مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 08-01-2004, 12:23 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(11)
و الجهادُ أشملُ من القتال ، ولذلك انظُر كم ذُكِرَ القتالُ في القرآن من مرَّة وبالمقابل كم ذُكِرَ الجهادُ من مَرَّة ، القتالُ هو القتال بالسيف ولهذا قال تعالى : {كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُم } ، أمَّا الجهاد {وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ } ، وآياتٌ كثيرةٌ جداً تدعو إلى الجهاد ، إنَّه لا يجوز لنا أن نبسِّطَ القضيَّةَ ونختزلَها أو نختصرها بمعركةٍ عسكرية محدودة في بلدٍ من البلدان الإسلامية ، أو حتى معركة عسكرية شاملة مع الغرب وإن كان هذا الأمرُ وارداً بل متوقعاً ، بل نحن نعتقد أنه آتٍ ، وقد تحدثتُ عن ذلك في الأسبوع الماضي في ( صِنَاعَةُ الموتِ ) .
ونقولُ الآن : الحياةُ كلُّها ميدانٌ للمعركة ، والأسلحةُ ليست هي البندقية والرَّصَاصة والطَّائرة والدبَّابة والمدفعيَّة فحسب ، كلا ، بل الفكرُ سلاح ، والاقتصادُ والمالُ سلاح ، بل والماء سلاحٌ فهو ميدانُ الصِّراع اليوم ، والتقنيةُ سلاح ، والتَّخطيطُ سلاح ، والوحدةُ سلاح ، وهكذا أسلحة كثيرة !
لقد بدأَتْ اليابانُ من الصِّفر بعد تدميرها وإلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي ، بدأت بعدما استسلمَتْ من نقطةِ الصِّفر ولكن ظلَّ المشهد ماثلاً يراه أبناؤها و زوَّارها إلى اليوم حتى يأخذوا منه العبرةَ ويكون دافعاً لهم إلى الإنجاز والتقدُّم .
لقد بنت وخطَّطَت وصمَّمَت وسَعَت حتى وصلت إلى مستوى أصبحت تهدِّدُ أمريكا فيه ، باقتصادها الذي ينمو بقوةٍ وبسرعةٍ ، وبأشياءَ أخرى كثيرة ، حتى على المستوى العسكري فإنَّ هناك تقارير ودراساتٍ تقول إنَّ ثمَّة مصانع كثيرة في اليابان من السَّهل جداً تحويلها إلى مصانعَ عسكريَّةٍ ونوويَّةٍ بمجرَّدِ تعديلاتٍ بسيطة لا تستدعي وقتاً طويلاً ، وقد أصبحت اليابان اليومَ تستقطبُ وتمتلكُ اليورانيوم وغيره من المواد الخطرة التي يحتاج إليها في الصناعات العسكرية وسواها ، فينبغي للمسلمين أن يأخذوا الأسوة والعبرة من ذلك .
ومن الجهاد : الدعوة إلى الإسلام في بلاد المسلمين ليكون الإسلام هو الأساس الذي عليه يجتمعون ومنه ينطلقون .
الدعوةُ إلى التوحيد أيضاً وإفراد الله بالعبادة ونبذ جميع الأنداد والأوثان والأصنام التي ما أغنت عن المسلمين شيئاً ولا يمكن أن تغني عنهم شيئاً ولا يمكن أن يكونوا مسلمين حقاً وهم يرونها بين أظهرهم ويسكتون عنها أو يداهنونها ، لا بُدَّ من توحيد الله تعالى وصرفِ جميع أنواع العبادة له ، فلا حبَّ إلا لله ، و لا خوفَ إلا منه ، ولا رجاءَ إلا فيه ولا عبادةَ لغيره ، ويشمل ذلك كلَّ أنواع العبادة ، الصلاة والصيام والذبح والنذر والحكم والعبودية كلِّها تُصرَف لواحدٍ جَلَّ وتعالى ، ولا تشرك في حكمه أحداً .
