مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-07-2006, 12:04 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي نظرات في ما يحدث في فلسطين ولبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرات في ما يحدث في فلسطين ولبنان


الحمد لله معز المؤمنين ومذل الكفار وفاضح المنافقين ، ثم الصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..

فإن العالم اليوم يشاهد على شاشات التلفاز ويقرأ في الجرائد والمجلات ما يحدث في فلسطين ولبنان : قصف وقتل ودمار وتشريد وتخريب وأموات وأشلاء وضحايا من الأطفال الصغار والنساء العجائز ، كل هذا يحدث أمام أعين الناس يرونه لحظة وقوعه دون أن يحرك ذلك فيهم ساكنا في سابقة تاريخية للبلادة الحسية يندى لها الجبين ، فترى المشاهد ينظر إلى القصف والقتل والدمار على الشاشة ثم يقلب القناة إلى أغنية أو مسرحية أو فيلما عربيا أو أجنبيا ليشاهده ، ثم يرجع إلى الحرب مرة أخرى ، ثم إلى مباراة لكرة القدم ، ثم يختم جلسته أمام الشاشة الفضية بقراءة شريط عرض الأخبار ليقوم بعدها لغدائه أو عشائه ، فينام – بعد أن ملأ وعاءه - قرير العين وكأنه يعيش في كوكب آخر !!

ليس الكلام هنا عن الشعب البرازيلي أو مواطني فنلندا ، وإنما هذا هو شأن كثير من أفراد الشعوب المسلمة المحيطة بفلسطين ولبنان ، تلك الفئات التي لها نشوة السكران دون شراب ، هذه الشعوب التي ماتت قلوبها وتبلدت أحاسيسها ، وإن كان بعضها يخرج في مظاهرات لتذر رماد تخاذلها في عينها وتكفّر – في نظرها – عن جبنها وخورها بصرخات وهتافات هي أعلم بحالها ، ولا يتخيل المرء حجم فرح أولمرت وبيريز وهم يشاهدون هؤلاء الصارخين المولولين المتوعدين من بعيد !!

أسابيع وغزة تُقصف ولم يجرؤ أحد على مجرد الإستنكار والشجب الذي كان من أعظم علامات التضليل !! أسابيع والشعوب الإسلامية لاهية في مصايفها ورحلاتها الأوروبية والآسيوية وكأنها أخذت إجازة من عقيدتها ودينها وروابطها الإسلامية !! أسابيع والناس يسمعون آهات الثكالى وأنات الأجنة في البطون وصراخ اليتامى ولا يكلف أحد نفسه عناء إيصال كسرة خبز للمسملين في فلسطين ، فالكثيرون مشغولون بالتوفير لتذاكر السفر والإقامات الفندقية ، فبعد الملاحم والمعارك الملتهبة في "كأس العالم" كان لا بد من استراحة المحارب !!

لو كان مثل "أولمرت" يُشكر لشكرته على قصف لبنان ، لم لا وقد أيقض بقصفه بعض أفراد الأمة من غفلتهم وجعلهم يعيشون الواقع لبضع ساعات !! كم من المسلمين توجهوا إلى لبنان لقضاء عطلاتهم !! كم شاب ذهب إلى لبنان للنظر في عورات النساء ولإتيان الزنا ولشرب المسكرات !! كم أنفق تجار لبنان والحكومة اللبنانية على الحفلات الغنائية الراقصة الماجنة !! لو كانت نصف هذه النفقات في تجهيز جيش لبناني فعال : لتغير الحال .. لقد أنقذهم أولمرت من أنفسهم وأوقف بعض الفساد في لبنان هذا العام (ولقد قرأت في هذا بيانا للشيخ "عبد الكريم بن صالح الحميد" شفى فيه وكفى فجزاه الله خيرا ، وأنصح الجميع بقراءة البيان) ..

عشرات الآلاف من شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم هربوا من لبنان بعد أول قذيفة يهودية ليقول أولمرت للعلماء والمربين في دول العالم الإسلامي "ذكوركم هربوا من مجنداتنا ، فخبتم وخابت تربيتكم" !! ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم " إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل" (أبو داود بإسناد جيد) ، فمن علّم هؤلاء الشباب الهروب ، من زرع في قلوب هؤلاء الشباب استبدال الذي هو أدنى (السياحة الماجنة) بالذي هو خير (السياحة الجهادية) !! حقا ، إن برامجنا التربوية ومناهجنا التعليمية تحتاج إلى مراجعة حقيقية ..

الكل اليوم ساكت !! الكل اليوم صامت ، ولا غرابة في هذا فقد أمرت ولية الأمر - وأمرها على الحكام نافذ - أن لا يتدخل أحد ولا يعقد أحد مؤتمر ولا يتكلم أحد بشجب ولا استنكار في سابقة غير مألوفة للحكام ، فخنس القوم وخنعوا سمعا وطاعة لخنفساء البيت الأسود !!

أصبحت الأمة اليوم في حيص بيص بعد أن سمعت كلام المتحدثين بإسم سفراء أمريكا في البلاد العربية ، فالمتحدث بإسم السفير الأمريكي في الرياض يقول بأن حزب الله غامر مغامرة غير محسوبة ، وكذا قال المتحدث بإسم السفارة الامريكية في القاهرة وفي عمان ، لم تعهد الأمة العربية أن تسمع مثل هذه التصريحات الصريحة ، فقد كانت السياسة القديمة هي الشجب والإستنكار والشعارات القومية والأخوة العربية وإعلان دعم المقاومة الشعبية وغيرها من الشعارات الوردية ، أما اليوم : فلا دعم ولا أخوة ولا عروبة ، بل إستنكار مقلوب قلَب الحسابات !!

