: أسطورة يرح (القمر) :

كان للقمر حضورا ـ على قلته ـ أوفر من حضور الشمس، وقد كان يظهر بشكلين أنثوي وذكري، في حين كانت الشمس تظهر بشكل أنثوي، ولا زال هذا التصنيف ماثلا حتى اليوم .. والشكل الأنثوي وارد من الرافدين باسم الآلهة (نيكال) التي تم نزوح عبادتها من (حران) شمال العراق الى سوريا .. أما الشكل الذكري، فكان (يرح) الذي كان يُعبد في اليمن وجزيرة العرب باسم (ورخ) وتقول أساطير الجزيرة أن (يرح) هو ناتج زواج (الإلهة) نيكال مع إله ثمرات الصيف ..

سادسا: أسطورة حمون :

من أكثر الآلهة غموضا، ففي حين أنه كان إله (حماة) إلا أنه وجد أنه الإله الوحيد عند البربر في شمال إفريقيا، قبل قدوم الكنعانيين (الفينيقيين) إليها، وكان يسمى (حمون المباخر) .. أو (سيد المباخر) وقد اقترح العلامة (ستاركي) تفسيرا لذلك، معتمدا على وجود أنصاب كثيرة له في شمال إفريقيا، يقدم فيها البخور.. وهناك من يعتقد أنه إله مصري هو نفسه (آمون) [توت عنخ آمون] .
ويذهب أصحاب هذا الاعتقاد الى أنه وجد في واحة (سيوه) معبدا (لآمون) .. وكانت هيئته هيئة كبش يحمل الشمس بين قرنيه .. وهو نفس الشكل الذي وجد له في ليبيا وعند البربر ..

سابعا: أسطورة تانيت

إلهة قديمة جُلبت لشمال إفريقيا في الألف الثاني قبل الميلاد، ويُعتقد أنها (عناة) وهي إلهة معروفة بالمشرق، والعراق، وهي (إناتا) والبربر يقدمون تاء التأنيث على الأسماء فأصبحت (تاناتا) وهي الإلهة التي وجدت على نقوش فخارية في مصر قبل (الفراعنة) ويذهب البعض الى أنها نفسها (أثينا) الإلهة اليونانية .. ولكن أصلها (سومري) قديم .. وهي إلهة الأمومة والخصوبة عند البربر، وزوجها عند البربر هو الإله (بعل حمون) ! وقد ظلت عبادتها قائمة للقرن الثالث الميلادي، وتأثرت إسبانيا وأوروبا بعبادتها حيث بنا لها القيصر (سبتموس سفيروس) وهو من أصل إفريقي معبدا في روما ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 19-08-2007, 06:18 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

القصص والملاحم الكنعانية

1ـ قصص الجيل الأول من البشر :

أ ـ آدم :

ليس هناك قصة كنعانية مستقلة عن (آدم) وإن تداخل القصص السومرية والعبرية والعربية مع الكنعانية من خلال امتزاج التراث الذي يناقش مثل تلك الوقائع يجعل علينا من الصعب إيجاد رواية كنعانية مئة بالمائة. فقصة آدم وحواء و الأفعى لا تخلو من مؤثرات سومرية واضحة في التراث الكنعاني، ولا عجب من ذلك فمنشأ تلك القصص كان في جنوب العراق، ولطالما كانت أحد الفرضيات القوية حول منشأ الكنعانيين هي جنوب العراق، فيمكن أن يكون التشابه له ما يسنده من وجهة عملية .. وقد يكون الفارق في القصة الكنعانية هو استبدال الأفعى ب (تيفون) كبير الشياطين المتخصص بإغواء آدم ..

وأن موضوع الهبوط من الفردوس الى الأرض، له دلالات كنعانية مستقلة، حيث يُعتقد أنه هبط على جبل حرمون الكنعاني (جبل الشيخ حاليا) .. وأن ولديه هابيل وقابيل أقاما طويلا في سهل البقاع ويُستدل من المعتقدات الشعبية أن هناك قبورا لقابيل وهابيل وشيت في منطقة البقاع*1

ولو فككنا اسم (آدم) لأصبح (أد + أم) وأد هو الإله وأم في لغة الكنعانيين ريح أو روح .. فيصبح (روح الله) (ونفخنا به من روحنا) ..