إنَّ الفردَ بالتوحيد لله تعالى ينضبط في عمله وتستقرُّ نفسه وعقله يثمر وينتج، ويصبح إنساناً فعالاً مؤثراً في هذه الحياة ، ولا بدَّ أيضاً من اعتمادِ الشَّريعة الإسلامية في جميع الأنظمة والإدارات ، وألاَّ يكون هناك مصدرٌ آخرٌ للتقنين والتَّشريع غير الإسلام وعلى كافَّة المستويات ، الداخليَّة في علاقة الأفراد بعضهم ببعض ، أو علاقة الحاكم بالمحكوم ،أو علاقة الرَّجل بالمرأة ،أو الخارجية في علاقة المسلمين بالدُّول الأخرى عربيَّةً كانت أو إسلاميةً أو عالميَّةً .
وكذلك في الاقتصاد أو الإعلام أو التعليم أو العلاقات الاجتماعيَّة أو غيرها ، أن نسلِّمَ لله تعالى ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً } ، إذن لا بُدَّ من إقامةِ الحياة الإسلاميَّة في بلادِ المسلمين كلِّها على أساس الإسلام عقيدةً وشريعةً ، و إذا آمنَّا بذلك وسعينا في تطبيقه بصدقٍ و جِدٍّ ، فحينئذٍ التقصيرُ والنَّقصُ والخطأُ غيرُ المقصود يصحَّحُ على مدى الأيَّام .
إنَّه لو وُجِد المسلمُ الواثقُ بدينه وبمستقبله ، والذي يعلم أنَّه لا حَلَّ إلا بالإسلام ويحرِّكُ طاقاته في هذا السبيل ، لأدركنا حقَّاً ويقيناً وصدقاً، لا نقول سوف نحرِّرُ بلاد الإسلام منهم ، بل نملك حتى موضع أقدامهم ، كما قال هرقل : لئن كان ما تقوله صدقاً لسوف يملك ما بين قدميَّ هاتين !
ولا بُدَّ من دعوةِ غير المسلمين إلى الإسلام والعقيدة التي هي الحلُّ لكلِّ المعضلات الفلسفية التي تعبث بعقولهم ، ودعوتهم إلى المنهج الأخلاقيِّ البديل عن الفساد والفوضى والانحراف والأنانية الموجودةِ في بلادِ الغرب ، والذي يؤمِّنُ لهم الرحمةَ والتعاونَ والأخوَّةَ التي يفتقدونها ، ولا بدَّ من دعوتهم إلى المنهج التعبديِّ الذي يربط الإنسانَ بربه في عالم الماديات والآلة .
ولا بُدَّ من دعوتهم إلى الاقتصاد والسياسة على نمط الإسلام، وتقديم المنهج الإسلاميِّ الصحيحِ من خلال معاهد ومؤسسات تطرح هذا الجانب، فالإسلام جذَّاب في كلِّ شيء ، كما هو جذَّابٌ في عقائده هو جذَّابٌ في أخلاقه وعبادته وأخلاقياته ومنهجه للحياة ، ولا بُدَّ من تصحيح النَّظرة التي لدى المواطنِ الغربيِّ عن الإسلام والمسلمين .
ثُمَّ لا بُدَّ من الإفادةِ من معطيات العصر ووسائلِ الإعلامِ ووسائلِ الاتِّصال المختلفةِ والتقنياتِ الحديثةِ واللُّغاتِ في إيصال الدَّعوةِ إلى أولئك القومِ وشرحِ الإسلامِ لهم ، فإنَّ من المدهش والمُحزن أن تجدَ مكتباتٍ ضخمةٍ في الكونجرس في أمريكا ، وفي بريطانيا وفي غيرها ، فيها كلُّ كتب الدنيا ثمَّ إذا بحثتَ عن الكتب الإسلامية لا تجدُ أيَّ كتابٍ موثوق ، وفي بعض الأحيان لا تجدُ إلا الكتبَ التي تمثل اتجاهاً خاصَّاً ككتب الرافضة مثلاً أو الأباضيةِ أو القاديانيةِ أو غيرِهِم من أهل البدع وأربابِ الضَّلال .