هناك الكثير من المعطيات والأحداث التي ينبغي أن تُجمع بعضها مع بعض لفهم الموقف وإدراك أبعاده ، فهذه المواقف والتصريحات مكملة بعضها لبعض وليست مستقلة ، فهناك تداخلات وهناك مصالح مشتركة وهناك عداوات وخيانات وعمالات وعبودية وغيرها من الأمور التي لا بد أن توضع على الطاولة حتى يتسنى النظر للصورة كاملة ..

ولنلقي الضوء على بعض الأحداث والمعطيات ، مع مناقشة بعضها حتى يتسنى لنا فهم بعض الواقع :

1- لا شك أن أسر الجندي اليهودي لم يبدأ حرب غزة ، فالتخطيط اليهودي لدخول غزة كان بعد فشل كفار فلسطين (عباس وزبانيته) إحداث حرب داخلية لإسقاط حماس ، وهذا ما تناقلته وسائل الأنباء اليهودية ، ولا يصدق أحد أن يهودا يخسرون كل هذه الأموال في سبيل تحرير أسير ، بل كانت بداية هذه الهجمة منذ أن انسحب اليهود من غزة ليطوقوها من الخارج فيسهل عليهم قصفها (وقد كتبت عن هذا في حينه) ..

2- لما قصف اليهود غزة : لم نسمع شجب ولا استنكار ولا شيء من حكومات الدول العربية ، فعمتهم رايس أمرتهم بالسكوت ، وكان صمت القبور حتى اتت حادثة لبنان لتفرج عنهم قليلاً بعد أن تكلم شيراك وبعض رؤساء دول أوروبا في الأمر فصار لهؤلاء الحكام سلف لا تنكرهم رايس ..

3- لم يكن دخول وتدمير لبنان بسبب الأسيرين كما يقول يهود ومواليهم ، بل دخول لبنان هو مخطط صهيوني قديم يهدف إلى إحتلال لبنان ومصر والأردن والعراق وشمال جزيرة العرب (من النيل إلى الفرات) ، وهذه الحقيقة ينساها المسلمون بين الحين والآخر ، فتأتي تحليلاتهم مبنية على أوهام واحتمالات غير واقعة ، أما الهجمة الأخيرة على لبنان فقد خطط لها اليهود لأكثر من ستة أشهر (جاء ذلك على لسان بعض ساستهم) ..

4- من أهداف اليهود القريبة : إضعاف حزب الله عن طريق سحب بساطه الشعبي في لبنان ، وهذا لا يكون إلا إذا كره اللبنانيون ما جره عليهم "حزب الله" من حرب ودمار (وهذا ما زعمته يهود) ، ومن هنا أتى التصريح السعودي المدروس (وليس العشوائي كما يظن البعض) ، وذلك لتحقيق أهداف اليهود القريبة ..

__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة
  #2  
قديم 28-07-2006, 12:05 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي

5- قلنا بأن هدف يهود هو : إضعاف حزب الله وليس إنهاءه ، فإذا قام اليهود بتدمير حزب الله فهذا يدل على أنهم ينوون احتلال جزء كبير من لبنان أو احتلال جميع لبنان وإحلال حكومة لبنانية تابعة ليهود تحفظ الشمال الفلسطيني ، أو انهم اتفقوا مع الحكومة الحالية على هذا الأمر ، فحزب الله هو الدرع الشمالي الواقي ليهود (الدرع الشرقي والجنوبي هو الأردن ، والغربي هو مصر) ، فاليهود يخافون أن يسد مجاهدون من أهل السنة فراغ هذا الحزب ، وعندها يدخل اليهود في مواجهة حقيقية مع أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وما الصواريخ التي أطلقها أسود القاعدة من لبنان عنهم ببعيد ..

6- ليس هناك شك في أن إيران لها مصلحة في هذه الحرب ، فهي تريد إشغال الرأي العام العالمي عن برنامجها النووي ، وتريد إشغال الناس عن المجازر التي ترتكبها في العراق بطريق مباشر أو غير مباشر ، وتريد إشغال أمريكا بأحبائها اليهود وتشتت تركيزها ، وتريد تحسين صورة مذهبها المفضوح الغادر ومحاوله نشره في أوساط الجهال ، وتريد أن تربهن للأمريكان أنها تستطيع أخذ زمام المبادرة لصناعة المواقف ..

7- المتابع للأحداث يرى بأن الرافضة كانوا ألد أعداء الحكام في الحرب العراقية الإيرانية ، ثم بعد الحرب تقاربت الأهواء ، وبعد احتلال الكويت أصبح الروافض أصدقاء ، وبعد دخول أمريكا الجزيرة وتدميرها للعراق أصبح الروافض حلفاء الحكام وجيرانهم البارين ، وحتى بعد دخول الصليبيين العراق وقتل الرافضة لأهل السنة لا زال الرافضة أحباء وأصدقاء للحكام يُمنع الكلام عنهم ويُسجن من انتقصهم (كما حدث لإمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، ولكن بعد تحرش الرافضة باليهود عادت العداوات وبدأت الفتاوى الصاروخية تقذف بحممها على الرفض والروافض وخطرهم على الإسلام والمسلمين ، نحن لا ننكر هذا الخطر ولكننا ننظر في الأحداث وكيفية تقلب المواقف ومحاولة فهم سببها ..

