مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2003, 11:18 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Post تقرير هام

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)

قسم الشئون العربية

للحصول على أخبار كير باللغة العربية قم بمراسلة (arabic@cair-net.org)، وبالإنجليزية قم بمراسلة (cair@cair-net.org).

------

خبرة مسلمي أمريكا على الصعيدين السياسي والحقوقي بعد عامين على أحداث سبتمبر

تقرير من إعداد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) - سبتمبر 2003

كير – واشنطن: 9/9/2003

يسلط التقرير التالي الصادر عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) الضوء على خبرة مسلمي أمريكا خلال العامين التاليين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الجانبين السياسي والحقوقي بشكل أساسي، ويتناول في بدايته بعض الفرص التي قادت إليها أزمة سبتمبر 2001، كما يعرض بعض التحديات التي واجهها مسلمو أمريكا سواء لأسباب داخلية (نابعة من داخل المجتمع المسلم الأمريكي ذاته)، أو لأسباب خارجية فرضتها البيئة التي يعيش فيها مسلمو أمريكا سواء داخل المجتمع الأمريكي أو في البيئة الدولية المعاصرة.

القسم الأول: فرص أوجدتها الأزمة

الوجه الأخر لكل أزمة هو الفرص التي تقود إليها بفعل ضغوطها ومشاعر الإصرار والتحدي التي تلقي بها في وجدان المتأثرين بها، ومن هذا المنطلق أوجدت أزمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مدى العامين السابقين العديد من النتائج والفرص الإيجابية على صعيد تفاعل المسلمين مع محيطهم الأمريكي، ومن أهم هذه النتائج ما يلي:

أولا: الأزمة زادت من شعور مسلمي أمريكا بأهمية التنظيم السياسي والقانوني بشكل عام بعد أن فرضت على نسبة كبيرة منهم الاحتكاك الشخصي والمباشر مع سلطات تنفيذ القانون والمؤسسات السياسية بسبب سياسات مختلفة اتخذتها الإدارة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر مثل سياسات تسجيل المهاجرين واللقاء مع مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI).

وقد دفعت هذه السياسات غالبية التجمعات المسلمة الأمريكية - وإن لم يكن جميعها - إلى توثيق علاقاتها بجماعات الحقوق المدنية المحلية والوطنية وبسلطات تنفيذ القانون سعيا منها إلى حماية أعضائها وإلى توعيتهم قانونيا.

ثانيا: دفعت الأزمة العديد من مسلمي أمريكا إلى العمل على مساعدة منظماتهم السياسية والحقوقية، فعلى سبيل المثال شهدت أنشطة بعض المنظمات المسلمة الأمريكية مثل كير توسعا كبيرا في نشاطاتها منذ أحداث سبتمبر فقد تضاعفت أعداد مكاتب كير الفرعية منذ عام 2001 لتصل إلى حوالي 20 فرعا في الوقت الحالي، كما تحدثت كير عن إقبال واسع على مؤتمراتها وفعالياتها من قبل مسلمي أمريكا، كما توسعت كير في جهودها وبدأت في تبنى مشاريع كبرى لتوضيح صورة الإسلام والمسلمين في أمريكا مثل إهداء الكتب التي تشرح الإسلام بصورة موضوعية إلى آلاف المكتبات العامة ونشر إعلانات بالجرائد الأمريكية الكبرى لشرح حقيقة الإسلام والمسلمين، وهي مشاريع كبرى شجعتها ظروف ما بعد أحداث سبتمبر الصعبة.

ثالثا: دفعت الأزمة بمزيد من المنظمات المعنية بشئون المسلمين الأمريكيين إلى تطوير برامج وأقسام سياسية وإعلامية خاصة بها، ومن أبرز هذه المنظمات الجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS) والتي أسست مركزا جديدا خاصا بها يسمى مؤسسة الحرية للعمل على القضايا السياسية والإعلامية وقضايا الحقوق المدنية، ولقد لعبت مؤسسة الحرية دورا هاما في تنظيم معارضة المسلمين في أمريكا للحرب ضد العراق بالمشاركة مع جماعات المعارضة الليبرالية في الولايات المتحدة.

كما شجعت الأزمة المسلمين الأمريكيين على السعي إلى تأسيس عدد من المنظمات المسلمة الجديدة المعنية بالدفاع عن الحقوق المدنية وبالعمل مع الإعلام الأمريكي وتشجيع نشاط المسلمين في أمريكا على الصعيد السياسي، ومازال عدد كبير من هذه المنظمات صغيرا أو في طور التكوين، ولكنها تم تأسيسها بالفعل، وقد يكون لبعضها شئنا في الأوساط المسلمة الأمريكية في المستقبل.

رابعا: نشطت المنظمات المسلمة الأمريكية منذ أحداث سبتمبر 2001 في العمل مع عدد متزايد من المنظمات المدنية الأمريكية التي اهتمت بالدفاع عن قضايا مسلمي أمريكا في ظل الضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها بعد أحداث سبتمبر، ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى أربعة تحالفات أساسية دخلها مسلمو أمريكا بقوة خلال العامين الماضيين.

التحالف الأول قرب بين مسلمي أمريكا وعدد من أكبر جماعات الحقوق والحريات المدينة – مثل اتحاد الحريات المدنية واتحاد المحامين الوطني واتحاد محامي الهجرة الأمريكيين – والتي انتقدت ما تعرضت له حقوق وحريات مسلمي وعرب أمريكا خلال العامين الماضيين.

