الجدار العازل ضربة صهيونية للاقتصاد الفلسطيني

[salim3344]

الجدار العازل ضربة صهيونية للاقتصاد الفلسطيني
إخوان أون لاين - 07/03/2004



الجدار العنصري الصهيوني


يُعد الجدار الفاصل- الذي تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني إقامته في الأراضي الفلسطينية المحتلة- أخطر المخططات الاستيطانية التي ينفذها الاحتلال على الأرض منذ عام 1967م، وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد بدأت في أعمال بناء الجدار في إبريل عام 2000م؛ بزعم منع تسلل الفلسطينيين- منفذي العمليات الاستشهادية- إلى الكيان الصهيوني.


وتتراوح تكاليف بناء الجدار ما بين 1.2: 2 مليار دولار، بواقع مليون دولار للكيلو متر الواحد؛ حيث يمتد من أقصى شمال شرق الضفة الغربية إلى أقصى جنوبها إلى الشرق من خط الهدنة، ويمر بمحافظات (جنين) و(طولكرم) و(قلقيلية) و(سلفيت) و(القدس) و(بيت لحم)، ليبتلع مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، ويعزل التجمُّعات الفلسطينية، ويترك آثارًا اقتصاديةً واجتماعيةً خطيرةً على الاقتصاد الفلسطيني.


وتشيرُ تقديرات (مركز غزة للحقوق والقانون) إلى أن الجدار الفاصل قد تسبَّب في عزل 12482 أسرة، وهي الأُسر التي أصبحت غرب الجدار- بين الجدار والخط الأخضر- منهم 1119 أسرة في محافظة (طولكرم) وحدها، بينما بلغ عدد الأفراد الذين أصبحوا غرب الجدار نحو 42097 فردًا، كما تسبب في تهجير 402 أسرة من أراضيها، منهم 113 أسرة من محافظة (جنين) وحدها، بينما بلغ عدد الأفراد الذين تم تهجيرهم نحو 2323 فردًا من التجمعات التي مرَّ الجدار من أراضيها، ويعد عزل التجمعات الفلسطينية من أهم الآثار المترتبة على الجدار العازل؛ لما يؤدي إليه ذلك من تقييد الحركة والتنقل.


وبالنسبة لفصل التجمعات التي تمر بالجدار الفاصل عن الخدمات الأساسية التي يستفيد منها الأهالي بشكل يومي، تشير تقديرات المركز إلى أن 30 تجمُّعًا يتم فصلها عن المراكز الصحية، و22 تجمعًا تم فصلها عن المدارس، و11 تجمعًا تم فصلها عن بدالة الهاتف (السنترال)، و8 تجمعات تم فصلها عن المفتاح الرئيسي لشبكة المياه، و3 تجمعات تم فصلها عن المحور الرئيسي لشبكة الكهرباء، وهو ما يلحق أضرارًا بالغةً في مجال تقديم الخدمات التعليمية والصحية والخدمات الأساسية الأخرى.


ولا يقتصر الأمر على عزل الأفراد والأسر فقط؛ بل أدى بناء الجدار إلى عزل مئات المنشآت الاقتصادية، التي أصبحت داخل الجدار- ما بين الخط الفاصل والخط الأخضر- وتصل إلى 750 منشأة، كما تشير التقديرات في هذا الشأن، منها 473 منشأة في محافظة طولكرم وحدها، بينما بلغ عدد المنشآت المدمرة بشكل كلي 27 منشأة، وبلغت مساحتها 11500 متر مربع، كما بلغ عدد المباني التي تم عزلها وأصبحت داخل الجدار 2438 مبنى، منها 892 مبنى في محافظة طولكرم، وبلغ عدد المباني التي دمرت بالكامل 10مباني، تبلغ مساحتها 810 مترًا مربعًا.


