مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-12-2001, 02:12 PM
radi radi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 245
إفتراضي فائض القوة عند بوش وفائض اليقين عند الطالبان

فائض القوة عند بوش وفائض اليقين عند الطالبان
قانصو وجيه




خلال حملته لتشكيل ائتلاف دولي، وضع جورج بوش العالم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مع حكومته في حربها ضد الارهاب، وإما مع الارهاب نفسه، اي: <<من ليس معنا فهو إرهابي>>. وعندما أعلنت طالبان الجهاد ومعها أسامة بن لادن، قسمت العالم كله الى معسكرين: معسكر كفر ومعسكر إيمان، أي: <<من ليس معنا فهو كافر>>.
كان خلف موقف بوش يقين نابع من فائض القوة لديه، وخلف موقف طالبان قوة نابعة من فائض اليقين بالحقيقة التي لا وطن لها الا أرض الامارة الاسلامية في أفغانستان. الخلفيات مختلفة والنتيجة واحدة:
فائض القوة يضيق وجود الكائن البشري ويخنق الميل الطبيعي للحياة لأن تتنوع وتتعدد، وفائض اليقين يسلب الارادة وحق الاختيار أمام حقائق منجزة وجاهزة.
فائض القوة ينتج القيم ويصنع الحق ويفرض المشروعية، اي يحول الامر الواقع الى حقيقة ذات قيمة في الباطن، وفائض اليقين يستمد من الغيب قوة ويجعل من الاعتقاد مصدر سلطة وأمر، اي يحول قيم الباطن الى أمر واقع في الخارج. بهذا يسعى كل طرف منهما لأن يحصل من عند الآخر ما يفتقده هو. فالقوة تسعى الى يقين يحصنها من انفجار عناصرها في الداخل، واليقين يسعى الى قوة تحقق له مساحة وجود وانتشار في الخارج تجنبه العدم والنهاية.
فائض القوة لا يرى في الآخر سوى عبوديته، وفائض اليقين لا يرى في الآخر سوى ضياعه وتشرده. خوف القوي من امكانات قوة محتملة عند الآخر يدفعه لأن يستعبده دائما او يلغيه، وخوف المتيقن من وجود صور يقين اخرى مختلفة خارج داره، يجعله يرى بيوت الآخرين مظلمة وموحشة. فكل منهما أي القوي والمتيقن يرى نفسه مركز العالم وقطب وجوده وأساس تماسكه، اي ان كليهما مشروع سلطة مطلقة وإيديولوجيا شاملة لحركة التاريخ ونهايته.
فائض القوة يجعل من العقل أداة تفكيك وإزالة لسحر العالم ونظام تنميط مبرمج لحركة الحياة، وفائض اليقين يجعل من العقل بهلواناً يحترف لعبة إظهار الحقيقة كنتيجة منطقية ودائمة لكل المقدمات. اي ان عقل القوة يعبث بالطبيعة والانسان وينتج شبكة سلطة معقدة تسطح معنى الحياة وتلغي كل الأعماق، وعقل اليقين يقنن الايمان ويركد توترات الروح ويلغي دوافع اكتشاف المجهول. كلا العقلين يتشابهان في آليات الاشتغال، فهما ينتجان أشكالا منتظمة لا مضمون خلفها سوى شكلها فقط، ويبدعان نظم قوانين صارمة هدفها تعميم الانصياع والطاعة. بين القوة واليقين، أصبحت حرية الانسان شريدة.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م