8- في خضم أحداث لبنان والتركيز الإعلامي عليها ، نسي الناس فلسطين وما يجري فيها ، ولا يخفى على عاقل بأن لبنان عند الحكام أهم من فلسطين لأن الحكام لهم استثمارات كثيرة وكبيرة في لبنان ، بل حتى بعض حكام الدول الأوروبية (كجاك شيراك وغيره) لهم استثمارات في لبنان ، فلبنان محط أنظار الجميع ، أما فلسطين فهي فرقعة إعلامية عند هؤلاء الحكام وإسم يستغل في تطريز البيانات في المحافل المحلية ..

9- لو أن الصليبيين احرقوا مدنا بأكملها في العراق وأفغانستان فلن يأبه بها أحد هذه الأيام ، فالكل مشغول بنظرية تأييد "المقاومة اللبنانية" من عدم تأييدها ، وهل الحكام عملاء أم عقلاء ، وذلك لأن الإعلام تناسى كل قضايا الأمة وأصبحت القضية اليوم : هل لحزب الله الحق في أسر اليهود أم لا !!

10- لاحظنا في الإعلام المحلي والعالمي التركيز على حزب الله فقط ، وكأن لبنان كلها "حزب الله" ، وكأن الذين يقتلهم اليهود في لبنان هم من حزب الله !! وتناسى الناس بأن أهل السنة في لبنان هم الأغلبية ، كما نسي الناس ذلك في العراق ، فعلى المرء أن يجعل هذا نصب عينيه وهو يشاهد المجازر في لبنان ..

11- هناك قضية أخرى اشتغل بها الرأي العام الإسلامي خاصة : هل حزب الله حزب رافضي أم حزب قومي ، بمعنى : هل الغالب على الحزب الرفض أم القومية والثورية ، وهذه القضية جوهرية ومحورية للحزب نفسه ، ولكن لا ينبغي أن تكون بتلك الأهمية عند المسلمين ، فهذا الحزب ليس له بعد عالمي (كقاعدة الجهاد) ، فمن العبث التركيز على هذا وترك بقية المعطيات ..

12- يتسائل كثير من الناس : لماذا لا تضرب أمريكا : سوريا وإيران وتتخلص منهما حتى تحل مشكلة حزب الله ومشكلة البرنامج النووي الإيراني ، وكيف تسمح لهما أمريكا بالتصريحات النارية والخطب الملتهبة بينما تلزم بقية المهرجين (حكام العرب) الصمت !! والسبب بسيط : فلو كان حال سوريا كحال العراق اليوم لدخل المجاهدون من العراق وسوريا إلى فلسطين عن طريق الجولان أو لبنان ، ولو كانت إيران كالعراق لتمكن المجاهدون في أفغانستان وباكستان من الوصول إلى العراق وسوريا وفلسطين ، فكما أن "حزب الله" يمثل سداً لليهود شمال فلسطين ليس من مصلحتهم تدميره ، فإن النظامين السوري والإيراني يصدان عن دولة يهود مجاهدي المشرق الإسلامي ..

13- الكل رأى رد الفعل المصري على الأحداث ، فعند أول قذيفة يهودية على غزة نشرت الحكومة المصرية جنودها على الحدود الفلسطينية لتمنع من أراد الجهاد من المصريين الدخول إلى فلسطين ، وكذا فعل الماسوني صاحب الأردن في الجهة الغربية من فلسطين ..

14- للأسف ، لا زالت التظاهرات المصرية داخل أسوار الأزهر ولم تتحرر الجموع المصرية من الرهبنة الأزهرية فتنزل إلى الشارع فضلاً عن أن تصل إلى فلسطين ، وهذه المظاهرات لا فائدة منها إن لم تنتج عملاً يغير الواقع ، وقل هذا عن بقية المظاهرات التي لا ينتج عنها إلا حرق أوراق وأقمشة عليها نجمة سداسية في الوقت الذي تسيل فيه دماء المسلمين في فلسطين ولبنان ، والملاحظ بأن هذه المظاهرات توقفت منذ سنوات وكأن العدو خرج من العراق وأفغانستان والشيشان وكشمير ، فهذه المظاهرات تشتعل ثم تنطفئ ولا تُحدث حتى دخانا يؤرق أعين الأعداء !!

15- يُقتل المسلمون في غزة ، ويُقتل المسلمون في لبنان ولم نسمع واحد من الألف من الفتاوى العلمية التي انطلقت كالرصاص بعد أن أسر المجاهدون في جزيرة العرب ذلك الأمريكي الكافر ، أو عندما صدر أمر أمير المؤمنين بتحطيم أصنام بوذا ، فالدم الفلسطيني واللبناني أصبح عند هؤلاء أرخص من الدم الأمريكي بل وأرخص من الحجارة التي تُعبد من دون الله !! وسبحان الله ، فحينما يُؤسر نصراني أو يهودي يقيم هؤلاء الدنيا ولا يقعدوها مع علمهم بأن أسرانا في سجون يهود وأمريكا بالآلاف !!

16- لاحظنا أن العروبة والقومية انقلبت في الساحة اللبنانية لتصبح مذهبية منهجية ، وهذا الإنقلاب لم يحدث في الأوساط العلمية ، بل أحدثته الحكومات لأسباب ظاهرة ، فبعد أن أتى الأمر من العمة رايس ، انقشع غبار القومية وتلاشت العروبة ليحل محلها العقل والمنطق والحكمة والسنيّة الحقة في مواجهة الرافضية الحاقدة ..

