مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 25-01-2001, 12:43 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

بلغني منها 71 بيتا، فإبمكاننا أن نستوعب أربعة عشر شخصا.

المعتمد حلال الأزمات، ونحن ننتظر منه شرحه للأبيات الخمسة التالية.

أتوقع أن أخي العزيز، الأديب والشاعر صالح زيادنه قد يهتم بمثل هذا الأمر، فما رأيه؟

كما يجب علينا أن لا نغفل مكوك الخيمة، الأخ عمر الشادي.
الرد مع إقتباس
  #22  
قديم 25-01-2001, 07:05 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

الخصائص الفنية في شعر أبي تمام :
قال ابن رشيق القيرواني: لا بد لكل شاعر من طريقة تغلب عليه كأبي نواس فيالخمر وأبي تمام في التصنيع .
وقال الجرجاني في الوساطة: كانت الشعراء تجري على نهج من الاستعارة قريب من الاقتصاد حتى استرسل فيه أبوتمّام ومال إلى الرخصة فأخرجه إلى التعدي وتبعه أكثر المحدثين .
وقال أبوالفرج الأصفهاني: له مذهب في المطابق هو كالسابق إليه جميع الشعراء وإن كانوا قد فتحوهقبله وقالوا القليل منه فإن له فضل الإكثار والسلوك في جميع طرقه.
................................
والذي يطالع ديوان أبي تمام يرى فيهثلاث مزايا بارزة هي :
1- تأنقه البديعي (وأكثره في الاستعارة والطباق والجناس.
2- تفنّنه المعنوي وهو ما يسمسه البعض بالاختراع .
3- شغفه بالإغراب-أو الغوص على مايستصعب من الألفاظ والمعاني .
التأنق البديعي :
نقل عن القاسم بن مهرويه قوله: أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد جاء بهذا الفن الذي سماه البديع ثم جاء الطائي بعده فتفنّن فيه .
ولكن هذا الأمر قد غلب على أبي تمام يجد أنه قد غلا في هذا الأمر وكثيراً ما يأتي بالاستعارة والكناية دون أن يراعي التناسب بين الحقيقة والمجازكقوله:
وركبٍ يساقون الركاب زجاجةً *** من السير لم تقصد لها كفّ قاطبِ
يقصد بذلك أن المسافرين يشدّون ركائبهم في السير الشديد الذي لا لين فيه ولاتؤدة فاستعار للسير الشديد الخمرالتي تمزج بماء وجعل تشارك الركب بالركائب فيه عبارة عن تساقيهم تلك الخمر الصرف. وأنت لا تحتاج إلى تأمل كثير لترى شدة التعسّف في هذه الاستعارة .
وقوله:
قرت بقرّان عين الدين وانشترت *** بالأشترين عيون الشرك فاصطلما
والاشترانقائدان للروم .
قال العسكري: وهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل علىعيب وهو أنانشتارالعين لايوجب الاصطلام .
تفننه المعنوي:
على أن لأبي تمام مع كل إسرافه في الصناعة مكانة عالية في الشعر العربي لدقة تصوره وحسن اختراعه .
انظروا مثلاً إلى هذه القصيدة الجميلةبين أيدينا وتأملوا مقدمتها:تلك الوقفة الشعرية العاليةالتي يرينا فيها الشاعر المذنب الغربي ويسمعنا أحاديث الجمهور عنه ثم يستخلص من ذلك تمهيدا ساحراً للتوصل إلى الممدوح كل ذلك بأسلوب شديد الأسر بديع الخيال يملأ الأسماع ويحرك القلوب وإذا استثنيت بعض ما ذكر من تصنعه فإن معظم القصيدة من النمط العالي .
شغفه بالإغراب :
يقول القيرواني: يذهب إلى حزونة اللفظما يملأ الأسماع منه مع التصنيع المحكم طوعا وكرهايأتي للأشياء من بعد ويطلبها بكلفة ويأخذها بقوّة .
وقد وصف الشاعر قصائده بقوله :
فكأنما هي فيالسماعجنادلٌ *** وكأنما هي في القلوب كواكب
وغرائب تأتيك إلا أنها *** لصنيعك الحسن الجميل أقارب
ومن أمثلة ذلك في شعره :
تقلقل بي أدمالمهارى وشؤمها *** على كل نشزٍ متلئبٍ وفدفدِ
وقوله : صهصلقٌ في الصهيل تحسبه *** أشرج حلقومه على جرس
-----------------
نقلته مختصراً من كتاب :أمراء الشعر العربي في العصر العباسي لأنيس المقدسي .
----------------------
سلاف ... القصيدة لديّ ولكني أعرت الكتاب لمن وعدني بردّه قريباً لعلي أنشرها فيما بعد وربما قبل انتهاء الشرح .
تصدق أنني لم أتذكر اسم البردّوني إلا بعد أن انتهيت من التصفح؟
----------------------
أما الشرح فالله يعلم مدى استطاعتي ... أرجوكم اعذروني فأنا في إجازة بعد أن كادت عيناي تجحظان من كثرة أوراق الاختبارات التي قمت بتصحيحها منذ قليل ، وأنتم تعلمون أنني أخوض التجربة لأول مرة .
-----------------
رأي بسيط ... أظن أنه لا يشفع ليمامة الواثق في اعتذارهاعن الشرح إلا قرب عهدها بالخيمة .. فأقترح أن تقبلوا عذرها في عدم شرح هذه المجموعة من الأبيات .. على أن تقوم بشرح التي تليها وذلك لضلوعها في العربية كما يظهر من كتابتها .
وما المانع من أن تجرّب فالشرح إنما ينبع عن تذوّقالشخص لهذه الأبيات .
المعتمد بن عباد
الرد مع إقتباس
  #23  
قديم 26-01-2001, 02:08 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post