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!
  #12  
قديم 08-01-2004, 12:24 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(12)
الطُّلابُ الذين يذهبون من العالَم الإسلاميِّ إلى الغربِ ويقيمون في أوساطِ الأمَمِ الغربيَّةِ دارسينَ أو موظَّفينَ ، هل حملوا المشعلَ ؟ أو إنَّهم منهزمونَ في داخلِهِم عقائديَّاً وحضاريَّاً وإنْ كانُوا يتكلمون بألسنتِهِم بغيرِ ذلِك ، فلسانُ حالِ أحدِهِم يقولُ :
أمَّتي هل لَكِ بينَ الأُمَمِ *** منبرٌ للسَّيفِ أو للقَلَمِ ؟
أتلقَّاكِ وطرفي مطرِقٌ *** خجلاً من أمْسِكِ الُمنصَرِمِ
ويكادُ الدَّمعُ يهمي عابثاً *** ببقايا كبرياءِ الأَلَمِ
أين دُنياكِ الَّتي أوحَتْ إِلى *** وَتَرِي كُلَّ يتيمِ النَّغَمِ
كَم تَخَطَّيتُ على أصدَائِهِ *** مَلْعَبَ العِزِّ ومَغنَى الشَّمَمِ
وتَهَادَيتُ كَأنِّي سَاحِبٌ *** مِئزَري فوقَ جِباهِ الأنجُمِ
حُلُمٌ مَرَّ كأطيافِ السَّنَا *** وانطَوَى خَلفَ جُفُونِ الظُّلَمِ
أمَّتِي .. كم صَنَمٍ مَجَّدتِهِ *** لم يَكُن يحمِلُ طُهْرَ الصَّنَمِ
فاحبسِي الشَّكوَى فلولاكِ لَمَا *** كَان في الحُكمِ عبيدُ الدِّرهَمِ
إنَّ الكثيرون يتكلَّمون بهذه العبارات والكلماتِ والأقوال ، أي أنَّهم منهزمونَ أمامَ الغرب ، لا يقدِّمونَ الإسلامَ بقوَّةٍ ولا يطرحُونَه بشجاعةٍ في أخلاقِهِم وسُلُوكِهِم وأعمالِهِم واتَّصالاتِهِم وجهودِهِم هناك .
ومع ذلك فإنَّ المستقبلَ مشرقٌ ، ومن أجلِ كلامٍ أكثرَ تفصيلاً أطرحُ هذه النماذجَ السريعةَ الَّتي لا يسمحُ الوقتُ بأكثرَ منها :
1) المجلسُ الإسلامي الأمريكي :
هذا مجلسٌ في مجالِ دعوةِ المجنَّدينَ ، وقبلَ دقائقَ سلَّمني أحدُ الإخوة رقعةً أو قصاصةً من جريدةِ "المسلمون" تتكلَّمُ عن المسلمين الموجودين داخلَ الجيش الأمريكي ، وأعتقد أنَّه قال إنَّ عددَ المسلمين هناك حوالي 8000 مسلم ، لكنَّهم كما يقول المقال بلا نفوذٍ وبدون رتبٍ كبيرةٍ و بلا تأثيرٍ ، هذا في عدد 421 يعني قبل حوالي سبعة أو ثمانية أشهر .
لكنَّ الكلامَ الذي سوفَ أقولُهُ مختلفٌ بعضَ الشَّيء ، فقد وصلني تقريرٌ يقول إنَّ هذا المجلسَ الإسلاميَّ الأمريكيَّ المسؤولَ عن الدَّعوةِ بين المجنَّدين الأمريكان يديرُهُ شخصٌ يتبعه مجموعةٌ من الأفراد ، هم قليلون على كلِّ حالٍ ، لكنَّ الغريبَ أنَّ هذا المجلس كُوِّنَ من قِبَلِ وزارةِ الدِّفاع الأمريكية ، برضاهم و موافقتهم !
