مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 09-04-2001, 12:53 AM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post

الرسالة التالية وصلتنا بالبريد من الأخ "س" مشكورا
________________________________
السلام عليكم وبعد
ليس هناك سوى حرف واحد ونقطة واحدة.
هذه الأوضاع بحكوماتها وأنظمتها أوضاع كفر ، والإيمان بالله يقتضي تفعيل الإسلام ببعده السياسي المؤدي وجوبا إلى توحيد الله في الحكم بإقامة الخلافة، والحكم بما أنزل الله فريضة ولم يفرض الإسلام شيئا إلا وبيّن السبيل إليه. وكما أن تجديد الوضوء إذا انتقض يتم حسب ما بيّنه لنا الرسول عليه السلام عملا بقوله تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" فكذل تجديد الحكم بما أنزل الله إذا انتقض. وأهم ما في سيرة الرسول عليه السلام هو عمله في هذا السبيل قبل الهجرة وبعدها، إلا أنه جرى ويجري طمس ذلك وخاصة لدينا نخن السنة وذلك بتأثير الحكام الذين جعلوا الحكم وراثيا وزيفوا البيعة لطمس معالم أهمية دور الأمة ابتداء من يزيد وحتى نهاية الدولة العثمانية. وكانت الطامة الكبرى بعد انهدام دولة الخلافة التي وإن طمست أمر البيعة إلا أن السيادة ظلت للشريعة فيما عدى ذلك واستمرت هذه الدولة راعية لمصالح المسلمين. وكانت الطامة الكبرى في الأوضاع التي أنشأها الكفار في بلاد المسلمين بلا شرعية وبلا سيادة بل وبلاء كامل للكافر وعمل ضد مصالح المسلمين ووحدتهم . وأفرز هذا الواقع تجار الدين من ذوي العمائم واللحى ممن برعوا فيما يسمى بفقه الواقع، الذي ظاهر دعواه ضرورة التعامل مع هذا الواقع لحين عودة الخلافة، وحقيقته إضفاء الشرعية على الواقع القائم وتكييف الإسلام على هيئة هذا الواقع وجعل العمل لرفض هذا الواقع فتنة وتطرفا لا يرضاه الله ورسوله (وأمريكا وإسرائيل ) ألا ساء ما يصفون. وقد يقول قائل إن الزمن تغير ولا بد من العمل على إعادة الخلافة بطريقة غير التي اتبعا الرسول، وهذا مخالفة للشرع، إذ أنه وإن كان لا ينكر تغير الزمان والأوضاع إلا أن القول بتغير أحكام الشرع طيقا لذلك ينسف الإسلام من أصوله جملة وتفصيلا. صحيح أن تغير الزمان يسدعي تغيرا ولكنه في الأسلوب وليس في الأحكام، فالوضوء مثلا كان بالإبريق أو من وعاء والآن يتم من حنفية، ولكن ظل كما قرره الرسول عليه السلام، وهذا لا يسمى تغيرا في أحكام الوضوء، بل في أسلوبه، وكذلك العمل لتجديد الحكم بما أنزل الله إنما يكون بتغير الأسلوب لا ذات الطريق، فبينما كان الرسول عليه السلام يبلغ دعوته شفويا يجري التبليغ الآن شفويا وخطيا وبالنشرات والإذاعة والتلفاز والإنترنت وسواها ولكن المحتوى ذاته، والمراحل ذاتها والطريق ذاته.
وأحكامنا لإعادة دولة الإسلام مشتقة من العهد المكي إذ لا دولة الآن للإسلام، كما أنه لم تكن له دولة في العهد المكي، ووضعنا وبالتالي أحكامنا تختلف عن أي وضع وأحكام في أي عهد آخر، لوجود دولة للإسلام في كل تلك العهود، وكان يجرى موافقتها أو الدعوة إلى إصلاحها من منطلق أنها دولة إسلامية ملتزمة أو منحرفة عن الإسلام، وليس من منطلق أنها دولة كافرة، ينطبق ذلك على على كل الحركات والمعارضات في تلك العهود بما فيها موقف سيدينا الحسين وعبد الله بن الزبير. فاستئناف الحكم إنما يكون بعد توقفه، والإصلاح يكون أثناء قيامه.
والتغيير يكون بالعمل من خلال فئة أو جماعة أو حزب أو حركة تتوجه للأمة داعية إلى التوعية بالإيمان بالله ورسوله ومقتضيات ذلك الإيمان في مجال العمل للحكم بما أنزل الله. أسوة بالرسول عليه السلام فهو كان يعمل للحكم بما أنزل الله منذ البداية في مكة، وإلا فعلى ماذا كان يطلب النصرة من القبائل والطائف ومن ثم من الأنصار أكانت نصرة لتمكين سيادة شرع الله في الحياة أم للصلاة والصوم وقد كان يمارسهما دون حاجة لنصرة أحد.
وليس مسموحا لهذه الفئة أن يكون لها في هذه المرحلة أي نشاط آخر أو هدف آخر سوى العمل لإعادة الخلافة، بالعمل الدعوي في مجال الفكر والعقيدة والتكتل فحسب، وليس مسموحا لها برفع السلاح، وقد تقدم الحديث عن الأدلة الشرعية وعن الحكمة في هذا الباب. وذلك يتضمن رفض الواقع السياسي الكافر القائم، وعدم العمل من خلال إقرار دساتيره وإضفاء الشرعية على ما يدعى بديموقراطياته وأمراء مؤمنيه وطويلي الأعمار فيه. إذ كفره ثابت بتنحية شرع الله وبالولاء للكافر المستعمر. يستوى في ذلك الأقطار الواقعة تحت الاحتلال المباشر المنتشر كفلسطين أو المباشر القابع في القواعد كالسعودية أو الاحتلال المقنع بالاستقلال كسائر بلاد المسلمين.
سوف تصطدم هذه الفئة بالسخرية والاضطهاد وهذه سنة الله، ولكن المصائب ستترى على الأمة إلى أن تستجيب طائفة منها لدعوى هذه الفئة فتحكم كتاب الله وبذلك تلد دولة الإسلام على شكل خلافة لكل المسلمين بادئة بقطر أو أكثر. وهنا دور الإيمان بالغيب ، أنظر إلى سيرة المصطفى عليه السلام كيف ظل يطلب النصرة ولا يستجاب له إلى أن جاءه الأنصار ساعين إليه مبايعين له. وانظر إلى قوله تعالى :" وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم" فربض المصائب بتولي المسلمين ولو جزئيا - (بعض) - عن الحكم بنا أنزل الله.
وينبغي أن لا يغيب عنا أن هذا الإسلام دعوة لخير البشرية لا لأمة ولا لون، وأن المحلي لدينا مترابط بهذا المعنى مع الدولي، سواء بحركة الإسلام لتقويض الحواجز المادية دون دعوته أو بتحرك القوى الكافرة الغربية (الرومية) خاصة لإجهاض عودته إدراكا منها لطبيعته. وهكذا فبينما نشترك كمسلمين مع سوانا من شعوب ما يسمى بالعالم الثالث في استغلال الاستعمار لنا ، إلا أنه يخصنا بالعمل على استبعاد وحدتنا ونهضتنا وحتى تصنيع هذه الأقطار التابعة له مخافة أن تؤول هذه الصناعات إلى دولة الإسلام القادمة بإذن الله. ومقارنة بين كوريا الجنوبية والدول العربية والخليجية أو السعودية خاصة تثبت ذلك، إذ أن التصنيع في كوريا بفتات أموال النفط التي جنتها شركات المقاولات الكورية التي أدخلت بقرار سياسي أمريكي، فانظر ما سمح لكوريا الجنوبية بفعله من الفتات، وما عاد به علينا نفطنا من المآسي إذ كلفت حربا الخليج ألف ومائتي بليون دولار، بذلت في الهدم المادي والمعنوي وبث البغضاء والإقليمية والطائفية بين أبناء الأمة، وإذ تبلغ الأموال العربية المودعة في بنوك الغرب تسعماية بليون دولار هي لهذه الدول بالاسم لا غير. إن الواقع الراهن بدوله القطرية وحكامها تتويج لجهود الغرب التي قصد بها عكس نتائج معركة اليرموك التي أدخلت قوة الإسلام إلى الغرب والتي امتدت منذئذ مرورا بالحروب الصليبية وانتهاء بهذه الأوضاع التي طور بها الغرب حملته الصليبية لتبدو بهذا القناع من الاستقلالات الزائفة والتي تعني حقيقة التشطير، وهذا الواقع الصراع الحقيقي فيه بين الأمة بتطلعاتها للوحدة تحت راية الإسلام من جهة وبين الاستعمار ونواطيره وإسرائيله وعلمانييه وقومييه وعلماء عملائه مجتمعين من جهة ثانية، وما عدا ذلك من صراعات فهي صراعات ثانوية بين دول الكفر الكبرى على مصالحها في بلادنا بوساطة نواطيرها، ولكنها في الإطار العام السابق.