أيها الأخوة ... انتظروا شرح الأبيات الأربعة التالية في الساعات القليلة القادمة .

من أجلك يا سلاف . ):
المعتمد
الرد مع إقتباس
  #24  
قديم 26-01-2001, 03:25 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

أيها الإخوة أحببت مشاركتكم ببضاعةٍ مزجاة بالنسبة لما لديكم وهذا ما وهبنا الله إياه فردوا كل ما ترونه خطأ :
---------------------------------

11-فتح الفتوح تعالى أن يحيط به *** نظم من الشعر أو نثر من الخطب
يرفع الشاعر من مكانة هذا الانتصار فلم يكتف بتسميته فتحاً حتى نعته بفتح الفتوح ، ولعلّ هذه تكون عادةً عند الشاعر أن يأتي بعد المفرد بجمعه ويضيفه إليه حين يؤيد التعظيم من شأن هذا المفردوتفرده عن بقية أفراد هذا الجمع وقد نبهني إلى هذا الأمر تلك اللفتة الذكية من يمامة الواثق حين أشارت إلى قوله (صفر الأصفار) ، ويقوّي هذا الأمر أنه أكد من أهمية هذا الفتح ورفعه إلى مكانة علية أعلى من أن يحيط به ويكفي لوصفه الشعر والخطب . بقي أن نشير إلى أثر التفخيم وتكرار حروفه في قول الشاعر (فتح الفتوح)على أذن المتلقي وسيتكرر في البيت الذي يليه كأن الشاعر يجذبك بقوّة لأن تستمع إلى بقية القصيدة كما لا يفوتنا أن الفتح دلالة عللا استخدام القوة وأنها فتحت عنوة وهذا أبلغ . وقد احترت -ولعل أحداً يفهمني- في جواز القول بوجود مقابلة بين (نظم من الشعر) و(نثر من الخطب) أم يكتفى بالقول أن هناك طباقاً بين (نظم) و(نثر) . وفي البيت تجسيم حين جعل الشاعر الفتح جسماً يتعالى عمن يريد الإحاطة به والشعر والنثر هو الجسمان الذان يحاولان الإحاطة بالفتح دون استطاعة .. فيالجمال هذه المطاردة العجيبة .
أشير في النهاية إلى أن الذي يظهر من قوله(نظم من الشعر) أن من ليست تبعيضية وإلا لكانت هذه شهادة من أبي تمام بأن الشعر كلمة تستوعب المنظوم وغير المنظوم فتدخل قصيدة النثر بذلك في الشعر.
12- فتح تفتح أبواب السماء له *** وتبرز الأرض في أثوابها القشبِ
تبرز:تظهر ، الثوب القشيب هو الثوب الجميل ويبدو لي أن المراد به الثوب المحلى والموشى .
يعود الشاعر لتكرار كلمة فتح ومشتقاتها آملاً أن يستمر في جذب انتباه المتلقي وليجعلها مدخلا لفتح أبواب السماء وفي هذا ما فيه من التعظيم فإن أبواب السماء لاتفتح إلا لأمر عظيم فقد فتحت أبوابها للنبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء كما أنها تفتح يوم القيامة قال تعالى : ((وفتحت السماء فكانت أبوابا)).