التحالف الثاني قرب بين مسلمي أمريكا وعدد كبير من جماعات السلام ومناهضة الحروب الأمريكية خاصة خلال فترة الحرب على العراق.

التحالف الثالث قرب بين مسلمي أمريكا والجماعات المدافعة عن حقوق الأقليات في أمريكا – كالأفارقة واليابانيين والسيخ الأمريكيين – التي توحدت شعوريا مع مسلمي وعرب أمريكا خلال الفترة التالية لأحداث سبتمبر رافضين ما تعرضت له حقوق وحريات المسلمين والعرب من انتهاكات ذكرتهم بمعاناتهم خلال فترات تاريخية أخرى كمعاناة اليابانيين الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وقد اهتمت بعض الصحف الأمريكية مثل جريدة سان فرانسيسكو كرونيكال الصادرة في ولاية كاليفورنيا بإبراز هذه الظاهرة، إذ تحدث الصحيفة في مقال نشرته في السابع من أغسطس 2003 عن "الصداقة" المتنامية بين المسلمين الأمريكيين وبين الأمريكيين ذوي الأصول اليابانية والأصول الجنوب أسيوية، وقالت الصحيفة أن خبرة مسلمي أمريكا بعد هجمات سبتمبر ذكرت هذه الأقليات بمعاناتها خلال فترات حروب تاريخية سابقة.

التحالف الرابع قرب بين مسلمي وعرب أمريكا وبعض الجماعات الدينية – مثل مجلس الكنائس الوطني والعديد من الجماعات المعنية بالتقريب بين أبناء الأديان المختلفة – والتي نشطت في التواصل مع مسلمي وعرب أمريكا وفتح قنوات للحوار معهم.

خامسا: الأزمة دفعت مسلمي أمريكا إلى البحث عن سبل جديدة وفعالة لاستخدامها في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم في أمريكا، وعلى رأس هذه السبل الجديدة اللجوء للقضاء الأمريكي كأداة للدفاع عن حقوق وحريات المسلمين والعرب وصورتهم في أمريكا.

وقد لجأ مسلمو أمريكا للقضاء الأمريكي خلال العامين السابقين لسببين أساسيين، أولهما الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المدنية سواء كجماعة كحالة القضية التي رفعتها مجموعة من المنظمات المسلمة والعربية كمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) واللجنة العربية لمكافحة التمييز بالتعاون مع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ضد وزارة العدل الأمريكية في شهر يوليو الماضي للتشكيك في دستورية بعض بنود قانون مكافحة الإرهاب لعام 2001 والمعروف باسم "بتريوت آكت" والتي تمنح مكتب التحقيقات الفيدرالية سلطات مهولة في التجسس على الأفراد في الولايات المتحدة.

كما لجئوا للقضاء للدفاع عن حقوقهم كأفراد كحالة العديد من القضايا التي رفعها موظفون وعمال مسلمون وعرب بالتعاون مع لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية - المعنية بمكافحة التمييز في أماكن العمل - ضد أصحاب أعمالهم بسبب التمييز ضدهم لأسباب ترجع لخلفيتهم العرقية والدينية بعد أحداث سبتمبر 2001.

أما السبب الثاني فهو الدفاع عن صورتهم وصورة الإسلام والعرب في أمريكا كجماعة كما حدث في حالة القضية التي رفعتها مؤسستان خيريتان مسلمتان أمريكيتان، وهما هيرتيج إيديوكيشين ترست وصفا ترست، ضد شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي إس (CBS) وضد مديرة مركز أبحاث أمريكي يسمى سيت (SITE) يدعي الخبرة في شئون الإرهاب في شهر يونيو الماضي بسبب برنامج مسيء أذاعته القناة التلفزيونية واسعة الانتشار في الرابع من مايو 2003 وشاركت فيه مديرة مركز سيت افترت خلاله على المؤسستين الخيريتين واتهمتهما بالضلوع في شبكة لدعم الإرهاب.

كما لجئوا للقضاء للدفاع عن سمعتهم كأفراد كحالة قيام الناشط المسلم الأمريكي حسام أيلوش المدير التنفيذي لمكتب كير في جنوب ولاية كاليفورنيا منذ حوالي أسبوعين بمقاضاة مجلة ناشيونال ريفيو المعروفة بمساندتها لتوجهات المحافظين الجدد وضد شون ستيل الرئيس السابق للحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا بسبب مقالة نشرها ستيل في المجلة اليمينية يتهم فيها أيلوش بمعاداة السامية بناء على معلومات خاطئة، وقد حاول أيلوش الاتصال بالمجلة ومطالبتها بتكذيب الخبر دون جدوى، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء للقضاء.

رفع القضايا السابقة - والعديد من القضايا الأخرى المشابهة لها والتي رفعها مسلمو أمريكا خلال العامين السابقين - يعبر عن توجه عام وجديد في الأوساط المسلمة والعربية الأمريكية لاستخدام القضاء - على الرغم من تكلفته المادية العالية - في الدفاع عن حقوقهم نظرا لطبيعة قرارات المحاكم كقرارات ملزمة يمكن قياس مدى الالتزام بها خاصة في حالة فرض تعويضات على الطرف المسيء وإلزامه بدفع تلك التعويضات للطرف المسلم أو العربي. كما أن نجاح مسلمي أمريكا في استصدار أحكام قضائية في بعض قضايا التمييز ضدهم أو تشويه سمعتهم سوف يبني سوابق قانونية تمكنهم من تحقيق نجاحات مستقبلية في قضايا مشابهة، وتمكنهم أيضا من ردع المسيئين لهم في قضايا أخرى كان يصعب ردعهم من خلال استخدام الوسائل الإعلامية والسياسية فقط كتنظيم الحملات الجماهيرية للاعتراض عليهم ومطالبتهم بالاعتذار وتغيير سلوكهم، وإن كان هذا بالطبع لا يقلل من أهمية الوسائل الأخيرة في حماية حقوق المسلمين والعرب وصورتهم في قضايا أخرى عديدة.

