د,الأهدل: السباق إلى العقول (63) نشر الفواحش والمنكرات..
السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل.. (63)
الجزء الثالث.. تابع.. لوسائل أهل الباطل في السبق إلى عقول الناس..
شواهد لنشر وسائل الفواحش وإشاعة المنكرات..
ويمكننا تَبَيُّنُ مظاهر نشر الباطل وبثه والتمكين له في وسائل الإعلام، ومظاهر محاصرة الحق وأهله والحجر على عقول الناس من أن يصل إليها الحق عن طريق تلك الوسائل..
ومن الشواهد على نشر وسائل الفواحش، وإشاعة المنكرات في وسائل الإعلام ما يأتي:
الشاهد الأول: الإكثار من الأغنيات الماجنة:
وهي الأغنيات التي تزين الفاحشة صراحةً أو ضمناً، بأصوات نساء فقدن الحياء واستمرأن السقوط في مستنقع الرذيلة، فَيَفْتِنَّ بأغنياتهن المتضمنة للدعوة إلى المنكر، وبأصواتهن الخاضعة بقول المنكر شبابَ الأمة وشاباتها الذين يجهلون دينهم، ولم يتربوا عليه التربية التي تقيهم الفسق والعصيان..
وكذلك يفتنَّهم بتكسرهن وتمايلهن وبعريهن الفاضح المعد للفتنة، يشاهد ذلك الناس في المسارح والمراقص مباشرة، أو في شاشات التلفاز في البيوت، وقل مثل ذلك في المغنين من الرجال..
الشاهد الثاني: شغل أوقات الناس بأنواع الرقص:
والرقص يعد إعداداً يجذب إليه كل فئاتهم: الصغار "الأطفال" والمراهقين والشباب، الرجال والنساء، الحضريين والأعراب..
إن الذي يتتبع وسائل الإعلام التي يسيطر عليها أعداء الحق في الشعوب الإسلامية، ليهوله ما يشاهده من كثرة الرقص والراقصين وشغل الناس بذلك وإلهائهم به، هذا مع ما يصاحبه من عري فاضح، وبخاصة في الفتيات المراهقات، ومن اختلاط الشبان والشابات، واحتضان بعضهم لبعض أمام الجماهير المشاهدة في المسارح مباشرة أو على شاشات التلفاز.
الشاهد الثالث: الإشادة بأعمال مفسدي الأجيال المسلمة:
وهم الذين يسمونهم بالفنانين والأدباء والمفكرين (وكثير منهم إباحيون) تخصص وسائل الإعلام أوقات طويلة لإجراء مقابلات معهم، لإبراز تاريخهم المليء بالفساد الخلقي والإفساد الاجتماعي والقدوة السيئة، وللإشادة بأعمالهم الفنية العفنة وتزيينها.. ودعوة الناس إلى متابعتها والاقتداء بأساطينها العظام..
الذين ينتقدون الدعوة إلى العفة والطهر وحجاب المرأة، والبعد عن اختلاط الرجال والنساء غير المشروع، والنهي عن خلوة الرجل بالمرأة..
ويدعون إلى تعاطي كل ما يسهل فعل المنكرات والفواحش باسم حرية المرأة، وعملها، والثقة فيها، وباسم التنمية واستغلال الطاقات، وباسم إحياء التراث الشعبي، والبعد عن التزمت والجمود..
وغير ذلك مما يزينون به المنكر ويظهرونه في صورة المعروف، ويشوهون به المعروف ويظهرونه في صورة المنكر..
وبذلك يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً، ويضللون عقول الجهال - وما أكثرهم - بدعاياتهم..
الشاهد الرابع: نشر حوادث المنكرات والفواحش، وقصص الغرام:
والعلاقات المحرمة - أي يشيعون الفاحشة بين الناس - للإغراء بها والتحريض عليها، مع الصور التلفازية أو الفوتوغرافية..
الشاهد الخامس: الأفلام المعدة لنشر وسائل الفاحشة:
وقد تكون تلك الأفلام المعدة مكشوفة في نقل صورة الفواحش مباشرة، فلا يؤذن بنشرها في أجهزة الإعلام الرسمية، ولكن يعطى أهلها الذين أعدوها الضوء الأخضر لنشرها وتداولها بين الأسر وفي ملتقيات خاصة من أجل هدم الأخلاق وإشاعة قلة الحياء..
وقد تكون متضمنة للدعوة إلى الفاحشة بنشر وسائلها، كأفلام الغرام والحب التي تحرض على الخلوة بالمرأة المتزينة المتبرجة، وتعرض ما يحصل بين المرأة والرجل من عناق وقبلات ونظرات وتبادل كلمات غرامية ساقطة..
وهذه الأفلام..
إما أن تنشر كما هي في البلدان التي وصل حكامها إلى درجة من الوقاحة وقلة الحياء في محاربة الفضائل ونشر الرذائل..
وإما أن تحذف منها بعض اللقطات المثيرة خشية من انتقاد بعض الغيورين من أبناء البلدان التي لا زال يوجد فيها من يقول كلمة الحق..
وبخاصة إذا طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، واللقطات التي تحذف في هذه الأفلام يستطيع من يريد مشاهدتها شراء الأفلام نفسها من محلات متخصصة في بيعها…
قد يقال: ما صلة هذه الأمور بالسباق إلى العقول؟!
والجواب: أن المقصود بالسباق إلى العقول عند أهل الباطل، هو شغلها بالباطل الذي يصدها عن الحق، وهذه الأمور كلها تؤدي إلى هذا الهدف..
فإذا راقبت كثيراً من الناس وجدت هذه الأمور قد استولت عليهم وشغلتهم وألهتهم فلا يفكرون في الخير والفضيلة - إلا من هداه الله وتفقه في الدين واتجه إلى الله - لأن هذه الأمور قد وضعت حواجز بينهم وبين الخير والفضيلة والتفكير فيهما..
موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
|