17- ولاحظنا بأن الكثير اغتروا بشعارات "حزب الله" ، وهي شعارات في مجملها للإستهلاك الإعلامي ، والحزب من أعلم الناس بمكانته ومكمن قوته ، فهم – كإخوانهم في العراق - يحتاجهم اليهود كما يحتاج النصارى إخوانهم في العراق في هذه المرحلة ، فإنسحاب يهود أو عدم قضائهم على الحزب ليس لعجزهم عنه ولكن لعلمهم بأن البديل قد يكون جهادا حقيقيا بشعارات حقيقية لا تقبل المساومة فعلاً .. ومتى ما استطاع اليهود إيجاد البديل الذي يحفظ حدودهم الشمالية فإن الحزب وقادته سيلقون السلاح أو يفرون من لبنان ..

18- لقد استغلت إيران الأحداث ، واستغل الحكام الأحداث ، واستغل اليهود الأحداث ، واستغلت أمريكا الأحداث ، ولكن للأسف لم يستغل المسلمون الأحداث في لبنان وفلسطين ، فهذه الأحداث تكشف الحكام وتفضحهم ، وتكشف العملاء ، وتكشف الرافضة ، وتضعف الأمريكان وتشتت تركيزهم ، وتُضعف يهود ، وهناك أمور كثيرة نستطيع أن نستغلها لصالح الإسلام ، ولكن المسلمون بعيدون عن الأحداث ، وخاصة العلماء ..

19- لقد نسي المسلمون الصومال والمحاكم الشرعية ، وها هي الجيوش النصرانية الحبشية تدخل الصومال متجهة إلى مقديشوا العاصمة ، ونسي المسلمون السودان ودارفور ، ونسي المسلمون أفغانستان (ولولا ابن لادن لما ذكر أكثر الناس أفغانستان) ، ونسي المسلمون العراق والشيشان ، أما كشمير والفلبين وبورما وشمال غرب الصين وطاجيكستان فهن في كوكب زحل ، لقد سلّم الناس عقولهم لوسائل الإعلام تحدد أولوياتهم وإهتماماتهم ..

20- الشعب اللبناني خليط من دروز ومارون ورافضة ومرتدين ونصارى وكثير من المسلمين ، وعند اليهود خيار أن يحولوا لبنان لعراق أخرى تمزقها الحرب المذهبية الطائفية الدينية ليرتاح فيها العدو المحتل ويتفرغ لنهب خيرات البلاد مع بعض العملاء من أهل لبنان ، ويعمل على تثبيت نفسه ، ولعل هذا هو أحد أسباب محاولات زراعة الفرقة وتعميق النزاع الداخلي بين الشعب اللبناني !!

21- في تصريح بعض الحكام بأن "حزب الله" غامروا بأسر جنديين يهوديين هدف مبطن ، وذلك لأن لهذه الدول أسرى في جوانتناموا (بل في فلسطين نفسها) ، فلوا حرر "حزب الله" أسراهم بهذه الطريقة ربما تسائل الناس : لماذا لا نخطف الأمريكان أو اليهود ونطالبهم بالأسرى ، فهؤلاء الحكام لا يريدون تحرير الأسرى بهذه الطريقة ، ولذلك تجدهم يدعون حزب الله لفك الأسيرين دون قيد أو شرط حتى لا تكون هذه سنة لغيرهم !!
__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة
  #3  
قديم 28-07-2006, 12:07 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي

22- من أغرب ما سمعت في الإعلام ، وفي قناة المنار بالذات ، إطلاق لقب "صلاح الدين" على حسن نصر الله !! لقد جهل من أطلق هذا اللقب بأن أول عمل أظهر صلاح الدين الأيوبي وعرّف الناس به : هو القضاء على الدولة العبيدية الرافضية في مصر ، والملفت للنظر أن الرافضة لم يستطيعوا أن يجدوا في تاريخهم الطويل من يصلح أن يكون رمزا إسلاميا يتعلق به "حسن نصر الله" ، وهذا لأن الرافضة لم يقاتلوا في تاريخهم الطويل غير المسلمين ، اللهم إلا ما كان من الحمدانيين الذين قاتلوا النصارى (ولم يكن الحمدانييون متعصبون كرافضة اليوم) ، ولولا الدعاية القوية التي حضي بها سيف الدولة الحمداني - المتمثلة في شعر المتنبي - لربما لم يكن له ذكر في التاريخ الإسلامي ، وهذه الحقيقة لها دلالاتها لمن أعمل عقله !!

23- لقد ظن حزب الله بأن جميع العرب سيقفون خلفه كالعادة ، ولكن أتت الأوامر الأمريكية لحكام العرب بالوقوف مع المخطط الصهيوني ، والشعوب العربية انقسمت قسمين : قسم كره كل ما هو رافضي بسبب ما يفعله الروافض بأهل السنة في العراق وموقفهم من الإحتلال الصليبي ، وقسم بسيط تغاضى عن هذا لشدة حنقهم على يهود ، وأعتقِد بأنه ما أن تنتهي المناوشات في لبنان حتى يرجع القسم الثاني لبغض الرافضة عموما بسبب موقفهم المخزي المفضوح في العراق .. أما ما أطلقه البعض من لقب "قائد الأمة" على "نصر الله" فهي محاولة فاشلة لسحب البساط من تحت أرجل المجاهدين في قاعدة الجهاد وعلى رأسهم "أسد الإسلام أسامة" ، وهذه المحاولة وُلدت ميتة ، فليس مسلم يرضى أن يكون قائده من يسب ويلعن أبي بكر وعمر وعثمان ، ويتهم نبينا في شرفه صلى الله عليه وسلم ..