وكلما زادت أهمية القضية وكلما زادت ضخامة التعويضات الرادعة المطالب بها كلما ارتفعت أهميتها وتكلفتها أيضا. فلكي تمتلك قضية ما قوة رادعة كافية يجب أن تكون جادة وطموحة في مطالبها، وكلما زادت مطالب المدعي كلما زادت تكلفة إثبات دعوته. وينطبق هذا بشكل خاص على قضايا تشويه السمعة التي تتميز بتكلفتها الباهظة، لأنها لن ترتدع المسيئين إلا إذا طالبتهم بتعويضات كبيرة، وكلما زادت التعويضات المطالب بها زادت كلفة توثيق القضية وإثبات أحقية المدعي بهذه التعويضات.

وقد استغل كثير من المسيئين للإسلام وللمسلمين وللعرب الحقيقة السابقة من خلال تماديهم في الإساءة للإسلام والمسلمين بشكل متكرر معتمدين على صعوبة وتكلفة الخوض في قضايا تشويه السمعة والتمييز. ولكن من الواضح أن مسلمي وعرب أمريكا باتوا مصرين على تحمل تكاليف القضاء الباهظة كملجأ اضطروا إليه للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المدنية وصورة دينهم وعرقهم.
__________________
معين بن محمد
  #2  
قديم 09-09-2003, 11:20 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Arrow تتمة الموضوع ..

القسم الثاني: التحديات والفرص الداخلية
أول تحديات مسلمي أمريكا الداخلية هو ضعف مواردهم وقلة المنظمات القائمة على رعاية شئونهم، إذ تقوم حوالي 2300 هيئة مسلمة – غالبيتها مساجد ومؤسسات دينية وطلابية - على رعاية احتياجات حوالي 6-8 ملايين مسلم وفقا لدراسة أصدرها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في عام 2002 عن المؤسسات المسلمة الأمريكية وتصنيفاتها، بمعنى أن كل هيئة تقوم على خدمة 3 آلاف فرد في المتوسط، وإذا علمنا أن هذه المؤسسات تنتمي إلى فئات عديدة مثل المساجد والمدارس الإسلامية والمنظمات الإعلامية والسياسية وغير ذلك من المنظمات التي تحتاجها حياة أي جماعة، وأن بعض هذه الهيئات هي هيئات صغيرة جدا في طور التكوين، لوجدنا أن كل فئة من المؤسسات المسلمة الأمريكية تقوم على رعاية احتياجات أعداد كبيرة جدا من المسلمين الأمريكيين تفوق طاقاتها الاستيعابية في معظم الأحيان، فعلى سبيل المثال يقتصر عدد المؤسسات العاملة في مجال الشئون العامة مثل الدفاع عن الحقوق المدنية وتشجيع المشاركة المدنية على 55 منظمة فقط (غالبيتها منظمات صغيرة ومحلية)، وهو ما يعني أن كل منظمة تخدم حاجات حوالي 130 ألف مسلم بالولايات المتحدة.

كما تعاني ميزانيات غالبية هذه المؤسسات من الفقر الشديد إذا قارناها بميزانيات المؤسسات الأمريكية المشابهة لها، فعلى سبيل المثال تقل ميزانيات 76 % من المساجد في أمريكا عن 100 ألف دولار سنويا، كما تقل ميزانيات 54 % منها عن أربعين ألف دولار سنويا، ولا تتعدى ميزانية أكبر منظمات الشئون العامة المسلمة خمسة ملايين دولار سنويا، وذلك وفقا لدراسة المساجد في أمريكا التي أصدرتها كير في عام 2001. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشعب الأمريكي أنفق في عام 2002 حوالي 241 بليون دولار على العمل الخيري ذهب 84 بليون دولار منها للمؤسسات الدينية، و31 بليون دولار منها للمؤسسات التعليمية، و11 بليون دولار منها للمؤسسات المعنية بالشئون العامة، لوجدنا أن موارد المنظمات المسلمة الأمريكية ضعيفة جدا بالمقارنة.

ثانيا تتركز معظم جهود المسلمين في أمريكا في مجال العمل الديني بمفهومه التقليدي إذ تبلغ نسبة المساجد والمؤسسات المعنية بالشئون الدينية 59 % من إجمالي المنظمات المسلمة الأمريكية، وهي أكبر نسبة على الإطلاق من الهيئات المسلمة تليها المنظمات العرقية بنسبة 12 %، ثم الاتحادات الطلابية والمدارس الإسلامية بنسبة 8 % لكلا منهما تقريبا، أما المؤسسات المعنية بالشئون العامة – وغالبيتها منظمات صغيرة ومحلية - فتقتصر نسبتها على 2.4 % فقط من إجمالي المؤسسات المسلمة الأمريكية مما يعد مؤشرا خطيرا على قلة عدد المؤسسات القائمة على الدفاع عن حقوق المسلمين وصورتهم في المحيط الأمريكي الكبير.

