ويعتقد أهل السنة والجماعة
أنه لن يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة وكانوا أكثر من 1400 .
قال الله جل وعلا : "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " .
فوصفهم جل وعلا بالإيمان ، وأنه علم مافي قلوبهم من صدق وإخلاص ، وهذه شهادة منه جل وعلا بأن كل من بايع تحت الشجرة فهو مرضي عنه .
فالرضى ثابت بالقرآن ، وانتفاء دخول النار قد ثبت في السنة المطهرة في الحديث الصحيح الذي رواه أبوداود وغيره من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " .
وكان في مقدمة الذين بايعوا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فأما عثمان فبايع النبي صلى الله عليه وسلم بديه يد عثمان فقال بيده اليمنى : " هذه يد عثمان " . البخاري .
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ويشهـدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كالعشرة ، وثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة " .
ويشهد أهل السنة والجماعة بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة كالعشرة المبشرين وغيرهم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والشهادة نوعان :
أ - شهادة معلقة بوصف .
ب - شهادة معلقة بالشخص .
أ - وهذه الشهادة عامة ، يجب علينا أن نشهد بها لأن الله تعالى أخبر بها فقال تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم " .
ب - وأما الشهادة المعلقة بشخص معين ؛ فأن نشهد لفلان أو لعدد معين أنهم في الجنة .
وهذه شهادة خاصة ، فنشهد لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ سواء شهد لشخص معين واحد أو لأشخاص معينين " 2 \ 243 .
وعلى هذا فلا يجوز لأي شخص إن رأى شخصا يعمل الخيرات فيقول له ( أنت من أهل الجنة ) أو إن رأى شخصا يعمل المنكرات أن يقول له ( أنت من أهل النار ) أو إن رأى كافرا فيحكم عليه بأنه من أهل النار " هذا في الحياة " بل يقول لمن عمل الخيرات ( إن مات على ذلك فنحسبه من أهل الجنة ) ويقول للكافر ( إن مات على ذلك فهو مخلد في النار ) ، وأما بعد الممات فإننا نقول لمن مات مؤمنا ( نحسبه من أهل الجنة ) ومن مات كافرا فنقول له ( هو كافر مخلد في النار ) ومن مات على المنكرات ( فهذا تحت مشيئة الله فإن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) .
فالعشرة المبشرة هم : " أبوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وسعيد بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبيدالله ، والزبير بن العوام ، وأبوعبيدة عامر بن الجراح " .
ومنهم : أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وثابت بن قيس ، وبلال بن رباح ، وعبدالله بن سلام ، وعكاشة بن محصن ، وسعد بن معاذ رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم ونكتفي بذكرهم فقط دون الشروع إلى الأحاديث الثابتة الصحيحة .
إنتهى الدرس الثالث
وسنلتقي بإذن الله في الدرس القادم
تحياتي