أيُّ دولةٍ عربيَّةٍ أو إسلاميَّةٍ تجعلُ هناك جهةً مسؤولةً عن التوعيةِ والإرشادِ الدِّينيِّ والإسلاميِّ في صفوف جيوشها وشعوبِها ؟
نعم يوجدُ في هذه البلاد بوادرُ ومكاتبُ مسؤولةٌ عن ذلك ، نسألُ اللهَ تعالى أن يمنحَهم القوةَ والفرصةَ لممارسة دورهم وجهدهم ، أمَّا في كثيرٍ من الجيوش الإسلاميَّةِ فإنَّ مجرَّدَ وجودِ كتابٍ إسلاميٍّ أو محاضرةٍ يُعتبَرُ أمراً خطيراً !
المهمُّ أنَّ وزارةَ الدِّفاعِ الأمريكية أوجدَت ما يمكن أن نسمِّيهِ بمكتبٍ للتَّوعيةِ الدينيَّةِ خاصٍ بالمسلمين ، وأعطَتهم صلاحياتٍ واسعةٍ ونظَّمَت لهم رحلةَ حجٍّ قام معهم ذلك المسؤول ، ومنحَت ذلكَ المسؤولَ رتبة عُليا – جنرال في الجيش الأمريكي – ، وأعطته فرصةَ وإمكانيةَ أن يدخلَ إلى جميعِ القواعد العسكريَّة الأمريكيَّة بحريةً أو جويةً أو بريةً ، ويتفقَّدَ أحوالَ المسلمين هناك وينظِّمَ جداولَ لزيارتهم ، ومحاضراتٍ ودروسٍ تُلقَى لهم وكتبٍ وأشرطةٍ توزَّعُ عليهم ، وجعلت هناك تعميماً على جميعِ مؤسساتها للمواصفات المطلوبة حول الطعام والشرابِ الذي يقدَّم للجندي أو الضابط المسلم ، وحولَ الأعياد التي يُسمحُ له بالاحتفال بها من أجل مراعاة المسلمين ومنح الحرية لهم حتى داخل الجيش الأمريكي .
وفي ذلك المقال الذي تلوتُهُ عليكم قبلَ قليلٍ صورةٌ لمجموعةٍ من المسلمين وهم يؤدُّونَ الصَّلاةَ هناك .
فضلاً عن تكوين بعض الموادِّ الإعلاميَّةِ من أفلامٍ وأشرطةٍ للتثقيفِ والتدريبِ والتعريفِ بدين الإسلام ، وحريَّةِ دعوة غير المسلمين إليه أيضاً ، وكذلك دفنِ الموتى على الطَّريقة الشرعيَّة .
وإضافةً إلى هذا كلِّهِ ، فقد سمحَت وزارةُ الدِّفاعِ الأمريكيَّةِ بأن يُعلِنَ هذا المجلسُ عن نفسه في جميع المطبوعاتِ والمجلاَّتِ والصُّحُفِ التي تصدرُها وزارةُ الدفاعِ .
إذن أمامَنا فرصٌ لدعوةِ غيرِ المسلمين إلى الإسلام ، لو كُنَّا جادِّينَ وصادقينَ ، وقد تكونُ هذه الفرص أحياناً مع الأسف أعظم وأكبر من الفُرَصِ الموجودةِ في بعض الدُّولِ العربيَّةِ والإسلاميَّة .
2) مركزُ الدِّراساتِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّة بأنقرة في تركيا:
وهو مختلفٌ بطبيعةِ الحال و إنَّما المقصودُ التنويع ، وقد عقد هذا المركزُ مؤتمراً تعاونيَّاً للمرَّةِ الثانية ، حضره مجموعةٌ من العلماء المسلمين من مصرَ وبلادِ المغربِ وباكستانَ والهندِ وغيرها تفرَّعَتْ عنه عدةُ لجان ، منها لجنةٌ خاصَّةٌ بالعلم والتكنولوجيا وأصدرت توصياتٍ كبيرةٍ وعظيمةٍ ، ولكنَّهَا نظريَّة بطبيعة الحال ، ولجنةٌ أخرى للتنظيمِ والتشكيل بتقسيم العالم الإسلاميِّ إلى أقاليمَ وولاياتٍ وأقسامَ والتركيز عليها ، ولجنةٌ ثالثةٌ للعمل التربويِّ في أوساطِ المسلمين ، ولجنةٌ رابعةٌ للإعلام الإسلاميِّ وتقديمِ البديل ، ولجنةٌ خامسةٌ للمناهجِ الاستراتيجيَّةِ ، وخرَجَت بتوصياتٍ كبيرةٍ وبنَّاءة ، لكن المهمَّ والخَطِر أنَّ هذا المؤتمر لم يحدِّد الجهةَ التي يمكن أن تنفِّذَ هذه التوصيات ، وهذا هو المُشكلُ أو كما يُقال : من يُعلِّقُ الجرَس .