إن تعدد الحركات الإسلامية واختلافها في ظل المطاردة والاضطهاد ودعاوى علماء العملاء والتشطير أمر طبيعي والعمل على علاته التي لا مجال لتلافيها بالكامل خير من القعود، وهذه حالة مؤقته تنتهي آثارها السلبية شرعا بمبايعة خليفة للمسلمين، أقول تنتهي آثارها السلبية أما تعدد مناير وفئات العمل السياسي في الدولة الإسلامية القائم على الولاء لله ورسوله فأمر إيجابي بدونه تأسن الحياة وتنعدم رقابة الأمة على الخليفة.
وأشهر فئتين إسلاميتين تعملان على أساس هذا المفهوم هما حركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، ومن أراد معرفة المزيد وتباين وجهات النظر واتفاقها حول ما تقدم فهاهنا عنوانا صفحتيهما
http://www.al-ikhwan-al-muslimoon.org/ http://hizb-ut-tahrir.org/
وأنا انصح بقوة بقراءة كتاب الشهيد سيد قطب فهو مختصر واف في هذا المجال وقد كان على الشبكة على الموقع : http://asunnah.com/bo/m3alm-4.html
ومقدمته بالانجليزية على الموقع : http://www.islamworld.net/qutb/mile.html
وقد وجدت منه هذه المقتطفات من الموقع: http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/004384.html
إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام منهجاً إلهياً ، جاء ليقرر ألوهية الله في الأرض ، وعبودية البشر جميعاً في الأرض ، وعبودية البشر جميعاً لإله واحد ، ويصب هذا التقرير في قالب واقعي ، هو المجتمع الإنساني الذي يتحرر فيه الناس من العبودية للعباد ، بالعبودية لرب العباد ، فلا تحكمهم إلا شريعة الله ، التي يتمثل فيها سلطان الله ، أو بتعبير آخر تتمثل فيها ألوهيته .. فمن حقه إذاً أن يزيل العقبات كلها عن طريقه ، ليخاطب وجدان الأفراد وعقولهم دون حواجز ولا موانع مصطنعة من نظام الدولة السياسي ، أو أوضاع الناس الاجتماعية .. أن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام على هذا النحو ، واعتباره نظاماً محلياً في وطن بعينه فمن حقه أن يدفع الهجوم عليه في داخل حدوده الإقليمية !
هذا تصور .. وذاك تصور .. ولو أن الإسلام في كلتا الحالتين سيجاهد .. ولكن التصور الكلي لبواعث هذا الجهاد وأهدافه ونتائجه ، يختلف اختلافاً بعيداً ، يدخل في صميم الاعتقاد كما يدخل في صميم الخطة والاتجاه .
إن من حق الإسلام أن يتحرك ابتداء ، فالإسلام ليس نحلة قوم ، ولا نظام وطن ، ولكنه منهج إله ، ونظام عالم .. ومن حقه أ، يتحرك ليحطم الحواجز من الأنظمة والأوضاع التي تغل من حرية ((الإنسان)) في الاختيار ، وحسبه أنه لا يهاجم الأفراد ليكرههم على اعتناق عقيدته ، إنما يهاجم الأنظمة والأوضاع ليحرر الأفراد من التأثيرات الفاسدة ، المفسدة للفطرة ، المقيدة لحرية الاختيار .
من حق الإسلام أن يخرج ((الناس)) من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .. ليحق إعلانه العام بربوبية الله للعالمين ، وتحرير الناس أجمعين وعبادة الله وحده لا تتحقق - في التصور الإسلامي وفي الواقع العملي - إلا في ظل النظام الإسلامي ، فهو وحده النظام الذي يشرع الله فيه للعباد كلهم ، حاكمهم ومحكومهم ، أسودهم وأبيضهم ، قاصيهم ودانيهم ، فقيرهم وغنيهم ، تشريعاً واحداً يخضع له الجميع على السواء .. أما في سائر الأنظمة ، فيعبد الناس العباد ، لأنهم يتلقون التشريع لحياتهم من العباد ، وهو من خصائص الألوهية ، فأيما بشر ادعى لنفسه سلطان التشريع للناس من عند نفسه ، فقد ادعى الألوهية اختصاصاً وعملاً ، سواء ادعاها قولاً أم لم يعلن هذا الادعاء . وأيما بشر آخر اعترف لذلك البشر بذلك الحق فقد اعترف له بحق الألوهية ، سواء سماها باسمها أم لم يسمها !
والإسلام ليس مجرد عقيدة ، حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان ، إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس ، والتجمعات الأخرى لا تمكِّنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو ، من ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرير العام ، وهذا - كما قلنا من قبل - معنى أن يكون الدين كله لله ، فلا تكون هناك دينونية ولا طاعة لعبد من العباد لذاته ، كما هو الشأن في سائر الأنظمة التي تقوم على عبودية العباد لعباد !
إن الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع الحاضر وتحت هجوم الاستشراق الماكر ، يتحرجون من تقرير تلك الحقيقة ، لأن المستشرقين صوروا الإسلام حركة قهر بالسيف للإكراه على العقيدة ، والمستشرقون الخبثاء يعرفون جيداً أن هذه ليست هي الحقيقة ، ولكنهم يشوهون بواعث الجهاد الإسلامي بهذه الطريقة .. ومن ثم يقوم المنافحون - المهزومون - عن سمة الإسلام ، بنفي هذا الاتهام ، فيلجأون إلى تلمس المبررات الدفاعية ! ويغفلون عن طبيعة الإسلام ووظيفته ، وحقه في ((تحرير الإنسان)) ابتداء .
وقد غشى على أفكار الباحثين العصريين - المهزومين - ذلك التصور الغربي لطبيعة ((الدين)) .. وأنه مجرد ((عقيدة)) في الضمير ، لا شأن لها بالأنظمة الواقعية للحياة ، ومن ثم يكون الجهاد للدين ، جهاداً لفرض العقيدة على الضمير !
ولكن الأمر ليس كذلك في الإسلام ، فالإسلام منهج الله للحياة البشرية ، وهو منهج يقوم على إفراد الله وحده بالألوهية - متمثلة في الحاكمية - وتنظيم الحياة الواقعية بكل تفصيلاتها اليومية ! فالجهاد له جهاد لتقرير المنهج وإقامة النظام ، أما العقيدة فأمر موكول إلى حرية الاقتناع ، في ظل النظام العام ، بعد رفع جميع المؤثرات .. ومن ثم يختل الأمر من أساسه ، وتصبح له صورة جديدة كاملة .
وحيثما وجد التجمع الإسلامي ، الذي يتمثل فيه المنهج الإلهي ، فإن الله يمنحه حق الحركة والانطلاق لتسلم السلطان وتقرير النظام ، مع ترك مسألة العقيدة الوجدانية لحرية الوجدان ، فإذا كف الله أيدي الجماعة المسلمة فترة عن الجهاد ، فهذه مسألة خطة لا مسألة مبدأ ، مسألة مقتضيات حركة لا مسألة عقيدة .. وعلى هذا الأساس الواضح يمكن أن نفهم النصوص القرآنية المتعددة ، في المراحل المتجددة ، ولا نخلط بين دلالتها المرحلية ، والدلالة العامة لخط الحركة الإسلامية الثابت الطويل .
لا اله إلا الله منهج حياة
العبودية لله وحده هي شطر الركن الأول في العقيدة الإسلامية المتمثل في شهادة : أن لا إله إلا الله ، والتلقي عن رسول الله ( - في كيفية هذه العبودية - هو شطرها الثاني ، المتمثل في شهادة أن محمداً رسول الله .
والقلب المؤمن المسلم هو الذي تتمثل فيه هذه القاعدة بشطريها ، لأن كل ما بعدهما من مقومات الإيمان ، وأركان الإسلام ، إنما هو مقتضى لها ، فالإيمان بملائكة اله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وكذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج ، ثم الحدود والتعزير والحل والحرمة والمعاملات والتشريعات والتوجيهات الإسلامية .. إنما يقوم كلها على قاعدة العبودية لله وحده ، كما أن المرجع فيها كلها هو ما بلَّغه لنا رسول الله ( عن ربه .
والمجتمع المسلم هو الذي تتمثل فيه تلك القاعدة ومقتضياتها جميعاً لأنه بغير تمثل تلك القاعدة ومقتضياتها فيه لا يكون مسلماً .
ومن ثم تصبح شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ( ، قاعدة لمنهج كامل تقوم عليه حياة الأمة المسلمة بحذافيرها ، فلا تقوم هذه الحياة قبل أن تقوم هذه القاعدة ، كما أنها لا تكون حياة إسلامية إذا قامت على غير هذه القاعدة ، أو قامت على قاعدة أخرى معها ، أو عدة قواعد أجنبية عنها :