ندرة الموارد المركزة على العمل في مجالات الشئون العامة والسياسية يرتبط بطبيعة المسلمين في أمريكا كجماعة مازالت تعيش طور التكوين ركزت معظم مواردها على بناء المؤسسات القائمة على حماية هويتها الدينية والثقافية في بداية فترة نموها واستقرارها في أمريكا ولم تبدأ في عملية بناء مؤسساتها السياسية إلا في فترة متأخرة، كما أرتبط أيضا بضعف ثقافة المشاركة السياسية لدى نسبة كبيرة من المسلمين الأمريكيين بسبب خبرات بعض المسلمين المهاجرين السلبية في بلدانهم الأصلية وشعور المسلمين الأفارقة الأمريكيين العام بعدم الثقة في النظام السياسي الأمريكي، وهما معا يشكلان غالبية مسلمي أمريكا.

ثالثا التأخر في بناء المؤسسات المسلمة المعنية بالشئون العامة والسياسية ارتبط بالتأخر في انتشار أيدلوجيا مسلمة أمريكية تشجع مسلمي أمريكا على الانفتاح على الحياة العامة الأمريكية والمشاركة في مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلفة، وقد ارتبط بضعف مستويات المشاركة السياسية في أوساط المسلمين الأمريكيين وافتقارهم لخبرة المشاركة والكوادر المدربة.

ولكن كان من الواضح أن توجهات المسلمين الأمريكيين نحو المشاركة في الحياة العامة والسياسية الأمريكية تصاعدت بشكل مستمر خاصة خلال عقد التسعينات والذي شهد تأسيس مجموعة من أنشط منظمات مسلمي أمريكا السياسية والإعلامية حاليا، وقد أوضحت دراسة أجرتها كير في عام 2000 لتوجهات قادة المساجد في أمريكا أن 96% منهم يؤيدون مشاركة المسلمين في مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلفة، كما أيد 89% منهم المشاركة في العملية السياسية، وأيد 77 % منهم فكرة أن الولايات المتحدة تقدم نموذجا من الحرية والديمقراطية يمكن أن يتعلم منه المسلمون.

وقد انتهي عقد التسعينات بخاتمة إيجابية لمسلمي أمريكا تمثلت في نجاحهم في تنشيط أعداد كبيرة منهم في أول حملة لوبي منظمة ضغطوا فيها على الكونجرس الأمريكي للمطالبة بإبطال بعض القوانين التي طبقت بشكل تمييزي ضدهم، كما نجحوا أيضا في بناء أول كتلة انتخابية موحدة لهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2000. ولكن ذلك لم يعن أن مسلمي أمريكا دخلوا القرن الحادي والعشرين بعد أن تغلبوا على جميع مشاكلهم الداخلية، ففي الحقيقة أن ما فعلوه هو السير بضع خطوات ناجحة على السبيل الصحيح للتأثير في الحياة العامة الأمريكية.

القسم الثالث: التحديات والفرص الخارجية

خبرة مسلمي أمريكا خلال العقد الأخير من القرن العشرين تميزت بتركيزهم - أكثر من أي مرحة أخرى من مراحل تواجدهم في أمريكا - على مواجهة الضغوط الخارجية التي تعرضوا لها من قبل المجتمع الأمريكي منذ استقرارهم المتزايد في الولايات المتحدة منذ الستينات من القرن العشرين، وذلك بعد أن ركزوا جهودهم خلال السبعينات والثمانينات من القرن العشرين على بناء المؤسسات القادرة على الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية مثل المساجد والمدارس الإسلامية والمؤسسات الراعية لها، ويمكن تقسيم الضغوط الخارجية التي تعرض لها مسلمو أمريكا إلى أنواع ثلاثة رئيسية:

(1) الانتهاكات التي تعرضت لها حقوق وحريات المسلمين في أمريكا سواء من قبل مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلف كالشركات والمدارس أو بسبب القوانين والسياسات الحكومية.

(2) مواجهة ما تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الأمريكي من تشويه متزايد.

(3) تشجيع المسلمين على المشاركة في العملية السياسية الأمريكية لحماية وجودهم وإنجازاتهم على المستويات الحياتية الأخرى.

وكان من الواضح أن التحديات الثلاثة السابقة ظهرت لأربعة أسباب رئيسية، وهي:

(1) جهل غالبية الأمريكيين بحقيقة الإسلام والمسلمين وتأثرهم بالسمعة السلبية المنتشرة عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الأمريكية.

(2) وجود أقليات أمريكية نشطة ومنظمة سياسيا تعمل بشكل مستمر على تقويض صورة الإسلام والمسلمين وحقوقهم ووجودهم في الولايات المتحدة، وعلى رأس هذه الجماعات قوى اللوبي الموالي لإسرائيل وقوى اليمين الأمريكي الأصولي المتشدد.

(3) رصيد الصراعات المتزايدة بين بعض بلدان العالم الإسلامي والولايات المتحدة وتزايد مشاعر العداء لدى كلا الطرفين تجاه الأخر، وعدم نشاط المسلمين في أمريكا وخارجها في توضيح صورتهم وشرح قضاياهم لدى الرأي العام والمسئولين الأمريكيين على حد سواء.

وقد استجاب المسلمين الأمريكيين لهذه التحديات ببناء عدد متزايد من المنظمات المسلمة الأمريكية المعنية بالدفاع عن حقوق المسلمين وصورتهم وتشجيع مشاركتهم في الحياة السياسية الأمريكية.