24- إن الذي يحدث في لبنان الآن ليس حربا كما يعتقد البعض ، بل هي مناوشات بسيطة وجس نبض وعملية ضغط من الطرفين ، ومثل هذه المناوشات يكون الغلبة فيها لأطول الفريقين نفسا وأظهرهم للصبر وأضبطهم للنفس ، وإذا تطورت المناوشات لتصبح حربا فعلى حزب الله ، إن أرادوا النصر ، أن يدخلوا في العمق الفلسطيني ويقاتلوا اليهود داخل فلسطين ، ولا يركزوا على استنزاف العدو ، فاليهود خلفهم أمريكا وأوروبا وروسيا ، فهم يغرفون من بحر مساعدات زاخر ، بل عليهم بالضربات القاضية الموجعة ، ولو ركزوا على قتل الساسة (وخاصة بيريز واقرانه) لإنتهت الحرب في دقائق ..

25- سمعت من البعض : مطالبة حكام العرب بمواقف أكثر فاعلية في الحرب اللبنانية !! وهؤلاء من الجهل بمكان ، فحقيقة الأمر : أنهم يطالبون اليهود بأن يسمحوا لأمريكا كي تسمح لحكام العرب أن يبدوا فاعلية أكبر في مواجهة اليهود !! وهؤلاء لو طلبوا من "أولمرت" ذلك لوفروا على أنفسهم بعض الوقت ، فالحكام – إذا تذكروا المطالب وأعاروها اهتمامهم – فإنهم يتصلون بسكرتير رايس الذي سيبحث عن رايس ليخبرها الخبر ، وهي بدورها تتصل ببوش ، وبوش يُخبر أولمرت ليجتمع الأخير مع بيريز فيقرروا ما يسمحون به لحكام العرب ، ثم يخبرون بوش الذي يُخبر رايس ، ولا يخفى كثرة مشاغل هؤلاء ، فهم ليسوا متفرغين لمشاكل هؤلاء الحكام الذين لا شغل لهم ، والذي يصدق فيهم المثل الفلسطيني "أكل ومرعى وقلة صنعة" ، فهؤلاء فعلا يحكمون ويديرون دولهم بأنفسهم ..

26- هناك طرف قلما انتبه له الناس ، وهذا الطرف دائما يشكل الخنجر الذي يطعن المسلمين في الظهر ، فحكام لبنان لا يقلون خيانة وعمالة عن بقية حكام العرب ، وبعض هؤلاء من أثرياء العالم ، ولا يصدق عاقل أن يتنازل هؤلاء عن عروشهم وأموالهم في سبيل المحافظة على حياة اللبنانيين أو لبنان ، وقد يعقد هؤلاء صفقة مع يهود أو أمريكا في أحلك الظروف ، فالمذهب المصلحي ليس له ثوابت ..


هذه بعض المعطيات على عجل نقف معها وقفة المتأملين ونستخرج منها بعض التحليلات التي قد تساعدنا على فهم الأحداث :

نحن نختلف مع "حزب الله" في المنهج ، بل وفي ثوابت الدين ، ونعلم بأن هذا الحزب يتبع مراجع إيران والعراق الرافضية ، وهذه المراجع ظهرت على حقيقتها في العراق ، ونعلم ونوقن بأن يهود هم أشد الناس عداوة لنا بنص كتاب الله ، فهل من مصلحتنا أن يتقاتل هؤلاء ونقف نحن متفرجين ، وما موقفنا من الحرب !!

هل إذا قاتل "حزب الله" اليهود يكون في ذلك تخفيف على إخواننا في فلسطين أم أن الإعلام يتجه صوب لبنان وينسى الناس ما يحصل في فلسطين ، وينسى المسلمون بأن من أولويات يهود : هدم المسجد الأقصى .. وما يمنع يهوداً إن أرادوا هدمه اليوم بعد أن يمم الناس وجوههم شطر بيروت !!

هل الواجب علينا اليوم فضح "حزب الله" وتنفير الناس منهم فنوافق الحكام فيما ذهبوا إليه تحقيقا لغرض يهود ، أم نسكت اليوم عن حزب الله وندعهم يقاتلون يهود وربما نشد من أزرهم قليلا حتى تطول الحرب ويستنزف الطرفين ، أم نحاول وقف الحرب حرصا على دماء المسلمين في لبنان وفلسطين ، أم لا نفعل شيئا !!

إن الأمور متشابكة ومترابطة وفيها أطراف كثيرة ، ولو أننا نظرنا إلى مصالح الدول والأطراف وما يمكن أن تجنيه جميع الأطراف وما يمكن أن تخسره لربما خرجنا بتصور أكثر دقة ، وعرفنا كيف نتعامل نحن مع هذا الواقع الجديد ، ولكننا للأسف دائما نستعجل ونتخذ المواقف قبل دراسة المسائل والنظر فيها وفي أبعادها ، فنصبح وقد سيرتنا الظروف ولم نسيرها ، وتصنعنا العواطف ولم نصنع أو نستغل الوقائع ..


كيف نستغل الأحداث !!

1- أرى – والله أعلم – أن يبدأ المعنيون بدراسة الأحداث دراسة متأنية دقيقة مبنية على الحقائق والواقع ..

