بقايا تحترق - عروضيا

[خشان خشان]

سأتعرض لشكل وبالأحرى وزن هذه الأبيات الجميلة للشاعرة منال درويش باعتبارها من شعر التفعيلة
بقايا تحترق….!!
في لهيب الشمس تحترق المرايا
2 3 2 / 2 3 11 / 2 3 2
الوزن هنا فاعلاتن فاعلاتُكَ فاعلاتن، وتفعيلة فاعلاتكَ= 2 3 11 لا ترد في عروض الخليل، وقد بينت في غير مشاركة لي بأنه إذا تتالى سببان خفيفان (22)فإن أولهما في كافة البحور يمكن أن يتحول إلى سبب ثقيل (2 تتحول 11) دون أن يستفز ذلك الأذن العربية.
ذلك أننا يمكن أن نعتبر وزن الشطر السابق :
2/3 22/ 313/ 3 2 = فا مفاعلْتن مفاعلَتن فعولن
---
سابحاتٍ ف اللهب = 2 3 2 / 2 3 = فاعلاتن فاعلا
---
تمضى إلىَّ أطراف الحكايا
2 2 3 3 2 2 3 2 ويمكننا النظر إليه على أنه أحد الأوزان التالية
وإذا حاولنا وضع الوزن السابق في أقرب شكل إلى تفعيلة فاعلاتن ، كان ذلك
2 2 1 / 2 3 2 / 2 3 2 = مفعولُ فاعلاتن فاعلاتن
ماضياتٍ نحو أطراف الحكايا
2 3 2 / 2 3 2 / 2 3 2 = فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
ولو قلنا : تمضي إلى أطراف أطراف الحكايا
لكان الشطر في ذاته =22 3 / 22 3 / 22 3 / 2
مستفعلن مستفعلن مستفعلاتن
وهو إن كان مستقرا في ذاته فليس كذلك في سياقه.
---
زاجراتٍ كالشهب
2 3 2 / 2 3 = فاعلاتن فاعلا
تصفع الأحلامُ قلبي = 2 3 2 / 2 3 2
بالنشيد الملتهب =2 3 2 /2 3
لم يعد شيءٌ يضاهى = 2 3 2 / 2 3 2
لوعتي حين الفراق =2 3 2 / 2 3 ه
لم يعد قلبي يباهى = 2 3 2 / 2 3 2
لحظةً تُدمى اشتياق = 2 3 2 / 2 3 ه
لم يعد بالقلب إلا صورتي = 2 3 2 / 2 3 2 / 2 3
نفسها تلك التي = 2 3 2 / 2 3
---
قد خلتها يوما …..ملاك = 2 2 3 /2 2 3 ه = مستفعلن مستفعلانْ
أقترح تعديلها لتصبح: خلتها يوما ملاك = 2 3 2 / 2 3 ه = فاعلاتن فاعلانْ
---
يعشق التجوال في زمن السجون = 2 3 2 / 2 3 11/ 2 3 ه
---
ويذيب أشلاء الطريق = 1 3 3 / 2 2 3 ه =متَفاعلن متْفاعلانْ
ولو قلنا : صاهرا في السير أشلاء الطريق = 2 3 2 / 2 3 2 / 2 3 ه
لكان من نفس الوزن
---
ويداعب البدر الحنون = 1 3 3 / 2 2 3 ه =متَفاعلن متْفاعلانْ
لا ادري إن كان يجوز في شعر التفعيلة تجاور أبيات على متَفاعلن وأخرى على فاعلاتن، أقول هذا نظرا لتكرر هذا الوزن.
ويستقيم الوزن على فاعلاتن بالقول مثلاً:
باعثا بالحبّ للبدر الحنون = 2 3 2 / 2 3 2 / 2 3 ه
---
ما عدت أخجل من سراديب الجنون = 2 2 3 / 1 3 3 / 2 2 3 / ه
متْفاعلن متَفاعلن متْفاعلان
وهنا أيضا لو حذف سبب (2) من أول الشطر لاستقام الوزن على فاعلاتن
ولكني لاحظت أن أغلب الأبيات التالية هي على وزن (متَفاعلن=1 33)،
(متْفاعلن =22 3)، فلنحاول ضبط الجزء التالي على هذا الوزن
لما تخلى الصبح عنْـ = 2 2 3 / 2 2 3 = متْفاعلن متْفاعلن (مستفعلن)
ـني وانتشي الليل الرديء = 2 2 3 / 2 2 3 / ه = متْفاعلن متْفاعلانْ
جثم الأنين علي الأماني كالبري (م)= 1 3 3 / 1 3 3 / 2 2 3
ءِ وفى لهاث نستزيد = 1 3 3 / 2 2 3 / ه
وكأنه الوهم السعيد = 1 3 3 / 2 2 3 /ه
ونلوذ في صمتٍ إلى حيث العدم = 1 3 3 / 2 2 3 / 2 2 3
و إذا تَخلينا الأمان = 1 3 3 / 2 2 3 / ه
صرنا خَبالا نبتسم ….. = 2 2 3 / 2 2 3
---
في لهيب الشمس تحترق البقايا = 2 3 2 / 2 3 11 / 2 3 2
عاد الوزن هنا إلى فاعلاتن، ويمكن إلحاقها بمتفاعلن بإضافة سبب =2 قبل العبارة
بالقول: (كم في لهيب الشمس تحترق البقايا ) 22 3 / 22 3 / 1 33 /2
---
والوجع يعتد أنّا قد ألِمنا ،
وإن رفعنا كلمة الوجع كان الوزن
2 1 1 3 2 3 2 2 3 2 = 2 11 3 / 232/ 232
وتصبح التفعيلة الأولى فاعلاتن إذا سكنا عين (وجعْ) ولا أعرف لهذا نظيرا في الفصحى ولعله من أثر نظم شاعرتنا بالعامية.