وقد قادت أزمة سبتمبر 2001 خلال العامين السابقين إلى تفاقم التحديات الخارجية لمسلمي أمريكا للأسباب التالية:

- الأزمة أدت على زيادة الضغوط التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا لكونهم مسلمين على المستويات الثلاثة التالية:

-----



(1) على مستوى الحقوق المدنية تعرض حوالي ألفي مسلم للمضايقات والتمييز خلال الشهور القليلة التالية لأحداث سبتمبر بسبب موجة الغضب التي شعر بها الشعب الأمريكي تجاه مسلم أمريكا بسبب هوية مرتكبي تفجيرات سبتمبر، كما أضطر 60-85 ألف من المهاجرين المسلمين إلى تسجيل أنفسهم لدى دوائر الهجرة أو للقاء مع مسئولي مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب الاحتياطات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر ضد المهاجرين والأمريكيين من ذوي الأصول المسلمة والعربية.

وقد أحصى تقرير عن أوضاع الحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا خلال العام 2002 أعده مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) 602 شكوى من حوادث تمييز تعرض لها المسلمون في أمريكا خلال عام 2002 بما يمثل زيادة قدرها 15 % مقارنة بعام 2001، وزيادة قدرها 64 % مقارنة بعام 2000، وقد أرجع التقرير الارتفاع الملحوظ في حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا خلال عامي 2001 و2001 إلى تبعات أحداث سبتمبر 2001 السلبية على حقوق وحريات المسلمين في أمريكا، والتي شهدت موجة اعتداءات واسعة ضد المسلمين في الولايات المتحدة وانتشارا غير مسبوقا لخطاب العداء للإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام ودوائر السياسية الأمريكية خاصة اليمنية المتطرفة منها. كما أشار التقرير إلى أن حوادث التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة زادت بنسبة قدرها 752 % منذ عام 1995.

وأشار التقرير إلى أن عام 2002 شهد ارتفاعا ملحوظا ومضطردا في عدد حوادث التمييز الواقعة في حق المسلمين في أمريكا من قبل المؤسسات الحكومية والتي كانت مصدر 10 % من حوادث التمييز التي وقعت ضد المسلمين في أمريكا خلال عام 2000، ثم ارتفعت في عام 2001 لتصل إلى نسبة 19 %، وبلغت في عام 2002 نسبة 23 % من إجمالي حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا، مما رشحها لاحتلال الفئة الأولى من فئات الأماكن التي شهدت حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا خلال العام الماضي بالتساوي مع أماكن العمل والتي تعد تاريخيا المصدر الأول لحوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا.

كما تضاعفت نسبة حوادث التمييز ضد المسلمين في المطارات الأمريكية خلال عام 2002 فقد كانت تمثل في عام 2000 نسبة 2 % فقط من إجمالي حوادث التمييز، ثم قفزت في عام 2001 لتصل إلى 26 %، أما في عام 2002 فقد مثلت نسبة 14 % من إجمالي حوادث التمييز التي تعرض لها المسلمون في أمريكا خلال ذلك العام، وهي نسبة مرتفعة.

(2) على مستوى الإعلام الأمريكي زادت معدلات التشويه التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق، قد أشار استطلاع لتوجهات الرأي العام الأمريكي تجاه الإسلام والمسلمين نشره مركز بيو الأمريكي للأبحاث في شهر يوليو الماضي إلى تدهور صورة الإسلام في أعين الأمريكيين مقارنة بصورة الأديان الأخرى، إذ توصل الاستطلاع إلى أن 44% من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يشجع العنف أكثر من الأديان الأخرى، وذلك مقارنة بنسبة 22% فقط منهم في شهر مارس من عام 2002، كما زادت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن المسلمين يعادون أمريكا إذ وصلت إلى نسبة 49 % مقارنة بنسبة 36% في مارس عام 2002، وفي الوقت نفسه قلت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون نظرة إيجابية تجاه مسلمي أمريكا إلى 22% فقط مقارنة بنسبة 27 % في عام 2002 ونسبة 31 % في خريف عام 2001.

[/color]
__________________
معين بن محمد
  #3  
قديم 09-09-2003, 11:25 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Arrow تتمة الموضوع ..

كما انتشر خطاب العداء للإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق خاصة من قبل بعض القيادات اليمنية الأمريكية المتشددة التي تجرأت على الإساءة للإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق، كما تعرض بعض القيادات السياسية – المعروفة بتوجهات اليمنية – للإسلام بإساءت بشكل مؤسف.

فعلى سبيل المثال طالبت بعض المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت في فبراير عام 2002 بتوضيح موقفه من عبارات مسيئة للإسلام نسبت إليه على صفحات أحد المواقع الإلكترونية، إذ نشر الصحفي كال توماس مقابلة مع وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت على صفحات موقع يسمى (crosswalk.com) نسب فيها إلى جون أشكروفت القول بأن "الإسلام هو دين يطالبك فيه الرب أن ترسل ولدك ليموت من أجله (الرب). والمسيحية هي عقيدة يرسل فيها الرب ولده ليموت من أجلك".

وفي أكتوبر 2002 ذكر رجل الدين المسيحي الأمريكي المعروف جيري فالويل في حوار أجراه معه برنامج سيكستي منتس أو ستون دقيقة (Sixty Minutes) الأمريكي المعروف - والذي أذيع في 6 أكتوبر 2002 - يتهم فيه جيرى فالويل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي".

كما تعرض مذيعو قناة فوكس الإخبارية الأمريكية وضيوفها بالإساءة للإسلام وللرسول (صلى الله عليه وسلم) في برنامج (هانيتي أند كولمز) وهو أحد برامج القناة المعروفة والذي أذيع مساء الأربعاء 18 سبتمبر 2002، إذ استضاف المذيع شون هانيتي القائد الديني اليميني المتشدد بات روبرتسون والذي تعرض لشخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بإساءات بالغة، في الوقت الذي لم يواجهه المذيع شون هانيتي بأية تحدي يذكر لأرائه المتطرفة والتي تمثل إهانات واضحة ومليئة بالكراهية للإسلام والمسلمين.