2- نحاول أن نوازن بين الأحداث فلا يأخذ حدث إلا حجمه ولا ننسى بقية قضايانا ، ولا نلتهي بالمهم عن الأهم ..

3- علينا أن نوطن أنفسنا على حرب طويلة قادمة يستهدف فيها اليهود والصليبيين جميع بلاد الإسلام ، وأننا إذا سكتنا عن بقعة تلو الأخرى تضيع بلاد الإسلام كلها ..

4- ينبغي أن نعي ونعتقد جزما بأن كل بلاد الإسلام بلادنا وأنه لا فرق بين عراق وشام وجزيرة ومصر ومغرب وتركيا وغيرها من البلاد الإسلامية ، وعلينا أن نجعل القومية والقطرية تحت أرجلنا ونرفع راية الإسلام دون غيرها من رايات الجاهلية ، ولا نأبه بتصريحات حاكم ولا حكومة لا ترفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فهذه الحكومات لا تمثلنا وهذه الحدود الجغرافية لا تعنينا ، فمصر مصرنا والشام شامنا والمغرب مغربنا وكل بلاد الإسلام لنا ، ولا يجوز شرعاً أن نُبقي على مرتد في ديار الإسلام ، فحكم المرتد القتل ولو كان حاكماً أو حكومة ، فإذا كان هذا حكمهم في شرعنا فكيف نقرهم على تقرير مصير دول الإسلام ومستقبل الأمة .. إن لبنان دولة مسلمة ولو حكمها نصراني أو كانت حكومتها علمانية (كافرة) أو تمكن فيها حزب رافضي ، فلبنان فتحها صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهي أمانة في أعناقنا كما أن العراق وفلسطين والشيشان وتركستان الشرقية أمانة في أعناقنا ، وسيسألنا الله عن كل هذه البقاع ..

5- ينبغي أن لا نغفل أبدا عن فلسطين ، فهي القضية الإسلامية الأولى وهي أهم القضايا اليوم ، ولابد لنا من دعم المجاهدين في فلسطين ، ومن أعظم أسباب الحروب الأمريكية الصليبية : حماية دولة يهود في فلسطين (لأسباب عقدية وسياسية وإقتصادية وعسكرية) ، ففلسطين هي أصل هذه الحروب ولبها ..

6- إن دراسة عقيدة الخصم أو حتى الصديق تعتبر من أهم الدراسات ، فكل إنسان ينطلق من عقيدته التي تتحكم في أكثر تصرفاته ، فلا ينبغي لنا الإغترار بالشعارات والبهرجات الإعلامية ونسيان أصل الأمر ، فالرافضي : رافضي ، والصليبي : صليبي : واليهودي : يهودي ، والمرتد : مرتد ، وأكثر الشعارات أو المقالات التي تخالف معتقد القوم هي من التقية السياسية والإستهلاك الإعلامي ..

7- ينبغي لنا إدراك أمر مهم يغفل عنه كثير من الناس : ليس كل النصارى في عدائنا سواء ، وليس كل اليهود في عدائنا سواء ، وليس كل الروافض في عدائنا سواء ، فرافضة لبنان ليسوا كرافضة العراق وهؤلاء ليسوا كرافضة إيران ، ورافضة إيران ليسوا كرافضة جزيرة العرب ، ورافضة الجزيرة ليسوا في عدائنا كرافضة باكستان ، بل حتى الرافضة في القطر الواحد ليسوا في العداء لنا سواء ، فكثير من عوام رافضة إيران – مثلاً – لا يعادون أهل السنة ، وهذا يجهله كثير من الناس ، وبعض رافضة العرب أفضل بكثير من رافضة الفرس ، فعلينا أن ندرس مواقف ومدارس واختلافات هؤلاء العقدية والمنهجية ونوظفها لصالحنا في الوقت المناسب ، وعلينا أن لا نعمم الحكم فنجمعهم تحت راية واحدة ، فيجتمعون علينا بجهلنا ، وقل هذا عن اليهود والنصارى وغيرهم من الأعداء ..

8- ينبغي أن ندرك بأن حكام إيران لا ينطلقون في كل أفعالهم من منطلقات عقدية ، فكثير من تصرفاتهم تنطلق من منطلق مصلحي دنيوي ، وهذا ما يدركه الشعب الإيراني ولا يدركه غيرهم من الرافضة ، فهؤلاء "الآيات" والملالي عندهم أرصدة في البنوك السويسرية والبنوك الروسية والصينية تفوق ما يملكه حكام العرب ودول الخليج ، وقد استولوا على تجارة النفط ونقله في إيران ، كما أستولوا على أكثر الأراضي الإيرانية خصوبة ، ولهم في كل تجارة يد ، ولذلك أبغضهم الشعب الإيراني (الرافضة قبل السنة) ، فالقول بأنهم ينطلقون من منطلق عقدي في جميع الأمور قول غير دقيق ، وإنما هم يستخدمون دينهم ومذهبهم وأتباعهم السذج لتحقيق كثير من مصالحهم الدنيوية ، ولو قيس بهذا المقياس لاتضح للبعض حقيقة كثير من الأمور ، وهذا لا يعني أنهم لا ينطلقون من منطلقات عقدية في كثير من الأحيان ..