((إن الحكم إلا لله ، أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، ذلك الدين القيم)) ... [يوسف : 40]
((من يطع الرسول فقد أطاع الله))... [النساء : 80]
* * *
هذا التقرير الموجز المطلق الحاسم يفيدنا في تحديد كلمة الفصل في قضايا أساسية في حقيقة هذا الدين ، وفي حركته الواقعية كذلك :
إنه يفيدنا أولاً في تحديد ((طبيعة المجتمع المسلم)) .
ويفيدنا ثانياً في تحديد ((منهج نشأة المجتمع المسلم)) .
ويفيدنا ثالثاً في تحديد ((منهج الإسلام في مواجهة المجتمعات الجاهلية)).
ويفيدنا رابعاً في تحديد ((منهج الإسلام في مواجهة واقع الحياة البشرية)) .
وهي قضايا أساسية بالغة الخطورة في منهج الحركة الإسلامية قديماً وحديثاً .
* * *
إن السمة الأولى المميزة لطبيعة (المجتمع المسلم) هي أن هذا المجتمع يقوم على قاعدة العبودية لله وحده في أمره كله .. هذه هي العبودية التي تمثلها وتكيفها الشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ( .
وتتمثل هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، كما تتمثل في الشعائر التعبدية ، كما تتمثل في الشرائع القانونية سواء .
فليس عبداً لله وحده من لا يعتقد بوحدانية الله سبحانه :
((وقال الله لا تتخذوا إلـهين اثنين ، إنما هو إلـه واحد فإياي فارهبون . وله ما في السماوات و الأرض وله الدين واصباً . أفغير الله تتقون ؟)) ... [النحل : 51 - 52]
ليس عبداً لله وحده من يتقدم بالشعائر التعبدية لأحد غير الله - معه أو من دونه :
((قل : إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)) ... [الأنعام : 162 -163]
وليس عبداً لله وحده من يتلقى الشرائع القانونية من أحد سوى الله ، عن الطريق الذي بَلَّغَنَا لله به ، وهو رسول الله ( :
((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ؟)) ... [الشورى : 21]
((وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا)) ... [الحشر : 7]
هذا هو المجتمع المسلم ، المجتمع الذي تتمثل العبودية لله وحده في معتقدات أفراده وتصوراتهم ، كما تتمثل شعائرهم وعباداتهم ، كما تتمثل في نظامهم الجماعي وتشريعاتهم .. وأيما جانب من الجوانب تخلف عن الوجود فقد تخلف الإسلام نفسه عن الوجود ، لتخلف ركنه الأول ، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ( .
ولقد قلنا : إن العبودية لله تتمثل في ((التصور الاعتقادي)) .. فيسحن أن نقول ما هو التصور الاعتقادي الإسلامي ..إنه التصور الذي ينشأ في الإدراك البشري من تلقيحه لحقائق العقيدة من مصدرها الرباني ، والذي يتكيف به الإنسان في إدراكه لحقيقة ربه ، ولحقيقة الكون الذي يعيش فيه - غيبه وشهوده - ولحقيقة الحياة التي ينتسب إليها - غيبها وشهودها - ولحقيقة نفسه .. أي لحقيقة الإنسان ذاته .. ثم يكيف على أساسه تعامله مع هذه الحقائق جميعاً ، تعامله مع ربه تعاملاً تتمثل فيه عبوديته لله وحده ، وتعامله مع الكون ونواميسه ومع الأحياء وعوالمها ، ومع أفراد النوع البشري وتشكيلاته تعاملاً يستمد أصوله من دين الله - كما بَلَّغَهَا رسول الله ( - تحقيقاً لعبوديته لله وحده في هذا التعامل .. وهو بهذه الصورة يشمل نشاط الحياة كله .
* * *
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده ، وأنها لا تدين لغير الله .. لا تدين بالعبودية لغير الله في الاعتقاد والتصور ، ولا تدين بالعبودية لغير الله في العبادات والشعائر .. ولا تدين بالعبودية لغير الله في النظام والشرائع .. ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها على أساس هذه العبودية الخالصة .. تنقي ضمائرها من الاعتقاد في ألوهية أحد غير الله - معه أو من دونه - وتنقي شعائرها من التوجه بها لأحد غير الله - معه أو من دونه - وتنقي شعائرها من التلقي عن أحد غير الله - معه أو من دونه - .
عندئذ - وعندئذ فقط - تكون هذه الجماعة مسلمة ، ويكون هذا المجتمع الذي أقامته مسلماً كذلك .. فأما قبل أن يقرر ناس من الناس إخلاص عبوديتهم لله - على النحو الذي تقدم - فإنهم لا يكونون مسلمين .. أما قبل أن ينظموا حياتهم على هذا الأساس فلا يكون مجتمعهم مسلماً .. ذلك أن القاعدة الأولى التي يقوم عليها الإسلام ، والتي يقوم عليها المجتمع المسلم - هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ( - لم تقم بشطريها ..
وإذن فإن قبل التفكير في إقامة نظام اجتماعي إسلامي ، وإقامة مجتمع مسلم على أساس هذا النظام .. ينبغي أن يتجه الاهتمام أولاً إلى تخليص ضمائر الأفراد من العبودية لغير الله - في أية صورة من صورها التي أسلفنا - وأن يتجمع الأفراد الذين تخلص ضمائرهم من العبودية لغير الله في جماعة مسلمة .. وهذه الجماعة التي خلصت ضمائر أفرادها من العبودية لغير الله ، اعتقاداً وعبادة وشريعة ، هي التي ينشأ منها المجتمع المسلم وينضم إليها من يريد أن يعيش في هذا المجتمع بعقيدته وعبادته وشريعته التي تتمثل فيها العبودية لله وحده .. أو بتعبير آخر تتمثل فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ( .
هكذا كانت نشأة الجماعة المسلمة الأولى التي أقامت المجتمع المسلم الأول .. وهكذا تكون نشأة كل جماعة مسلمة ، وهكذا يقوم كل مجتمع مسلم .
إن المجتمع المسلم إنما ينشأ من انتقال أفراد ومجموعات من الناس من العبودية لغير الله - معه أو من دونه - إلى العبودية لله وحده بلا شريك ، ثم من تقرير هذه المجموعات أن تقيم نظام حياتها على أساس هذه العبودية .. عندئذ يتم ميلاد جديدي لمجتمع جديد ، مشتق من المجتمع الجاهلي القديم ، ومواجه له بعقيدة جديدة ، ونظام للحياة جديد ، يقوم على أساس هذه العقيدة ، وتتمثل فيه قاعدة الإسلام الأولى بشطريه .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ( ..
وقد ينضم المجتمع الجاهلي القديم بكامله إلى المجتمع الإسلامي الجديد وقد لا ينضم ، كما أنه قد يهادن الجديد أو يحاربه ، وإن كانت السنة قد جرت بأن يشن المجتمع الجاهلي حرباً لا هوادة فيها ، سواء على طلائع هذا المجتمع في مرحلة نشوئه - وهو أفراد أو جماعات - أو على هذا المجتمع نفسه بعد قيامه فعلاً - وهو ما حدث في تاريخ الدعوة الإسلامية منذ نوح ( ، إلى محمد ( ، بغير استثناء .
قوة الاعتقاد والتصور ، وقوة الخلق والبناء النفسي ، وقوة التنظيم والبناء الجماعي ، وسائر أنواع القوة التي يواجه بها ضغط المجتمع الجاهلي ويتغلب عليه ، أو على الأقل يصمد له !
حين تكون الحاكمية العليا في مجتمع لله وحده - متمثلة في سيادة الشريعة الإلـهية - تكون هذه هي الصورة الوحيدة التي يتحرر فيها البشر تحرراً كاملاً وحقيقياً من العبودية للبشر .. وتكون هذه هي ((الحضارة الإنسانية)) لأن حضارة الإنسان تقتضي قاعدة أساسية من التحرر الحقيقي الكامل للإنسان ، ومن الكرامة المطلقة لكل فرد في المجتمع .. ولا حرية - في الحقيقة- ولا كرامة للإنسان - ممثلاً في كل فرد من أفراده - في مجتمع بعضه أرباب يشرعون وبعضه عبيد يطيعون !