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!
  #13  
قديم 08-01-2004, 12:25 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(13)
فمن المُمكن جداً أن يرسمَ حتى الفرد الواحد توصياتٍ كثيرةٍ ، لكن مَنِ الَّذي يتولَّى التنفيذَ في ظلِّ غيابِ الإدارةِ الإسلاميَّةِ الصحيحةِ من المسلمين حكوماتٍ وشعوباً وأفراداً أحياناً تجاه ذلك .
3) النموذج الثالث / دولة ماليزيا :
و قد تحدَّثْتُ عنها حديثاً عابراً قبل أسبوع ، فنسبةُ الارتفاع في معدَّلاتِ النّموِّ في ماليزيا 7-10% باطراد ، وهم يخطِّطون إلى أن يكون عام 2000م - وقد وضعوه حداً - ستكون دولةً اقتصاديةً وصناعيةً عُظمى في مصافِّ الدُّولِ الكُبرى .
ثم خطَّطوا ذلك ورسموا وسَعَوا وفعلوا ، فحقَّقوا تكريماً لليَد العاملَةِ الماليزيَّةِ ونقلاً للتَّقنية والتَّصنيع ، وتقدُّماً اقتصاديَّاً ، حتَّى إنَّهم يصنعون الآن ألوانَ الصِّناعاتِ من السيَّارات والمكيفات والآلاتِ والأسلحةِ ..وغيرها ، حتَّى أنَّ السيارةَ الَّتي يستقلُّها رئيسُ الوزراء هي نفسها سيارةٌ من صناعةٍ محليَّةٍ ، وهي تجربةٌ ضخمةٌ تستحقُّ الدراسةَ وعندي عنها مقالاتٌ وأشياءُ كثيرة .
وربَّما يكون ذلك الذي لحظَ خطورةَ التَّعاونَ الإسلاميَّ الكنفوشيَّ - كما سمَّاه – أي التعاون بين المسلمين والصِّين ، ربَّما لحظَ وجودَ نوعٍ من التقاربِ بين ماليزيا والدُّولِ الآسيويةِ وبين الصِّينِ واليابانِ وبعضِ تلك الدول ، وهذا أمرٌ جيِّدٌ أن يطرحَه المسلمون ، أي أن يكونَ هناك نوعٌ من التعاون ونقلِ التقنيةِ والتصنيعِ والاقتصادِ المتبادلِ بين المسلمين وبين تلك الدول كبديلٍ عن العالم الغربيِّ الذي أثبتَ انحيازَه لليهودِ وانحيازَه للنصارى في البوسنةِ وتعصُّبهِ للمصالحِ الذَّاتيةِ والشَّخصيةِ .
إيجابيات
ونحن نتحدث عن الغرب لابد أن نتحدثَ ونشير إلى بعض هذه الإيجابيات .