وحسب ما أعلنه مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فقد بلغ إجمالي خسائر التجمعات التي تضررت من بناء الجدار الفاصل نحو 10.7 مليون دولار، منها 280 ألف دولار خسائر تدمير آبار المياه الجوفية، و4417 ألف دولار خسائر تدمير شبكات العراق، و119 ألف دولار خسائر تدمير شبكات المياه، و194 ألف دولار خسائر تدمير شبكات الكهرباء، ويمكن عرض أهم القطاعات الاقتصادية الفلطسينية التي تأثرت سلبًا من جرَّاء بناء الجدار الفاصل على النحو التالي:


أولاً: تأثير الجدار الفاصل على القطاع الزراعي الفلسطيني

تسبب الجدار الفاصل في مصادرة وتجريف مساحات هائلة من الأراضي الزراعية الفلسطينية، وطبقًا لما أعلنه مركز المعلومات الوطني الفلسطيني فقد بلغت مساحة الأراضي المصادرة نحو 164783 دونم، موزعةً ما بين أراضٍ حكوميةٍ 40460 دونمًا، معظمها في محافظة جنين، وأراضٍ ملكيةٍ خاصةٍ 124323 دونمًا، معظمها في محافظة القدس، ومعظم هذه الأراضي مزروعة بالزيتون والتي تقدر مساحتها بحوالي 62623 دونمًا، تليها المحاصيل الحقلية 18522 دونمًا، ثم المراعي 9800 دونمًا، ثم الحمضيات 8008 دونم، بينما بلغت مساحة الأراضي التي تم تجريفها نحو 22298 دونمًا، موزعةً ما بين أراضٍ حكومية 1296 دونمًا، معظمها في محافظة جنين، وأراضٍ ملكية خاصة 21002 دونم معظمها في محافظة القدس، ومعظم هذه الأراضي مزروعة أيضًا بالزيتون والمحاصيل الحقلية والحمضيات.


ولا شك أن مصادرة الأراضي الزراعية الفلسطينية وتجريفها سوف يؤثر على الإنتاج الزراعي الفلسطيني بصورة مباشرة، خاصةً إنتاج الزيتون، الذي من المتوقع أن ينخفض بسبب تقطيع آلاف الأشجار المثمرة والمعمرة بمعدل 2200 طن سنويًا من الزيت في الأعوام المقبلة، والخضروات بمعدل 100000 طنًا سنويًّا، علاوةً على فقدان 10 آلاف رأس من الماشية منها مناطق رعيها، وتدمير المئات من البيوت البلاستيكية، ومزارع الطيور وحظائر الحيوانات، وهو ما يؤدي إلى أضرارٍ بالغةٍ للاقتصاد الفلسطيني.


ثانيًا: تأثير الجدار الفاصل على مصادر المياه الفلسطينية

يؤثر بناء الجدار على مصادرة المياه الفلسطينية في الضفة الغربية؛ حيث يقوم الاحتلال الصهيوني بانتزاع أكثر من 85% من المياه الفلسطينية من الطبقات الجوفية للضفة الغربية، أي حوالي 25% من استخدام الصهاينة للمياه، ومصادرة 30 بئرَ مياهٍ في محافظتي (قلقيلية) و(طولكرم)، وتقع هذه الآبار على الحوض الجوفي الغربي، الذي يعد أكبر وأهم الأحواض المائية الجوفية في الضفة الغربية، وهذا الأمر سيفقد الفلسطينيين 18% من حصتهم في هذا الحوض، والتي تقدر بنحو 22 مليون متر مكعب سنويًّا من أصل 362 مليون متر مكعب حسب اتفاقات (أسلو)، إضافةً إلى أنه سيضر البنية التحتية لقطاع المياه من مضخات، وشبكات الأنابيب الخاصة لمياه الشرب والريِّ الزراعي، وسيعمل على فقدان بعض القرى الفلسطينية لمصادرها المائية بالكامل.