ولا بد أن نبادر فنبيِّن أن التشريع لا ينحصر فقط في الأحكام القانونية - كما هو المفهوم الضيق في الأذهان اليوم لكلمة الشريعة - فالتصورات والمناهج ، والقيم والموازين ، والعادات والتقاليد .. كلها تشريع يخضع الأفراد لضغطه ، وحين يصنع الناس -بعضهم لبعض - هذه الضغوط ، ويخضع لها البعض الآخر منهم في المجتمع ، لا يكون هذا المجتمع متحرراً ، إنما هو مجتمع بعضه أرباب وبعضه عبيد - كما أسلفنا - وهو - من ثم - مجتمع متخلف .. أو بالمصطلح الإسلامي .. ((مجتمع جاهلي)) !
والمجتمع الإسلامي هو وحده المجتمع الذي يهيمن عليه إلـه واحد ، يخرج الناس فيه من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، وبذلك يتحررون التحرر الحقيقي الكامل ، الذي ترتكز إليه حضارة الإنسان ، وتتمثل فيه كرامته كما قدرها الله له ، وهو يعلن خلافته في الأرض عنه ، ويعلن كذلك تكريمه في الملأ الأعلى ..
* * *
وحين تكون آصرة التجمع الأساسية في مجتمع هي العقيدة والتصور والفكرة ومنهج الحياة ، ويكون هذا كله صادراً من إلـه واحد ، تتمثل فيه السيادة العليا للبشر ، وليس صادراً من أرباب أرضية تتمثل فيها عبودية البشر للبشر .. يكون ذلك التجمع ممثلاً لأعلى ما في ((الإنسان)) من خصائص .. خصائص الروح والفكر .. فأما حين تكون آصرة التجمع في مجتمع هي الجنس واللون والقوم الأرض .. وما إلى ذلك من الروابط ، فظاهر أن الجنس واللون والقوم الأرض لا تمثل الخصائص العليا للإنسان .. فالإنسان يبقى إنساناً بعد الجنس واللون والقوم الأرض ، ولكنه لا يبقى إنساناً بعد الروح والفكر ! ثم هو يملك - بمحض إرادته الحرة - أن يغير عقيدته وتصوره وفكره ومنهج حياته ، ولكنه لا يملك أن يغير لونه ولا جنسه ، كما إنه لا يملك أن يحدد مولده في قوم ولا أرض .. فالمجتمع الذي يجتمع فيه الناس على أمر يتعلق بإراداتهم الحرة واختيارهم الذاتي هو المجتمع المتحضر .. أما المجتمع الذي يجتمع فيه الناس على أمر خارج عن إرادتهم الإنسانية فهو لمجتمع المتخلف .. أو بالمصطلح الإسلامي .. هو ((المجتمع الجاهلي)) !
والمجتمع الإسلامي وحده هو المجتمع الذي تمثل فيه العقيدة رابطة التجمع الأساسية ، والذي تعتبر فيه العقيدة هي الجنسية التي تجمع بين الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والعربي والرومي والحبشي وسائر أجناس الأرض في أمة واحدة ، ربها الله ، وعبوديتها له وحده ، والأكرم فيها هو الأتقى ، والكل فيها أنداد يلتقون على أمر شرعه الله لهم ، ولم يشرعه أحد من العباد !
إن المجتمع المتحضر .. الإسلامي .. لا يحتقر المادة ، ولكنه لا فقط يعتبرها هي القيمة العليا التي تهدر في سبيلها خصائص ((الإنسان)) ومقوماته ! .. وتهدر من أجلها حرية الفرد وكرامته .. إلى آخر ما تهدره المجتمعات الجاهلية من القيم والفضائل والمحرمات لتحقيق الوفرة في الإنتاج المادي !
وحين تكون ((القيم الإنسانية)) و ((الأخلاق الإنسانية)) التي تقوم عليها ، هي السائدة في مجتمع ، ويكون هذا المجتمع متحضراً ، والقيم الإنسانية والأخلاقية الإنسانية ليست مسألة غامضة مائعة وليست كذلك قيما ((متطورة)) متغيرة متبدلة ، لا تستقر على حال ولا ترجع إلى أصل .
إنها القيم والأخلاق التي تنمِّي في الإنسان خصائص الإنسان التي يتفرد بها دون الحيوان ، والتي تُغَلِّب فيه هذا الجانب الذي يميزه ويعزوه عن الحيوان ، وليست هي القيم والأخلاق التي تنمِّي فيه تُغَلِّب الجوانب التي يشترك فيها مع الحيوان .
وحين توضع المسألة هذا الوضع يبرز فيها خط فاصل وحاسم ((وثابت)) لا يقبل عملية التمييع المستمرة .
إن الإسلام يقرر قيمه وأخلاقه هذه ((الإنسانية)) - أي التي تنمِّي في الإنسان الجوانب التي تفرقه وتميزه عن الحيوان - ويمضي في إنشائها وتثبيتها وصيانتها في كل المجتمعات التي يهيمن عليها سواء كانت هذه المجتمعات في طور الزراعة أم في طور الصناعة ، وسواء كانت مجتمعات بدوية تعيش على الرعي أو مجتمعات حضرية مستقرة ، وسواء كانت هذه المجتمعات فقيرة أو غنية .. أنه يرتقي صعداً بالخصائص الإنسانية ، ويحرسها من النكسة إلى الحيوانية .. لأن الخط الصاعد في القيم والاعتبارات يمضي من الدرك الحيواني إلى المرتفع الإنساني .. فإذا انتكس هذا الخط - مع حضارة المادة - فلن يكون ذلك حضارة ! إنما هو ((التخلف)) أو هو ((الجاهلية)) !
وحين تكون ((الأسرة)) هي قاعدة المجتمع ، وتقوم هذه الأسرة على أساس ((التخصص)) بين الزوجين في العمل ، وتكون رعاية الجيل الناشئ هي أهم وظائف الأسرة على هذا النحو - في ظل المنهج الإسلامي - تكون هي البيئة التي تنشأ وتُنَمَّى فيها القيم الأخلاقية ((الإنسانية)) التي أشرنا إليها ، ممثلة في الجيل الناشئ ، والتي يستحيل أن تنشأ في وحدة أخرى غير وحدة الأسرة ، فأما حين تكون العلاقات الجنسية (الحرة كما يسمونها) والنسل (غير الشرعي) هي قاعدة المجتمع .. حين تقوم العلاقات بين الجنسين على أساس الهوى والنزوة والانفعال ، لا على أساس الواجب والتخصص الوظيفي في الأسرة .. حين تصبح وظيفة المرأة هي الزينة والغواية والفتنة .. وحين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد ، وتُؤْثِر هي - أو يُؤْثِر لها المجتمع - أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة ! .. حين تنفق طاقتها في ((الإنتاج المادي)) و ((صناعة الأدوات)) ولا تنفقها في ((صناعة الإنسان)) !! لأن الإنتاج المادي يومئذ أغلى وأغز وأكرم من ((الإنتاج الإنساني)) ، عندئذ يكون هنا هو ((التخلف الحضاري)) بالقياس الإنساني .. أو تكون هي ((الجاهلية)) بالمصطلح الإسلامي !
وقضية الأسرة والعلاقات بين الجنسين قضية حاسمة في تحديد صفة المجتمع .. متخلف أم متحضر ، جاهلي أم إسلامي ! .. والمجتمعات التي تسود فيها القيم والأخلاق والنزعات الحيوانية في هذه العلاقة لا يمكن أن تكون مجتمعات متحضرة ، مهما تبلغ من التفوق الصناعي والاقتصادي والعلمي ! إن هذا المقياس لا يخطئ في المقياس لا يخطئ في قياس مدى التقدم ((الإنساني)) ..
* * *
وأخيراً فإنه حين يقوم ((لإنسان)) بالخلافة عن ((الله)) في أرضه على وجهها الصحيح : بأن يخلص عبوديته لله ويخلص من العبودية لغيره ، وأن يحقق منهج الله وحده ويرفض الاعتراف بشريعة منهج غيره ، وأن يُحَكِّم شريعة الله وحدها في حياته كلها وينكر تحكيم شريعة سواها ، وأن يعيش بالقيم والأخلاق التي قررها الله له ويسقط القيم والأخلاق المدعاة ، ثم بأن بتعرف بعد ذلك كله إلى النواميس الكونية التي أودعها الله في هذا الكون المادي ، ويستخدمها في ترقية الحياة ، وقي استنباط خامات الأرض وأرزاقها وأقواتها التي أودعها الله إياها ، وجعل تلك النواميس الكونية أختامها ، ومنح الإنسان القدرة على فض هذه الأختام بالقدر الذي يلزم له في الخلافة .. أي حين ينهض بالخلافة في الأرض على عهد الله وشرطه ، ويصبح وهو يفجر ينابيع الرزق ، ويصنع المادة الخامة ، ويقيم الصناعات المتنوعة ، ويستخدم ما تتجه له كل الخبرات الفنية التي حصل عليها الإنسان في تاريخه كله .. حين يصبح وهو يصنع هذا كله ((ربانيا)) يقوم بالخلافة عن الله على هذا النحو - عبادة الله . يوم إذ يكون هذا الإنسان كامل الحضارة ، ويكون هذا المجتمع قد بلغ قمة الحضارة.(إ.هـ)