ويستقيم الوزن على فاعلاتن بالقول: همّنا يعتدّ أنا قد ألمنا = 2 3 4 3 4 3 2
ولكن هنا نلاحظ أيضا أنها فاعلاتن في سياق متْفاعلن، مُتَفاعلن
ولو قلنا يا همّنا يعتدّ أنّا قد ألمنا )
= 22 3/22 3 /22 3 /2=4 3 / 4 3 / 4 3 / 2
---
ويزيدنا ألماً لأنا قد حلِمنا = 1 3 3 / 1 3 3 / 2 2 3 / 2
---
بالنور بالعشق بالأحلام بالدنيا فصلينا وصمنا =22 3 / (2 3) / 22 3 /22 3 / 22 3 / 2
ويلاحظ أني هنا قد أعدت تعريف السطر-الشطر-البيت بما يحفظ الوزن في معظم أجزائه
أقول معظم لأن الوزن لا يستقر إلا بالقول
بالنور بل بالعشق بالأحلام بالدنيا فصلينا وصمنا = 4 3/4 3 /4 3/4 3 / 4 3/2
--
يا ثريات الذهب =2 3 2 / 2 3 = فاعلاتن فاعلا (!!)
--
ذهبَ الحنين فلم يعد كان وكنا….!!
=1 3 3 / 1 3 3 / 2 1 3 / 2
الوزن مستقر هنا وفيه ورد زحاف الخزل فجاءت متَفاعلن=1 3 3 على متْفَعِلُنْ=2 1 3
ويمكن تلافي ذلك بالقول
ذهبَ الحنين فلم يعد كنا وكان = 1 33/ 1 33/ 22 3 / ه
في لهيب الشمس تحترق البقايا = 2 3 2 / 2 3 11/ 2 3 2 (فاعلاتن ثانية !!)
والبقايا من بقايا …. =2 3 2 / 2 3 2 (فاعلاتن)
قد عشقناها طريق = 2 3 2 / 2 3 ه
نستحث الخطو فيها = 2 3 2 / 2 3 2
بامتعاضْ =2 3 ه = فاعلانْ ، بامتعاضٍ = فاعلاتن ، كلاهما جائز في ضرب فاعلاتن
بافتراضٍْ = 2 3 ه، 232
في صدور قد تضيق = 2 3 2 / 2 3 ه
يا ثريات الذهب = 2 3 2 / 2 3
ذهب َ الحنينْ = 1 3 3 / ه =
فلم يعد كنا وكان….!! =3 3 / 22 3/ ه
وكلاهما سليم على متَفاعلن وفي الثاني زحاف الوقص (مفاعلن=33)
ولو قرئا معا فلا زحاف
ذهب َ الحنينُ فلم يعد كنا وكانْ = 1 33/ 1 33/ 22 3 / ه
--------
وأهم ملاحظة هي هذا التداخل بين
متَفاعلن 11 2 3 = 1 33أو متْفاعلن= 2 2 3= 4 3
وفاعلاتن =2 3 2 أو فاعلاتُكَ 2 3 11
وأنا ألتمس العذر لشاعرتنا
ذلك أننا لو كررنا لفظ (حبا مرْ ) عدة مرات لوجدنا نفسنا نكرر (مرحبا )
حبا مر حبا مر حبا مر حبا = حبا + مرحبا + مرحبا + مرحبا
وكذلك الأمر تماما بالنسبة لفاعلاتن =2 3 2 ومستفعلن أو متْفاعلن = 22 3
لو كررنا فاعلاتن = 2 3 2 عدة مرات لخرجنا بالتالي
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 232/232/232/2 3
=2 3/22 3 / 22 3 / 22 3 = فاعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وقد تعرضت الشاعرة نازك الملائكة في كتابها موسيقى الشعر المعاصر إلى شيء من هذا القبيل وإن كان فيما يخص الهزج والوافر وهو ما أشرت إلى نظيره في أول التحليل
حيث : 2/3 22/ 3 22/ 3 2 =
فا مفاعلْتن مفاعلْتن فعولن = فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
حيث تذكر في الصفحة 202 من الطبعة التاسعة
" من ذلك كله يبدو لي أن القاعدة العروضية للبند هي أنه شعر حر تتنوع أطوال أشطره ويرتكز إلى دائرة (المجتلب) مستعملا منها الرمل والهزج معا."