فقد وصف بات روبرتسون خلال البرنامج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقوله "هذا الرجل كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة (تتحرك عبثا من الجنون). لقد كان سارقا وقاطع طريق. وتقول أن هؤلاء الإرهابيين يحرفون الإسلام !! إنهم يطبقون ما في الإسلام".

وبدلا من أن يتحدى المذيع شون هانيتي هذه الإساءات الصريحة توجه إلى بات روبرتسون بسؤال يقول "إلى أية مدى تعتقد أن هذه التفسيرات المتشددة (للإسلام) منتشرة (بين المسلمين)؟ هل تعتقد أنها التيار العام؟ هل تعتقد أنها غالبية المسلمين؟".

فأجاب عليه بات روبرتسون قائلا أن الإسلام هو "خدعة هائلة"، ثم رد عليه شون هانتي قائلا "إذن الإسلام هو تهديد أكبر مما يريد أن يقول به غالبية الأفراد علنا؟ .... هل تعتقد أنه من الحتمي أن يدخل العالم في صراع – ربما حرب – مع الإسلام لعقود قادمة؟". وفي نصف البرنامج الثاني ذكر بات روبرتسون أن القرآن "هو سرقة دقيقة من الشريعة اليهودية … أنا أعني أن هذا الرجل (الرسول محمد) كان قاتلا. التفكير في أن هذا (الإسلام) هو دين سلام هو احتيال كبير".

(3) على المستوى السياسي أقرت الحكومة الأمريكية العديد من القوانين والسياسات التي رأى مسلمو أمريكا أنها تستهدفهم، بما في ذلك سياسات تسجيل آلاف المهاجرين المسلمين والعرب واعتقال المئات منهم على ذمة التحقيقات بدون توفير أدلة تدينهم والتوسع في التجسس عليهم ومراقبتهم.

فقد أشارت جماعات الحقوق والحريات المدنية الأمريكية إلى أن بعض نصوص قانون مكافحة الإرهاب الذي أقر بعد أحداث سبتمبر 2001 والمعروف باسم (باتريوت آكت) سمحت للسلطات الأمريكية بالتوسع في عمليات التفتيش والمراقبة بشكل غير مسبوق وبدون توافر أدلة على ضلوع الأشخاص المراقبين في أنشطة خاطئة. كما رصد تقرير كير عن الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا في عام 2002 بعض السياسات الحكومية التي ألحقت أضرارا بالغة بحقوق وحريات مسلمي أمريكا منذ أحداث سبتمبر، ومنها:

- ذكر تقرير أعده المفتش العام بوزارة العدل الأمريكية أن السلطات الأمريكية اعتقلت 738 مسلما وعربيا في الفترة من أحداث سبتمبر وحتى أغسطس 2002، وأن المعتقلين اخضعوا لمعاملة مسيئة وتمييزية مثل إعاقة عملية اتصالهم بمحامين يدافعون عنهم أو الاتصال بأسرهم، واعتقالهم بناء على أدلة سرية، والاعتداء عليهم لفظيا وجسديا.

- قيام وزارة العدل بعقد مقابلات استجوابية مع حوالي 8000 مسلم وعربي.

- إغلاق ثلاثة من أكبر مؤسسات الإغاثة الإسلامية الأمريكية، وهي الآن تخوض معارك قضائية ضد الحكومة الأمريكية.

- حملات تفتيش ومداهمة أعمال ومنازل بعض المسلمين والعرب النشطين سياسيا.

- إخضاع حوالي 50 آلف إلى 70 آلف مهاجر مسلم وعربي إلى عمليات تسجيل إجبارية لدى إدارة الهجرة الأمريكية.

- مطالبة مكتب التحقيقات الفيدرالية بعض المساجد بالإطلاع على قوائم عضويتها.

- إخضاع 11 آلف مهاجر عراقي إلى عمليات استجواب منذ بداية الحرب على العراق.

كما نشطت مجموعة صاحبة نفوذ من الكتاب السياسيين ذوي التوجهات اليمينية المتشددة من أمثال دانيل بيبس وتشارلز كروثهمر وفرانك جافني في التشكيك في ولاء المسلمين الأمريكيين ومنظماتهم وقياداتهم تجاه الولايات المتحدة، وتصوير أية انتقادات قد يوجهوها نحو سياسة الحكومة الأمريكية على أنها تعبير عن عدم ولائهم لأمريكا أو عن طبيعة الإسلام المساندة للإرهاب، كما سعوا بقوة لتشويه صورة غالبية المؤسسات المسلمة الأمريكية العاملة على الساحة ونشر نبوءة متطرفة ينادون بها تقول بأن 80 % من المؤسسات المسلمة الأمريكية باختلاف أنواعها يسيطر عليها متطرفون ومن ثم نشطوا في المطالبة باستبعاد القيادات والمنظمات المسلمة النشيطة على الساحة حاليا وإحلالها بمؤسسات جديدة تتناسب مع تعريفهم للإسلام المعتدل.