  #22  
قديم 09-04-2001, 11:34 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
Post

السلام عليكم.
شكرا لك اخي السنونو وللأخ س ...والحق قرأت الرسالة واحتاج الى قرأتها من جديد و ربما لمرات عديدة ...ولنا لقاء اخر ان شاء الله
  #23  
قديم 10-04-2001, 01:56 AM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post


أكوهين لهم اضحى خدينا

.......... ليحمي من أخ ( مستضعفينا)

وصار الكفر يرتع قرب مهد

....... لمن للنور يهدي العالمينا

لحى الله المنافح عن فجور

.......... ومن القى له ودا ولينا

وقال الله من والى عدوا

...... فذا منهم غدا دنيا ودينا

كانهم بقايا قينقاع

.............. وحيات تصب السم فينا

فخذهم يا إلهي اخذ عاد

...........وثامود , ومن ترك السفينا
  #24  
قديم 10-04-2001, 07:37 AM
الدكتور2000 الدكتور2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 101
Smile

جميع الاخوة والأخوات:
السلام عليكم ورحمة الله والبركات

أجمل ما في الموضوع أعلاه الحوار الراقي الهادئ الهادف. والأسئلة الواعية القاصدة.

و(الخيمة السياسية) تبرهن للمرة الألف أن في الأمة {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}، وأن ذكر الله تعالى لا يقتصر على (اللسان) وإنما يمتد ليغطي كل مساحات الحياة. وأن الاختلاف الفطري والتعددية الفكرية الاجتهادية جزء لا يتجزأ من ساحتنا الإسلامية.

بارك الله لنا فيكم جميعاً.

وللحديث بقية فيما طرح آنفاً، إن شاء الله.
  #25  
قديم 10-04-2001, 07:43 AM
YY YY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 39
Post

أعجبني جدا التركيز على التفكير واعتباره فريضة قبل وبعد الإسلام، فأما قبل إسلام المرء فمهمته أن يقود الإنسان إلى الاعتقاد بالشهادتين، وأما بعد إسلامه فالنظر إلى الأمور في سياقها العام لمعرفة حكمها الشرعي، وكمثال على أثر ذلك في النظر إلى قضية واحدة من قضايا المسلمين، فإن التفكير الشرعي لمعرفة الحكم الشرعي في السياق، أنه إن كانت الدول المحيطة بفلسطين دولا إسلامية أو تعتبر نفسها كذلك، فإن فرض الجهاد يقع عليها جيوشا وحكومات، وأما من تحت حكم اليهود فحكمهم حكم الأسرى وليس الجهاد فرضا عليهم، وإن لم تكن هذه الدول وحكوماتها إسلامية وجب على المسلمين إزالتها وإقامة الخلافة التي تتولى جهاد اليهود وسواهم، وقد يقول قائل ولكن من تحت الاحتلال قد يتطوع زيادة على الفريضة فيجاهد رغم أن ذلك ليس فرضا عليه، والجواب أن ذلك صحيح ولكن خطورته تأتي من ناحيتين، الأولى أنه لا جدوى منه إن كانت الدول المحيطة بفلسطين والسلطة الفلسطينية حامية لليهود، بل إنها ستستغله لتثبيت دولة يهود، والثانية وهي الأخطر بالخروج عن إطار التفكير الإسلامي الشمولي في هذه القضية بهذا القول أو بالقول بل إن الجهاد يبقى فريضة على أهل فلسطين، أن ذلك يتم في إطار جزئي من شأنه جزئيته هذه أن تعكس الحكم الشرعي تماما بالزعم أن الجهاد فرض على الأسير ويسقط عن الدول والجيوش، وهذا هو الحاصل . ومن يتابع إعلام وعلماء العملاء الذين يقتصرون في الحض على التبرع أو المقاطعة أو الضغوط إنما في واقع الحال يعفون هذه الدول من فريضة الجهاد بالزعم أنها تؤديه على هذه الأشكال المزيِّفة بل المعطلة له. وقس على هذا أثر الخروج عن إطار التفكير الكلي الذي فرضه الإسلام على سائر قضايا المسلمين. وما تجره النظرة الجزئية من تزييف لدين الله بل وتسخير له لخدمة أعداء الله.
______________________________________
وبخصوص التغيير ووضع النقتط على الحروف أعجبني هذا المقال:سُنة التغيير
http://www.al-waie.org/arabic/issue/168/htm/168w08.htm بعد أن أصبح التغيير الجذري أمراً يفرض نفسه على المسلمين ولا يوجد أي بديل أو خيار غير العمل الجاد لتغيير الواقع الذي شهد بفساده جميع الناس حتى من القائمين عليه.واحتارت التكتلات الإسلامية والدعاة إلى التغيير أي السبل تسلك خاصة أنها تزعم بأنها جربت كل الطرق ولم تفلح. لذا كان لا بد من وقفة نحاول أن نضع فيها النقاط على الحروف وخصوصا بعد أن فشلت الحركات التي بنت منهجها على أسس غير مدروسة بعمق، أو على التجارب الفاشلة التي جرت الويلات عليها وعلى من لحق بها، بل وأغلبها كان انطلاقا من رد فعل على حدث سرعان ما انطفأ. ويطالعنا اليوم فريق من المنظرين للدعوة بضرورة اتباع سنن التغيير بشكل مجمل غير مفهوم، ولا يعتمد هؤلاء على شيء، اللهم سوى بعض الأدلة العامة من غير غوص في أعماقها وبدون إسقاط لها على الواقع بشكل عملي يؤدي إلى تغييره والخلاص منه كما يعتمد هؤلاء على السمعة التي أكسبتهم إياها الوسائل الإعلامية المسمومة التي تبرزهم أنهم رواد النهضة والفكر الإسلامي في العصر الحديث. ولهؤلاء وأمثالهم ولمن يتأثر بهم لا بد من توضيح يزيل الغشاوة ويري كيفية الخلاص.

====================================

لهذا أقول وبالله التوفيق لا شك بأن دوافع التغيير في واقع الأمة الإسلامية كثيرة جدا وخصوصا أن حالة الانحطاط قد ظهرت بأسوأ أشكالها وأحدها، فالظلم والطغيان قد تجاوزا كل حد يطاق والفقر بات يعشعش في أغلب بلاد المسلمين، وأما الذل والصغار والخذلان فالمسلمون يتنشقونها صباح مساء فضلا عن أعراض تنتهك ومقدسات تستباح مع عجز وشلل وقلة حيلة عند أمة تتجاوز المليار مسلم وهذا أمر عجيب يدفع بقوة لإيجاد طريق للخلاص. وللحديث في هذا الموضوع المهم والمصيري لا بد من بذل الجهد الذي يميط اللثام عن وجه الحقيقة حتى تنجلي ويتبصر بها حاملو لواء التغيير. لذلك كان لزاما علينا التعمق الكافي في فهم واقع ما نريد أن نغيره وإلى ماذا.

