مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-05-2005, 09:44 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي العقيدة الروحية والعقيدة السياسية


بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة الروحية والعقيدة السياسية
1- العقيدة الروحية هي أساس البحث عن رعاية شؤون الآخرة، والعقيدة السياسية هي أساس البحث عن رعاية شؤون الدنيا، فكل فكرة تتخذ أساساً ما بعده أساس تعتبر عقيدة تنبثق عنها أفكار وأحكام، فإن كانت الأفكار والاحكام تتعلق بشؤون الآخرة كيوم القيامة والثواب والعقاب وكالعبادات، أو تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الآخرة كالوعظ والإرشاد والتخويف بعذاب الله والإطماع بثوابه، فإن هذه العقيدة تكون عقيدة روحية، وإن كانت الأفكار والاحكام تتعلق بشؤون الدنيا مثل القدر والتكليف والخير والشر والحسن والقبح ومثل البيع والإجارة والزواج والشركة والإرث، أو تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الدنيا مثل إقامة أمير على الجماعة وطاعة هذا الأمير ومحاسبته ومثل العقوبات والجهاد، فإن مثل هذه العقيدة تكون عقيدة سياسية. 2- النصرانية عقيدة روحية لأن الأفكار والأحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الآخرة وكذلك الأفكار التي تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الآخرة وتنبثق عن العقيدة النصرانية تتعلق بشؤون الآخرة، والرأسمالية عقيدة سياسية لأن الأفكار والأحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الدنيا مثل الحريات والنفعية، وكذلك الأفكار الاتي تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الدنيا وتنبثق عن العقيدة الرأسمالية تتعلق بشؤون الدنيا مثل الديمقراطية والقتال. الاشتراكية ومنها الشيوعية عقيدة سياسية لأن الأفكار والأحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الدنيا مثل تحديد الملكية أو منعها وكذلك الأفكار والأحكام التي تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الدنيا وتنبثق عن العقيدة الاشتراكية أي تتعلق بشؤون الدنيا مثل حصر الديمقراطية في الطبقة العاملة ودكتاتورية العمال. أما العقيدة الإسلامية فإنها عقيدة سياسية روحية، لأنها منبثق عنها أفكار وأحكام تتعلق بشؤون الآخرة وتنبثق عنها أفكار وأحكام تتعلق بشؤون الدنيا وكذلك الأفكار والأحكام التي تتعلق برعاية الشؤون وتنبثق عن العقيدة الإسلامية منها أفكار وأحكام تتعلق برعاية شؤون الآخرة ومنها أفكار وأحكام تتعلق برعاية شؤون الدنيا. 3- العقيدة الروحية لا تشكل وجهة نظر في الحياة لأنها تتعلق بما قبل الحياة وما بعد الحياة ولا علاقة لها بالحياة ولذلك لا يضيرها أن تطبق عليها أية عقيدة سياسية ومن السهل أن تطبق عليها أية عقيدة سياسية دون أي مقاومة، فما يسمى في هذا العصر (بالأيدلوجية) غير موجود في العقيدة الروحية، أمّا العقيدة السياسية فإنها تشكل وجهة نظر في الحياة لأنها هي نفسها فكرة معينة محددة عن الحياة الدنيا. والأفكار والأحكام التي تنبثق عنها أفكار وأحكام معينة محددة غير محدودة تتعلق بالدنيا، فالعقيدة السياسية تصور الحياة صورة خاصة وتصويرها يكون حسب فكرة العقيدة، ومن هنا كان من غير السهل أن تطبق على جماعة تحمل عقيدة سياسية عقيدة سياسية غيرها إلاّ بالحديد والنار أو إلاّ بعد إقناعهم بفساد عقيدتهم السياسية فيتخذون العقيدة السياسية الحاكمة عقيدة سياسية لهم، ومن هنا سهل على الدول الغربية أن تستعمر الكونغو وصعب عليها استعمار الجزائر إلاّ بالحديد والنار. 