9- علينا أن لا نهمل دراسة الجانب المصلحي للأطراف ، فليست كل المواقف والأعمال تتطابق وعقيدة الإنسان ، فكثير من الناس يتجاوزون معتقداتهم في سبيل الحصول على المكاسب الدنيوية ، وهذا لا يجهله عاقل ، فقد يغلب الجانب المصلحي الدنيوي الجانب العقدي في كثير من الأحيان وهذا لا يسلم منه إلا القليل من الناس ، ولا أعرف حكومة عربية أو حاكما عربيا اليوم يقدم الجانب العقدي على الجانب المصلحي الشخصي ، فمن عرف هذه الحقيقة لا يستغرب من أي موقف من مواقف الحكام ، فالدين آخر ما يفكر فيه هؤلاء ، فكلهم يقول : عرشي عرشي ..

__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة
  #4  
قديم 28-07-2006, 12:08 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي


10- في ظل هذه الفوضى وهذه الحرب يستطيع بعض المجاهدين الدخول إلى لبنان عن طريق سوريا وتشكيل نواة جهادية لتحرير أهل السنة فيها (من النصارى والرافضة والدروز والمارون) حتى يكون لهم شأن في لبنان ، ومن ثم تحرير لبنان ، ثم بعد ذلك يعملون على الوصول إلى الحدود الجنوبية لإقامة قواعد متقدمة لمواجهة يهود في فلسطين ، فهذه الفرصة قلما تتأتى للمسلمين ، فعلى قيادات المجاهدين في العراق وأفغانستان وأهل السنة في لبنان النظر في الأمر ، فالفرصة سانحة لمقارعة اليهود وتشكيل نواة الجهاد لتحرير فلسطين على المدى البعيد (أو القريب بإذن الله) ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ولا ننسى بأن نواة الجيش الذي حرر فلسطين بقيادة صلاح الدين : كان أصله من العراق (بقيادة القائد عماد الدين زنكي) .. وعلى أهل السنة في لبنان أن يتحركوا في هذا الإتجاه وأن يشكل شبابها أو يساعدوا على تشكيل هذه النواة ولا يكتفوا بمجرد التفرج على الأحداث ، وإن لم يتحركوا الآن ، فمتى !!

11- ينبغي أن نستغل الأحداث في فضح الأجهزة العربية الحاكمة وبيان حقيقتها للناس ، وذلك باستخدام جميع الوسائل الإعلامية ، فالجموع العربية ترى المجازر اليوم وترى تخاذل الحكام وعجزهم أمام يهود وعمالتهم وخيانتهم ، فينيغي تكثيف الجهود واستمالة الشارع الإسلامي لجانب العقيدة والدين ..

12- ينبغي لنا التركيز على ذكر مواقف المجاهدين المشرفة في التصدي للأمريكان واليهود ، ونري المسلمين كيف أن عصابة من المؤمنين في أفغانستان والعراق وفلسطين استطاعوا بإمكانات بسيطة الوقوف في وجه الهجمات الصليبية اليهودية ، وبهذا نكسب المزيد من المسلمين في صف الحق والخيار الأمثل للأمة المسلمة : الجهاد في سبيل الله ..

13- إن العاطفة الإسلامية لا بد منها ، ولكن هذه العاطفة لابد أن تكون منضبطة ، ولابد أن نعي بأننا في زمن لا يصلح فيه الإنجرار خلف العواطف والمشاعر بدون حساب .. إن المواقف والأحداث متسارعة ولابد لنا من وقفات تأمل (ولو كانت بسيطة) في الأحداث لنستقي منها العبر ونوظف ما نستطيع منها لصالح الإسلام والمسلمين ، فمثلاً : إذا كان نقد حزب الله يخدم الإسلام الآن : نفعله ، وإلا نُرجئه لوقت آخر ، وكذلك نقد البعض لحماس والجهاد في فلسطين ، ولا ينبغي لنا ركوب كل موجة إعلامية بدون وعي فإن مكر الكفار تزول منه الجبال ، فلا نلتزم مدحا ولا ذما في وقت إلا إذا كان ذلك في صالح الإسلام والمسلمين ، فقد يكون الذم المعلن اليوم للحزب (وليس للرفض) ضررا يحمل البعض على مؤازرة الحزب (بدافع العاطفة) ومن ثم تبني الرفض ، وهذا وارد ، وقد يكون الذم نافعا من جهة أخرى ، فعلينا الحذر والتعامل مع الأمر بحكمة ونظر ..

14- إن الحرب الصليبية على العراق لم تكن شرا محضا ، فقد تحرر العراقيون من البعث ومن الخوف وحملوا السلاح وجاهدوا في سبيل الله وصارت العراق قاعدة للمجاهدين ، بل من أعظم قواعد الجهاد ، فليست كل حرب على دولة مسلمة محض شر لو أحسن المسلمون استغلال الظروف ، فلو انتصر اليهود لكان في ذلك فرصة للمجاهدين في الإنتشار شمال فلسطين ، ولو انتصر حزب الله لتجرأ المسلمون على اليهود ، ولو خسر الإثنين لكان ذلك في صالح المسلمين .. رحم الله الزرقاوي ، ليت لنا في لبنان مثله ، فقد كان يحضر للجهاد ويدرب المسلمين في وقت الفوضى حتى أتى وقت الجد فجدَّ في طلب الصليبيين ، وترك خلفه ما يسوء الكفار ، فرحمه الله وطيب ثراه ..