وقد كشفت بعض وسائل الإعلام الأمريكية مساعي بعض الجماعات السياسية الأمريكية المتشددة لعزل مسلمي أمريكا سياسيا، فعلى سبيل المثال ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في تقرير نشرته في الثالث من نوفمبر 2001 أن مجموعة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية – مثل عصبة مكافحة التشويه ورابطة الدفاع عن اليهود ومركز أبحاث الشرق الأوسط (الذي يرأسه دنيل بيبس) – نظمت في الأسابيع التالية لأحداث سبتمبر "حرب فاكسات" ضد المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية وقادتها بعد لقاءهم بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وكبار مسئولي الإدارة الأمريكي، وقد تضمنت الحملة إرسال "حزم من الوثائق المضادة" للقادة المسلمين والعرب لوسائل الإعلام الأمريكية بهدف التشكيك في نواي المسلمين الأمريكيين تجاه بقية المجتمع الأمريكي وفي مصداقية المنظمات المسلمة والعربية وقياداتها.

كما نشرت مجلة ناشيونال ريفيو المحافظة مقالا في السابع من أبريل الماضي يتحدث عن وجود انقسامات في أوساط المحافظين الأمريكيين بخصوص التعامل مع مسلمي وعرب أمريكا بسبب سعي بعض صقور المحافظين الجدد إلى تشويه صورة مسلمي وعرب أمريكا وقياداتهم ومعارضة جهود الإدارة الأمريكية في التواصل معهم.

- الأزمة ألحقت ضررا بالغا بحلم آلاف المسلمين بالبقاء في أمريكا وبناء حياة كريمة لهم. فقد أضرت الأزمة بحقوق بعض مسلمي أمريكا وتصوراتهم نحو الحياة المسلمة الأمريكية بشكل يصعب إصلاحه، ونعنى بهؤلاء ثلاث مجموعات على الأقل، المجموعة الأولى أضطرت للرحيل عن الولايات المتحدة بسبب الضغوط المتزايدة التي تعرض لها الإسلام والمسلون في أمريكا بعد أحداث سبتمبر، والمجموعة الثانية رحلت عن الولايات المتحدة بسبب بعض السياسات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر والتي استهدفت المهاجرين المسلمين والعرب، وتقدر أعداد هؤلاء الأفراد بالآلاف وبأكثر من 13 ألف مهاجر مسلم وعربي على أقل تقدير، أما المجموعة الثالثة فهي الأسر التي تضررت حياتها ضررا بالغا بعد أحداث سبتمبر بسبب اعتقال بعض أفرادها ضمن التحقيقات التي تلت التفجيرات، وقد طالت الاعتقالات مئات المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا ولم تؤدي إلى إدانة إلا عدد قليل جدا منهم بتهم تتعلق بالإرهاب.

- زيادة الضغوط التي يتعرض لها المسلمون الأمريكيون من العالم الإسلامي بسبب التوتر المتزايد بين بلدان العالم الإسلامي والولايات المتحدة خلال الفترة الراهنة بسبب بعض سياسات الحكومة الأمريكية تجاه المسلمين والعرب وخاصة في فلسطين والعراق.

وبالطبع أدت هذه الضغوط على الرغم من أنها لم تتحول إلى مطالب مباشرة - من قبل العالم الإسلامي إلى مسلمي أمريكا - بالانعزال عن المجتمع الأمريكي إلى تعقيد البيئة والظروف المحيطة بالمسلمين في أمريكا.

خاتمة وتعقيب

أزمة سبتمبر 2001 أنتجت خلال العامين الماضيين العديد من الفرص الإيجابية على صعيد تفاعل المسلمين مع مجتمعهم الأمريكية، كما أنها أدت إلى تفاقم العديد من التحديات والضغوط الخارجية التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا لكونهم مسلمين، كما أوضح التقرير أن مسلمي أمريكا يتعرضون لبعض التحديات القادمة من داخل المجتمع المسلم الأمريكي ذاته والتي ترتبط بطبيعة المسلمين الأمريكيين كمجتمع ناشئ.

ويدعو التقرير في نهايته إلى توعية المسلمين والعرب بأدوات العمل السياسي والإعلامي والثقافي المختلفة اللازمة للدفاع عن قضاياهم وصورتهم بأمريكا، وخاصة الجديد والمطلوب منها والذي أصبح استخدامه يعد ضروريا لحماية وجود مسلمي وعرب أمريكا ومصالحهم كالمنهج القضائي، وذلك حتى يتكاتفوا مع بعضهم البعض في وجه التحديات الصعبة التي تفرضها الظروف الراهنة.

كما يدعو التقرير إلى توعية مسلمي أمريكا بفرص وتحديات وجودهم وحياتهم في أمريكا على المستويين الداخلي والخارجي بشكل موضوعي بعيد من المبالغة في تقدير السلبي أو الإيجابي من الأمور.

ويؤكد التقرير على أن نجاح المسلمين في أمريكا في استغلال الفرص العديدة التي إتاحتها أزمة سبتمبر 2001 أمام مسلمي أمريكا خلال العامين السابقين - والتي رصدها التقرير في بدايته - سوف يتوقف على قدرة مسلمي أمريكا على الوعي بتلك الفرص، وعلى النظر بشكل موضوعي إلى تحديات الأزمة المختلفة على المستويين الداخلي والخارجي، وعلى رغبتهم في تحدي الظروف الراهنة وبناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم في أمريكا.
__________________
معين بن محمد
  #4  
قديم 10-09-2003, 10:59 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)

قسم الشئون العربية

للحصول على أخبار كير باللغة العربية قم بمراسلة (arabic@cair-net.org)، وبالإنجليزية قم بمراسلة (cair@cair-net.org).