يظنُّ البعضُ أنَّنا نتجاهلُ الإيجابيَّاتِ العظيمةَ الموجودةَ في المجتمع الغربي وأننا لا ننظرُ فقط إلا إلى الجانبِ المظلمِ أو المعتمِ منه ! كلا ! وإنما طبيعةُ الحديثِ تقتضي التركيزَ على ذلك ، وإلاَّ فهناك إيجابياتٌ عظيمةٌ أذكرُ منها ثلاثَ تقريباً بإيجازٍ و اختصارٍ ، وإنما اخترتُها لأنَّها تتعلَّق بموضوعِ حديثِنا:
أولاً : الغربُ صادقٌ مع نفسه وواضحٌ و مباشرٌ و مهتمٌ بعرضِ المشكلاتِ ومعالجتِها في الهواءِ الطَّلقِ ، بل والغربُ يرصدُ الميزانيَّاتِ الضَّخمةَ لمثل هذا العمل ، أي دراسةِ المشاكلِ الموجودةِ وتحليلها ، ويقيمُ المراكزَ ويتيحُ لوسائلِ الإعلامِ تلفزةً أو صحافةً كلَّ الوسائلِ التي تضمنُ قدرتَهم على معالجةِ المشكلةِ وعرضِها .
أمَّا نحنُ المسلمون فنتعمَّد أسلوبَ التعتيمِ والتعميةِ والتَّستُّرِ على المشكلاتِ ونعتقدُ أنَّ الصَّمتَ والزَّمَن كفيلٌ بحلِّ المشكلاتِ مع أنَّه ربَّما يكونُ الصمتُ والزَّمنُ سبباً في زيادتِها وتفاقمِها ..!
مثال : ( أمَّةٌ معرَّضَةٌ للخَطَر ) ، كتابٌ كما قلتُ قبلَ قليل يتحدَّثُ بعدَ لجنةٍ مكوَّنةٍ من ثمانيةِ عشرَ خبيراً يمثِّلونَ جميعَ القنواتِ الغربيَّةِ الأمريكيَّةِ درسوا على مدى ثمانية عشر شهراً ثم أعدُّوا تقريراً نُشِرَ في العالَم وفي جميعِ وسائلِ الإعلامِ ، يتكلَّمُ عن الخطرِ الَّذي يهدِّدُ أمريكا من خلالِ عمليَّةِ التَّعليمِ ويدعو إلى الإصلاح .
و ما قالوا إنَّه تقريرٌ سريٌّ ، و لا خاصٌّ ، و لا رأوا أنَّ في نشرِه إثارةً لفتنةٍ و لا تقليلاً من ثقةِ الشَّعبِ بحكومتِهم !
مثال آخر : الموضوع الذي نتحدَّثُ عنه الآن ، جاءتني الآن ورقةٌ من أحدِ الإخوةِ يقولُ : إنَّك خلالَ كلمتِك تحدَّثتَ عن مجموعةٍ من الكُتُبِ الَّتي نُشِرَت في أمريكا وهي تتحدَّثُ عن سقوطِ أمريكا وانهيارِها وتراجُعِ اقتصادِها ، فلماذا لم يُحاكَم أولئك الَّذين كتبوا هذه الكُتُبَ ؟!
هذا والله سؤالٌ قرأتُه الآنَ والمؤذِّنُ يؤذِّنُ !
هذا شيءٌ عجيبٌ ! إنَّ الغربَ ربَّما يدفعُ جوائزَ لأولئك الَّذين ينتقدونَه والذين يتكلَّمون عن مشكلاتِه وربَّما يتحدَّثُ عن كتبِهِم علانيةً والنَّاسُ يقبلونَ عليها وأجهزةُ الإعلامِ تعرضُها بطرقٍ مختلفةٍ ، ولا يملكُ أحدٌ أن يعترضَ على مثلِ هذه الأشياء !
فمفهومُ التَّقَهقُر الغربيِّ يُعالجُ ويُطرَح على خطورتِه وعلى حساسيتِه و رغمَ أنَّهم يتناولونه بشيءٍ من الحذَرِ أحياناً إلاَّ أنَّ الكتبَ والصُّحفَ والمجلاَّتِ أصبحَت تتناولَه بوضوح ، لأنَّهم يدركون أنَّ السكوتَ عن هذا أو إغماضَ الأعينِ لا يعني أنَّ الغربَ أصبحَ يترقَّى ولا يعني أنَّ الانهيارَ توقَّف ، فهم يرون أنَّه ولا بُدَّ من الانهيارِ ، فليكن إذن انهياراً نشهدُه نحن في عيونِنا ونسعَى على الأقلِّ في تخفيفِ حدَّتِه.