15- لو كان مجموعة في قارب يجدف بعضهم ناحية اليمين وآخرين ناحية الشمال وبعضهم للأمام وبعضهم للخلف لدار القارب حول نفسه ولم يبرح مكانه ، وربما غرق .. للأسف ، لا زال الإعلام الإسلامي مبعثرا متضاربا كل يسبح في فلكه !! متى يعي المسلمون أهمية الإعلام وأهمية التنسيق وخطورة التشتت والتناقض وتضارب البيانات !! إن من الأولويات إيجاد آلية إعلامية مركزة فاعلة ترسم الخطوط العريضة للتوجه الإسلامي .. لقد كانت لكلمات أبي عبد الله أسامة - حفظه الله – ذلك الصدى في رسم تلك الخطوط ، ولكن الشيخ لا يستطيع أن يبين كل أمر وكل دقيقة في كل وقت وحين ، فأين غَيرُه من المسلمين !! لا بد من الحرفية والمنهجية والحكمة والخبرة والدراية والعقل المحكوم بالشرع في مثل هذه الأمور ، وليت المجاهدون يجعلون مجلسا أعلى للنظر في الإستراتيجيات الإعلامية والعسكرية والسياسية يكون المسلمون لهم تبع فيصدروا عن رأي واحد ..

16- في كل حرب لبنانية نسمع صرخات القومية والعروبة والإستغاثة بالديمقراطية والدول الغربية وبالقوانين الإنسانية ، وتجد الناس في كل هذا بين شد وجذب وبيانات وهتافات ومظاهرات وشعارات في تغييب كامل لكل ما يمت للدين بصلة وكأن لبنان دولة بوذية !! على المسلمون أن لا يأبهوا بما ينعق به الناعقون ، فالنصر في طاعة الله ونصرة دينه والتوجه إليه والتوكل عليه ، فمن حاد عن هذه المعاني وتعلق بشرق أو غرب أو كفر أو زندقة فإنه مهزوم مغلوب مهان ، فالله هو الناصر وحده سبحانه ..


وبعد ..

فإن هذه المناوشات في لبنان لا ينبغي لها أن تُشغل المسلمين عن بقية قضايا الإسلام ، وعلى المسلمين أن يتعلموا عدم الإنجرار خلف الإعلام وعدم السماح لهذا الإعلام بتحديد اهتماماتهم ، وخاصة إذا كان هذا الإعلام يوجه من قبل الأعداء (كل القنوات الإعلامية العربية اليوم – عدا المنار - توجه من قبل أمريكا ، ورأينا بعض البرامج والتغطيات الإعلامية الخطيرة في قناة الجزيرة توحي بمدى الضغط الأمريكي) ..

على "حسن نصر الله" وحزبه أن لا يراهنوا على الموقف الإيراني ، فالإيرانيون تجار ذمم قد يبيعونهم في أي وقت لتحقيق مصالحهم ، ونصر الله يعرف هذا جيدا ، ويوشك الإيرانيون أن يعقدوا صفقة مع أمريكا فيذهب حزب الله أدراج الرياح ، وقد رأينا مواقف الأحزاب الرافضية (التابعة لإيران) في العراق من الحرب اللبنانية ، واختلاف هذه المواقف من موقف بعض الأحزاب المتحررة (نسبيا) من التسلط الفارسي .. وكذلك الموقف السوري المصلحي : لا يجب أن يراهن عليه حزب الله ، فالنصيريون لم يكونوا في يوم من الأيام أصحاب أحد ، وهم الذين سلموا فلسطين والجولان لليهود (بالتعاون من الحكومة الأردنية والعراقية والمصرية) ، فمن باع القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والجولان يسهل عليه بيع حزب في لبنان ..

لقد اتفق الحكام العرب ، وقد تتفق معهم سوريا وإيران ، على بيع حزب الله لليهود مقابل كف أمريكا عن بعضهم ورضاها عن الآخرين ، وسيجد الحزب نفسه وحيدا - يوما ما - في مواجهة الترسانة العسكرية اليهودية المدعومة من قبل أمريكا وأوروبا ، وقد يتخلى الشعب اللبناني عن حزب الله في أحلك الظروف ويختار حكام لبنان السلامة والذل والتبعية ليهود على المقاومة ، عندها سيدرك الحزب نتيجة رفضه لأهل السنة ، فالمذهب المصلحي مذهب متقلب بتقلب الأحداث ، وليس هناك من يثبت على مذهبه اليوم إلا أهل الجهاد الذين عُرفت أهدافهم واتضحت راياتهم ، وإبعاد هؤلاء وتقريب أولئك من أعظم الجهل وأقبح الذنب ..

لابد للمسلمين من اتخاذ موقف فصل واضح من الأمور ، فهذه الحرب بين رافضة لبنان ومسلمي فلسطين من جهة ، وبين يهود ، فمع من نكون نحن !! وكيف نكون مع من نختار !! وهل من مصلحتنا استمرار هذه الحرب !! وهل نفرح بهزيمة يهود أم بهزيمة حزب الله أم بخسارة الإثنين معا !! وما موقفنا العملي من المجاهدين في فلسطين في ظل هذه الظروف !! وما هي أولوياتنا !! هذه الأسئلة لا بد من الإجابة عليها من قِبل أهل الحل والعقد من العلماء الربانيين وقادة الأمة (قيادات المجاهدين) حتى لا تتضارب الآراء وتتشتت الجهود وتحصل النفرة وتتأصل الفرقة ويستغل العدو كل هذا لينفذ من خلاله فيحطمنا من الداخل كما يفعل دوما .. لقد تكلم الحكام المرتدون وتكلم الرويبضة وتكلم المنافقون ، وكل أدلى بدلوه ، ونحن في انتظار بيان قادة الأمة الذين ارتضيناهم ولاة لأمر المسلمين ..


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
26 جمادى الآخر 1427هـ

__________________
الله أكبر
__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م