ولتبسيط الأمر فإنني أقول إن الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة الإسلامية يتمثل بالوضع التالي: التشرذم والانقسام إلى أكثر من خمسين دولة أو شبه دولة. التبعية للغرب الكافر وبشكل مقزز. ضياع كثير من بلاد المسلمين ومقدساتهم واحتلال الكفار لها كفلسطين وغيرها. الثروات الهائلة المنهوبة من الذهب والنفط وغيرها من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى على امتداد العالم الإسلامي الثري. وعلى رأس هذه الكوارث سيادة قوانين وأنظمة جاهلية تشقي الإنسان وتسلك به موارد التعاسة والهلاك وتؤدي به إلى حالة الانحطاط التي نراها ونعيشها.

إن هذه المآسي هي مما يلم بالمسلمين اليوم وهي مخالفة للأحكام الشرعية الثابتة. ومن كمال الإسلام وتمامه أنه شرع أحكاماً لتمنع حصول مثل هذه المخالفات فمثلاً: أمر الإسلام بإيجاد خليفة واحد لكل المسلمين وقتال من ينازعه الأمر يقول الرسول: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» كما يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث... والتارك لدينه المفارق للجماعة». وكذلك أجمع علماء المسلمين قاطبة أنه في حال احتل شبر من أراضي المسلمين توجب على جميع المسلمين الجهاد لاسترداد ما تم احتلاله. ومن هنا نجد أن الإسلام شرع أنظمة وقوانين وأوجد في الوقت نفسه أحكاما لمنع الاستهتار بالشريعة ولإبقائها حية في واقع الأمة. ونرى ذلك جلياً واضحاً في الحدود فمثلاً للحفاظ على العقيدة الإسلامية من العبث سن الإسلام تشريعاً يقول فيه الرسول: «من بدل دينه فاقتلوه». وحرم السرقة وجعل عقوبة فاعلها قطع اليد وهكذا…

ولكن هذه الأحكام التي تمثل الدستور والقوانين للمنهج الإسلامي الشامل لأرجاء المجتمع تحتاج إلى من لديه السلطة والقدرة على تنفيذها ومن هنا يأتي دور الدولة التي تعرف بأنها الكيان السياسي والتنفيذي التي ترعى شؤون الناس ومن هنا كانت الحاجة الملحة لإقامة الخـلافة والتي تمثل الشكل الشرعي لنظام الحكم السياسي والتنفيذي في الإسلام والتي بها تقام أحكام الإسلام وتصان، ولها الأهمية الكبرى في حياة المسلمين، وهي عبارة عن لفظ له مدلوله في الشرع وهو بعبارة موجزة السلطان المناط به تطبيق الشرع في حياة المسلمين. ولذلك كانت إقامة هذا السلطان الواجب شرعاً تاجاً للفروض لأنها تقام به وتبنى عليه. ولهذا قال الإمام الغزالي: الدين أس والسلطان حارس فما لا أس له فمنهدم وما لا حارس له فضائع.

ولذا فإننا نرى أن واقع ما أصاب الأمة الإسلامية من مآسٍ سبق ذكرها كان من جراء فقدان السلطان الذي يحكِّم الشرع وهذا ما يصل إليه الحس السوي، إذ إنها أعراض تظهر نتيجة لغياب المناعة الطبيعية التي تصون هذا الدين المتمثلة بالدولة الإسلامية. وهذا ما رأيناه جليا في حياة المسلمين زمن النبي، فشتان بين واقع المسلمين قبل وجود سلطان للإسلام في المدينة وبعدها، إذ تحولت حالة الاستضعاف إلى قوة وعز ودخول الناس في دين الله أفواجا. وكذلك تغير حال المسلمين من عز وسؤدد عندما كانوا يستظلون بدولة الإسلام إلى حال مبكٍ بعد أن زالت هذه الدولة. هكذا يتبين لنا أن العلاج الشرعي لمصاب المسلمين هو بإقامة هذه الدولة. ولكن إذا أدرك الطبيب المرض ووصف له الدواء فان هذا لا يكفي إذ عليه أن يرشد المريض من أين يستطيع إحضاره.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وهو لب موضوعنا: كيف يحصل التغيير الذي يحدث النهضة؟ عند المسلمين، وبخاصة وأن الحل الشرعي وهو إقامة الخـلافة الإسلامية أصبح أملاً، بل أمنية وحلماً، وكأن الأحداث المأساوية التي مرت على الأمة سحقتها ومعستها حتى أصبحت لينة طرية طيعة لتطبيق الإسلام عليها، تنتظر أن تعود للإسلام دولته وللمسلمين عزهم ومجدهم. ومن هنا جاء الإسلام ليبصرنا بأن الله جل شأنه نظم سنناً للكون والحياة ومنها سنة للتغيير في المجتمعات لا بد من الوقوف عندها وفهمها على حقيقتها حتى يتأتى الأخذ بها وتتحقق السنة الربانية حينها بإذنه وفضله. ومن سار على هدي هذه السنة، لاحظ إرهاصات الفجر وانبثاقه في حين يغرق الغافلون عنها في سبات عميق بينما الصبح جد قريب.

يقول الله تعالى: ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ سورة الرعد آية 13 يقول ابن كثير في تفسيره ... عن جهم عن إبراهيم قال أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا حول الله عنهم ما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال إن تصديق ذلك في كتاب الله ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ وقد ورد هذا في حديث مرفوع... حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصاري عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال: كنت إذا أمسكت عن رسول الله r ابتدأني وإذا سألته عن الخبر أنبأني وإنه حدثني عن ربه عز وجل قال: "قال الرب وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ما من قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي" ويقول الإمام القرطبي في تفسيره أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب؛ كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة؛ فليس معنى الآية أنه ليس ينـزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنـزل المصائب بذنوب الغير؛ كما قال r: وقد (سئل: أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث). انتهى. ويقول الإمام الطبري في تفسيره... وقوله: ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ يقول تعالى ذكره: إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره. انتهى.

لقد جئت بهذه التفاسير الجليلة للحد من العبث باستخدام هذه الآية من قبل بعض المعاصرين الفضائيين بشكل غريب، بل وغير مفهوم، ويتصورون أنهم يحيون هذا النص القرآني بينما هم في الحقيقة يخنقونه بسوء فهمهم واستخدامهم له بعيدا عن مؤداه. فتراهم يبنون منهجا سفسطائيا فذلكيا لا يمت إلى النص أو الواقع بصلة، بل والعجيب أنهم يدعون أنهم ينطلقون من هذه الآية ليبرروا بها منطقهم المعوج. وتراهم يخلطون بين الأشياء حتى تصوروا أنهم أتوا بما لم يأتِ به الأوائل. فهم يقولون بأن المجتمع يتألف من عدد معين من البشر وإذا فسد هؤلاء فسد المجتمع وإذا صلحوا تم صلاحه. وبالتالي فإن أساس أي مجتمع هو الفرد، فإن وجد الفرد الصالح وجد المجتمع الصالح والعكس بالعكس. ولهذا لا بد من الاهتمام بالفرد وتربيته حتى يصبح صالحا فيقوم بالتالي بإصلاح غيره وهكذا حتى يشمل جميع أفراد المجتمع وبذلك يصير المجتمع صالحا. وبنفس المنطق ولكن على شكل أوسع فإن الفرد يقوم بإصلاح أسرته الصغيرة زوجته وأولاده وبالتالي كل يصلح من عنده فينقلب المجتمع المكون من الأسر الصالحة إلى مجتمع صالح. بل وقد تمادى بعضهم بشكل لافت للنظر إذ أخذ بالآلة الحاسبة وأخذ يجمع ويضرب فانتهى بالتالي إلى أن المجتمع يصبح صالحا تماما بعد فترة كذا ! إثر التراكم التلقائي لصلاح الأفراد.