في البيت طباق بين السماء والأرضفبعد أن ذكر الشاعر أثر الأرض على السماء ذكر أثره على الأرض حين جعلها تظهر للناس وهي مرتديةً أثواباً جميلة محلاة وكأنها تباهي بها الناس وتفاخرهم بهذا النصر.
13- يا يوم وقعة عمورية انصرفت *** منك المنى حفلاً معسولة الحلبِ
حفّلاً:ملانة، معسولة الحلب:لذيذة الحليب.
في هذا البيت كأن أبا تمام يجيب عن تساؤل يمامة الواثق حول قوله (زعمواالأيام مجفلة) فهو يقصد ما ذكرت من أن المقصود بها أيام الانتصارات دل على ذلك قوله (يا يوم وقعة عمورية) .
وها هو ذا يشخص يوم وقعة عمورية ويناديه ولكن من أي أغراض النداء هو ؟ لا أجزم بشيء،ولكن ألا ترون معي تلك البهجة البالغةفي نداء أبي تمام والممزوجة بالفخر والعزة والتي تلازمنا في كل القصيدة ؟
ولعلي أشير إلى أن الرواية التي حفظتها من قبل-ولعلها خطأ مطبعي- أبدلت كلمة(منك) بـ(عنك) فيصبح المعنى بالرواية الأولى انصرفت المنى حفلاً معسولة الحلب منك والمعنى مقبول على ما فيه من الصناعة المعهودة من شعر أبي تمام كما أسلفنافقد شبه بلوغ المنى في هذا اليوم بحلب الضرع الملآن بالحليب اللذيذ فانصرفت المنى بحليب لذيذ وافر من عند يوم وقعة عمورية .
أما باستخدام عنك فيصبح المعنى أن المنى انصرفت عنك بعد أن حصلت الحليب الوافر اللذيذ. فها هو يشبه يوم وقعة عمورية في نظري بالمكان الخصب الذي رعت فيه المنى وفي هذا تجسيم للمنى وتشبيه لها ببهيمة الأنعام فانصرفت عنه المنى ملانة بالحليب اللذيذ وهو المنى السعيدة وإدراكها (من) أثر هذا المرعى الخصب
14-أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ *** والمشركين ودار الشرك في صببِ
جد:ويطلق على الحظ وأظن المكانة،صعد:صعود وارتفاع، صبب:انحدار
يواصل الشاعر خطابه ليوم وقعة عمورية في بهجة مبيناً أن هذا الانتصار قد رفع من شأن المسلمين وحط من شأن المشركين وفي هذا مقابلة بين صعود المسلمين وانحطاط المشركين.
* لطيفة : عبر الشاعر ببني الإسلام ولم يعبر بالإسلام وذلك لأن الإسلام مرتفع بنفسه دائماً لا ينخفض قدره بهزيمة ولا يرتفع بانتصار، أما بنوه(المسلمون) فهم الذين رفع من شأنهم هذا النصر بعد أن كانوا في انحطاط ، وقل مثل ذلك (بالعكس طبعاً) في المشركين والشرك .
المعتمد.
الرد مع إقتباس
  #25  
قديم 26-01-2001, 05:54 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

معتمِدٌ ومعتمَد، بارك الله فيك.
لدي كتاب الفن ومذاهبه في الشعر العربي للدكتور شوقي ضيف، يتكلم فيه عن ابي تمام في الصفحات 219-262 ومما قاله فيه عن هذه القصيدة:"- وذكرني به أسلوب أخي المعتمد .