ثالثًا: تأثير الجدار الفاصل على الصحة

تشير القديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في أكتوبر 2003م، إلى أن 73.7% من الأسر الفلسطينية الواقعة غرب الجدار الفاصل، شكل لها الانفصال عن الخدمات الطبية من مراكز المدن عائقًا في الحصول على الخدمات الصحية، في حين كانت النسبة 38.6% للأسر الواقعة شرق الجدار الفاصل، وهذا يعني الحرمان من تلقي خدمات الرعاية الصحية، وهو ما يشكل ضربةً حقيقيةً للبرامج النوعية في وزارة الصحة الفلسطينية، والمؤسسات الأهلية الصحية، بالإضافة إلى برامج الصحة الإنجابية للمرأة الفلسطينية.


رابعًا: تأثير الجدار الفاصل على التعليم

أوضح التقرير الخاص الذي أصدره مركز غزة للحقوق والقانون أن التوقعات تشير إلى أن اكتمال بناء الجدار سيؤدي إلى تضرر 7500 طالب من محافظات طولكرم وقلقيلية وجنين، فعلى سبيل المثال هناك 150 مدرسًا و650 طالبًا في طولكرم وحدها يجدون حاليًا صعوبةً في الوصول إلى مدارسهم.


علاوةً على تدمير المدارس وتعرض مرافقها للأضرار، ومن ثمَّ ستزداد تكلفة الدراسة نتيجة لانتقال الطلاب من أماكن سكنهم إلى مدارسهم التي ستقع بعد اكتمال البناء خارج قراهم، هذه التكاليف المادية ناجمة عن الحاجة لاستخدام وسائل النقل، وهو ما يؤدي إلى تراجع الالتحاق بالمدارس، وبخاصة في المناطق الريفية؛ نظرًا لارتفاع التكاليف المادية في ظل تردِّي الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.


خامِسًا: تأثير الجدار الفاصل على البيئة

يؤدي الجدار الفاصل إلى تخريب البيئة الفلسطينية؛ لكونه يعمل على اقتلاع الآلاف من الأشجار المثمرة وخصوصًا الزيتون؛ حيث وصل عدد الأشجار التي اقتُلِعت منذ بداية انتفاضة الأقصى إلى مليون شجرة، وتكمن أهمية هذه الأشجار في كونها تعمل على تحسين نوعية الهواء من خلال التقاط حبيبات الغبار أو استهلاك ثاني أكسيد الكربون، ولإطلاق الأكسجين في الجو، والتقليل من جريان المياه وانجراف التربة، وزيادة الفرصة أمام تغذية الخزَّان الجوفي، إضافةً إلى مساهمتها في استدامة الحياة البرية من خلال توفير الملاذ الآمن للطيور والحيوانات، وبالتالي الحفاظ على التنوع البيئي.


سادسًا: تأثير الجدار على معدلات البطالة

يهدف بناء الجدار إلى منعِ آلاف الفلسطينيين من العمل في داخل الكيان، والحصول على الأموال التي يحتاجونها، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في الضفة الغربية التي تقدرها بعض المصادر بأكثر من 60%، خاصةً وأن هناك نحو 39 ألف فلسطيني يعملون في الكيان الصهيوني في الربع الأخير من عام 2001م، وزيادة معدلات البطالة سوف تنعكس بالطبع في زيادة معدلات الفقر والجوع، خاصةً وأن نسبة الأسر التي تقع تحت خط الفقر المكافئ في هذه المنطقة تصل إلى نحو 63.3% حسب تقديرات مركز الإحصاء الفلسطيني في هذا الشأن.


وقد أشار التقرير الذي أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الأمنية في نوفمبر 2003م إلى أن الجدار لن يمكِّن الفلسطينيين من الوصول إلى مزارعهم لكسب أقواتهم، وهو ما سيعرضهم لخطر الجوع، وهو ما يوضح وجود علاقة وثيقة وقوية بين الإغلاق وزيادة الفقر والجوع في الأراضي الفلسطينية.

[salim3344]

أللهم يا جبار السماوات و الأرض ... زلزل الأرض من تحت الكيان الصهيوني اللقيط .... آمين.