وللأسف فقد وجد هذا الطرح من يتبناه ولفترة طويلة من الزمن وما زال يعرض ويروج له ويؤكد أنه علينا تغيير ما في النفوس وإقامة دولة الإسلام فيها حتى تقام على الأرض مع مجازية هذا التعبير وعدم صلاحيته لاتخاذه منهجا عمليا لتكتل يسعى إلى التغيير. فإن هذا المنهج في التفكير سطحي، وهو فاسد ابتداء لأنه يعامل البشر معاملة الجماد، وبالتالي يطبق عليها قانون الأرقام. فمثلاً النجار يقول إنه يستطيع صنع كرسيين يوميا هذا يعني أنه يملك القدرة على إنتاج ثمانية كراسي في أربعة أيام. بينما حامل الدعوة قد يكسب لدعوته عضوا جديدا في فترة معينة، وقد لا يعاود كسب أحد في نفس المدة بل وقد يخسر من سبق وانضم إليه. فنحن نعلم أن الفرد قد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا وهذا لا يرجع لسوء التربية أو حسنها فإن هذا حصل مع أتباع أنبياء ومرسلين وهم خير مربين. هذا وإذا أردنا أن نطبق قانون الأرقام فقد نخرج بنتيجة متناقضة وهي أن من يحمل الدعوة للباطل وهم كثر وبيدهم إمكانيات إعلامية ومالية هائلة بل وبيدهم السلطة التي تفرض مناهج التعليم وقوانين المجتمع وهم يدعون إلى غيهم وضلالهم منذ أمد بعيد فإن ما يجب أن نراه اليوم هو مجتمعات منسلخة عن الإسلام تماما. وكذلك فإن سيدنا نوح وهو من أولي العزم من الرسل لبث في قومه حوالي الألف سنة يدعوهم بها إلى الله ولاشك بأنه كان مربيا فاضلا وداعيا صادقا وكان يدعو قومه ليلا ونهارا سرا وإعلانا وبالرغم من كل ذلك ما آمن معه إلا قليل. بل حتى إن زوجه كانت من الغابرين، وولده كان من الغاوين. بل إن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه تابع. وهذه الأمور لها واقع محسوس فكثيرا ما نرى من يعتبر من حملة الدعوة وأشد خصومه أقرب الناس إليه. ولو كان الأمر تلقائيا لآمن أبو لهب وهو عم الرسول ولآمنت قريش وهي قومه وعشيرته. بل على العكس من ذلك كانوا أشد الناس خصومة له وعداء لدعوته.

من هنا كان لابد من إدراك معنى الآية الكريمة على النحو الذي فسرها بها العلماء أئمة التفسير لا أدعياؤه فإننا نرى أن الآية تلفت النظر إلى إدراك مواطن الخلل في الواقع المراد تغييره وبذل الجهد لتغييره حتى يحصل التغير. فإنه كما جاء فيما سبق أنه وقع خلل في الترتيب الحربي في معركة أحد مما أدى إلى تحول ميزان المعركة إلى الخصم وعملية الإصلاح هنا تكون بإعادة سد الثغرة وليس بالذهاب إلى الصوامع لتهذيب الأنفس. ولذلك فانه لابد من إزالة المظالم والاعتداءات التي بدرت من أصحابها حتى تسترد العافية والسلامة وينقلب الشقاء إلى نعيم. لذلك فانه لا بد من التركيز على مواطن الخلل وإصلاحها وليس تغافلها أو القفز عليها أو تهميشها.

وبدراسة واقع الأمة الإسلامية نجد أنها تكتوي بنار التبعية للوحش الغربي الذي يستمتع بخيراتها، وأنها تصبو إلى الخلاص بالإسلام ودولته. وإذا ما تركت الأمة واختيارها فما من شك أنها ستختار الإسلام حكما فيها. ولكن هناك من يكبلها ويمنعها من ذلك بالحديد والنار وكي الظهور وضربها بالسياط. وهذا المانع هو السلطة الحاكمة، التي تفرض على الأمة أفكار الغرب وحضارته، وتقوم بإقصاء الإسلام عن واقع الحياة بكل ما أوتيت من جبروت وطغيان. وهذا أمر ظاهر للعيان لا يمكن أن يغفل عنه عاقل. والشواهد على ذلك حاضرة في كل بلاد المسلمين من تركيا إلى تونس وسوريا وأوزبكستان... فإذا ما أردنا أن نسلك سنة التغيير لا بد أن نتوجه إلى تغيير هذه الأنظمة الحاكمة التي تستولي على مقدرات الأمة وطاقاتها، وذلك بالتوجه لأهل القوة فهو الأمر الذي يتوافق مع سنة الله في التغيير لكي يتحقق التغير ويعود السلطان للأمة لكي تبايع خليفة ليحكم بكتاب الله وسنة رسوله.

كما أنه يجب أن يلفت النظر إلى أن باطل الغرب الكافر الذي يتحكم ببلاد المسلمين لا يستند إلى قوة عقيدته وليس لأنه يلتزم الحق بل لأنه يستند إلى القوة المادية حيث يستثمر الغرب كل شيء حتى قوى المسلمين بسبب عمالة الحكام وخيانتهم. وبما أن الإسلام لا بد من ظهوره وسيادته على البشر وهو الذي يحقق الطمأنينة للبشر ولكنه حالياً لا يستند إلى قوة تحميه فهو ضائع محفوظ ببعض الكتب وبعض العقول بينما باطل الغرب الذي يدمر الإنسانية ظاهر ومسيطر لأن له قوة تحميه. من هنا أيضا كان لا بد من البحث عن قوة لتطبيق الإسلام وحمايته وحمله للآخرين لذلك لا بد من سلوك طريق كسب أهل القوة لنصرة هذا الدين وتمكينه في الأرض. وهذا عين ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام حين استعداه زعماء مكة فأخذ يتقصد أهل القوة من القبائل في الجزيرة العربية يدعوهم للإسلام ولتمكينه من الحكم بينهم بما أنزل الله كما أمره الله تبارك وتعالى. فهذه السنة واجبة الاتباع حتى يتحقق التغيير المنشود كما تحقق على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإقامته للدولة الإسلامية في المدينة المنورة بعد أن استجاب له بعض أهل القوة في المدينة المنورة فسحب بذلك هذه القوة من سلطان أبي بن سلول رأس المنافقين الذي كان سيتوج ملكاً على المدينة ومن ثم قام باستخدام قوة أهل المدينة لفتح مكة وضم باقي أنحاء الجزيرة العربية. هكذا علمنا الشرع اتباع السنن الربانية وهو ما يتطابق مع حقائق الأشياء وليس بالكلام المجمل غير المفهوم والتوجه بالإصلاح حيث لا يمكن أن يُؤتي أُكُلاً أو ينضج ثمراً. ربنا أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه q

أبو بـلال



  #26  
قديم 14-04-2001, 12:38 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

http://hewar.khayma.com/Forum3/HTML/001714.html
  #27  
قديم 26-05-2001, 09:30 PM
YY YY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 39
Post

جريدة الشرق الأوسط
العدد 8212
الأربعاء 23/5/‏2001‏-‏
الصفحة 5
جاء فيها بالحرف الواحد

"وقبل حوالي السنة ونصف السنة رفع ديراني دعوة أمام محكمة تل أبيب المركزية ضد دولة إسرائيل يتهمها فيها بممارسة أساليب تعذيب وحشية ضده في المعتقل كي يعترف بمكان احتجاز رون أراد. ويقول ديراني في شكواه إنه تعاون مع المحققين من البداية وقال كل ما يعرفه. لكنهم استمروا في تعذيبه من دون رحمة. وقد بلغ التعذيب قمة الوحشية، عندما نفذت فيه جريمة اغتصاب. وسمّى ديراني الضابط المسؤول عن ارتكاب هذه الجريمة، وهو الرائد جورج الذي جلب جنديا أقدم على تلك الفعلة البشعة. ويوضح في الدعوى أن هذه الجريمة تركت في نفسه جروحا لا يمكن أن تندمل، وطعنته في الصميم، وحطمت مشاعره الإنسانية وكرامته، وأحدثت تعقيدا في حياته، لا يمكن الشفاء منه."
  #28  
قديم 27-05-2001, 01:59 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Lightbulb

تحية شكر وتقدير لكل من ساهم بتفعيل هذا الموضوع…
____________________
لابد وأن الموضوع قابل للإضافة والتعديل.. ولن يكتمل – الكمال لله وحده – وعليه أيها الأخوة نزمع على نسخه وتبويبه بمساعدة الأخ (س) ومن ثم تنضيده وتصفيفه… فما هي ملاحظاتكم التالية..
يمكنكم مطاعة الموضوع وما توصل إليه الأخوة في النقاش على الروابط التالية:
حوار الخيمة العربية: http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...c&f=5&t=000765
السقيفة: http://www.sakifah.com/vb/showthread.php?threadid=3478
الخواطر: http://www.11hh.com/vb/showthread.php?s=69bc7b914eb5981a723558c4620b3744& threadid=1379
منتدى الإصلاح الإسلامي: http://www.islah.org/vboard/showthread.php?s=8fcce4d81681bd2a4bbec5af2ae4c4d2& threadid=1545

تحياتي للجميع
أخوكم/ السنونو المهاجر.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
  #29  
قديم 27-05-2001, 04:09 PM
ALAMEER99 ALAMEER99 غير متصل
عضــو
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4,541
Post

بسم الله ... وبه نستعين
أما بعد :-
جزى الله الجميع على الخير خيرا ... وكفى
إنه سميع مجيب
ودمتــــم ،،،
__________________

عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
  #30  
قديم 23-06-2001, 05:33 PM
عمروش عمروش غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 60
Post

أستميح أخي الأمير عذرا لإضافة هذه المادة التي أرى أنها ذات علاقة بموضوعنا. http://attawhid.com/kufr_duna_kufr.htm

وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه. ورواه الحاكم في مستدركه، وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه(1). انتهى كلام ابن كثير رحمه الله، وكان آخر ما قاله من كلام طويل تفسيرا لقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
ـــــــــــــــــ
قال أحمد شاكر رحمه الله:
(1) الحاكم 2/313، ولفظه: "إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر". ووافقه الذهبي على تصحيحه.