(14)
أما أن نواجِهَ المشكلةَ بعدما استفحلَت وتعاظمَت وأصبحَت مواجهتها كالمستحيل ، فلا فائدةَ من ذلك .
أمَّا نحن المسلمون فنقولُ دائماً و أبداً : نحن بخيرٍ و الأمورُ على ما يُرام و كل شي تمام !
نعم ! قد تكونُ أنت بخيرٍ ، ولكنَّ الأمَّةَ في خطرٍ فلا تكُن أنت أنانيَّاً تقول :
إذا متُّ ظمآناً فلا نَزَلَ القَطرُ !
بل قل :
ولَو أنِّي حُبيتُ الخُلدَ فرداً *** لما أحببتُ بالخلدِ انفِرَادا
فلا هطَلَت عليَّ ولا بأرضِي *** سحائبُ ليسَ تنتظمَ البِلادا
لا تنظرْ إلى وضعِكَ الشَّخصيَّ وأنَّك بخيرٍ تتمتَّعُ بمميزاتِ وخصائصَ وفرصٍ وصلاحيات وأعمالَ ومرتَّبات وأشياءَ لا يتمتَّعُ بِها غيرُك في بلادٍ أخرى أو في مواقعَ أخرى !
لا ! انظُر إلى الأمَّةِ الَّتي أنت فردٌ منها وأدرِك أنَّك إن كنتَ اليومَ بخيٍر فغداً لن تكونَ كذلك ، فإنَّ الآيةَ إذا حقَّت على الأمَّةِ فأنت فردٌ منها ، والنَّاسُ يُصابُون بالبلاءِ جميعاً ثمَّ يُبعَثون على نيَّاتِهم كما أخبرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم .
يقولُ البعضُ : هناك أمورٌ طيِّبةٌ في المجتمع المسلم ، وبناءً عليه يجب أن نركِّزَ عليها .
نعم ، نحن نعرفُ أنَّه في مجتمعاتِ المسلمين في هذا البلدِ خاصَّةً وفي بلاد الإسلامِ كلِّها عامَّة ، هناك آثارٌ إسلاميَّةٌ إيجابيَّةٌ طيِّبةٌ ، في التَّعليمِ والإعلامِ والعلاقاتِ الاجتماعيَّةِ ومجموعةِ الأحكامِ والمساجدِ والمآذنِ والرُّوحِ الدِّينيَّةِ لدى النَّاس إلى غير ذلك .
ولا يعني السكوتُ عن هذه الأشياءِ تجاهلَها ، لأنَّ هذا هو الأصل ، أن تكونَ أوضاعُ المسلمين إيجابيَّةً كلَّها ، لكنَّ المؤسفَ أنَّ البعضَ ينظرُ إلى الخيرِ الموجودِ في العالم الإسلاميِّ على أنَّه فقط تحليةُ المياه أو زرعُ الأرض أو ارتفاعُ الرواتب !
وهذه نظرة سطحية ، فإنَّهم لا ينظرون مثلاً – حتى دنيويَّاً مثلاً - إلى ارتفاعِ معدَّلاتِ النُّموِّ وانخفاضِها على المستوى الاقتصاديِّ وما يترتَّبُ عليه مستقبلاً من أضرار ، فضلاً عن أن ينظروا إلى المصالحِ العامَّةِ للأمَّةِ في مواجهةِ الكيدِ الغربيِّ الذي يستهدفُها في عقيدتِها ودينِها واقتصادِها وأخلاقِها وبلادِها وأرضِها ، بل وفي أفرادها !
ثانياً : ومن الميزات أيضاً أنَّ الغربَ علميٌّ ودقيقٌ ، فهو يعتمدُ على الرَّصدِ والإحصاءِ والدراسةِ ، ولديه آلافُ المراكزِ وهو يعملُ في أحيانَ كثيرةٍ استبياناتٍ ودوريَّاتٍ متواصلةٍ للتَّأكُّدِ من نظرةِ النَّاسِ إلى شيءٍ وقناعتِهم به ، سواءً كان ذلك الشيءُ رئيساً أو قراراً أو حركةً أو حدثاً معيناً .