------

كير تعلن نتائج أحدث استطلاع لأراء مسلمي أمريكا

زيادة ملحوظة في نشاط مسلمي أمريكا السياسي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر

مسلمو أمريكا يفضلون هاورد دين على جورج بوش ويعارضون بقوة سياسة أمريكا في العراق

(كير-واشنطن:10/9/2003) كشف استطلاع لآراء المسلمين في أمريكا أعلنه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في العاشر من سبتمبر 2003 تزايد نشاط مسلمي أمريكا على الصعيد السياسي وفي الحياة العامة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، إذا ذكر نصف المشاركين في الاستطلاع تقريبا أنهم زادوا من نشاطهم الاجتماعي (58 %)، والسياسي (45 %)، وفي مجال الحوار بين أبناء الأديان المختلفة (52 %) خلال العاميين الماضيين، كما ذكر 59 % من المشاركين في الاستطلاع أن مجتمعاتهم المسلمة الأمريكية المحلية زادت بشكل عام من أنشطتها السياسية والاجتماعية منذ أحداث سبتمبر.

وقد ذكر 70 % من المشاركين في الاستطلاع أنهم يشعرون بالحرية في ممارسة دينهم بدون قيود، وذكر 49 % منهم أنهم زادوا من تعبيرهم عن هويتهم الدينية في المحيط الأمريكي العام خلال العامين الماضيين، كما زاد 42 % من المشاركين في الاستطلاع من تبرعاتهم للمنظمات المسلمة الأمريكية على المستويين المحلي والوطني.

وعلى مستوى الحقوق المدنية ذكر 86 % من المشاركين في الاستطلاع أن تلقوا مساندات إيجابية من قبل الشعب الأمريكي خلال العام الماضي، في الوقت الذي ذكر فيه 88 % منهم أنهم يعرفون مسلما واحدا على الأقل عانى من التمييز خلال العام الماضي، كما ذكر 56 % منهم أنهم تعرضوا للتمييز.

وبالنسبة لتوجهات مسلمي أمريكا السياسية، أعرب 2 % فقط من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في التصويت للرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش في الانتخابات القادمة، وبالنسبة لمرشحي الرئاسة الديمقراطيين فقد أعرب (26 %) من المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم لهاورد دين، و(11 %) عن تأييدهم لدنيس كوسينتش، و(7 %) عن تأييدهم لجون كيري، و(6%) عن تأييدهم لكارول موسلي بران.

وردا على سؤال حول أي الأحزاب الأمريكية أكثر تمثيلا لمصالح مسلمي أمريكا ذكر 27 % من المشاركين في الاستطلاع أن الحزب الديمقراطي هو الأكثر تمثيلا لمصالح مسلمي أمريكا، وحصل حزب الخضر على نسبة (25 %) بينما حصل الحزب الجمهوري على نسبة (3%) فقط، في الوقت الذي أعرب فيه 44 % من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بعدم تمثيل أي من الأحزاب الأمريكية المختلفة لمصالح المسلمين الأمريكيين.

وردا على سؤال حول موقف وسائل الإعلام الأمريكية من قضايا الإسلام والمسلمين ذكر غالبية المشاركين في الاستطلاع أن قناة PBS هي أكثر القنوات عدالة في تغطية قضاياهم وأن قناة FOX هي أكثر القنوات تحيزا ضدهم.

وبالنسبة لمواقف مسلمي أمريكا تجاه القضايا المطروحة على الساحتين الأمريكية والدولية، أعرب 10 % فقط من المشاركين في الاستبيان عن مساندتهم لسياسية الإدارة الأمريكية الراهنة في العراق، كما أيد 89 % منهم أهمية نشاط المسلمين الأمريكيين في التقريب بينهم وبين أبناء الأديان الأمريكية المختلفة، وأيد 55 % من المشاركين فكرة خفض الضرائب كأسلوب لدفع عجلة نمو الاقتصاد الأمريكي.

وبالنسبة لخصائص المشاركين في الاستبيان:

- فقد ذكر 34 % منهم أنهم من أصول جنوب أسيوية، وذكر 23 % أنهم من أصول عربية.

- كما ذكر 83% من المشاركين في الاستبيان أنهم مسجلين في السجلات الانتخابية الأمريكية، وذكر 63 % منهم أن صوتوا في انتخابات عام 2000.

- 34 % من المشاركين في الاستطلاع يترددون على المساجد مرة واحدة أسبوعيا، و37 % منهم يترددون على المساجد أكثر من مرة واحدة أسبوعيا.

وتعليقا على نتائج الاستطلاع ذكر نهاد عوض المدير العام لكير أن "نتائج هذا الاستطلاع – وهو واحد من استطلاعات عديدة من المقرر إجرائها قبل انتخابات عام 2004 – توضح أن مسلمي أمريكا يشكلون جماعة دينية صاحبة إرادة وتصميم تتسم بتعددها العرقي والسياسي والإيديولوجي"، وأضاف عوض قائلا "أحداث العاميين الماضيين المأساوية دفعت المسلمين إلى الانفتاح على جيرانهم، وإلى النشاط في توعية الآخرين بصورة الإسلام الحقيقة، وإلى تجديد التزامهم بالدفاع عن أمريكا وحرياتها المدنية".

وقد شارك في الاستطلاع الذي أجرته كير في شهر أغسطس الماضي 644 مسلما يعيشون في 41 ولاية أمريكية وجاءت (21%) من الإجابات من ولاية كاليفورنيا، و (8%) من تكساس ومثلهم من ولاية فيرجينيا، و(7%) من ولاية نيويورك ومثلهم من ولاية فلوريدا.


للاطلاع على التقرير اضغط هنا من فضلك

__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م