4- وجهة النظر أو ما يسمى بالأيدولوجية التي تعطيها العقيدة الرأسمالية هي النفعية وطريقتها الحريات العامة حرية الاعتقاد، وحرية التملك، والحرية الشخصية، وحرية الرأي، فهي تصور الحياة بالنفعية وللحصول على هذه النفعية لا بد أن يملك الحريات ووجهة النظر التي تعطيها، العقيدة الاشتراكية هي التطور أي الانتقال من حال إلى حال أحسن بشكل ذاتي وطريقتها التناقضات أي صراع المتناقضات فهي تصور الحياة بأنها تطور دائم أي بالانتقال إلى حال أحسن بشكل حتمي والحصول على هذا التطور أي للانتقال إلى حال أحسن لا بد من تشجيع التناقضات إذا وجدت ولا بد من إيجادها إذا لم توجد. أمّا وجهة النظر التي تعطيها العقيدة الإسلامية فهي الحلال والحرام وطريقتها التقيد بالحكم الشرعي فهي تصور الحياة بأنها الحلال والحرام فما كان حلالاً سواء أكان واجباً أو مندوباً أو مباحاً يؤخذ بلا تردد وما كان مكروهاً يؤخذ بتردد ولا شيء في أخذه وما كان حراماً لا يؤخذ. 5- حين قام الغرب بالغزو الثقافي استهدف وجهة النظر الإسلامية مثل هجومه على عقيدة القدر وعلى تقديس المسلمين لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وعلى الصحابة، وكان من أسلحته أيضاً نزع الثقة من صلاحية الأحكام الشرعية لمعالجة مشاكل العصر مثل هجومه على أحكام الجهاد بأن الإسلام قام على القتال والوحشية وعلى تعدد الزوجات وعلى الطلاق وغير ذلك، وكان من أسلحته الهجوم على تحكيم الحكم الشرعي واتخذ من آراء بعض الفقهاء تكئة للهجوم، فما قاله بعض الفقهاء من المصالح المرسلة ومن رعاية المصلحة ومن تحكيم العرف، ومن تغيير الأحكام بتغير الأزمان، قد اتخذه الغرب أداة لجعل النفعية مقياس الأعمال وليس الحكم الشرعي، فنتج عن ذلك ضعف اتخاذ الحلال والحرام مقياساً، بدأ هذا الضعف يتسرب فأخذ أولاً بشكل جعل المنفعة أساس الحكم الشرعي وليس الدليل، ووجد من أقوال بعض العلماء حيثما تكون المصلحة فثمة حكم الله أداة لتركيز جعل المنفعة هي المقياس للحكم الشرعي، ثم تدرج إلى جعل المنفعة مقياس الحياة، ولما حكم البلاد الإسلامية وفرض سيطرته كلها على ربوعها أخذ يبث عقيدته وهي فصل الدين عن الدولة ويركز ما أوجده من وجهة نظره وهي النفعية حتى غلبت على وجهة النظر الإسلامية عند كثير من الناس فصار الطاغي في البلاد الإسلامية هو جعل النفعية مقياس الحياة وإن كان قد بقي أثر لجعل الحلال والحرام مقياس الحياة. 6- اجتاحت البلاد الإسلامية منذ سنة 1954 فكرة إيجاد ايديولوجية جديدة أي وجهة نظر عن الحياة واجتاحت مشاعر القومية والاشتراكية فصحبت النفعية فكرة التطور والتقدم وحتمية التاريخ أي وجدت محاولات خلط وجهة النظر الرأسمالية مع وجهة النظر الاشتراكية غير أن هذه ظلت مجرد دعاية ولم يأخذ بها أحد ولكن تغلغلت فكرة النفعية أو وجهة النظر الغربية واشتد الشعور بالحاجة إلى تغيير المجتمع برمته إلى مجتمع آخر يسير مع العصر أي يسير مع الغرب والشرق وأصبح الحال بعد عشر سنوات أي في سنة 1964 كما يلي: تغلغل وجهة نظر المبدأ الرأسمالي أي الأيديولوجية الغربية مع تطلع إلى وجهة نظر الاشتراكية أي الأيديولوجية الشيوعية إلى جانب شعور كاسح بضرورة تغيير المجتمع برمته وسار في هذه الحال الحكام وسندهم الغرب والشرق وتبناها جمهرة المثقفين وكاد يفتتن بها عامة الناس. 