ب ـ قابيل وهابيل

هناك ما يُروَى عن أن دمشق هي مكان هبوط آدم على الأرض، وهي المدينة والمكان الذي شهد جريمة قتل قابيل لهابيل، وأن اسمها قد اشتق من تلك الواقعة، فدم هو دم هابيل و (شق) هو الفعل الذي قام به قابيل لشق الأرض ودفن أخيه بدمه، ليواري سوءته ..

وينتشر بين سكان جبل (قاسيون) شمال دمشق أن الجريمة وقعت على قمته، وهناك صخرة كبيرة هي المكان الذي كانت تقدم عليه القرابين..

شيث :

هو الابن الذي تناسلت منه الأنبياء، وهو في لغة (كنعان) اسمه (سيتون) وهو من بنى صيدا، أما قابيل فقد هرب مع زوجه وبنا مدينة (بعلبك) ومنها خرج النسل الشرير!

وقد توافقت رواية الكنعانيين مع رواية اليهود في التوراة عن أن تتبع نسل شيت يأخذ الشكل التالي من الأجداد الى الأبناء( شيت .. أنوش.. قينان.. مهلئيل.. يارد.. أخنوخ.. متوشالح.. لامك .. نوح) ولم يُعرف عند الكنعانيين أسماء مقابلة لهؤلاء في التوراة..

2ـ قصص الجيل الثاني

لا بد من الإشارة مرة أخرى أن تداخل مصادر المعلومات التراثية والأسطورية في المنطقة العربية، جعل من الصعوبة فك الارتباط بين تلك المصادر، وقد ظهر واضحا أثر الرؤية اليهودية في معظم تلك النصوص التي يتداولها الباحثون..

أ ـ كنعان

يذكر التوراة في (سفر التكوين) أن كنعان هو أحد الأبناء الأربعة لحام (كوش، مصراييم، فوط، كنعان) وهنا تبدأ المغالطة الأولى لإبعاد الكنعانيين عن أصولهم السامية .. ثم أن ربطهم بالمصريين من خلال ذكر آلهة ومعابد وتآخي مدن، لا يخلو من تحليل كيدي، مفهومة غاياته ..

صحيح أن المدن الكنعانية والمصرية كانت على علاقة، لكن تلك العلاقة المتينة لا نجدها إلا في النصوص العبرية، فلا ذكر لمثل تلك الحميمية والصلة القوية ، لا في نصوص الكنعانيين ولا في نصوص المصريين ..

فاليهود الذين أخرجوا أولا (كنعان) من دائرة الساميين ووضعوه في دائرة الحاميين من حيث النسب، لم يكتفوا بذلك بل ربطوا الكنعانيين بالكريتيين من خلال حام، فجعلوا (مصراييم) ابنا لحام، وجعلوا له أولادا ( لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوجيم) الذين خرج منهم فلشتيم (فلسطين) .. وكفتوريم (الكريتيين) .. والمعروف أن الفلستو هم أقوام من حوالي بحر إيجة غزت فلسطين (أرض كنعان).. ولا يستبعد أن تكون (كريت) أصلا تابعة للكنعانيين (من اسمها كريت: قريت : مدينة: جزيرة) .. لكن الغاية الدفينة عند اليهود واضحة، تريد أن تجعل من الكنعانيين غرباء في العرق وغرباء من حيث المكان عن الساميين ..

وهناك خديعة ثالثة في هذه المسألة كررها اليهود وتناقلها المؤرخون العرب، وترسخت في نفس التراث العربي والإسلامي، وهي تلك التي تزعم أنه بعد الطوفان اضطر نوح للعمل كفلاح فزرع العنب وعمل الخمر منه وسكر وتعرى فجاءه حام ورآه عاريا فذهب وأخبر أخويه (سام ويافث) بما رأى، فحملا رداء على أكتافهما ومشيا الى الخلف حتى سترا عورة أبيهما. وعندما أفاق أخبراه بما فعل حام .. فدعا على كنعان بأن يجعل أبناءه عبيدا لأبناء سام ويافث..وهنا المكيدة الواضحة، فلماذا كنعان بالذات؟ وحام هو من عمل عملته المزعومة، وله أولاد كثر؟

ب ـ فينيق :

فينيق هو الاسم الذي أطلقه الإغريق للدلالة على الكنعانيين الذين كانوا يسكنون سواحل البحر المتوسط الشرقية ويجوبون البحر وينشرون فيه حضارتهم، وهناك مجموعة أفكار (مثولوجية) تناقش الظروف التي ظهر بها اسم (فينيق) ..

