مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-01-2004, 02:32 PM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي ( الاســـــــتــــــبــــــــداد )

بسم الله الرحمن الرحيم


الاستبداد لغة : هو غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الإستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة ..

وفي العرف السياسي : هو تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف تبعة ، وبالإمكان أن يطلق على (الإستبداد) كلمات مثل (استعباد واعتساف وتسلط وتحكم) ويقابلها (مساواة وحس مشترك وتكافؤ وسلطة عامة) ..

ويستعمل في مقام صفة المستبد كلمات مثل ( [جبار] وطاغية وحاكم بأمره وحاكم مطلق ) ويقابلها (عادلة ومسؤولة ومقيدة ودستورية) ..

ويستعمل في مقام وصف الرعية (المستبد عليهم) كلمات مثل (أسرى ومستصغرين وبؤساء ومستنبتين) ويقابلها (أحرار وأباة وأحياء وأعزاء) ..

وتعريفه بالوصف : هو أن الإستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان (فعلاً) أو (حكماً) التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين ..

وأشد مراتب (الإستبداد) التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق الوارث للعرش القائد للجيش الحائز على سلطة دينية والحكومات من أي نوع لاتخرج عن وصف (الإستبداد) مالم تكن تحت المراقبة الشديدة والاحتساب الذي لاتسامح فيه ..

كما هو المثل في بلاد (الإنكليز) الذين لايسكرهم إنتصار ولايخملهم إنكسار ، فلايغفلون لحظة عن مراقبة ملوكهم ، حتى أن الوزارة هي التي تنتخب للملك خدمه وحشمه فضلاً عن الزوجة والصهر ، ملوك الإنكليز الذين فقدوا منذ قرون كل شيء ماعدا التاج ، لو تسنى الآن لأحدهم (الإستبداد) لغنمه حالاً ، ولكن هيهات أن يظفر بغرة من قومه يستلم فيها زمام الجيش ..

الناظر في أحوال الأمم يرى أن (الأسراء) = (المستبد بهم) يعيشون متلاصقين متراكمين يتحفظ بعضهم ببعض من سطوة الإستبداد كالغنم تلفت على بعضها إذا ذعرها الذئب ، أما العشائر والأمم الحرة المالك أفرادها الإستقلال الناجز فيعيشون متفرقين ..

(المستبد يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحكم بهواه لا بشريعتهم ، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته ، ويسترهب الناس بالتعالي الشخصي والتشامخ الحسي ، ويذللهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلهم خاضعين له عاملين لأجله يتمتع بهم كأي نوع من الأنعام يشرب لبنها ويأكل لحمها ويركب ظهرها ويفاخر بها) ..

(المستبد عدو الحق ، عدو الحرية وقاتلهما ، والحق أبو البشر والحرية أمهم ، والعوام صبية أيتام نيام لايعلمون شيئاً ، والعلماء هم إخوتهم (الــــــــراشــــــــــدون) إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا وإلا فيتصل نومهم بالموت) ..

(المستبد يتجاوز الحد مالم ير حاجزاً من حديد ، فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما يقدم على الظلم كما يقال : الإستعداد للحرب يمنع الحرب) ..

(المستبد إنسان مستعد بالطبع للشر والإلجاء للخير ، فعلى الرعية أن تعرف ماهو الخير وماهو الشر فتلجئ حاكمها للخير رغم طبعه ، وقد يكفي للإلجاء مجرد الطلب إذا علم (المستبد الحاكم) أن وراء القول فعلاً ، ومن المعلوم أن مجرد الإستعداد للفعل يكفي شر الإستبداد) ..

(المستبد يود أن تكون رعيته (كالغنم) دراً وطاعة ، وكالكلاب تذبلاً وتملقاً ، وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خدمت خُدمت وإن ضُربت شَرست ، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله ، خلافاً للكلاب التي لافرق عندها !! إن أطعمت أو حُرمت حتى من العظام ... نعم على الرعية أن تعرف مقامها (هل خلقت) خادمة لحاكمها ؟ تطيعه أن عدل أو جار ؟ وخلق هو ليحكمها كيفما شاء بعدل أو إعتساف ؟!
أم هي جاءت به ليخدمها لا ليستخدمها !! والرعية العاقلة تقيد وحش الإستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها لتأمن من بطشه ، فإن شمخ هزت به الزمام وإن (صال) ربطته) ..

(الإستبداد يد الله القوية الخفية يصفع بها رقاب الآبقين من جنة عبوديته إلى (جهنم عبودية المستبدين) الذي يشاركون الله في عظمته ويعاندونه جهاراً ، وجاء في الأثر (من أعان ظالماً على ظلمه سلطه الله عليه) كما جاء في أثر آخر (الظالم سيف الله ينتقم به ثم ينتقم منه) ..

(الإستبداد أعظم بلاء يتعجل الله به الإنتقام من عباده (الخاملين) ولا يرفعه عنهم حتى يتوبوا توبة (الأنفة) وهو وباء دائم بالفتن وجدب مستمر بتعطيل الأعمال وحريق متواصل بالسلب والغصب وسيل جارف للعمران وخوف يقطع القلوب وظلام يعمي الأبصار وألم لايفتر وصائل لايرحم وقصة سوء لاتنتهي) ..

(وإذا سئل سائل لماذا يبتلي الله عباده (بالمستبدين) ؟ فأبلغ جواب مسكت هو : إن الله عادل مطلق لايظلم أحداً ،، فلا يولي (المستبد) إلا على (المستبدين) ، ولو نظر السائل نظرة الحكيم المدقق لوجد كل فرد من (أسراء) الإستبداد (مستبداً) في نفسه .. لو قد لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كلهم حتى ربه الذي خلقه تابعين (لرأيه وأمره) ..

نعم .. لولا حلم الله سبحانه وتعالى لخسف الأرض بالعرب .. اللهم إن المستبدين وشركائهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت فلا حول ولاقوة إلا بك ..

(من كتاب طبائع الإستبداد/ لعبدالرحمن الكواكبي) ..


.
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!

آخر تعديل بواسطة ساري111 ، 05-01-2004 الساعة 02:42 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م