7- يلاحَظ أن العقيدة الإسلامية لم تعد لدى المسلمين عقيدة سياسية ولكنها ظلت عقيدة روحية ووجهة النظر التي تشكلها لم يعد لها وجود في واقع الحياة وإن كانت موجودة فردياً، فأساس موطن الداء كامن في هذين الأمرين: في الخلل الذي طرأ على أساس المفاهيم عن الحياة وهي العقيدة السياسية، وفي الخلل الذي طرأ على تصوير الحياة الذي تشكله العقيدة السياسية، فبعد أن كان تصوير الحياة بأنه الحلال والحرام صار تصوير الحياة بأنها المنفعة. 8- طريقة العلاج لا بد أن تبدأ بالعقيدة ببيان أنها عقيدة سياسية والتركيز على ذلك بشكل مؤثر من الناحية الروحية التي فيها فهي معروفة عند الجميع وكذلك بربطها بالأفكار عن الحياة وبرعاية شؤون الدنيا بربط الإيمان بالله تعالى بالإيمان بالقرآن وبمعنى الإيمان بالقرآن وربط الإيمان برسالة محمد ونبوته بالسنة وبمعنى الإيمان بالسنة ثم بعد ذلك الانتقال إلى وجهة النظر التي تشكلها هذه العقيدة أي الانتقال إلى أن مقياس الحياة هو الحلال والحرام وأن تصوير الحياة في نظر الإسلام هو الحلال والحرام وليس النفعية ولا التطور أو ما يسمى بالتقدمية. 9- إن العقيدة تعني التصديق الجازم والتصديق غير الجازم ليس بعقيدة، والتصديق الجازم يوجِب بل يحتم عدم قبول غير ما يعتقد لا إلى جانب ما يعتقد ولا بد له، يعني إذا قال يجوز هذا فإن ذلك ليس عقيدة لأنه ليس تصديقاً جازماً بل تصديقاً فقط، فالاعتقاد بأن القرآن كلام الله يعني التصديق الجازم بأن القرآن وحده هو الصالح لأنه وحي من الله، فالقول بأنه صالح وأن غيره صالح ليس تصديقاً جازماً به بل تصديقاً فقط، والاعتقاد بأن الحديث إذا صح عن رسول الله هو وحده الصالح لأنه وحي من الله، فالقول بأنه صالح وأنه غير صالح ليس تصديقاً جازماً بل تصديقاً فقط، فالعقيدة تحتم وجود الجزم في التصديق، فإذا فقد الجزم خرجت عنها صفة الاعتقاد ووجهة النظر مرتبطة بالعقيدة، فإذا قيل إن الحكم الشرعي جاء للمنفعة وهذه منفعة، فإن هناك خللاً في ربط وجهة النظر بالعقيدة فيصحح هذا الخلل بأن الحكم الشرعي دليله الشرع أي ما جاء وحياً من الله وليس دليله المنفعة، وإذا قيل إن الحكم الشرعي لا يصلح في هذا العصر بل كان في العصور السابقة والآن الصالح هو المنفعة أو القوانين الحديثة فإن هناك خللاً في العقيدة وفي ربط وجهة النظر فيها فيصحح هذا الخلل بأن الاعتقاد بوجود الله ونبوة محمد يناقض ذلك، فالخطاب في القرآن والحديث للناس في كل عصر ثم بعد التسليم ينتقل إلى تصحيح الربط، وإذا قيل إن تصوير الحياة بالحلال والحرام لا يعارض تصويرها بالنفعية فإن هناك خللاً في الربط فيصحح هذا الخلل بأن الحلال والحرام دليله الشرع وليس المنفعة، فالمطلوب هو الشرع وليس المصلحة ولا المنفعة، وإذا قيل إن تصوير الحياة بالحلال والحرام لا يناسب العصر بل الذي يناسبه المصلحة أو المنفعة فإن هناك خللاً في العقيدة وفي الربط فيصحح هذا الخلل بأن كتاب الله جاء للإنسان في كل عصر وليس في عصر معين ثم بعد التسليم ينتقل إلى تصحيح الربط. 30 رجب 1388 22/10/1968
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م