نعم لا نعرف قيمتها!!

[فايزة باحسن]

هل عرفت قيمة ما تملك ؟ 00 سؤال محير بالفعل ! 00 ولكنه محير للبعض 00 وأول ما سيخطر على البال هو ما نملكه من أشياء مادية كالمال والبيت والسيارة و الموبايل وأيضا ما نملكه من أشياء أخرى خاصة 00 وما أقصده شيء آخر 00 القليل فقط من يدرك الإجابة والبعض قد يدركها عندما يفقدها 00 أو عندما يراها مفقودة عند الآخرين فتهز أوتار إحساسه بقوة وتحول تفكيره بمقدار 180 درجة الى أشياء غفل عنها 00 لن أذهب بفكرك بعيدا 00 قف لحظة مع نفسك وتكلم واستمع جيدا إلى صوتك 00 وأسألك من جديد مع تحديد عناصر السؤال 00 هل تعرف نعمة الصوت الذي تملكه ؟؟ 00 هل تعرف قيمة حاسة السمع ؟؟ 00 هل تخيلت نفسك ولو مرة واحدة تستيقظ من نومك عاجز عن الكلام ؟؟ 00 وتخرج من فمك كلمات لا معنى لها 00 بل هل تستطيع أن تغلق عيناك لساعة كاملة وأنت تسير ؟؟ هل 00 وهل 00 وهل 00 هل تدرك الآن ما لديك ؟؟؟
إنها أشياء وجدت منذ مولدنا 0 جزء من تكويننا 00 ألفناها فلم نستشعر بقيمتها 00 ولكن حدث ما جعلني أفكر وأسأل 00 حدث ما جعلني أدرك وأشعر 00 حدث ما جعلني أقف أمام ذاتي وكم كانت المفاجأة كبيرة لاكتشافي حاجتي إلى ذلك 00 تتسآلون ألان باستغراب ما هو هذا الحدث ؟؟ لن أطيل عليكم 00 فقد حدث ذات يوم بالصدفة مروري أمام مدرسة الصم والبكم ولا أدري ما الذي جعلني أقف لأتأمل خروجهم من المدرسة مجموعات وبأعمار مختلفة تصدر منهم أصوات غير مفهومة 00 كان هناك فتى يريد اللحاق بزميله فيشاور بيده ولكن الآخر لا يراه فيسرع الخطى ليلحق به ويهزه من كتفه بقوة اندفاع حتى ينتبه له ويرى إشارات أصابعه 00 يخبره بأشياء لم أفهم منها شيء 00 وفي الركن شاب في مقتبل العمر متكئ على جدار المدرسة يختلس بعض النظرات 00 نظرات صامتة تحمل ألف معنى ومعنى 00 وكأنه ينتظر 00 ولا يأتيه الذي ينتظره وطاف في ذهني سؤال طرح نفسه علي 00 كيف بتلون القرآن ؟؟ ابتسمت بحزن لأنه سؤال غبي 00 ولكنه تردد صداه في داخلي وعجبت من ألأغلبية العظمى من البشر يملكون هذه النعمة ولا يدركونها 00 يضعون كتاب الله على الرف و لا يفتحونه يملكون نعمة الصوت و لا يقرءونه 00 هذه نعمة من نعم عديدة لا تعد ولا تحصى 00 لا نعرف حقها تمام الحق 00 ولا ننصفها في شكر الله عليها 00 بل يوجد منا لا يكتفي بالغفلة بل يستخدم تلك النعم في مخالفة الله ورسوله 00 هناك من يتمنى أن ينطق ولو كلمة واحدة 00 وآخرين يتكلمون ساعات طوال ولا يبالون بما يقولون 00 تراودني الان قصة امرأة تحيك الثياب دار عليها الزمن فحرمة من نعمة التعليم 00وذات مرة وهي تأخذ قياس أحدى الفتيات وتستمع لحديثها مع زميلتها عن المواد الدراسية والامتحانات 00 فحرك شيء في نفسها ولكنها لم تخرجه 00 وعندما زارتها الفتاة مرة أخرى لرؤية الفستان فتداولت معها الكلام حتى تجرأت وأخبرتها عما في نفسها بأنه لم يعد هناك فائدة من أخذ العلم 00 لا عمرها ولا متاعب الحياة يسمحان لها بذلك 00 وطلبت منها طلب واحد فقط لا غير أن تكتب لها في ورقة كبيرة اسم الله 00 نعم اسم الله 00 كانت كل رغبتها في تلك اللحظة أن تعرف شكل اسم الله 00 حتى إذا فتحت المصحف الشريف تمرر يدها على السطور حتى تقف أصابعها على اسم الله وتنطق بكل جوارحها ( الله ) وكأنها بهذا العمل تشعر بقربها الشديد من الله 00 فأين هي من أناس منحوا نعمة العلم 00 ؟ فهل ستحاول أيها القارئ أن تدرك قيمة ما تملك ولو القليل منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