"لعل أروع نموذج في شعر أبي تمام يمثل هذا المزج الواسع بين ألوان التصنيع العقلية وألوان التصنيع الحسية هو قصيدة عمورية، فقد تجلت فيها مقدرة ابي تمام في المزج بين الألوان الثقافية القاتمة والألوان الفنية الزاهية، إذ تدور تدور مجموعة الألوان الأولى في أوعية المجموعة الثانية، فإذا هي تتحول إلى ألوان فنية جديدة، وكأنما أبو تمام شاعر الألوان والأضواء في اللغة العربية وهي ألوان وأضواء قاتمة، بل هو شاعر الرسم والزخرف والتنميق، فقصائده حلَى ووشي وأناقة خالصة،ولكن لا تظن أنه شاعر حسي، أو أن زخرفه مادة وحس فقط بل إن زخرفه- قبل كل شيء- فكر وفلسفة وعقل وكشف عن حقائق الحياة في أعماقها وأغوارها.
كان أبو تمام يزاوج بين اعقل والحس، وكان يعبر تعبيرا زخرفيا، ولكنه تعبير يفضي بالإنسان إلى فكر عميق ظهر في شكل زخرف أنيق .وإن الباحث ليعجب كيف استطاع أبو تمام أن ينهض بفنه إلى هذا المدى من التعبير عن الفكر والزخرف جميعاً ،بل إننا لا ندقق في التعبير ،فليس هناك من فارق عنده بين الفكر والزخرف ،إن الفكر نفسه يصبح زخرفاً يزخرف به نماذجه ،وانظر إليه يستهل قصيدة عمُّروية على هذا النمط :
السيف أصــدقُ إنباءً من الكُتُبِ في حَدِّهِ الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ
بيض الصَّفائح لا سودُ الصَّحائف في متونهنَّ جلاءُ الشـك والرِّيبِ
فإنك تراه يؤمن بتفوق السيف على الكتب ألم تقل الكتب ويقل معها المنجمون إن المعتصم لا يفتح عمورية في الوقت الذي اختاره لمهاجمتها ،ولكنه لم يستمع لقولهم وهاجمها وانتهى هجومه بفتحه العظيم ؟ ويأتي أبو تمام فيتحدث عن علم التنجيم هذا الحديث الساخر الذي يفضل فيه السيف على الكتب والقوة على العقل ،ويستمر فيهزأ بما يذكره المنجمون من أيام السعد والنحس ،وما يذهبون إليه من تقسيم الأبراج إلى ثابتة ومنقلبة وتحكيمها في طوالع الناس والأحداث ،وهنا نتبين أثر ثقافته الفارسية ،وهو يعرضها هذا العرض الطريف إذ تدور في أوعية الطباق والجناس والتصوير ،وظهرت في هذه القصيدة آثار أخرى مختلفة للثقافات الإسلامية والعربية واليونانية."
وبعد أن يورد أبيات من القصيدة يضيف:" وعلى هذه يستمر أبو تمام في هذه القصيدة فيجعلك تحس باستعلائه على الشعراء، إذ يمزج بين الثقافات وألوان الشعر مزجا طريفا ، فأنت تراه في البيت الأول - يا يوم وقعة عمورية انصرفت - يعمد إلى عنصر قديم هو عنصر الحلب، فيحوره تحويرا جديدا إذ يضيف إليه العسل فيعطيه طعما طريفا. وتراه يخرج من ذلك إلى الحديث عن الصراع بين الإسلام والمسيحية وهو في أثناء ذلك يغمس الشعر في الطباق بين الصّعد والصّبب، ثم لا يلبث أن يخرج إلى وعاء التشخيص ."
وأكتفي هنا بهذا القدر . وإن توفر لي الوقت فسأورد - إن شاء الله - ملخصا لرأيه في شر أبي تمام بعامة في نهاية هذه القصيدة.

الرد مع إقتباس
  #26  
قديم 27-01-2001, 04:44 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

أيها الأخوة ... أنا أحجز المكان بالنسبة للأبيات الأربعة القادمة فقد سطرت شرحها وانتظروا نشرها قريباً .
---------------
بعد ذلك نتمنّى أن تعود للمشاركة فعاليتها وأن يكون هذا الموضوع هو الموضوع الأساس في الخيمة حتى ننتهي منه ثمّ بعد ذلك نختار قصيدة أخرى تكون هي الأساس أيضاً .. وهكذا دواليك ففي هذا العمل الجماعي من الجمال والروعة وقدح الأفكار ما لا يوصف .
المعتمد

الرد مع إقتباس
  #27  
قديم 01-02-2001, 09:51 AM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

&أمٌّ لهم لو رجوا أن تفتدى جعلوا *** فداءها كل أمٍ برةٍ وأبِ
ينتقل الشاعر بنا في هذه الأبيات للحديث عن عمورية ومكانتها في نفوس الروم ، بل ويشبهها بالأم لهم ثم يبالغ في وصف مكانتها حين يقول انهم لو استطاعوا فداءها لفدوها بكل غالٍ ونفيس حتى بآبائهم وأمهاتهم ولو كانوا بررةً بهم والتشخيص في البيت ظاهر لكل ذي عينين فعمورية أم . كما أن في البيت رداً للصدر على العجز في كلمتي ( أم) - لست متأكداً من تحقق هذا الأمر- .

& وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها *** كسرى وصدت صدوداً عن أبي كربِ
برزة الوجه: أي ظاهرة المحاسن . يقول أحد الشراح في قوله: (وبرزة الوجه..) شبه المدينة بامرأة بارزة المحاسن رامها الملوك الفاتحون فامتنعت عليهم . ولا مماراة في صحة ما قصده ولكن كلمة (برزة الوجه) استوقفتني فإن الذي أعرفه أن العرب كانت تطلق لفظة البرزة على النساء اللواتي كن يبرزن للرجال ولا يجدن حرجاً في أن يغشى الرجال مجالسهن فكأنها ترى نفسها نداً للرجل (ومعلوم أن عكسها المخدّرة التي لا تفارق خدرها) والذي نرجحه أن هذا المعنى أقرب لأن فيه دلالة على منعة المدينة وقوتها أمام صمود الرجال إذ وقفت نداً لهم ومن هنا نرى اختلاف وجه الشبه بين ما ذهبت إليه وما ذهب إليه الشارح .
رياضتها : راض المهر وروضه أي ذلله وطوعه وعلمه السير .
وشبه في قوله (قد أعيت رياضتها..) المدينة بالمهر الصعب أو الناقة الصعبة التي لم يستطع ترويضها أحد فقد أتعبت كسرى بصمودها فلم يستطع تذليلها وصدت صدوداً عن أبي كرب ، وفي هذا تجسيم واضح حين جعل المدينة كالناقة . ولكن من هو أبو كرب الذي صدت المدينة عنه لا مراء في أنه أحد الذين غزوها فلم يفلحوا ولكن من هو وهل هي كنية لأحد الأكاسرة ؟ الله أعلم .؟المهم أنه لم يستطع فتحها .
& من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد *** شابت نواصي الليالي وهي لم تشبِ
يظل أبو تمام يحدثنا عن هذه المدينة العتيقة ذاكراً أن منعتها لازمتها من عهد الإسكندر المقدوني -بل ربما قبل ذلك-وهو عهد مغرق في القدم ، والعجيب أنها على الرغم من قدمها وكبر عمرها ما زالت محتفظة بشبابها وقوتها فالليالي شابت نواصي رأسها والناصية هي شعر مقدمة الرأس إذا طال . لكن هذه المدينة ما زال شعرها محتفظاً بسواده وفي البيت تشخيص لليالي إذ شبهها بالمرأة العجوز وتشخيص لعمورية فهي امرأة شابة ، وبين التشخيصين مقابلة فعمورية المدينة الشابة تقابل الليالي التي شابت نواصيها .
& حتى إذا مخض الله السنين لها *** مخض البخيلة كانت زبدة الحقبِ
مخض أي حرك اللبن في الممخضة(وعاء يوضع فيه اللبن ليستخرج بذلك زبدته) .
وقد بلغ تصوير أبي تمام في هذا البيت ، فهو يقول: كما أن المرأة الحريصة تمخض الحليب لتستخرج زبدته ، هكذا مخضت السنين المدينة مخضاشديدا فكانت عمورية أفضل ما خرج منها ، فشبه الأيام بالمرأة البخيلة التي تمخض المدن أو الأرض أو لنقل أرض عمورية ، وفي وصف المخض بمخض البخيلة ما فيه من دلالة على شدوة المخض حتى لا يذهب شيء يمكن الانتفاع به سدى ، ثم شبه عمورية بزبدة السنين فتعاقب السنين عليها لم يزدها إلا شدة ، وفي وصفها بالزبدة دلالة على طمع الناس ورغبتهم فيها للذتها ولكنها كانت ممتنعة على من يرسيدها ختاصةً وأن مالكتها امرأة بخيلة فلم يأتها المعتصم في وقت ضعف أو سوء بل في وقت هي كالزبدة طراوةً وحسناً.
-------------
ختاماً أرجو أن يثمر ما كتبته ولا أن يتمّ تجاهله كالسابق .. وأعلن أنني سأتوقف عن الشرح فقد أخذت نصيبي وزيادة .
المعتمد
الرد مع إقتباس
  #28  
قديم 07-03-2001, 01:04 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

دور من الآن؟
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م