الأول: طائر الشمس أو الطائر المحترق

هناك احتمال قوي أن هذا الاعتقاد مصري الأصل، وهو مشتق من (بنو) وهو الذي ظهر ببداية الخليقة ووقف على صخرة على شكل مسلة (بن بن Bin Bin) ويقترب شكل هذا الطير من شكل اللقلق أو أبو قردان أو مالك الحزين، وهو رمز الإله المصري (حورس) .. وهذا الطائر يرمز للانبعاث الدائم ..

واستطاع (هيرودتوس) أن ينقل صورة شائقة عن هذا الطائر، عندما قال أنه يشبه العنقاء وقال بأنه يظهر كل 500 عام مرة واحدة وأنه يولد أولا في أعماق الصحراء وما أن يولد فإنه يطير حاملا معه جثة والده ويحط بها على مذبح (معبد مدينة الشمس) في مصر حيث يحترق بأعشاب المر، وتجري هذه المراسيم في جنائزية عظيمة يحظرها الحكام والكهنة ..

كما يذكر القديس (هيرونيم) شيئا مخالفا، حيث يقول أن الطائر أصله هندي يولد هناك ويعيش 50 عاما ثم يأتي الى (فينيقيا) ويبقى فيها ثلاثة أيام ثم يعود الى الهند، وفي الأيام الثلاثة يحصل له ما يلي:

I ـ اليوم الأول
يجمع الأعشاب الطبية الموجودة في فينيقيا ليصنع منها عشا يضعه على هيكل الأسرار في (بعلبك) ويضمخ طائر الفينيق هذا العش برائحة العنبر التي تخرج منه وينام فيه الليل كله ..
II ـ اليوم الثاني
تمش أشعة الشمس الأعشاب والعطور فتحترق ويحترق معها الطائر، وتبقى في العش دودة ..

III ـ اليوم الثالث
تمس أشعة الشمس الدودة فينبت لها جناحان وتعود هيئة طائر الفينيق إليه فيطير ويعود للهند ..

لا يستبعد أن يكون (أبو الهول) المصري هو ذكر طائر الفينيق!

الثاني: النخلة والتمر (شجرة الفينيق) (فوانيكس)

قدس السومريون شجرة النخيل وانتقل تقديسهم الى عموم شعوب المنطقة، وكانت هي رمز الحياة و كانت تسمى (فينيق!) وهي بفسيلتها التي تعود لتنهض بعد موت أمها تتطابق مع سلوك طائر الفينيق .. فهي رمز للبعث المستمر.. وإن تقديس الكنعانيين للنخلة رغم خلو بلادهم من النخيل دلالة أخرى على أصولهم العراقية

الثالث: الشعب الأحمر

مصطلح أطلقه الإغريق على شعب كنعان. هناك من يقول لأنهم كانوا منتجين للصبغة الحمراء، وهناك من يقول للدلالات التي ترتبط بطائر الفينيق (قد نعود الى تفصيل ذلك) .. ولكن التقسيم المصري لألوان الشعوب له بعض دلالاته:

أ ـ روي : الشعب الأحمر ويضم شعبين هما المصري والكنعاني.
ب ـ أمون : الشعب الأصفر ويضم الآسيويين
ج ـ هلاسيو : الشعب الأسود ويضم الأفارقة الزنج، وربما تلك التسمية هي أصل التسمية العربية (خلاس وخلاسي) للتدليل على أصحاب البشرة السوداء .

هوامش
ـــ
*1ـ ذكر مؤلف الكتاب(خزعل الماجدي) في الصفحة 198 منه هامشا استعان فيه بكتاب (موسوعة الفولكلور والأساطير العربية) للمؤلف: شوقي عبد الحكيم/ دار ابن خلدون/ بيروت ط1/1982
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م