وهذه الآثار عن ابن عباس وغيره، مما يلعب به المضللون في عصرنا هذا، من المنتسبين للعلم، ومن غيرهم من الجرآء على الدين: يجعلونها عذرا أو إباحة للقوانين الوثنية الموضوعة، التي ضربت على بلاد الإسلام.

وهناك أثر عن أبي مجلز في جدال الإباضية الخوارج إياه، فيما كان يصنع بعض المراء من الجور، فيحكمون في بعض قضائهم بما يخالف الشريعة، عمدا إلى الهوى، أو جهلا بالحكم. والخوارج من مذهبهم أن مرتكب الكبيرة كافر، فهم يجادلون يريدون من أبي مجلز أن يوافقهم على ما يرون من كفر هؤلاء الأمراء، ليكون ذلك عذرا لهم فيما يرون من الخروج عليهم بالسيف. وهذان الأثران رواهما الطبري: 12025، 12026. وكتب عليهما أخي السيد محمود محمد شاكر تعليقا نفيسا جدا، قويا صريحا. فرأيت أن أثبت هنا نص أولى روايتي الطبري، ثم تعليق أخي على الروايتين:

فروى الطبري: 12025، عن عمران بن حدير، قال: "أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس، فقالوا: يا أبا مجلز، أرأيت قول الله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} أحق هو؟ قال: نعم، قالوا: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} أحق هو؟ قال: نعم، قالوا: {ومن مل يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} أحق هو؟ قال: نعم، فقالوا: يا أبا مجلز، فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون، وإليه يدعون، فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفْرَق! قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم ترون هذا ولا تحرّجون! ولكنها أُنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك، أو نحوا من هذا".

ثم روى الطبري:12026، نحو معناه. وإسناداه صحيحان. فكتب أخي السيد محمود، بمناسبة هذين الأثرين ما نصه:

"اللهم إني أبرأ إليك من الضلالة. وبعد، فإن أهل الريب والفتن من تصدروا للكلام في زماننا هذا، قد تلمس المعذرة لأهل السلطان في ترك الحكم بما أنزل الله، وفي القضاء في الدماء والأعراض والأموال بغير شريعة الله التي انزلها في كتابه، وفي اتخاذهم قانون أهل الكفر شريعة في بلاد الإسلام. فلما وقف على هذين الخبرين، اتخذهما رأيا يرى به صواب القضاء في الأموال والأعراض والدماء بغير ما أنزل الله، وأن مخالفة شريعة الله في القضاء العام لا تكفر الراضي بها، والعامل عليها.

والناظر في هذين الخبرين لا محيص له من معرفة السائل والمسئول، فأبو مجلز (لاحق بن حميد الشيباني السدوسي) تابعي ثقة، وكان يحب عليا رضي الله عنه. وكان قوم أبي مجلز، وهم بنو شيبان، من شيعة علي يوم الجمل وصفين. فلما كان أمر الحكمين يوم صفين، واعتزلت الخوارج، كان فيمن خرج على علي رضي الله عنه طائفة من بني شيبان، ومن بني سدوس بن شيبان بن ذهل. وهؤلاء الذين سألوا أبا مجلز، ناس من بني عمرو بن سدوس (كما في الأثر:12025)، وهم نفر من الإباضية (كما في الأثر:12026)، والإباضية من جماعة الخوارج الحرورية، هم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، وهم يقولون بمقالة سائر الخوارج في التحكيم، وفي تكفير علي رضي الله عنه إذ حكّم الحكمين، وأنّ عليا لم يحكم بما أنزل الله في أمر التحكيم. ثم إنّ عبد الله بن إباض قال: إنّ من خالف الخوارج كافر ليس بمشرك، فخالف أصحابه، وأقام الخوارج على أنّ أحكام المشركين تجري على من خالفهم.

ثم افترقت الإباضية بعد عبد الله بن إباض الإمام افتراقا لا ندري معه ـ في أمر هذين الخبرين ـ من أي الفرق كان هؤلاء السائلون، بيد أنّ الإباضية كلها تقول: إنّ دور مخالفيهم دُور توحيد، إلاّ معسكر السلطان فإنه دار كفر عندهم. ثم قالوا أيضا: إنّ جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان، وأنّ كل كبيرة فهي كفر نعمة، لا كفر شرك، وأن مرتكبي الكبائر في النار خالدون مخلدون فيها.

ومن البيِّن أنّ الذين سألوا أبا مجلز من الإباضية إنما كانوا يريدون ان يلزموه الحجة في تكفير الأمراء، لأنهم في معسكر السلطان، ولأنهم ربما عصوا أو ارتكبوا بعض ما نهاهم الله عن ارتكابه. ولذلك قال لهم في الخبر الأول (رقم: 12025): "فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنباً"، وقال لهم في الخبر الثاني: "إنهم يعملون بما يعملون ويعلمون أنه ذنب".

وإذن، فلم يكن سؤالهم عما احتج به مبتدعة زماننا، من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام، بالإحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا الفعل إعراض عن حكم الله، ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكم الله سبحانه وتعالى، وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفير القائل به والداعي إليه.

والذي نحن فيه اليوم، هو هجر لأحكام الله عامة بلا استثناء، وإيثار أحكام غير حكمه في كتابه وسنة نبيه، وتعطيل لكل ما في شريعة الله، بل بلغ الأمر مبلغ الإحتجاج على تفضيل أحكام القانون الموضوع على احكام الله المنزلة، وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة إنما نزلت لزمان غير زماننا، ولعلل وأسباب انقضت، فسقطت الأحكام كلها بانضائها. فأين هذا مما بيناه من حديث أبي مجلز والنفر من الإباضية من بني عمرو بن سدوس!!

ولو كان الأمر على ما ظنوا في خبر أبي مجلز، أنهم أرادوا مخالفة السلطان في حكم من احكام الشريعة، فإنه لم يحدث في تاريخ الإسلام أنْ سنّ حاكم حكما وجعله شريعة ملزمة للقضاء بها. هذه واحدة. وأخرى: أن الحاكم الذي حكم في قضية بعينها بغير حكم الله فيها، فإنه إما أن يكون حكم بها وهو جاهل، فهذا أمره أمر الجاهل بالشريعة. وإما ان يكون حكم بها هوى ومعصية، فهذا ذنب تناله التوبة، وتلحقه المغفرة. وإما أن يكون حكم به متأولا حكما خالف به سائر العلماء، فهذا حكمه حكم كل متأول يستمد تأويله من الإقرار بنص الكتاب، وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

وأما أن يكون كان في زمن أبي مجلز أو قبله او بعده حاكم حكم بقاء في أمر جاحدا لحكم من أحكام الشريعة، او مؤثرا لأحكام اهل الكفر على أحكام أهل الإسلام، فذلك لم يكن قط. فلا يمكن صرف كلام أبي مجلز والإباضيين إليه. فمن احتج بهذين الأثرين وغيرهما في غير بابها، وصرفها إلى غير معناها، رغبة في نصرة سلطان، أو احتيالا على تسويغ الحكم بغير ما أنزل الله وفرض على عباده، فحكمه في الشريعة حكم الجاحد لحكم من أحكام الله: أن يستتاب، فإن أصر وكابر وجحد حكم الله، ورضي بتبديل الأحكام = فحكم الكافر المصر على كفره معروف لأهل هذا الدين. وكتبه محمود محمد شاكر".

المصدر: عمدة التفسير، لأحمد شاكر رحمه الله. تفسير الآية 44 من سورة المائدة.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م