ولا يعتمدُ على مجرَّدِ التمنيَّاتِ أو الظُّنونِ أو الحدسِ أو التخمينِ أو ما يريدُهُ الإنسانُ أو يحبُّه .
ثالثاً : الغربُ يعطي الإنسانَ الغربيَّ قيمةً كبيرةً ، ويبدو ذلك في مجالاتٍ عديدةٍ ، في المجالِ السياسيِّ ونظامِهم الديموقراطيِّ الذي ساهَمَ في تطويلِ مدَّةِ بقاءِ الأُمَمِ الغربيَّةِ لأنَّه نظامٌ – وإن كان غيرَ إسلاميٍّ قطعاً – يقومُ على إعطاءِ الفردِ قيمتَه في الاختيارِ ، حتى اختيار العمدةِ في الحيِّ أو المديرِ في ذلك الشَّارعِ أو الرَّئيسِ في تلك الإدارةِ أو هذه ، فضلاً عمَّا فوقَها !
فهم يعطون الفردَ مجالاً مهمَّاً من خلال ذلك ، ولذلك تجدُ أنَّ الشيوعيَّةَ سقطَت بسرعة لأنَّها تقومُ على الديكتاتوريَّة ومصادرةِ قيمةِ الفردِ ،أمَّا الأمم الغربيَّة فقد تأخَّرَ سقوطُها لأنَّها أعطَت الفردَ قيمتَه ، ومثل ذلك في المجال التعليميِّ والإعلاميِّ والاجتماعيِّ ، فإنَّ الفردَ في الغربِ يشعرُ بقيمتِه وأهميَّتِه على كلِّ صعيدٍ ، بخلاف أيضاً الفردِ في كثيرٍ من بلادِ العالَمِ الإسلاميِّ فهو مسحوقٌ ليسَ له قيمةٌ ولا وزنٌ ولا اعتبارٌ .
أسأل الله تعالى أن يكونَ اجتماعُنا هذا اجتماعاً مرحوماً ، وتفرُّقَنا بعدَه معصوماً ، وأسألُه تعالى بأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العليا وهُوَ الواحدُ الأحدُ الصَّمَدُ الذي لم يلد ولم يولد ، أن يجمعَ أمرَ المسلمين على الحقِّ ، وأن يوحِّدَ كلمتَهم على الهُدى وأن يهدي ضالَّهُم ، وأن يهدي حكَّامَهم إلى تطبيقِ الشَّريعةِ الإسلاميَّة والرِّفقِ برعيَّتِهم ، ويوفِّقَهم جميعاً إلى ما يحبُّ ويرضى ، وأن يكفينا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفُجَّارِ وما اختلفَ به الليل والنَّهار ، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير .
وأسألُه تعالى أن يريَنا من أمرِ أُمَم الغربِ الكافرةِ المهيمنةِ ما تقرُّ به عيونُنا ، وأن يفرحَ قلوبَنا وذرارينا وأولادَنا برؤيةِ سقوطِ تلك الكياناتِ الَّتي تسلَّطَت على المسلمين وسامَتهُم سوءَ العذاب وكالَت لهم بمكيالٍ بخسٍ ، وهيمنَت عليهم ، وغيَّبَت عقولَهم وسيطرَت على إعلامِهم ، ودمَّرت اقتصادَهم ، فأسألُهُ أن ينتقمُ منهم فإنَّ الظالمَ سيفُ الله في الأرض ينتقمُ اللهُ تعالى به ثمَّ ينتقم منه .
============
تمت المادة بحمد الله .
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!
  #14  
قديم 08-01-2004, 12:36 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

نتمنى نسمع راي الوافي في هالموضوع وهل يؤيده أم لا ؟

وإذا كان لا .. حسب منهجه فلماذا لا ؟ حتى تعم الفائدة ..
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م