مهم للمسلين ...

[مسكين]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ياَ أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}آل عمران 102
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} النساء1
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}الأحزاب71

أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار...
أيها الأخ المسلم : هذه كلمات مختصرة في بيان عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة تجاه طاعة ولاة الأمور فيما يحب المرء ويكره وعدم تكفير من ثبت إسلامه يقينا...
لن بعض الأخوة هداهم الله يسبون الأئمة ويدعون عليهم و لا يرون حرجاً في تكفيرهم وإخراجهم من بيضة الإسلام ...
ولابد من تبيان:

من أصول أهل السنة والجماعة طاعة ولاة الأمر بالمعروف

أهل السنة والجماعة يرون طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية ؛ فلا تجوز طاعتهم فيها، وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملاً بقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيْ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا}
ولقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم((من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاني))
وقوله((اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبدا حبشي كأن رأسه زبيبه)) وقوله((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فأسمع وأطع)) وقوله((من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية))
فطاعة أولي الأمر في المعروف أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة ومن هنا أدرجها أئمة السلف في جملة العقائد وقل أن يخلو كتاب من كتب العقائد إلا وفيه تقريرها وشرحها وبيانها وهي فريضة شرعية لكل مسلم لأنها أمر أساسي لوجود الإنظباط في ديا الإسلام...


وأهل السنة والجماعة:

يرون الصلاة والجمع والأعياد خلفهم الأمر بالللمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحج معهم أبرارا كانوا أو فجارا والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة والهداية قال الإمام البربهاري في كتابه ((شرح السنة)) ص116 (إذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا ررأيت الرجل يدعوا للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى. يقول الفضيل بن عياض رحمه الله لوكان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان .فأمرنا أن ندعوا لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعوا عليهم ، وإن جاروا وظلوا لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين) ولأن صلاحهم صلاح الأمة. قال الحسن البصري رحمه الله تعالى (اعلم عافك الله أن جور الملوك نقمة من نقم الله ونقم الله تعالى لا تلاقى بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب ، إن نقم الله مت لقيت بالسيف كانت هي أقطع. وقيل سمع الحسن رجلا يدعوا على الحجاج فقال لا تفعل رحمك الله إنكم من أنفسكم أوتيتم إنما نخاف إن عزل الحجاج أو قتل أن تليكم القردة والخنازير).

ومناصحتهم قال الإمام النووي رحمه الله (وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه) إذا كان ظاهرهم صحيحا

ويحرمون الخروج عليهم بالسيف إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر والصبر على ذلك لأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهم في غير معصية الله مالم يحصل منهم كفر بواح وأن لا يقاتلوا في الفتنة ، وقتال من أراد تفريق أمر الأمة بعد الوحدة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم..وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)) قيل: يارسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال(( لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ، ولاتنزعوا يدا من طاعة)). وقال((إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع)) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: (( لا ، ما صلوا))...

* واعلم هداك الله أن من ولي الإمامة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار إماما وجبت طاعته وحرم الخروج عليه قال الإمام أحمد(ومن غلب عليهم – يعني الولاة – بالسيف حتى صار إماما وسمي بها فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت و لايراه إماما برا كان أو فاجرا ) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (وقد أجمع العلماء على طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ولم الأمة) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير)

وقال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه (( لا بد للناس؛ من إمارة برة كانت أو فاجرة ، قيل له: هذه البرة فما بال الفاجرة؟! قال: يؤمن بها السبل وتقام بها الحدود ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيء))...


* أما طاعتهم في المعصية فلا يجوز ، عملا بما جاء في السنة من النهي عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره مالم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)).

مثال ذلك تأمين الرخصة هو حرام حرام حرام فمن إستطاع صبرا فلا يؤمن فإني والله اعرف بعض الإخوان المستقيمين لم يجددوا رخص القيادة وأعرف بعض من وجب عليه إستخراج الرخصة لم يستخرجها حتى لا يؤمن أسأل الله أن يثبتنا وايأهم على الحق و أن يهدي ولاة أمورنا و ولاة أمر المسلمين... مع الإنكار عليهم و مناصحتهم بالتي هي أحسن كالبرقيات أو عن طريق أعيان البلد المستقيمين أو العلماء الربانيين و في بقية المقالة عدد من الطرق سأذكرها إن شاء الله...